قصيدة المروتين
للشاعر طاهر زمخشري
هذه القصيدة من القصائد الخالدة بالنسبة لي فقد عشقتها منذ الصغر حينما سمعت الشاعر الكبير طاهر زمخشري رحمه الله يذكر قصة ولادتها عندما كان في مصر .. حيث تعود أن يقضي كل الأعياد في مكة المكرمة بجانب البيت والخيف والأخشبين ولكنه في ذلك العيد لم يتمكن من الذهاب إلى مكة فكانت ولادة هذه القصيدة أما سبب رسوخها في ذهني فلآنه كان يقص القصة وهو يبكي ولأن الفنان طارق عبد الحكيم قد غناها وكانت الإذاعة السعودية ترددها كثيرا
أهيم بروحي علـى الرابيـه وعند المطاف وفي المروتيـن
وأهفـو إلـى ذكـر غاليـه لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهـدر دمـعـي بآماقـيـه ويجري لظاه على الوجنتيـن
ويصـرخ شوقـي بأعماقيـه فأرسل من مقلتـي دمعتيـن
أهيـم وعبـر المـدى معبـديعلـق فـي بابـه النيريـن
فإن طاف في جوفـه مسهـد وألقى على سجفـه نظرتيـن
تـراءى لـه شفـق مجهـد يواري سنا الفجر في بردتين
وليـس لـه بالشجـا مولـد لمغتـرب غائـر المقلتـيـن
أهـيـم وقلـبـي دقـاتــه يطير اشتياقاً إلى المسجديـن
وصـدري يضـج بآهـاتـه فيسري صداه على الضفتيـن
على النيل يقضـي سويعاتـه يناغي الوجوم بسمع وعيـن
وخضـر الروابـي لأنـاتـه تردد مـن شجـوه زفرتيـن
أهيم وحولي كـؤوس المنـى تقطر فـي شفتـي رشفتيـن
فأحسب أني احتسبـت الهنـا لأسكب من عذبـه غنوتيـن
إذا بي أليف الجوى والضنـى أصاول في غربتي شقوتيـن
شقاء التياعي بخضر الربـى وشقوة سهم رمانـي ببيـن
أهيم وفـي خاطـري التائـه رؤى بلد مشـرق الجانبيـن
يطـوف خيالـي بأنحـائـه ليقطع فيـه ولـو خطوتيـن
أمـرغ خــدي ببطحـائـه وألمس منه الثـرى باليديـن
وألقـي الـرحـال بأفيـائـه وأطبع فـي أرضـه قبلتيـن
أهيم وللطيـر فـي غصنـه نواح يزغرد فـي المسمعيـن
فيشدو الفـؤاد علـى لحنـه ورجع الصدى يملأ الخافقيـن
فتجري البـوادر مـن مزنـه وتبقي على طرفـه عبرتيـن
تعيـد النشيـد إلـى أذنــه حنيناً وشوقاً إلـى المروتيـن
منقول