التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها (آخر رد :الرهيب)       :: ✨ *برنامج آية وفائدة* ✨ (آخر رد :الرهيب)       :: دورة علمية في التجويد* (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " جابر علي احمد ال حسن البحيري"(سويد) ولم يحدد وقت ومكان الصلاة والدفن (آخر رد :abuzeed)       :: أثناء خروجك من البيت ستلقى صنفين من النساء (آخر رد :الرهيب)       :: هذا هو الرقم الموحد الذي دشنه أمس وزير الشؤون الإسلامية .. (آخر رد :الرهيب)       :: شرح مُبسط ومُختصر 🔷 مخارج الحروف 🔷 مخارج الحروف من أهم الأبواب في علم التجويد. ♦️ويجب على قارىء القرءان أن يتقن مخارج وصفات الحروف حتى لا يتغير مخرج الحرف وبالتالي يتغير مدلوله 🔷والمخرج هو: م (آخر رد :الرهيب)       :: الفتور في رمضان . (آخر رد :الرهيب)       :: دعاء القنوت جاهز ومرتب لصلاة التراويح والقيام (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: منصة وقفي (آخر رد :الرهيب)      



ملتقى الصحافه والاعلام قسم يهتم بما يدور في الصحافه والاعلام من حوادث واخبار بهذا العالم

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾‏الحياة ميدان سباق إلى الله‏..سابقوا بالخيرات..‏سابقوا بالطاعات.    

مـن هـو علي عبد الله صالــح؟

السيرة التاريخية الكاملة للرئيس علي عبد الله صالح السـيرة الذاتية خلافاً لما قد يساور البعض من ظنون، استهل الرئيس علي عبدا لله صالح حياته بطفولة بائسة من زمـــن

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 06-19-2011, 11:14 PM   #1
 
الصورة الرمزية abuzeed
افتراضي مـن هـو علي عبد الله صالــح؟

الله صالــح؟ 07-07-17-885566309.jpg



السيرة التاريخية الكاملة للرئيس علي عبد الله صالح



السـيرة الذاتية
خلافاً لما قد يساور البعض من ظنون، استهل الرئيس علي عبدا لله صالح حياته بطفولة بائسة من زمـــن القحط التاريخـي، إذ فتح عينيه للـدنيـا فـي يوم 15 يوليو 1942م في بيت ريفي عتيق مهترئ الجدران يحاصر أنفاس الصدور المتزاحمة في باحاته الضيقة.. كان يتربع قرية (بيت الأحمر) من مديرية (سنحان) الواقعة جنوب شرق صنعاء.
ولم تكن ولادته أكثر من حدث يومي يتكرر من غير اكتراث كبير في جميع بيوت القرية.. فالصورة القاتمة للحياة كانت كفيلة باغتيال الآمال الصغيرة من بين الضلوع الناتئة من خلف الثياب، والأجساد الضامرة المترنحة جوعاً ومرضاً وجهلاً تحت وطأة صولجانات الأنظمة الإمامية الظالمة المستبدة.. ولربما كان جل أحلام والده آنذاك، أن يشب وليده، ويخفف عنه قسطاً من عبء الحياة ومسؤولياتها المضنية..
لكنه ما لبث أن انتقل إلى جوار ربه ولم يزل (علياً) في حضن أمه مع صبيه آخرين.. وكأننا بالأقدار تسابق الواقع البائس في كتابة الشقاء الإنساني، فتحرم هذا الطفل من الحنان الأبوي قبل أن يشتد عظمه.. وبعد مدة غير قصيرة انتقل إلى كنف عمه (صالح علي عبد الله)، ثم رعاية شقيقه الأكبر (محمد عبد الله صالح)، وانتهى به المطاف للعيش مع أخيه الآخر (صالح عبد الله صالح).
وهكذا عاش علي عبد الله صالح يتيماً في أسرة فلاحية كادحة لا تتميز عن سواها بشيء، فالجميع يحيا بدرجة دنيا من الكفاف، وتلعق جراحاتها وأناتها بصبر المحتسبين لله، ولن يرحم الزمان الجائر أي ضعيف متقاعس عن منازلة الحياة في معتركها العسير.. الأمر الذي جعل علي عبد الله صالح يأتي إلى قسمه من الشقاء مبكراً، وقبل أن تتصلب أظافره، فانطلق إلى البراري يرعى الغنم، ويتيه بين شعابها القاحلة حالماً بمعاني الطفولة، ومرح الصبابة، والصدر الدافئ الذي يمنحه عطف الأبوة وحنان الأمومة.
إلا أنه عندما كان الجفاف يجتاح المراعي القريبة من ديار الأهل، لم يكن يجد بُداً من الارتحال مع أغنامه إلى حيث تدر الأرض خيرها –في أي جزء كان من اليمن- برفقة بعض أفراد أسرته، أو قريته، والمكوث هناك أياماً، ولربما شهوراً حتى يشاء الله أمراً أخر.
لعل تعقد ظروف الحياة، وتفاقم الأزمات الاقتصادية – خصوصاً لأسرة فقدت ولي أمرها – كانت جديرة بغرس القناعة لدى أخويه (محمد وصالح) للالتحاق بالجندية في أوائل الخمسينات، فذلك هو ديدن الأسر الفقيرة ومن لم يحض بنفوذ سياسي أو قبلي لدى النظام الحاكم وعماله والسادة أرباب الحل والربط في عهد الأئمة.. فالعسكرية قد تؤمن لهذه الشرائح هيبة نسبية، وأماناً اجتماعياً معاشياً معقولاً.
ولما بلغ علي عبد الله صالح العاشرة من عمره انتقل للعيش مع أخيه (صالح)، ويبدو أن الحظ قد ابتسم له قليلاً، إذ أنه حظى بفرصة الالتحاق بالمعلامة (الكتاتيب) في مسجد القرية – الذي كان يؤدي دور المدرسة آنذاك – فأخذ يتعلم القرآن الكريم على يد الفقيه (محمد عبد العزيز الصوفي) وهو من أهل (خولان) وعمل في تدريس أبناء قرية (بيت الأحمر) لثماني سنوات.
وجد علي عبد الله صالح متعة كبيرة في الانضمام إلى المعلامة مع أقرانه مثل محمد إسماعيل، وعلي محسن صالح، وعبد الآله القاضي، وصالح الضنين وغيرهم، لأنه كان يجد فيها متنفساً لطفولته البريئة من كفاحه المرير في رعي الغنم والزراعة.. وقد قال عنه الشيخ محمد محسن الأحمر – شيخ قرية بيت الأحمر – في حديثه عن طفولة الرئيس "تعامله مع زملائه في الحي وفي المعلامة (الكتاتيب) طيب.. بريء ولطيف، وأحياناً يعمل لزملائه مقالب مضحكة.. مشاغب، مشاكس حيناً آخر"، ويصفه الحاج علي أحمد صالح إسماعيل – من نفس قريته – "طموحه مقارنة بأقرانه وفي نفس ما هو عايش في أسرته، أذكى واحد" ثم يضيف "أن علي عبد الله صالح منذ طفولته وهو يتمتع بفطانة فاقت سنه، وتفوق بها على أقرانه، وشجاعته غير عادية..".
لكن كيفما كان شغفه بمواصلة التعليم، فليس من حيلة له بذلك، فقد "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" فمن أين للكادحين البسطاء أن يبصروا نور المعارف وعلى أرض اليمن عشعش المستبدون يكحلون عيون الفضيلة بأسنة الرماح، ويغتصبون السلام كي لا تقر عيون الحالمين..! إنها الحقيقة التي كان على الصبي اليتيم علي عبد الله صالح أن يصطدم بواقعها يوماً، ويدرك أن لا سبيل لطموح اليتامى في شرائع الكهنوت، وأن عليه أن يدفع (10) ريال فرنسي إذا ما تطلع لدراسة المصحف كاملاً، أو (3) ثلاثة ريالات سنوياً إذا آثر التعلم بنظام المدة وليس المقاولة، ولا شك إن من كان بوضعه المادي لن يقوى على شيء من ذلك القبيل.
وهكذا ذبح الواقع الاجتماعي الأليم مُناه من الوريد إلى الوريد.. فانقطع عن الدراسة، وابتلع الحسرات بمرارة… ولا أظن ذلك الجرح إلا أن توغل عميقاً في نفسه حتى يومنا هذا، وحمله في قلبه حتى عندما أصبح رئيساً، فيتذكر الماضي السحيق، منتفضاً على أخلاقيات السلطة الفاسدة التي احتكرت التعليم وحجبت نعمه عن عامة أبناء الشعب اليمني.. فيقول الرئيس صالح في إحدى المقابلات الصحفية.
"لم تكن المدارس في اليمن متاحة آنذاك للجميع، كانت هناك كتاتيب، أما المدارس فكانت موجودة في المدن الرئيسية ولا يدخلها إلا من لديه نقود أو أن يكون قريباً من الأسرة الحاكمة.. ونحن من منطقة لم يكن لديها رصيد من ذلك.. وكنا نعتمد على الماشية ومحاصيل القمح والذرة وليس عندنا المال الكثير الذي يمكننا من دخول المدارس".
وفي الحقيقة، أن علي عبد الله صالح في تلك المرحلة من طفولته بدأ يتأثر كثيراً بالمفاهيم العسكرية، وصارت تبهره الأحاديث والحكايات عن الجندية، التي كان يتناقلها أخواه (محمد وصالح) اللذان التحقا بصفوف الجيش في وقت سابق.. وحدث ذات مرة أن رافق أخاه (صالح) إلى محمية قعطبة التي كان مجنداً فيها، فأبدى تلهفاً شديداً للبقاء في معسكر المحمية، ولم يتم اقناعه بالعدول عن رغبته إلا بشق الأنفس، رغم أنه لم يكن يتجاوز سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة.
ترسخ الاعتقاد لدى علي عبد الله صالح بأن الجيش هو خيار الرجولة، وطريق الشجاعة.. لذلك كان "دائماً يفكر بموضوع التحاقه بالجيش، وظل ينتظر اليوم الذي سيرتدي فيه الزي العسكري.. بل أنه يستعجل مجيء الغد قبل اليوم ليحقق أمنيته…" فكان بمجرد أن بلغ السادسة عشرة من عمره –أي في عام 1958م– أخذ يترجم أحلامه إلى واقع، فسافر مع خاله (سعيد أحمد) إلى العاصمة صنعاء، ليلتحق بالجندية.. إلا إن الأقدار مازالت تقف في طريقه، وتثقل كاهله بالمزيد من الإحباط، فقد رفض "القملي" قبوله نظراً لصغر سنه.
ولكن علي عبد الله صالح لم يستسلم أو يقطع الرجاء، وظل مصراً، رافضاً العودة إلى قريته، فلم ير خاله سعيد بُداً من اللجوء إلى أحد مشائخ (سنحان) الشيخ (علي صالح علوان) ليتوسط له عند القملي – الذي كان حينها مسؤولاً عن تسجيل المجندين.. فذهب الشيخ علي صالح إلى القملي وبرفقته علي عبد الله صالح، وحاول إقناعه بشتى الوسائل بأن علي عبد الله ليس بالصغير، وقال له: "لا تغرك صغر سنه فشجاعته وقوته وذكاؤه يفوق سنه، ويتفوق به على أشخاص كبار السن، ومن الضروري أن يدخل يتعسكر.."، وبعد أن كان قملي الجيش الأميري للمملكة المتوكلية يقول: "هذا يسير يدرس عاده جاهل" وافق أخيراً على دخول علي عبد الله صالح الجيش ليفتتح بذلك آفاق المرحلة الثانية من حياته، والتي هي مرحلة مختلفة تماماً عن سابقتها بكل المقاييس.
تعتبر المرحلة الثانية من حياة الرئيس علي عبد الله صالح هي الإطار الزمني الذي تبلورت فيه شخصيته الوطنية والقيادية التي ستقوده إلى كرسي الرئاسة (المرحلة الثالثة من حياة الرئيس صالح والتي هي موضوع بحثنا في الكتاب). فإصراره على الانضمام للجيش لم يكن إلا تلبية لقناعة داخلية يصفها الرئيس علي عبد الله صالح بقوله: "هذه كانت أمنية، والدافع لالتحاقي بالقوات المسلحة، شعوري بأنها المؤسسة العسكرية التي تبني الرجال، وهي بالفعل مصنع الرجال، والعسكرية تجعلك تشعر بالإباء والشموخ والاعتزاز.." .
ولا شك أن تلك القناعة التي تولدت في صبابة علي عبد الله صالح كانت انعكاساً نفسياً للظرف الاجتماعي القاهر الذي وأد طفولته البريئة، وغمسه في هموم الكبار، وآلام الحالة العامة السائدة في المجتمع.. فكان يرى معاناته في عيون كل أبناء الشعب اليمني، لأنه ينتمي إلى الطبقة الشعبية الواسعة التي طالما ظلت موضع اضطهاد أجهزة الحكم، وضحية الأطماع السلطوية.
ولعل مثل ذلك الإحساس بالظلم كان لابد أن يولد في نفس من هو على شاكلة علي عبد الله صالح – وفقاً للصفات التي أوردناها فيما سبق – نزعة الثأر للنفس، ورغبة استعادة الذات الإنسانية الكريمة.. ومع عدم امتلاك الأدوات لذلك تصبح العسكرية ملاذاً ممكناً لحيازة أسباب القوة واسترجاع الاعتبار الإنساني للذات، وذلك بفضل ما تحمله من انضباط ونظام، وبما تمثله في دلالاتها الأدبية من كونها أداة فاعلة لحماية أمن المجتمع واستقراره وكرامته وصون حقوقه، وإقرار العدالة بين أبنائه.. وعلى الرغم من غياب كل تلك المفاهيم عن أرض الواقع، إلا إن الدلالة المعنوية للجندية ظلت قائمة في أدبيات المجتمع اليمني.. وكانت منطلق علي عبد الله صالح في رغبته الجامحة للانضواء تحت ألويتها.. مما يعني ذلك أنه كان – سيكولوجياً – يبحث عما لم يجده في قرية (بيت الأحمر) أو (ضواحي سنحان) أو (ريمه) أو كل البقاع التي جابها وهو يلوذ بغنمه من (شعب) لآخر، ومن قرية لأخرى، بحثاً عن الكلأ والأرض التي تفتح ذراعيها له، وتشفق على طفولته، وتضمه إليها كما يفعل الأب الذي حرمته الأقدار من حنانه..
حتماً أنه كان يبحث عن ابن اليمن الحقيقي الذي كان يسمع مآثره من الكبار.. وعن السلام والعدالة، والحق الإنساني المغدور.. ومن الخطأ جداً أن نفصل سلوك المرء في الكبر عن ظروف تنشئته في مرحلة الصغر.. حيث أن الفرد دائم الرغبة في التعبير عن ردود فعله على ماخلفته الأحداث المبكرة في حياته من آثار، ولكن بصورة لا إرادية تبدو كأنها تطور سلوكي مرافق للنمو العمري، بينما هي في حقيقتها لا تمثل ابتكاراً بقدر ما تكون تبلوراً ناضحاً لشخصية الفرد شكلته جميع مفردات الحقب والتجارب السابقة لمرحلة البلوغ.. ولهذا نجد أن الرئيس علي عبد الله صالح بعدما تسنم مقاليد الحكم بدا مصراً بدرجة كبيرة على كل المفاهيم الإنسانية المتعلقة بحياة الفرد اليومية وحرياته وجانبه المعاشي وأمنه واستقراره، والعدالة الممنوحة له.. وكأننا به يحاول تعويض الحرمان والمعاناة والظلم التي عاشها هو وأبناء قومه في الأربعينات والخمسينات وحتى مقتبل عهد الثورة من خلال الارتقاء بإنسان اليوم وحمايته من كل ما قد يحيق به من ضيم وحيف، ومن خلال تهيئة كل الأسباب القادرة على إطلاق إرادته وتحويله إلى مصدر عطاء وبذل لأهله وللإنسانية جمعاء.
حقق علي عبد الله صالح حلمه بدخول الجيش، وانتهز ظرفه الجديد لتطوير مهاراته التعليمية والثقافية معتمداً على نفسه في ذلك- بما يمكن تسميته بالبناء الذاتي- وهو ما يرويه الرئيس صالح لنا بقوله:-"إنني وبعد التحاقي بالجيش بدأت أطور نفسي تعليمياً، وأطلع، وأقرأ وأجالس الآخرين، وأستمع وأنصت وأقرأ معهم ولهم، حتى استطعت أن أكون مستوى معرفياً لا بأس به..".
شيئاً فشيئاً أخذت تتضح ملامح ما سيبدو الوطنية المكنونة في أعماق علي عبد الله صالح، التي - وعلى ما سيبدو لنا – قد صقلتها مفردات المعاناة اليومية التي كانت تغفو على أنينها الحقول، وتصحو على طنين فؤوسها الشعاب المقفرة.. وصقلتها زمجرة الشعب الغاضب وهو ينتفض من بين الأجداث في عام 1948م ليطيح بعرش الكهنوت (يحيى بن حميد الدين)، حتى إذا ما خلفه ابنه الطاغية (أحمد) وكتم أنفاس الثورة، عاد الشعب كرته عام 1955م، ثم 1956م، وتوالت التمردات، وتهاوت معها رؤوس المناضلين تخضب صفحة التاريخ الواعد، وتبعث الحياة في سنوات الجدب.
ومع أننا نجهل إن كانت تلك الفترة تمثل حُسن طالع لجيل الأربعينيات أم عبئاً مضافاً لشقائهم، لكن من المؤكد أن الدم القاني الملتصق بسيف سياف الإمام بعد حز كل عنق من أعناق الثوار، ظل جاثماً في مخيلة علي عبد الله صالح، وظلت معاني الثورة والنضال التحرري تتسلل من كل صوب إلى رأسه، تأجج في كوامنه حماس الشباب، وعنفوان التحدي..
لقد شب علي عبد الله صالح على أصداء فكر سياسي تحرري تنبعث من العراق ومصر وسوريا ولبنان وغيرها من الدول التي رفعت ألوية الثورة الوطنية، وكان طبيعياً أن تأخذ هذه الصور طريقها إلى التأمل والتفكير والتحليل لتقف جنباً إلى جنب وما هو واقع على أرض اليمن، وما آلت إليه ساحتها السياسية الوطنية.
إذن لم يكن الواقع الاجتماعي وحده من أثر في تشكيل شخصية علي عبد الله صالح، بل إن تنامي الوعي الوطني الثوري في المجتمع اليمني، والمتغيرات المماثلة له على الصعيد العربي طبع بصماته أيضاً على دائرة العناصر المؤلفة لشخصيته، والتي يمكن في ضوئها فهم الكثير من مسارات سلوكه المستقبلي.
وطبقا لذلك ترجم علي عبد الله صالح طبيعة شغفه بعمله في الجيش، وإرادته الطموحة من خلال التحاقه بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة عام 1960م، والتي عمل من خلالها على تطوير مهاراته، واثبات نفسه بجدارة.. فيروي بعض رفاقه أنه سرعان ما جذب أنصار الضباط في المدرسة ونال تقديرهم وإعجابهم به من حيث أنه كان جريئا، ومتحمساً، ومتفانيا في أداء واجباته، وتميز على أقرانه بكونه لبيباً، فطناً، ويتمتع بفراسة حادة في استنباط الحقائق والأفكار.. وهو الأمر الذي مهد أمامه سبل التدرج على السلم العسكري حتى أصبح في عام 1962م برتبة (رقيب).
ومن الواضح أن الخصال السابقة الذكر جعلته موضع ثقة رؤسائه، فكان أن حظي بشرف المساهمة ضمن صف ضباط الجيش ممن اشترك للإعداد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، وتفجيرها في إطار ما أطلق عليه ( تنظيم الضباط الأحرار). ولم يقف عند هذا الحد من العمل الوطني، بل إنه واصل نضاله في الدفاع عن الثورة، وتثبيت الجمهورية في مختلف مناطق اليمن، ونظراً للبسالة التي أظهرها في المجابهات التي خاضها كرّمته القيادة بترقيته إلى رتبة (مساعد) بعد بضعة أشهر فقط من عمر الثورة، ثم تمت ترقيته في العام 1963م إلى رتبة (ملازم ثانٍ).
في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الثورة السبتمبرية، كان الملازم علي عبد الله صالح قلقاً جداً على الثورة مما كانت تواجهه من تحديات داخلية وخارجية، الأمر الذي جعله لا يكتفي بالتفاني في أداء الواجب العسكري الوطني وحسب، بل ذهب إلى حشد واستنفار الهمم الشعبية إلى جانبه للدفاع عن الثورة، وحماية ما كان يراه منجزاً تاريخياً عظيماً. وهو ما يؤكده الشيخ محمد محسن الأحمر – شيخ قرية بيت الأحمر ، إذ يروي: (كانت تمر عليه سنين صعبة ، كان يستدعينا للقتال بجانبه ، مثل في الدفاع عن الثورة ، وأيام حصار السبعين يوماً على صنعاء..)
هذا اللون من العمل كان ينم عن وعي وطني كبير، وإحساس بالمسئولية يفوق المهام التي كان يمليها عليه موقعه العسكري، والحالة هنا يمكن وصفها بأنها (الروح القيادية ) التي كان يتحلى بها، والاعتزاز بشرف الواجب الذي كان يؤديه.. فقد وصفه كل من عرفه بأنه كان مقداماً شجاعاً لا يهاب شيئاً ، وقد أصيب عدة مرات بجراح أثناء المعارك التي كان يشارك فيها ، وأول إصابة له كانت في أواخر العام 1963م في مواجهات مع القوات الملكية في المنطقة الشرقية لمدينة صنعاء.
في عام 1964م التحق بمدرسة المدرعات لأخذ فرقة تخصص (دروع)، وبمجرد أن تخرج منها عاد مجدداً للمشاركة في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية، وتكررت إصابته بجراح عدة مرات من جراء ما كان يتصف به من إقدام وشجاعة في مواجهة الخصوم.. يقول عنه الشيخ محمد محسن الأحمر بهذاهي التجربة يحلم دائماً أن يكون في سلك الجندية، وأصبح بعد تحقيقه يعتز بالعسكرية ولم يكن في يوم من الأيام من الناس ألمطأطئي رؤوسهم إلى الأرض، بل يعتز بنفسه كونه عسكرياً يخدم الوطن رافعاً رأسه إلى السماء، ولم يأخذه الغرور بتحقيق نصر وإنما يطمح إلى أبعد من ذلك، إلى تحقيق المزيد والمزيد.."
واصل علي عبد الله صالح تطوير مهاراته الثقافية والفنية، وأخذ الدورات التدريبية والتأهيلية العسكرية، وتدرج في صفوف القوات المسلحة من جندي حتى بلغ رتبة رائد وتم تعيينه قائداً للواء تعز في عام 1975م.. إلا أنه قبل ذلك شغل مراكز قيادية عسكرية هامة بدءاً بقائد فصيلة دروع، ثم قائد سرية دروع، فأركان حرب كتيبة دروع، ثم مدير تسليح المدرعات، وقائد كتيبة مدرعات وقائد قطاع باب المندب..وربما كانت خدمته في قطاع باب المندب هي التجربة الأقسى في سجل خدمته العسكرية، لأنها لم تكن تتوافق مع شخصيته العملية المتحركة، التي لا تقنع بغير العمل المتواصل، والتماس المباشر مع مختلف شرائح المجتمع اليمني، ومجالسة أرباب الخبرة والتجربة والمعرفة، في حين كانت خدمته في قطاع باب المندب تقصيه عن كل ذلك، إلا أنه كان من النوع المنضبط الذي يتقبل توجيهات رؤسائه برحابة صدر ما دام كل ذلك سيصب في النهاية في مصلحة وخدمة الوطن.
لذلك فإن الدكتور عبد الكريم علي الارياني.. رفيق درب الرئيس ومستشاره السياسي حالياً –ينظر إلى الفترة التي أعقبت مدة الخدمة في قطاع باب المندب والتي أصبح فيها الرائد علي عبد الله صالح قائداً للواء تعز، على إنها المرحلة الأكثر تميزاً ويقول عنها "إن تلك المرحلة أبرزت شخصية الرئيس داخلياً وخارجياً، لأنه بقي فترة طويلة وراء الصفوف أو في مناطق نائية لا يحتك بالمجتمع وبالناس كثيراً، فقد قضى في باب المندب سنوات عديدة.. ومنطقة باب المندب آنذاك معزولة لا ترى فيها أحداً.. لكن عندما أصبح الأخ الرئيس قائداً للواء تعز بدأ احتكاكه الواسع مع الناس".
ويصف الدكتور الأرياني الفترة من (1975-1978) من حياة الرئيس علي عبد الله صالح المهنية: "أعتقد عند ذلك بدأت شخصية الرئيس علي عبد الله صالح تبرز للجميع، ومواهبه تظهر، ولقاءاته المتعددة سواء مع الشخصيات البارزة في اليمن أو مع الوفود الأجنبية التي كانت تزور تعز، وظهرت له مواهب سياسية قوية عندما أصبح قائداً "للواء تعز.."
ويضيف أيضاً: "كانت آفاقه السياسية تتوسع ومداركه تتعمق بالاحتكاك مع الناس على الرغم من أنه –كما قلت – في جبهات القتال خارج العاصمة أو في مناطق نائية مثل باب المندب.. فعندما أصبح قائداً للواء تعز بدأ اسمه يتكرر لأنه تقلد وظيفة رئيسية".
أما الكاتب العربي الكبير ناصر الدين النشاشيبي فقد تحدث عن الحياة المهنية للرئيس صالح كاتباً "جمع ميزتين قلما توافرتا لأحدٍ من زملائه الذين كانوا إما مغامرين إلى درجة العبث بالنظام، أو منضبطين إلى حد الخوف من الأوامر.. فظهرت أفضليته انضباطاً كعسكري من دون النظر إلى الرتبة التي يحملها، وأفضلهم جرأة كسمة قيادية.. فيقول عنه رئيس يمني راحل أنه – ضابط الضباط".
علاوة على ذلك، كان علي عبد الله صالح يجيد الإصغاء والتركيز وتجميع أدق التفاصيل في ذاكرته من غير نسيان شيء منها، وينفرد بفراسة نادرة يقرأ من خلالها الوجوه والأحداث وما سيلوح من أفق الواقع.. وقد عرفه الوسط العسكري بأنه مقدام جريء، يحرص على أخذ زمام المبادرة في كل ما يمليه عليه الواجب.
ويبدو أن تلك الخصال، مضافاً إليها الخبرات الكبيرة المكتسبة من المشاركات الواسعة في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية قد أبرزت على مسرح الأحداث شخصية سياسية وعسكرية جديدة وطموحة.. والأهم من ذلك هو أن علي عبد الله صالح رغم تطلعاته الوطنية التحررية لم ينزلق في أي من الحركات السياسية التي توالت بالظهور عقب ثورة 26 سبتمبر 1962م وانخرط فيها الكثير من الرموز السياسية اليمنية، مما جعله ضمن الأقلية المحسوبة على الوطن دون سواه من أقطاب الصراع السياسي أو مراكز القوى الاجتماعية.
هذه السمة ميزت النظرة إليه بكونه رجلاً يعتد بذاته، وبما يقدمه من تضحيات وتفانٍ في أداء الواجب الوطني.. الأمر الذي وسع من دائرة علاقاته مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية، فضلاً عن علاقاته داخل المؤسسة العسكرية.. وقد وجد الرئيس إبراهيم الحمدي في نموذج علي عبد الله صالح الشخصية المناسبة لمشروع البناء المؤسسي الحديث للقوات المسلحة الذي كان يعتزم القيام به، فأصدر قراراً بتعيينه قائداً للواء تعز الذي كان يحتل الأهمية الاستراتيجية الثانية بعد صنعاء.. وكانت تعز تتمتع بوزن سياسي كبير سواء من حيث مشاركة أبنائها في العمل السياسي أو الجيش أم من حيث موقعها على خطوط التماس مع الشطر الجنوبي آنذاك. ومن هنا نرى أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان حريصاً على إلقاء خطبته الشهيرة التي دعا فيها الاستعمار البريطاني للرحيل من اليمن "على العجوز أن تأخذ عصاها وترحل من عدن" من داخل مدينة تعز.
وعلى كل حال، فإن الثقة بالرائد علي عبد الله صالح أخذت تتعاظم في تلك الفترة، وتبوء منزلة رفيعة في نفوس القيادات السياسية والعسكرية وفي الأوساط الجماهيرية، خاصة بعدما أبداه من حزم وانضباط في إدارة شؤون لواء تعز، فضلاً عن الشجاعة التي ظهر فيها وهو يواجه الجيوب التخريبية ثم قوات المظلات المتمردة على نظام الرئيس أحمد الغشمي في بلاد الحجرية والتي نكلت بعدد كبير من أبرز مشائخ القبائل اليمنية التي حاولت إصلاح ذات البين بين الرئيس الغشمي وعبد العالم.. فكان للدور الذي لعبه علي عبد الله صالح في الاقتصاص من الجناة وسحق حركة التمرد، أثر كبير للغاية في شد الأنظار نحو شخصه، والانبهار بما أبداه من جرأة وشجاعة وحزم في حفظ أمن المنطقة والضرب بيد من حديد على العابثين بالسيادة الوطنية والمستهترين بالمثل الأخلاقية للشعب اليمني.
ومن الجدير بالذكر أن الأحداث الأخيرة وردود فعل علي عبد الله صالح نحوها أسهمت كثيراً في تقديمه للساحة الشعبية الجماهيرية في مختلف أرجاء اليمن (الشطر الشمالي) بعدما شاع صيته بين القبائل اليمنية بوصفه الرجل (القبيلي) الشهم الذي انتقم لهم من غدر المشائخ، وأنقذ آخرين كانوا محتجزين (سنأتي على تفصيل الواقعة لاحقاً)..
إذن يمكن القول أن الرائد علي عبد الله صالح قائد لواء (محافظة تعز) كان عشية اغتيال الرئيس أحمد الغشمي يحمل رصيداً نضالياً على الصعيدين العسكري والمدني- كبيراً جداً مازال حاضراً في ذاكرة اليمنيين، معززاً القناعة في أنفسهم بأنه لابد أن يكون رجل التحديات الأقوى لسحق شرور الزمن العصيب من عمر الثورة السبتمبرية.
وطبقاً لذلك التقييم، لم يكن مفاجئاً لأحد أن يصدر رئيس مجلس الشعب التأسيسي القاضي عبد الكريم العرشي قراراً بتعيين الرائد علي عبد الله صالح نائباً للقائد العام ورئيس هيئة الأركان العامة وعلاوة على ترقيته إلى رتبة (مقدم) بعد يوم واحد فقط من اغتيال الرئيس الغشمي – أي في 25 يونيو 1978م.. ثم أعقب ذلك ظهور توجه شعبي ورسمي إلى حدٍ كبير يدعو ويحث مجلس الشعب على التصويت للمقدم علي عبد الله صالح لرئاسة الجمهورية، وهو ما حدث فعلاً في 17/7/1978م.

وبعد مرور عام كامل تماماً على توليه رئاسة الجمهورية رقي إلى رتبة (عقيد) بإجماع قيادات القوات المسلحة ثم واصل تدرجه على السلم العسكري حتى إذا ما كان يوم 21/5/1990م أجمع مجلس الشورى على ترقيته إلى رتبة (فريق).. وأخيراً تمت ترقيته إلى رتبة (مشير) في 24/12/1997م بعد إجماع مجلس النواب على ذلك.
وإذا كان الرئيس علي عبد الله صالح قــد حظي بذلك اللــون من التكريم طبقاً لانتمائه للمؤسسة العسكرية، فلا شك أن الانتخابات الرئاسية في 23 ديسمبر 1999م – والتي جاءت بعد مرور ما يزيد عن واحد وعشرين عاماً من توليه رئاسة الجمهورية – كانت تمثل بالنتائج التي تمخضت عنها، وظروفها أيضاً، بمثابة تكريماً شعبياً لسيادته، وبالطريقة الوحيدة التي تستطيع بها الجماهير أن تعبر عن تقديرها لزعيمها، الذي أبى إلا أن يتأكد من حب أبناء شعبه له، ورضاهم عن أدائه، ورغبتهم في مواصلته قيادة مسيرة ثورته السبتمبرية من خلال إطلاق الحرية الكاملة لكل فرد منهم ليدلي بكلمة الفصل عبر صناديق الاقتراع.



الرئيس – قراءة عن كثب
علي عبد الله صالح – رجل أحالت ظروفه الاجتماعية دون إكمال دراسته، فوجد في تجارب الحياة متسعاً لصقل خبراته وبناء شخصيته، ثم عقد العزم على تطوير تعليمه وتثقيف نفسه ذاتياً، وهو اليوم يحمل ثلاثة شهادات أكاديمية عليا:
1. ماجستير فخرية بالعلوم العسكرية من كلية القيادة ولأركان – صنعاء عام 1989م.
2. دكتوراه فخرية بالعلوم العسكرية من جامعة "الجزيرة" بجمهورية السودان بتاريخ 29/6/2002م.
3. دكتوراه فخرية بالعلوم العسكرية من دولة "كوبا" منحت له بتاريخ 17/7/2002م.
• إنه يتمتع بذكاء فطري، ونظرة ثاقبة وبعيدة، وفراسة حادة، وذاكرة قوية لا تنسى صغائر الأمور.. ويمتلك شجاعة نادرة، وصراحة متناهية، ولا يحب المجاملة الزائفة أو المبالغة، في الإطراء والتبجيل. إنه مستمع جيد، ولا يتردد بطلب المشورة ممن يمتلكها، ويثق بالآخرين، ويزداد تواضعاً بحضور من يكبره سناً، يعيش بأنفاس البسطاء، وقلبه ينبض بآهات اليتامى والفقراء والمحرومين.
• ما هو رئيس وقائد، فإنه أب ورب أسرة كبيرة، فله من البنين ستة، ومن البنات عشر.. أكبر أبنائه (أحمد) وأصغرهم (صخر). وهو متزوج من اثنتين، وله زوجة سابقة توفاها الله إثر حادث، وهي أم نجله الأكبر (أحمد). والذي ما من أحد إلاّ وأشاد بإعجاب كبير بدماثة خلقه واستقامته وتواضعه، خلافاً لكل من عرفناهم من أبناء الرؤساء العرب.
• أغلب وقت الرئيس مكرس للعمل، وينتزع الفرص انتزاعاً ليقضيها مع عائلته وأطفاله، سواء على بعض الوجبات أم في الإجازات.. وغالباً ما يكون ذلك مساء يوم الخميس، أما الجمعة فهو اليوم الوحيد الذي يريح فيه جسده وينام حتى الساعة الحادية عشرة، لكنه في العصر يقضي بضع ساعات مع الأصدقاء والضيوف يتبادلون الأحاديث عن شؤون الأمة والوطن، وقضايا الساعة الساخنة.. ويُذكر أنه لم يسبق للرئيس أن استمتع بإجازة خارج اليمن، فهو يفضل استغلال الأجازات في العمل وتفقد بعض المناطق اليمنية، بل ويعتبر – من وجهة نظره- كل ما ينجزه من عمل لأبناء شعبه في أيام الأجازات هو المتعة الأكبر.
• يمارس الرياضة باستمرار، وخاصة البلياردو والسباحة والبولينج ويخصص لها الفترة من الساعة الثالثة والنصف عصراً، وحتى السابعة.. علاوة على أنه يتابع المحطات الفضائية – خاصة قناة الجزيرة- حيث أنه يفضل مشاهدة البرامج الإخبارية والسياسية والتاريخية والثقافية، فضلاً عن كونه يقرأ جميع الصحف اليمنية المحلية، ويتابع كل ما تنشره الصحافة العربية والدولية من خلال الإنترنت.. كما يفضل قراءة كتب السياسة والتاريخ بالدرجة الأولى، بجانب كتب الأدب والثقافة العامة.
• رغم أنه لا يتكلف الأناقة، وينتقي ملابسه بعفوية، لكنه يوصف دائماً بالرجل الأنيق.. وهو أيضاً لا يمضغ القات ولا يدخن السيجارة ، ويحارب الاثنين معاً ويدعم المنظمات الجماهيرية التي تكافح القات.
• الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو الشخصية التاريخية التي طبعت أثرها في نفسه.. وعلى الرغم من كونه لم يعرف انتماء منذ توليه الحكم وحتى إطلاق التعددية بعد إعادة تحقيق الوحدة، لكنه موصوف عند أعدائه وأصدقائه على حد سواء بأنه رجل قومي أكثر من كونه حزبياً قطرياً.. فهو من أشد الناس كراهية وحقداً على الكيان الصهيوني، وأكثرهم تعاطفاً وتعصباً مع الشعب الفلسطيني، ويفاخر بدعمه لـ"حماس" ، رغم ما قيل بحقها من اتهامات من قبل الإدارة الأمريكية.
• إنه ذو جرأة نادرة في الحديث في المحافل الدولية، والقمم العربية، وأمام وسائل الإعلام، ولا يكترث لمسألة الإطلاع على الأسئلة مسبقاً في اللقاءات الصحفية أو الخاصة، على غرار ما يفعله السياسيون،، فقد عُرف بالعفوية والصراحة والإنسانية في الخطاب السياسي، ولهذا يجد عامة الناس لذة ونكهة متميزة في الاستماع لخطاباته وأحاديثه الشفاهية، كما لو أنه كان أكثر فصاحة مما لو قرأ ذلك من ورقة.. وما من أحدٍ أصغى لحديثه إلاّ ووجده ينساب إلى القلوب من غير تريث.
• علي عبد الله صالح رجل يعتز بيمنيته، ويجمع في ثقافته الخاصة بين قيم القبيلة، وفكر العصر، وحسابات الغد.. فمع إنه يعتز بلبس الزي اليماني الشعبي و(الجمبية) من حين لآخر، فهو يستمتع أيضاً بتصفح الإنترنت واستكشاف كل جديد فيه.. فهو يؤمن بأن الحياة تجدد مفرداتها ولكن من غير أن تمسخ لفظ كل حرف من أي مفردة جديدة.
• يطمع اليمنيون بطول صبره، وسعة صدره، فيختصرون الطريق ويلجئون إليه أو يناشدونه مباشرة في كل ما تعسر عليهم قضاؤه.. والبعض يعترض موكبه الرئاسي ليبث له معاناته، أو يشكوه أمراً، فنجده صاغياً وملبياً.. وجواداً كريماً.. وتقياً شهماً، وحكيماً حازماً.. يتحدث عنه اليمنيون بأنه من أمهر الناس في تسوية الخلافات، واحتواء الأزمات، وتخطي الضائقات.
• مقراته الرئاسية متواضعة، تلتحم بأسوارها منازل عامة الناس أو مزارع البسطاء.. فلا يأبه لمباهج الدنيا وزخرفها، ولا يخشى على حياته من أحد كما لو كان واثقاً من حب شعبه له، كما هو الشعب واثق من حب رئيسهم لكل فرد منهم. فلعل ذلك هو سرّ إقامة الرئيس وسط شعبه في قلب العاصمة صنعاء، وسر عدم تعرضه لأي محاولة اغتيال منذ تسنمه مقاليد الحكم.
• علي عبد الله صالح – رجل قوي الإرادة، لكنه صبور وغير متعجل على مُناه.. فقد وهبه الله ملكة بُعد النظر، فصار يقرأ من خلالها وجوه الأيام القادمة وملامح خطوبها وبشائرها معاً، ويهيئ لكل أمرٍ منها ما يجب.. ويخطط مشاريعه الطموحة في ظلالها، ويتأنى في بلوغ مراده ، كارهاً القفز فوق المراحل. وأظنه ممن لا يؤمن بالمستحيل، ويعتقد بأن إرادة المرء وقوة عزيمته وتشبثه بما يرنو إليه كفيل بتحقيق كل شيء – ولكن- بالصبر لبعض الوقت، والاجتهاد بإخلاص وحُسن نيَّة.
• إنه مراقب ذكي لكل ما يدور حوله، ولا يترك حدثاً يمر من غير أن يتأمل فيه ملياً، ويناقشه مع جلسائه، ويصغي لآرائهم، وربما يتابع ما يُنشر عنه إذا ما كان المتغيّر كبيراً.. فهو من النوع المحب لاستلهام المعرفة من تجارب غيره الواقعية، والتعلم منها دروساً حيَّة، ولا يرى عيباً في حث الآخرين على فعل الشيء نفسه.. فالحياة بالنسبة له هي المدرسة الأعظم.
• ظلت الصراحة المتناهية، وجرأة البوح بما يدور في الخُلد، والمكاشفة المباشرة هي جواز سفر الرئيس علي عبد الله صالح إلى قلوب اليمنيين والعرب والشعوب الصديقة، فتلك الخصال تُعد ضرباً نادراً من الشجاعة ا لأدبية التي قلّما يشهدها الوسط السياسي.
• ليس سهلاً استفزاز الرئيس صالح، أو إيقاعه في حُمّى الغضب.. فهو يتمتع بروح شفافة، وطباع هادئة، وأخلاق سمحة تمكنه من احتواء المواقف المتوترة، وإفراغ شحناتها بأسلوب مرن وحوار متزن، ومراعاة لظروف الآخر.. وكثيراً ما تصبح روح الدعابة عنواناً لتبديد الكثير من الحساسيات أو التوترات – سواءً على الصعيد الفردي أم الجماعي.
مع كل ما سبق – تبقى السمة الأهم في شخصية الرئيس علي عبد الله صالح هو إنه يعيش (يمنيته) بكل تفاصيلها، وأدق أحاسيسها الإنسانية.. فهو كغيره من أبناء الشعب اليمني يتذمر من الفساد والمفسدين علناً، ويتذمر من الفقر وضيق ذات يد الكثير من الأسر، ويشكو الظلم المحيق بعدد من الشعوب، ويتألم لمشاهد المجازر والدمار، ويتفاخر بزهو ببطولات الانتفاضة الفلسطينية.. وهو كغيره يذهب إلى الجامع الذي يؤمه أغلب البسطاء والكادحين في (باب اليمن)، ويرفع كفيه للسماء سائلاً الرحمن، ولي النعم، القوى الجبار، ومتمنياً على الله بنفس الدعاء.. وربما إذا ما تمنت الصالح.مراً لنفسها، فهو وحده من سيتمنى على الله فضائل رحمته وخيره لكل من حضر أو غاب من أبناء هذا الوطن.


من كتاب (( علي عبد الله صالح.. تجارب السياسة وفلسفة الحكم)) تأليف: نزار خضير العبادي


حقوق النشر محفوظة لـ"نبأ نيوز" والمؤلف



lJk iJ, ugd uf] hggi whgJJp? ugn




abuzeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البيوت العامرة بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مناار السيرة النبوية 3 06-28-2016 07:17 PM
ياأمــــــة الله الــــى متى وانتي تجعلي الله أهون الناظرين إليك.. جنوبيه وافتخر المواضيع الاسلامية 4 02-10-2013 07:08 PM
وتبقي هذه نعم الله التي انعم الله بها علينا :: بقلمي وحصري دحوم المواضيع العامة 0 04-16-2011 10:23 PM
خمسة من الصحابة يشبهون رسول الله صلى الله عليه وسلم ابورزان السيرة النبوية 30 03-23-2010 10:53 PM
سبحان الله الله يحمينا ويحميكم وربي شي يخوف يييي مقزز طـــــايشه بس عـــــايشه المواضيع العامة 8 01-09-2010 05:20 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 03:22 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75