[متعب البحيري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً أهلاً بالأستاذ مسك الكلام، لقد اتيت اليوم بالمسك تحمله بين يديك لتنثره على اقرانك واصحابك واصدقائك واخوانك ممن امتزجت ثيابهم برائحة الدخان مروراً بالنفاية، إن القلب ليحزن ويأسف على هذا الحال الذي بات فيه النائم بأقصى القبيلة لا يعلم جراح اخيه في ادناها، لقد اضعنا يا عزيزي مفهوم ذلك الجسد مترابط الأعضاء الذي إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فلم يعد هناك من يسهر في سبيل مصلحة اخوانه فالكل يعيش تحت ظلال نعيمه وفرحه ناسياً أخوانٌ لهم يعانون الأمرين ذهاباً وإياباً من وإلى الفرع، إنها حقاً إن اردنا الحقيقة تلك المرحلة الحرجة التي بتنا نعيش ويلاتها تفضيلاً لفئة دون أخرى، ولعلك تتسائل، لماذا إن جاز لنا التساؤل نقدس فئة دون أخرى، لماذا ترمى النفايات تحديداً بتلك المنطقة ولماذا لا ترمى مثلاً بالفائجة أو بجلة حضره؟ اسأل نفسك هذا التساؤل ولتدرك مدى التفاضل الذي خلّفه لنا بعض عقلائنا وستعرف حينها أن الآوان قد آن لوقفة جادة. نعم، تحقق فينا بصدق مقولة اجدادنا "دبجةٍ في ظهر غيري كنها بظهر البزبير" بل دعك من هذا لماذا يتألمون أصلاً لحالك ولحال اخوانك في الفرع، وهم لا يستشعرون ذلك الألم الحاصل صبح مساء، هل تعتقد أن هناك من سيتألم من أجلك، والله ضحكتني يا دخييييييييييييييييييييييييييييييييييل، المضحك المبكي ما أورده طير السعد حين أشار إلى أن اخواننا بتلك المنطقة يستنشقون روائح حفاظات غيرهم من ابناء القبائل المجاورة، اقتناص يا طير السعد لملاحظة حية وواقعية أرجو أن تصيب وتجرح عضو حساس في جسدنا عله يتحرك. وكنتُ على وشك إيراد بعض الحلول لولا أن اشار إليها بعض الأخوة كبركات البحيري، وأبو الفيصل البحيري وم ح البحيري. لا أريد أن اخوض في مسائلة المسؤولين وراء هذا الجرم الذي اقترفوه بحق اخواننا بالقبيلة لأن هذه التساؤلات ذبلت في مواضيع سالفة شاركت فيها غير مرة دون الخلوص إلى نتيجة. أتمنى أتمنى أتمنى أن نرى نتيجة مملوسة لهذه النازلة علّنا نحقق ولو آية بسيطة في القرآن وهي "يا أيها اللذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون، كبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"

ومضة: العجب العجاب أن يقول الصحيح للمريض: توقف عن الشكوى.