بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
الكل يعلم ما اصبح إليه حال بعض الناس في هذا الزمان من نظرة مادية بحتة ومن ضعف الوازع الديني ومن كثرة الخصومات وما إلى ذلك , وفي الحقيقة أني لاحظت أن في مجتمعنا البحيري توجد هذه الأمور وغيرها كما أنها توجد في مجتمعات أخرى إلا أنه في مجتمعنا البحيري تختلف قليلاً فمثلاً إذا كان هناك خلاف بين أب وإبنه وتطور بهم الأمر إلى أن وصلوا إلى الفرقة أو مثلاً كان هناك خلاف بين أقارب أو حتى بين شخصين على أرض او غير ذلك فإنك لاتجد من يحاول أن يصلح بينهم إلا ما رحم الله وإن وجد فإنه سرعان ما يعلن استسلامه وينسحب وأنتم تعلمون الخير الذي يجنيه من يسعى في هذا الصلح قال الله تعالى {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } ويقول تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ويقول تعالى {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة) رواه الشيخان. قال النووي رحمه الله تعالى (ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل).
وروى أبو الدرداء رضي الله عنه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة) رواه أبو داود .
ولله در القائل :
إن المكـارم كلها لو حصلت ...... رجـعت جمـلتها إلى شـيئين
تعظيم أمر الله جـل جـلاله ...... والسعي في إصلاح ذات البين
على كل حال هذه مقدمة أردت منها طرح فكرة وارجو من الكل المناقشة .
فكرتي هي:
أن يكون في كل قرية من يتبنا لجنة إصلاح بحيث يجمع حوله ثلاثة أشخاص أو أكثر بقليل فتكون هذه اللجنة مكونة من كبار السن والشباب وهذا ضروري ليكون هناك توافق .
في نظري أن هذه اللجنة سيكون لها بإذن الله دور فعال في الإصلاح .
اسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع وآخر دعونا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.