الحرارة تجبر مديري المدارس على تعجيل الاختبارات ..

الاختبارات .. الحرارة تجبر مديري المدارس على تعجيل فترة دخول الطلاب للقاعات





تسبب ارتفاع درجات الحرارة في اليوم الأول مع بدء الاختبارات في تذمر الطلاب جراء سوء التهوية في بعض المدارس. تصوير: خالد الخميس -«الاقتصادية»
عبد السلام الثميري من الرياض
عجَّل مديرو المدارس في الرياض إدخال الطلاب والطالبات مبكراً بين فترتي الاختبار، وعدم التقيد بالزمن المحدد لذلك؛ خوفاً من تأثير ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت أمس أول أيام اختبارات نهاية العام الدراسي للمرحلتين المتوسطة والثانوية إلى 40 درجة مئوية في ساعات الصبح الأولى، على صحتهم، بالنظر إلى أن معظم المدارس تفتقد للأماكن المناسبة التي تقيهم أشعة الشمس.
وفي ظل هذه الأجواء الحارة، طالب عدد من التربويين وأولياء الأمور وزارة التربية والتعليم النظر في وقت بدء الاختبارات وتقديمه إلى الساعة السادسة صباحاً بدلاً من الساعة السابعة، لتقليل أثر ارتفاع درجات الحرارة.
ورصدت ''الاقتصادية'' خلال جولة لها على عدد من المدارس المتوسطة والثانوية في الرياض، عديدا من الملاحظات في اليوم الأول من الاختبارات، أبرزها: تذمر عدد من الطلاب من سوء التكييف داخل قاعات الاختبارات، تكدس أعداد كبيرة من الطلاب في القاعات، وجود بعض الاختناقات المرورية أمام المدارس، توزيع بعض إدارات المدارس المياه الباردة على الطلاب لتخفيف الحرارة عليهم، بل إن بعض مديري المدارس وزع التمر وبعض الحلويات والعصير.
ويؤيد عبد الرحمن الخراشي مشرف تربوي، الآراء التي تدعو إلى تعجيل زمن الاختبار إلى الساعة السادسة صباحا بدلاً من السابعة، ويقول لـ ''الاقتصادية'': إن اختبارات هذا العام تزامنت مع تزايد في ارتفاع درجات الحرارة؛ ما تسبب في تذمر الطلاب من ارتفاع درجات الحرارة، وأن علينا لتخفيف هذه المشكلة ''التربية'' التفكير في بدء الاختبار السادسة صباحاً، في ظل الفارق الكبير بين شروق الشمس وساعة بدء الاختبار الساعة السابعة، والتي تتجاوز الساعتين''.
ودعا الخراشي أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم أثناء خروجهم بعد الاختبار، واصفاً هذه ''الفترة'' بالخطيرة لخروجهم مبكراً، وتصيد مروجي المخدرات لهم، مشيراً إلى كثير من الحوادث المرورية تقع أيام الاختبارات، جراء ضعف متابعة الآباء.
ويتفق خالد العنزي ولي أمر لطالبين في المرحلة الثانوية مع هذا المقترح، داعياً ''التربية'' إلى متابعة صيانة المدارس، التي تفتقر بعضها إلى صيانة أجهزة التكييف، منوهاً بمبادرات إدارات المدارس في تقديم المرطبات للطلاب، لتخفيف حدة حرارة الجو.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد منحت صلاحيات لمديري ومديرات المدارس في اتخاذ القرار للحفاظ على صحة ومصالح الطلاب والطالبات.
وقال لـ ''الاقتصادية'' الدكتور فهد بن عبد الله الطياش المشرف العام على الإدارة العامة للإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم في حديث سابق ''إن لا حرج على المدارس عمل ما تقتضيه مصلحة الطلاب والطالبات، فيما لا يخل بالعملية التربوية، وأن مثل هذه القرارات تعود إلى مدير ومديرة المدرسة، الذين يعدون مؤتمنون عليهم''.
وأكد الطياش، أن وزارة التربية والتعليم متجهة للامركزية في العمل، وإعطاء القرار في مكان تنفيذه، وأن هناك رغبة لدى ''التربية'' نحو المدرسة لصنع القرار المدرسي، وأن لدى إدارات المدارس صلاحيات ممنوحة لهم لخدمة العملية التربوية.
وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور علي بن حسن الزهراني الأستاذ المساعد ورئيس قسم صحة المجتمع في كلية الطب في جامعة الطائف، أن الارتفاع المتزايد والملحوظ في درجات الحرارة في الفترة الحالية المتزامن مع توتر الاختبارات قد يؤدي إلى اضطرابات سلوكية تربك الطالب في قاعة الامتحان، مبيناً ''ربما تؤدي الموجة شديدة الحرارة إلى الدخول في عنف قد يصل إلى التشابك بالأيدي أو أكثر من ذلك؛ لذا علينا جميعاً ضبط النفس ومحاولة تلافي أشعة الشمس التي تجرنا إلى هذه السلوكيات، ولا سيما الطالب الذي يعاني ضغوط الاختبارات''. ولفت إلى أن ''ارتفاع درجات الحرارة في حد ذاته سبب لارتفاع التوتر والضغوط، فما بالك إذا أضيف لها حرارة أخرى أشد خطورة نفسية، وهي حرارة الاختبارات، عندها سيكون الوضع صعباً جداً على الطالب''، متوقعاً أن تتزايد حالات إغماء الطلاب وقت الاختبارات، وربما تتأثر صحة الطالب الجسدية والنفسية ما لم يراع الوالدان والمعلمون هذه الضغوط التي يعانيها طلابنا هذه الأيام بسبب تزامن الاختبارات مع الارتفاع غير الطبيعي لدرجة الحرارة مقارنة بالأعوام السابقة.

---

hgpvhvm j[fv l]dvd hgl]hvs ugn ju[dg hghojfhvhj >> ju]dg