أعظم الجحود أن تجحد من خلقك
 

📝🍃

🔹️﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا﴾ [الكهف: 37]:

أعظم الجحود أن تجحد من خلقك، وأبشع نكران للجميل ما كان تجاه من سوَّاك فعدلك.

قد ينجح الفقير في امتحان المنع فيصبر، ويسقط الغني في امتحان العطاء فيكفر، فكلا الفريقين مُتعرِّضٌ للابتلاء.

🔹️﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا﴾ [الكهف: 38]:

الفخر الحقيقي بالإسلام، والنعمة الباقية هي نعمة التوحيد، وكل ما عدا ذلك عرضة للزوال.

▫️﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي﴾ هو الله ربي في الفقر والغنى، والمرض والصحة، والمنع والعطاء، والرب يربي عبده بما يعلم أنه الأصلح له، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

🔹️﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39]:

روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يُعجِبه أو دخل حائطًا (بستانًا) من حيطانه، قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فمن أعجبه شيء من حاله أو ولده أو ماله، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وهو مأخوذ من هذه الآية.

🔸️قال الإمام مالك: «ينبغي لكلِّ مَنْ دخل منزله أن يقول كما قال الله تعالى: ﴿مَا شاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلَّا بِالله﴾».

▫️﴿مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} معناها: الحضُّ على الاعتراف بأن جنته وما فيها تحت مشيئة الله، إن شاء أبقاها، أو شاء أفناها، وهذا حال المؤمن مع كل نِعَم الله عليه.

▫️﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ لا قوة إلا من الله وحده، لكنه يعطي القوة للظالم ابتلاء واستدراجا، فيستعملها في العدوان، ويعطيها المؤمن إنعاما وإكراما، فيسخِّرها في الخير والعمران.

🔹️﴿فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}[الكهف: 40]:

الله قادر في لحظة واحدة على أن يقلب حالك، فتصبح جنتك أرضا «زلقا» أي جرداء ملساء لا تُخِرج نبات، ولا تثبت عليها قدم، أي تصير عديمة النفع من كل شيء حتى من المشي عليها.

فيه جواز الدعاء بتلف أموال الظالمين إن كانت سببا في علوهم وطغيانهم.

مؤمن فقير لا مال له ولا نفر، ولا جنة عنده ولا ثمر، لكنه يتكلم بمنتهى القوة؛ لأنه معتز بدينه وعقيدته.

🔹️﴿أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا﴾[الكهف: 41]:

لو غار الماء في باطن الأرض، وأراد الله حرمانك منه، فلن تستطيع الوصول إليه ولو طلبته بكل الآلات والمعدات، وإن كان الجسد يستطيع تحمل الحرمان من الطعام حتى ستة أسابيع، فإنه لا يستطيع تحمل الحرمان من الماء إلا من ثلاثة إلى خمسة أيام على الأكثر قبل أن يموت.

🔹️﴿هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا﴾[الكهف: 44]:

في مثل هذه الشدائد تكون الولاية والنصرة لله الحق، هو خير جزاءً، وخير عاقبة لمن تولاهم من عباده المؤمنين.

🔸️وفي قراءةٍ لحمزة:
الوِلاية، بكسر الواو: السلطان والملك، أي لا سلطان ولا ملك يوم القيامة إلا لله رب العالمين.

▫️﴿هو خير ثواباً ﴾ ما أفضل ثواب لك إذا كنتَ صالحا؟!
الجواب: أن يكون الله وليَّك.
من ﴿هو﴾؟!
هو الله، فسؤال: ما ثوابك؟
جوابه: ثوابك هو الله، فما ظنك بأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين؟