عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2009, 10:25 PM   #4
متعب البحيري
 

متعب البحيري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: وسط معمة الحياة وضجيجها

جميلة خاطرتك يا حبيبي وأخي محمد، فلقد أخذتني ذات التساؤلات التي اثرتها وهذا ينم عن أن كلامك قد لامس جراح الجميع وكأنك تتحدث بلسانهم واستميحك عذرا لإدراج فلسفتي الخاصة عن هذا. فلو تعود للبداية، تجد أنني بادرتك بكلمة "حبيبي وأخي" ولم أقل "صديقي" والصفتان متلازمتان إلا أن التقدير لا يحصل في كلمة "حبيبي" كما هو في "صديقي" فمثلاً تستطيع أن تقارن وتقول
"أنا اصدق لمتعب من فهد"
كما تستطيع ان تقول
"أنا الأصدق"
ولكنك لا تستطيع أن تقول
"أنا أحب لمتعب من فهد"
كما لا تستطيع أن تقول
"أنا الأحب"

وهذه المفارقة بين الكلمتين تعيدنا إلى أصل الكلمتين
الصداقة أتت من "صدق" والمحبة والاخوة اتت من "حب وآخ" كلمة "أخي" في اللغة العربية أتت من لفظة "أخ" التي تقولها حينما تصاب بالألم والضجر آآآآآآآآآخ، وكأنك تطلب العون من اخيك.

وعلى هذا لا تقلق ابداً بشأن الاصدقاء بقدر ما تقلق بشأن الأحبة وذلك لسببين: كونك تقول لشخص "يا حبيبي" لا يعني بالضرورة أن تصدقه القول والفعل على حساب نفسك، أما أن تقول لشخص "يا صديقي" فيقتضي ان تصدقه القول والفعل حتى على حساب المحبة والمودة وهذا من الصعب ايجاده وهو من المستحيلات.
قلت لك في البداية "يا حبيبي" لأني أحبك وأعزك ولأنني اعرف أنني لا أضمن أن اصدقك دائماً القول والفعل، ورغم عدم صدقي لك فإن لك من المحبة الحظ الكبير فأنا دائماً مثلاً أجاملك والاطفك نظير أن تبقى المحبة على حساب الصداقة، فاهتمامنا المحبة لا الصداقة. وكما ذكر الاخ م ح البحيري التي سرتني كلمته لك في المقدمة "يا ولد يا ولد" ليس هناك ما هو أصلح وانفع من المحبة في الاسلام، الاسلام قال "تحابا في الله" ولم يقل "تصادقا في الله" ولو تأملت مثلاً تجد أن الإسلام في شؤونه كلها لم يتطرق ولو بالقليل لكلمة صديق أو صداقة لا في القرءان ولا في السنة (على حد علمي)، ولكنه استبدلها بلفظة "صحابي" أو "صحابة" أو "أخ" أو "أخوة" والتي لها حظ المحبة والمعاونة والمساعدة فقال تعالى "إذ يقولوا لصاحبه لا تحزن" وقال "إنما المؤمنون أخوة"

أرجوا ان لا يطول انتظارك يا حبيبي واخي محمد لأصدقاءك فالصديق قد دفن بأيدي أناس قدسوا المجاملة والمداهنة على حساب الصدق والصراحة، فنبعت على اثرها المصلحجية التي ذكرت. أجمل تحية لك ولتعلم إيمان يقين بأن المحبة في الله لا تضاهيها روعة أنا جربتها بصراحة وفقدتها للأسف، ووالله ثم والله وجدت الحلاوة التي قال عنها الرسول في حديثه "ثلاثُ من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يحب المرء لا يحبه إلا لله" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
تحذير:
١. لا تصدق اليوم من قال "أحبك في الله" فلقد اصبحت الكلمة "كليشة" يرددها كل من هب ودب دون وعي دلالاتها الحقيقية المحبة في الله ان تحب إنسان لأنه يقرأ القرءان وأن تحبه لأنه يصلي في المسجد وأن تحبه لأنه يهمه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس لأنه بسطة ووناسة وتضحك مع سواليفه، ولما تضحك تقول الله يوفقك يا شيخ والله إني "احبك في الله" فهذه من المغلوطات السائدة ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
٢. لا تصدق من يقول "أعزك وأنت افضل صديق عندي" كل هذه الكلمات جرت العادة على ذكرها ولا توجد هذه المفاهيم إلا في عقل المجاملين أو بالاحرى الطيبيين ممن همهم خاطرك.
٣. صديقك الحقيقي "عملك وخلقك مع الناس" إن صلح هذا العمل فأنت في غنى عن الاصدقاء لأنهم سيأتوا بمجرد أن يصلح صديقك الحقيقي لأنه هو الوحيد الذي يضمن اقتراب الناس منك وابتعادهم عنك.

عملك وخلقك مع الناس هو الصديق الوفي والحقيقي لك يا محمد، وانظر معي في وفائه وصدقه لك
الكل سيفارقك في الاخرة إلا هو، سيبقى معك في قبرك، والكل سينساك على الدنيا إلا هو فسيبقي لك ذكرك.

اجمل تحية يا حيببي وأخي محمـــد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




التعديل الأخير تم بواسطة متعب البحيري ; 11-18-2009 الساعة 10:36 PM.
متعب البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس