التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها (آخر رد :الرهيب)       :: ✨ *برنامج آية وفائدة* ✨ (آخر رد :الرهيب)       :: دورة علمية في التجويد* (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " جابر علي احمد ال حسن البحيري"(سويد) ولم يحدد وقت ومكان الصلاة والدفن (آخر رد :abuzeed)       :: أثناء خروجك من البيت ستلقى صنفين من النساء (آخر رد :الرهيب)       :: هذا هو الرقم الموحد الذي دشنه أمس وزير الشؤون الإسلامية .. (آخر رد :الرهيب)       :: شرح مُبسط ومُختصر 🔷 مخارج الحروف 🔷 مخارج الحروف من أهم الأبواب في علم التجويد. ♦️ويجب على قارىء القرءان أن يتقن مخارج وصفات الحروف حتى لا يتغير مخرج الحرف وبالتالي يتغير مدلوله 🔷والمخرج هو: م (آخر رد :الرهيب)       :: الفتور في رمضان . (آخر رد :الرهيب)       :: دعاء القنوت جاهز ومرتب لصلاة التراويح والقيام (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: منصة وقفي (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾‏الحياة ميدان سباق إلى الله‏..سابقوا بالخيرات..‏سابقوا بالطاعات.    

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 10-15-2010, 08:28 AM   #9
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...


الحج وأثره في زيادة الإيمان...الحج ركن من أركان الإسلام

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى وسع سمعه الأصوات .
والصلاة والسلام على رسوله الذى بعثه بالهدى ودين الحق ..
وبعد : فإن الحج ركن من أركان الإسلام يجب على كل مستطيع له من المسلمين المكلفين لقوله تعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " .
ومناسكه التى شرعها الله لها أثر بالغ فى زيادة الإيمان ؛ فإن الإيمان يزيد بالطاعات والصالحات وينقص بالمعاصى والسيئات .
ولذلك فإنه ينبغى على المسلم - من حج ومن لم يحج - أن يتدبر ثم يعتبر ليجنى الثمرة ؛ زيادة فى الإيمان !! .
وقوة فى اليقين !!
الإحرام :
ما بال الرجل يحرم فى رداء وإزار ، ويتجرد من المخيط ؟!
إن ملابس الإحرام شبيه بملابس الكفن ! فهى تذكرنا بموتنا حتى نكون أكثر استعداداً له .
وتذكرنا ببعثنا حفاة عراة !
لا رداء .. لا إزار .. لا كفن !
وتذكرنا بنعمة الله علينا " يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا " هذا فى الدنيا ، فإذا جاء يوم البعث وكنا عراة !
فما الذى يسترنا ؟
والجواب فى قول ربنا : " وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ " .
وكما نتجرد من المخيط فى إحرامنا فينبغى أن نتجرد لله فى أعمالنا فنجعلها خالصة لوجهه الكريم ، ولا نشرك بربنا أحداً ..

التلبية :

لفظها " لبيك اللهم لبيك .. " إلخ .
ومعناها : ها أنا عبدك !
وأنا مقيم على طاعتك وأمرك !
غير خارج عن ذلك ، ولا شاردٍ عليك ! فهى اعتراف بالعبودية ، وإقرار بالطاعة ، وإذعان وخضوع .
وقد كان المشركون يحجون ويلبون من قبلنا !!
وفرق بين تلبية الموحدين وتلبية المشركين !
المؤمنون يقولون : " لبيك لا شريك لك " .
والمشركون يقولون : " لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك " !!

الطواف بالبيت :

البيت بيت الله ، يطوف به الطائف فيتدبر ويتذكر أنه أول بيت وضع للناس
- من دخله كان آمناً
- جعله الله مثابة للناس وأمناً
- رفع إبراهيم عليه السلام قواعده وإسماعيل
- تهوى إليه الأفئدة ، وكلما رحلت عنه تمنت أن تعود إليه
- قال عنه عبد المطلب : " للبيت رب يحميه " !
- بجواره كانت قريش تصد عن سبيل الله . كان المشركون يطوفون به عراة !!
- من عنده انطلقت الدعوة إلى الله .

تقبيل الحجر الأسود :

الحجر الأسود حجر !
لا يضر ولا ينفع .
تقبيله سنة ، وتعلق القلب به شرك !
والمزاحمة عليه معصية !
لم ينزل من الجنة ، ولم تسوده خطايا بنى آدم . فتدبر هذا فإنه من المواضع التى زلت فيها الأقدام ، وضلت فيها عقول !
إن تقبيل الحجر الأسود سنة لمن وصل إليه بغير مزاحمة ولا إيذاء ولا اختلاط وتقبيل غيره من الأحجار يفتح باباً إلى الشرك !!
فالمؤمن يقبله وقلبه معلق بالله لا بالحجر !

الشرب من زمزم :

سنة بينها النبى صلى الله عليه وسلم .
والمؤمن عندما يشرب منها لا يلتفت بقلبه إليها ، وإنما يرى فيها سبباً من الأسباب التى قدرها الله ، وهو يوقن دائماً بأن الله قادر على الشفاء بغيرها ، وعلى تأخير الشفاء عمن شربها !!
وهو بعض معنى قوله تعالى : " وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ " فمن تعلق قلبه بربه ، فلم يلتفت إلى غيره فقد حقق التوحيد الذى هو حق الله على العبيد .

السعى بين الصفا والمروة :

يسعى الحاج والمعتمر بينهما فيتذكر ويتدبر !
عند الصفا بواد غير ذى زرع ترك إبراهيم عليه السلام زوجه وولده الرضيع طاعة لله !
ونحن لا نترك المعاصى !
وأطاعت الزوجة المؤمنة ربها ثم زوجها فى أمر قد يكون فيه الهلاك !
وبين الصفا والمروة سعت أم إسماعيل رضى الله عنها لعلها تجد ماءً لرضيعها الذى كاد أن يموت ! إنه الإيمان عندما تخالط بشاشته القلوب .

الوقوف بعرفة :

عرفة ركن الحج الأعظم ، وكل من حج وجب عليه أن يقف بها وإلا فلا حج له !واجتماع الحجيج فى عرفة يذكرنا بيوم الحشر " يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ " .
ومن تذكر يوم الجمع كن أكثر استعداداً له ممن غفل عنه !
وفى يوم عرفة فى شدة الحر قد يجد الحاج مشقة أحياناً فى الحصول على ماء يشربه ثم يدركه فيتذكر قول ربنا : " وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) "
وفى حجة الوداع وقف رجل على راحلته يلبى ، فسقط عنها فوقصته الناقة ( ضربته برجلها ) فمات !فقال صلى الله عليه وسلم : " كفنوه فى ثوبه ! ولا تخمروا رأسه ، ولا تمسوه طيباً ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً " !!
مات وهو يلبى ، وبعث وهو يلبى !مات على طاعة ، وبعث على طاعة !
فإن مات على معصية ، وما أكثر الذين يموتون على معصية !إنها حقيقة غفل عنها الغافلون " لا ملجأ من الله إلا إليه " .
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام ، واجعل هذه الكلمات من الباقيات الصالحات .وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

صفوت الشوادفى




الحج وأثره .. فى زيادة الإيمان



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 08:30 AM   #10
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

منافع الحج ,,,ماهي منافع الحج
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم )) ([1]).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الهداة المهتدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد :
فإن الحج إلى بيت الله الحرام عبادة جليلة فرضها الله تعالى في كتابه الكريم فقال تعالى : ]ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين(([2]) ، وهو ركن من أركان الإسلام التي بني عليها قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )) ([3])
والحج هو القصد إلى بيت الله الحرام لأداء عبادة مخصوصة ذات أفعال مخصوصة في أماكن مخصوصة.

والحج من العبادات التي قد يظهر للناظر المستعجل أن فيها مشقة وكلفة ومن ذلك :

1- مشقة السفر وفراق الأهل والأحبة والأوطان وبعد الشقة كما هو صريح قوله تعالى: ] يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( ، والحال أن الحاج لا يركبها ضوامر وإنما بعد الشقة وطول الرحلة أضمرها وأنهكها حتى صيرها كالأهلة.

2- حظر ملاذ النفس وشهواتها أثناء التلبس بهذه العبادة فلا ينكح المحرم ولا يتطيب ولا يلبس المخيط ولا يرفث ولا يفسق ولا يجادل انتصارا لنفسه.

3- محدودية المكان والزمان فلا يستطيع الحاج أن يؤدي هذه العبادة إلا في مكانها المخصوص وزمانها المحدد لها.

ولما كان في الحج بعض مشقة هون الله أمره وخففه ويسره بتيسيرات عدة منها :

1- أنه على المستطيع قوتا وقوة:قال تعالى: ]ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا( ،وفي رواية لحديث أركان الإسلام المتقدمنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(وحج البيت من استطاع إليه سبيلا))
2- أنه عبادة قديمة فرضها الله على من قبلنا قال تعالى : ]وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منابع لهم ( ([4])؛وإذا عم الأمر هان وسهل .
3- أنه أيام معدودة قد لا تتجاوز الأسبوع لمن هو خارج مكة فكيف بمن جاورها .
4- أنه لا يجب إلا مرة واحدة في العمر كله؛لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة t قالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل([5]):أكل عام يا سول الله؟فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال:ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)) ([6]).
5- أن الله عز وجل علق القلوب بحب هذا البيت وجعل الأفئدة تهوي إليه استجابة لدعاء إبراهيم الخليل عليه السلام حين دعا لهذا البيت فقال : ] ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ( ([7])؛ والوصول إلى الحبيب ينسي كل عنت ومشقة.
6- أن الله عز وجل علل الأمر بقصد هذا البيت بحصول المنافع للقاصد حتى كأنه لم يأمره بهذا القصد إلى لتحصيل تلك المنافع فقال تعالى : ] وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم( ؛وقد نكر المنافع لتعم كل منافع الحج الدنيوية والأخروية ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:-] ليشهدوا منافع لهم ( - " منافع الدنيا والآخرة أما منافع الآخرة فرضوان الله ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والتجارات " ([8])، وكذلك قال مجاهد وغير واحد من السلف رحمهم الله ([9]).

وقال الطبري – بعد أن ذكر الخلاف في تعيين هذه المنافع هل هي منافع دنيوية أم أخروية أم هما معا؟ - :" وأولى الأقوال بالصواب قول من قال : عني بذلك ليشهدوا منافع لهم من العمل الذي يرضي الله والتجارة؛ وذلك أن الله عم لهم منافع جميع ما يشهد له الموسم ويأتي له مكة أيام الموسم من منافع الدنيا والآخرة ولم يخصص من ذلك شيئا من منافعهم بخبر ولا عقل فذلك على العموم في المنافع التي وصفت"([10]).
وقال الزمخشري :"نكر المنافع؛لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد في غيرها من العبادات،وعن أبي حنيفة رحمه الله أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج فلما حج فضل الحج على جميع العبادات لما شاهد من تلك الخصائص"([11]).

والذي دلت عليه هذه الآية هو أن الله عز وجل جعل في الحج منافع كأنه لم يأمر به إلا لتحصيلها ؛ لما تقتضيه اللام في قوله تعالى : ] ليشهدوا ( من التعليل ، ثم هي منافع للحاج خالصة لا يشركه فيها غيره كما يدل عليه التعبير ب ] لهم ( .
وإنك لتعجب من هذا الأسلوب الحكيم وهذا الانتقال من تصور حال الحاج وهو أشعث أغبر قد أتي من فجاج الأرض وأنهك مركوبه : ] يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( ليفاجئك السياق قبل أن تتساءل عن سر عبادة تكلف هذا العنت الظاهر بأن هذه المشقة لا تفي بما جعل في هذه العبادة من منافع دنيوية وأخروية تضرب لها أكباد الإبل فلا يفي ذلك بشكر التوفيق للخروج لها والاصطفاء للتوفيق لأدائها والفوز بمنافعها الجمة : ] ليشهدوا منافع لهم ( فتتساءل عن هذه المنافع في لهفة واشتياق.
وأنا في هذا المقال لا أستطيع تعداد منافع عبر عنها الخالق بهذه الصورة العامة ولم يحصرها ولا حصرها رسوله صلى الله عليه وسلم في منافع محددة معلومة،وإنما يتم للمفسر الكشف عن تلك المنافع بقدر ما يفتح الله له من فهم في كتابه ، وهو أمر متجدد لا يأخذ منه المتقدم ما هو مذخور لمن بعده ، ويبقى النص الكريم على عمومه ] ليشهدوا منافع لهم ( يغترف منه كل وارد بحسب دلوه وسقائه ، فلم يبق لي إلا محاولة التعرف على بعض تلك المنافع مستدلا على ما أذكره منها بما تيسر من معنى يعضدها من كتاب الله عز وجل أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فأقول ومن الله ألتمس العون والتسديد .

من المنافع التي تدخل في عموم هذه الآية الكريمة المنافع الآتية :


أولا -
التوفيق لإكمال المسلم دعائم دينه ؛ فإن الحج ركن من أركان هذا الدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )).

ثانيا :
تعود الانقياد والاستلام لأوامر الله عز وجل وإن لم يظهر لعقلك وجه الحكمة فيها ؛ فأنت أخي الحاج في هذا المكان المخصوص من بين بقاع الأرض كلها ،ولأداء هذه العبادة في هذا الوقت المحدد لها ، وتطوف بهذا البيت ، وتقبل هذا الحجر ، وترمي الجمرات .. كل ذلك انقيادا لأمر الله عز وجل بذلك ؛فيهون عليك تنفيذ كل الأحكام الشرعية وإن لم يظهر لعقلك وجه الحكمة منها، وتنقاد لكل ما من شأنه أن يعلي هذا الدين وإن لم يظهر لك أنت ما ظهر لغيرك في ذلك.

ثالثا :
التذكير ببعض الأمور المرحلية التي سيمر بها المرء لا محالة ، كالموت والبعث والجزاء فيعد لها العدة اللازمة من زاد ومركب ينجيه من مهالك الطريق ويجنبه عثراته ، وفي الحج صور مصغرة لبعض تلك الأمور المرحلية؛ فأنت بخروجك – أخي الحاج – من بلدك لابسا ثوب الإحرام ، وقد سكب الأهل العبرات عند توديعك تتذكر خروجك من بينهم من دار الدنيا إلى الدار الآخرة خروجا لا لقاء بعده في هذه الحياة فيهون عليك هذا الخروج الذي ترجو بعده اللقاء والوصال وتعد العدة لذلك السفر كما تعدها لهذا السفر ، وأنت بعد في مهلة من أمرك ؛ وبوقوفك بصعيد عرفة في هذا الجم الغفير تتذكر موقفك في الحشر حين يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ،وتدنو الشمس ويلجم الناس العرق ويشتد الكرب والخطب فتعد العدة لذلك الموقف أنت ما زلت في مهلة من أمرك.
؛ وبانصرافك من عرفة عشية دنو الرب ومغفرته لعباده في هذا اليوم العظيم تتذكر الوقوف بين يدي الله عز وجل وانصرافك من ذلك الموقف إما إلى جنة وإما إلى نار فتنشط لإعداد العدة وأنت بعد في مهلة لإدراك الخلل قبل أن تتمنى الرجوع فلا تمكن من ذلك ، قال تعالى : ] حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ( ([12])، وقال : ] والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ( ([13]).

رابعا -
‍‍ غفران الذنوب لمن حج هذا البيت مخلصا لله في حجة متبعا أوامر الله ومجتنبا نواهيه؛ قال تعالى : ] فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى( ([14])،قال إمام المفسرين أبو جعفر الطبري رحمه الله – بعد أن ذكر خلاف المفسرين في معنى هذه الآية - :"وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال تأويل ذلك : فمن تعجل من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه يحط الله ذنوبه إن كان قد اتقى في حجه فاجتنب فيه ما أمر الله باجتنابه وفعل فيه ما أمر الله بفعله وأطاعه بأدائه ما كلفه من حدوده ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول فلا إثم عليه لتكفير الله ما سلف من آثامه وإجرامه إن كان قد اتقى الله في حجه بأدائه حدوده " ثم ساق الطبري – رحمه الله جملة من الأحاديث الدالة على تكفير الحج للذنوب.([15])
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )) ([16]).
وفي رواية مسلم لهذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه )) ([17]).؛ والإتيان أعم من الحج إذ تدخل فيه العمرة .
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( رجع كيوم ولدته أمه )) يعني غفران ذنبه وأنه خرج من حجه مغفور الذنب كالمولود الذي لم يجر عليه قلم التكاليف ، وقد جاء التصريح بغفران ذنب الحاج في رواية الترمذي لهذا الحديث بلفظ : (( من حج فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه )) ([18]).

خامسا :
الفوز بالوقوف في صعيد عرفة في ذلك اليوم العظيم والمكان المشهود عشية يدنو الرب جل وعلا فيباهي بأهل ذلك الموقف ملائكته ، ويغفر الذنوب ، ويصفح عن الزلات ويحقق الآمال والمطالب ، ويعتق الرقاب من النار ؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ))([19]).
وأخرج مالك في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة ، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام ، إلا ما أري يوم بدر قيل ما رأى يوم بدر يا رسول الله ؟ قال : أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة))([20])، وقال أبو عمر بن عبد البر : "هذا حديث حسن في فضل شهود ذلك الموقف المبارك ، وفيه دليل على الترغيب في الحج ، ومعنى هذا الحديث محفوظ من وجوه كثيرة ، وفيه دليل على أن كل من شهد تلك المشاهد يغفر الله له إن شاء "([21]).

سادسا:
نفي الفقر والذنوب ؛ فعن ابن مسعود t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة )) ([22])؛ وأي مطلب للمرء أغلى من نفي الفقر والآثام ، ودخول الجنة دار السلام؟.

سابعا:
أن الحج موسم تجارة وحصاد عالمي حيث المكان الذي تجبى إليه ثمرات كل شيء كما نطق به قوله تعالى:]وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون(([23])،إنه المكان الذي تجتمع فيه خيرات الأرض كلها ويتبادل الحجيج فيه منافع التجارة ويعقدون الصفقات المربحة.
ويبدو من السياق الكريم والأحاديث النبوية أن الحج قد عرفته العرب سوقا عالمية ومعرضا للإنتاج والحصاد السنوي فلما أمروا بالحج على ما شرعه الله تحرجوا مما كانوا يزاولونه في هذا الموسم من أمور التجارة ورغبوا أن يكون موسما خالصا للذكر والدعاء فجاء القرآن ليرفع ذلك الحرج الكامن في نفوسهم من كل ما هو موروث جاهلي فقال تعالى:]ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم(([24])،وقد أخرج البخاري في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال-في سبب نزول هذه الآية-:" كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلتنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج )([25]).
وأخرج أبو داود عن ابن عباس : (( أن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج فخافوا البيع وهم حرم فأنزل الله سبحانه : (( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج))([26])،وأخرج أبو داود أيضا عن أبي أمامة التيمي قال: ((كنت رجلا أكرِّي في هذا الوجه وكان ناس يقولون لي:إنه ليس لك حج فلقيت ابن عمر فقلت:يا أبا عبد الرحمن إني رجل أكرِّي في هذا الوجه وإن ناسا يقولون لي:إنه ليس لك حج ! فقال ابن عمر:أليس تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار؟ قال:قلت: بلى. قال:فإن لك حجا،جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية:]ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم( فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه هذه الآية وقالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(لك حج)) ([27])،ولكننا من خلال هذه الآية وما ذكر في سبب نزولها نشعر بأن الإذن في التجارة في مواسم الحج كأنه قد ضيق مسلكه بحيث لا ينبغي أن يكون على حساب تأدية المناسك والذكر والدعاء في هذه الأماكن والأوقات التي هي ظرف لذلك فالتعبير برفع الحرج في الآية وقول النبي صلى الله عليه وسلم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(لك حج))،كالظاهر في أن ذلك ليس هو الأصل الذي تقصد له هذه العبادة وإن كان يأتي تبعا بما لا يخل بهذه العبادة ومناسكها المحددة المعلومة.
وقد شاهدت في الأزمنة الأخيرة من حضر هذه المواسم فوقف بعرفات وبات بالمزدلفة وفاض منها إلى منى ولم يحرم بحج وإنما خرج لمنافع التجارة فكأنه في حسه قد قيل: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا حجا ))!!!.
ومع هذا كله فإننا نتطلع إلى اليوم الذي يحس فيه رجال التجارة والاقتصاد الإسلامي بأهمية هذا الموسم فيتخذون منه مناسبات للاجتماع والتشاور في كل ما من شأنه أن يرفع من اقتصاديات أمتهم ويرون في ذلك من التعبد ما يرونه في تأدية المناسك فإن حياة المسلم كلها عبادة إن هو أخلص فيها النية لله:]قل إن صلاتي ونسكي وحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( ([28]).

أن الحج مؤتمر ديني كبير فيه يجتمع المسلمون من كل بقاع الأرض لتأدية هذه العبادة العظيمة فتمتلئ بهم الحبال والسهول ، وتسيل بهم البطاح والأودية في موكب مهيب هتافهم واحد رغم اختلاف الأجناس والألسنة فالكل يرددنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)) ([29])؛ فتظهر بذلك مقومات وحدة هذه الأمة في تلاحمها وتآزرها وعبادتها ولغتها ، وهي العناصر الأساس التي تحفظ للأمة قوتها وسيادتها وهيبتها بين الأمم .

تاسعا :
أن الحج موسم دعوي كبير فيه يتوافد المسلمون من كل أقطار الأرض فيجتمعون في أفضل الأيام وأطهر البقاع في جو من الرقة واللين والانكسار بين يدي الله تعالى والاطراح ببابه ليغفر الذنوب ويصفح عن الزلات ويحقق الآمال ويقيل العثرات ؛ ومؤمن بهذا الحس لا شك أنه على أتم الاستعداد لتحقيق ما يأمره به ربه ، وكيف لا وهو إنما بذل المال وتحمل الصعاب من أجل أن يرضى عنه مولاه ويقبله؛ فعلى الدعاة المخلصين أن يغتنموا هذه الفرصة ولا يضيعوها فيعلموا الحاج – قبل أن يرجع إلى موطنه وتكتنفه شياطين والإنس والجن - أن الذي يغفر الذنوب هنا هو الذي يغفرها هناك ، وأن المعبود هنا هو المعبود هناك ، والذي أمر بالحج هو الذي أمر بالصلاة والزكاة والصوم ونهي عن الربا وكل المحرمات ما ظهر منها وما بطن ،وأن الشعور بالأخوة والتلاحم والتراحم هنا أمر مطلوب هناك ..
وقد كان سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم يغتنم هذا الموسم رغم عناد قومه واستكبارهم ومحاربتهم لدعوته وإيذائهم له من أجلها ولم يثنه ذلك عن دعوته والصدع بها ؛ لأنها دعوة أكبر من كل عناد والإيذاء من أجلها منحة وتكريم؛ أخرج الإمام أحمد في المسند عن جابر t نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتَّبَّع الحاجَّ في منازلهم في الموسم وبمجنة وبعكاظ وبمنازلهم بمنى يقولنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(من يؤويني، من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة))؟ فلا يجد أحدا ينصره ويؤويه حتى إن الرجل يرحل من مضر أو من اليمن إلى ذي رحمه فيأتيه قومه فيقولون:احذر غلام قريش لا يفتنك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله عز وجل له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به فيقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم بعثنا الله فأتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا فقلنا:حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة فقال عمه العباس : يا ابن أخي إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاءوك إني ذو معرفة بأهل يثرب!فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين ،فلما نظر العباس في وجوهنا قال:هؤلاء قوم لا أعرفهم،هؤلاء أحداث،فقلنا:يا رسول الله علام نبايعك؟ قالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل،وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومـة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة))،فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة،وقتل خياركم وأن تَعَضَّكُم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله.قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ([30])ويعطينا على ذلك الجنة))([31]).
فهذا حديث صحيح عظيم القدر يبين ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الحرص على هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور رغم ما يضعونه في سبيله من العقبات والعراقيل ؛فعلى الدعاة المخلصين أن يتأملوا هذا الحديث ويستخلصوا منه الدروس والعبر لتوظيف هذا الموسم العظيم في ما يعلي من شأن الإسلام وأهله.

ومن الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من هذا الحديث ما يلي :

1- أن على الداعية أن يغشى الناس في منازلهم وأنديتهم ليعرض عليهم الإسلام وأحكامه لا أن يحبس نفسه في مقصورة مكيفة إن جاءه سائل يستفتيه أفتاه بأي أسلوب تيسر مرغبا كان أو منفرا.
2- أن هذا الدين لا بد له من الجماعة التي تقوم به وتحمى دعاته حتى يبلغوا رسالة ربهم (( من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي )) ، ولا يعني هذا الأمر أن ننتظر حتى توجد تلك الجماعة التي تحمى الدعاة وإنما على الدعاة إيجادها ممن استجاب لهم بدءا بالواحد والاثنين حتى تكتمل الجماعة التي تنصر هذا الدين وتحميه بإذن الله تعالى.
3- عدم الاستعجال وترك الدعوة بحجة أن الناس لم يستجيبوا ؛ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو أبلغ الدعاة وأرحمهم وأحسنهم خلقا وخلقا وأحلاهم منطقا وأبهجهم منظرا وأكرمهم نسبا وموقعا – يدعو عشر سنين فلا يجد أحدا يؤويه بل إن الرجل ليرحل إلى ذي رحمه ليحذره منه ومن دعوته، فلم يثنه ذلك صلى الله عليه وسلم عن دعوته حتى استجابت له العصبة التي أقامت دولة الإسلام.
4- أن طريق الدعوة طريق كثير الأشواك والعقبات يؤذى صاحبه في جسده وعرضه ؛ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بين القوم يدعوهم إلى الهدى والنور وهم يشيرون إليه بالأصابع والأكف نبزا وهمزا ولمزا واستهزاء ، ويطرد في جبال مكة ويخاف وهو ابن سيد الوادي بلا منازع ، لكن ذلك لم يثنه بل زاده عزما وإصرارا ؛ لأن الأذية في سبيل هذا الدين منحة لا محنة قال تعالى : ] يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم( ([32]).
5- أن لهذا الدين واجبات ينبغي القيام بها ولا يصح الانتساب إليه مع إهمالها :" علام نبايعك " ؟نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة( تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ن وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة )) .
6- أن الاستجابة لهذا الدين تعني الاستعداد الكامل لنصرته وإعلائه مهما كلف ذلك من ثمن : "إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذوره فهو أعذر لكم عند الله )).
7- أن جزاء نصرة هذا الدين وما أعده الله للمجاهدين لإعلائه جزاء عظيم ينسي كل العراقيل والمتاعب التي اعترضت وتعرض أنصاره : (( يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة )).
8- أن الداعية الذي يحمل هم هذا الدين ويريد أن يبلغه حيث بلغ الليل والنهار ولا يتسع وقته وزاده لذلك يتحتم عليه أن يحضر هذا الموسم العظيم فإنه واجد فيه من كل الأجناس البشرية ، من كل أقطار الأرض فإن هو أفلح في دعوتهم فهم سفراؤه في كل المعمورة وإلا فسيحضر من بلادهم في العام المقبل مثلهم أو أكثر فيكون قد بلغ من الجميع ما لا يتسنى له في غير هذا الموسم والموقع لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على حضور هذا الموسم والتطواف بين أهله مبلغا رسالة ربه ، ففيم العدول عن هديه وسنته في ذلك ؟!! ، أولا يطمع الداعية أن يكسب لدين الله في هذا الموسم رجالا كرجال الأنصار الذين كسبهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموسم فآمنوا بهذا الدين وحملوه إلى بلدهم فسار فيه الإيمان سير النور في المصباح ، وما هي إلا سنوات قليلة حتى استقبلت المدينة هذا الداعية العظيم بكل إجلال وتعظيم وابتهاج كل يريد أن يكون له شرف نزول هذا الداعية في بيته، وارتجت جبال المدينة بصدى نشيد استقبال هذا الداعية العظيم :

طلع البدر علـينا --- من ثنيـات الوداع
وجب الشكر علينا --- مـا دعـا لله داع
أيها المبعوث فينـا --- جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة --- مرحبا يا خير داع

والتف الرجال حول هذا الداعية ينهلون من معين الإيمان والتربية الزكية ويدفعون المهج رخيصة بين يديه للدفاع عن هذا الدين وبدأت حقبة جديدة أعز الله فيها الإسلام وأهله وأكرم هذا الداعية برؤية ثمار دعوته وجهاده وصبره ، وقد صور ذلك أبو قيس بن صرمة الأنصاري في لوحة شعرية رائعة فقال – وهو يصور بعد ما بين الحقبتين حقبة الاطهاد والإيذاء وحقبة العزة والتمكين -:

ثوى في قريش بضع عشرة حجـة --- يذكر لو يلقى حبيبا مواتـيا
ويعرض في أهل المواسم نفســه --- فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا واستقـرت به النـوى --- وأصبح مسرورا بطيبة راضـيا
وأصبح لا يخشى ظلامـة ظالم --- بعيد ولا يخشى من الناس باغيا
بذلنا له الأمـوال من حل مالنا --- وأنفسنا عند الوغى والتـآسيا
نعادي الذي عادى من الناس كلهم --- جميعا وإن كان الحبيب المصافيا
ونعـلـم أن الله لا رب غيـره --- وأن كتاب الله أصـبح هـاديا([33]).


عاشرا : أن الحج مؤتمر سياسي كبير فيه تلتقي كل الفئات المؤمنة من كل الطبقات المفكرة السياسية الفاعلة ، فلو جعلت من هذا الموسم لقاء قمم إسلامية فاعلة يتباحث فيها المجتمعون كل ما من شأنه أن يرفع الأمة من الحضيض الذي تعيشه إلى القمة السامقة لما كانت الأمة على ما هي عليه من ضعف وتأخر في كثير من الميادين ،ولهم في ذلك أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يلتقي في هذا الموسم بمن آمن به فالتقى فيه بالأنصار ثلاث مرات حتى كانت بيعة العقبة الكبرى وما كان فيها من عهود ومواثيق غيرت مجرى تاريخ البشرية جمعاء ، وهم يومئذ قلة كما في حديث جابر المتقدم : (( ثم بعثنا الله فأمترنا واجتمعنا سبعون رجلا منا فقلنا حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة ..)).
وإذا كان هؤلاء على قلتهم قد حملوا أمر الدعوة وأعلوا من شأنها وغيروا بها مجرى تاريخ البشرية جمعاء في فترة وجيزة فكيف بهذه الملايين لو وجدت من يدعوها دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ويسوسها بسياسته ، ويذكي في نفوسها حرارة الإيمان وعزته ويبين لها أنها حلقة من تاريخ مجيد .
ولقد كان الحج في عهد الخلفاء وأيام وحدة الأمة موسما يلتقي فيه الخلفاء بأمراء الأمصار وقادة الجيوش فترفع التقارير إلى الخلفاء وذوي الرأي والمشورة ليتخذوا فيها القرارات المناسبة ؛ فظلت الأمة مرهوبة الجانب ، وظل الحج مصدر خوف وقلق لأعداء الأمة ؛ لما يمثله للأمة من وحدة يرهبها الأعداء ويهابونها.

يقول لوثر ستودارد:"وقد غلب على رأي كثيرين من رجال الغرب وهم في هذا الموضوع فهم ما برحوا يخالون الخلافة لا الحج العامل الأكبر والأشد الذي بسببه يتشارك المسلمون ميولا وعواطف تشاركا مؤديا إلى الاعتزار بالوحدة وازدياد منعتها وامتدادها وانتشارها.
إن هذا لمن الوهم الصرف فالأمر على الضد من ذلك ،إن محمدا –( في زعمه وليس الله ) – قد فرض الحج على من استطاعه فرضا مقدسا ؛ لذلك ما زالت مكة المكرمة حتى اليوم مجتمعا يجتمع فيه كل عام أكثر من مائة ألف حاج([34])وافدين من كل رقعة من رقاع العالم الإسلامي،وهناك وأمام الكعبة المقدسة في مكة المكرمة يتعارف المسلمون على اختلاف الألسنة والأجناس ويتبادلون العواطف الدينية،ويتباحثون في الشؤون الإسلامية ([35])،إن الأغراض الإسلامية التي ينالها المسلمون من الحج الممهد لها السبيل معلومة لا تحتاج إلى كبير إيضاح بل يكفي أن نقول : إن الحج هو المؤتمر الإسلامي السنوي العام الذي فيه يتباحث النواب المسلمون الطارءون من أقطار المعمور الإسلامي كافة في مصالح الإسلام وفيه يقوم هؤلاء بوضع الخطط ورسم الطرائق للدفاع عن بيضة الإسلام والذب عن حياض المسلمين ونشر الدعوة في سبيل الرسالة ..".
هكذا يرى هذا المستشرق صورة الحج،وهي كما رأى في زمن النبي y والخلفاء وكل الغيورين على هذه الأمة ، ونرجو من الله عز وجل أن تعود كذلك أنصع وأشرق.

الحادي عشر: أن الحج مؤتمر اجتماعي فريد يربي في النفوس كل المعاني الاجتماعية التربوية ؛ففيه ترى التعاون والمواساة وحنو الغني على الفقير ورحمة القوي بالضعيف والكبير بالصغير ،والتجرد الكامل من مظاهر الفوارق الطبقية الدنيوية ، فالكل في صعيد واحد متجه إلى الله عز وجل بكل ذل وفقر وحاجة قد خلع الجاه والأوسمة والمناصب الدنيوية؛فتذوب تلك الفوارق ولو إلى حين فيستفيد المسلمون من دروسها العبر والتوجيهات التربوية الفريدة.
وفي الحج يجتمع هذا الحشد الهائل من كل طبقات الناس وأجناسهم فتزدحم بهم الطرقات وتغص بهم الأماكن العامة والخاصة ومع ذلك فلا شجار ولا جدال ولا رفث ولا فسوق ولا تنافر فالكل مبتسم لأخيه فرح بوجوده إلى جانبه في هذه العبادة العظيمة فلا تسمع إلى قول قائلهم عن هذا البيت المزدحم بالناس : " زاده الله شرفا".
وفي هذا الجو المفعم بروح الأخوة والتلاحم والإيثار يراجع المرء نفسه ويتخذ من خلقه فيه خلقا دائما مع إخوان له طالما ضاق بهم في أماكن أقل ازدحاما وتعبا ، وفقراء طالما ضن عليهم بأقل مما أنفقه هنا.
تلك هي أهم المنافع التي سنح الخاطر المكدود بتسجيلها ويبقى التعبير القرآني أشمل وأوسع وتبقى المنافع الدنيوية والأخروية أعمنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(ليشهدوا منافع لهم))،وقد يدرك المرء في ذلك من المنافع الفردية ما لا يدركه غيره من توفيق لذكر الله في تلك الأماكن الفاضلة أكثر من غيره ،أو توفيق لدعاء ويسمع ويستجاب،أو إغاثة لملهوف أو إعانة ضعيف أو إطعام جائع أو إرشاد ضال أو تعليم جاهل إلى غير ذلك من المنافع العظيمة التي جعلها الله عز وجل في هذه العبادة العظيمة، ومن هنا يمكننا أن ندرك معنى ما روي عن الإمام أبي حنيفة رحمه من أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج فلما حج فضل الحج على العبادات كلها لما شاهده من تلك الخصائص والمنافع .

وفي الختام يجدر بنا التنبيه إلى أن كل دعائم الإسلام وواجباته مليئة بالتيسير والمنافع كما في الحج مما جعل هذه الدعائم والواجبات منحة ومنة لا تكليفا ومشقة؛فالصيام مثلا قد لا يبدو للناظر فيه إلا وجه المشقة في الإمساك عن الشهوات من مأكل ومشرب ومنكح وحب الانتصار للنفس والانتقام لها ، وقد فرض بصيغة الكتب-((كتب عليكم الصيام) – التي يرى المتتبعون لأساليب الكتاب والسنة أن من شأن المفروض بها أن يكون مما فيه كلفة ومشقة كالقتال والقصاص .. لكن الأمر فيه ليس كذلك فقد هون أمره بعدة أمور منها :
1- أنه عبادة قديمة قد فرضت على من قبلنا ، فلنا في فرضها سلف ولسنا فيها بدعا، والأمر إذا عم هان وسهل على النفس تقبلهنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )) ([36]).
2- أنه أيام معدودات – شهر واحد من السنة كلها - : (( أياما معدودات ))([37]) وقد بينت هذه الأيام في السياق الكريم بأنها شهر رمضان.
3- أن المريض يؤجله إلى برئه والمسافر يؤجله إلى حين إقامته : ((فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )).
4- أن فيه من المنافع ما ينسي كل مشقة حتى كأنه لم يفرض إلا لنيل تلك المنافع

ومن تلك المنافع:

أ-أنه وسيلة لتحقيق التقوىنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(لعلكم تتقون))،وليس أمر التقوى في الشرع بالأمر الهين فإن التقوى يحبها الله عز وجل،ويثيب عليها الثواب الجزيل،وهي وصيته للأولين والآخرين ،وسبيل تيسير أمور الدنيا والآخرة ، وهي مقياس قبول الأعمال والحظوة عند الله عز وجل،قال تعالى: ((ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله))([38])،وقالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(بلى من أوفي بعهده واتقى فإن فإن الله يحب المتقين ))([39])،وقالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ))([40])،وقالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))([41])،وقالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(إنما يتقبل الله من المتقين ))([42])،وقالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(إن أكرمكم عند الله أتقاكم))([43]).
ب-أن الله عز وجل رتب على الصيام من الثواب الجزيل ما لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى فقال في الحديث القدسينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))([44]).
ج -أن في الصيام طهرة للنفس من داء سيطرة الشهوات وحب الانتقام والأثرة؛ فبجوع الصائم يحس بألم الجوع وأن في المسلمين جياعا تلسعهم حرارة الجوع أيام عديدة وربما سنين أو أشهرا فيهب لإطعامهم، وبسيطرته على نفسه وإلجامها عن المفطرات أثناء صومه وقد كانت حلالا له قبل التلبس بالصيام يدرك أن بإمكانها إلجام نفسه عما حرم الله عليه في كل وقت ، وبإمساكه عن الرفث والفسوق والمخاصمة والمشاتمةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)) ([45])،يتعود الهدوء والرزانة والخلق القويم وإمساك نفسه عن كل قول وفعل لا يليق بالمسلم العاقل الحصيف.
د-أن الصوم طهرة للبدن من أمراض التخمة والأخلاط الرديئة ففيه تستريح المعدة –ولو إلى حين- ليعود إليها نشاطها وحرارتها ، ويتخلص الجسم من الترسبات والأخلاط الضارة على ما قرره علماء الطب قديما وحديثا بل إن الأطباء وجدوا في الإنسان أمراضا لا يشفيها بإذن الله إلا الحمية والصوم،فصام من لا يريد به إلا الاستشفاء فكيف بالمسلم الذي يريد من رضوان ربه وثوابه ما لا يعلمه إلا الله ولا يجزي به غيره .
وقل مثل ذلك في الزكاة التي هي طهرة للنفس من داء الشح والبخل وحسد الآخرين ، وطهرة للمال وصون له من أعين الحاسدين المحرومين .. إلى غير ذلك من المنافع العظيمة التي أودعها الله عز وجل فيما شرعه لعباده حتى أصبحت أحكام الإسلام منحة ومنة لا مشقة وتكليفا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين))([46]).
اللهم لك الحمد على أن هديتنا للإسلام وجعلتنا من أتباع سيد الأنام محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 08:33 AM   #11
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...


ياراحلين إلى منى....

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك







الحمد لله الذي فرض الحج لبيته الحرام ، وجعل ذلك منة على أهل الإسلام ، وصلى الله وسلم وبارك على محمد بن عبد الله أفضل من صلى وصام ، وحج على بيت الله الحرام أما بعد :
من نعم الله على العبد أن يرزقه همةً تعينه على الطاعة ، وتيسيراً للوصول إليها وفي هذه الأيام تتقاطر القوافل السائرة على بيت الله العتيق ، تعج بنداء التوحيد في كل وسيلة ، فما أجمل التلبية تملأ أرجاء الفضاء في البر والبحر والأجواء ، في السيارات السائرة ، والبواخر الماخرة ، والطائرات العالية ، لقد اسمع المسلمون الدنيا بأسرها كلمة التوحيد الخالدة في شعار الحج العظيم ، وتنادوا لتلبية النداء للملك الكريم سبحانه رغم كل شانئ ، وإغاضة لكل كافر : { لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك } في دروس الحج تذكيرُ الأمة بأن أعظمَ ما يجب أن تهتمّ به وأن تحافظ عليه وأن تغرسه في النفوس وتبثّه في المناشطِ كلّها والأعمالِ جميعها تحقيقُ التوحيد لله سبحانه، تحقيق الغايةِ القصوى في الخضوع والتذلل له عز شأنه توجّهاً وإرادة، قصداً وعملاً. فهذه التلبية رمزُ الحج ومفتاحه التي أهلّ بها سيّد الخلق وإمام الأنبياء حين افتتح حجتَه بالتوحيد كما يقول جابر: فأهلّ بالتوحيد: ((لبيك اللهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)).

إهلالٌ يتضمن كلماتِ التلبية، ذاك المعنى العظيمُ والمدلول الدقيق ألا وهو روح الدين وأساسُه وأصله، وهو توحيد الله جل وعلا ونبذ الإشراك به بكلّ صوره وشتى أشكاله.
فالواجبُ على أفراد الأمة جمعاء أن يستحضِروا ما دلّت عليه هذه الكلمة من معنى، وأن يعرفوا ما تضمّنته من دلالة، وأن يكونَ المسلم على دراية عظيمة بهذا المعنى في حياته كلّها، محافظاً عليه في كلّ حين وآن، مراعياً له في كلّ جانب، لا يسأل إلا اللهَ، لا يستغيث إلا بالله، لا يتوكَّل إلا على الله، لا يطلبُ المدد والعون والنصر إلا من الله، مستيقناً أنَّ الخير كلّه بيد الله، وأزمَّة الأمور بيده، ومرجعها إليه، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. يقول ابن القيم رحمه الله: "وقد اشتملت كلماتُ التلبية على قواعدَ عظيمة وفوائد جليلة... ـ إلى أن قال في سياق تعداد فوائدها: ـ ومنها أن التلبيةَ تتضمّن التزامَ دوامِ العبودية، ولهذا قيل: هي من الإقامة أي: أنا مقيم على طاعتك، ومنها أنها تتضمّن الخضوعَ والذل، ومنها أنها تتضمَّن الإخلاصَ لله جل وعلا" انتهى.
فحريٌّ بالمسلم الموفّق الاهتمامُ بتلك المعاني كلها، وتحقيقها في حياته بشتى جوانبها.

كم هو مؤسف أن ترى من جهلة المسلمين من تعب للوصول إلى تلك الأماكن الطاهرة ، وبذل الأموال الطائلة ، رغبة في المغفرة ومحو الذنوب ثم يأتي وهو متلبس بنوع من أنواع الشرك الذي يحول بينهن وبين القبول والله المستعان ، ولقد حصل أن رأيت أحد المسلمين من دولة عربية في حج عام 1415هـ في عشية عرفة ، في الوقت الذي ينزل فيه المولى جلَّ وتعالى ويباهي بأهل الموقف ملائكته في هذه الأثناء سقط نظري على هذا الرجل وهو يحمل خيطاً في يده فناديته وسألته بلطفٍ عن ذلكم الخيط فقال إنه تميمة لأجل حمى تتعاوده وحاولت جاهداً أن أبين له خطر ذلك على عقيدته وأن أصرف همته لسؤال مولاه في ذاك المكان والزمان الشريفين وأن ما يفعله ويعتقده لا يزيده إلا وهناً كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ثم حاولت الوصول للخيط فقطعته ورميته في الأرض فقام ذلكم الرجل وكأنه قد اقتنع بما قلت له وخرج من الخيمة وبعد لحظات قليلة عاد مسرعاً وأخذ هذا الخيط وهرب على مرأى من الزملاء الذين كانوا معي فقلت سبحان الله لا حيلة في العقيدة إذا تمكنت من النفوس ولو كانت باطلة ، وقلت سبحان الله كم ظفر الشيطان بكثيرٍ من هؤلاء الجهلة فأبطل عليهم دينهم وعبادتهم ، وعلقهم بغير مولاهم ، وتذكرت قول الله تعالى ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) ﴾ الكهف ، يا حسرةً على العباد يتعبون أنفسهم في غير طائل ، ويتعلقون بغير منجي وصدق الله إذ يقول ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) ﴾ فمتى يعي المسلمون أنه لا خلاص لهم مما يعانونه من ذلة ، ومهانة وتسلط للأعداء إلا بتحقيق التوحيد الخالص ، وعدم الاتكال على الأسباب وإن كانت مشروعة فكيف بها إن كانت سبباً للشرك وظلمات الدنيا والآخرة.

وإذا كان الأمرُ كذلك في حق الأفراد فالأمة أجمَع حري بها أن تستلهم من الحج تلك الدروسَ والعبر، ولتعلمْ أن القاعدةَ الثابتة لاستقرار حياتها والمستقرّ الآمنَ الذي يؤوبون إليه هو تحقيق التوحيد لله جل وعلا في كل شأن من الشؤون، في مناشط الحياة كلّها، وأن تحقق الخضوع التامَ لله والذل المتناهيَ له سبحانه، ترسيخاً للعقيدة الصحيحة في واقع الحياة وتأصيلا لها في النفوس، وإلا فبدون ذلك تتخطّفها الأهواء تخطّف الجوارح، وتتقاذفها الأوهام تقاذف الرّياح.

ألا فلتصبغ الأمة حياتَها كلّها وأنشطتَها جميعَها بقاعدة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، فلا تخطو خطوةً ولا تتحرك حركة إلا وهي تنظر من منظار القرآن الكريم، ومن مرآة السنة ورضا الربِّ جل وعلا، فالله جل وعلا يقول: ﴿ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـٰنَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلأمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام:82].

إنَّ من دروس الحجّ أن تعلم الأمة وتتذكَّر وأن تستشعرَ وتستيقن أنه لا سعادة ولا نجاح في هذه الحياة والآخرة ولا توفيقَ ولا سدادَ إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، والسير على نهجه والمسيرة الجادة على هديه في الاعتقاد والأعمال، في الحكم والتَّحاكم، في الأخلاق والسلوك، وفي هذا الصدَد يقول سيدنا ونبينا عند كل منسك من مناسك الحج: ((خذوا عني مناسككم)).

وانظر ـ أيها العبد ـ كيفَ حقق الصحابة هذا المقصدَ حينما يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (حجّوا كما حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تقولوا: هذا سنَّة وهذا فرض) انتهى.

فأعظمُ أهداف الحج تذكر هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولزوم طريقه في هذه الحياة دونَ إفراط ولا تفريط ولا غلوٍّ أو جفاء، ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))
نسأل الله العلي القدير أن يصلح أحوال المسلمين ويزيدهم فقهاً في دينه ، واتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يحقق بالحق آمالهم إنه جوادٌ كريم وبالإجابة جدير وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.ِ



يا راحلين إلى منى



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 08:35 AM   #12
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...


تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

د.سعد بن مطر العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم
من أركان الإسلام الخمسة : حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا ؛ و وهو شعيرة عظيمة وعبادة جليلة المنافع ؛ فقد بيّن الله تعالى شيئاً من حكم الحج العظيمة ، ووصفها - سبحانه - بما يدل على أنّها عبادة كثيرة المنافع عظيمة الفوائد ، إذ قال جلّ شأنه : ( وأذِّن في النّاس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات ... ) .
وإذا تأملنا كلمة منافع وجدناها كلمة عامة ، لم تقيد بوصف معين ولا نوع محدد من المنافع ، وقد تكلم المفسرون رحمهم الله في مدلول كلمة منافع في الآية ، بينوا عمومها للمنافع الدينية والدنيوية ، بالنص أحيانا وبالتمثيل أحيانا ، فقالوا هي : منافع الدنيا والآخرة ؛ أما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن ، والذبائح والتجارات ، ورد ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه ، و مجاهد وغيره من أهل العلم ، وأنَّ هذه المنافع تشمل كلّ ما يرضي الله تعالى من منافع الحج سواء كان ذلك من أمر الدنيا المحض أو أمر الآخرة .
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " قوله (منافع) جمع منفعة ، ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي .
وقد جاء بيان بعضها في بعض الآيات القرآنية ، وأنَّ منها ما هو دنيوي وما هو أخروي .
أما الدنيوي فكأرباح التجارة ، إذا خرج الحاج بمال تجارة معه ، فإنه يحصل له الربح غالبا ، وذلك نفع دنيوي ... ومن المنافع الدنيوية ما يصيبونه من البدن والذبائح ... وقد بينت آية البقرة على ما فسرها به جماعة من الصحابة ومن بعدهم ، واختاره أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره ، ووجه اختياره له بكثرة الأحاديث الدّالة عليه : أن من المنافع المذكورة في آية الحج : غفران ذنوب الحاج ، حتى لا يبقى عليه إثم إن كان متقيا ربّه في حجّه بامتثال ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه . وذلك أنه قال في معنى قوله تعالى : ( فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخّر فلا إثم عليه ) أنّ الحاجّ يرجع مغفوراً له ... وعلى تفسير هذه الآية الكريمة بأنَّ معنى قوله ( فلا إثم عليه ) في الموضعين : أنَّ الحاج يغفر جميع ذنوبه ، فلا يبقى عليه إثم فغفران ذنوبه هذا الذي دلّ عليه هذا التفسير من أكبر المنافع المذكورة في قوله : ( ليشهدوا منافع لهم ) ، وعليه فقد بينت آية البقرة هذه بعض ما دلت عليه آية الحج ، وقد أوضحت السنة هذا البيان بالأحاديث الصحيحة التي ذكرنا كحديث ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ، وحديث ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن : حديث : ( إن الله يباهي بأهل عرفة أهل السماء ) ...
ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن : تيسير اجتماع المسلمين من أقطار الدنيا في أوقات معينة ، في أماكن معينة ، ليشعروا بالوحدة الإسلامية ، ولتمكن استفادة بعضهم من بعض ، فيما يهم الجميع من أمور الدنيا والدين ، وبدون فريضة الحج لا يمكن أن يتسنى لهم ذلك ، فهو تشريع عظيم من حكيم خبير " أضواء البيان عند تفسيره للآية :3/411-413.
وهكذا نلحظ أن تنكير كلمة ( منافع ) جعلت عبارات العلماء رحمهم الله تعالى في بيان هذه المنافع عامة في كل منفعة دينينة ودنيوية ، وكان منهم من فسّرها بالأمثلة لهذين النوعين من المنافع ، أعني الدينية والدنيوية .
ولمَّا كانت منافع الحج المشهودة تشمل منافع كثيرة ، ومنها ما يحتاج إلى ولاية تنظِّمه حتى يؤتي ثماره ؛ فإنَّه لا يكاد يخلو كتاب من كتب الأحكام السلطانية - والسياسة الشرعية بمدلولها العام المرادف لذلك – من بحث في أحكام ولاية الحج ، بوصفها أحد الولايات العامة في الفقه السياسي الشرعي .
وقد بيّن العلماء حكم ولاية الحج ووجوب تأمير أمير على حجاج بيت الله الحرام وجوبا شرعيا ؛ لينتظم أمر هذا الجمع الكثير ، وتستقيم أحوال الحجاج أمنا وسلامة ويسرا ، ويتفرغ النّاس لأداء الحج في جو روحاني لا تنغصه المنغصات ، ولا تُذهب منافعه الطارئات .
وفي التاريخ الإسلامي نجد أن الإمام الأعظم قد يكون هو من يتولى هذه الولاية ، وقد يكون أمير الحاج شخصا آخر ينيبه الإمام الأعظم ، كما بيّنه العلماء ، ومن ذلك قول الآجرّي رحمه الله : " فإمرة الحج ولاية سياسية ، وتدبير وهداية ؛ لأنها من أجلّ المراتب الدينية ؛ لأنّها من أجل المراتب الدينية ، وأفخم الوظائف السُّنِّيَّة ، فدخل بهذه المرتبة الشريفة فوق النَّيِّرَيْن ... وناب عن الإمام الأعظم في خدمة الحرمين الشريفين .
فقد تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، فحجّ بالنّاس السنة العاشرة ، كما هو مقرّر معلوم ..." .
ولأهمية هذه الولاية وأصالتها على مرّ تاريخ الدول الإسلامية ، أُلّفت مؤلفات في تعداد من ولي إمرة الحاج في التاريخ الإسلامي ، ومن ذلك كتاب : "حسن الصفا والابتهاج بذكر من ولي إمرة الحاج" لأحمد بن عبد الرزاق الرشيدي ، الذي اختصره الخضراوي رحمهما الله تعالى .
وقد ذكر علماء السياسة الشرعية كالماوردي وأبي يعلى - رحمهما الله - وغيرهما : أن ولاية الحاج نوعان :
1- ولاية تسيير الحجيج . ووصفوها بأنها ولاية سياسية ، وزعامة وتدبير . فيشترط لها ما يشترط في عموم الولاة ، وتتعلق بها عشر وظائف ذكرها العلماء ، تتوزع على كل ما يخدم الحاج ومن الخدمات ، وما يصلح أمرهم من الأنظمة والجزاءات .
وهي وظائف ومهام يقودها في هذا العصر الملك في المملكة العربية السعودية ، بوصفه صاحب الولاية العظمى في المملكة التي هي بلاد الحرمين ، ويلحظ ذلك في لقب ( خادم الحرمين ) الذي حلّ محلّ الوصف بـ ( جلالة الملك ) في عهد الملك فهد رحمه الله سابقا ، واستمرّ في عهد الملك عبد الله حاليا .
وتبعا لتطور الدولة في هذا العصر من حيث وظيفتها ، نجد أن هذه الوظائف تتوزع اليوم داخل المملكة العربية السعودية - أرض الحرمين - من الناحية التنفيذية ، على عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة المباشرة ، كإمارة منطقة مكة ، و وزارة الحج ، ورئاسة الحرمين ، و وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، و وزارة الداخلية ، ورئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و وزارة الصحة ، و وزارة العدل وغيرها .
وهي ولاية تصل صلاحياتها السياسية الشرعية إلى حد إصدار أنظمة سياسية شرعية ، تستند إلى المصلحة الشرعية العامة ، وتحقق المقاصد الشرعية في أداء هذه العبادة دون ضرر أو إضرار على أفضل ما يمكن . ومن ذلك تقييد بعض المباح والمشروع ، تحقيقا للمصلحة الشرعية العامّة ، التي يقرّها علماء الشريعة ؛ ومن ذلك ما يتعلق بتقييد عدد الحجاج بنسب معينة ، وطلب تصاريح للحج ؛ ابتغاء تنظيم الحج على نحو يحقق المصلحة العامة لعموم الحجاج من كل فج عميق ، وهي أنظمة أقرّها أهل العلم لاستنادها إلى المصلحة الشرعية ، فاتخذت شرعية في التطبيق بوصفها من جملة أحكام السياسة الشرعية .
2- ولاية على إقامة الحج في مكة والمشاعر . ووصفوها بأنها بمنزلة إمامة الإمام في إقام الصلاة ، ولذلك يشترط في من يتولاها العلم بأحكام الحج ، وكيفية أدائه على النهج النبوي ( خذوا عني مناسككم ) .
وهي وظائف تتجلى اليوم في عمل عدد من الجهات الشرعية الرسمية ، من أهمها : منصب سماحة المفتي وإمامته للناس في الحج وتوليته خطبة عرفة ، و كذا اللجنة الدائمة للإفتاء ، ولجان توعية الحجاج التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية ، وهيئة الأمر بالمعروف في جانبها الإرشادي ، وكذا الجهات الرسمية غير الحكومية ، المساندة لجهود التوعية بأحكام الحج وتوعية الحجاج توعية شرعية .
ومن هنا كان واجبا على الدولة الإسلامية أن تحمي الحجاج حماية عقدية وفكرية وبدنية .
وإذا ما تحققت هذه الولاية بقسميها بصورة صحيحة ؛ فإنَّ الحج يؤتي منافعه المتنوعة ، الدينية والدنيوية ، ومن ذلك المنافع السياسية .

ومن فوائد الحج التي تتجلى فيها المنافع السياسية :
كونه مؤتمر اجتماع وتعارف ، وتنسيق وتعاون بين المسلمين ، ولا سيما مع جعل ذلك واقعا عمليا منظّما في عدد من صوره ، في مثل المؤتمرات الإسلامية المصاحبة للحج التي تجمع قيادات المسلمبن في العالم الإسلامي وفي مواطن الأقليات الإسلامية ، ويتدارسون فيها جملة من قضايا العالم الإسلامي ، تحت رعاية الجهات الرسمية والمؤسسات الشرعية العامة .
وتتجلى السياسة أيضا في مخاطبة الكافة ممن يحضرون الحج ، وممن لا يحضرونه بما ينقل لهم عن طريق الأشخاص ، ليعلموه ويبلغوا من وراءهم ، ( فرب مبلغ أوعى من سامع ) ، أو بما يستجد من وسائل كما في عصرنا الحاضر ، من النقل المباشر وغير المباشر للحج ، و ما يُعلن فيه من بيان للقضايا التي تهم الأمة كلّها ، وهو ما يتضح في خطبة عرفة ، تلك الخطبة التي كانت السياسة من أهم موضوعاتها في خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلك الخطبة التي شملت الحديث عن جُملٍ من السياسة الداخلية والخارجية ، وبيانٍ للحقوق والواجبات للفرد في الإسلام .
وتتجلى ناحية سياسة أخرى وذلك في : تحديد حرمة المكان وبيان عمقه الاستراتيجي الذي يُشرع لمن يدين بالدين أن تطأ قدمه المدينة المحرمة المقدسة ، فيأتي الحاج المسلم مبتهجا مسرورا ، يأوي إلى البيت الحرام بشعور الانتماء العظيم للأمة ، كما لو كان البيت بيته ؛ بينما تتمنع قداستها وحرمتها عن قبول من لا يدين بدين أهلها ولا ينتمي لولائها الديني زمانا ومكانا وأمة - أن يطأها بقدمه ولمّا يؤمن بقدسيتها وحرمتها واجبا من واجبات إسلامه ، لا وسيلة لتحقيق أغراضه ؛ ومن هنا تتجلى خطورة أهمية بقاء هذه الولاية في أيادي سُنيّة أمينة ، كما تتجلى خطورة أي دعوة تسعى إلى تدويل الحرمين مهما كانت حججها .
ومن فوائد الحج السياسية اليوم : إثبات صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان ، فكم من زائر للبيت الحرام قد شوهت عنده صورة بلاد الإسلام ومنطلق العقيدة والشريعة قبل وصوله ، فلما دخل بلاد الحرمين ، وزار البيت الحرام رأى عدم تعارض الشريعة مع الأخذ بالوسائل العصرية والتفوق في الأمور الدنيوية وتوظيف الدنيا للدين ، وقد رأينا وسمعنا شهادات كثيرة وتعبيرات عن المشاعر تغيرت فيها النظرة التي أوجدها التشويه الإعلامي للإسلام وأهله ، حتى ظن بعض الناس من أبناء المسلمين البعيدين أن الدين لا يتوافق مع العلم .

وبهذه الإطلالة يتبين أن منافع الحج السياسية باب واسع من أبواب حكمه ، يمكن العمل لتحقيق أكبر قدر منها بتوظيف هذه الشعيرة توظيفا شرعيا يتفق مع أهداف الحج ، ويحقق منافعه ، من خلال ضبط إداري وسياسي وتراتيب دعوية راقية ، تعمل من أجل وحدة الأمة على منهاج النبوة ، فيعود منها المسلم وقد ارتوى من معين العبادة ، وتشبّع بروح الوحدة ، وآبَ مستشعرا وظيفته الدعوية في كل فج أتى منه .
نسـأل الله تعالى أن يحفظ لبيته العتيق أمنه وأمانه ولحجاج بيته حجا مبرورا وسعيا مشكورا ، ولكل من قام بخدمة الحجيج نية صالحة وعملا متقبلا .
وصلى الله على نبينا محمد وآلة وصحبه .




صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 08:37 AM   #13
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

التربية في الحج مخالفة المشركين,,

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

يظل هذا الدين هو الدين الحق الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ، قال تعالى " إن الدين عند الله الإسلام " فلا دين على الأرض اليوم غير دين الإسلام ، ولا ملة وشرعة تصلح لهداية الناس كملة الإسلام وشرعته ، قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً "
والمتأمل في مشاهد الحج وشعائره يجد مخالفة المشركين والمجافاة عن طريقهم مقصداً من مقاصد الحج ، حتى قال ابن القيّم رحمه الله تعالى : استقرت الشريعة على قصد مخالفة المشركين لا سيّما في المناسك . اهـ
تبرز هذه الغاية في أول مظهر من مظاهر الحج ، في التلبية " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك " وكانت هذه التلبية بالأمس متدنّسة بلوثة الشرك " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك " إن وضوح الطريق من بدايته هو الأصل ، ومتى اجتمع الإسلام والكفر في طريق ؟! ووتتأكّد هذه المفاصلة لطريق المشركين في وقوف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة مخالفاً لآثار المشركين الذين كانوا يجتمعون في الحرم في مزدلفة ، وتزداد هذه المفاصلة وضوحاً في إفاضته من عرفات بعد المغرب مخالفاً لمن كان يقف بعرفة من أهل الشرك فيفيض قبل غروب الشمس ، ومثل ذلك دفعه من مزدلفة قبل طلوع الشمس مخالفاً لعادات المشركين في دفعهم بعد طلوع الشمس واشتهر في ذلك قولهم " أشرق ثبير كيما نغير " ، ومثل ذلك الإسراع في وادي محسّر فإنه على قول جماعة من أهل العلم مكاناً للمشركين يجتمعون فيه يذكرون عادات الآباء والأجداد .
ولم يكن مجرد المخالفة للمشركين هو المقصد الوحيد خلال هذه الرحلة المباركة ، بل زاد الأمر إلى إغاضة هؤلاء المشركين يبين ذلك في مشهد الرمل في الطواف ، والاضطباع .
هذه كلها مجتمعة تدلك على هذا المقصد العظيم في الحج .. إن الحج لا يعظم أثره في النفوس بمجرد السير في جموع الناس ، والوقوف على تلك المشاعر ، وإنما يعظم بمعرفة هذه المقاصد والإمعان فيها حقيقة ..
إن الأمة ينبغي أن تفيق من سباتها ، وجزء من هذه الإفاقة يتمثّل في إدراك عظمة الآثار التي تتركها مخالطة المشركين ، وتقفّي آثارهم على خلق المسلم وسلوكه . وقبل أن تكون الأمة مخاطبة بهذا المقصد العظيم فإن أفرادها هم على رأس القائمة ، والأمة في النهاية هي مجموع أفرادها .. وإن إدراك الفرد المسلم هذا المقصد يحمله بإذن الله تعالى على مجانبة هؤلاء ، والنفور عنهم ، وتعمّد مخالفتهم . ولهذا كله جاء الشرع بتحريم السفر إلى ديارهم من غير حاجة .
وإن الرسالة الكبيرة التي ينبغي أن يعيها كل حاج اليوم أن العزة والرفعة والتمكين ليست في نتاج القوم أو في أفكارهم أو في حياتهم أو في توجيهاتهم ،كلا ! ولو كان من ذلك شيء لما أجبلت هذه الشريعة نفرة من واقع القوم وآثارهم ، وإنما نجاة الأمة وعزها وفخرها ورسالتها الكبيرة مبثوثة في ثنايا كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الأصل الكبير في المسألة .. وتبقى التجربة السابقة لهم والاستفادة من العلم التجريبي في تاريخهم يمكن أن يستفاد منها بشروط هذا الدين وعزته المنشودة بإذن الله تعالى .
والتحدي القادم هي في الخلاص قدر الإمكان من آثار حديث النبي صلى الله عليه وسلم " لتتبعنّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : اليهود والنصارى يارسول الله ؟ قال : فمن ؟ .



التربية في الحج
مخالفة المشركين



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 08:40 AM   #14
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...


التربية في الحج في رحاب القدوة...
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


يظل التأسي بالأنبياء معلم من معالم المقتدين في كل زمان ، وما زكا إنسان على وجه الأرض إلا بمقدار إرثه عن الأنبياء ! وفي الحج تبرز معالم القدوة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خذوا عني مناسككم " فتجد الحجاج كل يجهد حسب وسعه في اقتفاء آثار نبيه صلى الله عليه وسلم ، وتجده يتألم لفوات سنة أو ضعف اقتداء ، وهذه دلائل حرص وعلامات خير وهي من المقامات المحمودة للإنسان على وجه الأرض ، فكم هم أولئك الحجاج الذين يجهدون لمعرفة آثار نبيهم صلى الله عليه وسلم في الإحرام ؟! وكم هم أولئك الذين يحاولون جاهدين معرفة أخباره في معالم الحج كلها ؟! وربما تنطلي على الحاج في ضوء هذه الرغبة بعض البدع التي توّجها أصحابها بقال صلى الله عليه وسلم ، أو هكذا فعل ، وكل هذه الأحوال هي الأصل في المسلم ، ولا غرابة في كل ذلك ، لكن الدرس الذي نحن بحاجة إلى فقهه في الحج في ضوء " خذوا عني مناسككم " أكبر من مسألة اقتداء في المشاعر المقدسة فحسب ، إنها مسألة اقتداء في حياة الإنسان بالكلية ، وهذا هو المعنى الغائب عن حياة الناس ، وهو الدرس الأوعب في رحاب مكة .
إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أضخم من أن تختصر في لحظات على أطلال المشاعر المقدسة ، إنها منهج حياة للمسلم الذي ينشد حياة الكبار على وجه الأرض ، وكثير من أولئك الذين يسألون بإلحاح عن آثار النبي صلى الله عليه وسلم في الحج هم في أحيان كثيرة يعيشون ضعيفي الصلة بتراث نبيهم ومعالم قدوته التي عاشها نموذجاً بين الناس .. ولا خيار للأمة اليوم وهي تبحث عن القدوة في منسك الحج من أن تعود إلى سيرة هذا النبي كمنهج حياة لتأخذ منها المعالم الكبيرة التي تسير بها في الطريق وهو أوضح ما يكون .
إن أزمة الأمة اليوم هي أزمة اقتداء ! ولا سبيل لها للنهوض لكتابة تاريخها إلا بتمثّل سيرة نبيها صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً . وحين تعيد الأمة لهذه السيرة وهجها على ظهر الأرض يمكن أن تبدأ الأمة في خطوها الكبير نحو المستقبل المشرق بإذن الله تعالى .
ما أحوجنا اليوم أن نتعرّف على سيرته صلى الله عليه وسلم في مشيه وكلامه ولباسه ونومه واستيقاظه . ما أحوجنا على التعرّف على حياته كأب ، وحياته كزوج ، وحياته كقائد ، وحياته كعالم .ما أحوجنا إلى الاطلاع على سيرة هذا النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس مع الأصدقاء ، والأعداء ، وعامة الناس وخاصتهم . ما أحوجنا إلى التعرّف على جوده وكرمه وشجاعته وصدقه وجهاده .
إن قراءة سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للاقتداء هي الدرس الكبير في مقاصد الحج اليوم ، وهي الهدف الأسمى في ظلال هذه العبادة الكريمة ، وإن الأمة التي تحاول هذه الأيام جاهدة اقتفاء آثار نبيها في ساحات الحج هي في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في قراءة السيرة قراءة متأنّية ، قراءة تحمل على الاقتداء ، والتأسي ، ولن تصل أمة إلى غاياتها على وجه الأرض ما لم تكتب بالاقتداء الحق أروع مواقف القدوة الحية بآثار نبيها صلى الله عليه وسلم .

مشعل عبد العزيز الفلاحي
Mashal001@hotmail.com


التربية في الحج
في رحاب القدوة



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 08:41 AM   #15
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...


التربية في الحج تحقيق التوحيد...


تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


يظل المقصود الأعظم من العبادات تربية الإنسان على العبودية الحقة ، والنهوض بالإنسان إلى الغاية المثلى منه كخليفة على وجه الأرض حتى يتحقق منه الإعمار الأمثل للأرض . وهذه الغاية تاهت في حياة الناس اليوم فلم تسترعي طلاب العلم والكبار في أحيان كثيرة فكيف بالعامة والدهماء من الناس ؟ ! والأمة اليوم في حاجة إلى إبراز هذه الجوانب في أوامر الشرع ونواهيه حتى يتعبّد الإنسان ربه على بصيرة ، وهذا ما جعل علم مقاصد الشريعة ضرورياً في بناء الإنسان ومهماً في تصحيح مقصده .
إن الحج من هذه العبادات التي شرعها الله تعالى لمقاصد عظيمة وغايات كبيرة ، والجهل بهذه الغايات حوّل مع كل أسف هذه العبادة إلى اقتتال وربما إزهاق أرواح ، وذهبت مقاصد الحج وآثاره من حياة كثير من المتعبدين . والله المستعان .

ورغبة في إبراز هذا الجانب ، وإعادة وهجه في قلوب المتعبدين لله تعالى بهذه الفريضة ، وعبادة الله تعالى على بصيرة تأتي هذه الأسطر ، وهي مشاركة في رسم معالم هذا المنهج أو إبرازه ووضوحه في معالم هذه الفريضة :

أولاً : تحقيق التوحيد
إن أعظم مقصود للعبادات جملة تحقيق التوحيد ، فلا يمكن أن تستقيم عبادة من العبادات وهي خالية خاوية من هذا المعنى .
إن التوحيد هو الغاية العظمى وهو رأس الأمر وعموده وذروة سنامه ، وإذا وجد ما يعارض هذه الغاية في أي عبادة فهي هباء في يوم عاصف من الريح ، ولهذا كان ما يخالط العبادة من الرياء مؤذن بفسادها وزوال آثارها لضياع التوحيد في أصلها ذلك لأن هناك عواراً في الأصل وخطأ في البداية .
إن مشاهد التوحيد في الحج كثيرة يأتي على رأسها التلبية " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك " والممعن في هذه الكلمات يجد آثارها في تحقيق هذا الأمر والتذكير به .
إن معنى " لبيك اللهم لبيك " أي إجيبك إجابة بعد إجابة ، وأنا مقيم على طاعتك ، ففيها التصريح بنبذ ما يخالف حقيقة التوحيد " لبيك لا شريك لك لبيك " ولعظمة هذه الكلمة وأثرها ومعانيها العظام قال صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال " [1] وقال جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه " كنّا نصرخ بها صراخاً "[2]، وفي حديث سهل بن سعد قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا"[3].
إن الحاج وهو يصدح بهذا المعنى في الفجاج والطرقات ، ويظل يصدح بهذا الكلمات من إحرامه إلى رميه الجمار كافٍ في تحقيق تلك الكلمة لآثارها في قلبه وسلوكه .
ويتكرر مشهد التوحيد والعناية به في هذه الفريضة والتأكيد عليه في مشاهد أخرى من هذه الفريضة العظيمة ، يبدو ذلك في الركعتين التي يركعهما الحاج خلف المقام بعد نهاية الطواف حيث ورد في السنة أن المصلي يقرأ في هذا الموضع سورتي الإخلاص ، قل هو الله أحد ، والكافرون ، وهي ذاتها التي يقرأ بها في سنة الفجر ، وسنة المغرب . وإذا أردت أن تعرف مشاهد السورة وما تتركه في قلب المؤمن الحي فتأمل في آياتها لا ترى فيها إلا معلم التوحيد فحسب .. إنه مشهد آخر من مشاهد التأكيد على هذه الغاية الكبيرة في الحج .
ويتكرر مشهد التوحيد ثالثة في الدعاء على الصفا والمروة حين يردد الحاج ما أشار إليه نبينا صلى الله عليه وسلم " لا إله إلا الله وحد لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده " وأنت ترى التأكيد على هذه المسألة ، وغرس كلماتها ومعانيها وآثارها في نفس كل مسلم على أرض مكة في فريضة الحج . ومثل ذلك ما قاله صلى الله عليه وسلم في دعاء عرفة " خير ما قلت أنا والنبيون من بعدي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " .
بل ذات المعنى تجده في كل أعمال الحج صغيرها وكبيرها لا فرق ، وحين تتأمّل هذه القضية لا تكاد تغيب في مشهد الحج من خروج الإنسان من بيته إلى طواف الوداع مما يعطيك دلالة كبيرة على عظمة التوحيد في الحج .
إن هذه الدلالة مجتمعة تدلك بإمعان على أهمية التوحيد والعقيدة في نفوس المتعبدين لله تعالى بهذه الفريضة ، وليست غاية الحج كلمات يرددها في رحاب مكة على متن المشاعر المقدسة ثم حين يترك تلك المشاعر عائداً إلى أهله ينسلخ منها أو ينسى آثارها ، كلا .
إن التوحيد هو الكلمة التي استحوذت على عشر سنوات من عمر الرسالة المحمدية ، ولا غرابة فهي الكلمة التي يدخل بها الإنسان بوابة الإسلام العريضة ، وتحفظ ماله وعرضه ودمه من الاعتداء ، لذا كانت هي أول كلمة تعانق آذان المعرضين يومئذ " يا أيها الناس قولوا لا إله الله تفلحوا " ولو كانت كلمة مجردة من معانيها لما استجاشت قريش وألّبتهم على نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ولما عرّضوا أنفسهم لإراقة الدماء .. لكن قريشاً كانت تدرك أثر الكلمة ومتانتها في حياة من يعتنقها ، إنها تعني نبذ الأصنام ، وطرح العادات ، ونبذ الأعراف الدخيلة ، إنها تعني الحقيقية القائلة : لا معبود سوى الله . وتعني في الوقت ذات قول الله تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "
إن الأمة اليوم بحاجة إلى إعادة مضامين هذه الكلمة على بعضها وإعادة دراستها في حياتهم من جديد .
إن الدخن الذي أصاب فكر الأمة في هذه القضية قولهم أن العناية بهذه الكلمة كان في مبدأ الرسالة لأن متلقين هذه الكلمة متدنسين بالكفر ، أما اليوم فالأمر مختلف ودليل ذلك عندهم هذه المساجد ، وتلك الأمة التي تتعبّد بهذه الكلمة قولاً فترددها صباح مساء . وهذا الفهم هو جزء من الأثقال التي تنوء بها الأمة اليوم ، ولا سبيل لإخراج الأمة من تيهها الكبير إلا بتصحيح فكرها ، وإعادة نضارتها في قضية التوحيد من جديد .
إن الشيء الذي إئتلفت عليه الرسل من نوح عليه السلام إلى نبينا صلى الله عليه وسلم هو التوحيد فحسب وما عدا ذلك كان مختلفاً قال تعالى " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً " وهو ذات الشيء الذي وقفت الأمة الكافرة تجاهه من بداية الرسالة ورفضت الإذعان به لإدراكها أن هذه الكلمة ليست كلمة تردد في أفواه القوم ، بل كلمة لها تبعاتها وتكاليفها الكبيرة في نفوسهم . وليس أدل على ذلك من رفض أبو طالب الكلمة مع رجاء النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده وحرصه على قولها " ياعم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله "
فهل الجماهير الغفيرة اليوم التي تردد " لا إله إلا الله " عرفت معناها وتمثلت آثارها ؟ كلا ! تردد هذه الكلمة حتى في أعظم الأماكن قدسية مكة ، وفي مشاعرها بالذات ، وفي ركن من أركان الإسلام لكنها لا تدرك معناها على وجه الحقيقية .
لقد جاءت أول ما جاءت هذه الكلمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لما تمثلها أولئك المستجيبون لدعوة رسولهم صلى الله عليه وسلم نفروا بها في عالم الأرض يكتبون التاريخ ، ويسجلون بها أعظم الإنتصارات .
لقد كانت تلك الأمة بالأمس تركع للوثن والحجر وتؤله التمر ، وتقوم وجلاً رغبة ورهبة للعادات والتقاليد ، كانت أمة ظالمة جاهلة عابثه بالقيم والثوابت ، بل لا اعرفها فضلاً أن تعتنقها على وجه الحقيقية ، فلما ذاقوا هذه الكلمة وعاشوها في قلوبهم وترجمها الإسلام واقعاً تحولت تلك النفوس إلى إشعاع روحي بعد إن كانت علامة على الظلمة وطريقاً للجهل ، فسقطت الأعراف والعادات، وكسّرت الأصنام ، وذهب رجس الأوثان المتكاثرة فعادت تلك الأمة بهذه الكلمة ليس لها سوى إله واحد لا يملك النفع والضر سواه ، له الحكم وهو أسرع الحاسبين ، وعاد الواحد منهم مثالاً على المسلم الذي لا يعرف سوى الله تعالى . فهل يعي الحاج اليوم آثار هذه الكلمة التي يؤكّد الشرع على تكرارها في مشاهد الحج ..
ما فائدة لا إله إلا الله والحاج ذاته الذي يرددها يتحاكم إلى الأعراف والقوانين الوضعية وربه يقول له " إن الحكم إلا لله " ما فائدة لا إله إلا الله والحاج الذي يهتف بها اليوم ربما رأيته في يوم آخر عاكف على القبور مترنّح وسطها يسكب لها من ماء التأله ، ويصرف عليها من عرق الرهبة والخشية ؟ ما فائدة لا إله إلا الله وقائلها يكذب ويغش ويخدع ويسرق وينافق ؟ ما فائدة لا إله إلا الله وأصحابها المعلنون لها اليوم هم أنفسهم المترددون على أبواب السحرة والكهنة والعرافين ؟ ما فائدة لا إله إلا الله التي يتلفّظ بها الإنسان ثم هو ذاته حرب عليها ويسعى في تشويه صورتها بواسطة قلمه ومنصبه وجاهه ؟
إن لا إله إلا الله كلمة ذات معنى وآثار ، وترديدها اليوم في شعيرة الحج محاولة لإعادة نضارتها ليس على الألسن فحسب وإنما إعادة توهجها في القلب ، وإشعال فتيل الروح فيها من جديد في الواقع العملي .
إن على كل حاج لزاماً أن يمعن في صوته وهو يصدح بهذه الكلمة شاهدة له يوم القيامة ، ويمعن في ذات الوقت في واقعه قبل أن يقولها ، وبعد أن ينتهي من الله بها . والدرس الأوعب من الحج أن يعود الحاج إلى مقتضيات هذه الكلمة وشروطها وآثارها فيتمثلها في حقيقة نفسه فيصبح معلماً كذلك الجيل الذي شرب منها بالأمس حتى الثمالة ولم تتركه حتى عانقت به الفردوس الأعلى .
وإذا جاءت اللحظة التي يصبح فيها قول الله تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " واقعاً عملياً في حياة إنسان فتلك اللحظة فقط هي لحظة لا إله إلا الله معنى وحقيقة .
والله المستعان


--------------------------------
[1] ـ رواه الإمام أحمد وأهل السنن وصححه الألباني
[2] ـ رواه مسلم
[3] ـ رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني


التربية في الحج
تحقيق التوحيد



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 08:43 AM   #16
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...


وقفات مع الحج أعبد الله بما يريده الله منك لا متريده نفسك وهواك

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


فإن الله فرض الحج على عباده فقال: ( و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) و قد رغب النبي صلى الله عليه و سلم في الحج و بين فضله؛ و وأنه سبب لدخول الجنة و تكفير السيئات و العتق من النار، إضافة لما يحصل للحج من استجابة الدعاء، و تكثير الحسنات.

و عندما يسمع بعض المسلمين بهذه الفضائل تشتاق نفوسهم و تحن قلوبهم للحج إلى البيت الحرام – و حق و الله للنفوس أن تشتاق، بل والله لو ذابت تلك النفوس من شوقها لما كان عليها من لوم، و كلنا سمع قبل سنوات بتلك المرأة التي جاءت حاجة فما أن وصلت إلى جدة و نزلت في المطار حتى سجدت لله شكرا على وصلها لبلاد الحرمين ففاضت روحها و هي ساجدة لله و شوقا للبلد الحرام.
و أقول عندما يسمع بعض المسلمين بهذه الفضائل يبادرون بالحج إلى البيت الحرام و لو لم يكن عندهم التصريح الذي وضعه ولاة الأمر لهذا.

و ها هنا وقفات:

الأولى:
اعلم أخي أن من حق ولاة الأمر- و فقهم الله - و هم المسئولون عن هذه الأمة – أن يراعوا مصلحة المسلمين العامة فوق المصلحة الفردية الخاصة، بل لو لم يفعلوا ذلك لأثموا عند الله.
و وضع التصريح من هذا الأمر: فعدد الحجاج في ازدياد كل عام و منى منطقة محدودة فلابد من تقليص العدد حتى يتم أداء الحج بكل سهولة و يسر، و ما مثل هذا إلا كمثل المسجد إذا امتلئ فمن حق ولي الأمر وقف دخول المصلين لعدم اتساع المكان لهم و حتى لا يؤذي بعضهم بعضا

الثانية:

يلجأ بعض الحجاج إلى الحيل للدخول إلى مكة و أداء الحج: فمنهم من يدفع رشوة، و منهم من يلبس الثياب حتى يتجاوز التفتيش فيقع في محظور من محظورات الإحرام، و بعضهم يترك الإحرام من ميقاته ليحرم بعد نقطة التفتيش، الى غبر ذلك من الحيل.

الثالثة:
و هنا يأتي السؤال؛ هل الله يريد و يحب مني أن أحج و لو بدون تصريح؟
أخي المسلم :
أليس الذي قال ( و لله على الناس حج البيت... ) هو الذي قال: ( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ) و في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه و سلم: ( من أطاع الأمير فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع الله، و من عصى الأمير فقد عصاني و من عصاني فقد عصى الله ) أليس الآمر واحدا وهو الله سبحانه و تعالى، فلماذا تطيعه في هذه و لا تطيعه في تلك.
أليس هذا من إتباع الهوى؟
أخي المسلم:
ألم تتأمل في الأحاديث التي في فضل الحج و رأيت الشروط المرتبة على تحقق الجزاء ( من حج فلم يرفث و لم يفسق....) و أنت قد بدأت حجك بمعصية، فكيف تريد القبول من الله و كيف تريد تحقق الجزاء و أنت أخللت بالشرط.
إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يرخص لكعب بن عجرة في حلق رأسه إلا لما بلغ به القمل مبلغه، و أنت تريد أن ترتكب ما نهاك الله عنه بل و حتى بالحيل المحرمة.
أخي المسلم:
لا تقل: سيسمح لي رجال الأمن بالدخول يوم 8 أو 9 فإذا أخل هؤلاء بالأمانة لم يجز لك أن تخل بها أنت.
و لا تقل أيضا: إنني واحد و ماذا يضر شخص واحد.!
فأقول: إن السيل الكبير الهادر المدمر كان نقطة واحدة في بدايته.
و قد بلغ عدد الحجاج المخالفين ستمائة ألف ( ربما كل واحد يقول: أنا واحد لن أؤثر على الحجاج) .
أخي المسلم:
إن الله يريد منك أن تطيع الله و ولاة الأمر في هذا و تترك المجال لإخوانك المسلمين الذي لم يحجوا بعد.
و إني لأرجو من الله أنك إذا نويت الحج و لم يمنعك إلا هذا و جلست في بيتك أن الله يكتب الله أجر حجة كاملة، يقول النبي صلى الله عليه و سلم: ( و لكل امرئ ما نوى) و إذا أبيت و أصررت على الحج بدون تصريح فأخشى عليك:
1- عدم القبول: لأنك بدأت حجك بمعاصي لله.
2- أن تعود محملا بالأوزار فكم من حاج أخذت حقه في الطريق، و كم من حاج أخذت حقه في المكان، و كم من حاج تسببت في أذيته.
3- أن تتعرض لدعوات الحجاج و بعضهم ربما يكون مستجابة الدعوة، وقد كنت في طريق المشاة بالعام الماضي عندما انطلقنا يوم العيد لرمي الجمرة الكبرى و كان الطريق ثلثيه مسدودا من قبل المفترشين، فرأيت من يدعو عليهم.( نسأل الله العافية )

كتبه أخوك محمد الجابري




اعبد الله بما يريده الله منك لا ما تريده نفسك و هواك

محمد الجابري



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التصويت لمسابقة اجمل خط باليد أوراق مبعثرة المسابقات و الالعاب 14 03-21-2012 02:57 PM
أسرار الكتابة باليد اليسرى ... سواليف عطر المواضيع العامة 5 02-12-2010 08:05 PM
إصابة مطــــر بالحد الجنـــــوبي محمــــد اخبار الحوادث والمرضى 23 01-09-2010 03:04 AM
تقويم العمود الفقري باليد يعالج آلام الظهر والصداع abuzeed العلوم الطبيعية 1 09-17-2009 04:30 AM
كل مايتعلق باختبار القدرات للصف الثالث الثانوي الوطــــــــــن مدرسة ثانوية سُهيل بن عمرو بالفائجه 0 11-10-2008 04:54 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 05:27 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75