التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها (آخر رد :الرهيب)       :: ✨ *برنامج آية وفائدة* ✨ (آخر رد :الرهيب)       :: دورة علمية في التجويد* (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " جابر علي احمد ال حسن البحيري"(سويد) ولم يحدد وقت ومكان الصلاة والدفن (آخر رد :abuzeed)       :: أثناء خروجك من البيت ستلقى صنفين من النساء (آخر رد :الرهيب)       :: هذا هو الرقم الموحد الذي دشنه أمس وزير الشؤون الإسلامية .. (آخر رد :الرهيب)       :: شرح مُبسط ومُختصر 🔷 مخارج الحروف 🔷 مخارج الحروف من أهم الأبواب في علم التجويد. ♦️ويجب على قارىء القرءان أن يتقن مخارج وصفات الحروف حتى لا يتغير مخرج الحرف وبالتالي يتغير مدلوله 🔷والمخرج هو: م (آخر رد :الرهيب)       :: الفتور في رمضان . (آخر رد :الرهيب)       :: دعاء القنوت جاهز ومرتب لصلاة التراويح والقيام (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: منصة وقفي (آخر رد :الرهيب)      



مواضيع التربية و التعليم يهتم بمواضيع التربية و التعليم اليومية

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾‏الحياة ميدان سباق إلى الله‏..سابقوا بالخيرات..‏سابقوا بالطاعات.    

إزالة الرماد عن لغة الضاد

إزالة الرماد عن لغة الضاد • إن اللغة العربية من أعرق وأثرى اللغات التي عرفَتها البشرية؛ فاللغة العربية هي لغة القرآن ولغة الصلاة، وبها دُوِّنَت الشعائر الدينية للمسلمين

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 06-20-2016, 01:17 PM   #1
 
الصورة الرمزية مناار
 

مناار سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي إزالة الرماد عن لغة الضاد

إزالة الرماد عن لغة الضاد



إن اللغة العربية من أعرق وأثرى اللغات التي عرفَتها البشرية؛ فاللغة العربية هي لغة القرآن ولغة الصلاة، وبها دُوِّنَت الشعائر الدينية للمسلمين ولغير المسلمين، وتُعد اللغة العربية من اللغات الرَّسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، ويتم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام.

ولقد سُمِّيَت اللغة العربية بـ (لغة الضاد)؛ وذلك لأن هذا الحرف (ض) لا يوجد في لغة أخرى سوى اللغة العربية، وأن أصحاب اللغات الأخرى يجدون صعوبةً في تعلُّمه وفي نطقه، ومَن لا يستقم لسانه بهذا الحرف، لا يستقم في قراءة القرآن، ولا في تذوُّق اللغة العربية وأدبها.

ولقد اعتنى العرب باللغة العربية قبل الإسلام عناية بالغة، وحفظوها من التغيير، فعدوا الخطأ فيها عيبًا يُعيَّر به الإنسان، ولقد كانوا يُعلنون عن بدائع شعرهم وخطبهم في أسواقهم المشهورة أيام مواسم الحج، فكان علمهم الحق هو أدب لغتهم، وهو علمهم العقلي الوحيد.

وبعد ظهور الإسلام استمرَّ هذا الاهتمام باللغة العربية وعلومها؛ فهبَّ اللغويون يجمعون اللغة ويدوِّنونها؛ خوفًا من تداخل الألسن واللهجات، فارتحلوا إلى البوادي التي لم يختلط أهلها بالأعاجم، وشافهوا الأعرابَ، ودوَّنوا عنهم اللغة.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع أعرابيًّا يَلحن[1] في كلامه، فقال: ((أرشِدوا أخاكم؛ فإنه قد ضلَّ))؛ أي: أخطأ.

قال الإمام الشافعي: "على كل مسلم أن يتعلَّم من لسان العرب ما بلغه جهده حتى يشهد به أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله تعالى، وينطِق بالذِّكر فيما افتُرِض عليه من التكبير، وأُمِر به من التسبيح والتشهُّد وغير ذلك، وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله لسان مَن ختم به نبوَّته، وأنزل به آخر كتبه، كان خيرًا له".

وفي العقود الماضية نجد أنَّ هناك إهمالًا ملحوظًا من أهل هذه اللغة في شأنها والحفاظ عليها، مما أدَّى إلى سيطرة لغات أخرى؛ فلقد أصبحت المناهج الدراسية باللغات الأجنبية، والمؤتمرات تُعقد باللغات الأجنبية، والوظائف تتطلَّب خبرة في اللغات الأجنبية، ولافتات الشَّركات تكتب باللغات الأجنبية، ويتهافت الناس على المنتجات ذات الماركات الأجنبية... إلخ.

وكل هذه المقدمات أدَّت إلى خروج جيل لا يعتزُّ بعروبته، ولا يجعلها له قِبلة، ولا يجعل الاستقرار في بلادها أملًا أو طموحًا، ومما زاد الطِّين بِلَّة أن أدَّى هذا الهوس بكلِّ ما هو أجنبي وهذا النهم في تعلُّم اللغات الأجنبية - إلى ظهور لغة بين الشباب يسمونها (فرانكو أراب) أو (عربيزي)؛ يدمجون فيها الحروفَ العربية مع الحروف الأجنبية؛ لتخرج لغة شبابيَّة جديدة يتواصلون بها، ويتفاهمون من خلالها، فكانوا مسخًا جديدًا، ما أنزل الله تعالى به من سُلطان، ولا عرفَت له البشريَّة مثيلًا.

وللتدليل على عظمة اللغة العربية ووجوب اعتزازنا بها دون سائر اللغات، يكفينا أن نعرف أنها لغة الإيجاز غير المخلِّ، والإطناب غير الممِل؛ فمثلًا سورة (الفاتحة) المكونة من 31 كلمة عند ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية بلغت أكثر من 70 كلمة؛ (كما ورد في تفسير معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية - الدكتور محمد محسن خان والدكتور محمد تقي الدين الهلالي).

لقد أخطأ من قال: إن (الإلياذة)[2] أطول قصيدة عرفها التاريخ؛ فإنَّه لا يعرف في الأمم من ينافس العرب في ذلك؛ فهذا محمد بن أحمد بن الربيع الشافعي المتوفى سنة 335 له قصيدة في أخبار العالم، ذكر فيها أخبارَ العالم وقصصَ الأنبياء وكتاب المزني وكتب الطب والفلسفة في ثلاثين ألفًا ومائة ألف بيت، وقبله بشر بن المعتمر الهلالي البغدادي المتوفى سنة 310 له قصيدة في أربعين ألف بيت، وللبشير الإبراهيمي قصيدة رجزية[3] في 36 ألف بيت نظمها في السجن.

أولًا: أهمية اللغة العربية في القرآن الكريم:
لقد نوَّهَت آيات عديدة في القرآن الكريم بأهمية اللغة العربية، نذكر منها:
قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2].
قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ [طه: 113].
قال تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 193 - 195].
قال تعالى: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28].
قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3].
قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3].

ثانيًا: القرآن عربي يُفْهم وفق قواعد اللغة العربيَّة:
لا ينبغي أن يُفْهم القرآن الكريم إلا وفق قواعد اللغة العربيَّة الصحيحة، فإذا أطحت بهذه القواعد، وأهملتها جانبًا، وألقيتها وراء ظهرك - فلست مؤهَّلًا أن تفهم كلام الله، طبعًا أنا لا أقول: إنَّ فهم قواعد اللغة العربيَّة وحده يكفي في فهم كلام الله، لكن فهم قواعد اللغة العربيَّة شرطٌ لازمٌ غير كافٍ؛ حيث إنَّ ظاهرة الإعراب ظاهرة تتفرَّد بها العربية عن غيرها من اللغات الأخرى، وهذه الظاهرة من أعظم النعم ومن أجمل خصائص العربية، رغم أن الكثيرين يعانون منها؛ فهي تجعلك تتحدَّث بأريحية كاملة، تُقدِّم وتؤخر الألفاظ كما تشاء يحوطك الإعراب بحمايته الكاملة، بعكس ما نجد في اللغات الأخرى[4].
يقول الشيخ حسن البنا رحمه الله: "والعرف الخاطئ لا يغيِّر حقائق الألفاظ الشرعية، بل يجب التأكُّد من حدود المعاني المقصود بها، والوقوف عندها، كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي في كل نواحي الدنيا والدِّين، فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء".
كما يقول أيضًا: "ولا نكفِّر مُسلمًا أقرَّ بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض - برأي أو بمعصية، إلَّا إن أقرَّ بكلمة الكفر، أو أنكر معلومًا من الدين بالضرورة، أو كذَّب صريح القرآن، أو فسَّره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملًا لا يحتمل تأويلًا غير الكفر".

ثالثًا: تعلم اللغة العربية فرض واجب:
إن فهم الكتاب والسنَّة فرض واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ أوضح مثل الوضوء، الوضوء فرض، مع أنَّ الوضوء ليس صلاة، لكن الصلاة التي هي فرض لا تتمُّ إلا بالوضوء، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا تتم السنَّة إلا به فهو سنة، كتب عمر الفاروق إلى أبي موسى الأشعري: "أما بعد، فتفقَّهوا في السنَّة، وتفقهوا في اللغة العربية، وأعربوا القرآن؛ فإنه عربي".
مثال: الإنسان إذا قرأ قولَه تعالى على هذا الشكل: (إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ)، الله هو الذي يَخشى العلماء؟ بطلَت صلاته بحرَكة واحدة: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]، فأحيانًا حرَكة واحدة قد تُفسِد صلاتك[5].

يتبع ---






Y.hgm hgvlh] uk gym hgqh] guf




مناار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2016, 01:18 PM   #2
 
الصورة الرمزية مناار
 

مناار سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: إزالة الرماد عن لغة الضاد

رابعًا: فقه العربيَّة هو الطريق إلى فقه أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم:

كتَب سيدنا عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: "أما بعد، تفقَّهوا في السنَّة، وتفقَّهوا في العربية، وأعربوا القرآن؛ فإنه عربي".
فقه العربية هو الطَّريق إلى فِقه أقواله صلى الله عليه وسلم، وفقه أقواله هو الطريق إلى فقه أفعاله، إذًا: "تعلَّموا العربية؛ فإنها من الدِّين".
يقول الإمام الزمخشري في بيان فضل العربية: لا غناء لعلم من علوم الشريعة عنها.

خامسًا: أقوال أعلام الأمة عن اللغة العربية:
هناك العديد من العبارات والأقوال المأثورة عن أعلام المسلمين في شأن اللغة العربية والتواصي بالاهتمام بها، نذكر منها:
قال الفاروق عمر رضي الله عنه: "تعلَّموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة، وتعلموا العربية؛ فإنها من الدين".
قال شعبة: "تعلَّموا العربية؛ فإنها تزيد في العقل".
قال عبدالملك بن مروان: "أصلِحوا ألسنتكم؛ فإن المرء تنوبُه النَّائبة فيستعير الثوب والدابة، ولا يمكنه أن يستعير اللسان، وجمال الرجل فصاحته".
قال الثعالبي: "مَن أحبَّ الله أحبَّ رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ النبي العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب".
وقال أحد العلماء: "إنَّ الله لما أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مُبلغًا عنه الكتاب والحكمة بلِسان عربي، ولم يكن من سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، فصارت معرفته من الدين".

سادسًا: شهادات غربية في حق اللغة العربية:
كما يقولون: "الحق هو ما شهد به الأعداء"، فأعداء اللغة العربيَّة والعروبة لم يجدوا بُدًّا من النطق بالحقِّ الجلي الواضح وضوح الشمس في كبد السماء في حق اللغة العربية.
قال إرنست رينان في كتابه (تاريخ اللغات السامية): "تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكَثرة مفرداتها، ورقَّة معانيها، وحسن نظامها، ظهرت كاملة من غير تدرُّج".
ومدح المطران يوسف داود الموصلي اللغة العربية قائلًا: "أقرب سائر لغات الدنيا إلى قواعد المنطق، عباراتها سلسة طبيعية".
وفي حديث للمستشرق ماسينون عام 1949 تحدَّث عن تركيب اللغات المختلفة، فأوضح أنَّ العربية تَفضل العبرية والسريانية؛ لقدرتها على الجمع بين خصائص السامية، والميزات الخاصَّة التي تتمثَّل في سعة مدارجها الصوتيَّة من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين، ممَّا أدَّى إلى انسجام صوتي مع توازن وثَبات، بالإضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها، ولكلِّ صوت من اللغة العربية صِفة ومخرج، وإيحاء ودلالة، ومعنى داخل، وإشعاع وصدًى وإيقاع.
يقول أحد المستشرقين: ليس على وجه الأرض لغة لها من الرَّوعة والعظمة ما للغة العربية، ولكن ليس على وجه الأرض أمَّة تَسعى بوعيٍ أو بلا وعي لتدمير لغتها كالأمة العربية.
سابعًا: فصاحة وتراث وبلاغة ونوادر من تراث اللغة العربية:
قال الشريف الجُرجاني في كتاب التعريفات: الفصاحة في اللغة عبارة عن الإبانة والظهور، وهي في المفرد: خلوصه من تنافر الحروف والغرابة ومخالفة القياس، وفي الكلام: خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات مع فصاحتها.

أ) فصاحة أعرابي: إن اللغة العربية على مَرِّ العصور زاخرة بالمواقف وثريَّة بالقصص، التي إن دلَّت على شيء فإنَّما تدلُّ على أن هذه اللغة مَعينها لا ينضب، وعطاؤها لا ينتهي، قال الأصمعي: كنتُ أقرأ: (والسَّارق والسَّارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالًا من الله والله غفورٌ رحيمٌ)، وكان بجانبي أعرابي فقال: كلام مَن هذا؟ فقلت: كلام الله، قال: أعِد، فأعدتُ، فقال: ليس هذا كلام الله، فانتبهتُ فقرأت: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38]، فقال: أصبتَ، فقلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، قلت: فمِن أين علمتَ؟ فقال: يا هذا، عَزَّ فحكَم فقطع، ولو غفَر ورحم لما قطع.

ب) فصاحة امرأة، وفطنة خليفة:
يقال: دخلتِ امرأةٌ على خليفة البلاد، وعنده جماعةٌ من وجوه أصحابه، فقالت: أقرَّ اللهُ عينك، وفرَّحك بما آتاك، وأتمَّ سعدَك؛ لقدْ حكمتَ فقسطتَ.
فقال لها: مَنْ تكونينَ أيتها المرأةُ؟
فقالت: مِن آلِ بَرْمك؛ مِمَّن قتلتَ رجالَهم، وأخذتَ أموالَهم، وسلبتَ نوالَهم.
فقالَ: أما الرِّجالُ، فقد مضى أمرُ الله فيهم، وأمَّا المالُ، فمَردودٌ إليكِ، ثم التفتَ إلى أصحابه سائلًا: أتدرون ما قالتِ المرأةُ؟
فقالوا: ما نراها قالت إلا خيرًا.

فقال: ما أظنُّكم فهمتم ذلكَ؛ أمَّا قولها: "أقرَّ اللهُ عينَك"؛ أي: أسكَنها عن الحركةِ، وإذا سكنَتِ العينُ عن الحركة عَمِيَت، وأمَّا قولُها: "فرَّحَكَ اللهُ بما آتاكَ"، فأخذتْه من قولِه تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44]، وأمَّا قولُها: "أتمَّ سعدَكَ" فأخذتْه من قول الشاعر:
إذا تمَّ شيءٌ بدا نقصُهُ ♦♦♦ ترقَّبْ زوالًا إذا قيلَ: تمّْ
وأمَّا قولُها: "لقد حكمتَ فقسطتَ"، فأخذتْه من قولِه تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴾ [الجن: 15]، فتعجَّب أصحابُه من فِطْنَتِه وفصاحةِ المرأة[6].

ومن فنون الأدب عندهم...

(اختيار اللفظ المناسب)
حتى قالوا : لكل مقام مقال .
فيقال؛:
للمريض معافى
وللأعمى بصير
وللأعور كريم العين،


وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران

فسأل وزيره الفضل بن الربيع:
ما هذه ..؟
فأجابه الوزير:
عروق الرماح يا أمير المؤمنين


أتدرون لماذا لم يقل له إنها الخيزران … ؟
لأن أم هارون الرشيد كان اسمها (الخيزران)
فالوزير يعرف من يخاطب فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة ..
و سأل أحد الخلفاء
إبنه من باب الاختبار


ما جمع مسواك ..؟
فأجابه ولده بالأدب الرفيع
(ضد محاسنك يا أمير المؤمنين) …
فلم يقل الولد (مساويك) لأن الأدب قوّم لسانه وحلّى طباعه …
ولما سئل العباس رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين..
أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب العباس قائلا":
(هو أكبر مني .. و لكني ولدت قبله عليه الصلاة والسلام) ...
ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام …
فعلينا أن نعير اهتمامنا لهذا الجانب من الخلق والأدب في الإجابة
حتى نضمن جيلاً "راقياً" في فنون الإجابة …
قال ابن القيم رحمه الله …
من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به، ومن رحمهم رحمه،
ومن أحسن إليهم أحسن إليه الله .


ج) من تراث اللغة العربية: امرأة تبطل كيد الحجاج:
تزوَّج الحجاج بن يوسف الثقفي من امرأة اسمها هند رغمًا عنها وعن أبيها، وذات مرَّة وبعد مرور سنة على زواجهما جلسَت هند أمام المرآة تترنم بهذين البيتين:
وما هند إلَّا مُهرة عربيَّة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سليلة أفراس تجلَّلها بَغلُ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فإن ولدَت مهرًا فلله درُّها نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وإن ولدَت بغلًا فجاء به البَغلُ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



فسمعها الحجَّاج فغضب، فذهب إلى خادمه وقال له: اذهب إليها وبلِّغها أني طلقتها في كلمتين فقط، لو زدتَ ثالثةً قطعتُ لسانك، وأعطها هذه العشرين ألف دينار، فذهب إليها الخادم فقال لها: كنتِ.. فبِنتِ! كنتِ؛ يعني: كنتِ زوجتَه، فبِنتِ؛ يعني: أصبحتِ طليقته، ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت: كنَّا فما فرحنا.. فبِنا فما حَزنَّا! وقالت: خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبُشرى التي جئتَ بها!

وقيل: إنَّها بعد طلاقها من الحجَّاج لم يجرؤ أحد على خطبتها، وهي لم تقبل من هو أقل من الحجَّاج، فأغرَت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها وامتدحوا جمالَها عند عبدالملك بن مروان، فأُعجب بها وطلب الزواجَ منها، وأرسل إلى عامِلِه على الحجاز ليخبرها له؛ أي: يصفها له، فأرسل له يقول: إنَّها لا عيب فيها، فلما خطبها كتبَت له وقالت له: إن الإناء قد ولَغ فيه الكلب، فأرسل لها: اغسليه سبعًا إحداهنَّ بالتراب ووافقَت، وبعثت إليه برسالة أخرى تقول: أوافق بشرط أن لا يَسوق بعيري من مكاني هذا إليك في بغداد إلَّا الحجَّاج نفسه! فوافق الخليفة، وأمر الحجَّاج بذلك.

فبينما الحجَّاج يَسوق الرَّاحلةَ إذا بها توقع من يدها دينارًا متعمِّدة ذلك، فقالت للحجاج: يا غلام، لقد وقع منِّي درهم فأعطنيه، فأخذه الحجاج فقال لها: إنه دينار وليس درهمًا! فنظرَت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارًا، ففهمها الحجَّاج وأسرَّها في نفسه؛ أي: إنها تزوَّجَت خيرًا منه...

وعند وصولهم تأخَّر الحجاج في الإسطبل والناس يتجهَّزون للوليمة، فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره، فردَّ عليه: ربَّتني أمي على أن لا آكل فضلات الرِّجال! ففهم الخليفة، وأمر أن تدخل زوجته بأحَد القصور ولم يقربها، إلَّا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر، فعلمَت هي بسبب عدم دخوله عليها، فاحتالت لذلك وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه؛ لأنَّها أرسلَت إليه أنها بحاجة له في أمر، فتعمَّدَت قطعَ عقد اللؤلؤ عند دخوله، ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآلئ، فلمَّا رآها عبدالملك أثارَته روعتها وحسن جمالها، وتندَّم لعدم دخوله بها لكلمة الحجاج تلك، فقالت: وهي تنظم حبات اللؤلؤ: سبحان الله! فقال عبدالملك مستفهمًا: لم تسبِّحين الله؟! فقالت: إن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك، قال: نعم، قالت: ولكن شاءت حِكمته ألَّا يستطيع ثقبه إلَّا الغجر، فقال متهللًا: نعم واللهِ صدقتِ، وفهم قصدَها وقال: قبَّح الله مَن لامني فيكِ، ودخل بها من يومه هذا؛ فغلب كيدُها كيدَ الحجَّاج[7].

د) بلاغة شعر الإمام علي رضي الله عنه:
هذه أبيات من الشِّعر، لكن فيها العجب العجاب، وفيها احتراف وصناعة للشِّعر للإمام علي رضي الله عنه يقول فيها:
أَلومُ صَديقي وهذا مُحال
صديقي أحبُّ كلام يُقال
وهذا كلامٌ بَليغ الجَمال
محالٌ يُقال: الجمالُ خيال

إنَّ الغريب في هذه الأبيات أنك تستطيع قراءتها أفقيًّا ورأسيًّا!

هـ - من نوادر الشعر واللغة العربية:
لغتنا العربيَّة لغة مَليئة بالمعاني والمفردات التي لا تضاهيها لغة في العالم أجمَع! واستطاع علماء اللغة وشعراؤها المخضرمون أن يطوِّعوا هذه اللغة ويستخرجوا منها الكثيرَ من النصوص فيها من البلاغة والفصاحة والجمال ما لا يضاهيها في أيِّ لغة في العالم، لكن أيضًا كان هناك العديد من النصوص النوادر التي لا يمكن أن تتكرَّر!

من نوادر الجاحظ:سأل الجاحظ ورَّاقًا عن حاله، فأجاب: عيشي أضيق من محبرة، وجسمي أدقُّ من مسطرة، وجاهي أرقُّ من الزجاج، ووجهي عند الناس أشد سوادًا من الحبر بالزاج[8]، وحظِّي أخفى من شقِّ القلم، وجسمي أضعف من قصبة، وطعامي أمض[9] من الحبر، وشرابي أمر من العفص[10]، وسوء الحال ألزم بي من الصمغ.

فقال الجاحظ: لقد عبَّرتَ ببلاءٍ عن بلاء.

شِعرٌ قُلعت عيناه فأبصر:كان للرشيد جاريهٌ سوداء، اسمها خالصة، ومرة دخل أبو نُوَاس على الرشيد، ومَدَحَه بأَبْيَاتٍ بَليغةٍ، وكانت الجاريةُ جالسةً عنده، وعليها من الجواهر والدرَر ما يُذْهِلُ الأبْصارَ، فلمْ يلتفِت الرشيدُ إليه، فغضِب أبو النُّواسِ، وكتب لدى خُرُوجه، على باب الرشيدِ:
لقدْ ضاعَ شِعري على بابكمْ ♦♦♦ كما ضاعَ درٌّ على خالِصهْ
ولما وصَل الخبرُ إلى الرشيد، حَنِقَ وأرسل في طلَبه، وعند دُخوله مِن الباب محا تجويفَ العين مِن لَفظتَي (ضاعَ) فأصبحت (ضاءَ)، ثم مَثُلَ أمام الرشيدِ، فقال له: ماذا كتبتَ على الباب؟ فقال:
لقد ضاءَ شِعْري على بابِكُم ♦♦♦ كَما ضاءَ دُرٌّ على خالِصَهْ
فأُعْجِبَ الرَّشيدُ بذلك وأجازه، فقال أحدُ الحاضرين: هذا شعرٌ قُلِعَت عَيْنَاه فَأبْصَرَ[11].

ثامنًا: بعض المقترحات للاهتمام باللغة العربية:
إنَّ العلاج يجب أن يَبدأ من البيت منذ نعومة أظفار الطفل، ويبدأ كذلك من المدرسة؛ حيث يتم تَلقين الطِّفل اللغة العربية تلقينًا صحيحًا، دقيقًا من متخصصين يَعشقون اللغة العربية، ومن هنا يمكن أن ندرِك الدور الكبير للبيت والمدرسة معًا في سبيل معالجة هذه الآفَة التي تنهش جسدَ اللغة العربية، ومن مقترحات العلاج أيضًا:
1- يجب الاهتمام بالمناهج التربوية التي تهدف إلى النهوض باللغة العربية، والعمل على تَبسيط قواعد اللغة، والتدرُّج في تعليمها بأسلوب شائق وجذَّاب، يركز على الحدِّ الأدنى على الأقل؛ وهو تقويم اللِّسان، وفهم القَدر الكافي من قواعد اللغة التي تمكِّن من فهم الدين.

2- الاهتمام بتدريب المعلِّمين في كافَّة التخصُّصات على الاهتمام باللغة العربية وفهم قواعدها، التي من شأنها تقويم اللسان وفهم الدين.

3- الاهتمام بتقنيات التعليم الحديثة في تدريس اللغة العربية، وتدريب المعلِّم على ذلك قبل تَعيينه، واعتبار ذلك ضمن مسوغات التعيين.

4- الاهتمام باللغة العربية الفصحى في الوسائل المسموعة والمقروءة التي من شأنها مخاطبة المواطنين والابتعاد عن اللهجات العامية.

5- اهتمام الجامعات بتدريس اللغة العربية، والعمل على تَعريب المناهج، مع الاستعانة بمَجامع اللغة العربية للتدقيق ومراجعة المصطلحات الجديدة على اللغة.

هذه بعض المقترحات، ومن المؤكَّد أن هناك غيرها الكثير والكثير، ولكننا لا بد وأن نَضع أقدامَنا على بداية الطريق؛ فمَن سار على الدَّرب وصَل.

وختامًا: هل آن لنا الأوان بعد مَعرفتنا بهذه القشور الرَّقيقة عن لغتنا العتيقة أن نزيل الرَّماد عن لغة الضَّاد؟ نزيل الرماد لترجع لسابِق عهدها وسموِّ مكانتها التي تليق بكونها لغة القرآن الكريم.
اللهمَّ احفظ لغتَنا، واحفظ القائمين على شؤونها، وفقِّهنا في علومها، وأطلق ألسنتنا بفصيحها.

[1] يلحن: ألْحَنَ الخَطِيبُ فِي كَلامه: أَخْطَأَ، ارْتَكَب أخْطَاء لُغَوِيَّةً أوْ نَحْوِيَّة.

[2] الإلياذة: ملحمة شعرية تحكي قصَّة حرب طروادة، وتعتبر مع الأوديسا أهم ملحمة شعرية إغريقية للشاعر الأعمى هوميروس، المشكوك في وجوده، أو أنه شخص واحد الذي كتب الملحمة، وتاريخ الملحمة يعود إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد؛ وهي عبارة عن نَصٍّ شِعري، ويقال: إنَّه كتبها مع ملحمته الأوديسا، وقد جُمعَت أشعارها عام 700 ق. م، بعد مائة عام من وفاته.

[3] قصيدة رجزية: بَحْرٌ مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ، وَيُسَمَّى حِمار الشُّعراء؛ لسهولة النَّظم فيه، وبه تُنظم المنظومات التعليمية، ووزنه:
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ♦♦♦ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ

[4] "تفسير النابلسي"؛ الدكتور/ محمد راتب النابلسي (بتصرف).

[5] نفس المصدر السابق.

[6] "ثمرات الأوراق"؛ ابن حجة الحموي.

[7] شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية: كيد النساء.

[8] الزاج: الخارصين - كبريتات النحاس.

[9] أمض: أوجع وأشد ألمًا - أكثر صعوبة.

[10] العفص: ثمر شجَرَة البَلُّوط؛ وهو دواءٌ قابِضٌ مجفِّفٌ، وربَّما اتَّخَذوا منه حِبْرًا أَو صبْغًا.

[11] "خزانة الأدب وغاية الأرب"؛ ابن حجة الحموي (ج 1، ص 250).







مناار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2016, 04:27 PM   #3
افتراضي رد: إزالة الرماد عن لغة الضاد

مشكوره والله يعطيك العافيه
ومجهودات تشكرين عليها
لك مني كل الشكر والتقدير



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إزالة الشعر بالليزر سماح ابو سيف 2 فراشات بحيريه 1 07-30-2014 06:34 PM
:: الضغوط النفسيه .. جرح تحت الرماد.. ابومرام المواضيع العامة 9 04-20-2011 10:27 PM
هو : ذر الرماد في العيون وحول أنظار الناس عن هدفك الحقيقي الوزير المواضيع العامة 5 12-01-2009 10:52 PM
بدء إزالة 148 عقارا في مكة المكرمة اليوم abuzeed المواضيع الاقتصادية 0 01-31-2009 10:36 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 02:11 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75