باناجة: إشارات مبكرة للطفل الموهوب يجب على المدرسة التقاطها

[ادم]

باناجة: إشارات مبكرة للطفل الموهوب يجب على المدرسة التقاطها

باناجة: إشارات مبكرة للطفل الموهوب يجب على المدرسة التقاطها
الجمعة, 9 أبريل 2010
المدينة - جدة


عندما تسمع كلمة موهوب فإن أول معنى يرد للذهن أنه عبقري، أو معجزة، سريع البديهة، أو على الأقل لديه تميز في شيء محدد. إذن فالموهبة تعني أشياء ومعان كثيرة ومختلفة بالنسبة للأشخاص والمجتمعات، وللأطفال الموهوبين أنفسهم، لذا نجد أن كثيراً من الأهل ومعلمي الأطفال في السنوات الأولى يريدون أن يعرفوا بعض الصفات المرتبطة بالسنوات الأولى من عمر الطفل، والتي يمكن أن تكون مؤشرا يدل على وجود موهبة أو تميز، والتي على ضوئها يتم التفاعل معهم ورعايتهم للمحافظة على تلك الميزة.
إشارات مبكرة
وفي دراسة معمقة أعدتها سوزان طه باناجة مديرة رعاية الموهوبات بإدارة تعليم جدة، حول دور المدرسة، وما يجب أن تقدمه للطفل الموهوب، ذكرت بعض المظاهر العامة والإشارات المبكرة التي تدل على احتمال وجود موهبة ما عند الأطفال في سنواتهم الأولى، فقالت: قد تظهر بعض ردود الأفعال التي تشير إلى استجابة الطفل للبيئة أو المحيط الذي حوله بمحاولة الحديث أو بالتفاعل مع الآخرين وذلك في سن أصغر من السن المعدل لهذا التفاعل. وبتطور سن الطفل تتطور تلك المظاهر لتصبح لديه القدرة على ابتكار ألعاب تخيلية حتى أنه قد يتخيل وجود أطفال معه ويعطيهم بعض الأدوار في اللعب، وهو ما يسمى باللعب الإيهامي، وقد يلعب الألعاب غير المتوقع ممن هم في سنه أن يلعبها مثل الشطرنج أو الألعاب التي تتضمن التصنيف والتنظيم مثل اللعب بالمكعبات لبناء بعض النماذج المعقدة.. يستطيع استخدام النقود في مواقف البيع والشراء.. كما يمكنه تعلم الألوان الأساسية وغير الأساسية بنفس السرعة، ويتعلم العد بسهولة.. وقد يقوم بتجميع بعض الأشياء الغريبة ويسعى إلى تعلم بعض التفاصيل عن هذه الأشياء من خلال تجميع بعض المعلومات
دلائل الموهبة
وتضيف باناجة أنه بدخول ذلك الطفل الموهوب المدرسة (السنوات الأولى) نجد أن المظاهر تتناسب مع الجو المدرسي كأن يظهر تفاعلا مميزا في مجال أو أكثر من مجالات الصف، وتكون لغته وأفكاره واضحة، ويحب أن يعرف تفاصيل أكثر عن الموضوع الذي يتعلمه، ويحب أيضًا أن يبدي رأيه فيه، ولا تجده مثل بقية الأطفال يحتاج المعلم في تنفيذ بعض الأعمال له، ويكون قائدا في مجموعته، وقد تجده منذ بداية دخوله المدرسة قد قام بدور المرشد لبقية الأطفال.
وقد أوردت باناجة في دراستها العديد من الصفات التي من الممكن أن تكون مميزة للطفل الموهوب، وقالت موضحة أنه إذا أظهر الطفل بعضًا من تلك الصفات قبل الوقت المفروض أن يظهر فيه هذا السلوك وتكررت بعضًا من الملاحظات في غرفة الصف فإنه يجب أن يعطى الفرصة لتصنيفه ضمن فئة الأطفال الموهوبين.
سلبيات الإهمال
وأضافت قائلة: إذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى من تأثيرها المباشر على الطفل في سنواته الأولى، نجد أن عدم رعاية الموهبة عند الأطفال ينتج عنها بعض السلوكيات التي تظهر على هيئة إهمال وقلق، وقد يصبح الأطفال مزعجين من خلال تصرفاتهم السيئة، كما قد يصبحوا كثيري الحركة والمشاغبة، أو قد يصبح الطفل انسحابي ويستغرق في أحلام اليقظة، وقد تظهر عليه بعض علامات المرض والتي تؤدي إلى عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، وعندما يكبر الطفل قليلاً قد يصبح جريئًا عنيدًا، أو العكس قد يصبح مستسلمًا ليس له رأي وكأنه يريد إخفاء قدراته ومواهبه، وعندما يكبر فإنه قد يصبح غير متكيف مع المجتمع، وقد تتولد لديه الرغبة في عدم الالتزام لهذا المجتمع، كما أن الوحدة والإحباط قد يصبحوا النتيجة التي تؤول إليها حياتهم الاجتماعية، وفي هذه الحالة يكون المجتمع قد فقد قدرات إبداعية كان من الممكن أن تساهم في حل مشكلاته.
وتخلص باناجة في دراستها إلى أن هذه النتيجة ليست سيئة فقط على المجتمع وإنما على الطفل نفسه، لأن من حق كل طفل في المدرسة أن يتلقى التعليم الذي يناسب قدراته، ولأن تقديم تعليم واحد لجميع الأطفال في المدرسة يعني أننا نلغي حق الطفل في أن يكون مستقلا أو مختلفاً، فكما أن التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة يختلف حسب قدرات الطفل، بالمقابل ليس من المعقول أن ترغب في إضاعة وقت طفل موهوب سدىًً لمجرد أن جميع الأطفال يجب أن يمروا بجميع مراحل الدرس.
دور المدرسة
وعن دور المدرسة في تلبية الاحتياجات الخاصة للطفل الموهوب، أشارت الدراسة إلى العديد من الرامج العلمية التي يجب على المدرسة اتباعها؛ منها تركيز الأنشطة التعليمية على المواضيع المعقدة والمجردة والفهم العميق، وتقديم المفاهيم والقوانين المختلفة على هيئة مناقشات وعروض ومواقف بحيث تصبح جزءًا من سلوك وشخصية الطفل، وتوفير فرص لمستويات تفكير عليا، حيث نجد المعلمون في الحصص العادية أو مع معظم تلاميذ الفصل يركزوا على المستويات الثلاث الأولى (التذكر، الفهم والتطبيق)، ولكن مع الموهوبين يجب أن يكون التركيز على المستويات العليا الثلاث في سلم بلوم (التحليل والتركيب والتقويم)، واستخدام الأنشطة المفتوحة التي تحفز الموهوب على التفكير والبحث، واستخدام المواضيع الاستكشافية والتي تسمح للتلميذ بالاستنتاج من خلال عمل المقارنات والملاحظات، ثم تقديم الفرصة لهم لإثبات تلك الاستنتاجات التي توصلوا إليها، وهذا يقودهم مستقبلا إلى التصرف عند مواجهتهم للمشكلات المختلفة، وأخيرا تقديم المهام والأنشطة التعليمية التي بها تحد لقدراته والتي بها أفكار مركبة وبطرق متطورة.

المصدر: منتديات بني بحير بلقرن

---

fhkh[m: Yahvhj lf;vm gg'tg hgl,i,f d[f ugn hgl]vsm hgjrh'ih fhkh[m

[عـ القناص ـزوز]

موضوع مميز
الله يعطيك العافية