فما أنجب الفحل...!
* قالتا له يومًا: عجبًا منك! كيف يسودك قومك وفيك
 ثلاث خلال؟ أنت من جذام، وأنت جبان، وأنت غيور؟! قال: 
أما جذام فإني في أرومتها، وحسب الرجل أن يكون في أرومة قومه.
وأما الجبن فإنما لي نفس واحدة أحوطها فلو كانت لي نفس
 أخرى جدت بها.
وأما الغيرة: فأمر لا أريد أن أشارك فيه، وحقيق بالغيرة
 من كانت عنده امرأة حمقاء مثلك، مخافة أن تجيئه بولد
 من غيره فتقذفه في حجره فأنشدت تقول:
وهل هند إلا مهرة عربية
 
سليلة أفراس تحللها بغل
 
فإن أنجبت مهرًا عريقًا فبالحرى
 
وإن يك إقراف فما أنجب الفحل
 
وقال الهيثم بن عدي: عزا الغساني الحارث بن عمرو آكل
 المرار الكندي فلم يصبه في منزله، فأخذ ما وجد له
 واستاق امرأته، فلما أصابها أعجبت به وقالت له:
 انْجُ، فوالله لكأني أنظر إليه يتبعك فاغرًا فاه كأنه بعير آكل
مرار، وبلغ الحارث فأقبل يتبعه حتى لحقه فقتله وأخذ ما كان معه
 وأخذ امرأته، فقال: هل كان أصابك؟ قالت: نعم؛ فوالله
 ما اشتملت النساء على أطيب منه قط! فأمر بها فأوقفت
 بين فرسين ثم استحضرهما حتى قطعاها ثم أنشأ يقول: 
كل أنثى وإن بدا لك منها
 
آية الود حبُّها خَيْثَعور
 
إن من غره النساء بودّ
 
بعد هند لجاهل مغرور
 
 
من بريدي