#إلا_يوم_عرفة!
 

✺- لا أرى حرمانـًا أعظم، ولا بعدًا أشد، ولا عقابـًا أكبر من أن يحرم الله عبدًا من صيام يوم عرفة بالرغم أن النبي ﷺ قد تكفّل له بمغفرة ذنوب عامين بصيامه ليوم واحد فقط: "سُئِلَ ﷺ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ، وَالْبَاقِيَةَ"، رواه مسلم.

❀- إنها والله لمصيبة، وبلية، وحرمان عظيم أن تحرم نفسك من ضمان رسول اللّه ﷺ بمغفرة ذنوب عامين كاملين لمن صام يوم عرفة (الموافق غدًا الثلاثاء)، وقد قال ﷺ فيه: "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده" رواه مسلم، وأئمة الحديث عامة سوى البخاري.

❈- إنها حسرة ما بعدها حسرة، وندامة ما بعدها ندامة، ورزيّة ما بعدها رزيّة أن يُغفر لمن حولك ذنوب عامين، وأنت لازلت حاملًا لذنوبك، مثقلًا بها نفسك، وأن يحرمك الله نفحته التي منّ بها على هذه الأمة: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها؛ لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا" رواه الطبراني، والبيهقي، وأي شقاء حين يحط الناس ذنوبهم، وأنت لا زلت بها شقيّـًا، وعلى جنبك لها حاملًا.

✾- إني لأرى يوم عرفة لهذه الأمة فرصة لمغفرة ذنوبهم، كما نقرأ ما ذكره الله من فرصة لغيرهم بدخولهم الأرض المقدسة فتغفَر ذنوبهم: ﴿وَإِذ قُلنَا ادخُلوا هذِهِ القَريَةَ فَكُلوا مِنها حَيثُ شِئتُم رَغَدًا وَادخُلُوا البابَ سُجَّدًا وَقولوا حِطَّةٌ نَغفِر لَكُم خَطاياكُم وَسَنَزيدُ المُحسِنينَ﴾[البقرة: ٥٨]، فلا نقع فيما وقعوا فيه من رفضهم، ونحن بفطرنا!.

❃- أرأيت إنه يوم واحد فيُغفر لك ذنوب أكثر من 700 يوم!.

❍- ولهذا وغيره كان ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ -ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻳﻠﺰﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺑﻌﺮﻓﺔ؛ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ… ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ، ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ﻓﻴﺠﻮﺯ، ﺑﻞ ﺍﺳﺘﺤﺒﻮﻩ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻧﺼﺢ ﺑﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ؛ ﻛﻮﻧﻪ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻋﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺮﻓﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ ﻓﻴﻪ، ﻭﺁﺧﺮ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ...

❖- هلّا سعيت في إعتاق رقبتك من النار، وإنقاذ نفسك منها بتعرّضك لفضل الله ورحمته في هذا اليوم الأعظم، والأغر، إنه يوم عرفة: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ"، رواه مسلم.

●- هل أدلك على أعظم ثلاثة أعمال صالحة تعملها يوم عرفة:
1- الصيام: "سُئِلَ ﷺ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ، وَالْبَاقِيَةَ"، رواه مسلم.
2- الدعاء عمومـًا، وما في هذا الحديث خصوصـًا، وردده كثيرًا كثيرًا، بل اجعله ذكرك الأعظم، ووردك الأهم: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" صحيح.
3- التعرّض لفضل الله بأي عبادة منك؛ ليعتقك من ناره، وتنجو من سخطه وعقابه: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ"، رواه مسلم.