ذبابه في قصر الرئاسه

**ذاكررر** · 01-28-2010, 02:17 AM

أخواني وأخواتي
قصيدة الذبابه للأمير / عبدالرحمن بن مساعد
بصراحة أعجبتني كثيراً .. فكتبتها إليكم ..وأتمنى أن تعجبكم..

ذبابة .. مرت على قصر شامخ
عرفوا معنى الأمن .. مما يطبّق عند بابه
ذبابة .. من خارج القصر أقبلت
مرّت فوق حرّاسه .. وعلى مرئى ومسمع من كلابه
ذبابة في قصر شامخ .. به يلتقي الأعيان والساسة
مايدخله الا كبار القوم
واليوم !! ... رغم القيود .. رغم الجنود
رغم الحراسة !

ذبابة في قصر الرئاسة

ما كان الظلام دامس .. كانن الدنيا النهار
مرت ومن دون انتظار..وقعت على طاقية الحارس
سيارة عند الباب تتوقف
في المقعد الخلفي بها شايب وقور..تكسو ملامح وجهه الطيبة
يفتح السواق فيها نافذة .. ويقرب منه الحارس
وبصوت فض جهور يسأل السواق في ريبة
من أنت؟ من هذا الذي معك؟ وما الذي تريد؟
أنا صقرأعمل سائقاً بالقصر
أرسلني سيادة العميد ومعي العالم عبدالغفور..
له موعد مع سيدنا الزعيم المنصور
وليست هذه أول مرة يأتي..سبق له الحضور
كان هنا منذ مدة... قبل فترة قريبة
أقوالك تبدو مريبة؟.. لماذا أنت تحضرة؟.. لماذا لم يأتي وحده؟
لا تكلمني بحده؟ عبد أنا مأمور..
أرسلني العميد وقال: أحضرلنا عبدالغفور
العالم عبدالغفور...وها هو ذا عبدالغفور
وفي وسط الحوار ما هو يدور.. الذبابه تنتقل من طاقية الحارس إلى شارب صقر إلى ربطة عنق عبدالغفور ..
تبدو أوراقكم سليمة.. هيا انزلا واركبا تلكم السيارة القديمة
وانت أيها العالم اترك هذه الحقيبة عندي
وأنت أيها الجندي أقلهما إلى الداخل
عفواً أيها الحارس حقيبتي كلها أوراق
وإحضاري لها هنا لها أسباب
وآخر مرة جئنا دخلت بها إلى الحاكم..
تباً أيها الجاهل أتقول الحاكم هكذا بلا ألقاب!
قل سيدنا العظيم المهاب..ويمسك في تلابيبه
قل سيدنا.. سيدنا..
في ذعر عبدالغفور يصرخ .. سيدنا .. سيدنا

هيا أيها الجندي أقلهما إلى الداخل ..
وأنت أيها الجاهل خذ الحقيبة ..
سيارة عسكرية قديمة تمشي في قصر شامخ
وتتوغل .. وتتوغل .. وتتوغل
وتوقف عند بوابة.. ومنها الجندي يترجل
وعبدالغفور بكل توتر وارتباك من الشباك يتأمل
يناظر على اليسار دبابة وعلى اليمين مدرعة
وحرس مدجج بالسلاح في الجهات الأربعة..
وضع متوتر مخيف..
وعبدالغفور في داخل السيارة حاضن شنطته
وركبة صقر في ركبته.. والدنيا صيف
وريحة صقر جداً جليه .. ريحه نفاذه قوية
ويبتدي عبدالغفور من القلق يراقب البطئ الشديد في عقارب ساعته..
وغير حبات العرق اللي بدت تغزو زوايا جبهته ذبابه
ذبابه على جبهة العالم عبدالغفور.. يهشها تطير وتلف وتدور من صقر
إلى ربطة عنق عبدالغفور . إلى الشنطة ..

وعبدالغفور تشيله الحيرة وتحطه...
ويبدى في داخله يتسائل.. ويتشائم .. ويتفائل..
ماذا يريد الحاكم مني؟ أهو السلاح الذي يريد تطويره؟
أو أنه أحس بوضعي سيئ ويريد تغيره؟
أو عله سيمنحني وسام الدولة الأكبر على الدواء الذي طورته للسكر؟
ماذا يريد الحاكم مني؟ ويقطع حبل أفكاره صوت العميد...
يفتح باب السيارة.. أهلاً سيدي العالم..تفضل .. ها نحن نلتقي من جديد..
أهلا سيادة العميد.. أهلاً بك سيدنا في انتظارك..
ولكن قبل أن ندخل هناك إجراءات ما قبل الدخول..
وتحرياتنا تقول أنك لست بالشخص الملول..
ادخل هذه الحجرة وسلم حقيبتك للضابط المسؤول..
واخلع ملابسك.. واغسل يديك بذلك المحلول..
ويمتثل عبدالغفورللأوامر في ذهول...

ويدخل الغرفة.. غرفة كبيرة مستطيلة جدرانها من زجاج..
فيها جنديان والضابط المسؤول قدامه جهاز كبر الباب...
وفيما الضابط المسؤول يفتش الشنطة..
تطير الذبابة من على الشنطة.. وتوقع على الباب..
ويبتدي عبدالغفور في تردد يخلع الثياب..
عبدالغفور هذا طبعه من يومه خجول...
بأسلوب رقيق يفتشونه الجنود .. تفتيش دقيق..
ويدخلونه في الجهاز..
وبعد ما يلبس ثيابه ياخذوه المغسله في آخر الغرفة
ويغسلون ايديه بالمحلول... ويرافقه الضابط المسؤول لخارج الغرفة
وتطيرالذبابه من على الباب وتوقع على الشنطة..
وعند الباب يضرب الضابط تحية للعميد ويقول..
وضعه مقبول سيدي العمي..
في حنق ممزوج بالغيض .. ماذا بعد أيها العميد..
لا جديد يا عبدالغفور.. لا جديد... لن تصافح سيدنا
سلم عليه من بعيد..
وهل هذا معقول .. إذا كنت لن أصافحه فلماذا كان المحلول..
عفواً أيها العالم تلك هي إجراءات الدخول..
افتحوا البوابة..

تطير الذبابة من شنطة عبدالغفور إلى كتف العميد..
وتفتح البوابه على أبهى مكان في القصر العتيد..
ويدخل عبدالغفور يمشي مع العميد...
سبحان الحميد المجيد..
الطبيعة ساحرة.. الطبيعة ساحرة..
وكل شي في هالمكان غير..
الفخامه..الخضار ..الطير.. حتى الهوى غير...
وترتسم على وجه عبدالغفور ابتسامه ساخرة
فحواها تسائل.. كيف يقولون البلد ماهي بخير..
ويلمح عبدالغفور في السما..كذا سحابه.. ويتفائل..
وتطير من كتف العميد الذبابه إلى ياقة قميص عبدالغفور..
ويقلف عبدالغفور مع العميد لقاعة كبيرة من رخام
فيها مقاعد فاخرة.. لوحات جداً نادرة..
وفي آخر القاعة باب كبير مذهب..واقف بجنبه حارسين عابسين الملامح..
ممشوقين القوام..هذا مكتب سيدنا المقدام..
عبدالغفور لا تنسى ما قلناه بخصوص السلام..
أمرك سيدي العميد من بعيد لا مصافحات..
حسناً يا عبدالغفور فلتجلس هنا لحظات ..

ويدخل العميد إلى المكتب وتمر أكثر من دقيقة..
وقلب عبدالغفور تتسارع به النبضات..
يظهر العميد من المكتب.. تفضل أيها العالم
سيدنا في انتظارك.. وعندما تخرج ستجدني في انتظارك
إما هنا أو في الحديقة...
عبدالغفور سيدنا له موعد مع رابطة الأدباء بعد ثلاثين دقيقة..
ويدخل عبدالغفور إلى المكتب .. والذبابه لا زالت على ياقة قميصه..
وتتثاقل به الخطوات.. وبعد ما يدخل من الباب ..
يجول بناظره عبدالغفور.. وتتوقف به النظرات على الحاكم..
يرتدي حله أنيقة ويقرى كتاب قدامه على المكتب..

احترامي سيدي.. أهلاً عبدالجبار..
لا عبدالغفور يا سيدي.. عبدالغفور..
ماهي الأخبار؟؟ سمعت انكم انتهيتهم من تطوير سلاحنا الفاتك البتار..
قد قررت أن استخدمه في الاسبوع القادم..
في معركتنا الباسلة ضد المعتدين الأشرار..
ولقد أصدرت أوامري أن يطلق عليه اسم الظفار..
ما رأيك يا عبدالجبار؟
عبدالغفور يا سيدي.. عبدالغفور..
سيان يا عبدالغفور..ما رأيك فيما عرضت عليك من الأمور؟؟
عفواً سيدي لكن تذكرون قبل شهرين أنا والعالم أحمد والعالم حسين
تشرفنا بلقائكم ورفعنا لمقامكم بأن تطويره يحتاج إلى مدة تقارب السنتين
قلت لي أحمد وحسين .. ما أخبارهما؟
لا أدري يا سيدي .. فأنا من يومها لم أرهم..
أنا أعرف أخبارهما.. يا لهم من تعساء..
سمعت أنهم ماتوا هم وعائلاتهم وأصدقائهم في الصحراء..
واتضح من التحقيقات أنهم ماتوا في حادث سير..
وتناثرت جثثهم في العراء..
عبدالغفور ما أخبار زوجتك والأبناء؟
ويبتدي عرق عبدالغفور من جبهته يتصبب..
تطير الذبابه من ياقة قميصه وتوقع على المكتب..
عبدالغفور لم تجبني؟ ما أخبار زوجتك والأبناء؟
زوجتي.. زوجتي مريضة.. لم تزل يا سيدي مريضة...
تزداد حالتها سوءاً ولم يعد يجدي الدواء..ولم يعد يجدي الدواء..
وأحمد ابني في الجامعة.. وغداً خطوبة ابنتي شيماء..
أما الصغار.. اسمع يا عبدالغفور أنا لا أريد أن أثور
ولا أريد أن أغضب..
أريد هذا السلاح في مدة أقصاها شهر على الأقرب
وليس هذا صعب على عالم مثلك..
وإلا إن لم تنجز هذه المهمة الصعبة كما تسميها..
فما ستلاقيه مني سيكون أصعب..

ومن سوء حظ عبدالغفور..
تطير الذبابة من المكتب إلى جبهة الحاكم..الزعيم المنصور..
وبكل ما به من غضب يصفق بيده جبهته..
تطير الذبابه وتوقع على المكتب..
ويضرب المكتب بعتف بقبضته..
ومن المكتب تطير وتوقع على الشباك اللي ورى عبدالغفور..
ومع الضجة يجي العميد من خارج المكتب مع الحرس يركض..
يلقى الرئيس غاضب وعبدالغفور مذهول
أمرك سيدي الرئيس
اقتلوا هذه الحشرة اللعينه..
ويأشر على الشباك اللي ورى عبدالغفور..
ويستل العميد سكينه ويضمدها في قلب العالم عبدالغفور..
ويسقط عبدالغفور جثة هامده..ودمه يضمخ ثيابه..
ما هذا أيها الغبي.. لم أكن أعني عبدالغفور..
إنما أعني الذبابه..
أنا دخل لأنام ألغوا اللقاء المقرر مع رابطة الأدباء..
وأخبروني ما تبقى لدينا من علماء..
وأحضروني كارولين أو لارا أو كلتاهما في المساء..
وأوقظوني في تمام الواحدة..

تطير الذبابة من الشباك إلى جثة عبدالغفور الهامده..
ويشيلها الحراس إلى البوابه ويسلموها لصقر..
وللجندي جثة العالم عبدالغفور وعليها الذبابه..
سيارة عسكرية قديمة..
تمشي في قصر شامخ..
وتتوغل .. وتتوغل.. وتتوغل..
وتمعن في توغلها إلى الخارج..
في المقعد الخلفي بها جثة لشايب وقور..
وفي الأمام صقر وجندي المخول بمرافقة عبدالغفور..
توقف عند باب القصر .. عند الحارس الأول..
ومنها الجندي يترجل.. ويقرب منه الحارس ..
وبصوت فض جهور.. بنفس الغباء يسأل..
من أنت؟ من هذا الذي معك؟ وما الذي تريد؟
أنا الجندي الذي يعمل معك..
وهذا صقر ارسله وارسلني سيادة العميد..ومعنا العالم عبدالغفور..
عفوا جثة العالم عبدالغفور..
هذا اذا انتما من جديد .. ياللصدفة كنت أعلم أن هذا الجاهل سيلاقي حتفه..
وفي وسط الحوار ماهو يدور الذبابه تنتقل من جثة عبدالغفور إلى
طاقية الحارس إلى أنفه..

وتطير وتلف وتدور وتوقع على راس كلب مسعور من كلاب الحراسه..
وينفلت كلب الحراسه.. تارك قصر الرئاسه خلفه..
وبعد ما يقطع مسافة يوقف الكلب في خرابه..
وتنتقل منه الذبابه وتوقع على فضلات..
وعلى بعد ميل من القصر جنب الخرابه بخطوات..
متسوله رثة ثياب على الرصيف معها ابنها ماسك رغيف..
قدامهم طاقية عملات فيها معدنية..
وورقة متاكل طرفها من أوراق البنكنوت..
والولد يركل برجله علبة عصير فارغة مكتوب عليها توت..
تجي الذبابه وتوقع على الرصيف..
ومن الرصيف إلى الرغيف إلى الرصيف..جنب طاقية العملات والبنكنوت..
ويجي الولد ماسك بيده علبة التوت..
ويطوح بها بعيد وبنعاله الرث القديم ..
يدعس على الذبابه..
وتموت الذبابه..

المصدر: منتديات بني بحير بلقرن

`fhfi td rwv hgvzhsi

**أبو الفيصل** · 01-28-2010, 04:17 AM

قمة الابداع وحسن الاختيار
قصيدة ذات معاني ومقاصد عظيمة
وفيها ابعاد عميقةيقصدها الشاعر
رايق ياذاكر واكيد شارب سفن اب
هههههههههه الله يسعدك

**اميرة القمر** · 01-28-2010, 09:52 AM

الف شكرا استاذ ذااااااااكر قصيدة جميله واختيار اجمل

**أغليكـ** · 01-28-2010, 10:25 AM

كل الشكر لك .. هذي عادات ابن مساعد . !

قصائدة دائما ً جميلة ..

أغليكـ

**ذاكررر** · 01-28-2010, 08:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفيصل

قمة الابداع وحسن الاختيار
قصيدة ذات معاني ومقاصد عظيمة
وفيها ابعاد عميقةيقصدها الشاعر
رايق ياذاكر واكيد شارب سفن اب
هههههههههه الله يسعدك

ابو الفيصل ترا مقاطعين الغازات
الله يسعد قلبك
نورت الموضوع

**ذاكررر** · 01-28-2010, 09:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة القمر

الف شكرا استاذ ذااااااااكر قصيدة جميله واختيار اجمل

الف شكر دكتوره أميره والمرور الأجمل

**ذاكررر** · 01-28-2010, 09:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أًٍغٍليًكـًٍ

كل الشكر لك .. هذي عادات ابن مساعد . !

قصائدة دائما ً جميلة ..

أغليكـ

شكرا" أغليك على المرور

**أخفـ( غلاكـ )ـي** · 01-30-2010, 01:41 AM

تسلم ذاكررر

نقل مميز من شخصيه مميزه

تحيتي

التميز خلال 24 ساعة
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم	الموضوع النشط هذا اليوم	المشرف المميزلهذا اليوم
قريبا	بقلم :	قريبا

01-28-2010, 04:17 AM	#2
أبو الفيصل الاوسمة مجموع الاوسمة: 1	رد: ذبابه في قصر الرئاسه قمة الابداع وحسن الاختيار قصيدة ذات معاني ومقاصد عظيمة وفيها ابعاد عميقةيقصدها الشاعر رايق ياذاكر واكيد شارب سفن اب هههههههههه الله يسعدك

01-28-2010, 09:52 AM	#3
اميرة القمر مشرفة سابقة الاقسام الادبيه بمنتديات بني بحير بلقرن	رد: ذبابه في قصر الرئاسه الف شكرا استاذ ذااااااااكر قصيدة جميله واختيار اجمل

01-28-2010, 02:17 AM	#1
ذاكررر	ذبابه في قصر الرئاسه ذبابه في قصر الرئاسه أخواني وأخواتي قصيدة الذبابه للأمير / عبدالرحمن بن مساعد بصراحة أعجبتني كثيراً .. فكتبتها إليكم ..وأتمنى أن تعجبكم.. ذبابة .. مرت على قصر شامخ عرفوا معنى الأمن .. مما يطبّق عند بابه ذبابة .. من خارج القصر أقبلت مرّت فوق حرّاسه .. وعلى مرئى ومسمع من كلابه ذبابة في قصر شامخ .. به يلتقي الأعيان والساسة مايدخله الا كبار القوم واليوم !! ... رغم القيود .. رغم الجنود رغم الحراسة ! ذبابة في قصر الرئاسة ما كان الظلام دامس .. كانن الدنيا النهار مرت ومن دون انتظار..وقعت على طاقية الحارس سيارة عند الباب تتوقف في المقعد الخلفي بها شايب وقور..تكسو ملامح وجهه الطيبة يفتح السواق فيها نافذة .. ويقرب منه الحارس وبصوت فض جهور يسأل السواق في ريبة من أنت؟ من هذا الذي معك؟ وما الذي تريد؟ أنا صقرأعمل سائقاً بالقصر أرسلني سيادة العميد ومعي العالم عبدالغفور.. له موعد مع سيدنا الزعيم المنصور وليست هذه أول مرة يأتي..سبق له الحضور كان هنا منذ مدة... قبل فترة قريبة أقوالك تبدو مريبة؟.. لماذا أنت تحضرة؟.. لماذا لم يأتي وحده؟ لا تكلمني بحده؟ عبد أنا مأمور.. أرسلني العميد وقال: أحضرلنا عبدالغفور العالم عبدالغفور...وها هو ذا عبدالغفور وفي وسط الحوار ما هو يدور.. الذبابه تنتقل من طاقية الحارس إلى شارب صقر إلى ربطة عنق عبدالغفور .. تبدو أوراقكم سليمة.. هيا انزلا واركبا تلكم السيارة القديمة وانت أيها العالم اترك هذه الحقيبة عندي وأنت أيها الجندي أقلهما إلى الداخل عفواً أيها الحارس حقيبتي كلها أوراق وإحضاري لها هنا لها أسباب وآخر مرة جئنا دخلت بها إلى الحاكم.. تباً أيها الجاهل أتقول الحاكم هكذا بلا ألقاب! قل سيدنا العظيم المهاب..ويمسك في تلابيبه قل سيدنا.. سيدنا.. في ذعر عبدالغفور يصرخ .. سيدنا .. سيدنا هيا أيها الجندي أقلهما إلى الداخل .. وأنت أيها الجاهل خذ الحقيبة .. سيارة عسكرية قديمة تمشي في قصر شامخ وتتوغل .. وتتوغل .. وتتوغل وتوقف عند بوابة.. ومنها الجندي يترجل وعبدالغفور بكل توتر وارتباك من الشباك يتأمل يناظر على اليسار دبابة وعلى اليمين مدرعة وحرس مدجج بالسلاح في الجهات الأربعة.. وضع متوتر مخيف.. وعبدالغفور في داخل السيارة حاضن شنطته وركبة صقر في ركبته.. والدنيا صيف وريحة صقر جداً جليه .. ريحه نفاذه قوية ويبتدي عبدالغفور من القلق يراقب البطئ الشديد في عقارب ساعته.. وغير حبات العرق اللي بدت تغزو زوايا جبهته ذبابه ذبابه على جبهة العالم عبدالغفور.. يهشها تطير وتلف وتدور من صقر إلى ربطة عنق عبدالغفور . إلى الشنطة .. وعبدالغفور تشيله الحيرة وتحطه... ويبدى في داخله يتسائل.. ويتشائم .. ويتفائل.. ماذا يريد الحاكم مني؟ أهو السلاح الذي يريد تطويره؟ أو أنه أحس بوضعي سيئ ويريد تغيره؟ أو عله سيمنحني وسام الدولة الأكبر على الدواء الذي طورته للسكر؟ ماذا يريد الحاكم مني؟ ويقطع حبل أفكاره صوت العميد... يفتح باب السيارة.. أهلاً سيدي العالم..تفضل .. ها نحن نلتقي من جديد.. أهلا سيادة العميد.. أهلاً بك سيدنا في انتظارك.. ولكن قبل أن ندخل هناك إجراءات ما قبل الدخول.. وتحرياتنا تقول أنك لست بالشخص الملول.. ادخل هذه الحجرة وسلم حقيبتك للضابط المسؤول.. واخلع ملابسك.. واغسل يديك بذلك المحلول.. ويمتثل عبدالغفورللأوامر في ذهول... ويدخل الغرفة.. غرفة كبيرة مستطيلة جدرانها من زجاج.. فيها جنديان والضابط المسؤول قدامه جهاز كبر الباب... وفيما الضابط المسؤول يفتش الشنطة.. تطير الذبابة من على الشنطة.. وتوقع على الباب.. ويبتدي عبدالغفور في تردد يخلع الثياب.. عبدالغفور هذا طبعه من يومه خجول... بأسلوب رقيق يفتشونه الجنود .. تفتيش دقيق.. ويدخلونه في الجهاز.. وبعد ما يلبس ثيابه ياخذوه المغسله في آخر الغرفة ويغسلون ايديه بالمحلول... ويرافقه الضابط المسؤول لخارج الغرفة وتطيرالذبابه من على الباب وتوقع على الشنطة.. وعند الباب يضرب الضابط تحية للعميد ويقول.. وضعه مقبول سيدي العمي.. في حنق ممزوج بالغيض .. ماذا بعد أيها العميد.. لا جديد يا عبدالغفور.. لا جديد... لن تصافح سيدنا سلم عليه من بعيد.. وهل هذا معقول .. إذا كنت لن أصافحه فلماذا كان المحلول.. عفواً أيها العالم تلك هي إجراءات الدخول.. افتحوا البوابة.. تطير الذبابة من شنطة عبدالغفور إلى كتف العميد.. وتفتح البوابه على أبهى مكان في القصر العتيد.. ويدخل عبدالغفور يمشي مع العميد... سبحان الحميد المجيد.. الطبيعة ساحرة.. الطبيعة ساحرة.. وكل شي في هالمكان غير.. الفخامه..الخضار ..الطير.. حتى الهوى غير... وترتسم على وجه عبدالغفور ابتسامه ساخرة فحواها تسائل.. كيف يقولون البلد ماهي بخير.. ويلمح عبدالغفور في السما..كذا سحابه.. ويتفائل.. وتطير من كتف العميد الذبابه إلى ياقة قميص عبدالغفور.. ويقلف عبدالغفور مع العميد لقاعة كبيرة من رخام فيها مقاعد فاخرة.. لوحات جداً نادرة.. وفي آخر القاعة باب كبير مذهب..واقف بجنبه حارسين عابسين الملامح.. ممشوقين القوام..هذا مكتب سيدنا المقدام.. عبدالغفور لا تنسى ما قلناه بخصوص السلام.. أمرك سيدي العميد من بعيد لا مصافحات.. حسناً يا عبدالغفور فلتجلس هنا لحظات .. ويدخل العميد إلى المكتب وتمر أكثر من دقيقة.. وقلب عبدالغفور تتسارع به النبضات.. يظهر العميد من المكتب.. تفضل أيها العالم سيدنا في انتظارك.. وعندما تخرج ستجدني في انتظارك إما هنا أو في الحديقة... عبدالغفور سيدنا له موعد مع رابطة الأدباء بعد ثلاثين دقيقة.. ويدخل عبدالغفور إلى المكتب .. والذبابه لا زالت على ياقة قميصه.. وتتثاقل به الخطوات.. وبعد ما يدخل من الباب .. يجول بناظره عبدالغفور.. وتتوقف به النظرات على الحاكم.. يرتدي حله أنيقة ويقرى كتاب قدامه على المكتب.. احترامي سيدي.. أهلاً عبدالجبار.. لا عبدالغفور يا سيدي.. عبدالغفور.. ماهي الأخبار؟؟ سمعت انكم انتهيتهم من تطوير سلاحنا الفاتك البتار.. قد قررت أن استخدمه في الاسبوع القادم.. في معركتنا الباسلة ضد المعتدين الأشرار.. ولقد أصدرت أوامري أن يطلق عليه اسم الظفار.. ما رأيك يا عبدالجبار؟ عبدالغفور يا سيدي.. عبدالغفور.. سيان يا عبدالغفور..ما رأيك فيما عرضت عليك من الأمور؟؟ عفواً سيدي لكن تذكرون قبل شهرين أنا والعالم أحمد والعالم حسين تشرفنا بلقائكم ورفعنا لمقامكم بأن تطويره يحتاج إلى مدة تقارب السنتين قلت لي أحمد وحسين .. ما أخبارهما؟ لا أدري يا سيدي .. فأنا من يومها لم أرهم.. أنا أعرف أخبارهما.. يا لهم من تعساء.. سمعت أنهم ماتوا هم وعائلاتهم وأصدقائهم في الصحراء.. واتضح من التحقيقات أنهم ماتوا في حادث سير.. وتناثرت جثثهم في العراء.. عبدالغفور ما أخبار زوجتك والأبناء؟ ويبتدي عرق عبدالغفور من جبهته يتصبب.. تطير الذبابه من ياقة قميصه وتوقع على المكتب.. عبدالغفور لم تجبني؟ ما أخبار زوجتك والأبناء؟ زوجتي.. زوجتي مريضة.. لم تزل يا سيدي مريضة... تزداد حالتها سوءاً ولم يعد يجدي الدواء..ولم يعد يجدي الدواء.. وأحمد ابني في الجامعة.. وغداً خطوبة ابنتي شيماء.. أما الصغار.. اسمع يا عبدالغفور أنا لا أريد أن أثور ولا أريد أن أغضب.. أريد هذا السلاح في مدة أقصاها شهر على الأقرب وليس هذا صعب على عالم مثلك.. وإلا إن لم تنجز هذه المهمة الصعبة كما تسميها.. فما ستلاقيه مني سيكون أصعب.. ومن سوء حظ عبدالغفور.. تطير الذبابة من المكتب إلى جبهة الحاكم..الزعيم المنصور.. وبكل ما به من غضب يصفق بيده جبهته.. تطير الذبابه وتوقع على المكتب.. ويضرب المكتب بعتف بقبضته.. ومن المكتب تطير وتوقع على الشباك اللي ورى عبدالغفور.. ومع الضجة يجي العميد من خارج المكتب مع الحرس يركض.. يلقى الرئيس غاضب وعبدالغفور مذهول أمرك سيدي الرئيس اقتلوا هذه الحشرة اللعينه.. ويأشر على الشباك اللي ورى عبدالغفور.. ويستل العميد سكينه ويضمدها في قلب العالم عبدالغفور.. ويسقط عبدالغفور جثة هامده..ودمه يضمخ ثيابه.. ما هذا أيها الغبي.. لم أكن أعني عبدالغفور.. إنما أعني الذبابه.. أنا دخل لأنام ألغوا اللقاء المقرر مع رابطة الأدباء.. وأخبروني ما تبقى لدينا من علماء.. وأحضروني كارولين أو لارا أو كلتاهما في المساء.. وأوقظوني في تمام الواحدة.. تطير الذبابة من الشباك إلى جثة عبدالغفور الهامده.. ويشيلها الحراس إلى البوابه ويسلموها لصقر.. وللجندي جثة العالم عبدالغفور وعليها الذبابه.. سيارة عسكرية قديمة.. تمشي في قصر شامخ.. وتتوغل .. وتتوغل.. وتتوغل.. وتمعن في توغلها إلى الخارج.. في المقعد الخلفي بها جثة لشايب وقور.. وفي الأمام صقر وجندي المخول بمرافقة عبدالغفور.. توقف عند باب القصر .. عند الحارس الأول.. ومنها الجندي يترجل.. ويقرب منه الحارس .. وبصوت فض جهور.. بنفس الغباء يسأل.. من أنت؟ من هذا الذي معك؟ وما الذي تريد؟ أنا الجندي الذي يعمل معك.. وهذا صقر ارسله وارسلني سيادة العميد..ومعنا العالم عبدالغفور.. عفوا جثة العالم عبدالغفور.. هذا اذا انتما من جديد .. ياللصدفة كنت أعلم أن هذا الجاهل سيلاقي حتفه.. وفي وسط الحوار ماهو يدور الذبابه تنتقل من جثة عبدالغفور إلى طاقية الحارس إلى أنفه.. وتطير وتلف وتدور وتوقع على راس كلب مسعور من كلاب الحراسه.. وينفلت كلب الحراسه.. تارك قصر الرئاسه خلفه.. وبعد ما يقطع مسافة يوقف الكلب في خرابه.. وتنتقل منه الذبابه وتوقع على فضلات.. وعلى بعد ميل من القصر جنب الخرابه بخطوات.. متسوله رثة ثياب على الرصيف معها ابنها ماسك رغيف.. قدامهم طاقية عملات فيها معدنية.. وورقة متاكل طرفها من أوراق البنكنوت.. والولد يركل برجله علبة عصير فارغة مكتوب عليها توت.. تجي الذبابه وتوقع على الرصيف.. ومن الرصيف إلى الرغيف إلى الرصيف..جنب طاقية العملات والبنكنوت.. ويجي الولد ماسك بيده علبة التوت.. ويطوح بها بعيد وبنعاله الرث القديم .. يدعس على الذبابه.. وتموت الذبابه.. المصدر: منتديات بني بحير بلقرن `fhfi td rwv hgvzhsi

01-28-2010, 10:25 AM	#4
أغليكـ	رد: ذبابه في قصر الرئاسه كل الشكر لك .. هذي عادات ابن مساعد . ! قصائدة دائما ً جميلة .. أغليكـ

01-30-2010, 01:41 AM	#8
أخفـ( غلاكـ )ـي	رد: ذبابه في قصر الرئاسه تسلم ذاكررر نقل مميز من شخصيه مميزه تحيتي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)

ذبابه في قصر الرئاسه

أخواني وأخواتي قصيدة الذبابه للأمير / عبدالرحمن بن مساعد بصراحة أعجبتني كثيراً .. فكتبتها إليكم ..وأتمنى أن تعجبكم.. ذبابة .. مرت على قصر شامخ عرفوا معنى الأمن ..