قصيدة (( بنت العرضيتين )) .. عبدالله حسن المنتشري
شَرِبتُ من عَينٍ ما كُنتُ أَشرَبُـها ..
شَرِبتُ لَمَّا رَأَيتُ النَّاسَ قَد شَرِبُوا
وَطَرِبتُ لَمَّا رَأَيتُ النَّاسَ فِي طَرَبٍ ..
وَغَـابَ وَعـيي لّمَّا زَادَ بِي الطَّـرَبُ
أَفَقتُ فَإِذَا بِنتُ العَرضِيتَينِ بَاكِيَةً ..
قَالَت لِمَ أَهلنَـا مِن أَرضِــنَا ذَهَـبُواً
لِمَ ذَاكَ الحَبِيبُ قَد هَـجَرَ الدِّيَارَ ..
وإِنَّ قَلــبي يَبكِي عَليهِ وَيَنتَحِــبُ
قُلنـَا اذهَبي فَفِي بِلادِ اللّهِ مُتَّـسَعٌ ..
قَالَت أنَا الـدُّرُّ وَالأَلمَاس أَنَا الذَّهّبُ
أَنَا بِنتُ العَرضِيـتينِ وَبِِها وُلِـدَت ..
فَتَـاةٌ أَصِيلَـةٌ تَبغِي القَومَ أن يَثِـبُوا
أَنَا أَرضُ الجُدُودِ أَنا أَرضُ الجُذُورِ..
أَنَا العِفَّةُ ..أنَا الأَخلاقُ أَنَـا الأَدبُ
أَنَا مَازِلتُ أَحلَمُ أَن أَكونَ عـرُوسَةً ..
فَحلُهَا مِنهَا عَليهَا يَسقُطُ الرُّطُــبُ
أَغَارُ عَلى العَرضيتينِ فَإنهَا مِن ..
رَكبِ الحَضَارَةِ نَزَلَت وَغَيرُها رَكِبوا
أَنَا مِن تُرابٍ بِه التَّارِيخُ يَفتَخِرُ ..
أَنَا مِن رِجَــالٍ لَهم شَـأنٌ لَهم نَسَبُ
أَنَا قَد بَكيتُ صَبَابَةً فَلِمَ أَرضنَا ..
مِن بَينِ الدِّيَارِ بِلا ذِكرَى بِِِلا نُصَـبُ
لِمَ لا أَرَ مُستَشفَاً يُعَــــالِجُنا لِمَ ..
لِمَ لا أَرَ صَـرحَــاً بِه العِلمُ وَ الأَدَبُ
لِمَ أَرضنَا قَحلاء بِلارَيٍّ بِلا أَمَلٍ ..
لِمَ شَاخَت دِيَِاراً شَـــاخَهــا التَّعَبُ
لِمَ المِيَاهُ تَمتَدُّ مُحَلاةً وَتَبتَعَـــدُ ..
وبَحرُنَا ان هَاجَ يَومَاً ظَلَّ يَضطَرِبُ
لِمَ لا تَفِيقُوا يَاشِيوخ العَرضِتَينِ ..
فَلَم وَلَن نَسمَع بِطِفلٍ قَد قَتَلهُ أَبُ
عَرضِيتَاي : لاتَخَافِي حَبِيبَتي ..
فَخَالِدُ الفَيصَل مِنهُ الجُودُ يَنسَكِبُ
وَنَحنُ فِي وَلاَءٍ لا انفِصَامٍ لَهُ ..
عَهدٌ عَلَى الأَجدَادِ تَحفُظُهُ الكُتُبُ
كتبها الأستاذ/ / عبدالله حسن المنتشري ...**الجمعة 18/11/1430- العرضية الشمالية
التعديل الأخير تم بواسطة اميرة القمر ; 02-01-2010 الساعة 06:43 AM.
|