منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/index.php)
-   الخيمة الرمضانية 1444هـ (http://www.binybohair.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [ البر والعمل الصالح ] (http://www.binybohair.com/vb/showthread.php?t=53525)

الرهيب 04-02-2023 04:31 AM

[ البر والعمل الصالح ]
 
إن سبيل طلاب الآخرة؛ الذي هو سبيل الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه عامة، وسبيل سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، لا يسلكه إلا الخُلَّصُ من المؤمنين،

ألم يأن للعبد أن يصحح سيره في الدنيا ويبدأ مع الله تعالى بداية جديدة؛ ينضم فيها بفضل الله تعالى ومعونته إلى هؤلاء الخُلَّصُ من طلاب الآخرة.

فليحقق كل عبد الاجتهاد والإخلاص في نفسه ، فإن الله تعالى لن يضيع له مجاهدته؛ بل يتفضل ويَمُن عليه .

[ المنيب إلى الله ]

إن من الآيات التي تبين ارتباط الإنابة إلى الله تعالى بالتقوى، قول الله تعالى: *( فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاًۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ¤ مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ )* [ الروم: ٣٠-٣١] والخطاب فيها من الحق سبحانه وتعالى لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأمته.

والمعنى الأول أن تكون الإنابة في الآية متعلقة بإقامة الوجه لله تعالى، فيكون تقدير الكلام: فأقم وجهك للدين حنيفاً وكذلك المؤمنون معك، منيبين إليه سبحانه وتعالى.

والمعنى الثاني أن تكون الإنابة متعلقة بفطرة الله التي فطر الناس عليها، فيكون تقدير الكلام: فطرهم منيبين إليه؛
فلو تركوا وفطرتهم، لما عدلت عن الإنابة إليه، ولكنها تتحول وتتغير عما فطرت عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه»*.

والمنيب إلى الله: المسرع إلى مرضاته، الراجع إليه في كل وقت، المتقدم إلى محابه؛

[ الإنابة تتضمن أربعة أمور ]

محبته سبحانه، والخضوع له، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه؛ فلا يستحق اسم المنيب إلا من اجتمعت فيه هذه الأربع.

لذلك كانت الإنابة من صفات المتقين، ورمضان هو الطريق للتحقق بصفات المتقين؛ كما قال المولى سبحانه:
*( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ)* [البقرة:١٨٣]،

فإذا كان المرء ينتظر في رمضان بشريات المغفرة والعتق من النار، -بعد أن دخله بالتوبة والمحاسبة- فإنه بسيره بعد ذلك في طريق الإنابة تنتظره البشرى من الله تبارك وتعالى، كما قال: *( وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ )* [ الزمر: ١٧ ] ،

فمن جاهد نفسه في رمضان على التقوى، وسار في طريق الإنابة؛ خرج من رمضان بهذه الصفة العظيمة من صفات المتقين: صفة المنيب.
ـــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ/ محمد الدبيسي.


الساعة الآن 12:16 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75