منتديات بني بحير بلقرن - قمة الذكاء 000حدة الذكاء

تستطيع أن تشعل العديد من الشموع

هذا ما أحببت أن أبدأ به موضوعي لهذا اليوم

في خضم حياتنا المزدحمة بالأعمال والمسؤوليات ...

قد يصعب علينا التفكير في احتياجات غيرنا ...

أن نلبي طلباتهم .. أن نساعدهم ونقف إلى جوارهم ..

أن نستمع لحديثهم .. ضحكاتهم .. آهاتهم .. بكائهم ..

البعض قد يسمي تلك أنانية ..

ولكن قد تكون قلوبنا بيضاء صافية ..

وقد نريد فعلاً مساعدتهم .. لكن ؟؟ !! ..

كثرة مشاكل الحياة حولنا قد تجعلنا ننسى ذلك التفكير من غير قصد ..

قد يجول الآن في خواطركم السؤال التالي :

ما علاقة حديثي هذا بالشمعة السابقة ؟؟ .. !!

قبل أن تكمل القراءة .. خذ نفساً عميقاً ...

واجعل في مخيلتك صورة لأي شخص قد تحتاجه الآن بجوارك ...

وقل لنفسك : ما علاقتي بهذا الشخص ؟

هل يحس بي ياترى؟؟ .. !!

عندما أناديه .. هل يتحاشى إجابة ندائي ؟؟ .. !

أعزائي ..

ما أجمل أن يكون الإنسان كالشمعة المضيئة ..

أمل مشرق للمستقبل .. عطاء لا يتوقف ..

يحب الآخرين ومساعدتهم ..

يقف مع غيره في معظم مواقف الحياة السهلة منها والصعبة ..

وبهذه المساعدة .. تستطيع أسر قلوب الناس وكسب ودهم ..

ذات مرة .. قالت لي إحدى الفتيات

بأنه حتى لو وصلنا إلى ذروة النجاح في حياتنا ..

فهناك أمور وأسرار في تفوقنا لابد أن نحتفظ بها لأنفسنا ..

ولا يجب أن نبوح بها لأي شخص كان ..

حتى لا يتغلب علينا أحد في النهاية .

أو كما قالت : نحتفظ بسر المهنة ..

لذا .. لن يستطيع أحد أن يعلو علينا في هذه النقطة ..

فمدرب الكاراتيه مثلاً : يعلم تلاميذه جميع الحركات والمهارات

ماعدا واحدة ..

يحتفظ بها لنفسه .. لئلا ينتصر عليه أحد منهم بعد ذلك ..

مثال آخر :

طالب بارع في مجال الرياضيات والفيزياء ..

تخرج من الثانوية والتحق بالجامعة

حيث درس تخصصاً متعلقاً بهندسة المعدات الطبية ..

أكمل هذا الطالب دراسته بنجاح

ثم التحق بأحد المراكز الطبية في مدينته ليعمل فيها ..

وبينما هو في عمله .. اتصل به أحد زملائه في العمل

وطلب منه الحضور لإصلاح أحد الأجهزة الطبية في هذا المركز ..

الجهاز معطل .. المريض ينتظر ..

الممرضات ينتظرن .. الطبيب ينتظر ..

قدم صاحبنا وطلب من الجميع الخروج من غرفة الجهاز

حتى يتسنى له إصلاحه بدون مخاطر ..

وبعد مضي عدة دقائق ..

خرج صاحبنا وقال للطبيب : الجهاز يعمل حالياً ...

بعدها عاد الطاقم الطبي إلى روتين العمل اليومي ..

وفي فترة الغداء ..

رآه ذلك الطبيب وسأله : ماذا فعلت بالجهاز ؟؟

كيف قمت بإصلاحه بهذه السرعة ؟؟

رد صاحبنا : لقد قمت فقط بكتابة معادلة رياضية في الجهاز لإصلاح الخلل ..

الطبيب مندهشاً : آه .. حقاً , هل لك أن تعلمها لأحد مشغلي الجهاز

حتى يستفيدوا منها في وقت الطوارئ ..

فماذا رد صاحبنا ؟؟ .. !!

قال : آسف .. لقد درست سنوات طويلة ..

وأمضيت حياتي في السهر والقراءة المكثفة لأطور نفسي بهذا الشكل ..

فهل تريد مني وبكل سهولة أن أعلمها لأحد

ربما لم يصل إلى مستوى تحصيلي العلمي

ليقوم بعد ذلك بإصلاح الجهاز في ثواني ؟؟ .. !!

انتهى المثال

أحبتي .... هل تسمون تلك أنانية ؟؟ أم أنه على حق !!

صحيح أن العلم درجات عند الله ..

ولكن التعاون أمر مطلوب في البيت .. الأسرة ..

المدرسة .. العمل .. مطلوب في مختلف نطاقات الحياة .

نعود الآن إلى شمعتنا البهية

شمعة واحدة

هل يضرها شيء لو أشعلنا بها شموع أخرى من كافة الأشكال والألوان ..

ومن هو مصدر الإشعال ؟؟
بالطبع أنت ..

ما أروع أن تسعد بنفسك حينما ترى لمساتك على الآخرين ..

ترى ما حولك مضيئاً .. والجميع سعيد بذلك ..

لكن .. ماذا لدي لأعطي ؟؟ .. !!

حقيقة .. لدي الكثير ..

بدءاً من الحب .. الحنان .. الطمأنينة .. الإخلاص ..

التضحية .. النصيحة الصادقة .. الدعاء بظهر الغيب ..

ومروراً بالعلم .. الثقافة .. الدعوة ..

وانتهاءً بالتشجيع على النجاح والتفوق ..

من هم الذين أعطيهم ؟؟ .. !!

أعطي نفسي وبيئتي الأولى ..

أعطي مملكتي الخاصة ..

أقاربي .. جيراني

أعطي القلوب الطاهرة ..

أعطي من سألني ولجأ إلي .. أعطي عطاءً بلا حدود ..

عفواً .. هذه ليست للبيع .. وإنما هي شموع تنتظر مني إشعالها

مهلاً .. وأنتم أيضاً ..

من المؤكد أن لديكم الكثير والكثير لتهبوه لغيركم ..

فلو كنت شمعة ..

شمعة تريد (تريدين) المساعدة في إشعالها ؟؟ .. !!

واحدة .. ثلاث فقط .. مئات الشموع .. ربما الألوف .. وربما ولا شمعة ..