سوالف في دفتر شبه تالف..!
كنت ليلة البارحه في صالون الحلاقة وأنتظر لمدة 45 دقيقة فكتبت هذه الخاطرة التي لاتمتد للواقع بصله كـ(مجريات) ..
صباح في بيت جدتي التي ماتت وتركت أبي يتيما"..ماتت قبل أن تحضن أول ولد" له ..ماتت قبل أن آراها أنا..!
مع أغتصاب الندى لجسد الزهور وتلاعب الرياح بأجسادها ..وفتتان النحل برحيقها وغرس شفاة الفراشات الملونة في لب ثمارها..وأحتضان ذرات الضباب للوادي..وركض خيوط الشمس على أطراف النخيل..وأزرقاق السماء وهروب الظلام مهرولا" نحو الغروب..وألتفات أزهار عباد الشمس لسجاد عبادتها..مع كل طقوس الصباح..وتحت نغمات الطيور وسحابة" هناك ألتفت حول قمة الجبل الذي ظهر جماله ونفض بردة الظلام وستعدت صخوره لمصافحة النور.. ومع كل هذا ومع دخان تنور جدتي العجوز وطبطب خبزها الذي إيقضني وشق سكون الفجر وزاد جمال سمفونية أنغام العصافير..مع كل هذا ومع أبريق الماء الذي جاور بئر جدتي صاحب الحبل الطول نهض جسدي يتبع خطوات ظلي الذي عكسته خفوت شمعة فانوسي ليتجه لذاك الإبريق لأغسل محياي وأنثر قطرات الماء على أطراف ورود بستاني وتقليم أغصانة وجني بعض ثمار التوت المتدليه على أطراف كتفي..وعض ذاك التوت بشفاهي وعيناي تناظر لأسراب الطيور التي خطت في السماء طريق البحث عن أرزاقها ومع كل هذا التأمل عصف بأنفي رائحة خبز جدتي الذي أصبح جاهزا" فلتفت لها وهي عاصبة الرأس.. مشمرة" عن ساعديها وخطوط الشيخوخه قد حفرها الزمان على أطراف خدها الناعم ليلملم وجه أبي في وجهها وجبينها المعلم بطاعة خالقها..شدني حيوية وجهها الصافي كزجاج عرش بلقيس الذي دفعني لمحاكاة نفسي وسألها كأنه هو نعم كأنها أبي.. فقتربت منها وحضنت يدها التي أكتست ذرات الدقيق المتناثر من مخبزتها فقبلتها فأنطبع على شفاتي خطوط بيضاء دعت لشق أبتسامه من فاه جدتي التي أدخلت يدها في جفنة ماء بجوارها ومسحت شفاتي وقبلت جبيني لأبادر بحتضان رأسها المعطر بلفات الريحان والكاذي وأطبع قبلة" على رأسها لتبادرني بقولها الله يرضى عليك ياولد يا أبني عالي..
الحلاق ينده لي جاء دوري..!
تحليقه من على غصن التوت ..!