عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2010, 04:22 AM   #9
شذى الجنوب
 
الصورة الرمزية شذى الجنوب
 

شذى الجنوب مذهل  وصاحب ذوقشذى الجنوب مذهل  وصاحب ذوقشذى الجنوب مذهل  وصاحب ذوق
افتراضي رد: استبعاد الاستعباد



أستاذ متعب البحيري .. أهلا بعودة قلمك المميز .. ومايحمله لنا من المفاجآت وإن كان لي بعض العتب عليك بسبب موضوع سبق طرحه .. ولكن أبت ريشة قلمي إلا بالمشاركة معكم هنا في هذه القضيه التي تستحق الطرح والوقوف عندها ملياً وخاصة منا نحن كمسلمين ملمين بشريعة الله في خلقه .. فالقضيه هنا أستاذي ليست وليدة اللحظه كما أسلفت .. ولكنها متأصله في شعوب قد سبقونا بمئات العصور سواء في الرومان أو اليونان وحتى لدى الفراعنة المصريون والعرب قبل وبعد الإسلام ... حيث المجتمع كان يتكون عندهم من ثلاث طبقات الأولى طبقة الملوك والنبلاء والثانيه للحرس وقادة الجيوش والثالثه لعامة الشعب والتي كانت تدخل في مسمى الأرقاء والفقراء لديهم .. إذاً فالقضيه متأصله في العقول منذ القدم توارثتها السنين لتصبح عيباً بيننا كمسلمين نحاسب عليه أمام الله سبحانه .. فلا فرق بين أعربي ولا أعجمي إلا بالتقوى وهذا مقياس التفرقه بيننا كمسلمين .. وكلنا أبناء تسعة أشهر .. وأنا هنا أرى أن من يتلفظ بهذه الكلمه إنسان فيه كبر وتعالي و جاهليه مهما تقلد من المناصب والشهادات العاليه فأين هؤلاء من رسولنا الكريم وأخلاقه العاليه هو وصحابته الكرام رضوان الله عليهم ولعلي هنا أذكر قصة حدثت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم توضح لنا الكثير والكثير ... حيث اجتمع الصحابة في مجلس ولم يكن معهم الرسول عليه الصلاة والسلام
فجلس خالد بن الوليد .. وجلس ابن عوف .. وجلس بلال وجلس ابو ذر
وكان ابو ذر فيه حدة وحرارة فتكلم الناس في موضوع ما ..فتكلم أبو ذر بكلمة إقتراح: أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا .قال بلال : لا .. هذا الإقتراح خطأ .فقال أبو ذر : حتى أنت يابن السوداء تخطئني .!!!
فقام بلال مدهوشا غضبانا أسفا ..وقال : والله لأرفعنك لرسول الله عليه الصلاة والسلام ..وأندفع ماضياً إلى رسول الله .وصل للرسول عليه الصلاة والسلام ..وقال : يارسول الله .. أما سمعت أبا ذر ماذا يقول في ؟
قال عليه الصلاة والسلام : ماذا يقول فيك ؟؟
قال : يقول كذا وكذا ...فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ..وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر .. فاندفع مسرعا إلى المسجد ..فقال : يارسول الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .قال عليه الصلاة والسلام : يا أبا ذر أعيرته بأمه .. إنك امرؤ فيك جاهلية .!!
فبكى أبو ذر رضي الله عنه.. وأتى الرسول عليه الصلاة والسلام وجلس ..وقال يارسول الله استغفر لي .. سل الله لي المغفرة !
ثم خرج باكيا من المسجد وأقبل بلال ماشيا ..فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب ..وقال : والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك ..أنت الكريم وأنا المهان ..!! فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا
... هذه هي حياتهم يوم تعاملوا بالإسلام رضي الله عنهم أجمعين أن بعضنا يسيء للبعض في اليوم عشرات المرات .. فلا يقول : عفوا أخي .. بل إن بعضنا يجرح بعضا جرحا عظيما في عقيدته ومبادئه وأغلى شيء في حياته فلا يقول ... سامحني ..
فهنا أحبتي يجب أن نعرف ونعي أن الإسلام دين التقوى لم يفرق بين لون أو حسب أو نسب ..

أما إذا بحثنا عن أسباب هذه القضيه وإنتشارها بيننا فسنجد أن أصابع الإتهام ستتوجه أولاً إلى الأسرة لأنها هي اللبنه الأولى والسبب الرئيسي في توجيه سلوكيات المجتمع وتهذيبها وتقويمها لما يوافق الأخلاق المحمديه التي عرف بها ديننا الإسلامي .. فإذا نشأ الطفل على أن التفوه بهذه الكلمه فيه اثم وعيب كبيروجرح لمشاعر الأخرين وسوف يعاقب عليها أشد العقاب فأكيد انه سوف يشب على هذه الأسس والأخلاق .. وطبعاً لا ننكر دور الأصدقاء في ذلك ولكن برأيي أن من تتطبع ونشأعلى مفاهيم لا يمكن لاي شي ان يغيرها .. وبهذا نكون قد اجتثينا هذه السلوكيات من جذورها . وهنا أذكر قصة حدثت مع أسرتي ( حيث كان يسكن بجوارنا جيران سمر البشره وحدث ان أقمنا وليمه وعزمنا عليها بعض الأقارب والجيران وبعد العشاء إلا وأختي تجيني مسرعة وعلامات الزعل والإستنكار على وجهها لدرجة اني خفت ان هناك مصيبه حاصله فإذا بها تخافتني في أذني أن إحدى البنات قالت لبنت الجيران ( أسكتي يا.....) ولما رحت علشان أشوف إيش اللي حاصل بالضبط وجدت بنت الجيران ذات العشر سنوات تبكي بشكل يقطع القلب وهي مخبئه وجهها بين كفيها الصغيرتين وهي تقول بين دموعها أنا وش ذنبي ان ربي خلقني كذا .. والله العظيم اني قلبي تقطع عليها وبغيت أعطي البنت صاحبة هذه العبارات القذره كف لولا ان تذكرت انهم في بيتنا وأن السبب الأول هو من أهلها وليس منها لأنهم لم يحسنوا توجيهها .. ) وأخيراً أعتذر للإطاله في هذا الموضوع ولكن القضيه تستاهل أكثر من ذلك فإذا كان الكفار والغرب قد نفوها من قاموسهم وفرضوا العقوبات فمن باب أولى أن نكون نحن المسلمون أسبق بهذا منهم لأن منهجنا وأخلاقنا هي القرآن الكريم والسنه النبويه.




التعديل الأخير تم بواسطة شذى الجنوب ; 02-18-2010 الساعة 04:28 AM.
شذى الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس