صدمه مباغته
 

دُكـتــورة .. سأغيبُ عَن مُحاضراتك لمدّة أسبُـوع ..
ردَدتُ عليه باستغرابٍ شَـديـد : لماذا ؟

أجابَـني ..
لَـديّ مؤتمرٌ في السّعودية !
قلتُ لـه : حولَ ماذا ؟

قال ..
في التّقنية !

ابتسمتُ بتعجُّـب ؛ وقلتُ للطّـالب :
ميـن حضرتك ؟!

قال لي ..
أنَـا دكـتــور في كليّة الهندسة في جامعةِ كَـذا .. و أدرُس عندَكم في كليّة الشّـريعة !

توقّفتْ الكلماتُ في فَـمي ..
و شعرتُ بصدمـةٍ مُباغِتة ..
فقد كان هذا الطّـالب دكـتوراً يعمل في جامعةٍ مُهمّة ؛ ويَدرس في يومَـي فراغِـه ..
وكنتُ أظنّـه طالبـاً لشدّة تواضُعه !

في كلّيتنا ؛ لا أحَـد يعرفه ..
ويَبدو هادئـاً في حُضوره ، و ملتزمـاً بأدبِ التعلّـم !

لم يَعتنِ يوماً بإبرازِ ذاته و تميُّـزه ..
ربّما هذا هو العُنوان الحقيقيّ لامتلاءِ الإنسان !

و غيـره مِن الفارغيـن .. إذا حصَل على شَـهادةِ تدريبٍ أو ربّما تـلاوة كَـاد أنْ يقول : هَـا أنَـذا .

#د_كِــفَــاح_أَبُـوهَـنُّــود