مشكلة تدني مستوى الطلاب

[م ح البحيري]

مشكلة تدني مستوى الطلاب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
لا شك أن الهم الأعظم الذي يتجرعه المعلمون .. ويجدون مرارة طعمه . هو تدني مستوى الطالب الدراسي وإخفاقه بشكل كبير في عملية التحصيل العلمي
ظاهرة خطيرة تجتاح طلاب المدارس بمراحلها الثلاث ولا عجب أن يتجاوز الأمر الحدود ليصل إلى المراحل العليا .. بعد المرحلة الثانوية
إنك تعجب أشد العجب عندما تجد طالباً بالمرحلة الثانوية مثلا يخفق بشكل كبير في الإجابة على أسئلة بسيطة وسهلة تعد من الأصول الثابتة التي يجب أن تختزنها عقلية كل طالب يصل لمثل هذه المرحلة .
وكنا نتمنى أن هذه الظاهرة تضمحل وتتناقص خاصة بعد تطور وسائل التعليم ومواكبة طرق التعلم لكل ما هو جديد في مجال التقنيات الحديثة .. إلا أننا نجد أن الأمر يزداد فضاعة مع مرور الأيام وانقضاء الأعوام
ولو نظرنا لهذه المشكلة نظرة توسط وعدل .. لوجدنا أن هناك أكثر من سبب جعلت الطالب في قاع البئر . وجمدت فكره وعقله عن تحصيل المعلومات وفهمها .
نذكر منها :
الطالب نفسه .. فهو أحد الأسباب التي قتلت الابداع في كثير من الأحيان .. لأن كثيراً من الطلاب هداهم الله لا يهمه أبداً أن يتفوق دراسياً .. بل تجده أحياناً يسخر من أولئك المجدين الذي يسعون حثيثاً لنيل المراكز الأول في شتى المراحل الدراسية .
أضف إلى هذا انشغال كثير من الطلاب بما أوجده العصر من بدائل يقضي فيها الطالب وقته .. على عكس ما كان سابقاً إذ لم يكن لدى الطالب شيء غير لعب الكرة أو الجلوس في الاستراحات ـ. وقل ما تجد طالباً يرتاد الاستراحات في منتصف الأسبوع .
أما السبب الثاني .. فالمعلم . وكما أننا نعلم أن كثيراً من الطلاب ليس سبباً في المشكلة فمن باب أولى أن نعلم أنهم كثيرون أولئك الأساتذة الذين يهتمون بمستوى الطالب ويبذلون كل ما في وسعهم لرفع مستواه والارتقاء بعقله وفكره
ولكن هذا لا يعني أن هناك عناصر .. كانت سبباً في تدني مستوى الطالب إما لعدم تأهيلها تأهيلاً كافياً , وإما لعدم استعدادها على العطاء رغم كفاءتها العالية .. وإما لعدم استعدادها على تطوير طرقها التعليمية وثقافتها المنهجية .. وإما لعدم رغبتها على استخدام الوسائل الحديثة . وطرق التعلم المختلفة المعينة على رفع مستوى الطالب ..
وثالثة الأثافي . أولياء الأمور الذين أهملوا دورهم التربوي في توجيه الطلاب لاكتساب المعلومات والمهارات .. وعدم تشجيع الطلاب على الإطلاع الواسع والمثابرة الجادة لاكتساب العلوم والمعارف .. حتى أصبحت كثيراً من البيوت لا تهتم بأدنى واجباتها تجاه أبنائها .. فتجد الطالب لا يراجع دروسه في المنزل ولا يكترث بالواجبات المنزلية .. وولي الأمر لا يسأل ولا يتواصل مع منسوبي المدرسة لمعرفة مستوى ابنائه
ورابع الأسباب :
إدارات المدارس التي تهتم بالمظهرية .. وتصرف عليها جل وقتها وجهدها . فتجد بعض إدارات المدارس .. تهتم اهتماماً واسعاً بالسجلات المدرسية وتنظيم الوسائل المنتشرة في أروقة المدرسة . وتسارع في الرد على الخطابات وتسابق لحضور الاجتماعات ..
ولا تسأل كثيراً عن مستوى الطالب الدراسي ولا تحاول أن تعالج مشكلة تدني مستوى الطالب ولا يهمها كثيراً معرفة المشكلات الأساسية التي أدت لتدني مستوى الطالب لتجد الحلول المناسبة لها . وليس لديها استعداد أن تتابع المعلمين المقصرين فتوجههم توجيهاً حسناً يعود بالفائدة على الطالب .. ولا تحاول أن تشاكس مراكز الإشراف وإدارات التعليم لإثراء المدرسة بالوسائل العلمية والتقنيات الحديثة التي أصبحت جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية .. بل كثيراً ما تجد مدرسة من المدارس تكتظ بالمعلمين في كل تخصص من التخصصات لأن مدير تلك المدرسة لا يألو جهداً في سبيل راحة المعلم .. يطالب ويخاطب ويراجع ويناقش
من أجل الحصول على أكبر عدد من المعلمين لأن ذلك المدير مقتنع قناعة تامة أن تخفيف العبء على المعلم يجعله يعطي أكثر وبفعالية أكبر
وبالمقابل تجد مدرسة من المدارس تعاني من ارتفاع أنصبة المعلمين .. لأن مدير تلك المدرسة لا يريد أن يغضب المسؤولين يإدارة التعليم ولا يهمه إلا أن يكسب ودهم ولو كان ذلك على حساب راحة المعلمين وتدني مستوى الطلاب .
ومن أسباب تدني مستوى الطالب ، القرارات العشوائية والتخبط المستمر من قبل إدارات التعليم أو حتى من قبل الوزارة نفسها . فتجد القرارات المتناقضة .. والتأخر في صدور القرار .. بل تجد في كثير من الأحيان . نقص واضح في الكوادر التعليمية والتجهيزات اللازمة التي تحتاج لها المدرسة للقيام بدورها التعليمي ..
وهناك أسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها .. لكن ما أود أن أقوله إننا أمام مشكلة عميقة تحتاج دراسة واسعة من قبل المتخصصين . لمعرفة تلك الأسباب التي هدمت الإبداع العقلي لدى الطالب .. فمتى نجد الحلول المناسبة ومتى نرتقي بالعملية التعليمية .. ألسنا في حاجة للمهندس والطيار والكيميائي والفلكي ....
وهل نظن أن ذلك سيتحقق لنا دون أن نهتم بدراسة مشكلات التعليم وإيجاد الحلول المناسبة لها .

المصدر: منتديات بني بحير بلقرن

---

la;gm j]kd lsj,n hg'ghf

[حدي نظر]

الأخ م ح البحيري شكراً على الموضوع الهادف

تقبل تحياتي

[الوطــــــــــن]

طرح راقي اخي م ح البحيري..
الطالب والمعلم وولي الامر ركائز التعليم الاساسية..... و ثالوث نجاحه يعتمد على قيام كل طرف بواجباته خير قيام وتقصير احدهم بلاشك سيؤثر سلبا على انجاز البقية...
نتمنى منك التواصل واكمال الابداع ...بالتوفيق

[أبو عماد]

ماذا عساني أن أزيد
بارك الله فيك
وتقبل مروري وفائق احترامي

[علي بن قحمان القرني]

اخي العزيز م ح البحيري اشكرك على الطرح المميز والرا ئع عن تدني مستوى الطالب
سواء من الجهة التعليميه أ و الثقا فيه
والحقيقه لم تترك لنا شيئا نذكره فقد لا مست جميع الجوانب التي ادت الى هذه .

وبما انني كنت يو ما طالب وقد عانيت كثيرا وحتى الى يو مي هذا في النقص التعليمي و الثقافي العام .
وكان هناك الكثير الامور تدور في راسي ولكن لا اجد لها جوابا ولم يكن عندي الشجاعه الكافيه لطرحها انذاك لمن هو ادرى واعلم بها مني فكنت فقط محدود على مافي الكتب والمناهج التى وضعت لنا وهي في راي محدودة وذات نطاق ضيق لا تقدم لنا المؤمول ومن وجودها
ومن اعجب الامور انذاك لاندرك تماما لما ذ وضعت هذه الكتب ومالسبب في تعليمها وما هو الغرض من تعلمها كل هذه اجتمع مع مجتمع امي ومحدود الفكر قليل العلم اضا فة انه لا يوجد
وسا ئل اعلا ميه تربطنا مع من حولنا وتوضح لنا بعض الامور .
اضا فة الى المدرسين يجيك الو احد لا يتجاوز حدود ما وضع له من منهج مع طلا ب لا تتجا وز معرفتهم العلميه والثقا فيه حدود معرفة الحروف وكتابتها بالشكل الصحيح .

كنا ندرس ونتعلم ولا ندري لما ذا ندرس ونتعلم والى اين نتجه بمعني اخر لم يكن هناك اهداف يتم ترسيخها من قبل ابا ءنا او معلمينا فكنا كا الحمير التي تحمل اسفارا .

كنا ندخل المكتبه المدرسيه فتجد نا كلنا نبحث عن قصص الاطفال ولا نبحث عن الكتب العلميه والدينيه ولا حتى نتجه لها لماذأ ؟ لا نني لم نجد التو جيه السليم من قبل المدرسين و اللي
يعتبر ون هم الناس الفاهمين واهل المعرفه . كنا نسخر من وجود تلك الكتب المترا كمه لجهلنا بها
ولا نني لا نعلم لماذا جاءت بها الو زاره لنا .

في اعتقادي يجب على الطالب ان يعي ان يتعلم للعلم ولا يتعلم كتقليد او رو تين اجبرته الحياه
على هذا المسار . يجب ان يدرك ان العلم ليس من يحوز الاول والدرجات العاليه بدون فا يده تنكعس
على هذا الطالب في سلو كه ومنهجه العام وبدون مخزون ثقافي علمي يكون له نورا في حياته
ونبرا سا يضئ له كل الطرقات .

ويجب ان يدرك ان العلم والمخزون الثقافي لن يأتي الا بالقراه والاطلاع في جميع الكتب سواء
العلمي او والتربوي او والأدبي او والفكري او والإسلامي .


والسلا م عليكم

[م ح البحيري]

إخوتي وأحبتي :
حدي نظر ـ الوطن ـ أبو عماد ـ علي بن قحمان القرني
شكر الله لكم مروركم وثناءكم .. المؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه أمثالكم
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم وجميع كتاب هذا المنتدى المبارك ، لما يعود بالنفع والفائدة على القراء الأعزاء
بقي أن أذكر شيء فاتني ذكره وإن كان في أغلب الأحيان سبب فطري أكثر من كونه مكتسب
ألا وهو ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الطالب .. فهي تؤثر أحياناً سلباً أو إيجاباً حسب نوع هذه الثقافة وحجمها .. ولذلك فإن معلمي المدارس التي تستقبل طلاباً من مناطق أو قرى مختلفة يلاحظون تأثر
مستوى الطالب بثقافة تلك المنطقة التي جاء منها الطالب .

[abuzeed]

شكرا لك على هذا الطرح المميز وهذا الموضوع كبير جداً وموضوع استراتيجي ولا بد من تظافر مجموعة جهات وليس الطالب والمعلم وولي الأمر كما ذكر فحسب، بل أن هناك المنهج والوسائل التعليمية وقبل كل هذا الوقت وطريقة إدارته فإدارة الوقت من أهم المواضيع التي تؤرق العاملين في شتى المجالات ويعقد لها دورات خاصة كذلك التعامل مع الطالب وطريق طرح المادة ومحتوى المادة وقدرة المعلم على إيصال المعلومة فكم من معلم حاز على درجات الشرف في الجامعة ولكنه فشل في إيصال معلومة بسيطه لطلابه والعكس صحيح وكم من معلم جعل الطالب يكره الماده ككل ولا يحب مجرد النظر إليها والعكس صحيح والحديث في هذا المجال يطول ولست بالجهة المخولة بالتحدث في مثل هذه الأمور ولكن هذه وجهة نظر متواضعة .
اشكرك مرة أخرى وتقبل مروري

[مسك الكلام]

الأخ العزيز : م,ح البحيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أثريت المنتدى بهذا الموضوع المهم الذي يحتاج منّا لدراسة متأنية حتى نعرف الأسباب ونقوم بعلاجها .
-من وجهة نظري المتواضعة أرى أنّ المجتمع الذي نحن بصدده سبب من أسباب هذه المشكلة حيث تجد أن طموحاتنا محدودة لاترتقي للأسمى إلاّ ماندر وهم قلّة تجدهم مثابرين ومكافحين من أجل العلم والوصول إلى أعلى الدرجات ولايقنعون بمادون النجوم فالمجتمع لايساعد فهو مليء بالمثبطين والمحبطين الذين لايريدونك أن تصل إلى مبتغاك وكم من أناس خرجوا عن مجتمعنا واختلطوا بأناس أصحاب همم عاليه وحققوا ماترنو أنفسهم إليه وأريد أن أقول إنّ المجتمع لايعتبر عائق أساسي أمام من لديه دافعيّة وهمّة عالية ولكنّه مؤثر.
- أولياء الأمور:لم يعد وليّ الامر حريصاً على مستقبل ابنه ولا تجده يسأل عن مستواه أو يبحث عن المشاكل التي يعاني منها ابنه في المدرسة ,وليّ الأمرهمّه نجاح ابنه فقط ولا يبحث عن النسبة أبدا,ابنه في الملاعب والمقاهي وخارج البيت ولا يلقي لهذا الأمر بالاً ,لايدري من يعاشر ابنه ومن يخالط وقلّما تجد أباً في هذا الزمن يحرص على مستوى ابنه أو على مستقبله.
-حبّ التعلّم
قليل من الطلاب الذي لديه دافعية نحو التعلّم فبعضهم يحضر المدرسة من أجل تضييع الوقت أولاأجل النشاطات فقط.
- المدرسة
قد يكون دور المدرسة في الاهتمام والتوجيه بدا ينحدرللهاويه فالطالب يحتاج لرعاية واهتمام وتحفيز فهوفي مرحله يحتاج للمساندة والوقوف معه .

-لا أنسى في الأخير ذكر كثرة المشغلات والملهيات التي قد تكون عائقاً كبيرا أمام مستقبل الطالب.


هذا الذي استطعت أن أصل إليه من أسباب تدني مستوى الطلاب وأعلم بأنّ غيرها كثير لم يذكر.

تقبلوا تحياتي