1 الإهداء
2 التمهيد
3 المقدمة
4 الباب الأول:جغرافية التاريخ
5 الباب الثاني: الحصن
6 الباب الثالث: البوابة الجنوبية
7 الباب الرابع: البوابة الغربية
8 الباب الخامس: البوابة الشرقية
9 الباب السادس: البوابة الشمالية
10 شكر و تقدير
11 الخاتمة
**************
الإهداء
هذا إهداء متواضع من أحد أبنائك
راجيا" ان يليق بمقامك.
إلى قبيلة بني بحير
*************
التمهيد
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على النبي المصطفى
أحمده حمدا" كثيرا" يليق بجلال وجهه وعظيم وسلطانه حمد الشاكرين الذاكرين.
أما بعد فهذه مشاركتي رقم ألف
لم يكن اختياري لهذا الموضوع بالأمر السهل الهين لأني أدرك مدى رقيكم و ثقافتكم، و لأني أعلم عين اليقين أن شغفكم لطرح المواضيع الجديدة لا حدود له، و إن أنسى لا انس دعمكم اللا محدود في مواضيعي السابقة الذي كان دافعا" لي لتقديم الأفضل، فإن كان هناك نجاح فأنتم من صنع نجاحي بعد توفيق الله. فلكم مني كل الشكر. و إن كانت كلمات الشكر لا تفي بحقكم ولا تصف مدى امتناني لدعمكم.
إن غرور قلمي لا حدود له
و قد وقف فكري عاجزا" عن مجاراة طموحي و طموحكم في ترقب هذه الألفية، فاستعنت بالله و هو نعم المعين و شحذت فكري و قدحت شرار عقلي لآتي بما لم يأتي به الأوائل، و لأقدم غيض من فيض يخدم قبيلتنا العريقة و التي هي غرة في جبين التاريخ.
و كلي رجاء أن يجعل الله هذا العمل خالصا" لوجه الكريم نقيا" من الرياء و السمعة وان ينفع به. وكلي أمل أن ينال إعجابكم و يرضي ذائقتكم .
*************
المقدمة
قرون خلت و مضت و ما تزال
شامخة شموخ الجبال الراسيات، ذهبت أجيال تلو أجيال و ما زالت شاهد عيان تحكي قوة الرجال، تاريخ يسطر بماء الذهب و يكتب بالإبريز يروي لنا كفاح الأجداد.
حصون بني بحير تاريخ يروى، و حكاية من ألف ليلة و ليلة، كتبها أسلافنا بالعرق على ثرى بلادنا الغالية، كتبوها بدمائهم على جدار الزمن لنقرأها صباح مساء.
من خلال هذه النافذة سنسلط الضوء على هذا الإرث الحضاري علنا نستطيع أن نبعث بعض السنا الجميل لتاريخ مشرف.
فان أصبنا فمن الله ,و إن أخطأنا فمني ومن الشيطان.
**************
الباب الأول
جغرافية التاريخ
تمتد قبيلة بني بحير على رقعة واسعة من البلاد لا تضاهيها في ذلك الكثير من القبائل، بالإضافة إلى هذا الاتساع فأنها تسكن وادي قنونا أحد أشهر الأودية و أكثرها مياها" و خيرات، و قد اشتهر قنونا بكثرة النخيل وجودة التمور جعلت من تموره تضاهي تمور بيشة في الغزارة و الإنتاج و الجودة و المذاق.
لم تكن التمور هي الإنتاج الوحيد لبني بحير بل كانت تصدر جميع انواع الحبوب (دخن-ذرة-بياض-دقسة) ساعدها في ذلك وفرة المياه و جودة التربة. و نتاج لهذه الوفرة كان لزاما" أن يكون لهذه القبيلة حاضرة و سوق يجتمع فيه الناس من كل البلاد يتبادلون فيه منتوجاتهم من حبوب و أغنام و تمور و غيرها من مقومات الحياة فأنشئ سوق الربوع الذي استمد تسميته من يوم إقامته -على أشهر الروايات-.
كان سوق الربوع أكبر سوق في المنطقة ساعده فيه ذلك جغرافية بني بحير و كان يمثل قوى اقتصادية ضخمة في المنطقة جمعاء. و قد انعكست قوة السوق أيجاباً على سكان بني بحير من حيث الغنى و قوة التسلح.
و ما لا يخفى على الجميع هو الانفلات الأمني في عصر الأجداد قبل أن يقيض لنا الله الإمام عبد العزيز الملك المؤسس رحمه الله و أبناءه الملوك الأشاوس رحم الله ميتهم و أطال الله في عمر بقيتهم.
و نحن هنا نتحدث عن حقبة تمتد لأكثر من مائتي سنة. كثرت فيها الحروب و الغارات و المعارك و الوقعات. كان لا يحكم فيها إلا منطق القوة العسكرية. و نظرا" لكثرة الغارات بين القبائل فقد قامت القبائل بتحصين حدود قراها و التي تسمى (الطوارف) لأنها تقع على طرف الحد المتاخم لقبيلة أخرى.
يحد قبيلة بني بحير الكثير من القبائل:
الجنوب:بني حرب و بني عيسى
الشرق: قبائل شمران- العليان- بني منتشر
الشمال:قبيلة بني سهيم و غامد
الغرب:قبائل غامد
و من يلقي نظرة سريعة على بلاد بني بحير سيجد أن هذه الاتجاهات محصنة باستثناء الجهة الجنوبية و ذلك لسبب سنذكره لاحقا" بمشيئة الله.
**************
الباب الثاني
الحصن
في اللغة: كل موضع حصين لا يوصل إلى جوفه. جمعها حصون. و درع حصين و حصينة: محكمة.
الكثير منا شاهد الحصون و لكن القليل منا من دخلها و سبر غورها.
الحصن بناء مرتفع قد يصل ارتفاعه ما بين 15 الى 20 متراً.
و مساحته الداخلية 10 أمتار مربعة تقريبا"
يتكون عادة من 3 طوابق
له باب واحد فقط و يكون الباب مرتفعا" غالباً حيث لا تستطيع دخوله إلا عن طريق التسلق إما بسلم مثبت في الجدار الخارجي للحصن أو عن طريق أحد الصخور القريبة من الباب و التي تقوم بدور الجسر.
تكون قاعدة الحصن مبنية على صخرة كبيرة و تكون القاعدة أكبر من القمة لتوفير أساس قوي متين للحصن.
تبنى الحصون من الحجارة المقطوعة فقط دون الحاجة إلى الطين أو التبن أو جذوع الأشجار.
تزين بعض الحصون بحجر المرو في القمة مثل حصن موجح و غريّب و الفرع.
الطابق الأول يكون ذا ارتفاع منخفض و يعتبر كمدخل فقط.
الطوابق الأخرى تكون ذات ارتفاعات عالية و تكثر فيها الفتحات التي تسمى (الخلوف جمع خلف).
الخلف هو عبارة عن فتحة متوسطة الحجم يسهل رؤيتها و تمييزها من الداخل، صغيرة الحجم لا يمكن ملاحظتها من الخارج. يستخدمها حراس الحصن لتسديد الذخيرة منه.
و قد بنيت بهذه الطريقة حتى لا يرى العدو مصدر إطلاق النار فيتجنبه أو يصوب على الرامي فيقتله. و كل خلف من هذه الخلوف مجهز بحامل (حجر بارز) يقف عليه الرامي.
تنتشر الخلوف على الجهات الأربع للحصن و تكثر في الجهة المقابلة للمنفذ.
عدد الخلوف في حصن موجح على سبيل المثال42 خلف أكثرها يطل على المنفذ (الأسفلت الآن).
قد نجد جذع شجرة كبير يربط بين جهات الحصن الداخلية و ذلك لتسهيل عملية الانتقال من جهة لأخرى عن طريق المشي فوق هذا الجذع.
*************
الباب الثالث
البوابة الجنوبية
تمتد الجهة الجنوبية لقبيلة بني بحير لما بعد الحازمين،
و هذه الجهة هي المنفذ الوحيد الذي لا يوجد به حصون و السبب يعود في ذلك لمعرفة المغزى من بناء الحصون.
فالحصون تبنى لحماية الحاضرة و المناطق الزراعية الاقتصادية.
و مع أن وادي قنونا يمتد لما بعد الحازمين إلا أن المنطقة الزراعية تصل إلى ما بعد المرجبات بقليل.
و المسافة بين المرجبات و الحازمين جد طويلة و يقطنها الكثير من بني بحير، لذلك كان من غير المنطقي أن تبنى هناك حصون.لأن من يغزي من تلك الجهة سيتكلف جهد و عناء و مشقة قبل أن يصل إلى مبتغاه و أن تكلف هذا الجهد فسيواجه الكثير من القرى التي ستصد هجومه قبل الوصول إلى الحاضرة.
من هذا نعرف لماذا لا يوجد حصون في البوابة الجنوبية.
***************
الباب الرابع
البوابة الغربية
و هي على الحدود من قبيلة غامد. و نقطة التماس هي (العنك) التابعة لبني بحير، و قد دارت رحى الحرب حول هذه المنطقة عقود من الزمن، أظهرت كلا القبيلتين فيها ضروب من الشجاعة و قدمت فيها الفرسان البهاليل.
و قد عادت ملكية العنك لقبيلة بني بحير.
و لأن المنطقة الحدودية أصبحت منطقة خطرة كان لابد من بناء الحصون على الطوارف ( قرى حضرة) فبني حصن غزة
و حصن الجوفاء
و تشير مصادرنا إلى وجود حصن ثالث اندثر في (المربعة).
**************
الباب الخامس
البوابة الشرقية
و هي على الحدود من قبائل شمران-العليان-بني المنتشر
و هذه المنطقة هي الأكثر تحصينا" بوجود أكثر من نصف حصون بني بحير فيها إذ يوجد بها سبعة حصون من أصل إحدى عشر.
و هذا يعود لكثرة الحروب في هذه الجهة و ذلك بسبب قرب الحاضرة البحيرية من الحد الشرقي على عكس الحد الجنوبي البعيد (قنونا). و أيضاً لعدم وجود مصدّات طبيعية (جبال) على عكس الحد الغربي (حضرة) و الحد الشمالي (الفرع).
و من البديهي ان تحصن الحاضرة و العاصمة الاقتصادية لبني بحير.
ففي عرف الحروب أن سقوط العاصمة يعني سقوط البلاد. و العاصمة هنا هي سوق الربوع (الفائجة) لذلك تجد القرى الشرقية للفائجة محصنة تحصينا" قويا" منيعا" لأن سقوطها يعني سقوط العاصمة و بالتالي كل البلاد.
و قد دارت حروب طويلة في هذه المنطقة بين بني بحير و القبائل المجاورة التي كانت تسعى لاختراق الحد البحيري و الذي ظل صامداً متماسكاً أمام كل الهجمات. و دارت رحى الحرب طويلا" أظهرت فيها كل القبائل الشجاعة و قدمت فيها الفرسان الأشاوس.
فنجد حصن الصبة ـ غريّب
و الحصن الابيض في غريب
و حصن الريّام في قرية الريان.
*الريّام هو الاسم القديم لقرية الريان و ذلك لكثرة نبات الرايم فيه. كما قال لنا العم علي بن شاظي البالغ من العمر 130 سنة.
و حصن فاصل في قرية عفاس
و حصن عفاس في قرية عفاس
و حصن الوشعة في قرية الوشعة.
و حصن موجح بين عفاس و الوشعة.
الباب السادس
البوابة الشمالية
وهي على الحدود من قبيلة بني سهيم و غامد و دارت فيها معارك ضارية أظهرت فيها القبائل أصناف من الشجاعة و قدمت فيها الفرسان الغطاريف.
و لأن المنطقة حدودية و منطقة حرب كان لابد من بناء الحصون في الطوارف (قرى الفرع)
فبني حصن البعيرين في جلة الكاربة
و حصن الفرع قريبا" من الملحة.
شكر و تقدير
أتقدم بوافر الشكر و جزيل الامتنان لطاقم التصوير الذي ساعد في إخراج هذا العمل.
1-ظايف حجر أحمد القرني (عفاس-الريان-الوشعة)
2-حمود علي حمود القرني (حضرة)
3-عبد العزيز أحمد حامد الفحسي القرني (الفرع)
4-متعب أحمد سعيد القرني (الفرع)
5-علي حمدان صالح الحارثي (غريب)
*************
الخاتمة
اللهم لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضا.
هذا اجتهاد مني في تأريخ حصون بني بحير اعتمدت فيه على المنقول من روايات كبار السن و المعمرين الثقات في بني بحير والذين عاصروا تلك الحروب المسماه بـ(الجاهلية) وللأمانة العلمية فقد اختلفت بعض الروايات و تشعبت فهذبتها واخذت بأقربها للواقع و استبعدت ما يمس القبائل الأخرى لأن زمن الحروب و النعرات القبلية قد ولى ونعيش الآن في أمن وامان بهوية سعودية واحدة في ظل حكم آل سعود حفظهم الله و رعاهم و جعلهم ذخرا" لنا.
و هذا العمل هو عمل بشر معرض للنقص و الخطأ فإن أصبنا فبتوفيق من الله و إن أخطأنا فمنا ومن الشيطان.
و آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين.
الأربعاء 7 ربيع الأول 1430هـ
4 مارس 2009م
لشبكة منتديات بني بحير بلقرن
علي العاصمي
ــــــــــــــــ أبو عماد ـــــــــــــــ