منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   ملتقى بن بحير بلقرن الخاص (http://www.binybohair.com/vb/f77/)
-   -   {حصرياُ}قبيلة بني بحير :::::وعبادة الشمس والقمر!::روؤيه بقلمي! (http://www.binybohair.com/vb/binybohair17134/)

متعب البحيري 07-01-2010 12:23 PM

{حصرياُ}قبيلة بني بحير :::::وعبادة الشمس والقمر!::روؤيه بقلمي!
 
كثيراً ما يستهويني النظر فيما كان عليه أجدادنا الآوائل، وكثيراً ما يرضيني تقصي آثارهم وأخبارهم، فبعد تأملٍ طويل في أوضاعهم وأحوالهم قبل سنين فارطة، ذهبتُ فيما لا يدع مجالاً للشك إلى أن قبيلة بني بحير أنحدرت من قبائل كانت تعبد الشمس والقمر، ومخلفات هذه العبادة لا تزال حاضرة في مجتمعنا البحيري والمنطقة الجنوبية عامة أو العالم العربي إن صح ذلك!
لكن قبل أن ندخل في التفاصيل، سأثيرُ سؤالاً مؤدّاه: لمَ عبد الناس الشمس والقمر والكواكب والنجوم والبرق وغيرها؟؟؟؟
الإجابة ببساطة: لجهلهم بربهم!!! فحين لم تدركه الأبصار، انجرفوا نحو عبادة ما تبلغه الأنظار! فانصرفوا للبحث عن أقوى المخلوقات وأعظمها مكاناً والتي تستحق أن تكون آلهةِ هذا الكون! كان الإنسان البسيط لا يعرف لهذا الكون تفسيراً شاملاً، فكان يسعى جاهداً لبلوغ إجابة تشفي تساؤلاته عن وجود مدبراً لهذا الكون الفسيح، بيد أنه لم يجد ما يُقنعه ويرضيه، فعاد يحيك الفرضيات تلو الفرضيات أملاً ورجاءً أن يوقف سيل تساؤلاته المتراكم! فبزغت حكاية هذه التساؤلات منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام والذي كان يسعى ليعرف ربّه وإلهه، وذلك في مجتمعٍ طغت عليه عبادة الكواكب! فكان يقول هذا ربي، وهذا ربي، وذلك ربي في حيرة من إمره من يكونُ ربه؟؟ وكلماته التي وردت في القرآن شاهدة على إندلاع عبادة الشمس والقمر قبل وبعد ذلك، قال تعالى "فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي"، "فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربى" "فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي". فعدمُ الوصول إلى ربٍ معين من هذه المخلوقات فيه دلالة على عدم الرضا الداخلي بأحد هذه الافتراضات، فما كان ممن بعده أو قبله إلا أن عاندوا أو رضوا بعبادة الشمس والقمر واستمروا على هذا الحال حقبة من الزمن طويلة!!!! لأنها – كما يظهر – المتحكمة في أمور الليل والنهار! فعن طريق الشمس، أدرك الإنسان عدد أيامه ووقت زراعته ومحصوله وموسم رعي أغنامه، وعن طريق القمر والنجوم، هُديَ لطريقه في البر والبحر وعرف مواقيت الشهور ومقدم الأمطار والسيول! ولمّا كانت الشمس والقمر مسؤولان عن إحداث كل هذا، أصبحا أقوى قوتين في الوجود بل أجدرُ ما يُعبد في نظر السلف القديم! وقد نشأت في منطقتنا الجنوبية وفي منطقة اليمن في حضارة sheba أو سبأ عبادة الشمس وذلك في زمن سليمان عليه السلام، فكانت بلقيس وقومها يعبدون الشمس بلسان الهدهد "وجدتها وقومها يسجدون للشمس"
ومن الأهمية بمكان أن نذكّر أنّ مجتمعنا البحيري كان قبل عقود دابرة يؤمن بقدرة الشمس والقمر على التحكم في شؤون الحياة وصروفها! فلقد كنتُ اسمعُ قصةً وقت صغري تقول بقوة البرق وقدرته على إحياء الموتى، وتحكي القصة ثعبانين أسودين تم قطعمها نصفين! وبقوة البرق اللامعة، عادت فيهما الحياة مجدداً وعادا سالمين كأن لم يصابا بمكروه! وفي هذا إشارة بارزة على إيمان الأوائل والأجداد بقدرة البرق على إحياء الموتى وهذه الصفة لا يستحقها كما نعلم سوى الآله! بل أن من شأننا حينما كنا صغاراً أن نرمي بأسناننا اللبنية المتهالكة إلى الشمس ونقول "أبدلينا بسن غزال" وفي هذا إيمان قاطع ومطلق على أننا كنّا نظنُ أنّ الشمسَ تستطيع إعادة نمو أسناننا، فوجب قذفها بالسن المخلوع رجاء إبداله! وهذا الكلمة أو العبارة التي يجب قولها تشي بإيماننا أننا نتحدث إلى إله يسمع ويرى ويستجيب لطلباتنا! كما كان آبائنا يوصونا بالتحرز من الخطأ وذكر سن الحمار خشيةَ أن تنفذ الشمس ما نطلبه منها! واستعانتنا بالشمس وقدرتها على إعادة السن فيه ما ينبيء عن إعتقادنا أن للشمس خصوصية الخلق كما يفعل الإله!!
ومما يُعجب لأمرنا أن جعلنا لهذا الآله من الشمس والقمر يداً ووجهاً وإبناً وإبنة، فكانت تُفسر الصبغة الرمادية التي تعلو وجه القمر بخبطة يد الشمس المصبوغة بالحنا، وكان من تفسيراتهم البسيطة لدحرجة أبو جعران للقذارة أنه يريد من ذلك زواج ابنة الشمس!! إقحام هذه الشمس في تفسيرات حياتنا ليس ناتج الصدفة، إنما دلالةٌ على أهمية هذا المخلوق في نفوس أقوامنا قبل عقود! أهميةٌ قد تبلغ مكانة الإله! وليس ما فعله آبائنا بالشمس بقليل قياساً بالقمر، فلقد كان من أمرهم أن قاموا بإحراق الأعلاف وبقايا استهلاكهم إنارة للقمر وقت الخسوف، ولعلها مواساةً لهذا الإله أو محاولة لإنارة طريقه ليعود كما كان، فضلاً عن أنهم كانوا يملؤون البراميل بالمياه تخفيفاً على حرارة القمر الذي زعموا بأنه احترق!!! ممارسات غريبة ومثيرة للتساؤل، ولا يخفى بعضاً منكم ما كنّا نسمعه من تراتيل أو مقولات وأدعية كانت تقال بظهور الهلال أو ما يسمى بالشهر، وتلك الظاهرة برمي الشهب! بل كان الأجداد يحذرون أطفالهم من عد النجوم واحدة فواحدة، لأن ذلك سيُظهر حب الشباب في أردافهم! تساؤل مهم: مالذي جعل آبائنا وأجدادنا يظنون ولو بقليل أن للنجوم طاقة وتأثير على إحداث هذه الإمراض وهذه الطارئات؟ صدقوني لا يوجد غير الإيمان بقدرتها وقوتها في التأثير على البشر!
وهذة الأفعال ما هي إلا مخلّفات للعرب قديماً كما اشرنا، فكانت العرب تسمي ابنائها عبد الشمس وعبد شمس وعبد الشارق وفي هذا جعلوا للشمس عبيداً يعبدونها ويتقربون إليها بإسمائهم! ولقد سميت زهرة معروفة بعبّاد الشمس لأنها تتبع آلاهها فتعبده وتتجه نحوه كل ساعة. بل أن رمي السن كانت من عادة الجاهلية الأولى كما ذكر أيوب صبري في كتابٍ له باسم "مرآة جزيرة العرب"، وذكر أن لقبائل الجنوب نجم يسمى "عشتار أو عشتروت" وهو ابن الشمس! اما ما يتعلق بالقمر، فلقد ذكر أن علماء الآثار وجدوا نقوش ثمودية تسمي القمر باسم "ود" ومنه ظهر اسم "عبد ود" كاسم للشاعر الجاهلي المعروف!
هذه الطقوس التي كانت وربما لا زالت تمارس في قبيلتنا من رمي للسن وإيمان بقوة البرق في الإحياء وعلاقة الشمس بالقمر وحركة أبو جعران وعد النجوم وملء البراميل بالماء وحرق الاعلاف وقت خسوف القمر لدليل على أنها لم تصدر نتيجة العبث والصدفة، إنما هي محصول تساؤلات غامضة كان يثيرها آبائنا وأجدادنا من وقتٍ قديم ودامت كبقايا رسوبية في أذهانهم وقلوبهم، لعلها استطاعت أن تجيب على بعض اسئلتهم المحيرة كسؤال "من الذي يعيد السن المخلوع بعد سقوطه، وسؤال من الذي يحي الموتى من الثعابين؟ فكانوا يسألون ويخلقون إجابات مرضية، يسألون لماذا القمر ملطخ ببقعة، لماذا يظهر حب الشباب في الأرداف، لماذا يدحرج ابو جعران الأوساخ، لماذا يتغير وجه القمر هل احترق ماذا حدث!! هذه الاسئلة التي أسفرت عن طقوس وشعائر تثبت يقيناً بأن مجتمعنا السابق كانت فيه آثار عبادة للشمس والقمر والنجوم والكواكب وغيرها من حوادث طبيعية حتى وإن آمنوا علناً برب الشمس بمقدم حملات الصحوة في القرن العشرين! ويا أسفي على بساطة السماء الزرقاء التي استطاعت أن تثير غموضاً في عينيّ والدي الفضوليتين!!!! بل كانت تقضُ مضجعه كثيراً، فلقد سمعتُ كثيراً وكثيراً أنه كان يقف أكثر من مرة على جبل عالٍ في شعب حمدي ويشير بعصاه إلى السماء محاولاً أن يخرقها بالعصا!! كنتُ اسمعها من عائلتي وغيرهم بطابع التندر والإستنكار، وكنتُ أتعجب معهم، لكنني آمنتُ اليوم أن صنيعه الفضولي لا يعدو أن يكون محاولة كسيحة فشلت أن ترد على بعض تساؤلاته!
يقول الحكيم الإمريكي وليام ويرت William Wirt المولود عام 1772م والمتوفي عام 1834م
استغل كل لحظة فضول في حياتك لإيجاد حلول لتساؤلاتك، لأنك إن تغاضيت عن لحظة الفضول، لن تعود رغبتك وستبقى على جهلك!!!

ملاحظة: ليس في هذا كله شجب لأفعالهم إذ أنهم كانوا على جهل بعلوم الدين وعفى الله عن جاهلهم! لكنها تقصي وإجابة لبعض تساؤلاتي المثارة عن تلك الطقوس!!!!

علي بن قحمان القرني 07-01-2010 02:12 PM

ماشاء الله تبارك الله اخي متعب لم تبقي لناشي
وتحدثت فأبدعت وتطرقت لكل صغيره وكبيره ولم تترك لنا
غير الاشاده بك وبجهودك المميزه ...
تقبل مروري وتقديري

مطر البحيري 07-01-2010 04:04 PM

ياسلام عليك يامتعب بصراحه تناولت الموضوع من جميع جوانبه
ولكن أيعقل أن هذه الأمور مازالت الى الآن ؟

متعب البحيري 07-01-2010 05:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن قحمان القرني (المشاركة 110809)
ماشاء الله تبارك الله اخي متعب لم تبقي لناشي
وتحدثت فأبدعت وتطرقت لكل صغيره وكبيره ولم تترك لنا
غير الاشاده بك وبجهودك المميزه ...
تقبل مروري وتقديري

أهلاً بالرئيس علي، شكراً لك على التعقيب والمرور وسعدت بتواجدك!!!

متعب البحيري 07-01-2010 05:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مطر البحيري (المشاركة 110837)
ياسلام عليك يامتعب بصراحه تناولت الموضوع من جميع جوانبه
ولكن أيعقل أن هذه الأمور مازالت الى الآن ؟

أهلاً وسهلاً بك عزيزي مطر، وشكراً لتعقيبك! أما سؤالك فربما أنها متواجدة أثراً لا تطبيقاً، لكنها لم تعد تُصدق كما كانت تصدق لدى سلفنا الماضي!! نتواترها نحن المعاصرون بقولنا "كانوا امولين يقولون لو كان كذا وكذا صار كذا وكذا"، نتواترها كتراث فقط! أما رمي الأسنان فأنا على ثقة ويقين بأنها لا زالت تُطبق في القرى النائية من باب مشاركة ابنائهم فرحة إنخلاع أسنانهم!! كلما كانت القرية نائية ومنعزلة، كلما رشحت بأصالتها وعراقتها فلا تتغير! أما ذبولها في قرانا مع إيماني بوجودها ولو لقليل فيُعزى إلى ثورة الميديا والندوات الإسلامية المنتشرة في مساجدنا عن مساجدهم!! لا أنكر أن لو كان لي ولد وتم خلع سن من أسنانه أن أطالبه برمي سنه إلى الشمس ملاطفة مني ومشاركة له فيما كان يفعل سلفه الماضي! ربما أفعل بلا وعي لأنها في نظري فعل لا يقدّم ولا يؤخر!!!! لكنها بصراحة فيها استعانة واستغاثة بغير الله وهذا شرك أكبر!! "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء". نسأل الله السلامة والعافية!!!

الياسمينه 07-01-2010 07:28 PM



لا غرابه اذا كان هذا التحليل صحيحا فكما ذكرت اخونا الفاضل بان اجدادنا ما كانو الا امتدااد لأبائهم الذين غرقو في نوع من الاستنتاجات الا منطقيه واسسو عليها كثيا من طقوسهم سالفة الذكر

غرق قبيلتنا في ركود ناتج عن تاخر التعليم وعدم وجود توعيه دينيه اعطى المجال لهذه الطقوس ان تستمر وان تغدو جزاء لا يتجزاء من اساطيرهم وحكايتهم التي مازال اهلنا يحكونها لنا اتذكر باأننا لم نكن نستعذبها لا عندما يحكيها لنا شخص كبيرفي السن ( جدي اطال الله في عمره ) لانه كان يصفها ويحرص ان نقتنع بها بعكس ابائنا الذين كانو يقصونها بطريقة جامدة لانهم اصلا غيرمقتنعين فيها

ايضا لا ننسى ان ايمانهم بقدرة الجن والعفاريت والدليل على ذلك دعائهم على لاخر(بدخلو ... ودقو ) الوااو هنا عائد الى الجن

سمعت ايضا بان الاهل هناك كانو لا يذبحون اضحية العيد حتى يركب على ظهرها جميع افراد الاسرة
مالهدف طيب ؟؟؟؟ !!!! ربما نتجت عن تحليل اسسه احد المفكرين لكن لا يهم ذلك المهم انه فكر

شكراجزيلا

مسك الكلام 07-01-2010 08:22 PM

أهلاً أهلاً بمن أوحشنا غيابُه


عليلٌ من غيابك أنا


هنيئاً لك ببستان فكرك الذي تقطف لنا منه أحلى الثمرات بين الحين والآخر

عزيزي الفاضل: متعب

أتفقُ معك فيما ذهبت إليه من معتقدات خاطئة وسرد للأمثلة عليها, وأختلف معك في هنّة من الهنّات البسيطة, وعنها أقول:

أرى أنّ كلمة عبادة الشمس والقمر كلمة كبيرة وضعت مبالغةً فقط, أو لإثارة الانتباه أولجذب القارئ؛ فأنصارمَجتمعنا القديم يقرون بوجود الله ولاينكرونه حتى وإن كانوا يعتقدون معتقدات باطلة وأكاذيب واهية وصححني إن كانت رؤيتي خاطئة.

فلا أظن أن أجدادنا كانوا يعبدون الشمس والقمر حق العبادة, هم كانوا يعتقدون معتقدات خاطئة حيث يتوسلون إلى الشمس ويطلبون المعونة من الجن ويتشفعون بهم ويمارسون أفعالاً جاهلية ويتفوهون بأقوال وأدعية لم ينزل الله بها من سلطان؛ لكنّهم كانوا يقرون بوجود الله ويعلمون أنّه الخالق وأنّه المحي والمميت وغيرذلك.

وماتلك المعتقدات إلا نتيجة الجهل السائد في ذاك الزمن وضحالة العلم وندرة المتعلمين, وماسردته لنا من أمثلة مضحكة كلها عين الصواب وأنا ممن قد رمى سنّه للشمس وقت الظهيرة كي تبدّ ل لي بسنّه غزال قبل ردح من السنين وكنت ولا زلت وسأبقى أعبد الله.
نعم كان هناك جهل سائد ولازلت بعض الأقوال الجاهلية حاضرة يتفوه به الكثير سواء متعلم أو غير متعلم لأنهم جبلوا عليها منذ الصغر ولم يدركوا معناها وماترمي إليه.


وأخيراً أسأل الله أن يُظهر لنا نور الحق ويرزقنا اتباعه, ويطمس غياهب الجهل ويرزقنا اجتنابه.


تحية معطرة من داخل الأعماق أبعثها إليك.



أبو عماد 07-01-2010 11:14 PM

ما شاء الله تبارك الله
هذا بحث و ليس مقالاً
فقد تطرقت لجميع الجوانب
فور قراءتي للعنوان كنت على يقين تام بمحتوى الموضوع
و كنت اعتقد بأني سأضيف الجديد
حيث اعتقدت بأنك اغفلت بعض النقاط
و لكنك لم تدع شاردة و لا واردة الا ذكرتها
و اكثر من ذلك انك استنتجت و استشهدت
و هذا ما يجعل موضوعك متكاملاً
لا اخفيك سراً بأني فرحت لأنك انت كاتبه
و السبب لأن متعب مميز جداً في طرحه للمواضيع
و لعلي لو كتبته لما كتبته مثلك
فهنيئاً لنا بك

نعود للموضوع فنقول
الحمد لله على نعمة الاسلام و كفى بها نعمة
و الحمد لله الذي يسر لحكومتنا الرشيدة من نشر
الوعي الديني الذي كان غائباً تماماً فيما مضى
و نحن نعلم عين اليقين ان ابائنا و اجدادنا كانوا يمارسون
هذه الشعائر جهلاً لا ايماناً فنسأل الله الغفور الرحيم
ان يغفر لهم و يتجاوز عنهم

كنت قد خلعت سنتي في الليل و خبأتها في منديل قماشي
تحت فراشي منتظراً بزوغ الشمس صباحاً..و ما ان طلعت
حتى قيل لي انتظر لوقت الظهيرة حتى تكون الشمس بكامل قواها
و ما ان اكتملت قواها حتى لُقّنت و حُفّظت العبارة التي ستقال
و اعدتها مرة ثانية قبل الشروع في العملية حتى لا اقع في المحضور
ثم استجمعت قواي الطفولية و قلت
(ياااااااااا عين الشـــــــــمس....خذي سنة حمااااااااااار...و بدليها بسنة غزال)
هههههههه
يعني انا حمار
الله..جهلٌ طفوليٌ جميل


هناك الكثير من الطقوس الشركية
و لعل اكثرها انتشاراً و ما زالت الى الآن الاستغاثة بالجن
في قولنا (انفروا به..نطوا به..دقوا في وجه) و غيرها
و لا انس التنشيح و هو الذبح للجن و وضع الذبائح الطازجة
على طرف البلاد و اراقة السمن و اللبن قرباناً للجن لتحمي محصولاتهم الزراعية
و المتأمل في هذه النقطة يرى ايمانهم العميق بهذه الشعيرة اذ انه
و على الرغم من الجوع و الحاجة الا ان العائلة لا تمانع في ان تعطي
قوت يومها بل شهرها لمعشر الجن..

و ان انسى لا انس تحذيرنا من الافاعي(الاسود) بعد المطر
اذ ان البرق يضرب الأرض و يأتي بمجموعة من الافاعي السوداء
القادمة من السماء..و كما اسلفت اخي الحبيب ان البرق كان
له قدرة باحياء الافاعي..

و من ضمن هذه المعتقدات يظهر لنا معتقد جميل و علمي
اذ ان البعض يذهبون الى اماكن ضرب الصاعقة و يحفروا
الأرض بحثاً عن مخلفات الصاعقة و التي يقال انها تأتي
بحديد من نوع نادر فاخر فيأخذون هذا الحديد ليصنعوا منه
الخنجر (الجنبية) و لا ادري عن صحة هذه المعلومة مع يقيني
بأنها عارية من الصحة..
و ما يهمنا هنا هو قوله تعالى (و انزلنا الحديد فيه بأساً شديد و منافع للناس)
و قد اثبت لنا العلم الاعجاز العلمي لهذه الآية بأن الحديد منزّلاً من السماء تنزيلاً
و ليس من عناصر الأرض الأساسية..
فكأني بهم -اجدادنا- كان معهم بعض العلم الذي توارثوه ممن سبقهم كما كان لديهم
بعض الجهل الذي تشرّبوه من اسلافهم..

كما لا يفوتنا الحديث عن بعض الأفكار الخاطئة ان ابتعدنا قليلاً عن الشعائر
فمما يقال
ان بلحصين اذا ضبّح (بحثت عن صوت الثعلب فاذا هو ضباح)
بجوار القرية فهو نذير بموت شخص من أهل القرية
و في هذا السياق يقال بأن الشخص اذا رفّ عينه (رمشت بطريقة سريعة و غريبة)
فذلك نذير بموت قريب.

المعتقدات و الشعائر (الشعيرة هي التي تؤدى بشكل علني) الجاهلية
كانت كثيرة جداً و المجال يضيق لحصرها
و لكننا استنتجنا مؤشر ايجابي فيما سبق وذلك من قصة حديد الصاعقة
و هناك مؤشر ايجابي آخر و هو الإرث التاريخي لقبيلتنا خاصة و منطقتنا بشكل عام
و هو ما يسمى بـ (الأساطير)
و الأسطورة كما يقول طارق الهاشم
يمكن تعريف الأسطورة بأنها محاولة من الانسان لتبرير ما هو قائم من انساق طبيعية أو
صناعية في محيطه،
وهي تستمد قوتها من ذاتيتها بغض النظر عن صحة وجودها الموضوعية

اما انواع الأساطير فيقول الدكتور
أحمد كمال زكي بأنها تنقسم الى أربعة أنواع هي :

أ- الاسطورة الطقوسية
ب- الاسطورة التعليلية
ج- الاسطورة الرمزية
د- الاسطورة التاريخية ، وهي تاريخ وخرافة معاً
و هناك من يرى أنواعها خمسة هي :

أ‌- الاسطورة الطقوسية : وهي تمثل الجانب الكلامي لطقوس الافعال ألتي من شأنها أن تحفظ للمجتمع رخاءه .

ب-اسطورة التكوين : وهي التـي تصور لنا عملية خلق الكون .

ج- الاسطورة التعليلية : وهي ألتي يحاول الانسان البدائي عن طريقها ، أن يعلل ظاهرة تستدعي نظره ، ولكنه لا يجد لها تفسيراً ، ومن ثم فهو يخلق حكاية أسطورية ، تشرح سر وجود هذه الظاهرة .

د- الاسطورة الرمزية : وهي ألتي تتضمن رموزاً تتطلب التفسير ، ومن المؤكد أن هذه الاساطير قد ألفت في مرحلة فكرية أكثر نضجاً ورقياً .

هـ- أسطورة البطل الاله : وهي التي يتميز فيها البطل بانه مزيج من الانسان والاله ، (ألبطل المؤله ) ألذي يحاول بما لديه من صفات إلهية أن يصل الى مصاف الالهة ، ولكن صفاته الانسانية دائماً تشده الى العالم الارضي .

فنجد الاسطورة الطقوسية حاضرة في مجتمعنا البحيري بما نسميها (الهريّة و جمعها هرايا) مثل:انفّروا به و نطّوا به.
و نجد الاسطورة التعليلية فيما كان يشغل بال والدك رحمه الله و غفر له مما استدعاه لمحاولة خرق السماء محاولاً ايجاد
تبرير منطقي لسؤال بالتأكيد هو يشغل باله و يؤرّق عينه.
و لعل الأنواع الأخرى قد تكون غائبة أو انها موجودة فعلاً و لكني قد لم احط به خبرا
كنت قد اقتنيت قبل عدة أشهر كتاب (حكايات و أساطير العالم) للمؤلف نيل فيليب و ترجمة صلاح صلاح
و هو كتاب قيّم و جميل زاد من جماله الرسومات الموجودة به..
ما أردت فوله ان هناك مئات الأساطير من شتى انحاء العالم منها ما هو جميل و شيّق و منها ماهو حشو كلام
و لو عرف العالم بهذه الحكايات و الشعائر الموجودة عندنا لضمّنوها الكتاب فهي تعتبر اسطورة مثلها
مثل الأساطير العالمية..الرومانية و اليونانية و الاغريقية و الفرعونية و الهندية و العربية مثلها مثل جلجاميش
وهرقل و التفاح الذهبي و اوليمبوس و اوزيريس و مجيدو و غابة الشيطان و السندباد..

و من المعلوم ان الأساطير تمثّل الجانب العقَدي في أي حضارة..و هو ما نلحظه في اساطير
اجدادنا فهي تركز على جانب العقيدة اكثر من أي شي آخر..

اخي مسك الكلام ذهب الى ان اجدادنا لم يكونوا من عبّاد الشمس و القمر و انا اتفق معه في ذلك
و لعلنا نقول انهم كانوا يتخذونها قربى و هذا لا يخرجهم من دائرة الشرك اسأل الله لهم المغفرة
و كل هذا كان بسبب الجهل المفرط الذي كان يعيش فيه الآباء و الاجداد..

ختاماً
آسف جداً للأطالة و لكن الموضوع اعجبني

غصن التوت 07-02-2010 12:25 AM

مبدع متعب دائماً

تعجبني

ما أبي أزيد على كلامك رغم أني عندي أشياء كثيرة بس كفيت ووفيت ..

تحياتي

متعب البحيري 07-02-2010 12:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الياسمينه (المشاركة 110865)


لا غرابه اذا كان هذا التحليل صحيحا فكما ذكرت اخونا الفاضل بان اجدادنا ما كانو الا امتدااد لأبائهم الذين غرقو في نوع من الاستنتاجات الا منطقيه واسسو عليها كثيا من طقوسهم سالفة الذكر

غرق قبيلتنا في ركود ناتج عن تاخر التعليم وعدم وجود توعيه دينيه اعطى المجال لهذه الطقوس ان تستمر وان تغدو جزاء لا يتجزاء من اساطيرهم وحكايتهم التي مازال اهلنا يحكونها لنا اتذكر باأننا لم نكن نستعذبها لا عندما يحكيها لنا شخص كبيرفي السن ( جدي اطال الله في عمره ) لانه كان يصفها ويحرص ان نقتنع بها بعكس ابائنا الذين كانو يقصونها بطريقة جامدة لانهم اصلا غيرمقتنعين فيها

ايضا لا ننسى ان ايمانهم بقدرة الجن والعفاريت والدليل على ذلك دعائهم على لاخر(بدخلو ... ودقو ) الوااو هنا عائد الى الجن

سمعت ايضا بان الاهل هناك كانو لا يذبحون اضحية العيد حتى يركب على ظهرها جميع افراد الاسرة
مالهدف طيب ؟؟؟؟ !!!! ربما نتجت عن تحليل اسسه احد المفكرين لكن لا يهم ذلك المهم انه فكر

شكراجزيلا

أهلاً وسهلاً عزيزتي الياسمينة وأقدّر لك مشاركتك وتعقيبك! أعجبتني ما ذيّلتِ به ردك حينما قلت "لا يهم ذلك المهم أنه فكر"، فنحنُ بحاجة لأن نفكر ونتأمل فيما حولنا ونجدّ في الوصول إلى تفسيرات منطقية وعقلانية ترضي تساؤلاتنا!! بل دعانا القرآن لذلك "أفلا يتفكرون"! فلا يهم ذلك المهم أنهم فكرّوا! كما أحسنتِ بإشارتكِ لقضية الجن ودخلوا وانفروا وغيرها من هرايا فمع الأسف الشديد لا زالت حاضرة في مجتمعنا وربما لها أسباب غيبية لا نعرفها! نقطتك الأخيرة التي اثرتيها استهوتني بصراحة لاسيما أنني شهدت بنفسي صعود خروف وُضِعَ على ظهره سبعٌ من الحجارة فأصعدني والدي على ظهره وأنا ذو ثلاث أو أربع! امتطيته حتى اسقطت الحجارة ثم أنزلني وطرحه وذبحه!! ربما هذا التصرف من التصرفات المثيرة للإهتمام والتساؤل بل ربما يحتاج لوقت آخر من التأمل والتفكر فواجبٌ أن تكون تصرفات ذات علاقة بمفاهيم بائدة لا زالت متواجدة! أخيراً سعدت بمشاركتك ولكِ جزيل الشكر والتقدير!

متعب البحيري 07-02-2010 12:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسك الكلام (المشاركة 110874)
أهلاً أهلاً بمن أوحشنا غيابُه


عليلٌ من غيابك أنا


هنيئاً لك ببستان فكرك الذي تقطف لنا منه أحلى الثمرات بين الحين والآخر

عزيزي الفاضل: متعب

أتفقُ معك فيما ذهبت إليه من معتقدات خاطئة وسرد للأمثلة عليها, وأختلف معك في هنّة من الهنّات البسيطة, وعنها أقول:

أرى أنّ كلمة عبادة الشمس والقمر كلمة كبيرة وضعت مبالغةً فقط, أو لإثارة الانتباه أولجذب القارئ؛ فأنصارمَجتمعنا القديم يقرون بوجود الله ولاينكرونه حتى وإن كانوا يعتقدون معتقدات باطلة وأكاذيب واهية وصححني إن كانت رؤيتي خاطئة.

فلا أظن أن أجدادنا كانوا يعبدون الشمس والقمر حق العبادة, هم كانوا يعتقدون معتقدات خاطئة حيث يتوسلون إلى الشمس ويطلبون المعونة من الجن ويتشفعون بهم ويمارسون أفعالاً جاهلية ويتفوهون بأقوال وأدعية لم ينزل الله بها من سلطان؛ لكنّهم كانوا يقرون بوجود الله ويعلمون أنّه الخالق وأنّه المحي والمميت وغيرذلك.

وماتلك المعتقدات إلا نتيجة الجهل السائد في ذاك الزمن وضحالة العلم وندرة المتعلمين, وماسردته لنا من أمثلة مضحكة كلها عين الصواب وأنا ممن قد رمى سنّه للشمس وقت الظهيرة كي تبدّ ل لي بسنّه غزال قبل ردح من السنين وكنت ولا زلت وسأبقى أعبد الله.
نعم كان هناك جهل سائد ولازلت بعض الأقوال الجاهلية حاضرة يتفوه به الكثير سواء متعلم أو غير متعلم لأنهم جبلوا عليها منذ الصغر ولم يدركوا معناها وماترمي إليه.


وأخيراً أسأل الله أن يُظهر لنا نور الحق ويرزقنا اتباعه, ويطمس غياهب الجهل ويرزقنا اجتنابه.


تحية معطرة من داخل الأعماق أبعثها إليك.


يا هلا ومسهلا بالحبيب والعزيز والمقرب والمعزز معلمي دخيل! قبل أيام وبعد إنهائي للفصل الصيفي، كنتُ أقرأ عن المضارع والمنصوب والمجزوم والصفة والحال وتذكرتك حينها وتذكرت الوصايا!!! مرحباً بك وسعيد بمشاركتك! خالف ونرضى وسل تُعطى ولعلك اختصرت ما ذكرت من اسباب في الجهل السائد في تلك الأزمنة! بل وأزيدك من الشعر بيت، كان هناك السحرة والفلاسفة والأطباء في حضور بشكل لافت، ولعلهم هم من بثّوا هذه السموم! تذكرت ساحر له قصة أخبرني بها والدي رحمه الله ولا اريد ذكر القصة والاسم علانيه خشية أن أقع فيما يسوء الناس بغير قصد! أما ما اشرت إليه بأن آبائنا وأجدادنا ليسوا بعبّأد شمس أو قمر فأنا أتفقُ معك، ربما أنني لم أوفق في عرض العنوان لكنني ذكرت ذلك في المقدمة فقلتُ ما نصّه:
أن قبيلة بني بحير أنحدرت من قبائل كانت تعبد الشمس والقمر!!!!!
فلربما قصدتُ أن هذه المخلفات تشير إلى أن أسلافنا القدامى - ليسوا بأجدادنا - كانوا من عبدة الشمس والقمر، وقبيلتنا انحدرت منهم، لاسيما أننا من الجنوب وبلقيس من الجنوب كذلك!! فالشيء من مأتاه لا يُستغربُ كما قال لي صديقي ماجد العاصمي!! ربما أنني لم أفصح عن ذلك بطريقة واضحة من باب الترويج والتسويق للإثارة في الموضوع ولكن سرعان ما عجلت لإخماد هذه الثورة، فانطفأت بمجيئك :)!! شكراً لك عزيزي، وكلنا عليل!

متعب البحيري 07-02-2010 01:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عماد (المشاركة 110883)
ما شاء الله تبارك الله
هذا بحث و ليس مقالاً
فقد تطرقت لجميع الجوانب
فور قراءتي للعنوان كنت على يقين تام بمحتوى الموضوع
و كنت اعتقد بأني سأضيف الجديد
حيث اعتقدت بأنك اغفلت بعض النقاط
و لكنك لم تدع شاردة و لا واردة الا ذكرتها
و اكثر من ذلك انك استنتجت و استشهدت
و هذا ما يجعل موضوعك متكاملاً
لا اخفيك سراً بأني فرحت لأنك انت كاتبه
و السبب لأن متعب مميز جداً في طرحه للمواضيع
و لعلي لو كتبته لما كتبته مثلك
فهنيئاً لنا بك

نعود للموضوع فنقول
الحمد لله على نعمة الاسلام و كفى بها نعمة
و الحمد لله الذي يسر لحكومتنا الرشيدة من نشر
الوعي الديني الذي كان غائباً تماماً فيما مضى
و نحن نعلم عين اليقين ان ابائنا و اجدادنا كانوا يمارسون
هذه الشعائر جهلاً لا ايماناً فنسأل الله الغفور الرحيم
ان يغفر لهم و يتجاوز عنهم

كنت قد خلعت سنتي في الليل و خبأتها في منديل قماشي
تحت فراشي منتظراً بزوغ الشمس صباحاً..و ما ان طلعت
حتى قيل لي انتظر لوقت الظهيرة حتى تكون الشمس بكامل قواها
و ما ان اكتملت قواها حتى لُقّنت و حُفّظت العبارة التي ستقال
و اعدتها مرة ثانية قبل الشروع في العملية حتى لا اقع في المحضور
ثم استجمعت قواي الطفولية و قلت
(ياااااااااا عين الشـــــــــمس....خذي سنة حمااااااااااار...و بدليها بسنة غزال)
هههههههه
يعني انا حمار
الله..جهلٌ طفوليٌ جميل


هناك الكثير من الطقوس الشركية
و لعل اكثرها انتشاراً و ما زالت الى الآن الاستغاثة بالجن
في قولنا (انفروا به..نطوا به..دقوا في وجه) و غيرها
و لا انس التنشيح و هو الذبح للجن و وضع الذبائح الطازجة
على طرف البلاد و اراقة السمن و اللبن قرباناً للجن لتحمي محصولاتهم الزراعية
و المتأمل في هذه النقطة يرى ايمانهم العميق بهذه الشعيرة اذ انه
و على الرغم من الجوع و الحاجة الا ان العائلة لا تمانع في ان تعطي
قوت يومها بل شهرها لمعشر الجن..

و ان انسى لا انس تحذيرنا من الافاعي(الاسود) بعد المطر
اذ ان البرق يضرب الأرض و يأتي بمجموعة من الافاعي السوداء
القادمة من السماء..و كما اسلفت اخي الحبيب ان البرق كان
له قدرة باحياء الافاعي..

و من ضمن هذه المعتقدات يظهر لنا معتقد جميل و علمي
اذ ان البعض يذهبون الى اماكن ضرب الصاعقة و يحفروا
الأرض بحثاً عن مخلفات الصاعقة و التي يقال انها تأتي
بحديد من نوع نادر فاخر فيأخذون هذا الحديد ليصنعوا منه
الخنجر (الجنبية) و لا ادري عن صحة هذه المعلومة مع يقيني
بأنها عارية من الصحة..
و ما يهمنا هنا هو قوله تعالى (و انزلنا الحديد فيه بأساً شديد و منافع للناس)
و قد اثبت لنا العلم الاعجاز العلمي لهذه الآية بأن الحديد منزّلاً من السماء تنزيلاً
و ليس من عناصر الأرض الأساسية..
فكأني بهم -اجدادنا- كان معهم بعض العلم الذي توارثوه ممن سبقهم كما كان لديهم
بعض الجهل الذي تشرّبوه من اسلافهم..

كما لا يفوتنا الحديث عن بعض الأفكار الخاطئة ان ابتعدنا قليلاً عن الشعائر
فمما يقال
ان بلحصين اذا ضبّح (بحثت عن صوت الثعلب فاذا هو ضباح)
بجوار القرية فهو نذير بموت شخص من أهل القرية
و في هذا السياق يقال بأن الشخص اذا رفّ عينه (رمشت بطريقة سريعة و غريبة)
فذلك نذير بموت قريب.

المعتقدات و الشعائر (الشعيرة هي التي تؤدى بشكل علني) الجاهلية
كانت كثيرة جداً و المجال يضيق لحصرها
و لكننا استنتجنا مؤشر ايجابي فيما سبق وذلك من قصة حديد الصاعقة
و هناك مؤشر ايجابي آخر و هو الإرث التاريخي لقبيلتنا خاصة و منطقتنا بشكل عام
و هو ما يسمى بـ (الأساطير)
و الأسطورة كما يقول طارق الهاشم
يمكن تعريف الأسطورة بأنها محاولة من الانسان لتبرير ما هو قائم من انساق طبيعية أو
صناعية في محيطه،
وهي تستمد قوتها من ذاتيتها بغض النظر عن صحة وجودها الموضوعية

اما انواع الأساطير فيقول الدكتور
أحمد كمال زكي بأنها تنقسم الى أربعة أنواع هي :

أ- الاسطورة الطقوسية
ب- الاسطورة التعليلية
ج- الاسطورة الرمزية
د- الاسطورة التاريخية ، وهي تاريخ وخرافة معاً
و هناك من يرى أنواعها خمسة هي :

أ‌- الاسطورة الطقوسية : وهي تمثل الجانب الكلامي لطقوس الافعال ألتي من شأنها أن تحفظ للمجتمع رخاءه .

ب-اسطورة التكوين : وهي التـي تصور لنا عملية خلق الكون .

ج- الاسطورة التعليلية : وهي ألتي يحاول الانسان البدائي عن طريقها ، أن يعلل ظاهرة تستدعي نظره ، ولكنه لا يجد لها تفسيراً ، ومن ثم فهو يخلق حكاية أسطورية ، تشرح سر وجود هذه الظاهرة .

د- الاسطورة الرمزية : وهي ألتي تتضمن رموزاً تتطلب التفسير ، ومن المؤكد أن هذه الاساطير قد ألفت في مرحلة فكرية أكثر نضجاً ورقياً .

هـ- أسطورة البطل الاله : وهي التي يتميز فيها البطل بانه مزيج من الانسان والاله ، (ألبطل المؤله ) ألذي يحاول بما لديه من صفات إلهية أن يصل الى مصاف الالهة ، ولكن صفاته الانسانية دائماً تشده الى العالم الارضي .

فنجد الاسطورة الطقوسية حاضرة في مجتمعنا البحيري بما نسميها (الهريّة و جمعها هرايا) مثل:انفّروا به و نطّوا به.
و نجد الاسطورة التعليلية فيما كان يشغل بال والدك رحمه الله و غفر له مما استدعاه لمحاولة خرق السماء محاولاً ايجاد
تبرير منطقي لسؤال بالتأكيد هو يشغل باله و يؤرّق عينه.
و لعل الأنواع الأخرى قد تكون غائبة أو انها موجودة فعلاً و لكني قد لم احط به خبرا
كنت قد اقتنيت قبل عدة أشهر كتاب (حكايات و أساطير العالم) للمؤلف نيل فيليب و ترجمة صلاح صلاح
و هو كتاب قيّم و جميل زاد من جماله الرسومات الموجودة به..
ما أردت فوله ان هناك مئات الأساطير من شتى انحاء العالم منها ما هو جميل و شيّق و منها ماهو حشو كلام
و لو عرف العالم بهذه الحكايات و الشعائر الموجودة عندنا لضمّنوها الكتاب فهي تعتبر اسطورة مثلها
مثل الأساطير العالمية..الرومانية و اليونانية و الاغريقية و الفرعونية و الهندية و العربية مثلها مثل جلجاميش
وهرقل و التفاح الذهبي و اوليمبوس و اوزيريس و مجيدو و غابة الشيطان و السندباد..

و من المعلوم ان الأساطير تمثّل الجانب العقَدي في أي حضارة..و هو ما نلحظه في اساطير
اجدادنا فهي تركز على جانب العقيدة اكثر من أي شي آخر..

اخي مسك الكلام ذهب الى ان اجدادنا لم يكونوا من عبّاد الشمس و القمر و انا اتفق معه في ذلك
و لعلنا نقول انهم كانوا يتخذونها قربى و هذا لا يخرجهم من دائرة الشرك اسأل الله لهم المغفرة
و كل هذا كان بسبب الجهل المفرط الذي كان يعيش فيه الآباء و الاجداد..

ختاماً
آسف جداً للأطالة و لكن الموضوع اعجبني



أهلاً أهلاً بحبيب القلب أبو عماد ويا ليتك أطلت حتى تنمي جوانب الموضوع! الله عليك، غطيت شطر كبير جداً من الموضوع بدءاً ببعض الشعائر الممارسة في ديارنا وانتهاءً بالاساطير العالمية! كانت اضافات رائعة تزيد من ثقافة الموضوع والقاريء على حدٍ سواء!! من أسعد المقتطفات التي أضحكتني سن الحمار هههههههههههه لا تعلم كم أضحكتني حقاً تلك الجملة! وحسبك أن خبئتها لتخبر الشمس بشأنك ومعاناتك :).

كما اشكر إضافة تفسيرات لغوية لبعض المصطلحات المستخدمة والمتداولة لأنني شغوف بمعرفة المعاني الجديدة والدقيقة! أتذكر كذلك ما ذكرته حيال قصة الأسود أنها تسقط من السماء، ولعلها روايتين في رواية ولربما أخطأت ومزجت بعضها ببعض دون شعور! وبما انك وافقت مسك الكلام، أؤكد لك ولمسك الكلام مرةً أخرى أن مقصدي هو أجيالنا السالفة القديمة التي ربما انحدرت من قبائل بلقيس في الجنوب!!! أما أجيالنا السابقة فكانت تطبق دون علم!!

شكراً ابا عماد ولعلنا نلتقي يوماً من الأيام في استراحتكم لنناقش مزيداً من الميثولوجيا والتي لربما تفوق خرافة هاري بوتر واساطير روبن هود! لكن العجيب يا أبا عماد أن العرب في الجاهلية رغم جاهليتها وبساطتها كانت تكذب القرآن ظلماً وعدوانا ويصمون أخباره بالإساطير وهذا ينم عن أنهم عاشوا في بيئة امتلئت بالإساطير والخرافات فلم يعدوا يميزوا الحق من الباطل وبين الغث والسمين، قال تعالى "
وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا"

شكراً لك أبا عماد ودمت عماد!

متعب البحيري 07-02-2010 01:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غصن التوت (المشاركة 110902)
مبدع متعب دائماً

تعجبني

ما أبي أزيد على كلامك رغم أني عندي أشياء كثيرة بس كفيت ووفيت ..

تحياتي

أهلاً أهلاً غصن التوت
هذه الاشياء المتبقية حاول الاحتفاظ بها وعدم نشرها إلا لاحقاً، فلا ندري لعلّ الله يُحدثُ بعد ذلك أمرا.
تحياتي أخي

غصن التوت 07-02-2010 01:58 AM

فهمتك..!

أبشر ..

متعب البحيري 07-02-2010 02:14 AM

:patch_lov::patch_lov::patch_lov::patch_lov:: patch_lov::patch_lov::patch_lov:

أبو عماد 08-19-2010 03:57 AM

رد: قبيلة بني بحير وعبادة الشمس والقمر!!
 
مررت من هنا مجدداً
لأقرأ مرة اخرى
و لألقي عليك السلام و التحية
الى الامام يا متعب
Posted via Mobile Device

متعب البحيري 08-19-2010 09:21 AM

رد: قبيلة بني بحير وعبادة الشمس والقمر!!
 
زادني شرفاً مرورك مجدداً أبا عماد!

أهلاً أهلاً
Posted via Mobile Device

بقايا ليل 08-19-2010 05:29 PM

رد: قبيلة بني بحير وعبادة الشمس والقمر!!
 
ماشـــــــاء الله عليك ياأخي العزيز (( متعب ))
طرحت موضوع فعلآ كان موجودآ وخاصة ماقيل عن أبو جعران والأساودة والبراميل وغيرهــــا

جزاك الله خير الجزاء . .
وبارك الله فيك . .
*والله يقويك . .
والله يوفقك ويسدد خطاك ويسهل لك مافي بالك . .

الله يعطيك العافية


بقايا ليل . . . امترح من هنيه
Posted via Mobile Device
Posted via Mobile Device


الساعة الآن 04:52 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75