التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد
بقلم : علي بن قحمان القرني
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)      



ملتقى بن بحير بلقرن الخاص قسم يهتم بشؤن وقضايا قبيلة بني بحير بلقرن في كل المجالات

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏لا تقلق و ربك الله، ولا تحزن وأمرك بِيد الله، ولا تيأس والأمل كله في الله."    

فكشفنا عنك غطائك

في هذة الأيام الشتوية الباردة، يتدثر الناس بمعاطفهم وألحفتهم خشية من أن يتسلل البرد إليهم ويستنجد البعض بالمشروبات الساخنة والأماكن الدافئة حتى يسكنوا ويستقروا ولعل ذلك ليتفكر ويتأملوا فيما تديل

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 12-03-2010, 11:05 PM   #1
 

متعب البحيري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي فكشفنا عنك غطائك



في هذة الأيام الشتوية الباردة، يتدثر الناس بمعاطفهم وألحفتهم خشية من أن يتسلل البرد إليهم ويستنجد البعض بالمشروبات الساخنة والأماكن الدافئة حتى يسكنوا ويستقروا ولعل ذلك ليتفكر ويتأملوا فيما تديل عليهم الدنيا من مصائب وفيما يخفيه الحاضر عليهم من معايب، وفي هذة المقالة التي أرجو أن تستمر في المستقبل كأجزاء سنكشف عن غطاء حادثة وصورة من صور التاريخ الإسلامي قد التحفت وتغطت من شدة البرد الحالي، راجين أن يكون فيها من العبرة والفائدة ما فيها، والله دائما من وراء القصد. وسنتعرض في طياتها لحياة فقيه وعالم بذل حياته في سبيل إحياء الدين والسنة، وسنعرّج على بعض ما ناله في حياته من مصائب ومحن، وسيتعرف القاريء على مبتغى إيرادها، دون الحاجة إلى التصريح بها علانية.

ولقد اخترت الطبري كشخصية لهذة الحلقة أذ أنني أشعر برغبة عارمة ودافعة إلى التفكر فيما لحق به من مصائب أمطرها عليه علمائنا الحنابلة في السابق، وأردت الإشارة إلى قصته مع الحنابلة حتى نتبيّن نحنُ الأحفاد الحنبليون ما صنعه أجدادنا بذلك العالم الفقيه الورع، وإني لأعلم بأن قراءتي لهذة القصة ستكون متهالكة فقد يعتريها بعض أخطاء العجلة والتهور غير انني أراها بنظري القاصر قراءة موضوعية شافية لما حدث للطبري بإيجاز غير مخل وبتفصيل غير ممل.

الطبري، من هو الطبري؟ الطبري هو الأمام محمد بن جرير، مؤرخ ومفسر وفقيه يعتبر أكثر علماء الإسلام تأليفا وتصنيفا، ولد في طبرستان وسُمّي الطبري نسبةَ لها وعاش حياة بلغت الخمسة والثمانين سنة بين رحلات واجتهادات وتنقّلات وتدارسات، حتى أصبح من كبار الشافعية، ثم اجتهد لاحقا فأفرد مذهبه الجريري غير أن مذهبه اندثر بمماته، وذلك بعد أن فُقدت مدوناته وتفرق عنها أصحابه وأتباعه.

خدم الطبري الإسلام خدمة عظيمة - أكثر من خدمة علمائنا - فكان من أنشط العلماء تأليفا وتصنيفا، حتى قيل أنه كان يكتب أربعين صفحة كل يوم، فألف كتاب التفسير فصار أعجوبة عصره حتى ان بعض العلماء قالوا في كتابه التفسير: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير الطبري لم يكن كثيرا. بل كان يرى في أصحابه ضعف الهمة والطلب، فكان يحرضهم ولا يقوموا لتحريضه فيقوم هو بنفسه نيابة عنهم، فروى عنه أنه قال لأصحابه

هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا قالوا كم قدره فقال نحو ثلاثين ألف ورقة فقالوا هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه فقال إنا لله ماتت الهمم فاختصر ذلك في نحو ثلاثة آلاف ورقة ولما أن أراد أن يملي التفسير قال لهم نحوا من ذلك ثم أملاه على نحو من قدر التاريخ.

قال الخطيب البغدادي أن الطبري أحد أئمة العلماء يُحكم بقوله وجمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعين قل أن ترى العيون مثله.

كان كثير الترحال، فسافر لطلب العلم إلى بغداد وحلّ بها، لكن بغداد كانت غاصة بالحنابلة والذين لا يقبلون الرأي المخالف لرأي فقيههم أحمد بن حنبل رحمه الله، فكان الطبري ينشر مذهبه الذي توصل له وذلك بعد أن لخّص ومحّص أقوال الشيوخ الذين درس على يديهم، وكان من رأيه أن الأمام أحمد ليس فقيها وليس له في الفقه يدٌ وباع، ولكن أحمد بن حنبل معروف بالحديث، فهو محدث عالم بالحديث صحيحه وضعيفه (كما هو كتابه مسند الأمام أحمد)، فحينما صرّح برأيه في بغداد عن الأمام أحمد ضج أتباع الإمام أحمد والذين هم أجدادنا هداهم الله فلم يسمحوا له برأي بل خالفوه ورجموه وأغلقوا عليه بابه، فقط لأنه قال قولا لا يسرّهم، وفي هذا أشارة إلى أن الحنابلة منذ القدم يضيقون ذرعا بالآراء الأخرى ومن باب الموضوعية فهي ليست صفتهم فحسب بل هناك من المذاهب من يسير على شاكلتهم وسنأتي لذكرها بإذن الله.

وصل الطبري إلى بغداد وصنف كتابه "أختلاف الفقهاء" ولم يذكر فيه الأمام أحمد لأنه متيقنا بأن أحمد ليس فقيها إنما محدثا، وضاقت الأنفس الحنبلية بهذا التصرف، فقط لأنه لم يذكر عالمهم من الفقهاء، فسألوه وقالوا: لمَ لم تذكر إمامنا في الكتاب؟ فقال لهم: لم يكن فقيها، وإنما كان محدثا، فاشتد ذلك على الحنابلة وكانوا لا يُحصون كثرة في بغداد فشغبوا عليه وقالوا ما أرادوا (انظر سير أعلام النبلاء للذهبي 14/274) وثارت ثائرتهم عليه وحاربوه ومنعوه من الخروج من بيته ورموه بالحجارة حتى جاء صاحب الشرطة ومعه ألوف من الجند عنه العامه وهم الناس الذين أثارتهم الحنابلة وحرّضوهم عليه وقادوهم في محاربته والكيد له وقد شهد الأئمة على ذلك وأن الحافظ المفسّر الفقيه الإمام الجليل محمد ابن جرير الطبري قد ظلم من قبل الحنابله! فقال أبو بكر بن خزيمة (ولقد ظلمته الحنابلة).

لكن هذا الظلم لم يثن الطبري عمّا هو عليه مما يراه حقّا، فواصل في نشر علومه بين الناس فلم ينكص ويستسلم، بل مضى في نشر مذهب الأمام الشافعي حتى استقل بمذهبه الجريري، ثم ألف كتابا في الرد على الحرقوسية (يعني الحنابلة) ولم يكن في اللفظة سبّة أو مقصد لأن الأمام أحمد بن حنبل رحمه الله يعود نسبه إلى بني حرقوس (انظر تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والإجتماعي/ دكتور حسن إبراهيم 3/349) فاشتد الهجوم على الطبري وزاد الظلم والحقد، بل ساهم أيضا الحافظ أبو بكر بن أبي داوود في ذلك أشد المساهمة فحرض عامة الناس عليه فآذو الطبري وأغلقوا عليه داره، يقول الذهبي في السير(وكانت الحنابلة حزب أبي بكر بن أبي داوود، فكثروا وشغبوا على الطبري، وناله أذى ولزم بيته نعوذ بالله من الهوى أهـ)ـ وقال ابن الاثير في الكامل جملة عظيمة قال فيها "وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه"، كما قال ابن كثير في تعظيم حجم البلاء الذي نزل بالطبري أن من الجهلة من رماه بالإلحاد (تأمل إمام وفقيه كبير عمره 85 سنة يُرجم ويقال عنه مُلحد))، وبرأه ابن كثير من ذلك فقال "وحاشاه من ذلك كله بل أحد أئمة الإسلام علماء وعملا بكتاب الله وسنة الله صلى الله عليه وسلم، وإنما تقلدوا ذلك عن أبي بكر محمد بن داوود الظاهري حيث كان يتكلم فيه ويرميه بالعظائم وبالرفض"

فوقف الطبري صامدا مع رأيه رغم أن كل من حوله يعارضونه ويلفظونه ويكرهونه ويحقدون عليه، ظل صامدا مدافعا عن رأيه وعمره 85 سنة، تخيلوا معي حاله وقد أفنى عمره بين الكتب والشيوخ، وقد أمضى حياته بين التنقل والترحال، تخيلوا شيبته وهو يُطرد ويُرجم ويُمنع من اجتماع الناس عليه، ورغم كِبَره إلا أن الطبري لم يرد أن يموت والحنابلة واجدة عليه، فكتب كتابا مسترضيا فيه الحنابلة وهو في بيته لا يخرج إليهم، كتب كتابا من شدة ضعفه ليبين رأيه وحكمته من قوله، لاحظوا كيف أنه اعتذر لهم مع أنه يرى أن الحق معه!!!

يقول الدكتور محمد خير محمد سالم العيسى في رسالته الجامعية عن الطبري أن "هذا الحقد عليه يصّور مدى المعاناة التي عاناها ابن جرير الطبري رحمه الله، ومدى الأذى الذي لحق به منهم مما حمله على التأليف في الاعتذار منهم، ومجاملتهم بعض الشيء، ونحن نعلم أن كتاب التفسير قد أملاه الطبري كما ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء وقد تقدم ذكره سنة وثمانين إلى سنة تسعين ومئتين، وهذا يعني أنه أملاه في بغداد في أواخر حياته وكل من طالع في تفسيره يلمس، حقيقة ثابتة لا يمكن تجاهلها وهي أن الحافظ ابن جرير لم يكن راوية حديث وأخبار يؤدي ما يحفظ، بل كان عالما ممحصا للأقوال محققا للآثار لا سيما وأنه من أئمة الإجتهاد"

نعم، مات الطبري مع مغيب شمس الاثنين في بيته حيث عزله الحنابلة، وبقي الحنابلة على موقفهم العدائي منه حتى توفي، بل دُفن في داره ليلا قبل أن تشرق الشمس خوفا من الحنابلة، ولما علم الناس بذلك اجتمعوا من سائر الأقطار ووصلّوا عليه بداره التي دفن بها ومكث الناس يترددون إلى قبره شهورا يصلّون عليه. يقول أبو محمد الفرغاني: لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي في آخره ابن جرير الطبري طلب ماءً ليجدد وضوءه فقيل له تؤخر الظهر تجمع بينها وبين العصر فأبى وصلى الظهر مفردة والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها، وحضر وقت موته جماعة منهم أبو بكر بن كامل فقيل له قبل خروج روحه يا أبا جعفر (الطبري) أنت الحجة فيما بيننا وبين الله فيما ندين به فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا وبينة لنا نرجو بها السلامة في معادنا فقال الذي أدين الله به وأوصيكم هو ما ثبت في كتبي فاعملوا به وعليه ثم أكثر من التشهد وذكر الله عز وجل ومسح يده على وجهه وغمض بصره بيده وبسطها وقد فارقت روحه الدنيا" وقال أحمد بن كامل توفي ابن جرير عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاث مئة ودفن في داره برحبة يعقوب يعني ببغداد قال ولم يغير شيبة وكان السواد فيه كثيرا وكان أسمر أقرب إلى الأدمة (السواد) أعين نحيف الجسم طويلا فصيحا وشيعه من لا يحصيهم إلا الله تعالى.


حينما قرأت الطبري أيقنت يقينا بأن الإنسان أو طالب العلم الجديد أمثال الغامدي والكلباني والعبيكان ممن أصدروا فتاوى جديدة سواء بحكم الأغاني أو الاختلاط أو السحر يضيقون ذرعا بما سيلحق بهم إن أفصحوا عن آرائهم المخالفة للرأي الحنبلي، لان مُصابهم مُصاب الطبري، وليتهم عقلوا من حادثة الطبري أن الإنسان مهما أصدر حقا يدين الله به في يوم القيامة فسيُرمى من قومه وسيُطعن من جماعته وسيُلفظ ويُتبرأ منه فقط لأنه خالف رأي العامة.

هذا كما ذكرت كشفُ غطاء لصورة من الصور التي غطّاها التقديس والتبجيل عن أعيننا نحنُ العامة، ولعلها كشفت ما لحق بالإمام الطبري الذي كثيرا ما نسمع عنه ولا نعرف قصته ومعاناته مع أجدادنا واسلافنا الحنابلة الذين ظلموه وآذوه أشد الإذاء، بل رجموه وأغلقوا عليه داره وهو شيخ 85 سنة.

سألتقيكم إن وفقني الله بعلامة أخرى وأظنّه ابن عقيل الحنبلي، الذي خرج من رحم مذهب الحنابلة ومع هذا أوذي من الحنابلة أشد الإذاء والظُلم فقال جملة دامية هي:

أُوذيت من أصحابي حتى طلب الدم!



اعتذر عن الأخطاء الكثيرة التي غابت عني بسبب العجلة والاستعجال، إلى اللقاء في كشف غطاء آخر


t;atkh uk; y'hz; u'hz;





التعديل الأخير تم بواسطة متعب البحيري ; 12-03-2010 الساعة 11:21 PM.
متعب البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2010, 11:43 PM   #2
 

ذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعة
افتراضي رد: فكشفنا عنك غطائك

كنا نؤمِّل فيكم.. واليوم نخشى منكم وعليكم!


قال الذهبيُّ في السير: لما قَدِم عمرُ الشامَ تلقّاه معاوية في موكب عظيم وهيئة، فلما دنا منه قال: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قال: نعم. قال: مع ما بلغني عنك من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك؟ قال: نعم. قال: ولِمَ تفعل ذلك؟ قال: نحن بأرض جواسيس، العدو بها كثير؛ فيجب أن نُظهر من عزِّ السلطان ما يرهبهم، فإن نهيتني انتهيتُ. قال: يا معاوية ما أسألك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس، لئن كان ما قلتَ حقًّا إنه لرأي أريب، وإن كان باطلا فإنه لخدعة أديب..!


وذكر الذهبيُّ عن القاضي أبي بكر الباقلاني - وكان يُضرب المثل بفهمه وذكائه – أنه ذهب رسولا عن أمير المؤمنين إلى ملك الروم، وجرت له أمور، منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعا للملك؛ ففطن لها القاضي ودخل بظهره.


وحكى وراق أبي زرعة الرازي يقول: حضرتُ أبا زرعة وهو في السوق – أي الاحتضار - وعنده أبو حاتم ومحمد بن مسلم والمنذر بن شاذان وجماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين واستحيوا من أبي زرعة، وهابوا لجلالة قدره وعلمه أن يلقنوه التوحيد؛ فقالوا تعالوا نذكر الحديث، فقال أبو عبد الله محمد بن مسلم: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح.. وجعل يقول: بن بن.. ولم يجاوز؛ فقال أبو حاتم: أخبرنا بندار، قال أخبرنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر، وسكت ولم يجاوز، والباقون سكتوا، فقال أبو زرعة - وهو في السوق -: أخبرنا بندار، أخبرنا أبو عاصم، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر عن بن أبي غريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" وتوفي أبو زرعة - رحمه الله - على هذه الكلمة.


وثبت في البخاري عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يحدث أَنَّهُ قال مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ عن آيَةٍ فما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ هَيْبَةً له.


وروى الأعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -أنه لبى على الصفا وقال: يا لسان قُلْ خيرا تغنم أو اصمت تسلم من قبل أن تندم. فقال: يا أبا عبد الرحمن أهذا شيء تقوله أو سمعته؟ قال بل سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه" (حسنه العراقي).


وروى البيهقي عن جابر - رضي الله عنه - قال: "تعلموا الصمت، ثم تعلموا الحلم، ثم تعلموا العلم، ثم تعلموا العمل، ثم انشروا".


إجلال العلماء والتزام الصمت بحضرتهم وعدم التصدُّر بوجودهم والكياسة في الفقه والفتوى من أدب طالب العلم، وكلنا يعرف ذلك!! كما أن السكوتَ في بعض الأحيان مطلبٌ شرعي حتى عن الأولويات، إنْ كان في إظهارها ظهور على نظام ولاة الأمر أو تلبيس على الناس أو إشاعة فتنة وتفرقة.


إنَّ الله تعالى نفسه سكت عن أشياء رحمةً بالناس، ليس نسيانا، كما ثبت بذلك في الحديث الصحيح، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ كما في الصحيحين: "لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا"؛ فأوقف العلم عند معاذ - رضي الله عنه - ونهاه أن يخبر الناس، بل منعه أن يبشرهم بثواب التوحيد لئلا يتكلوا. لاحظوا حرص الصحابي، يظنُّ بفقهه أن فيه بشارة للناس, ولكن بُعد نظر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما سيحصل بعد علمهم بذلك جعله ينهاه عن ذلك، مع أن علمهم بذلك فيه خير لهم، ولكن قد يجني علمهم عليهم بالتكاسل والتقاعس والتراخي عن العبادة والطاعة.


معاذ الله أن نرمي إلى السكوت عن الحق أو بيان ما أنزل الله من البيّنات والهدى للناس!


إن ما نراه اليوم في تلهف بعض الناس للتحضر والانفتاح بل والتطلع لفلسفات الأمم الأخرى وتقديم المعقول على المنقول والتفريط في بعض الأحيان والتساهل يلزم العلماء بتذكير الناس بالله وتقواه وترهيبهم من الانسياق وراء ملذات الدنيا، فما نشاهده اليوم من التراخي يحتم في بعض الأحيان الشدة؛ ففي اللين والتراخي تنبغي الشدة، وفي حال تشدد الناس ينبغي عكسها من التيسير والترغيب والتسهيل, وفي حال تهافت وسائل الإعلام على العلماء طلبا للإثارة وتعدد الآراء وبث الفرقة وإشاعة الخلافات كمن قال الله فيهم: {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (47 سورة التوبة)، ينبغي عند هذه الحالة الإمساك، وهكذا..
يخرج اليوم طالب العلم يؤلب الناس على العالم إذا وجد منه زلة، وقد سأل الوشاة ابن عباس عن معاوية - كما ثبت في البخاري - وقالوا إنه يوتر بركعة؟! فألجمهم الحجة وألزمهم المحجة القاطعة لشرورهم فقال : أصاب، إنه فقيه!!


وأعظم من ذلك تلك المقولة التي سارت مثلا "أسد تعزّرني على الإسلام" أتدرون ما حكايتها؟
جاء فرقة من الوشاة وقالوا لعمر - رضي الله عنه - إن سعدا بن أبي وقاص لا يُحسن الصلاة!
وهو رابع أو سابع رجل في الإسلام، وأول من رمى بقوس في سبيل الله!!


فيقول - كما ثبت في الصحيحين - أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي على الدِّينِ. لقد خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي.


وهل تدرون فيما جاءت قصة عمار وعمر في التيمم؟ وهي في صحيح مسلم، حينما قال عمر "اتَّقِ اللَّهَ يا عَمَّارُ" قال: "إن شِئْتَ لم أُحَدِّثْ بِهِ". قال أهل العلم: معنى قول عمر "اتق الله يا عمار"، أي فيما ترويه، وتثبَّت فيه؛ فلعلك نسيت أو اشتبه عليك؛ فإني كنتُ معك ولا أتذكر شيئًا من هذا. ومعنى قول عمار: إن رأيت المصلحة في الإمساك عن التحدُّث به راجحة على التحدُّث وافقتك وأمسكتُ.


ألا يسع فقهاء الشاشات ومفتي القنوات ومتسنمي الصفحات ما وسع من كان قبلهم وأخشى لله منهم؟ ألا يقتدوا بأكثر صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية للحديث؛ فهذا أبو هريرة - رضي الله عنه - الذي حوى العلم وفَقِه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول - رضي الله عنه -: لو حدثتكم بكل ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقطع هذا البلعوم. وعنه قال: لو حدثتكم بكل ما في جوفي لرميتموني بالبعر. وقال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة جرب، فأخرجت منها جرابين، ولو أخرجت الثالث لرجمتموني بالحجارة. قال الحسن: صدق والله؛ لو حدثهم أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقوه، وكأنه أراد ما يتعلق بالفتن مما لا يتعلق بذكره مصلحة شرعية.


قال أهل العلم: فيه من الفقه أنه يجوز للعالم أن يأخذ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشدة، ويتحمل الأذى، ويحتسب رجاء ثواب الله تعالى، ويباح له أن يسكت إذا خاف الأذى. قلتُ: الأذى عليه أو الأذى من قوله ذلك.


إنَّ بعض الدعاة اليوم، وبعض طلبة العلم، يخرج على الناس بباقعة زمانه، ثم بعد ذلك يقول سُئلت عن ذلك فأجبت، ولا يجوز لي أن أكتم العلم، ولم آت بجديد، ولي سلف في هذه المسألة!!


ويشذ ويشطح ويلبس على الناس ويخلط الأمور ويسوغ لنفسه الركض عكس التيار السائد لأهل البلد مما خطه لهم علماؤهم وارتضاه حكامهم وروعيت فيه مصلحة الأمة عامة، وهو يعلم أنه يخالف من هو أعلم وأتقى وأحرى للصواب والخشية لله، ولكن النفس تجاذبها بنيات الطريق من حُبِّ الظهور والجهل بالقصور والظن بإدراك المعالي واستعجال الحطام والإعجاب بالنفس.. كل ذلك مما لا يدور في فلكه وخلده فيقع وهو لا يشعر. إنَّ مَنْ هذه حاله قد يكون ممن أخبرنا رسولنا الكريم عنهم - كما صح عنه - يقوله: "سَيَكُونُ في آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ ما لم تَسْمَعُوا أَنْتُمْ ولا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ".


ثبت أن أكابر الصحابة يتدافعون الجواب بينهم، كما ثبت في البخاري عن عِمْرَانَ بن حِطَّانَ قال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن الْحَرِيرِ فقالت: ائْتِ ابن عَبَّاسٍ فَسَلْهُ. قال: فَسَأَلْتُهُ فقال: سَلْ ابن عُمَرَ. قال: فَسَأَلْتُ ابن عُمَرَ فقال: أخبرني أبو حَفْصٍ (يَعْنِي عُمَرَ بن الْخَطَّابِ).. الحديث.


هل يظن أولئك النفر أنهم أتوا بالعلم من أقصاه لأقصاه وأحاطوا بما لم يُحِط به غيرهم عندما يُضعِّفون ويُصحِّحون ويُقدِّمون ويُؤخِّرون ويبحرون ويستخرجون ثم يتصدرون ويسابقون بعضهم بالشواذ من المسائل؟!!
إنَّ صيام الأكابر عن وسائل الإعلام مقصود ومعلوم، وإن تصيد تلك الوسائل وأهدافه لم يعد يخفى إلا على صاحب شهوة أو شبهة!!


أيها الدعاة، إنَّ ظهوركم بالشكل الذي يقللكم في أعين العلماء، ويفتن فيكم الجهلاء، ويغري بكم السفهاء، وتلوككم به ألسنة العامة، لهو خسارة وبلاء ليس مثله بلاء؛ فكفوا عن تشويه أنفسكم، وجبوا المغيبة عنها؛ فرحم اللهُ امرأ جب المغيبة عن نفسه!


إنَّ الذكر حيث تنفع التذكرة، والعلم لا يُنشر عند غير أهله، وكما قال أمير المؤمنين علي وابن مسعود - رضي الله عنهما -: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم. وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون؛ أتحبون أن يُكذَّب اللهُ ورسولُهُ؟! .


جلس شيخنا العلامة عبدالله بن قعود - رحمه الله - ذات ضحى في الحرم المكي يقرأ القرآن وأنا من خلفه ولا يشعر بي - ولم أحدث بهذه القصة إلا بعد وفاته - ثم أخذ يقرأ بخشوع في أول سورة المائدة حتى إذا جاء عند قوله {لولا ينهاهم...} الآية أخذ يبكي بحرقة، ووالله لقد أشفقت عليه، ولم يستطع أن يتجاوزها حتى أذّن المؤذن لصلاة الظهر!!
ولم أفهم السر حينها من ذلك البكاء!!


وبعد أن رأيتُ إسراف المنافقين وتواطؤهم مع المشركين وسكوت العلماء وتصدُّر أنصاف المتعلمين والمتعالمين، والفتن تطل على الأمة، علمت دواعي بكاء الشيخ - رحمه الله -. وبالمناسبة لو تأمل طالب العلم وتدبر السياق في آخر سورة النساء مع أول سورة المائدة سيكتشف معاني وأسرارًا عظيمة تجعله يدرك أهداف منافقي العصر، ويعرفهم ولا ينخدع بهم، ويدرك خطورة هدم البناء من داخله، ويعلم أسباب اللعنة وحلول العقاب الإلهي، ويعرف بما تُدرك النجاة، ويعرف ما يحل له وما يحرم عليه ومتى يحرم الحلال ويحل الحرام.


عجبت لمن يرد على النصيحة حينما جاءته من شيخ جليل، وما فيها إلا الوصية بالتقوى، ثم تأخذه العزةُ ويردُّ متهكما حينا وبارزا لعضلاته العلمية حينا آخر ومتربصا ومؤلِّبا على العالِم الرباني الذي أشفق ونصح وبرأ أمانته واستبرأ لعرضه، في حين أسبل أولئك أعراضهم لعامة الدهماء أن ينالوا منهم، وأخشى أن يصيبهم الله ببعض ما كسبوا، ولكن السؤال: أين هم عن قوله تعالى: {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} (49) سورة المائدة ....؟!


روى الإمام مالك في الموطأ، والشافعي في المسند والأم، وأحمد في المسند، والبخاري ومسلم في صحيحيهما عن عَائِشَةَ رضي الله عَنْهُا زَوْجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عن قَوَاعِدِ إبراهيم؟" فقلتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ ألا تَرُدُّهَا على قَوَاعِدِ إبراهيم؟ قال: "لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ..." الحديث. ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراجح وعدل إلى المرجوح؛ خشية أن يثير الناس ويحدث لهم بلبلة؛ وذلك لحداثتهم في الإسلام وقُرب عهدهم بالكفر أو الشرك.


قال بعض الحكماء: إنَّ الذي لم يذق طعم الخشية في العلم لا يحل له أن يفتي. وبئس طالب العلم الذي ينشغل بالجدل بعد انقراض الأكابر، فما بال بعض طلبة العلم اليوم يأتيه - وعلمه لا يتجاوز حظوظ نفسه، وحاله في العمل كذاك الفتى الذي يترد على أم المؤمنين يطلب العلم فقالت له: يا بني هل عملت بعدما سمعت مني؟ فقال: لا والله يا أماه. فقالت: يا بني فبما تستكثر من حجج الله علينا وعليك؟ - اتصال هاتفي من مراسل صحيفة أو قناة ثم بعد أن يصرح نور الله ضريحه وقدس روحه يقول: هذا ما أراه!!


إن لعنة الله ولعنة الناس وغيبتهم قد تكون مشروعة، وقد يجعل الإنسان نفسه في مرماها، حينئذ نقول له: اتق الله، وابتعد عن مقت الله وغضبه، وارحم نفسك عن مغيبة الناس ولعنتهم، قال جل ذكره: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} (89) سورة البقرة، وقال سبحانه {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (60) سورة المائدة، وقال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (18) سورة هود، وما أظن - والعلم عند الله - أن الذي يبول في طريق الناس وظلهم بأشد خطرا ممن يخرج كل يوم بقول شاذ لم يعتده الناس، ويفتنهم في دينهم ويلبس عليهم عباداتهم، ويثير البلابل بالأقوال المخالفة والشاذة، ويعكر فهمهم لعلمائهم، وينشر التفرقة المذهبية.. ثبت في صحيح مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ. قالوا: وما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ الناس أو في ظِلِّهِمْ".


إنَّ من أشر اللعنات على اليهود أنهم لم يجتمعوا على نبيهم، وتفرقوا في دينهم، وكانوا شيعا؛ فحذر الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأمته أن يكونوا مثلهم؛ فقال: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (31، 23) سورة الروم.


أعيذكم بالله أن تكونوا من: {الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} (159) سورة الأنعام. أو تكونوا من: {الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} يتسابقون للبروز ويتفيقهون في الدين {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} (7) سورة آل عمران. أو تكونوا من: { الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} (28) سورة إبراهيم.


أو ممن خسر ويظن أنه ربح كما في قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ} (53) سورة المائدة.


أختم محذرا من مغبة الانسياق وراء الأضواء الإعلامية وتلميع بعض الإعلاميين؛ فقد يكون حالهم أشبه بما جاء في قوله تعالى: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (47) سورة التوبة.


ولنتأمل قوله تعالى وننزله على تلك الصحف والقنوات والمواقع التي آذتنا في ثوابتنا وأخلاقنا وعلمائنا: {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} (48) سورة التوبة.

د. نايف بن محمد العصيمي



ذاكررر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2010, 11:49 PM   #3
 

متعب البحيري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: فكشفنا عنك غطائك

جزاك الله خيرا اخي ذاكر واسأل الله لنا ولك الهداية
وإن كان هناك خطأ فمن نفسي والشيطان وإن كان غير ذلك فمن الله عز وجل
شكرا لك



متعب البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2010, 11:49 PM   #4
 
الصورة الرمزية abuzeed
افتراضي رد: فكشفنا عنك غطائك

أخي العزيز متعب بارك الله فيك على هذه الدراسة الوافية لما حصل للإمام الطبري رحمه الله وانا لست بذلك العالم الذي وصل الى موافقة أو رفض ما اوردت ولم اصل من العلم الى ذلك ولكن يجب ان يكون هناك تحفظ على بعض العبارات فلا يمكن ان يكون كل الحنابلة بهذا الوصف الذي ذكرت ففيهم الفقيه والعالم والمحدث الذين لن يوافقوا العامة على فعلتهم ولن يؤيدوهم على ذلك ولم يكن الحنابلة في يوم من الأيام ضد الدين او ضد من يدعو اليه ولكي لا نعمم فهناك الطيب وهناك غير ذلك في كل زمان ومكان فكان المنافقون والمرجفون وغيرهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن الخلفاء الراشدين وعذب الأئمة ومنهم الإمام احمد بن حنبل ومحنة خلق القرآن
وإنها صفحة الابتلاء، سنة الله في عباده المؤمنين، وقد روى الإمام أحمد نفسه، والترمذي وقال حسن صحيح، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يُبتلى الرجل على حَسَب دينه، فإن كان في دينه صلابةٌ زِيد في بلائه، وإن كان في دينه رقةٌ خُفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد، حتى يمشيَ على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة.
وقد روي أن الإمام أحمد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: يا أحمد، إنك ستُبتَلى فاصبر، يرفعِ اللهُ لك عَلَماً إلى يوم القيامة .
بدأت أحداث المحنة بعدما تولى المأمون الخلافة، وكان يميل إلى المعتزلة ويقربهم ،وكان أستاذه أبو الهذيل العلاف، وقاضيه أحمد بن أبي دؤاد من زعمائهم .. اعتنق المأمون هذه العقيدة الفاسدة وهي القول بخلق القرآن ، لكنه تردد في إلزام الناس والعلماء بها ،وخاف من الفتنة ،فأشار عليه ابن أبي دؤاد وجلساء السوء بإظهار القول بخلق القرآن ،وإلزام الناس به ،فكتب المأمون إلى واليه على بغداد إسحاق بن إبراهيم أن يجمع من بحضرته من القضاة والعلماء ،ويلزمهم بالقول بخلق القرآن، ومن أبى حبسه أو عزله أو قتله .
واشتعلت الفتنة في العراق ، وحُبس وعذب وقتل فيها خلائقُ لا يحصون ، بسبب فعل الخليفة المأمون ، وتقريبه لبطانة السوء، لا كثرها الله في كل زمان .
حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ما أظن أن الله تعالى يغفل عن المأمون على ما أدخل على المسلمين .
واشتدت الفتنة ، ولم يثبت فيها سوى أربعة من العلماء، الإمام أحمد بن حنبل ،ومحمد بن نوح ،واثنان آخران ما لبثا أن تراجعا وقالا مثل ما قال الناس .
أمر المأمون أن يقبض على الإمامِ أحمدَ بن حنبل ومحمدِ بن نوح ، وأن يرسلا إليه، فأُرسلا مقيدين على بعير واحد، فأما محمد بن نوح فمات رحمه الله في الطريق قبل أن يصل إلى المأمون في طرسوس .
وبقي الإمام أحمد بن حنبل وحده، وجاءه رسول من قبل المأمون في الطريق. فقال له: إن الخليفة قد أعد لك سيفاً لم يقتل به أحداً ،فقال الإمام أحمد: أسأل الله أن يكفيني مؤونته، فدعا الله عز وجل في أثناء الطريق أن لا يريه وجه المأمون وأن لا يجتمع به ،فاستجاب الله عز وجل دعاءه، وما هي إلا مدة قصيرة وإذا بالخبر يصل بوفاة المأمون قبل أن يصل إليه الإمام أحمد، فأعيد الإمام أحمد إلى السجن مرة أخرى.
ثم تولى الخلافة بعد المأمون ،المعتصم ،وكان المأمون قد أوصاه بتقريب ابن أبي دؤاد ،والاستمرار بالقول بخلق القرآن ،وأخذ الناس بذلك ،وكان الإمام أحمد في السجن ،فاستحضره المعتصم من السجن ،وعقد له مجلساً مع ابن أبي دؤاد وغيره من علماء السوء ،وجلسوا يناقشونه في خلق القرآن، والإمام أحمد يستدل عليهم بالنصوص الواردة، ويقول لهم: أعطوني دليلاً من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وانفض المجلس ذلك اليوم دون شيء، واستمرت المناظرات ثلاثة أيام، والإمام أحمد ثابت على الحق، يقولون: ما تقول في القرآن؟ ،فيقول: كلام الله غير مخلوق ،قال الله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)، قال: وقول الله تعالى: (الرحمن علم القرآن)، ولم يقل: خلق القرآن، وقال تعالى: (يس والقرآن الحكيم)، ولم يقل والقرآن المخلوق .
وأحضر المعتصم له الفقهاء والقضاة ،فناظروه بحضرته ثلاثة أيام ،وهو يدمغهم ويحجهم بالحجج القاطعة، فقال المعتصم: قهرنا أحمد، عند ذلك تحدث الوشاة عند الخليفة من علماء السوء ، فقالوا: إن أحمد قد غلب خليفتين ،فأخذت المعتصم العزة بالإثم ،فشتمه وهدده بالقتل ،فقال الإمام أحمد: يا أمير المؤمنين: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل دمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث)) فبم تستحل دمي وأنا لم آت شيئاً من هذا؟، يا أمير المؤمنين تذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل كوقوفي بين يديك، فهدأ المعتصم ولان، فتدخل ابن أبي دؤاد وقال: يا أمير المؤمنين، إن تركته قِيل إنك تركت مذهب المأمون، أو يقال إنه غلب خليفتين، فهاج المعتصم، وأمر بإعادة الإمام أحمد إلى السجن مرة أخرى .
ومضت الأيام ،وأخرج الإمام في رمضان وهو صائم، فجعلوا والعياذ بالله يضربونه ،وأتى المعتصم بجلادين كلما ضرب أحدهم الإمام أحمد سوطين ،تأخر وتقدم الآخر ،والمعتصم يحرضهم على التشديد في الضرب، وهو يقول شدوا عليه قطع الله أيديكم ،ثم جردوه من ثيابه ولم يبق عليه إلا إزاره ،وصاروا يضربونه حتى يغمى عليه ،فيفيق ،ثم أخرجوه، ونقلوه إلى بيته ،وهو لا يقدر على السير من شدة ما نزل به .. فلما برئت جراحه ،خرج إلى المسجد ،وصار يدرس الناس ،ويملي عليهم الحديث، وهدأت الفتنة .
ثم توفي المعتصم ،واستخلف من بعده الواثق ،فاتصل به علماء السوء ،ابن أبي دؤاد وغيره ،وحرضوه على الفتنة، فعادت الفتنة مرة أخرى، إلا أن الواثق لم يتعرض للإمام أحمد، واختفى الإمام أحمد رحمه الله تعالى مدة خلافة الواثق ،وهي خمس سنوات تقريباً ،وفي آخر خلافة الواثق منّ الله عليه بالهداية فرجع عن القول بخلق القرآن .
وكان سبب هداية الواثق ،أنه جيء إليه بالشيخ الأذرمي رحمه الله وهو مقيد بالأغلال، من جملة من يؤتى بهم إلى الخليفة، فيكرههم على القول بخلق القرآن، فإن أبوا قتلهم .
فلما دخل الأذرمي على الواثق، قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: لا سلمك الله ،ولا عليك سلام الله، فقال له الشيخ: إن الذي أدبك ما أحسن تأديبك، ويشير إلى ابن أبي دؤاد لأنه هو شيخه ،وكان عنده حاضراً ،قال الشيخ: إن الله تعالى يقول: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، وأنت ما حييتني بمثلها ولا بأحسن منها ،فتعجب الخليفة ،وأمر ابن أبي دؤاد أن يناظر الشيخ ،فقال له ابن أبي دؤاد: ما تقول في القرآن ،قال الشيخ: ما أنصفتني، أنا الذي أبدأ بالسؤال ،فقال الخليفة: دعه يسأل، فقال الشيخ: ما تقول أنت في القرآن يا ابن أبي دؤاد؟، قال إنني أقول: إن القرآن مخلوق ،فقال الشيخ: مقالتك هذه التي حملت الناس والخلفاء عليها ،هل قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر أم لم يقولوها؟ فقال ابن أبي دؤاد: ما قالوها ،فقال له: هل كانوا جاهلين بذلك أم عالمين؟ قال: كانوا جاهلين بها. فقال الشيخ: شيء يجهله رسول الله وأبو بكر وعمر ،ويعلمه ابن أبي دؤاد!! فقال: لا، بل كانوا عالمين ،فقال الشيخ: هل وسعهم أن يسكتوا أم أنهم حملوا الناس على ما حملتهم عليه، فقال: لا بل سكتوا ،فقال الشيخ: شيء وسع الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر ما وسعك أنت؟ .
فسكت ابن أبي دؤاد ،وقال الواثق: اصرفوا الرجل ،ولم يأمر بقتله ،ثم اختلى الواثق بنفسه وصار يفكر ويردد قول الشيخ ،شيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر ما وسعك أنت؟، ثم خرج وأمر بإطلاق سراح الشيخ ،ورجع عن القول بخلق القرآن، وارتفعت الفتنة عن الأمة بحمد الله .
ثم توفي الواثق، وتولى بعده أحد الخلفاء الصالحين، وهو المتوكل ، فأعلن السنة ،وكتب إلى العلماء في الآفاق بأن يمنع الناس من الخوض في هذه المسألة ،وأصدر إعلاناً عاماً في كافة أنحاء الدولة ،نهى فيه عن هذه البدعة ،فعم الفرح في كل مكان ، وزالت بذلك هذه المحنة ،وانتصر الحق على الباطل ،ولهذا لما قيل للإمام أحمد أيام المحنة: يا أبا عبد الله، انتصر الباطل على الحق، قال: والله ما انتصر الباطل على الحق.
عباد الله .. إن من أعظم دروس هذه المحنة ، ما قام به الإمام أحمد من الثبات على الحق، والصبر على البلاء ، لقد انتصر الإمام أحمد ،بإيمانه وشجاعته، وانهزمت أمامه حكومة هي من أقوى الحكومات في عصرها، وخرج أحمد بن حنبل من هذه المحنة خروج السيف من الجلاء ،والبدرِ من الظلماء، وقد سد ثلمة عظيمة كادت تحدث في الإسلام، وبقيت عقيدة أهل السنة صافية نقيةمن شوائب المعتزلة وضلالاتهم.
فجزى الله الإمام أحمد عن الأمة خير الجزاء، ورزقنا الله جميعاً علماءَ ودعاةً ومصلحين، الاقتداء به والتأسي بسيرته .



abuzeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2010, 11:52 PM   #5
 

متعب البحيري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: فكشفنا عنك غطائك

أهلا بك عزيزي أبو زيد والأمام أحمد معروف بمواقفه في محنة خلق القرآن، ولم أذكر بأن الأمام أحمد هو من سبب هذة المِحنة، ذكرت أن الحنابلة فعلوا ذلك وهم من العامة ولعل ما نعانيه اليوم من عامتنا، اما الأئمة فلعل ادب الأختلاف بينهم مُتسّع، لم أذكر لفظة واحد تقول أن أحمد بن حنبل فعل وفعل! قلت الحنابلة. شكرا لك أبو زيد وسأتعرض لمحنة أحمد بن حنبل في نظرة لاحقة بإذن الله فلقد قلت في الموضوع السابق
أن الحنابلة منذ القدم يضيقون ذرعا بالآراء الأخرى ومن باب الموضوعية فهي ليست صفتهم فحسب بل هناك من المذاهب من يسير على شاكلتهم وسنأتي لذكرها بإذن الله.

شكرا لك ابو زيد وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن كان غير ذلك فمن الله عز وجل
شكرا لك مرة أخرى وأسأل الله لي ولك الهداية.



متعب البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-2010, 12:04 AM   #6
 
الصورة الرمزية أبو سراب
 

أبو سراب أصبح جوهري وانيقأبو سراب أصبح جوهري وانيقأبو سراب أصبح جوهري وانيق
افتراضي رد: فكشفنا عنك غطائك

اشكرك على الطرح الرائع
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



أبو سراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-2010, 12:08 AM   #7
 

متعب البحيري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: فكشفنا عنك غطائك

شكرا لك عزيزي أبو سراب وأسأل الله لنا وللجميع الهداية.



متعب البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-2010, 12:10 AM   #8
 
الصورة الرمزية abuzeed
افتراضي رد: فكشفنا عنك غطائك

بارك الله أخي متعب ونفع بك وبعلمك وجزاك الله خير الجزاء وهدانا الله وإياك الى صواب



abuzeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على قدر عطائك يفتقدك الآخرون الو ا صل منتدى الخواطر 14 09-25-2011 03:43 PM
على قدر عطائك يفتقدك الآخرون ! الشبح الراقي المواضيع العامة 2 01-26-2011 05:14 AM
فكشفنا عنك غطائك (٣) متعب البحيري ملتقى بن بحير بلقرن الخاص 10 12-21-2010 07:32 PM
فكشفنا عنك غطائك (2) متعب البحيري ملتقى بن بحير بلقرن الخاص 2 12-18-2010 06:29 AM
على قدر عطائك يفتقدك الآخرون بقايا ليل المواضيع العامة 10 09-27-2010 12:08 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 08:05 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75