منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/index.php)
-   منتدى بني بحير بلقرن للقصص والروايات (http://www.binybohair.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   قصة شاب من الجزائر (http://www.binybohair.com/vb/showthread.php?t=2508)

م ح البحيري 03-10-2009 12:03 AM

قصة شاب من الجزائر
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد
أستهواني هذا القسم من فروع منتدانا الحبيب .. ولذلك أحببت أن أشارك إخواني المبدعين . بشيء يسير لعل الله أن يجعل فيه العبرة والفائدة .
أسرد لكم أيها الأحباب في هذا المقال قصة قصيرة عجيبة .. عشت مراحلها حتى آخر لحظة متعجباً من تيسير الله تعالى لإوليائه وصدق الله تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
هذه القصة أحبابي في الله .. حدثت لشاب جزائري قبل خمس سنوات .. كان هذا الشاب يعيش في مكة المكرمة ليس له هم إلا طلب العلم في الحرم المكي وبقية بيوت الله تعالى في بلد الله الحرام ينتقل من روضة لروضة ومن مكان لمكان .. هذا الشاب ليس له منزل وليس له دخل ثابت بل ليس له إقامة رسمية .. إنما قدم المملكة على ما يبدو كمعتمر واستمر على هذا الحال ..
قدر الله تعالى على هذا الشاب أن يصاب بمرض الفشل الكلوي . أجارنا الله وإياكم والمسلمين .. وكانت أول عناية لله تعالى بهذا الشاب . أن يسر الله له . غسيل " دليزة " في مركز خيري بمكة المكرمة .. تعجبت عندما عرفت ذلك كيف قبل في المركز بدون إقامة .. لكنها قدرة الله تعالى ..
كل ما سبق إخواني في الله كان مقدمة للقصة الحقيقية التي سأخبركم بها في السطور القادمة عن هذا الشاب ..
وما حدث له من كرامات " كما أظنها " بفضل الله تعالى ..
أبدأ القصة .. فأقول :
سافرت من الديرة إلى مدينة جدة قبل ما يقارب خمس سنوات على ما أظن لقضاء بعض الأشغال وأثناء تواجدي في جدة .. تواعدت مع أحد أصدقائي على أن نتعشَ مع بعض .. وعندما قابلته .. دعاني لمصاحبته اليوم التالي إلى مكة لزيارة شاب جزائري تعرف عليه في الحرم
قلت لصحابي : ما أمره ؟
قال لي صاحبي : إنه مصاب بالفشل وهو يغسل كل يومين في مركز فقيه التجاري الخيري .. وقد أتصلت عليه والدته .. من الجزائر لأن يحضر إليها حالاً لشوقها إليه . ولأنها تمر بوعكة صحية .
في اليوم التالي انطلقت أنا وصاحبي وشخص آخر ولم نخطئ مركز فقيه التجاري .. وفي الدور الثاني على ما أظن دخلنا لنجد شاباً يشع نور وجهه بالإيمان ..
سبحان الله .. كان بشوشاً ضحوكاً .. رغم ظروفه الصعبة .. أخبرنا أنه سيسافر بعد إثنا عشر ساعة .. كنت أتمنى لو أني عرفته من زمان .. كنا نريد أن نساعده بما نقدر عليه . وخشينا من إحراجه .. لكننا تجرأنا ووضعنا مبلغاً متواضعاً من المال في ظرف ووضعناه في جيبه على أنه يرفض ذلك ..
وبحرقة داخلية .. وحزن شديد على ما سيناله هذا الشاب من التعب سألته . هل تحتاج شيئاً ؟ قال لي : إن كان ولا بد فأحضر لي كتاباً عن فقه أحد المذاهب على ما أذكر .
أحضرنا له الكتاب وبدأنا نناقشه في قضية السفر .. كيف تسافر , وأنت بهذا الوضع .. وكيف ستجد علاجاً في الجزائر .. وكانت حينها تلتهب ناراً أثر الإعتداءات والمذابح التي كانت تحصل في شتى أرجائها ..
كان يردد كلمة واحدة فقط .. يقول : ييسر الله الأمر ..
أخبرني صديقي أنه دائماً .. يرددها .
ذهبنا معه إلى غرفة صغيرة في أحد أحياء مكة المكتظة بالسكان . وقد وهبها له إمام أحد المساجد . إذ هي مخزن للمسجد أو غرفة للإمام أو ما شابه ذلك .. عندما وصلنا للغرفة .. دخلنا فلم أر فيها إلا فراشاً صغيراً .. وجهاز تسجيل وبعض الأشرطة .. ومجموعة من الكتب .. سألت صديقي : من أين له الكتب وهو لا يملك عملاً بل لا يستطيع أن يعمل أصلاً لظروفه الصحية .. فقال لي صديقي : كلما سألته عن معيشته أو سكنه أو شراء كتبه .. يقول لي : ييسر الله .
جلسنا معه في الغرفة وجلس معنا أربعة أبناء أتوا من البيت المجاور .. من أصل أفغاني .. أبوهم مسجون في قضية مخدرات ..
كان هؤلاء الأبناء يحضرون دائماً لزيارة هذا الشاب الجزائري ويبدو أنه كان يهتم بتربيتهم .. لأنه على ما أذكر أتى أصغرهم يسلم علينا فبدأ بالمجلس من اليسار فجذبه الشاب الجزائري بقوة
قال له صديقي اتركه ,, فإنه صغير .. رد الشاب الجزائري , لمتى يبقى صغيراً ..
المهم بدأ يحكي لنا خطة سيره ..
أنه سيذهب في صباح اليوم الثاني إلى جدة .. وهناك ييسرها الله كما يقول ..
كنا نظن أن الأمر صعباً .. بل هو صعباً بالفعل ... رجل ليس له إقامة .. ومضى على إقامته في مكة ثلاث سنوات على هذا الحال .. ويحتاج إلى غسيل كل يومين .. كيف يستطيع أن يسافر في الطيارة ..
اتصلت على أحد الإخوة في جدة .. أتشفع إليه ..
طلب مني أن امهله ساعة يسأل من يعرف ويتشفع عند من يجعله الله سبباً لتيسير أمر هذا الشاب الجزائري
بعد ساعة اتصل علي .. وأخبرني أن الأمر صعب جداً ولا يمكن أن يسافر على متن الخطوط السعودية وهو مجهول .. ولا بد أن يسلم للترحيل .. وفي الترحيل يبقى أياماً على ما تنتهي أجراءات تسفيره إلى بلده .. بل يجب عليه دفع غرامة مالية تقدر على ما أذكر بنحو ألفين أو ثلاثة آلاف تقريباً
حاولت أن أشرح وضع الرجل وأنه مريض بالفشل .. فأخبرني زميلي في جدة أن هذا هو النظام
حقيقة . أننا تخوفنا .. من الأمر .. الشاب من الجزائر .. والجزائر معروف عنها أنها موطن للخوارج الذين يقتلون المسلمين بحجة أنهم كفار .. وكانت أزمة الإرهاب في بلادنا آنذاك في ذروتها ..
تشاورت أنا وصديقي في الأمر .. ماذا نفعل ..
لكننا وقفنا حائرين . ليس بأيدينا شيء ..
قلت لكم هذا الشاب عجيب .. قرأ في وجوهنا الحيرة والحرج .. فما كان منه إلا أن اعتذر منا أنه سبب لنا الحرج ,, وكنا والله نحن في أشد الحرج منه لأننا ما استطعنا أن نقدم له شيئاً
كان يخبرنا أنه لا يريد أن يسبب لنا ضرراً .. وأخبرنا أن أمره بيد الله ليس بأيدينا .. وأصر على أن نذهب في أشغالنا .. وأن الله سييسر أمره .. كان يتكلم بلغة الواثق بالله ..
عندما أصر علينا .. ذهبنا من هناك بعد أن ودعناه والحزن يقتلنا على فراق هذا الشاب العظيم .. وعلى وضعه الصعب ..
انطلقنا إلى مدينة جدة .. وبدأنا نتواصل معه في اليوم الثاني بالجوال ..
آخر أخبار ذلك الشاب .. أنه وصل المطار متعباً منهكاً .. محتاجاً لغسيل الكلية في مساء اليوم الثاني .. فانطرح في مصلى المطار، وجلس فيه ..
وبعد ساعات انقطع الإتصال بالشاب .. ولم يعد يرد علينا .. جلسنا على هذا الحال .. إلى اليوم الثاني .. نتصل دون نتيجة وفي مساء اليوم الثاني .. كانت المفاجأة .
رد علينا ذلك الشاب واعتذر إلينا عن عدم الرد علينا لأن جواله قد انتهى شحنه ... وأخبرنا الخبر الذي كدنا أن نطير من شدة الفرح له ..
قال لنا أنه عندما اشتد عليه الحال في مصلى المطار قدر الله له أن يجد من يساعده حتى أوصله للجوازات .. وأخبرهم بخبره .. وأسعف بالعلاج اللازم .. واتخذ القرار العاجل بسفره مجاناً .. وتم إصدار عفو له من قبل مسئولي الجوازات .. عن الغرامة المالية ..
وسافر ذلك الشاب إلى بلده .. ليحقق رغبة والدته .. وانقطعت عنا أخباره .. أسأل الله العلي العظيم أن يجمعنا به في جنات عدن .. في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
تعجبت كثيراً لما حدث لهذا الشاب .. فكنت أقول .. أن هذا الشاب . علق قلبه بالله .. ترك الدنيا وتفرغ لطلب العلم .. وأراد الله تعالى أن يطهره أكثر بذلك البلاء الذي أصابه .. ثم امتحن الله صدقه بطلب والدته أن يسافر في الحال .. فلبى وأجاب نداء الأم رغم مرضه وقصر يده .. فشاء الله أن ييسر أمره ويفرج كربه .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عاشق الرعد 03-10-2009 05:08 AM

رد: قصة شاب من الجزائر
 
شكرا" م ح البحيري دائما" تكتب لنا مواضيع جميله وها انت الآن تبدع في كتابة القصص مشكور يالغالي
قصه في قمة الجمال
نسأل الله ان يجمعنا في جنات النعيم
اللهم امين

أبو عماد 03-10-2009 10:09 AM

رد: قصة شاب من الجزائر
 
الله....كم هي رائعة
‏(و من يتوكل على الله يجعل له مخرجا")
بارك الله فيك و نفع بك


الساعة الآن 05:03 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75