الأثقال الجاثمة
 

الأثقال الجاثمة على صدور كثير من الصالحين بسبب العجز عن التأثير الإصلاحي في هذا الزمن ينبغي ألا تتحول إلى شعور راسخ باليأس والإحباط؛ فهذا الشعور مدمّر للنفس بل ومؤثر على الاستقامة والصلاح والثبات، وقد يتحوّل اليائس شيئا فشيئا من منكِرٍ بقلبه إلى جانٍ كارهٍ متأول، ثم إلى متبعٍ للهوى راضٍ بجنايته.
وإنّ بقاء شدة هذه الأثقال على النفوس، مع كراهية المنكَر، والسعي لمدافعته بالمستطاع ولو مع العجز عن التغيير، خير ألف مرة من زوالها مع إلف المنكرات والسكوت التام عنها.
والأعلى من ذلك: أن تتحول هذه المشاعر إلى مشاريع يفرغ الإنسان فيها شعوره، ويؤدي بها الواجب، ولو في دائرة أسرته وقرابته.
فإن عجز؛ فليقف مع العاملين ويعينهم بما يستطيع؛ إبراءً للذمة، وتحقيقاً للممكن.
فإن عجز فليلزم العبادة والذكر والدعاء، وليلاحظ السنن الإلهية، وليستظل بظلالها ففيها العزاء والسكينة للمستضعفين.
أمّا الركون إلى الدعة، والتبرير للنفس، والتطبيع مع المنكر، وقتْل وخز الضمير فهو المصيبة حقاً، ومِن مثل هذه الحال يستعيذ بالله الصالحون قائلين: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذْ هديتنا)

أحمد بن يوسف السيد