عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2009, 02:47 AM   #1
الصمت حكمة
 

الصمت حكمة سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي ظاهرة متفشية في مجتمعنا ...ارجو التفاعل من الجميع

الحمد لله الذي أمر عباده بالعدل والإحسان ، ونهاهم عن الظلم والعصيان ، فمن عمل بأمره وانتهى بنهيه فقد نجى ، ومن عصاه واتبع هواه ُ فقد هوى ، والصلاة والسلام على من بعث متمما لمكارم الأخلاق ، وداعيا إلى توحيد الواحد الرزاق ، الذي يفوز من اتبع سنته ونهجه ، ويخسر ويهلك من يخالفه ويعارضه ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
وبعد ..
فإن من المظاهر السيئة التي نشهدها في مجتمعاتنا هذه الأيام ظاهرة كثير من الناس عنها ساهين ، وعن خطرها غافلين ألا وهي ظاهرة مصاحبة الكبير الذي نطح سنه أواسط العشرين وزاد للصغار من الغلمان والأولاد ، وقد يقول قائل : وماذا في ذلك ! ؟ رفيق ورفيقه ، وخليلٌ وصديقه ، لكن المسألة تتعدى ذلك بكثير ، ولا ينتبه لها أحد والأمر خطير ، والمظاهر خادعة ، والصور المكشوفة لا تنم بالضرورة عن الأحوال الباطنية المستورة ، فنحن يغرنا منظر بعض الورود الجميل ولونها الزاهي عند تساقط أشعة الشمس عليه فيكون له البريق واللمعان وعندما نشمها نجد أنها بلا ريح وسريعة التفتت ، والذبول ، ولونها سريع الزوال ، ويخدعنا السراب عندما نظنه ماء فنهرع لظمئنا الحارق إلى شربه فنجده هباء فلا يزيد عطشنا إلا عطشا ولا عناءنا إلا عناء ، وفي القران الكريم كشف الله المنافقين رغم كلامهم ومظهرهم الدال على الإيمان والثبات فقال سبحانه ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) قال بن كثير رحمه الله في تفسيره ( (كاذبون) :أي فيما أخبروا به وإن كان مطابقاً للخارج ) – انتهىكلامه رحمه الله - ، والعلاقات التي تنشأ بين الكبار وبين من يصغرونهم بسنوات عديدة الكثير منها يكون ظاهره خالص الصحبة والمودة ، وباطنها أمور تأبى الأنفس المؤمنة عن تصديقها ، وتروع القلوب الطاهرة لدى سماعها ، فبعض الكبار (هداهم الله وأصلحهم) اتخذوا من الصغار باسم الصحبة والصداقة ! مطية ً للوصول بهم إلى غاياتهم السيئة أو شهواتهم الدنيئة ، فصارت العلاقة بينهم كعلاقة الزعماء بعصاباتهم ، والأخلاء بخليلاتهم ،وهذا سبب من أسباب كثرت السرقات ، واللواط ,عمل المنكرات، وادمان المخدرات التدخين ولا تكاد السجون اليوم تخلو من المراهقين ، ولا يكاد يرتكب الجرائم إلا من هم تحت سن العشرين ، وما ذاك إلا لصحبتهم للكبار الفاسدين فتعلموا منهم المعاصي والفساد، واجتهد أولئك عليهم في المعاصي أيما اجتهاد ،فالصاحب كما يقال ساحب ، والمرء كما ورد : (على دين خليله) ، ومن عاشر قوما ًكان منهم وعلى صفتهم وشاكلتهم .وأولئك الكبار الذين انحرفوا عن جادة الهدى والصواب ، ورافقوا من هم أصغر منهم سنا كان لهم عليهم فضل عقلٍ، وجسمٍ، وقوة وربما امتلكوا وسائل أخرى كالمال والسيارة ، فاستغلوا ذلك في إغوائهم ، وترويضهم وتطويعهم لهم ، فصار الصغار في أيديهم كالحديد المصهور يشكلونه كيف يشاءون ، أو كالوعاء الفارغ يملئونه بما يريدون ، وإنا لنشاهد في واقعنا المعاصر الكثير من الفتن ، منها ما ظهر وطفح على السطح ، ومنها ما بطن ، فمن ذلك أن بعض أولئك الذين صاحبوا الصغار وغووهم من احتدت فيه شهوته ، وثارت عليه غريزته ، فلما لم يقدر أو يهتدي إلى الحلال ، وانحرفت به نفسه عن شرع ذي الجلال اتخذ من هؤلاء الصغار منفذا ً لشهوته ، وعشقاً لملذته ، فرافق الغلمان ، وهوت نفسه المردان ، فسقط في الهلاك والخذلان ، وهذا والعياذ بالله منتهى الخسران قال الإمام بن القيم (رحمه الله) في جوابه الكافي واصفا حال مثل هذا ( وهذا داء ٌ أعيا الأطباء دواءه ، وعزّ عليهم شفاؤه ، وهو لعمر الله الداء العضال ، والسمُّ القتّال ) – نسأل الله السلامة – وكذلك من هؤلاء الكبار من هجره أصحابه لخسته ، وفساد خلقه وقلة حيائه وأدبه ، فلما استو حد وانفرد ، وما وجد حوله من الصالحين أحد اتخذ الصغار أصحابه ، وأفاض عليهم من صفاته وأخلاقه ، فاجتمعوا حوله ، وارتبطوا به ، وعملوا بعمله ،فصاروا كالأورام الخبيثة في أجسام مجتمعاتنا يفعلون الفساد ، ويقومون بالإفساد حتى تضرر من شرهم الخلق والبلاد ، هذا ولمرافقة الصغار للكبار أسباب ومسببات ، فمنهم من حرم من رعاية الأبوين واهتمامهم ليتمه وأهمله الناس ولم يراعوه ولم يحسن أقربائه كفالته ورعايته فصار إلى ذلك ومشى عليه ، ومنهم من حرم من رعاية الأب وحنانه فأخذ يستجدي تلك الرعاية وذلك الحنان حتى وجده عند من زوره له وادعى به من الكبار ليربطه معه ، ويجره معه إلى طريق الفساد ، ومنهم من نشأ على غير خلق ودين فسهل صيده على المستذئبين ، ومنهم من خلقه الله على صورة جميلة ، فكان محطةً لأنظار ذوي الفحش والرذيلة ،فجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم حتى اكتنفوه في فحشهم ، وقتلوا نفسه بفعلهم (ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ، ثم إن من الكبار من أنعم الله عليهم بالدين ، وجعلهم من المؤمنين الصالحين ، وجعل منهم الدعاة والمربين ، فهؤلاء لا نقصدهم بكلامنا ، ولا نعنيهم بملامنا وتحذيرنا فهم بشرع الله ملتزمين ، وللحق عارفين ، وبالضوابط والحدود ملتزمين وإنما الكلام عن من غفل عن الله ، واتبع شهوته وهواه
أخوكم في الله :
الصمت حكمة



الصمت حكمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس