الموضوع
:
أشياخنا يا شباب بني بحير ::::شيوخ بني بحيربلقرن
عرض مشاركة واحدة
12-10-2009, 12:46 AM
#
1
م ح البحيري
مستشار منتديات بني بحير بلقرن
أشياخنا يا شباب بني بحير ::::شيوخ بني بحيربلقرن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قبل أيام دخلت مراجعاً في أحد المؤسسات .. فحضرت موقفاً أثار قريحتي أن أكتب لكم هذا الموضوع الذي لا يخلو من تقصير ، ولكنها خواطر تحتاج أن نقف معها ونراجع أنفسنا حتى لا نسقط من على شفير الهاوية ..
خلاصة الموقف أنني كنت في غرفة المدير وبجانبه شخص آخر آظنه مساعده ... وفي تلك اللحظات دخل علينا رجل بلغ من العمر عتيا ،
كبير رق عظمه وكبر سنه وخارت قواه وشاب رأسه، وقلت حيلته
بدأ ذلك العجوز الذي رسم الزمن على جبينه حكايات السنين الماضية .. بصوت تعلوه حمحمة الألم والمعاناة .. بدأ يشرح مشكلته للأخ المحترم صاحب المقام السامي في تلك المؤسسة ..
وأظن ذلك الشيخ الكبير .. كان عاجزاًتماماً عن حل مشكلته .. لا سيما أنه كان يقول إنه جاء من دائرة حكومية أخرى لم يجد فيها حلاً لمشكلته .. وما إن انتهى من حديثه حتى بدأ ذلك الموظف يورد له الحجج والبراهين على أنه ليس لدائرته علاقة بمشكلة هذا الشائب الكبير ..
وبعفوية ذلك الشيخ الكبير الذي توحي هيئته أنه قد
تعب في هذه الحياة كثيرا حتى احدودب منه الظهر وتقاربت الخطى وضعف البصر وتساقطت الأسنان
بدأ يراجع الموظف ويلاطفه عله يجد عنده قضاء حاجته .. لكن الموظف المحترم ثار ثورة الثور الأعمى .. وبدأ يتكلم بصوت عالٍِ جداً ويزمجر بالعبارات .. مستحقراً ذلك العجوز بنظرات تحمل في معناها . غمط ذلك العجوز . وهوانه على ذلك الموظف المحترم ..
حدقت نظري في وجه ذلك الشيخ علي أرى شعرة سوداء واحدة ..
فما رأيت إلا نور الشيب يعلو محياه الجميل ..
ما تحملت الموقف .. وأثناني الشيطان أن أنكر على ذلك الموظف بلساني .. ولكن أنكرت بقلبي وخرجت من الغرفة والألم يعتصرني .. كيف وصل حال بعض الموظفين .. في تعاملهم مع كبار السن .. وكيف نسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم
((إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم))
فأي إجلال نجلّه نحن معشر الشباب لآبائنا من كبار السن .. وأي توقير يجده الكبير في مجتمعات أصبح فيها ( كثير ) من الشباب يستأثرون بالحديث وذكر البطولات والمغامرات .. بينما يتحول كبير السن الذي ملأت حوادث الدهر ذاكرته .. ومحصت مواقف الحياة تجربته .. يتحول إلى مستمع منصت يقلب نظره في المجلس ذات اليمين وذات الشمال .. لا يجد فرصة واحدة أن
يحكي موقفاً أو تجربة .
ما بال أقوام .. إذا تحدث الشيخٍ الكبيرٍ في مجلِسٍ من المجالس نظروا إليه نظرةَ الازدِراء والاحتقارِ، يرَونَ كلامَه غيرَ صحيح، ويرَونَ رأيَه غيرَ صائب، ويعدّونه عِبئًا وثُقلاً عليهم، وما علِموا أنَّ هذا الذي أمضى عمرًا طويلاً له من الطاعات ضعف ما لهم ً. ولعلها رفعته عند الله منزلةً أعلى من منزلتهم
أسفي على زمن إذا تكلم الكبير فيه قاطعه الصبيان, وإذا أبدى رأيه ومشورته سفهه الرجال , فأصبحت حكمته وحنكته إلى ضياع ٍ وخسران,
لماذا أصبح دورنا وإجلالنا لكبار السن يتمحور حول تقبيل الرأس أو تفسيح المجالس لهم .. أوليس بأحرى بنا أن نستفيد من تجاربهم في الحياة ، أوليس ما لديهم من الخبرات والمهارات إرثاً لا بد أن يتعلمه أحفادهم ....
إن الحياة مواقف وعبر .. ولو دام الشباب لهؤلاء لما وصل إلى غيرهم .. فمتى نعي أن الدائرة تدور .. وأن الأيام دول ..
ليس هذا فحسب بل طال أولئك الأشياخ .. استهجان أقوامٍ لهم حتى أصبحت تحاك لهم المواقف المضحكة والتساؤلات التي تحمل في ثناياها . أقبح معاني السخرية والإستهزاء ...
قبل أشهر من الآن كنت أقرأ في مسجدي للمصلين .. شيئاً من رياض الصالحين وكان الحديث عن إجلال ذي الشيبة المسلم ..
وعند الختام .. ترصد لي شابٌ من أحد القرى المجاورة لقريتي ، لاحظته يرقبني بنظره من آخر المسجد , وعندما ظن أن انتباهي مشدوداً إليه .. استقبلني ثم صافحني ..
ظننته يريد أن يستفسر عن شئ غير واضح أو أن يسأل عن قضية فقهية حول الصلاة كما هي عادة كثير من الشباب ، ولكنه فاجأني بكلامٍ .. اهتز له كياني
قال لي ذلك الشاب : يا أستاذ محمد تكفى نريد خطبة جمعة عن توقير واحترام كبار السن .. يقول الشاب : والله يا أستاذ محمد أن جماعة المسجد في قريتنا ما إن تنتهي الصلاة حتى يتجمعون عند الباب يرسلون عبارات الإستهزاء والسخرية لبعض كبار السن في قريتنا ..
فأين العقلاء لهذه الثلة الضالة التي اتخذت من أولئك الأشياخ تسلية ومرفهاً
ألم يقل رسولنا صلى الله عليه وسلم ..
((ليس منَّا من لم يوقِّر كبيرَنا ويرحَم صغيرَنا))
،ألم يكن
إذا تحدّث عنده اثنان في أمرٍ. يبدَأ بأكبَرهما بالحديث ويقول: ((كبِّر كبِّر))
، هذا والله خلُق الإسلام، وهكذا رُبِّي المسلمون على هذه التربيةِ العظيمة، أن يحترِمَ صغارهم كبارَهم، وأن يرحَمَ كبارهم صغارَهم، وأن تتبادلَ المنافع بين الجميع ليكون المجتمع المسلم مجتمعًا مترابِطًا متعاونًا على الخير والتقوى.
يروَى عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنّه أخبر أنّ إهانةَ الشيخ الكبيرِ والعالِمِ وذِي السلطان أنَّ إهانتَهم وعدَمَ احترامهم دليلٌ على ما في القلبِ من نفاق
فكم هم أولئك المنافقون في مجتمعاتنا ..
أي شئ أعظم من أن يخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم
حين قال
((إن الله يستحي أن يعذّب شيخًا في الإسلام))
فكيف يلطخ أولئك المتكبرون .. أيديهم بأذية من يستحي الله تعالى أن يعذبهم
أيها الأحباب ،
لقد اهتمّ الإسلام بالكبير، وجعل له حقا على من دونه، فأوجب احترامه وتوقيره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ((ما أكرم شابّ شيخًا من أجل سنّه إلا قيّض الله له عند سنه من يكرمه))
فتنبهوا لهذا المنزلق الخطير .. فوالله وتالله ما لهم بعد الله إلا أحفادهم .. ويكفيهم فخراً وعظمة أنا لا نرزق إلا بهم .. وأن إجلالهم طاعة ومرضاة لله تعالى .. أوجبها على سائر خلقه ..
فسبحان من خلق الإنسان ضعيفًا خفيفًا ثم أمده بالصحة والعافية فكان به حليمًا رحيمًا لطيفًا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير)
صدق الله العلي العظيم وصلى الله على نبينا محمد الرسول الأمين الكريم .
أخوكم / م ح البحيري
م ح البحيري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى م ح البحيري
البحث عن كل مشاركات م ح البحيري