منتديات بني بحير بلقرن - عادات الزواج في تهامة بني بحير بلقرن::::: قديما بين البساطة وعفوية المشاركة

عادات الزواج في تهامة بلقرن قديما بين البساطة وعفوية المشاركة
زيجات الزمن الماضي تنتهي عقب صلاة المغرب
الرياض: حسنة القرني
تختلف عادات وتقاليد الزواج المتبعة في السعودية بين منطقة وأخرى وبالرغم من الاختلاف الحاصل في التقاليد المتبعة لإتمام الزواج إلا انها بمجملها تصب في قناة واحدة هي فرحة الأهل بزواج ابنهم أو ابنتهم وفقا لقوانين اجتماعية متوارثة تكسبها صفة الشرعية والرضا على هذا الزواج من قبل الأهل والأقارب.

كما أن الاختلاف يحدث أن يكون في المنطقة الواحدة، ففي المنطقة الجنوبية ـ على سبيل المثال ـ تختلف تقاليد الخطبة وفترتها من قبيلة لأخرى كما تختلف العادات والتقاليد المتبعة لإتمام الزواج أيضا. تتذكر ذلك الجدة فاطمة القرني وهي تقول «لم نكن قبل خمسين عاما بمعزل عن الرجال. لقد كان يراني الرجل وأنا أقوم بالرعي أو الزراعة فإذا ما أعجبته تقدم لخطبتي من أهلي فإذا ما وافق الأهل على الرجل أرسلوا في طلبه وأخبروه أمام أهله بشرط عروسه سواء كان مالا أو مدة تقضيها في بيت أهلها بعد الزواج، فإذا لم يكن لها شيء من ذلك فيكتفي الأهل بالاتفاق معه وأهله على تفاصيل الزواج والتي غالبا كانت تتضمن مهر العروس وجهازها وهو عبارة عن عدد من الصحاف (أواني التقديم) التي يحضرها الزوج لزوجته مع بعض القعائد (سرائر) يتبع ذلك إقامة الزواج والذي كان يقام بالنهار وكانت والدة العروس تقوم بكسوة النساء الحاضرات جميعا بمصانف (نوع من أنواع القماش) أو ما تراه مناسبا·وينتهي بعد المغرب بقليل وذلك بـالسيرة وهي زفة تنقل بها المرأة من بيت أهلها إلى بيت زوجها على أصوات الزير وقصائد الشاعرات وغطاريف النساء ولو كان ذلك من قرية إلى أخرى بعدت المسافة أم قصرت وتستدرك قائلة «أما الآن وما يقارب العشرين سنة أو أكثر بقليل فقد أصبحت الأم من تختار لولدها الزوجة المناسبة بمساعدة العمات أو الخالات أو حتى أخوات العريس وبعد أن يستقروا على رأي يذهبوا لخطبتها، يتبع ذلك طلب مهلة للرد من أهل العروس فإذا كان الجواب إيجابيا حضر العريس مع أمه وأبيه لرؤية العروس ونحن في قبائل تهامة بلقرن لا نضع لذلك احتفالا في حين ان بعض القبائل الجنوبية الأخرى تجعل لذلك احتفالية خاصة، كما أن العريس عندهم يدفع مبلغا لتلك النظرة تصل عند قبائل جيزان مثلا إلى خمسة آلاف ريال».
وتواصل حديثها «وقبل يوم العرس بيوم تضع العروس الحناء والذي لا يكون له أي احتفالية أيضا في قبيلتنا حتى هذا الوقت فلا يوم خاصا بالحناء نحتفل به وإن احتفلت به بعض القبائل الأخرى من منطقتنا الجنوبية أو من أي بقعة أخرى في السعودية ثم يأتي يوم العرس الذي أصبح يقام ليلا عوضا عن النهار بمظاهره المختلفة باستثناء السيرة فتكاد تكون معدومة الآن في القرى أما في الزيجات التي تقام في المدن فلا وجود الآن لهذا التقليد لديهم، كما أن الكسوة التي تقدمها والدة العروس لمعازيمها من النساء تغيرت فقد أصبحت عباءات وشيئا فشيئا حتى أصبحت الآن عبارة عن أشياء رمزية يعدها من توليه العروس ووالدتها هذه المهمة كمحل خاص يقوم بإعدادها بمقابل يدفع «وتعود لتؤكد بأن المدعوات كن يقمن بالطرح للعروس ووالدتها وأحيانا لأم العريس أيضا وذلك بمبلغ مالي كان سابقا لا يتكلف بدفعه أما الآن فأصبح يصل لخمسمائة ريال إذا قدم». على الجانب الآخر أكد عبد الله القرني «ان مظاهر الاحتفالية بالزواج الآن لدى الرجال لا تختلف عن الماضي فهي مقتصرة على العرضة قديما وحديثا، أما من حيث العادات والتقاليد في إتمام الزواج فإن العادة جرت أن تكون تكاليف الملكة على والد العروس بينما تكون تكاليف ليلة الزواج على العريس إذ أن العريس في تلك الليلة عادة ما يستلفي وهذه تعني بأنه سيأخذ ما جرت به العادة من معونة أو قطة جماعية في هذه الليلة وليس في ليلة أخرى والتي تصل إلى خمسمائة ريال أحيانا من الفرد الواحد مراعاة للعريس ووقفا معه وإن كان في عرف القبيلة أن المائتين تكفي».

وعن ما يقدم في حفلات الزواج أكد القرني «يقدم للمعازيم من جانب أهل العروس بعد حضورهم للفرح بساعة أو ساعتين تقريبا العيش وهو عبارة عن أكلة شعبية تصنع من دقيق الدخن وتقوم بصنعه أم العروس وقريباتها بعد الظهر من نفس اليوم وكعرف يصنع من 8 إلى 10 صحاف كبيرة ويضاف عليه السمن قبل التقديم على أن تقسم الصحاف إلى قسمين متساويين، قسم لضيافة الرجال وأخرى لضيافة النساء وهذه العادة لا تزال جارية حتى اليوم ويقدم العشاء بعد ذلك بوقت متأخر نسبيا وهو عبارة عن كبسة اللحم والأرز كما هو معروف في سائر مناطق المملكة».

جريدة الشرق الاوسط في 27/12/1427