منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.binybohair.com/vb/f3/)
-   -   (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج... (http://www.binybohair.com/vb/binybohair18518/)

صمتي مهابه 10-15-2010 08:06 AM

(الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
معالم التوحيد في الحج

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
فإن الله خلق الخلق ليعبدوه وبالألوهية يفردوه؛ قال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ الذاريات ّ ، ولقد بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وداعين إلي عبادة الله وحده لا شريك له، قال سبحانه وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ النحل ّ ولأجل هذا كانت العبادات المشروعة علامةً على هذا التوحيد وتأكيدا له؛ فالصلوات لإقامة ذكر الله، قال تعالى وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي طه ّ ، والله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت والصوم عبودية خالصة لله تعالى كما جاء في الحديث المتفق عليه «كل عمل ابن أدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» والمال مال الله يستخلف فيه عباده، والزكاة حق الله في هذا المال قال تعالى وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ الحديد ّ ، وقال تعالى وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ المعارج ، ّ
والحج لزيارة بيت الله الحرام، وإدامة ذكر الله وإعلان الطاعة والانقياد له سبحانه وتعظيم شعائره وشرائعه وتتجلي معالم التوحيد في الحج في كل شعيرة من شعائره، وموقف من مواقفه وعمل من أعماله وذكر من أذكاره

أولا بناء البيت العتيق

أمر الله خليله إبراهيم عليه السلام أن يبني البيت الحرام ليكون مثابة للناس وأمنا، وليكون قبلة للمؤمنين الموحدين ومنارة لنداء التوحيد فكان إبراهيم يبني ويرفع القواعد من البيت ومعه ولده إسماعيل وهما يدعوان الله تعالى رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ البقرة ّ ، وهذا الدعاء منهما عليهما السلام وهما يبنيان البيت من أدل الدلائل على توحيدهما، ورجائهما في الله تعالى، وخوفهما ألا يقبل عملهما، وكان بعض السلف يبكى إذا قرأ هذه الآية وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا البقرة ّ ، ثم يقول يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك وأراد الله تعالى أن يكون هذا البيت الذي بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام موضعاً للمناسك، ومكاناً للطواف، وأمر سبحانه بتطهيره من كل ما يعارض التوحيد ثم قام ولدهما محمد الخليل الثاني بتطهير البيت من الأصنام والأوثان يوم فتح مكة وهو يتلو قول الله تعالى وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا الإسراء ّ ، ثم بين النبي للناس مناسكهم ومشاعرهم ليبقي البيت منارة للتوحيد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وجعل يقول للناس «خذوا عني مناسككم» ويقول «قفوا على مشاعر أبيكم إبراهيم» قال الله تعالى وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ البقرة ّ وقال تعالى وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ الحج ّ

ثانياً التلبية شعار المؤمنين الموحدين

التلبية شعار الحجيج منذ نادى إبراهيم في الناس بالحج ممتثلاً قول الله تعالى وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
لقد كان العرب في الجاهلية يحجون ويلبون، ولكنهم يلبسون حجهم وتلبيتهم بما كانوا عليه من الشرك بالله فيقولون «ليبك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك»
وجاء النبي الخاتم ليعلن التوحيد ويهدم أركان الشرك، لبى بالتوحيد «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» وكان بعض الناس يزيد على تلبية رسول اللَّه فلم ينكر عليهم ماداموا على التوحيد، ولكنه التزم هذه التلبية لا يزيد عليها، ففيها توحيد الله عز وجل، ونفي الشريك عنه، وإثبات الحمد والنعمة والملك لله وحده لا شريك له
وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يلبي بتلبية رسول اللَّه ويزيد مع هذا «لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل» رواه مسلم «لبيك مرغوبًا ومرهوبًا إليك، ذا النعماء والفضل الحسن» ابن أبي شيبة، كما ذكره ابن حجر فتح الباري ّ
ويروى عن أنس «لبيك حجًا حقًا تعبدًا ورقًا»
وتبدأ التلبية عند الإهلال، وتستمر حتى يرى المعتمر الكعبة فيقطع التلبية ويبدأ الطواف، وتستمر مع الحاج حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر
ويستحب رفع الصوت بالتلبية، فأفضل الحج العج والثج، والعج رفع الصوت بالتلبية، والثج إراقة الدماء يوم النحر أي ذبح الهدي والأضحية
وفي الحديث يقول النبي «أتاني جبريل فقال يا محمد، مُر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج» رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي
وتكرار التلبية، وتكرار لفظ لبيك يفيد استمرار الإجابة أي إجابة بعد إجابة وقيل التلبية من اللزوم والإقامة، والمعنى أقمت ببابك إقامة بعد أخرى وأجبت نداءك مرة بعد أخرى، ولازمت الإقامة على طاعتك
ولقد كان الصحابة يلبون إذا دعاهم رسول اللَّه فيقول الواحد منهم لبيك رسول الله وسعديك، فالتلبية لرسول الله متابعة هديه وسنته، والتلبية لله توحيد وطاعة، والمؤمن لا ينفك عن التلبية والاستجابة حتى يلقى الله عز وجل، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وبشرته الملائكة برضوان الله فاستبشر، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
وجزاء المستجيبين لله ولرسوله الجنة قال تعالى لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ الرعد ّ

ثالثاً تعظيم البيت من تعظيم رب البيت سبحانه وتعالى

قال تعالى ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ الحج ّ ، وقال تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ البقرة ّ
وتعظيم البيت العتيق يكون بالتوجه إليه في الصلاة كما قال تعالى فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ البقرة ّ ، ويكون كذلك بالطواف به، واستلام الركنين اليمانيين، وتقبيل الحجر الأسود، اقتداءً برسول الله
لقد أمر الله بالطواف ببيته فقال تعالى وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ مما يدل على أن الطواف خاص بهذا البيت فلا يجوز الطواف ببيت غيره على وجه الأرض، لا بالأضرحة ولا بالأشجار ولا بالأحجار ومن هنا يعلم الحاج أن كل طواف بغير البيت العتيق فهو باطل، وليس عبادة لله عز وجل، وإنما هو عبادة لمن شرعه وأمر به من شياطين الإنس والجن
ومن مظاهر توحيد الله في الطواف بالبيت العتيق أن الطائف حين يستلم الركن اليماني والحجر الأسود يعتقد أنه يستلمهما لأنهما من شعائر الله فهو يستلمهما طاعة لله واقتداء برسوله ، ولهذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما استلم الحجر وقبله والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك
ومن مظاهر التوحيد أن الطائف بالبيت العتيق يصلي خلف مقام إبراهيم ركعتين خفيفتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب وسورتي الإخلاص، فيقرأ في الأولى سورة البراءة من الشرك قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ الكافرون ، ّ ، ويقرأ في الثانية سورة الإخلاص التي هي صفة الرحمن والتي تعدل ثلث القرآن

رابعاً السعي بين جبلي الصفا والمروة والدعاء والتهليل فيه

لقد كان رسول الله يصعد جبلي الصفا والمروة ويسعى بينهما ممتثلاً أمر الله تعالى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا البقرة ّ ، فيبدأ بجبل الصفا قائلاً «أبدأ بما بدأ الله به» ثم يصعد الجبل ويرفع يديه مستقبلاً البيت معلناً توحيد الله قائلاً «لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده» ثم يدعو بما تيسر رافعا يديه، ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات رواه مسلم

خامساً دعاء يوم عرفة

سار النبي بأصحابه إلي عرفة وكان مِن أصحابه الملبِّى، ومنهم المُكبِّرُ، وهو يسمَعُ ذلك ولا يُنْكِرُ على هؤلاء ولا على هؤلاء، فوجد القُبَّة قد ضُرِبَتْ له بِنَمِرَة بأمره، فنزل بها، حتى إذا زالت الشمسُ، أمر بناقته القَصواء فَرُحِلتْ، ثم سار حتى أتى بَطن الوادي من أرض عُرَنَةَ فخطب النَّاسَ وهو على راحِلته خُطبة عظيمة قرَّرَ فيها قواعِد الإسلام، وهَدَمَ فيها قواعِدَ الشِّرْكِ والجاهلية، وقرَّر فيها تحريمَ المحرَّمات التي اتفقت المِللُ على تحريمها، وهى الدِّماءُ، والأموالُ، والأعراض، ووضع فيها أُمورَ الجاهلية تحتَ قدميه، ووضع فيها ربا الجاهلية كُلَّه وأبطله، وأوصاهم بالنساء خيراً، وذكر الحقَّ الذي لهن والذي عليهن، وأن الواجبَ لهن الرزقُ والكِسوةُ بالمعروف، ولم يُقدِّر ذلك بتقدير، وأوصى الأُمَّة فيها بالاعتصام بكتاب الله، وأخبر أنهم لن يَضِلِّوا ما داموا معتصمين به، ثم أخبرهم أنهم مسئولون عنه، واستنطقهم بماذا يقولُون، وبماذا يشهدون، فقالوا نشهد أنك قد بَلَّغْتَ وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ، فرفع أُصبعه إلى السماء، واستشهد اللهَ عليهم ثلاثَ مرات، وأمرهم أن يُبَلِّغ شاهدُهم غائبَهم، ثم صلى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، فلما فرغ من صلاته، ركب حتى أتى الموقفَ، فوقف، واستقبل القِبْلة، فأخذَ في الدُّعاء والتضرُّع والابتهال إلى غروب الشمس، وأمر النَّاس أن يرفعُوا عن بطن عُرَنَةَ، وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك، بل قال «وقَفْتُ هاهنا وعَرَفَةُ كُلُّها مَوْقِفٌ»
وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المسكين، وأخبرهم أنَّ خَيْرَ الدُّعَاء دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ
وذكر الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه قال كان أكثرُ دُعاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفة «لا إله إلاَّ اللهُ وحدَهْ لا شرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحمدُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَدِير»
وذكر البيهقيُ من حديث علىّ رضي الله عنه، أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «أَكْثَرُ دُعائي ودُعاءِ الأَنْبيَاء مِنْ قَبْلي بِعَرَفَةَ لا إله إلاَّ الله وَحْدَه لا شَرِيكَ لَه، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِير» زاد المعادّ

سادساً الحج يذكر بمواطن ومشاهد الآخرة

ويتجلى هذا حينما يترك الحاج وطنه وبلده وأهله وولده قادماً على الله عز وجل، فيتجرد من ثيابه ويلبس إزاراً ورداءً أبيضين نظيفين كأنهما أكفان الموتى، ويقف مع الحجيج على صعيد عرفات فيتذكر الموقف العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين
قال بعض العلماء من أعظم معاني التوحيد في الحج أن الحج يذكر الإنسان بالآخرة، فإن الإنسان من أول لحظة في الحج إذا خرج من بيته يتوجه إلى الميقات، فيأتيه أمر الله عز وجل في الميقات أن يتجرد من ثيابه، وأن ينزع عنه المخيط فإذا تجرد من ثيابه تذكر إذا جرده أهله من ثيابه حين يموت ليغسلوه، هو اليوم يجرد نفسه؛ ولكنه غداً يُجَرَّدُ ثم إذا لبس ثياب الإحرام فإنه يتذكر لبس الأكفان، وعندما يلبس ثياب الإحرام فإنه يمنع من الطيب، ومن قص الشعر، ومن الترفه، فيتذكر أنه إذا صار إلى قبره يحال بينه وبين أي شيء من ملاذ الدنيا ومتعها وما فيها من الشهوات والملهيات، كذلك هو في حجه يُمنع من هذه الأمور لكي يتذكر الآخرة
ثم إذا صار إلى صعيد عرفات تذكر وقوف الناس بين يدي الله عز وجل حفاة عراة غرلاً، فيتذكر مثل هذه المواقف؛ ولذلك يقولون الحج يعين على تذكر الآخرة
قال أبو العتاهية
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقـَـاءِ ؛
كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَـاءِ
فـلا تَعشـَقِ الدّنْيـا، أُخـيَّ، فإنّمـا
يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجَهْدِ بَـلاَءِ
حَـلاَوَتُهَا ممزَوجَـةٌ بمـرارةٍ
ورَاحـتُـهَـا مـمزوجَةٌ بـِعَناءِ
فَـلا تَمـشِ يَوْمـاً في ثِيابِ مَخيلَةٍ
فإنَّكَ مـن طـينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَـلّ امـرُؤٌ تَلقاهُ للـه شاكِراً
وقـلَّ امـرؤٌ يرضَـى لهُ بقضَـاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ
وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطـاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
بَهاءً، وكانـوا، قَبلُ، أهل بهـاءِ

سابعاً ذكر الله في الحج

فالحاج يأتي ربه ذاكرًا ملبيًا مستجيبًا، قد تجرد من دنياه، وترك بلده وأرضه وأهله وثياب زينته، وأقبل على الله أشعث أغبر مُحْرِمًا، يلبي ويكبر، ويدعو ويستغفر، ويقف عند المشاعر وقد تملكته مشاعر الحب والرغبة والرهبة والخوف والرجاء، ولا يفتر قلبه ولا لسانه عن ذكر ربه وخالقه ومولاه
وقد أمر الله عز وجل الحاج بذكره، وكرر الأمر في مواضع من كتابه العزيز، حتى لا تكاد تجد آية في كتاب الله عز وجل تخاطب الحاج إلا وتجد فيها الأمر بذكر الله عز وجل
قال تعالى لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ البقرة ّ
وقد ختمت هذه الآيات بذكر الله تعالى تنويهًا بختام الحج بالذكر، فكما يبدأ الحج بالذكر ينتهي بالذكر
هذا، وقد سبق أن كتبنا مقالاً مفصلاً عن ذكر الله في الحج يُغني عن إعادته
فانظر رحمك الله إلى هذه العبادة الجليلة وما فيها من المشاعر التي تجيش لها المشاعر فتنبض القلوب المؤمنة بذكر الله عز وجل وإعلان الاستجابة لندائه سبحانه والتوجه إليه وحده لا شريك له
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن وأن يملأ قلوبنا بطاعته ومحبته وتعظيمه وخشيته، وأن يرزقنا حج بيته، وأن يقبل عباده الذاكرين الملبين، وأن يردهم إلى أهليهم سالمين غانمين بحج مبرور وذنب مغفور وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




معالم التوحيد فى الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 08:10 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
لبيك اللهم لبيك

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم
ها هي أيام الحج قد دخلت، ونسمات عرفة ومزدلفة ومنى تداعب وجوه المؤمنين، فتلهب مشاعرهم شوقًا ولهفة لحج البيت العتيق فتهتف القلوب قبل الألسنة: لبيك اللهم لبيك، وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود {البقرة: 125}.
وقد عزم إخواننا بوزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية على إصدار مطبوعة جديدة في الحج بعنوان "لبيك" فهيجني هذا للحديث عن التلبية والإجابة.

لبيك اللهم لبيك

التلبية لغة إجابة المنادى، والإجابة والاستجابة بمعنى واحد، والإجابة قد تكون بالفعل، كإجابة الدعوة إلى الوليمة.
وقد تكون بالقول بجملة كرد السلام، أو بحرف الجواب مثل نعم وبلى، وقد تكون بالإشارة المفهومة.
وقد يعتبر السكوت إجابة مثل سكوت البكر عند استئذانها في الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "البكر تُستأذن، وإذنها صماتها".
التلبية سلوك عام للمؤمنين:
قال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة: 186}.
فالاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره، وترك ما نهى عنه، والإيمان به وإخلاص العبادة له سبب في الهداية والرشاد، ولهذا ورد الأمر بها.

استجابة مؤمني الجن

لقد عرف مؤمنو الجن أن استجابة المؤمنين لربهم هي سبيل النجاة من العذاب ومغفرة الخطايا والذنوب وأن الذين يستكبرون عن طاعة الله لن يكونوا معجزين لله في الأرض، فجاءوا مسرعين لدعوة أقوامهم، ناصحين لهم، قد امتلأت قلوبهم باليقين، وقد ذكر الله لنا خبرهم فقال: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (29) قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم (30) يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31) ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين {الأحقاف: 29- 32}.
فانظر رحمك الله إلى هؤلاء الذين هداهم الله فصرفهم بقدرته للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعوا إلى تلاوته فعرفوا كلام الله وأنصتوا عند سماعه، فتدبروا ما سمعوه فآمنوا به، ثم انصرفوا يحملون أمانة الدعوة وينذرون أقوامهم ويأمرونهم بالاستجابة لداعي الله الذي لا هم له إلا الدعوة إلى الله، لا يسألهم عليها أجرًا عسى الله أن يغفر ذنوبهم ويجيرهم من عذاب النار، وإذا أجارهم من العذاب الأليم فقد فازوا بالنعيم المقيم، أما من أبى واستكبر فلن يعجز الله في الأرض وليس له من دون الله من أولياء يدفعون عنه العذاب يوم القيامة، فأي ضلال أبلغ من ضلال من نادته الرسل، وبلغته النذر بالآيات البينات ثم أعرضت واستكبر أولئك في ضلال من نادته الرسل، وبلغته النذر بالآيات بالبينات ثم أعرض واستكبر.

الله يستجيب للمؤمنين

قال تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر: 60}.
فانظر إلى لطف الله بعباده، ونعمه عليهم، كيف دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه دعاءَ العبادة ودعاءَ المسألة، وبين لهم أنه قريب يجيب دعوة الداعي ويستجيب له، أما الذين يستكبرون عن عبادته ودعائه فمآلهم العذاب الأليم، يجتمع عليهم العذاب والإهانة ويدخلون جهنم داخرين.
روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". قالوا: إذن نكثر؟ قال: "الله أكثر". أي ما عند الله من الفضل والعطاء أكثر من الدعاء مهما أكثرتم من الدعاء، وهو سبحانه يدعو عباده إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة وهو الغني عنهم: "يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم". رواه مسلم.

استجيبوا لله وللرسول

ينادي المولى تبارك وتعالى عباده المؤمنين يدعوهم إلى أن يستجيبوا لما فيه حياة القلوب والأبدان: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون {الأنفال: 24}، استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير (47) فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ {الشورى: 47، 48}.
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيته فقال: "ما منعك أن تأتي، ألم يقل الله: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، ثم قال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد"، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".

جزاء المستجيبين الجنة

قال تعالى: للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد {الرعد: 18}.
يكفيهم الله ما أهمهم
قال تعالى: الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم {آل عمران: 172- 174}.
وقال تعالى: فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون (36) والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون (37) والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون (38) والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون (39) وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين (40) ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل (41) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (42) ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى: 36- 43}.

التلبية في الصلاة

تتجلى التلبية كسلوك يومي للمسلم في إجابة المؤذن حيث ينادي حي على الصلاة، حي على الفلاح فيجيب السامع ويردد كلمات الأذان مكبرًا ومهللاً ومحوقلاً، عالمًا أن الحول والقوة لا تكون إلا بالله القوي العزيز، الذي هداهم للإيمان والطاعة، ثم دعاهم ليستجيبوا له مسبحين بحمده، فهو الذي يدعوهم وهو الذي يوفقهم، وهو الذي يستجيب لهم ويقبل منهم ويجازيهم بفضله.
ولهذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعنا المؤذن أن نقول مثل ما يقول معلنين الاستجابة للنداء، ساعين إلى لقاء الله عز وجل، وعلمنا إذا شرعنا في الصلاة أن نلبي بعدما نكبر فنقول في استفتاح الصلاة: لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، اسستغفرك وأتوب إليك.
روى مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمتُ نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك".

التلبية في الحج والعمرة

التلبية هي شعار الحجيج منذ نادى إبراهيم في الناس بالحج ممتثلاً قول الله تعالى: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.
لقد كان العرب في الجاهلية يحجون ويلبون، ولكنهم يلبسون حجهم وتلبيتهم بما كانوا عليه من الشرك بالله فيقولون: "ليبك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك".
وجاء النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ليعلن التوحيد ويهدم أركان الشرك، لبى بالتوحيد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". وكان بعض الناس يزيد على تلبية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليهم ماداموا على التوحيد، ولكنه صلى الله عليه وسلم التزم هذه التلبية لا يزيد عليها، ففيها توحيد الله عز وجل ونفي الشريك عنه، وإثبات الحمد والنعمة والملك لله وحده لا شريك.
وقد صح عن ابن عمر أنه كان يلبي بتلبية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ويزيد مع هذا: "لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل". رواه مسلم.
"لبيك مرغوبًا ومرهوبًا إليك، ذا النعماء والفضل الحسن". {ابن أبي شيبة- فتح الباري (3-410).
ويروى عن أنس: "لبيك حجًا حقًا تعبدًا ورقًا".
وتبدأ التلبية عند الإحرام بالإهلال، وتستمر حتى يرى المعتمر الكعبة فيقطع التلبية ويبدأ الطواف، وتستمر مع الحاج حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر.
ويستحب رفع الصوت بالتلبية، فأفضل الحج العج والثج، والعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: إراقة الدماء يوم النحر.
وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أتاني جبريل فقال: يا محمد، مُر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج". رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وتكرار التلبية، وتكرار لفظ لبيك يفيد استمرار الإجابة أي إجابة بعد إجابة وقيل التلبية من اللزوم والإقامة، والمعنى: أقمت ببابك إقامة بعد أخرى وأجبت نداءك مرة بعد أخرى، ولازمت الإقامة على طاعتك.
لقد كان الصحابة يلبون إذا دعاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيقول الواحد منهم: لبيك رسول الله وسعديك، فالتلبية لرسول الله صلى الله عليه وسلم متابعة هديه وسنته، والتلبية لله توحيد وطاعة، والمؤمن لا ينفك عن التلبية والاستجابة حتى يلقى الله عز وجل، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وبشرته الملائكة برضوان الله فاستبشر، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





لبيك اللهم لبيك

صمتي مهابه 10-15-2010 08:14 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

لمحة في حجة الوداع

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه (1) قال : دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح (2) في قبة حمراء من أدم وكان بالهاجرة ، ورأيت بلالاً خرج فنادى بالصلاة ، فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا بالأذان ، ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء ، فمن أصاب منه شيئًا تمسح به ، ومن لم يصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه ، ثم رأيت بلالاً دخل فأخذ عنزة فركزها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقام الصلاة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء مشمرًا كأني أنظر إلى وبيص ساقيه ، فركز العنزة ثم صلى إلى العنزة بالناس الظهر ركعتين والعصر ركعتين ، ورأيت الناس والدواب ( وفي رواية الحمار والمرأة ) يمرون بين يدي العنزة ، وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم ، قال : فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج ، وأطيب من رائحة المسك ( متفق عليه ) .
الحديث أخرجه البخاري في كتاب الطهارة باب استعمال فضل وضوء الناس ، وفي ستر العورة من كتاب الصلاة باب الصلاة في الثوب الأحمر ، وفي باب الإمام سترة لمن خلفه ، ثم باب الصلاة إلى العنزة ، وفي كتاب الأذان ، وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم في كتاب اللباس ، كما أخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب سترة المصلي .
مناسبة الحديث :
في يوم الثلاثاء الثالث عشر من ذي الحجة من العام العاشر …. وفي حجة الوداع مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ينتظر حتى إذا زالت الشمس رمى الجمار الثلاث بدأ بالجمرة الأولى التي تلي مسجد الخيف فرماها بسمع حصيات واحدة بعد واحدة يقول مع كل حصاة : ( الله أكبر ) ، ثم تقدم على موضع الجمرة حتى استهل فاستقبل القبلة قائمًا رافعًا يديه ودعا دعاءً طويلاً ، ثم أتى الجمرة الوسطى فرماها كالأولى ، ثم انحدر ذات اليسار ، ثم وقف مستقبلاً القبلة رافعًا يديه يدعو قريبًا من وقوفه الأول ، ثم رمى الجمرة الثالثة جمرة العقبة فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه فرماها بسبع حصيات كذلك ثم نزل بعد ذلك متجهًا إلى مكة حتى بلغ الأبطح وهو المحصب وهو خيف بني كنانة ، وجد أبا رافع (3) مولى النبي صلى الله عليه وسلم قد حزب له خيمة فنزل بها فكان الأذان والصلاة وما قصة أبو جحيفة رضي الله عنه في الحديث .

وقت رمي الجمار :
ترمى جمرة العقبة يوم النحر بعد النزول من مزدلفة ، ويبقى رميها حتى تغيب الشمس ، ويجوز لمن لم يرم قبل غروب الشمس أن يرمي ليلاً ، أما في بقية أيام التشريق فلا يكون رمي إلا بعد الزوال ، ويجوز أن يرمي بعد غروب الشمس إلا في اليوم الثالث من أيام التشريق ؛ لأن وقت الرمي ينتهي بغروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة .
أخرج أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقف عند الأولى وعند الثانية فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثة لا يقف عندها .
وأخرج أحمد وابن ماجه والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما : رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمار حين زالت الشمس .
وأخرج البخاري وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا ننحين فإذا زالت الشمس رمينا . قال الشوكاني : هذه الروايات تدل على أنه لا يجزئ رمي الجمار في غير يوم الأضحى قبل زوال الشمس ، بل وقته بعد زوالها كما في البخاري وغيره من حديث جابر : أنه صلى الله عليه وسلم رمى يوم النحر ضحى ورمى بعد ذلك بعد الزوال مطلقًا ، ورخص الحنفية في الرمي يوم النفر قبل الزوال ، وقال إسحاق : إن رمى قبل الزوال أعاد إلا في اليوم الثالث فيجزيه ، والأحاديث المذكورة ترد على الجميع .
في ( بداية المجتهد) قال جمهور العلماء : من رماها قبل الزوال أعاد رميها بعد الزوال .
قال السرخسي في ( المبسوط ) : وإن رماها ( أي : الجمرات ) في اليوم الثاني من أيام النحر قبل الزوال لم يجزئه ؛ لأن وقت الرمى في هذا اليوم بعد الزوال عرف بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( ثم قال ) : وكذلك في اليوم الثالث من يوم النحر وهو اليوم الثاني من أيام التشريق ، وروى الحسن عن أبي حنيفة رحمهما الله تعالى إن كان من قصده أن يتعجل النفر الأول فلا بأس بأن يرمي من اليوم الثالث قبل الزوال ، وإن رمى بعد الزوال فهو الأفضل وإن لم يكن ذلك من قصده لا يجزئه الرمي إلا بعد الزوال .
قال النووي في ( المجموع) : لا يجوز الرمي في هذه الأيام إلَّا بعد زوال الشمس ويبقى وقتها إلى غروبها ، وفيه وجه مشهور أن يبقى إلى الفجر الثاني من تلك الليلة ( والصحيح هذا ) فيما سوى اليوم الآخر . وأما اليوم الآخر فيفوت رميه بغروب شمسه بلا خلاف . وكذا جميع الرمي يفوت بغروب شمس الثالث من التشريق لفوات زمن الرمي والله أعلم .
قال أصحابنا : ويستحب إذا زالت الشمس أن يقدم الرمي على صلاة الظهر ، ثم يرجع فيصلي الظهر ، نص عليه الشافعي رحمه الله . واتفق عليه الأصحاب ، ويدل عليه حديث ابن عمر : كنا ( نتحين فإذا زالت الشمس رمينا ) رواه البخاري ( انتهى من ( المجموع ) ) .
قال في ( المغني ) : ولا يرمي في أيام التشريق إلَّا بعد الزوال ، فإن رمى قبل الزوال أعاد . نص عليه أحمد . وروي ذلك عن ابن عمر . وبه قال مالك والثوري والشافعي وإسحاق وأصحاب الرأي . وروي عن الحسن وعطاء ، إلَّا أن إسحاق وأصحاب الرأي رخصوا في الرمي يوم النفر قبل الزوال ولا ينفر إلَّا بعد الزوال ، وعن أحمد مثله ، ورخص عكرمة في ذلك أيضًا ، وقال طاوس : يرمي قبل الزوال وينفر قبله . ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما رمى بعد الزوال ، لقول عائشة : يرمي الجمرة إذا زالت الشمس . وقول جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة ضحى يوم النحر ورمى بعد ذلك بعد زوال الشمس . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خذوا عني مناسككم ) . وقال ابن عمر : كنا نتحين إذا زالت الشمس رمينا . وأي وقت رمى بعد الزوال أجزأه ، إلا أن المستحب المبادرة إليها حين الزوال . كما قال ابن عمر . وقال ابن عباس : إن رسول صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمار إذا زالت الشمس قدر ما إذا فرغ من رميه صلى الظهر ( رواه ابن ماجه ) ( انتهى من ( المجموع ) ( جـ 5 ص329) ) .
قال في ( فقه السنة) ( جـ1 ص733) : الوقت المختار للرمي في الأيام الثلاثة يبتدئ من الزوال إلى الغروب . فعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى الجمار عند زوال الشمس ، أو بعد زوال الشمس . رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه .
وروى البيهقي عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول : لا نرمي في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس فإن أخر الرمي إلى الليل كره له ذلك .
ورمى في الليل إلى طلوع شمس الغد . وهذا متفق عليه بين أئمة المذاهب سوى أبي حنيفة ، فإنه أجاز الرمي في اليوم الثالث قبل الزوال لحديث ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إذا انتفخ النهار من يوم النفر الآخر حل الرمي والصدر (1) .
قال العيني في ( العمدة ) ( جـ 8 ص258) : الرمي في أيام التشريق محله بعد زوال الشمس وهو كذلك وقد اتفق عليه الأئمة وخالف أبو حنيفة في اليوم الثالث منها فقال : يجوز الرمي فيه قبل الزوال استحسانًا ، وقال : إن رمى في اليوم الأول أو الثاني قبل الزوال أعاد . وفي اليوم الثالث يجزيه . وقال عطاء وطاوس : يجوز قبل الزوال . واتفق مالك وأبو حنيفة والثوري والشافعي وأبو ثور أنه إذا مضت أيام التشريق وغابت الشمس من آخرها فقد فات الرمي ويجبر ذلك بالدم ( انتهى) .

هل التحصيب سنة في الحج ؟
التحصيب أي : نزول المحصب وهو : الأبطح بعد النزول من منى وقبل طواف الوداع في البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : إنما كان منزل ينزله النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه يعني الأبطح . وفيه أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفيه عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من الغد يوم النحر - وهو بمنى - نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر ( يعني بذلك المحصب ) ، وذلك أن قريشًا وكنانة تحالفت على بني هاشم - إلَّا بني المطلب - أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن حجر في ( الفتح ) : لما نزله النبي صلى الله عليه وسلم كان النزول به مستحبًا اتباعًا له لتقريره على ذلك .
وقد فعله الخلفاء بعده ( ثم قال ) : فالحاصل أن من نفى أنه سنة كعائشة وابن عباس أراد أنه ليس من المناسك فلا يلزم بتركه شيء . ومن أثبته كابن عمر أراد دخوله في عموم التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم لا إلزام بذلك ، ويستحب أن يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت بعض الليل كما دل عليه حديث أنس . ( قال أيضًا ) : إنما اختار النبي صلى الله عليه وسلم النزول في ذلك الموضع ليتذكر ما كانوا فيه فيشكر الله تعالى على ما أنعم به عليه من الفتح العظيم وتمكنهم من دخول مكة ظاهرًا على رغم أنف من سعى في إخراجه منها ومبالغة في الصفح عن الذين أساءوا ومقابلتهم بالمن والإحسان . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
وقد جاء في البخاري أنه نزلها في فتح مكة عند خروجه إلى حنين .
قال ابن القيم في ( الزاد) : وهذه كانت عادته صلوات الله وسلامه عليه ، أن يقيم شعار التوحيد في مواضع شعائر الكفر والشرك ، كما أمر أن يبنى مسجد الطائف موضع اللات والعزى .
هذا ولقد رمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمار في اليوم الثالث من أيام التشريق بعدما زالت الشمس وكان يوم الثلاثاء ، يقول ابن كثير في ( البداية والنهاية ) : فأراد عليه السلام أن يطوف هو ومن معه من المسلمين بالبيت طواف الوداع ، وقد نفر من منى قريب الزوال فلم يكن يمكنه أن يجيء البيت في بقية يومه ويطوف به ويرحل إلى ظاهر مكة من جانب المدينة ، لأن ذلك قد يتعذر على هذا الجمع الغفير فاحتاج أن يبيت قبل مكة ، ولم يكن منزل أنسب لمبيته من المحصب الذي كانت قريش قد عاقدت بني كنانة على بني هاشم وبني المطلب فيه فلم يبرم الله لقريش أمرًا بل كبتهم وردهم خائبين ، وأظهر الله دينه ونصر نبيه وأعلا كلمته ، وأتم له الدين القويم وأوضح به الصراط المستقيم فحج بالناس وبيَّن لهم شرائع الله وشعائره ، وقد نفر بعد إكمال المناسك فنزل في المواضع التي تقاسمت قريش فيه على الظلم والعدوان والقطيعة ، فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء وهجع هجعة ، وقد كان بعث عائشة أم المؤمنين مع أخيها عبد الرحمن طواف ليعمرها من التنعيم فإذا فرغت أتته فلما قضت عمرتها ورجعت أذن في المسلمين بالرحيل إلى البيت العتيق ( انتهى ) .
ثم إنه صلى الله عليه وسلم ارتحل إلى البيت فصلى الصبح وقرأ بسورة الطور كاملة ، ثم طاف الوداع ، ثم خرج من أسفل مكة قاصدًا المدينة .


----------------------------------------
(1) أبو جحيفة هو : وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة بن حبيب بن سواء السوائي صحابي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه ، وكان دون البلوغ عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال وهب : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصًا فمات قبل أن نقبضها - فكان من أسنان ابن عباس ( والقلوص : الناقة الشابة ) .
روى عون بن وهب أن أباه أكل ثريدة بلحم وأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتجشأ فقال : ( اكفف عليك جشاءك أبا جحيفة فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا أكثرهم جوعًا يوم القيامة ) . قال : فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا ، وكان إذا تعشى لا يتغدى ، وإذا تغدى لا يتعشى .
فائدة : انظر أخي رعاك الله ما في ذلك الأثر من الفوائد التربوية العظيمة ، منها : أن الكُنية للصغير الذي لم يبلغ الحلم ، فاسمه وهب وكنيته أو جحيفة منذ صغره ، ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف معه في إرشاده فيكنيه ، ومنها : تعليم الصغير حتى يشب على الخصال الحميدة ، ومنها : حرص الصحابة على العمل بإرشاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهما طالت بهم الحياة ، ومنها : أن خوف الآخرة يقود العمل في الدنيا ، ويروض النفس على صالح العمل .
عود إلى الترجمة : نزل أبو جحيفة الكوفة وابتنى بها دارًا . وكان صاحب شرطة علي رضي الله عنه ، وجعله على بيت المال بالكوفة . وشهد معه المشاهد كلها . وكان يقوم تحت منبره إذا خطب .
وكان علي يحبه ويثق به ، ويسميه وهب الخير ووهب الله .
قال أبو جحيفة : قال لي علي : يا أبا جحيفة ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها ؟ قال : قلت : بلى . قال : ولم أكن أرى أن أحدًا أفضل منه . قال : أفضل هذه الأمة بعد نبيها : أبو بكر وبعد أبي بكر عمر وبعدهما ثالث ولم يسمه .
مات رضي الله عنه سنة أربع وسبعين للهجرة .
روى عنه حديث الباب الحكم بن عتبة من أجلاء التابعين وفضلائهم ، فكان ثقة عابدًا قانتًا ، وروى الحديث أيضًا عن أبي جحيفة ولده عون ، الذي مات قبل سنة مائة وعشرين ، وقد وثقه يحيى بن معين .
(2) الأبطح وهو : المحصِّب ، وهو خيف بني كنانة ، وهو موقع بين مكة ومنى ، وهو إلى منى أقرب وهو بطحاء مكة وحده من الحجون ذاهبًا إلى منى . وقال الأصمعي : حده ما بين شعب عمرو إلى شعب بني كنانة . وقيل : المقصود خيف بني كنانة هو المحصب وهو مبتدأ الأبطح وهو الحقيقة فيه ، لأن أصل الأبطح ما انحدر من الجبل ، وارتفع من المسيل ، وذكر الحميري أن قريشًا فريقان : قريش البطاح وهو الذين ينزلون بطحاء مكة : بنو عبد مناف وبنو عبد الدار وبنو عبد العزى وبنو عدي بن قصي بن كلاب وبنو زهرة بن كلاب وبنو تيم وبنو مخزوم وبنو سهم وبنو جمح ، أما قريش الظوهر الذين ينزلون حول مكة وهم بفيض بن لؤي وبنو الأدرم بن غالب ومحارب والحارث ابنا فهم ، وثم فريق ثالث ليسوا من الأباطح ولا الظوهر ، هم : سامة بن لؤي وخزيمة بن لؤي وبنو عوف بن لؤي . ويقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : الأبطحي ، لأنه من ولد عبد مناف ويقال لعبد المطلب : سيد الأباطح .
(3) أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم النفر من حجة الوداع على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم ( الثقل متاع المسافر وحشمه ) كان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه لما بشره بإسلام العباس وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته ( سلمى ) التي كانت قابلة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهد أحدًا ، ولم يشهد بدرًا ، وشهدت سلمى معه خيبر - وكان أبو رافع قبطيًّا أي : مصريًّا - وكلمة قبط تطلق على المصريين القدماء قبل المسيح عليه السلام وبعده فلا تعني نصرانيًّا - وقد اختلف في اسم أبي رافع هل هو أسلم أم إبراهيم ، وقيل : سنان ويسار وغير ذلك ، والأشهر أسلم .
روى أبو رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عن ابن مسعود ، وروى عنه أولاده : رافع والحسن وعبيد الله والمغيرة وأحفاده : الحسن وصالح وعبيد الله أولاد علي بن أبي رافع والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع ، وروى عنه غير هؤلاء ، فكانت بيوت الموالي بيوت علم بعد أن كانوا عبيدًا صيرهم الله بالإسلام علماء أجلاء .
أخرج أحمد وأبو داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع اصحبني كيما تصيب منها فقال : لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله فقال : ( إن الصدقة لا تحل لنا وإن موالي القوم من أنفسهم ) .
مات رضي الله عنه في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه أبو بعدها بقليل .




لمحة في حجة الوداع

صمتي مهابه 10-15-2010 08:16 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
فريضة الحج أهمية الحج


تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك



بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ " .
الآية الكريمة دالة على وجوب الحج ، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة بأن الحج أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده ولقد أجمع المسلمون على ذلك إجماعاً ضرورياً . ووجوبه على المكلف فى العمر مرة بالنص والإجماع . ولقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال : " أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ، ثم قال : ذرونى ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وإذا أمرتكم بشىء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شىء فدعوه . ثم قال : الحج مرة فمن زاد فهو تطوع " (1) .
وإن الأخطاء التى يقع الناس فيها فى الحج كثيرة جداً تفوق الحصر يرجع كلها إلى الجهل بأحكامه .
من أول هذه الأخطاء وأهمها أن يؤجل المكلف الحج حتى يطعن فى السن ويضعف البدن فيصعب عليه أداء المناسك ويحاول تتبع الرخص مع أن النبى صلى الله عليه وسلم سماه جهاداً . فعن عائشة رضى الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ فقال : " لكن أفضل الجهاد حج مبرور " (2) فكيف يؤجل القوى الفتى هذا الجهاد حتى يضعف . وإن ذلك التأجيل إنما يحدث حيث يظن الرجل أن الحج لا يجب عليه إلا بعد أن يفعل كذا وكذا من أمور دنياه ويجعل له ترتيباً فى ذهنه ليس له أصل فى شرع ولا دين ، وذلك يدل على أمور أخطأ الفهم فيها :
أولها : أن يخاف ألا يرزقه الله بمال يعلم به ولده أو يزوج به ابنته أو يقيم به بعض شأنه إن هو أنفق هذا المال فى الحج مع أن حديث ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة " (3) ، ولا شك أن هذا الفهم متابعة للشيطان فى وسوسته ومجانبة للحكمة فى التصرف فى المال وظن سيئ بالله سبحانه فتدبر قوله سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " فأى باب أطيب من الإنفاق فى أداء فريضة الله فى الحج فهل يتعظ أولو الألباب ولا يتابعوا الشيطان يخوفهم الفقر ، ألا يجدوا ما ينفقون فى تعلم أو زواج إذا أنفق فى الحج .
فالعجب لمن يؤمن بالله رزقاً ثم يخاف إن أنفق ماله فى فرائض الله أن يبخل عليه الله بالمال ينفقه فيما أحل الله .
والأمر الآخر الذى أخطأ فيه الفهم هو فى قوله تعالى : " مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " فلا يجعل من نفسه مستطيعاً لأمور ليست من الاستطاعة فى شىء .
يقول صاحب محاسن التأويل : فعلى كل مستطيع الحج يجد إليه السبيل بأى وجه كانت الاستطاعة ، الحج . على ظاهر الآية .
قال : وروينا عن عكرمة أنه قال : الاستطاعة : الصحة . وقال الضحاك : إذا كان شاباً صحيحاً ليس له مال فليؤجر نفسه بأكله وعقبه حتى يقضى نُسكه . فقال له قائل : أكلف الله الناس أن يمشوا إلى البيت ؟ فقال : لو كان لبعضهم ميراث بمكة أكان يتركه ؟ قال : لا بل ينطلق إليه ولو حبواً ، قال : فكذلك يجب عليه حج البيت .
وقال مالك : الاستطاعة على إطاقة الناس ، الرجل يجد الزاد والراحلة ولا يقدر على المشى . وآخر يقدر على المشى على رجليه . وقالت طائفة : الاستطاعة الزاد والراحلة .
ويقول القاسمى أيضاً فى قوله تعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ " هذه الآية الكريمة حازت فنون الاعتبارات المعربة عن كمال الاعتناء بأمر الحج والتشديد على تاركه ما لا مزيد عليه . فمنها : الإتيان بـ ( اللام وعلى ) فى قوله : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ " يعنى أنه حق واجب لله فى رقاب الناس لا ينفكون عن أدائه والخروج عن عهدته . ومنها : أنه ذكر " النَّاسِ" ثم أبدل عنه " مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " وفيه ضربان من التأكيد . أحدهما : أن الإبدال تثنية المراد وتكرير له . والثانى : إن الإيضاح بعد الإبهام والتفصيل بعد الإجمال إيراد له فى صورتين مختلفتين .
ومنها : قوله : " وَمَنْ كَفَرَ" مكان من لم يحج تغليظاً على تارك الحج ، ومنها : ذكر الاستغناء عنه وذلك مما يدل على المقت والسخط والخذلان ، ومنها : قوله : " عَنِ الْعَالَمِينَ " ولم يقل عنه . وما فيها من الدلالة على الاستغناء عنه ببرهان لأنه إذا استغنى عن العالمين تناوله الاستغناء لا محالة ولأنه يدل على الاستغناء الكامل فكان أدل على عظم السخط الذى وقع . انتهى .
وأفعال الحج من الإحرام والطواف والسعى ورمى الجمار والوقوف بعرفة ومزدلفة من الأفعال ما ينبئ عن امتثال العبد لأوامر سيده وإن لم يفهم المقصود من هذه الأوامر إنما يتعين عليه الامتثال ويلزمه الانقياد من غير سؤال عن المقصود ولا طلب الفائدة والمعنى من هذه الأفعال لذا كان من تلبيته صلى الله عليه وسلم ( لبيك حقاً حقاً تعبداً ورقاً لبيك إله الحق).
ويقول رب العزة سبحانه : " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ " يقول السعدى فى تفسيره : يجب أن تعظموا الإحرام بالحج وخصوصاً الواقع فى أشهره وتصونوه من ل ما يفسده أو ينقصه من الرفث وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية خصوصاً عند النساء وبحضرتهن ، والفسوق وهو : جميع المعاصى ومنها محظورات الإحرام والجدال وهو المماراة والمنازعة والمخاصمة لكونها تثير الشر وتوقع العداوة . والمقصود من الحج الذل والانكسار لله والتقرب إليه بما أمكن من القربات والتنزه عن مقارفة السيئات فإنه بذلك يكون مبروراً . والمبرور ليس له جزاء إلا الجنة . وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة فى كل مكان وزمان فإنه يتغلظ المنع عنها فى الحج .
واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصى حتى يفعل الأوامر .. ( ثم يقول أيضاً ) : أمر الله تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين والكف عن أموالهم سؤالاً واستشراقاً وفى الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين وزيادة قربة لرب العالمين وهذا الزاد الذى المراد منه إقامة البنية بلغة ومتاع . وأما الزاد الحقيقى المستمر نفعه لصاحبه فى دنياه وأخراه فهو زاد التقوى الذى هو زاد دار القرار والموصل لأكمل لذة وأجل نعيم دائماً وأبداً . انتهى .
وبهذا يلتقى الحج مع سائر العبادات فى أنه زاد يتقى به العبد سخط ربه وناره ويطمع فى جنته التى أعدها للمتقين ، فهذه أيام الحج وأشهره واستعداد الناس للخروج إليه فسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . اللهم هيئ لنا حج بيتك الكريم وتقبل منا ومن سائر المسلمين وارفع عنا الآثام والذنوب وتقبل منا واقبلنا يا رب العالمين إنك على كل شىء قدير ، والله من وراء القصد .

------------
(1) أخرجه مسلم والنسائى وأحمد وغيرهم من حديث أبى هريرة ، وله شواهد من حديث أبن عباس وعلى وأنس بن مالك ، انظرها فى الإرواء ( رقم 980 ) .
(2) أخرجه البخارى فى صحيحه ( رقم 1520 ) كتاب الحج ، باب فضل الحج المبرور .
(3) صحيح . أخرجه الترمذى والنسائى وأحمد والطبرى وابن حبان وغيرهم من حديث ابن مسعود وسنده حسن ، وله شواهد من حديث ابن عباس وجابر بن عبد الله وعمر بن الخطاب وابنه عبد الله بن عمر ، وانظر الصحيحة ( رقم 1200 ) ، والإرواء ( رقم 2524 ) .



الافتتاحية
فريضة الله في الحج
بقلم الرئيس العام / محمد صفوت نور الدين

( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) [ آل عمران : 97] .
الآية نص على وجوب الحج ، والأحاديث الكثيرة تدل على أن الحج أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده ، وقد أجمع المسلمون على ذلك إجماعًا ضروريًا ، وإن وجوبه على المكلف في العمر مرة بالنص والإجماع .
ولقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال : ( أيها الناس ، قد فُرض عليكم الحج فحجوا) ، فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو قلت : نعم لوجبت ، ولما استطعتم) ، ثم قال : (ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه) . ثم قال : (الحج مرة ، فمن زاد فهو تطوع) .
وإن الأخطاء التي يقع الناس فيها في الحج كثيرة جدًا تفوق الحصر ، يرجع كلها إلى الجهل بأحكامه ، ومن أول هذه الأخطاء وأهمها ؛ أن يؤجل المكلف الحج حتى يطعن في السن ويضعف ، ويكون ذلك سببًا في صعوبات كثيرة على الناس ، وسببًا لتتبع الرخص والبحث عنها لكثرة الضعفاء ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه جهادًا.
فعن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قلت : يا رسول الله ، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ فقال : (ولكن أفضل الجهاد حج مبرور) ، فكيف يؤجل القوي الفتي الجهاد حتى يضعف ؟!
وإن ذلك التأجيل إنما يحدث ، حيث يظن الرجل أن الحج لا يجب عليه إلا بعد أن يفعل كذا وكذا من أمور دنياه ويجعل له ترتيبًا في ذهنه ليس له أصل في شرع ولا دين ، وذلك يدل على أخطاء :
أولها : أنه يخاف ألا يرزقه بمال يُعلم به الولد ، أو يزوج به نفسه أو ابنته ، أو يقيم به شأنه إن هو أنفق هذا المال في الحج ، مع أن حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة) .
ولا شك أن هذا الفهم متابعة للشيطان في وسوسته وبُعد عن الحكمة في التصرف في المال وظن سيئ في حق الله سبحانه ، فتدبر قول الله سبحانه وتعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ(267)الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(268)يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ(269)وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار ) [ البقرة : 267 - 270] .
فأي باب أطيب من فريضة الله في الحج ينفق فيه ، فهل يتعظ أولو الألباب ، ولا يتابعوا الشيطان في خوف العيلة والفقر ألا يجد ما ينفقه في تعلم أو زواج إذا أنفق في الحج .
فالعجب لمن يؤمن بالله رزاقًا كيف يخاف إن أنفق ماله في فرائض الله ، يخاف أن يبخل الله عليه بالمال لينفقه فيما أحل الله .
ثانيًا : سوء فهم قوله تعالى : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) [ آل عمران : 97] ، فلا يجعل من نفسه مستطيعًا لأمور ليست من الاستطاعة في شيء .
فيقول القاسمي في (محاسن التأويل) : فعلى كل مستطيع للحج يجد إليه السبيل بأي وجه كانت الاستطاعة ، الحج على ظاهر الآية ، قال : وروينا عن عكرمة أنه قال : الاستطاعة ؛ الصحة .
وقال الضحاك : إذا كان شابًا صحيحًا ليس له مال فليؤجر نفسه بأكله وعقبه حتى يقضي نسكه ، فقال له قائل : أكلف الله الناس أن يمشوا إلى البيت ؟ فقال : لو لكان لبعضهم ميراث بمكة أكان يتركه ؟ قال : لا ، بل ينطلق إليه ولو حبوًا ، قال : فكذلك يجب عليه حج البيت .
وقال مالك : الاستطاعة على إطاقة الناس ، الرجل يجد الزاد والراحلة ولا يقدر على المشي ، وآخر يقدر على المشي على رجليه ، وقالت طائفة : الاستطاعة : الزاد والراحلة .
ويقول القاسمي أيضًا في قوله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) : هذه الآية الكريمة حازت فنون الاعتبارات المعربة عن كمال الاعتناء بأمر الحج والتشديد على تاركه ما لا مزيد عليه ، فمنها الإتيان بـ (اللام وعلى) ، في قوله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) يعني أنه حق واجب لله في رقاب الناس لا ينفكون عن أدائه والخروج عن عهدته ، ومنها أنه ذكر (الناس) ، ثم أبدل عنه : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) ، وفيه ضربان من التأكيد ، أحدهما : أن الإبدال تثنية للمراد وتكرير له ، والثاني : أن الإيضاح بعد الإبهام والتفصيل بعد الإجمال إيراد له في صورتين مختلفتين ، ومنها قوله : (ومن كفر) مكان من لم يحج تغليظًا على تارك الحج ، ومنها ذكر الاستغناء عنه ، وذلك مما يدل على المقت والسخط والخذلان ، ومنها قوله (عن العالمين) ، ولم يقل : عنه ، وما فيها من الدلالة على الاستغناء عنه ببرهان ؛ لأنه إذا استغنى عن العالمين تناوله الاستغناء لا محالة ؛ ولأنه يدل على الاستغناء الكامل ، فكان أدل على عظم السخط الذي وقع . (انتهى) .
وأفعال الحج من الإحرام والطواف والسعي ورمي الجمار والوقوف بعرفة ومزدلفة من الأفعال التي تنبئ على امتثال العبد لأوامر سيده ، وإن لم يفهم المقصود من هذه الأوامر ، إنما يتعين عليه الامتثال ، ويلزمه الانقياد من غير سؤال عن المقصود ولا طلب الفائدة ، والمعنى من هذه الأفعال ؛ لذا كان تلبيته صلى الله عليه وسلم أحيانًا : (لبيك حقًا حقًا ، تعبدًا ورقًا ، لبيك إله الحق) .
ويقول رب العزة سبحانه : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ) [ البقرة : 197] .
يقول السعدي في تفسيره : يجب أن تعظموا الإحرام بالحج ، وخصوصًا الواقع في أشهره وتصونوه عن كل ما يفسده أو ينقصه من الرفث ، وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية ، خصوصًا عند النساء وبحضرتهن .
والفسوق وهو : جميع المعاصي ، ومنها محظورات الإحرام ، والجدال وهو المماراة والمنازعة والمخاصمة ؛ لكونها تثير الشر وتوقع العداوة ، والمقصود من الحج الذل والانكسار لله ، والتقرب إليه بما أمكن من القربات والتنزه عن مقارفة السيئات ، فإنه بذلك يكون مبرورًا ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان ، فإنه يتغلظ المنع عنها في الحج ، واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصي حتى يفعل الأوامر ، ثم يقول أيضًا : أمر الله تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك ، فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين والكف عن أموالهم سؤالاً واستشرافًا ، وفي الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين وزيادة قربة لرب العالمين ، وهذا الزاد الذي المراد منه إقامة البنية بلغة ومتاع .
وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأخراه فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار ، وهو الموصل لأكمل لذة وأجل نعيم دائمًا أبدًا .
ومن قول الأعشى :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله
وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
وقال غيره :
يا نفس إني قائل فاسمعي
مقالة من مشفق ناصح
لا يصحب الإنسان في قبره
غير التقى والعمل الصالح
وبهذا يلتقي الحج مع سائر العبادات في أن يكون زادًا يتقي به العبد سخط الله وناره ، ويطمع بأدائه في جنة قال الله عنها : ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) [ آل عمران : 133] ، فهذه أيام الحج وأشهره ، واستعداد الناس للخروج إليه : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) [ آل عمران : 133] .
اللهم هيأ لنا حج بيتك الكريم ، وتقبل منا ومن سائر المسلمين ، وارفع عنا الآثام والذنوب ، وتقبل منا واقبلنا يا رب العالمين ، إنك على كل شيء قدير . والله من وراء القصد .




فريضة الله فى الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 08:19 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

حجاج البيت الحجاج الى مكه ,,الكعبة المشرفة

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه . وبعد :
يقول رب العزة سبحانه في سورة البقرة : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ) [ البقرة : 197] .
الحج موسم سنوي ومؤتمر عالمي ، يحضر فيه المسلمون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ، حيث دعاهم ربهم فأجابوه ولبوا نداءه ، وقد اختلط ملوكهم بعامتهم ، ثيابهم الإحرام ( إزار ورداء ) الرءوس عارية مكشوفة ، والألسنة لاهجة بالذكر ، والأصوات مبحوحة من التلبية ، والأيدي مرفوعة ضراعة لله رب العالمين .
حول بيت الله يطوفون في تذلل قد كشفوا عن أكتافهم ، ورملوا في أشواطهم حال قدومهم ، تجنبوا من كل عمل ما يؤدي إلى التميز والمفاخرة ، وابتعدوا عن لهو الحديث وعبث العمل ، وفحش القول والعمل ، يتنافسون في البر والتقوى ، ويتسابقون إلى كل خير خاص كان أو عامًا .
مئات ألوف من المسلمين ، بل ملايين يأتون رجالاً وعلى كل ضامر من كل فج عميق ، من أقطار العالم الإسلامي المترامية الأطراف ، وقفوا في صعيد واحد تنطلق منهم الحناجر حول بيت الله الحرام ، وبين الصفا والمروة ، وعلى جبل عرفة ، وفي مزدلفة ومنى ، ذكرهم : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) .
التوحيد منطقهم ، والتعبد والذكر شغلهم ، والله مولاهم ومقصدهم ، ورضوانه سبحانه بغيتهم ، لم يجمع بينهم مال ولا تجارة ، إنما جمعهم الشوق إلى بيت الله الذي تهوى إليه أفئدة من الناس .
المسلم يلقى أخاه المسلم القادم من بلاد بعيدة تاركًا وراءه الأهل والعشيرة في هموم ومشكلات كثيرة ، قد وفد إلى ربه حاجًّا نائبًا عن قومه ليسأله حاجة نفسه وحاجة قومه الذين خلفهم وراءه ، آملا أن يرفع الضر عنهم ؛ وأن يكشف الهم الذي أصابهم ، وأن يقوي الهمم التي ضعفت ، ويشحذ العزائم التي توانت ، وأن يرسل السماء عليهم مدرارًا بمطر الخير ، وأن ينبت لهم الأرض ، ويدر لهم الضروع ، ويرفع عنهم الجوع والعطش ، ويرزقهم الأمن في الأوطان .
ها هم اليهود قد دنسوا العالم كله ، وظهر رجسهم حول بيت المقدس ، دنسوا الأموال بالربا والغش ، ودنسوا الصحف والمجلات وسائر وسائل الإعلام بالفجور والعري والسخرية ، فمن يردهم ويرفع عن المسلمين رجسهم ؟
ومن يجمع للمسلمين شملهم ، ويشد من أزرهم ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته طائفين ملبين .
أزمات طاحنة وحرب ضروس اشتدت في البوسنة والهرسك ، واستحكمت في الشيشان ، بل وفي إرتريا ، وكشمير ، وشتات في الصومال ، عدى الكفر وكشر عن أنيابه ، وظهر وجهه القبيح وأسفر عن عدائه بكل أعوانه ، وجمع السلاح ليبيد خضراء المسلمين وليستأصل شأفتهم ، وليبيح أعراضهم ، ويسفك دماءهم ، ويأسر أطفالهم ، فمن يرفع ذلك عنهم ؟
إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين ضارعين محرمين داعين .
في أفغانستان قد ظهرت خلافات طوائف المسلمين مظهرة لصور الخلافات الموجودة في أرجاء العالم الإسلامي ، فهذا خرافي ضال بخرافته يتمسك بها ويدافع عنها ، وهذا فاسق ماجن بفسقه ، وهذا قومي عابد لقبيلته يقاتل عصبية وحمية لقومه ، وهذا قد استهوته الزعامة واستولت عليه مشاعر حب الرئاسة وكلهم للإسلام منتسبون ، ومع ذلك فهم يشهرون السلاح ليسفكوا دماءهم فمن يردهم إلى صوابهم ويعيد إليهم رشدهم ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين ضارعين محرمين داعين .
في بلاد العالم الإسلامي حيث استبد حكام ظلمة في رقاب المسلمين لا يرقبون فيهم إلَّا ولا ذمة ، ملئوا منهم السجون ، ومنعوا في المساجد الأذان ، وعطلوا دروس العلم ، ألهبوا ظهور الناس بالسياط ، وحرَّموا عليهم الاجتماع في الصلوات ، فمن الذي يرفع عنهم ذلك الذي أصابهم ، ويلين عليهم قلوب حكامهم ، أو يبدلهم من هم خير منهم وأرفق وأكرم ؟ ومن يولي عليهم أهل الصلاة والصلاح والتقى والإيمان ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين ضارعين محرمين داعين .
في بلاد أخرى من بلاد المسلمين فشت البدع والخرافات حتى صار الدين عندهم كهانة ، والعلماء عندهم يتعلقون بالقبور ويعلقون التمائم على الصدور والنحور ، ويطوفون حول التماثيل والأوثان ، ويدعون غير الواحد الديان ، يتخذون دينهم لأهل الضلال تقليدًا ، ويقربون النذور للأموات تقربًا وتمجيدًا ، من الذي يردهم عن ضلالهم ويخرجهم من شركهم ويردهم إلى كتاب ربهم ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين ضارعين محرمين داعين .
في كثير من بلاد المسلمين شباب دفعهم الحماس وأخذتهم الحمية في غيبة أهل العلم وظلم السلطان قد فارقهم السلوك السوي الصحيح ، وخالفوا الفهم الرشيد واستعان بهم الشيطان فأغراهم وأغواهم ، ففجروا في الشوارع والطرقات وأشاعوا الذعر في المجتمعات ، وفعلوا ما لا يرضاه من عنده مسكة من عقل أو مثقال ذرة من إيمان ، من الذي يُعَرِّف هؤلاء ويردهم إلى صوابهم ويعيد إليهم رشدهم ، ويضع الثقة في قلوبهم نحو علمائهم ويرشدهم إلى الصواب من السلوك ، ويبين لهم حرمة الدماء والأوطان ، ومن يعرفهم منزلة الأمن من الإيمان ؟ من يفعل بهم ذلك ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين داعين محرمين .
مسلمون سكنوا بين ظهراني المشركين والكافرين ، فملئوا عليهم الحياة كفرًا وفجورًا ، وفسقًا وعريًا وبلاءً ففي طعامهم وشرابهم ، وفي فراشهم وثيابهم ، وفي طرقاتهم وبيوتهم ، وفي نسائهم وأطفالهم ، وفي صحفهم وإعلامهم ، وفي مدارسهم ومعاهدهم ، وفي كل شيء معهم وحولهم يعرض الكفر في كل ساعة في إلحاح مستمر ، وفي حلقات متصلة ، فإنه فاتته هذه ، وإن حمى نفسه من تلك فلابد أن تصيبه التي بعدها ، ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها . لا يكاد ينقذ نفسه إن استطاع وكيف يستطيع ؟ فإن توقى بنفسه حفرة من حفر الكفر ، فإنه يرتطم بصخرة من صخوره ، فكيف به والحال كذلك أن ينقذ زوجه وولده ، هذا جاره قد باع نفسه للكافرين فهان عليهم ، وهذا رفيقه قد استسلم في خضم أمواج المشركين حتى صارت زوجه منهم أمًّا لأولاده فكيف ترعاهم ؟ وهو هل يبقى وحيدًا يقاوم هذه الفتن أم يخرج إلى بلاد المسلمين ؟ فَمَنْ لهؤلاء ؟ من إلا الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين داعين ضارعين محرمين .
هذا والحج إذا عرفت اجتماع في زمان واحد ومكان واحد لأكبر عدد في أوسع مؤتمر يجمع من أهل الصلاح والتقى في موطن تنزل الرحمة ، والناس في خشوع وخضوع ورجاء ودعاء وتلبية ، أما الشيطان فما رؤي أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة .
فما دعاء الحجيج إذًا ، وما رجاؤهم إن لم يكن لكل هؤلاء جميعًا يسرون ويعلنون إلى ربهم ، ويجهرون ويخافتون في دعائهم ، لعل الله أن ينظر إليهم فيغير من حال هؤلاء جميعًا ، فيكون موسم الحج صيحة التغيير ، وصحوة العقول ، واستجابة الدعاء .
موسم الحج تلبية واستغفار ودعاء ، والتلبية إعلان بالطاعة والامتثال ، والتوحيد والإخلاص والاستغفار باب إجابة الدعاء ، وتفريج الكرب ، وزوال الهم ، وكشف الضر ، والدعاء صلة بين العبد وربه وعبودية له سبحانه .
فيا معشر الحجيج ! هذه الأمة بآلامها وآمالها تنظر إلى ربها داعية راجية ، وقد وفدتم أنتم معشر الحجاج إلى بيت الله حجاجًا ومندوبين عنهم ، تعبرون عن أمنيات المسلمين من ورائكم ، وعن حاجاتهم التي يرجون من ربهم تحقيقها ، فلا تتوانوا في الدعوات ، ولا تقصروا ، فالآمال معلقة باستجابة الله لدعائكم وشفاعتكم عند ربكم لأهليكم ؛ لتحمى الأعراض ، وتصان الحرمات ، ويرد الجوع ، ويندحر العدو ، ويستيقظ الصديق ، ويرجع الإيمان بالأمن إلى القلوب والبيوت والأوطان ، والرخاء إلى الأسواق مع الإسلام ، فالدعاء الدعاء ، والإخلاص الإخلاص معشر الحجاج في كل موطن من مواطن إجابة الدعاء متذكرين حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل ، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثل ) .
والله من وراء القصد .
وكتبه
محمد صفوت نور الدين




حجاج بيت الله وهموم العالم الإسلامي




صمتي مهابه 10-15-2010 08:21 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
الحج عن الغير ..أب أم ,,,جواز الحج عن الغير

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم
عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أن امرأة من جُهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إن أمي نذرت أن تحج ولم تحج حتى ماتت ، أفأحج عنها ؟ قال : ( نعم حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا الله ، فالله أحق بالوفاء ) . [ أخرجه البخاري ] .
وعن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع قالت : يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا ، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة ، فهل يقضي عنه أن أحج عنه ؟ قال : ( نعم ) . [ أخرجه البخاري ومسلم ] .
الحج فريضة على المسلم المستطيع في العمر مرة ، فهل إذا عجز ببدنه وقدر بماله وجب عليه أن يستنيب من يحج عنه ؟ وإذا مات من لم يسبق له ، الحج فهل يجب على ورثته أن يحجوا عنه من ماله ، فيكون من الدَّين الذي يخرج من الميراث قبل تقسيمه ؟ وهل من حج تطوعًا عن غيره جاز ذلك ؟
قال ابن رشد في ( بداية المجتهد ) : لا خلاف بين المسلمين أنه يقع عن الغير - أي الحج - تطوعًا ، وإنما الخلاف في وقوعه فرضًا .
قال ابن حجر في ( الفتح ) : الإجماع على أنه لا يجوز أن يستنيب من يقدر على الحج بنفسه عن الحج الواجب ، ( وقال أيضًا ) : اتفق من أجاز النيابة في الحج على أنها لا تجزئ في الفرض إلا عن موت أو عضب ، فلا يدخل المريض ؛ لأنه يرجى برؤه ولا المجنون ؛ لأنه ترجى إفاقته ، ولا المحبوس لأنه يرجى خلاصه ، ولا الفقير لأنه يمكن استغناؤه . والله أعلم .
وقال ابن رشد : أما وجوبه - أي الحج - باستطاعة النيابة مع العجز عن المباشرة ، فعند مالك وأبي حنيفة أنه لا تلزم النيابة إذا استطعت مع العجز عن المباشرة ، وعند الشافعي أنها تلزم ، فيلزم على مذهبه ؛ الذي عنده مال يقدر أن يحج به عنه غيره ، إذا لم يقدر هو ببدنه أن يحج عنه غيره بماله ، وإن وجد من يحج عنه بماله من أخ أو قريب سقط ذلك عنه وهي المسألة التي يعرفونها بالمعضوب ؛ وهو الذي لا يثبت على الراحلة ، وكذلك الذي يأتيه الموت ولم يحج يلزم ورثته عنده أن يخرجوا من ماله بما يحج به عنه ، وسبب الخلاف في هذا معارضة القياس الأثر ، وذلك أن القياس يقتضي أن العبادات لا ينوب فيها أحد عن أحد ، فإنه لا يصلي أحد عن أحد باتفاق ، ولا يزكي أحد عن أحد ( 1 ) ، وأما الأثر … ، وذكر الحديثين السابقين عن ابن عباس . انتهى كلام ابن رشد .
قال في ( الفتح ) : نقل الطبري وغيره الإجماع على أن النيابة لا تدخل في الصلاة ، قالوا : ولأن العبادات فرضت على جهة الابتلاء ، وهو لا يوجد في العبادات البدنية إلا بإتعاب البدن ، فبه يظهر الانقياد أو النفور بخلاف الزكاة ، فإن الابتلاء بنقص المال وهو حاصل بالنفس وبالغير ، وأجب بأن قياس الحج على الصلاة لا يصح ؛ لأنه عبادة مالية بدنية معًا ، فلا يترجح إلحاقها بالصلاة على إلحاقها بالزكاة ، ولهذا قال المازري : من غلَّب حكم البدن في الحج ألحقه بالصلاة ، ومن غلب حكم المال ألحقه بالصدقة . انتهى .
قال ابن قدامة في ( المغني ) : من وجدت فيه شرائط وجوب الحج وكان عاجزًا عنه لمانع ميئوس من زواله كزمانة أو مرض لا يرجى زواله ، أو كان نضو ( مهزول ) الخَلْق ، لا يقدر على الثبوت على الراحلة إلا بمشقة غير محتملة ، والشيخ الفاني ، ومن كان مثله متى وجد من ينوب عنه في الحج ، ومالاً يستنيبه به لزم ذلك . ( انتهى ) .
أما مالك وأصحابه ، فالمشهور من قولهم أنه لا يحج أحد عن أحد إذا كان حيًّا ، ولو كان قادرًا بماله ، ولكن يجوز أن يحج عن الميت إذا أوصى ، وأحاديث الباب حجة عليهم .
أما الأحناف ، فقال في ( المبسوط ) : المذهب عندنا أن المعضوب والمقعد والزِّمن لا يجب عليه الحج باعتبار ملك المال ، ( ثم قال ) : وحجتنا في ذلك قوله تعالى : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) [ آل عمران : 97] ، فإنما أوجب الله تعالى الحج على من يستطيع الوصول إلى بيت الله تعالى ، والزَّمن لا يستطيع الوصول إلى بيت الله تعالى ، فلا يتناوله هذا الخطاب ، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الشرط مالاً يوصله إلى البيت بقوله : ( من وجد زادًا وراحلة يبلغانه بيت الله تعالى ) ، وزاد المعضوب وراحلته لا يبلغانه بيت الله تعالى ؛ فصار وجوده كعدمه .
( وقال أيضًا ) : الحج فرض العمر ، فيعتبر فيه عجز مستغرق لبقية العمر ليقع به اليأس عن الأداء بالبدن ، فقلنا : إن كان عجزه بمعنى لا يزول أصلاً كالزمالة ، يجوز الأداء بالنائب مطلقًا ، وإن كان عارضًا يتوهم زواله ؛ بأن كان مريضًا أو مسجونًا ، فإذا أدى بالنائب كان ذلك مراعى ، فإن دام به العذر إلى أن مات تحقق اليأس عن الأداء بالبدن ، فوقع المؤدى موقع الجواز ، وإن برأ من مرضه تبين أنه لم يقع فيه اليأس عن الأداء بالبدن ، فكان عليه حجة الإسلام ، والمؤدى تطوع له .
( وقال أيضًا ) : إن الصحيح البدن إذا أحج رجلاً بماله على سبيل التطوع عنه فهو جائز .
أما الشافعية ففي ( المجموع ) : المعضوب إن لم يكن له مال ولا من يطيعه لم يجب عليه الحج ، وإن كان له مال ولم يجد من يستأجره أو وجده وطلب أكثر من أجر المثل ، لم يجب عليه الحج ، ولا يصير مستطيعًا والحالة هذه ، فلو دام حاله هكذا حتى مات فلا حج عليه ، وإن وجد مالاً ووجد من يستأجره بأجرة المثل لزمه الحج .
( وقال ) : يلزم المعضوب الاستنابة ، ويجب عليه الإحجاج عن نفسه في صورتين .
- الأولى : أن يجد مالاً يستأجر به من يحج ، وشرطه أن يكون بأجرة المثل ، وأن يكون المال فاضلاً عن الحاجات المشترطة فيمن يحج عن نفسه ، إلا أنه يشترط هناك أن يكون المصروف إلى الزاد والراحلة فاضلاً عن نفقة عياله ذهابًا ورجوعًا ، وهنا لا يشترط إلا أن يكون فاضلاً عن نفقتهم وكسوتهم يوم الاستئجار خاصة .
- الثانية : أن يبذل واحد من بنيه أو بناته أو أبنائهم ، وإن سفلوا الإطاعة في الحج عنه ، فيلزمه الحج بذلك ، وعليه الإذن للمطيع ، هذا هو المذهب ، ونص عليه الشافعي في جميع كتبه ، واتفق عليه الأصحاب إلا السرخسي .
وقد اشترط الشافعي لوجوب الحج بالمطاع شروطًا أربعة : هي أن يكون المطيع ممن يصح منه فرض الحج ، وأن يكون حج عن نفسه ، وليس عليه حجة واجبة بنذر أو قضاء ، وأن يكون موثوقًا بوفائه وطاعته وألا يكون معضوبًا . ( انتهى ) .
أما تحرير مذهب مالك ، قال في ( موسوعة الفقه المالكي ) : النيابة في الحج لا تجوز عن الصحيح في فرض الحج وتكره في التطوع ، وتكون بأجرة أو غير أجرة ، ( وقال ) : وإذا أوصى الميت أن يحج عنه بماله وكان صرورة - أي الذي لم يحج عن نفسه - نفذت الوصية من ثلث ماله ، وإن لم يوص سقط عنه .
وقال ابن شاش في ( عقد الجواهر ) : فإن عجز عنها لم تلزمه النيابة ولا تجوز إن اختارها ، إذ لا تصح النيابة ، وهي وقوع الحج عن المحجوج عنه ، وروي إجازة ذلك .
وقال ابن وهب وأبو مصعب : يجوز في حق الولد خاصة .
وقال ابن حبيب : جاءت الرخصة في الحج عن الكبير الذي لا منهض له ولم يحج ، وعن من مات ولم يحج أن يحج عن ولده وإن لم يوص به ، ويجزيه إن شاء الله .
وقال أشهب في كتابه : إن حج عن الشيخ الكبير أجزأه .
وقال ابن عبد البر في ( التمهيد ) : وقال مالك : كل من قدر على التوصل إلى البيت وإقامة المناسك بأي وجه قدر بزاد وراحلة أو ماشيًا على رجله فقد لزمه فرض الحج ، ومن لم يستطع لمرض أو زمانة فليس بمطالب بالحج .
( ثم قال ) : ومن حجة مالك أيضًا ومن ذهب مذهبه عموم قوله تعالى : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) [ آل عمران : 97] ، فبأي وجه استطاع ذلك بنفسه وقدر فقد لزمه الحج ، وليست استطاعة غيره استطاعة له .
( ثم قال ) : وحمل بعضهم حديث الخثعمية على أن ذلك على الاستحباب لمن شاء لا على أداء واجب .
( ثم قال ) : حجة أصحاب مالك في تشبيه الحج بالدَّين : أن ذلك خصوص للخثعمية كما خص أبوها بأن تعمل عنه ما لم يجب عليه ، وكذلك خصت بالعمل عنه لتؤجر ويلحقه ثواب عملها بدليل القرآن في الاستطاعة .
( ثم قال ) : وفي هذا الحديث أيضًا دليل على جواز حج الرجل عن غيره ، واختلف الفقهاء في ذلك .
فقال الحسن بن صالح بن حي : لا يحج أحد عن أحد إلا عن ميت لم يُحج عنه حجة الإسلام ، وهو قول مالك والليث .
وقال أبو بكر بن العربي في ( أحكام القرآن ) : في هذا الحديث ( حديث الخثعمية ) جواز الحج عن الغير ؛ لأنها عبادة بدنية مالية ، والبدن وإن كان لا يحتمل النيابة فإن المال يحتملها ، فروعي في هذه العبادة جهة المال وجازت فيه النيابة ، وصرح النبي صلى الله عليه وسلم بجواز النيابة في غير هذا الموضع وضرب المثل بأنه لو كان على أبيها دين عبد لسعت في قضائه ، فدَين الله أحق بالقضاء .
قال القرطبي ( ج4 ص150 ) : قال مالك : إذا كان معضوبًا سقط عنه فرض الحج أصلاً سواء كان قادرًا على من يحج عنه بالمال لا يلزمه فرض الحج ، ولو وجب عليه الحج ، ثم عضب وزمن سقط عنه فرض الحج ، ولا يجوز أن يحج عنه في حال حياته بحال ، بل إن أوصى أن يحج عنه بعد موته حج عنه من الثلث وكان تطوعًا ، واحتج بقوله تعالى : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) [ النجم : 39] .
فأخبر أنه ليس له إلا ما سعى : ( وقال أيضًا ) : وقال علماؤنا : حديث الخثعمية ليس مقصوده الإيجاب ، وإنما مقصوده الحث على بر الوالدين والنظر في مصالحهما دنيا ودينًا ، وجلب المنفعة إليهما جبلة وشرعًا ، فلما رأى من المرأة انفعالاً وطواعية ظاهرة ورغبة صادقة في برها بأبيها وحرصًا على إيصال الخير والثواب إليه ، وتأسف أن تفوته بركة الحج أجابها إلى ذلك ، كما قال للأخرى التي قالت : إن أمي نذرت أن تحج ولم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : ( حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ ) قالت : نعم .
ففي هذا ما يدل على أنه من باب التطوعات وإيصال البر والخيرات للأموات ، ألا ترى أنه قد شبه فعل الحج بالدَّين ، وبالإجماع لو مات ميت وعليه دين لم يجب على وليه قضاؤه من ماله ، فإن تطوع بذلك تأدى الدين عنه . ( انتهى ) .
وكلام القرطبي فيه تحرير مذهب مالك في الإنابة في الحج ، وحديث الخثعمية والجهنية حجة في جواز الإنابة في الفرض وبغير وصية وعن الميت والمعضوب .
قال ابن تيمية : يجوز للمرأة أن تحج عن امرأة أخرى باتفاق العلماء سواء كانت بنتها أو غير بنتها ، وكذلك يجوز أن تحج المرأة عن الرجل عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة الخثعمية ، ( وقال ) : لا يستحب للرجل أن يأخذ مالاً يحج به عن غيره إلا أحد رجلين : إما رجل يحب الحج ورؤية المشاعر ، وهو عاجز فيأخذ ما يقضي به وطره الصالح ، ويؤدي به فريضة الحج عن أخيه ، أو رجل يحب أن يبرئ ذمة الميت عن الحج ؛ إما لصلة بينهما أو لرحمة عامة بالمؤمنين ونحو ذلك ، فيأخذ ليؤدي به ذلك ، وجماع هذا أن المستحب أن يأخذ ليحج لا أن يحج ليأخذ ، وهذا في جميع الأرزاق المأخوذة على عمل صالح ، فمن ارتزق ليتعلم أو ليعلم أو ليجاهد ، فحسن كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مثل الذي يغزون من أمتي ويأخذون أجورهم مثل أم موسى ؛ ترضع ابنها وتأخذ أجرها ) ( 1 ) ، شبههم بمن يفعل الفعل لرغبة فيه كرغبة أم موسى - عليه السلام - في الإرضاع بخلاق الظئر المستأجر على الرضاع إذا كانت أجنبية .
وأما من اشتغل بصورة العمل الصالح ؛ لأن يرتزق ، فهذا من أعمال الدنيا ، ففرق بين من يكون الدِّين مقصوده والدنيا وسيلته ، ومن تكون الدنيا مقصوده والدِّين وسيلته ، والأشبه أن هذا ليس له في الآخرة من خلاق ، كما دلت عليه نصوص ليس هذا موضعها . ( انتهى ) .
وقال القرطبي عند قوله تعالى : ( أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا ) [ البقرة : 202] ، وعن ابن عباس : هو الرجل يأخذ مالاً يحج به عن غيره فيكون له ثواب .
( وقال القرطبي أيضًا ) : تحصيل مذهب مالك ؛ أن المحجوج عنه يحصل له ثواب النفقة ، والحجة للحاج ، فكأنما يكون له ثواب بدنه وأعماله ، وللمحجوج عنه ثواب ماله وإنفاقه .
قال شيخ الإسلام في ( مختصر الفتوى ) ( ص396 ) :
ويجوز الحج بمال يؤخذ على وجهة النيابة اتفاقًا ، أما على وجه الإجارة ففيه قولان للعلماء ، وهما روايتان عن أحمد .
وقال : إن كان قصده الحج أو نفع الميت ، كان له في ذلك أجر وثواب ، وإن كان ليس له مقصد إلا أخذ الأجرة ، فما له في الآخرة من خلاق .
وفي ( بداية المجتهد ) : اختلفوا في الرجل يؤجر نفسه في الحج ؛ فكره ذلك مالك والشافعي ، وقالا : إن وقع ذلك جاز ، ولم يُجز ذلك أبو حنيفة ، وعمدته أنه قربة إلى الله عز وجل ، فلا تجوز الإجارة عليه ، وعمدة الطائفة الأولى إجماعهم على جواز الإجارة في كَتْب المصاحف وبناء المساجد وهي قربة .
والإجارة في الحج عند مالك نوعان :
أحدهما : يسميه أصحابه على البلاغ ، وهو الذي يؤجر نفسه على ما يبلغه من الزاد والراحلة ، فإن نقص ما أخذه عن البلاغ وفاه ما يبلغه ، وإن فضل شيء رده .
والثاني : على سنة الإجارة إن نقص شيء وفاه من عنده ، وإن فضل شيء فله .
· هل يحج عن غيره من لم يحج عن نفسه ؟
قال الشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه : يشترط فيمن يحج عن غيره أن يكون قد حج عن نفسه ، ودليلهم حديث أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول : لبيك عن شبرمة ، قال : ( ومن شبرمة ؟ ) قال : أخ لي ، أو قريب لي ، قال : ( احججت عن نفسك ؟ ) قال : لا ، قال : ( فحج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ) .
قال الخطابي : فيه من الفقه أن الصرورة لا يحج عن غيره حتى يحج عن نفسه ، وفيه أن حج المرء عن غيره إذا كان قد حج عن نفسه جائز ، وفيه أن من أهَلَ بحجتين لم يلزمه إلا واحدة ، ولو كان لاجتماع وجوبها فساغ ، فدل على أن الإحرام لا ينعقد إلا بواحدة ، أما مالك وأصحاب الرأي فقالوا : يجوز أن يحج عن غيره الصرورة .
قال ابن عبد البر : وقال مالك : يجوز أن يحج عن الميت من لم يحج قط ، ولكن الاختيار أن يحج عن نفسه أولاً ؛ ثم يحج عن غيره …، وإنما قال : لا يشترط أن يحج النائب عن نفسه أولا ؛ لأنهم عللوا حديث : ( لبيك عن شبرمة ) ، والحديث صحيح كما حققه الأرناؤوط في ( جامع الأصول ) ( ج3 ص 422 ) ، وقال الألباني في ( مشكاة المصابيح ) ( هامش ص776 ج2 ) وهو حديث صحيح مرفوع كما حققته في جزء لي .
هذا ، فالحديث حجة لمن اشترط أن يحج عن نفسه أولاً من أراد أن يحج عن غيره .
· هل على الورثة حج لمورثهم ؟
قال في ( الفتح ) : من مات وعليه حج وجب على وليه أن يجهز من يحج عنه من رأس ماله ، كما أن عليه قضاء ديونه ، فقد أجمعوا على أن دين الآدمي من رأس ماله ، فكذلك ما شبه به في القضاء ، ويلتحق بالحج كل حق ثبت في ذمته من كفارة أو نذر أو زكاة أو غير ذلك . ( انتهى ) .
بعد هذا العرض يمكننا القول بجواز النيابة عنه في الحج عن المعضوب والميت في حجه ، الفريضة والنذر ، وتجب على من استطاع بماله أن يؤجر من يحج عنه ، وأن من مات وترك ميراثًا ولم يكن قد حج يُخرج من ماله بقدر ما يحج به عنه إن لم يتبرع عنه أحد ، فإن أوصى تعين الحج عنه من ثلثه .
هذا ، ويجوز أن يحج تطوعًا عن الميت والمعضوب ، ويجوز الحج عن الصحيح الحي في حجة التطوع ، ولا تجوز في الفريضة أو النذر .
وأن المعضوب إذا استناب من يحج عنه ثم عوفي لم يجب عليه حج آخر إن غلب على ظنهم أنه لا يرجى برؤه ؛ لأنه عذر معتبر شرعًا ، ولا يُطالب بحجتين إلا إذا نذرها ، والله أعلم .
كتبه
محمد صفوت نور الدين




الحج عن الغير

صمتي مهابه 10-15-2010 08:23 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

وجوب الحج وفضلة

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

بسم الله الرحمن الرحيم
وجوبُ الحجِّ وفضلُه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فلا يخفى على أحد أن الحج ركن من أركان الإسلام، قَالَ الله تَعَالَى : {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ} (آل عمران: 97).
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتفق على صحته: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بُنِي الإسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللهِ، وَإقَامِ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه ، قَالَ: خَطَبَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُم الحَجَّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أكُلَّ عَامٍ يَا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثاً. فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ». ثُمَّ قَالَ: «ذَرُوني مَا تَرَكْتُكُمْ؛ فَإنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أنْبِيَائِهِمْ، فَإذَا أمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْءٍ فَدَعُوهُ» رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استمتعوا بهذا البيت؛ فقد هُدم مرتين، ويرفع في الثالثة» رواه البزار.
قال المناوي رحمه الله (فيض القدير 1/639): "بناه إبراهيم عليه السلام، ثم هدم فبناه العمالقة، ثم هدم فبنته قريش".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ».
وهذا التخريب غير محاولة الجيش الذي سيخسف به، ولا يقتضي انقطاع الحج كما قال ابن بطال؛ فإن عيسى في آخر الزمان سيحج.

وبينت النصوص ما للحج من أجر كبير، ومن ذلك:
إجابة الدعاء
فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعمار وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم» رواه البزار.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم» رواه ابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم» رواه النسائي.

وهو نوع من الجهاد في سبيل الله:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ فقال: «لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة» رواه النسائي. وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ؛ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ» رواه ابن ماجة.

والحج من أفضل الأعمال:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» رواه البخاري ومسلم.
والحج المبرور: الذي لا معصية فيه.

والحج والعمرة سببان لسعة الرزق:

دليل ذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة» رواه الترمذي.

والحج من أسباب المغفرة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج فلم يرفُث، ولم يفسُق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» رواه البخاري ومسلم.
قال النووي رحمه الله (شرح مسلم 9/119) في معنى الرفث: "قَالَ الْأَزْهَرِيّ: هِيَ جَامِعَة لِكُلِّ مَا يُرِيدهُ الرَّجُل مِنْ الْمَرْأَة".
ويشمل ذلك الجماع؛ لقول الله تعالى: }أُحِلّ لَكُمْ لَيْلَة الصِّيَام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُمْ{.
والفسوق: المعصية. فالفاسق: من خرج عن طاعة الله.
وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه : "لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ. فَبَسَطَ يَمِينَهُ، فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ: «مَا لَكَ يَا عَمْرُو»؟ قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ. قَالَ: «تَشْتَرِطُ بِمَاذَا»؟ قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي. قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ»؟ رواه مسلم.

الأجر الكبير:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ترفع إبل الحاج رجلا، ولا تضع يدا، إلا كتب الله له بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع بها درجة» رواه البيهقي.
وعنه رضي الله عنه أنه قال: جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ أنصاري، فأَقْبَلَ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «سَلْ عَنْ حَاجَتِكَ وَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ»؟ قَالَ: فَذَلِكَ أَعْجَبُ إِلَيَّ. قَالَ: «فَإِنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ خُرُوجِكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ , وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَجِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ وُقُوفِكَ بِعَرَفَةَ, وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ رَمْيِكَ الْجِمَارَ, وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ طَوَافِكَ بِالْبَيْتِ, وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ حَلْقِكَ رَأْسَكَ , وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ»؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ. قَالَ: «أَمَّا خُرُوجُكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ وَطْأَةٍ تَطَأُهَا رَاحِلَتُكَ يَكْتُبُ اللَّهُ لَكَ بِهَا حَسَنَةً, وَيَمْحُو عَنْكَ بِهَا سَيِّئَةً. وَأَمَّا وُقُوفُكَ بِعَرَفَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلائِكَةَ، فَيَقُولُ: هَؤُلاءِ عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي, وَيَخَافُونَ عَذَابِي, وَلَمْ يَرَوْنِي, فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ فَلَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ, أَوْ مِثْلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا, أَوْ مِثْلُ قَطْرِ السَّمَاءِ ذُنُوبًا غَسَلَ اللَّهُ عَنْكَ. وَأَمَّا رَمْيُكَ الْجِمَارَ فَإِنَّهُ مَذْخُورٌ لَكَ. وَأَمَّا حَلْقُكَ رَأْسَكَ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ تَسْقُطُ حَسَنَةٌ. فَإِذَا طُفْتَ بِالْبَيْتِ خَرَجْتَ مِنْ ذُنُوبِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ» رواه الطبراني في الجامع الكبير.

ومن خرج من بيته يريد الحج ثم مات أجرى الله عليه أجر الحج إلى يوم القيامة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة» رواه أبو يعلى.

ويبعث من مات في الحج ملبيا:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ إِذْ وَقَعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فوقصته، فَقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثوبيه الذين أحرم فيهما، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» رواه البخاري ومسلم.
وقصته، وأَقْعَصَتْهُ، وأَوْقَصَتْهُ: كسرت عنقه.

وأكبر كرامة نيل الجنة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ» رواه الشيخان.
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ». قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا الْحَجُّ الْمَبْرُورُ؟ قَالَ: «إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ».
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،،،




وجوبُ الحجِّ وفضلُه

صمتي مهابه 10-15-2010 08:25 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

ماسر إنجذاب القلوب الى بيت الله الحرام ؟..لماذا كلما زارة العبد إزداد شوقاً
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
ما سر انجذاب القلوب إلى بيت الله الحرام ؟ لماذا كلما زاره العبد ازداد له شوقاً و به تعلقاً و عليه إقبالاً ؟ لقد صدق من وصفه بمغناطيس القلوب فما سر هذه الأشواق ؟
تعالوا معنا نتعرف على إجابة هذا السؤال و نتعرف على بعض القصص و الأخبار عن شوق الصالحين و الأخيار لبيت اله الحرام يقول الله تعالى : { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125 و َمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
قال ابن القيم رحمه الله معلقاً على هذه الآية : ولو لم يكن له شرف إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله { وطهر بيتي } لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفا، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حباً له وشوقاً إلى رؤيته، فهو المثابة للمحبين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطرا أبدا، كلما ازدادوا له زيارة ازدادوا له حبا وإليه اشتياقا، فلا الوصال يشفيهم ولا البعاد يسليهم، كما قيل:

أطوف به والنفس بعد مشوقة ... إليه وهل بعد الطواف تداني
وألثم منه الركن أطلب برد ما ... بقلبي من شوق ومن هيمان
فو الله ما أزداد إلا صبابة ... ولا القلب إلا كثرة الخفقان
فيا جنة المأوى ويا غاية المنى ... ويا منيتي من دون كل أمان
أبت غلبات الشوق إلا تقرباً ... إليك فما لي بالبعاد يدان
وما كان صدي عنك صد ملالة ... ولي شاهد من مقلتي ولساني
دعوت اصطباري عند بعدك والبكا ... فلبى البكا والصبر عنك عصاني
وهذا محب قاده الشوق والهوى ... بغير زمام قائد وعنان
أتاك على بعد المزار ولو ونت ... مطيته جاءت به القدمان
بدائع الفوائد :( 2/281)
أذن إبراهيم في الناس بالحج فأجابوا , ودعاهم فلبوا ... جاءوا إليه رجالاً على أرجلهم , وركبانا على كل ضامر, جاءوا للحج من كل فج , الشوق يحدوهم , والرغبة تسوقهم .. فهل مرَّ بك ركب أشرف من ركب الطائفيين , وهل شممت عبيراً أزكى من غبار المحرمين , وهل هزَّك نغم أروع من تلبية الملبين ... لقد كان شوق السلف الصالح للبيت - مع بعد الشقة, وصعوبة الترحال, وقلة الظهر, وشدة الحال – شيئاً لا يوصف يصدق عليهم قول القائل :


هتف المنادي فانطلق يا حادي ***** و ارفق بنا إن القلوب صــوادي
تتجاذب الأشواق وجد نفوسنا ***** ما بين خاف في الضلوع و باد
و تسافر الأحلام في أرواحنا ***** سفراً يجوب مفاوز الآماد
و نطوف آفاق البلاد فأين في ***** تطوافنا تبقى حروف بلاد
هتف المنادي فاستجب لندائه ***** و امنحه وجدان المحب 00و ناد
لبيك 00 فاح الكون من نفحاتها ***** و تعطَّرت منها ربوع الوادي
لبيك 00 فاض الوجد في قسماتها ***** و تناثرت فيها طيوف وداد
لبيك 00فاتحة الرحيل و صحبه ***** هلا سمعت هناك شدوا الشادي
هذا الرحيل إلى ربوع لم تزل ***** تهدي إلى الدنيا براعة هاد
هذا المسير إلى مشاعر لم تزل ***** تذكي المشاعر روعة الإنشاد
إنه الشوق إلى أرض الرحمات إنه الشوق إلى أرض العطايا و الهبات فحق للنفوس أن تتوق و حق للأرواح أن تحلق أملاً في الوصال , فخذ من خبرهم ما يبعث فيك الرغبة , ويحرك في قلبك الشوق تعال معي نستعرض بعض حديث الأشواق :

1) ذكر بعض أهل السير أن شقيق البلخي أبصر في طريق الحج مقعداً يتكأ على إليته يمشي حيناً و يضعن حيناً يرتاح حيناً و يمشي أخرى كأنه من أصحاب القبور مما أصابه من وعثاء السفر و كآبة المنظر قال له شقيق يا هذا أين تريد قال أريد بيت الله العتيق قال من أين أتيت ؟ قال من وراء النهر قال كم لك في الطريق ؟ فذكر أعواماً تربوا على عشر سنين قال فنظرت إليه متعجباً قال يا هذا مما تتعجب قال أتعجب من بعد سفرك و ضعف مهجتك قال أما بعد سفري فالشوق يقربه و أما ضعف مهجتي فالله يحملها يا شقيق أتعجب ممن يحمله اللطيف الخبير إذا شاء.

2) قدم ابن جريج وافدا على معن بن زائدة لدين لحقه فأقام عنده إلى عاشر ذي القعدة فمر بقوم تغني لهم جارية بشعر أمية بن ربيعة :

هيهات من أمةِ الوهاب منزلنا إذا حللنا بسيف البحر من عدن
و احتل أهلك أجياداً فليس لنا إلا التذكر أو حظ من الحزن
تالله قولي له في غير معتبة ما ذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها فما أصبت بترك الحج من ثمنِ
قال فبكى ابن جريج و انتحب و أصبح إلى معن و قال : إن أردت بي خيراً فردني إلى مكة و لست أريد منك شيئاً قال : فاستأجر له أدلاء و أعطاه خمسمائة دينار و دفع إليه ألفاً و خمسمائة فوافى الناس يوم عرفة .

3) • حج الشبلي, فلما وصل إلى مكة جعل يقول: أبطحاء مكة هذا الذي أراه عياناً وهذا أنا ؟! ثم غشي عليه , فأفاق وهو يقول : هذه دارهم وأنت محب ما بقاء الدموع في الآماق .

4) عن عبد العزيز بن أبي روّاد قال : دخل مكة قومٌ حجاج ومعهم امرأة وهي تقول : أين بيت ربي ؟ فيقولون: الساعة ترينه . فلما رأوه قالوا : هذا بيت ربك, أما ترينه ؟ فخرجت تشتد وتقول: بيت ربي, بيت ربي, حتى وضعت جبهتها على البيت . فوالله ما رفعت إلا ميتة .

5) خرجت أم أيمن بنت علي - امرأة أبي علي الروذباري - من مصر وقت خروج الحاج إلى الصحراء والجِمال تمر بها وهي تبكي وتقول : وا ضعفاه , وتنشد على إثر قولها :

فقلت : دعوني واتباعي ركابكم *** أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد
وما بال زعمي لا يهون عليهم *** وقد علموا أن ليس لي منهم بد
وتقول : هذه حسرة من انقطع عن البيت , فكيف تكون حسرة من انقطع عن رب البيت .

5) كان السلطان أبو الفتح ملكشاه ابن السلطان ألب أرسلان صاحب لهو وصيد وغفلة .. صاد يوماً من الأيام صيداً كثيراً فبنى من حوافر الوحش وقرونها منارة ووقف يتأمل الحجاج وهم يقطعون أرض العراق يريدون البيت الحرام فرّق قلبه فنزل وسجد وعفر وجهه وبكى ....
لقد رق قلبه لما رأى الحجيج يجوزون من حوله, كيف لو كان معهم ؟! كيف لو جللّته ثياب الإحرام ؟ كيف لو عاين بيت الحرام ... ؟!!
وإذا كان التاريخ قد حفظ لنا ثلة من الآخرين, قد تقطعت قلوبهم شوقاً للبيت ورغبة في الحج, ففي الآخرين ثلة أيضا, لم تلههم تجارة , ولم تفتنهم حضارة , فسبحان من يلقي الشوق والرغبة في قلب من شاء ..

6)
قال الشيخ إبراهيم الدويِّش : ذكر لي أحد الثقات العاملين على استقبال الحجاج في مدينة جدة أن طائرة تحمل حجاجاً من إحدى الدول الآسيوية وصلت في ثلث الليل الأخير أحدى الأيام. قال: كان أول الوفد نزولاً امرأة كبيرة السن فما أن وطئت قدماها الأرض إلا وخرَّت ساجدة . قال: فأطالت السجود كثيراً حتى وقع في نفسي خوف عليها. قال: فلما اقتربنا منها وحركناها فإذا هي جثة هامدة . فعجبت من أمرها وتأثرت بحالها فسألت عنها فقالوا : منذ ثلاثين سنة وهي تجمع المال درهماً درهماً لتحج إلى بيت الله الحرام.

7) ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير أن رجلاً من مدينة الرياض كان صائماً يوم عرفة فأبصر عبر الشاشة الجموع تتحرك إلى ربوع عرفة فحركه الشوق و غالبته الدمعة و حنَّ إلى تلك المشاعر فطلب من ابنه أن يلحقه بهم فتحرك من مدينة الرياض و أدرك الحجيج بعرفة
كأني يبعث بالأشواق قائلاً :


خذوني خذوني إلى المسجد *** خذوني إلى الحجر الأسود
خذوني إلى زمزم علَّها *** تبرد من جوفيَ الموقد
دعوني أحط على بابه *** ثقال الدموع وأستنفد
فإن أحيا أحيا على لطفه *** وإن يأتني الموت أستشهد
8/ هذا رجل يبصر قوافل الحجيج فتعبث به الأشواق و تعتريه الهموم و الأحزان فأي مشهد يبعث الحزن للقاعدين عن الوفود إلى بيت الله كمشهد قوافل الحجيج بحدائها الشجي و بمنظرها البهي فحق للقلوب أن تحزن و حق للجفون أن تعاف الغمض وحق للعيون أن تذرف الدمع أسفاً على فوت الرحيل إلى أرض الحجيج فلم يمك صاحبنا إلا أن يرسل لتلك القوافل :

يا راحلين إلى منى بقيادي هيجتموا يوم الرحيل فؤادي
سرتم و سار دليلكم ياوحشتي الشوق أقلقني و صوت الحادي
حرمتموا جفني المنام ببعدكم ياساكنين المنحنى و الوادي
و يلوح لي ما بين زمزم و الصفا عند المقام سمعت صوت منادي
و يقول لي يانائم جد السُرى عرفات تجلوا كل قلب صادي
من نال من عرفات نظرة ساعة نال السرور و نال كل مرادي
تالله ما أحلى المبيت على منى في ليل عيد أبرك الأعيادي
ضحوا ضحاياهم و سال دماؤها و أنا المتيم قد نحرت فؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات الرضا و أنا الملوع قد لبست سوادي
فلله ما أعظم خبر النفوس الراغبة, والقلوب الطاهرة, ولم لا يعظم الشوق فيها, وتعظم الرغبة عندها :والأجر عظيم, والرب كريم .. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( مـا أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة) . وعنه صلى الله عليه وسلم:( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) .وعن ابن عمر رضي الله عنه
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك، يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة. وأما وقوفك بعرفة، إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج- أي متراكم- أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك. وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة. فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك \" الطبراني وحسنه ا لألباني.
أسال العلي العظيم الواحد الأحد الحي القيوم أن يرزقنا الوفود إلى بيته الحرام و يجعلنا من المقبولين بمنه و كرمه .





أشواق


صمتي مهابه 10-15-2010 08:28 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

الحج وأثره في زيادة الإيمان...الحج ركن من أركان الإسلام

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى وسع سمعه الأصوات .
والصلاة والسلام على رسوله الذى بعثه بالهدى ودين الحق ..
وبعد : فإن الحج ركن من أركان الإسلام يجب على كل مستطيع له من المسلمين المكلفين لقوله تعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " .
ومناسكه التى شرعها الله لها أثر بالغ فى زيادة الإيمان ؛ فإن الإيمان يزيد بالطاعات والصالحات وينقص بالمعاصى والسيئات .
ولذلك فإنه ينبغى على المسلم - من حج ومن لم يحج - أن يتدبر ثم يعتبر ليجنى الثمرة ؛ زيادة فى الإيمان !! .
وقوة فى اليقين !!
الإحرام :
ما بال الرجل يحرم فى رداء وإزار ، ويتجرد من المخيط ؟!
إن ملابس الإحرام شبيه بملابس الكفن ! فهى تذكرنا بموتنا حتى نكون أكثر استعداداً له .
وتذكرنا ببعثنا حفاة عراة !
لا رداء .. لا إزار .. لا كفن !
وتذكرنا بنعمة الله علينا " يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا " هذا فى الدنيا ، فإذا جاء يوم البعث وكنا عراة !
فما الذى يسترنا ؟
والجواب فى قول ربنا : " وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ " .
وكما نتجرد من المخيط فى إحرامنا فينبغى أن نتجرد لله فى أعمالنا فنجعلها خالصة لوجهه الكريم ، ولا نشرك بربنا أحداً ..

التلبية :

لفظها " لبيك اللهم لبيك .. " إلخ .
ومعناها : ها أنا عبدك !
وأنا مقيم على طاعتك وأمرك !
غير خارج عن ذلك ، ولا شاردٍ عليك ! فهى اعتراف بالعبودية ، وإقرار بالطاعة ، وإذعان وخضوع .
وقد كان المشركون يحجون ويلبون من قبلنا !!
وفرق بين تلبية الموحدين وتلبية المشركين !
المؤمنون يقولون : " لبيك لا شريك لك " .
والمشركون يقولون : " لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك " !!

الطواف بالبيت :

البيت بيت الله ، يطوف به الطائف فيتدبر ويتذكر أنه أول بيت وضع للناس
- من دخله كان آمناً
- جعله الله مثابة للناس وأمناً
- رفع إبراهيم عليه السلام قواعده وإسماعيل
- تهوى إليه الأفئدة ، وكلما رحلت عنه تمنت أن تعود إليه
- قال عنه عبد المطلب : " للبيت رب يحميه " !
- بجواره كانت قريش تصد عن سبيل الله . كان المشركون يطوفون به عراة !!
- من عنده انطلقت الدعوة إلى الله .

تقبيل الحجر الأسود :

الحجر الأسود حجر !
لا يضر ولا ينفع .
تقبيله سنة ، وتعلق القلب به شرك !
والمزاحمة عليه معصية !
لم ينزل من الجنة ، ولم تسوده خطايا بنى آدم . فتدبر هذا فإنه من المواضع التى زلت فيها الأقدام ، وضلت فيها عقول !
إن تقبيل الحجر الأسود سنة لمن وصل إليه بغير مزاحمة ولا إيذاء ولا اختلاط وتقبيل غيره من الأحجار يفتح باباً إلى الشرك !!
فالمؤمن يقبله وقلبه معلق بالله لا بالحجر !

الشرب من زمزم :

سنة بينها النبى صلى الله عليه وسلم .
والمؤمن عندما يشرب منها لا يلتفت بقلبه إليها ، وإنما يرى فيها سبباً من الأسباب التى قدرها الله ، وهو يوقن دائماً بأن الله قادر على الشفاء بغيرها ، وعلى تأخير الشفاء عمن شربها !!
وهو بعض معنى قوله تعالى : " وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ " فمن تعلق قلبه بربه ، فلم يلتفت إلى غيره فقد حقق التوحيد الذى هو حق الله على العبيد .

السعى بين الصفا والمروة :

يسعى الحاج والمعتمر بينهما فيتذكر ويتدبر !
عند الصفا بواد غير ذى زرع ترك إبراهيم عليه السلام زوجه وولده الرضيع طاعة لله !
ونحن لا نترك المعاصى !
وأطاعت الزوجة المؤمنة ربها ثم زوجها فى أمر قد يكون فيه الهلاك !
وبين الصفا والمروة سعت أم إسماعيل رضى الله عنها لعلها تجد ماءً لرضيعها الذى كاد أن يموت ! إنه الإيمان عندما تخالط بشاشته القلوب .

الوقوف بعرفة :

عرفة ركن الحج الأعظم ، وكل من حج وجب عليه أن يقف بها وإلا فلا حج له !واجتماع الحجيج فى عرفة يذكرنا بيوم الحشر " يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ " .
ومن تذكر يوم الجمع كن أكثر استعداداً له ممن غفل عنه !
وفى يوم عرفة فى شدة الحر قد يجد الحاج مشقة أحياناً فى الحصول على ماء يشربه ثم يدركه فيتذكر قول ربنا : " وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) "
وفى حجة الوداع وقف رجل على راحلته يلبى ، فسقط عنها فوقصته الناقة ( ضربته برجلها ) فمات !فقال صلى الله عليه وسلم : " كفنوه فى ثوبه ! ولا تخمروا رأسه ، ولا تمسوه طيباً ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً " !!
مات وهو يلبى ، وبعث وهو يلبى !مات على طاعة ، وبعث على طاعة !
فإن مات على معصية ، وما أكثر الذين يموتون على معصية !إنها حقيقة غفل عنها الغافلون " لا ملجأ من الله إلا إليه " .
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام ، واجعل هذه الكلمات من الباقيات الصالحات .وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

صفوت الشوادفى




الحج وأثره .. فى زيادة الإيمان

صمتي مهابه 10-15-2010 08:30 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
منافع الحج ,,,ماهي منافع الحج
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم )) ([1]).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الهداة المهتدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد :
فإن الحج إلى بيت الله الحرام عبادة جليلة فرضها الله تعالى في كتابه الكريم فقال تعالى : ]ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين(([2]) ، وهو ركن من أركان الإسلام التي بني عليها قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )) ([3])
والحج هو القصد إلى بيت الله الحرام لأداء عبادة مخصوصة ذات أفعال مخصوصة في أماكن مخصوصة.

والحج من العبادات التي قد يظهر للناظر المستعجل أن فيها مشقة وكلفة ومن ذلك :

1- مشقة السفر وفراق الأهل والأحبة والأوطان وبعد الشقة كما هو صريح قوله تعالى: ] يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( ، والحال أن الحاج لا يركبها ضوامر وإنما بعد الشقة وطول الرحلة أضمرها وأنهكها حتى صيرها كالأهلة.

2- حظر ملاذ النفس وشهواتها أثناء التلبس بهذه العبادة فلا ينكح المحرم ولا يتطيب ولا يلبس المخيط ولا يرفث ولا يفسق ولا يجادل انتصارا لنفسه.

3- محدودية المكان والزمان فلا يستطيع الحاج أن يؤدي هذه العبادة إلا في مكانها المخصوص وزمانها المحدد لها.

ولما كان في الحج بعض مشقة هون الله أمره وخففه ويسره بتيسيرات عدة منها :

1- أنه على المستطيع قوتا وقوة:قال تعالى: ]ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا( ،وفي رواية لحديث أركان الإسلام المتقدم:((وحج البيت من استطاع إليه سبيلا))
2- أنه عبادة قديمة فرضها الله على من قبلنا قال تعالى : ]وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منابع لهم ( ([4])؛وإذا عم الأمر هان وسهل .
3- أنه أيام معدودة قد لا تتجاوز الأسبوع لمن هو خارج مكة فكيف بمن جاورها .
4- أنه لا يجب إلا مرة واحدة في العمر كله؛لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة t قال:((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل([5]):أكل عام يا سول الله؟فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال:ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)) ([6]).
5- أن الله عز وجل علق القلوب بحب هذا البيت وجعل الأفئدة تهوي إليه استجابة لدعاء إبراهيم الخليل عليه السلام حين دعا لهذا البيت فقال : ] ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ( ([7])؛ والوصول إلى الحبيب ينسي كل عنت ومشقة.
6- أن الله عز وجل علل الأمر بقصد هذا البيت بحصول المنافع للقاصد حتى كأنه لم يأمره بهذا القصد إلى لتحصيل تلك المنافع فقال تعالى : ] وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم( ؛وقد نكر المنافع لتعم كل منافع الحج الدنيوية والأخروية ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:-] ليشهدوا منافع لهم ( - " منافع الدنيا والآخرة أما منافع الآخرة فرضوان الله ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والتجارات " ([8])، وكذلك قال مجاهد وغير واحد من السلف رحمهم الله ([9]).

وقال الطبري – بعد أن ذكر الخلاف في تعيين هذه المنافع هل هي منافع دنيوية أم أخروية أم هما معا؟ - :" وأولى الأقوال بالصواب قول من قال : عني بذلك ليشهدوا منافع لهم من العمل الذي يرضي الله والتجارة؛ وذلك أن الله عم لهم منافع جميع ما يشهد له الموسم ويأتي له مكة أيام الموسم من منافع الدنيا والآخرة ولم يخصص من ذلك شيئا من منافعهم بخبر ولا عقل فذلك على العموم في المنافع التي وصفت"([10]).
وقال الزمخشري :"نكر المنافع؛لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد في غيرها من العبادات،وعن أبي حنيفة رحمه الله أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج فلما حج فضل الحج على جميع العبادات لما شاهد من تلك الخصائص"([11]).

والذي دلت عليه هذه الآية هو أن الله عز وجل جعل في الحج منافع كأنه لم يأمر به إلا لتحصيلها ؛ لما تقتضيه اللام في قوله تعالى : ] ليشهدوا ( من التعليل ، ثم هي منافع للحاج خالصة لا يشركه فيها غيره كما يدل عليه التعبير ب ] لهم ( .
وإنك لتعجب من هذا الأسلوب الحكيم وهذا الانتقال من تصور حال الحاج وهو أشعث أغبر قد أتي من فجاج الأرض وأنهك مركوبه : ] يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( ليفاجئك السياق قبل أن تتساءل عن سر عبادة تكلف هذا العنت الظاهر بأن هذه المشقة لا تفي بما جعل في هذه العبادة من منافع دنيوية وأخروية تضرب لها أكباد الإبل فلا يفي ذلك بشكر التوفيق للخروج لها والاصطفاء للتوفيق لأدائها والفوز بمنافعها الجمة : ] ليشهدوا منافع لهم ( فتتساءل عن هذه المنافع في لهفة واشتياق.
وأنا في هذا المقال لا أستطيع تعداد منافع عبر عنها الخالق بهذه الصورة العامة ولم يحصرها ولا حصرها رسوله صلى الله عليه وسلم في منافع محددة معلومة،وإنما يتم للمفسر الكشف عن تلك المنافع بقدر ما يفتح الله له من فهم في كتابه ، وهو أمر متجدد لا يأخذ منه المتقدم ما هو مذخور لمن بعده ، ويبقى النص الكريم على عمومه ] ليشهدوا منافع لهم ( يغترف منه كل وارد بحسب دلوه وسقائه ، فلم يبق لي إلا محاولة التعرف على بعض تلك المنافع مستدلا على ما أذكره منها بما تيسر من معنى يعضدها من كتاب الله عز وجل أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فأقول ومن الله ألتمس العون والتسديد .

من المنافع التي تدخل في عموم هذه الآية الكريمة المنافع الآتية :


أولا -
التوفيق لإكمال المسلم دعائم دينه ؛ فإن الحج ركن من أركان هذا الدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )).

ثانيا :
تعود الانقياد والاستلام لأوامر الله عز وجل وإن لم يظهر لعقلك وجه الحكمة فيها ؛ فأنت أخي الحاج في هذا المكان المخصوص من بين بقاع الأرض كلها ،ولأداء هذه العبادة في هذا الوقت المحدد لها ، وتطوف بهذا البيت ، وتقبل هذا الحجر ، وترمي الجمرات .. كل ذلك انقيادا لأمر الله عز وجل بذلك ؛فيهون عليك تنفيذ كل الأحكام الشرعية وإن لم يظهر لعقلك وجه الحكمة منها، وتنقاد لكل ما من شأنه أن يعلي هذا الدين وإن لم يظهر لك أنت ما ظهر لغيرك في ذلك.

ثالثا :
التذكير ببعض الأمور المرحلية التي سيمر بها المرء لا محالة ، كالموت والبعث والجزاء فيعد لها العدة اللازمة من زاد ومركب ينجيه من مهالك الطريق ويجنبه عثراته ، وفي الحج صور مصغرة لبعض تلك الأمور المرحلية؛ فأنت بخروجك – أخي الحاج – من بلدك لابسا ثوب الإحرام ، وقد سكب الأهل العبرات عند توديعك تتذكر خروجك من بينهم من دار الدنيا إلى الدار الآخرة خروجا لا لقاء بعده في هذه الحياة فيهون عليك هذا الخروج الذي ترجو بعده اللقاء والوصال وتعد العدة لذلك السفر كما تعدها لهذا السفر ، وأنت بعد في مهلة من أمرك ؛ وبوقوفك بصعيد عرفة في هذا الجم الغفير تتذكر موقفك في الحشر حين يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ،وتدنو الشمس ويلجم الناس العرق ويشتد الكرب والخطب فتعد العدة لذلك الموقف أنت ما زلت في مهلة من أمرك.
؛ وبانصرافك من عرفة عشية دنو الرب ومغفرته لعباده في هذا اليوم العظيم تتذكر الوقوف بين يدي الله عز وجل وانصرافك من ذلك الموقف إما إلى جنة وإما إلى نار فتنشط لإعداد العدة وأنت بعد في مهلة لإدراك الخلل قبل أن تتمنى الرجوع فلا تمكن من ذلك ، قال تعالى : ] حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ( ([12])، وقال : ] والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ( ([13]).

رابعا -
‍‍ غفران الذنوب لمن حج هذا البيت مخلصا لله في حجة متبعا أوامر الله ومجتنبا نواهيه؛ قال تعالى : ] فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى( ([14])،قال إمام المفسرين أبو جعفر الطبري رحمه الله – بعد أن ذكر خلاف المفسرين في معنى هذه الآية - :"وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال تأويل ذلك : فمن تعجل من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه يحط الله ذنوبه إن كان قد اتقى في حجه فاجتنب فيه ما أمر الله باجتنابه وفعل فيه ما أمر الله بفعله وأطاعه بأدائه ما كلفه من حدوده ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول فلا إثم عليه لتكفير الله ما سلف من آثامه وإجرامه إن كان قد اتقى الله في حجه بأدائه حدوده " ثم ساق الطبري – رحمه الله جملة من الأحاديث الدالة على تكفير الحج للذنوب.([15])
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )) ([16]).
وفي رواية مسلم لهذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه )) ([17]).؛ والإتيان أعم من الحج إذ تدخل فيه العمرة .
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( رجع كيوم ولدته أمه )) يعني غفران ذنبه وأنه خرج من حجه مغفور الذنب كالمولود الذي لم يجر عليه قلم التكاليف ، وقد جاء التصريح بغفران ذنب الحاج في رواية الترمذي لهذا الحديث بلفظ : (( من حج فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه )) ([18]).

خامسا :
الفوز بالوقوف في صعيد عرفة في ذلك اليوم العظيم والمكان المشهود عشية يدنو الرب جل وعلا فيباهي بأهل ذلك الموقف ملائكته ، ويغفر الذنوب ، ويصفح عن الزلات ويحقق الآمال والمطالب ، ويعتق الرقاب من النار ؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ))([19]).
وأخرج مالك في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة ، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام ، إلا ما أري يوم بدر قيل ما رأى يوم بدر يا رسول الله ؟ قال : أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة))([20])، وقال أبو عمر بن عبد البر : "هذا حديث حسن في فضل شهود ذلك الموقف المبارك ، وفيه دليل على الترغيب في الحج ، ومعنى هذا الحديث محفوظ من وجوه كثيرة ، وفيه دليل على أن كل من شهد تلك المشاهد يغفر الله له إن شاء "([21]).

سادسا:
نفي الفقر والذنوب ؛ فعن ابن مسعود t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة )) ([22])؛ وأي مطلب للمرء أغلى من نفي الفقر والآثام ، ودخول الجنة دار السلام؟.

سابعا:
أن الحج موسم تجارة وحصاد عالمي حيث المكان الذي تجبى إليه ثمرات كل شيء كما نطق به قوله تعالى:]وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون(([23])،إنه المكان الذي تجتمع فيه خيرات الأرض كلها ويتبادل الحجيج فيه منافع التجارة ويعقدون الصفقات المربحة.
ويبدو من السياق الكريم والأحاديث النبوية أن الحج قد عرفته العرب سوقا عالمية ومعرضا للإنتاج والحصاد السنوي فلما أمروا بالحج على ما شرعه الله تحرجوا مما كانوا يزاولونه في هذا الموسم من أمور التجارة ورغبوا أن يكون موسما خالصا للذكر والدعاء فجاء القرآن ليرفع ذلك الحرج الكامن في نفوسهم من كل ما هو موروث جاهلي فقال تعالى:]ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم(([24])،وقد أخرج البخاري في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال-في سبب نزول هذه الآية-:" كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت:(ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج )([25]).
وأخرج أبو داود عن ابن عباس : (( أن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج فخافوا البيع وهم حرم فأنزل الله سبحانه : (( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج))([26])،وأخرج أبو داود أيضا عن أبي أمامة التيمي قال: ((كنت رجلا أكرِّي في هذا الوجه وكان ناس يقولون لي:إنه ليس لك حج فلقيت ابن عمر فقلت:يا أبا عبد الرحمن إني رجل أكرِّي في هذا الوجه وإن ناسا يقولون لي:إنه ليس لك حج ! فقال ابن عمر:أليس تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار؟ قال:قلت: بلى. قال:فإن لك حجا،جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية:]ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم( فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه هذه الآية وقال:((لك حج)) ([27])،ولكننا من خلال هذه الآية وما ذكر في سبب نزولها نشعر بأن الإذن في التجارة في مواسم الحج كأنه قد ضيق مسلكه بحيث لا ينبغي أن يكون على حساب تأدية المناسك والذكر والدعاء في هذه الأماكن والأوقات التي هي ظرف لذلك فالتعبير برفع الحرج في الآية وقول النبي صلى الله عليه وسلم :((لك حج))،كالظاهر في أن ذلك ليس هو الأصل الذي تقصد له هذه العبادة وإن كان يأتي تبعا بما لا يخل بهذه العبادة ومناسكها المحددة المعلومة.
وقد شاهدت في الأزمنة الأخيرة من حضر هذه المواسم فوقف بعرفات وبات بالمزدلفة وفاض منها إلى منى ولم يحرم بحج وإنما خرج لمنافع التجارة فكأنه في حسه قد قيل: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا حجا ))!!!.
ومع هذا كله فإننا نتطلع إلى اليوم الذي يحس فيه رجال التجارة والاقتصاد الإسلامي بأهمية هذا الموسم فيتخذون منه مناسبات للاجتماع والتشاور في كل ما من شأنه أن يرفع من اقتصاديات أمتهم ويرون في ذلك من التعبد ما يرونه في تأدية المناسك فإن حياة المسلم كلها عبادة إن هو أخلص فيها النية لله:]قل إن صلاتي ونسكي وحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( ([28]).

أن الحج مؤتمر ديني كبير فيه يجتمع المسلمون من كل بقاع الأرض لتأدية هذه العبادة العظيمة فتمتلئ بهم الحبال والسهول ، وتسيل بهم البطاح والأودية في موكب مهيب هتافهم واحد رغم اختلاف الأجناس والألسنة فالكل يردد:((لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)) ([29])؛ فتظهر بذلك مقومات وحدة هذه الأمة في تلاحمها وتآزرها وعبادتها ولغتها ، وهي العناصر الأساس التي تحفظ للأمة قوتها وسيادتها وهيبتها بين الأمم .

تاسعا :
أن الحج موسم دعوي كبير فيه يتوافد المسلمون من كل أقطار الأرض فيجتمعون في أفضل الأيام وأطهر البقاع في جو من الرقة واللين والانكسار بين يدي الله تعالى والاطراح ببابه ليغفر الذنوب ويصفح عن الزلات ويحقق الآمال ويقيل العثرات ؛ ومؤمن بهذا الحس لا شك أنه على أتم الاستعداد لتحقيق ما يأمره به ربه ، وكيف لا وهو إنما بذل المال وتحمل الصعاب من أجل أن يرضى عنه مولاه ويقبله؛ فعلى الدعاة المخلصين أن يغتنموا هذه الفرصة ولا يضيعوها فيعلموا الحاج – قبل أن يرجع إلى موطنه وتكتنفه شياطين والإنس والجن - أن الذي يغفر الذنوب هنا هو الذي يغفرها هناك ، وأن المعبود هنا هو المعبود هناك ، والذي أمر بالحج هو الذي أمر بالصلاة والزكاة والصوم ونهي عن الربا وكل المحرمات ما ظهر منها وما بطن ،وأن الشعور بالأخوة والتلاحم والتراحم هنا أمر مطلوب هناك ..
وقد كان سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم يغتنم هذا الموسم رغم عناد قومه واستكبارهم ومحاربتهم لدعوته وإيذائهم له من أجلها ولم يثنه ذلك عن دعوته والصدع بها ؛ لأنها دعوة أكبر من كل عناد والإيذاء من أجلها منحة وتكريم؛ أخرج الإمام أحمد في المسند عن جابر t :(( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتَّبَّع الحاجَّ في منازلهم في الموسم وبمجنة وبعكاظ وبمنازلهم بمنى يقول:((من يؤويني، من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة))؟ فلا يجد أحدا ينصره ويؤويه حتى إن الرجل يرحل من مضر أو من اليمن إلى ذي رحمه فيأتيه قومه فيقولون:احذر غلام قريش لا يفتنك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله عز وجل له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به فيقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم بعثنا الله فأتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا فقلنا:حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة فقال عمه العباس : يا ابن أخي إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاءوك إني ذو معرفة بأهل يثرب!فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين ،فلما نظر العباس في وجوهنا قال:هؤلاء قوم لا أعرفهم،هؤلاء أحداث،فقلنا:يا رسول الله علام نبايعك؟ قال:((تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل،وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومـة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة))،فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة،وقتل خياركم وأن تَعَضَّكُم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله.قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ([30])ويعطينا على ذلك الجنة))([31]).
فهذا حديث صحيح عظيم القدر يبين ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الحرص على هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور رغم ما يضعونه في سبيله من العقبات والعراقيل ؛فعلى الدعاة المخلصين أن يتأملوا هذا الحديث ويستخلصوا منه الدروس والعبر لتوظيف هذا الموسم العظيم في ما يعلي من شأن الإسلام وأهله.

ومن الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من هذا الحديث ما يلي :

1- أن على الداعية أن يغشى الناس في منازلهم وأنديتهم ليعرض عليهم الإسلام وأحكامه لا أن يحبس نفسه في مقصورة مكيفة إن جاءه سائل يستفتيه أفتاه بأي أسلوب تيسر مرغبا كان أو منفرا.
2- أن هذا الدين لا بد له من الجماعة التي تقوم به وتحمى دعاته حتى يبلغوا رسالة ربهم (( من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي )) ، ولا يعني هذا الأمر أن ننتظر حتى توجد تلك الجماعة التي تحمى الدعاة وإنما على الدعاة إيجادها ممن استجاب لهم بدءا بالواحد والاثنين حتى تكتمل الجماعة التي تنصر هذا الدين وتحميه بإذن الله تعالى.
3- عدم الاستعجال وترك الدعوة بحجة أن الناس لم يستجيبوا ؛ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو أبلغ الدعاة وأرحمهم وأحسنهم خلقا وخلقا وأحلاهم منطقا وأبهجهم منظرا وأكرمهم نسبا وموقعا – يدعو عشر سنين فلا يجد أحدا يؤويه بل إن الرجل ليرحل إلى ذي رحمه ليحذره منه ومن دعوته، فلم يثنه ذلك صلى الله عليه وسلم عن دعوته حتى استجابت له العصبة التي أقامت دولة الإسلام.
4- أن طريق الدعوة طريق كثير الأشواك والعقبات يؤذى صاحبه في جسده وعرضه ؛ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بين القوم يدعوهم إلى الهدى والنور وهم يشيرون إليه بالأصابع والأكف نبزا وهمزا ولمزا واستهزاء ، ويطرد في جبال مكة ويخاف وهو ابن سيد الوادي بلا منازع ، لكن ذلك لم يثنه بل زاده عزما وإصرارا ؛ لأن الأذية في سبيل هذا الدين منحة لا محنة قال تعالى : ] يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم( ([32]).
5- أن لهذا الدين واجبات ينبغي القيام بها ولا يصح الانتساب إليه مع إهمالها :" علام نبايعك " ؟:(( تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ن وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة )) .
6- أن الاستجابة لهذا الدين تعني الاستعداد الكامل لنصرته وإعلائه مهما كلف ذلك من ثمن : "إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذوره فهو أعذر لكم عند الله )).
7- أن جزاء نصرة هذا الدين وما أعده الله للمجاهدين لإعلائه جزاء عظيم ينسي كل العراقيل والمتاعب التي اعترضت وتعرض أنصاره : (( يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة )).
8- أن الداعية الذي يحمل هم هذا الدين ويريد أن يبلغه حيث بلغ الليل والنهار ولا يتسع وقته وزاده لذلك يتحتم عليه أن يحضر هذا الموسم العظيم فإنه واجد فيه من كل الأجناس البشرية ، من كل أقطار الأرض فإن هو أفلح في دعوتهم فهم سفراؤه في كل المعمورة وإلا فسيحضر من بلادهم في العام المقبل مثلهم أو أكثر فيكون قد بلغ من الجميع ما لا يتسنى له في غير هذا الموسم والموقع لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على حضور هذا الموسم والتطواف بين أهله مبلغا رسالة ربه ، ففيم العدول عن هديه وسنته في ذلك ؟!! ، أولا يطمع الداعية أن يكسب لدين الله في هذا الموسم رجالا كرجال الأنصار الذين كسبهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموسم فآمنوا بهذا الدين وحملوه إلى بلدهم فسار فيه الإيمان سير النور في المصباح ، وما هي إلا سنوات قليلة حتى استقبلت المدينة هذا الداعية العظيم بكل إجلال وتعظيم وابتهاج كل يريد أن يكون له شرف نزول هذا الداعية في بيته، وارتجت جبال المدينة بصدى نشيد استقبال هذا الداعية العظيم :

طلع البدر علـينا --- من ثنيـات الوداع
وجب الشكر علينا --- مـا دعـا لله داع
أيها المبعوث فينـا --- جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة --- مرحبا يا خير داع

والتف الرجال حول هذا الداعية ينهلون من معين الإيمان والتربية الزكية ويدفعون المهج رخيصة بين يديه للدفاع عن هذا الدين وبدأت حقبة جديدة أعز الله فيها الإسلام وأهله وأكرم هذا الداعية برؤية ثمار دعوته وجهاده وصبره ، وقد صور ذلك أبو قيس بن صرمة الأنصاري في لوحة شعرية رائعة فقال – وهو يصور بعد ما بين الحقبتين حقبة الاطهاد والإيذاء وحقبة العزة والتمكين -:

ثوى في قريش بضع عشرة حجـة --- يذكر لو يلقى حبيبا مواتـيا
ويعرض في أهل المواسم نفســه --- فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا واستقـرت به النـوى --- وأصبح مسرورا بطيبة راضـيا
وأصبح لا يخشى ظلامـة ظالم --- بعيد ولا يخشى من الناس باغيا
بذلنا له الأمـوال من حل مالنا --- وأنفسنا عند الوغى والتـآسيا
نعادي الذي عادى من الناس كلهم --- جميعا وإن كان الحبيب المصافيا
ونعـلـم أن الله لا رب غيـره --- وأن كتاب الله أصـبح هـاديا([33]).


عاشرا : أن الحج مؤتمر سياسي كبير فيه تلتقي كل الفئات المؤمنة من كل الطبقات المفكرة السياسية الفاعلة ، فلو جعلت من هذا الموسم لقاء قمم إسلامية فاعلة يتباحث فيها المجتمعون كل ما من شأنه أن يرفع الأمة من الحضيض الذي تعيشه إلى القمة السامقة لما كانت الأمة على ما هي عليه من ضعف وتأخر في كثير من الميادين ،ولهم في ذلك أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يلتقي في هذا الموسم بمن آمن به فالتقى فيه بالأنصار ثلاث مرات حتى كانت بيعة العقبة الكبرى وما كان فيها من عهود ومواثيق غيرت مجرى تاريخ البشرية جمعاء ، وهم يومئذ قلة كما في حديث جابر المتقدم : (( ثم بعثنا الله فأمترنا واجتمعنا سبعون رجلا منا فقلنا حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة ..)).
وإذا كان هؤلاء على قلتهم قد حملوا أمر الدعوة وأعلوا من شأنها وغيروا بها مجرى تاريخ البشرية جمعاء في فترة وجيزة فكيف بهذه الملايين لو وجدت من يدعوها دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ويسوسها بسياسته ، ويذكي في نفوسها حرارة الإيمان وعزته ويبين لها أنها حلقة من تاريخ مجيد .
ولقد كان الحج في عهد الخلفاء وأيام وحدة الأمة موسما يلتقي فيه الخلفاء بأمراء الأمصار وقادة الجيوش فترفع التقارير إلى الخلفاء وذوي الرأي والمشورة ليتخذوا فيها القرارات المناسبة ؛ فظلت الأمة مرهوبة الجانب ، وظل الحج مصدر خوف وقلق لأعداء الأمة ؛ لما يمثله للأمة من وحدة يرهبها الأعداء ويهابونها.

يقول لوثر ستودارد:"وقد غلب على رأي كثيرين من رجال الغرب وهم في هذا الموضوع فهم ما برحوا يخالون الخلافة لا الحج العامل الأكبر والأشد الذي بسببه يتشارك المسلمون ميولا وعواطف تشاركا مؤديا إلى الاعتزار بالوحدة وازدياد منعتها وامتدادها وانتشارها.
إن هذا لمن الوهم الصرف فالأمر على الضد من ذلك ،إن محمدا –( في زعمه وليس الله ) – قد فرض الحج على من استطاعه فرضا مقدسا ؛ لذلك ما زالت مكة المكرمة حتى اليوم مجتمعا يجتمع فيه كل عام أكثر من مائة ألف حاج([34])وافدين من كل رقعة من رقاع العالم الإسلامي،وهناك وأمام الكعبة المقدسة في مكة المكرمة يتعارف المسلمون على اختلاف الألسنة والأجناس ويتبادلون العواطف الدينية،ويتباحثون في الشؤون الإسلامية ([35])،إن الأغراض الإسلامية التي ينالها المسلمون من الحج الممهد لها السبيل معلومة لا تحتاج إلى كبير إيضاح بل يكفي أن نقول : إن الحج هو المؤتمر الإسلامي السنوي العام الذي فيه يتباحث النواب المسلمون الطارءون من أقطار المعمور الإسلامي كافة في مصالح الإسلام وفيه يقوم هؤلاء بوضع الخطط ورسم الطرائق للدفاع عن بيضة الإسلام والذب عن حياض المسلمين ونشر الدعوة في سبيل الرسالة ..".
هكذا يرى هذا المستشرق صورة الحج،وهي كما رأى في زمن النبي y والخلفاء وكل الغيورين على هذه الأمة ، ونرجو من الله عز وجل أن تعود كذلك أنصع وأشرق.

الحادي عشر: أن الحج مؤتمر اجتماعي فريد يربي في النفوس كل المعاني الاجتماعية التربوية ؛ففيه ترى التعاون والمواساة وحنو الغني على الفقير ورحمة القوي بالضعيف والكبير بالصغير ،والتجرد الكامل من مظاهر الفوارق الطبقية الدنيوية ، فالكل في صعيد واحد متجه إلى الله عز وجل بكل ذل وفقر وحاجة قد خلع الجاه والأوسمة والمناصب الدنيوية؛فتذوب تلك الفوارق ولو إلى حين فيستفيد المسلمون من دروسها العبر والتوجيهات التربوية الفريدة.
وفي الحج يجتمع هذا الحشد الهائل من كل طبقات الناس وأجناسهم فتزدحم بهم الطرقات وتغص بهم الأماكن العامة والخاصة ومع ذلك فلا شجار ولا جدال ولا رفث ولا فسوق ولا تنافر فالكل مبتسم لأخيه فرح بوجوده إلى جانبه في هذه العبادة العظيمة فلا تسمع إلى قول قائلهم عن هذا البيت المزدحم بالناس : " زاده الله شرفا".
وفي هذا الجو المفعم بروح الأخوة والتلاحم والإيثار يراجع المرء نفسه ويتخذ من خلقه فيه خلقا دائما مع إخوان له طالما ضاق بهم في أماكن أقل ازدحاما وتعبا ، وفقراء طالما ضن عليهم بأقل مما أنفقه هنا.
تلك هي أهم المنافع التي سنح الخاطر المكدود بتسجيلها ويبقى التعبير القرآني أشمل وأوسع وتبقى المنافع الدنيوية والأخروية أعم:((ليشهدوا منافع لهم))،وقد يدرك المرء في ذلك من المنافع الفردية ما لا يدركه غيره من توفيق لذكر الله في تلك الأماكن الفاضلة أكثر من غيره ،أو توفيق لدعاء ويسمع ويستجاب،أو إغاثة لملهوف أو إعانة ضعيف أو إطعام جائع أو إرشاد ضال أو تعليم جاهل إلى غير ذلك من المنافع العظيمة التي جعلها الله عز وجل في هذه العبادة العظيمة، ومن هنا يمكننا أن ندرك معنى ما روي عن الإمام أبي حنيفة رحمه من أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج فلما حج فضل الحج على العبادات كلها لما شاهده من تلك الخصائص والمنافع .

وفي الختام يجدر بنا التنبيه إلى أن كل دعائم الإسلام وواجباته مليئة بالتيسير والمنافع كما في الحج مما جعل هذه الدعائم والواجبات منحة ومنة لا تكليفا ومشقة؛فالصيام مثلا قد لا يبدو للناظر فيه إلا وجه المشقة في الإمساك عن الشهوات من مأكل ومشرب ومنكح وحب الانتصار للنفس والانتقام لها ، وقد فرض بصيغة الكتب-((كتب عليكم الصيام) – التي يرى المتتبعون لأساليب الكتاب والسنة أن من شأن المفروض بها أن يكون مما فيه كلفة ومشقة كالقتال والقصاص .. لكن الأمر فيه ليس كذلك فقد هون أمره بعدة أمور منها :
1- أنه عبادة قديمة قد فرضت على من قبلنا ، فلنا في فرضها سلف ولسنا فيها بدعا، والأمر إذا عم هان وسهل على النفس تقبله:((كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )) ([36]).
2- أنه أيام معدودات – شهر واحد من السنة كلها - : (( أياما معدودات ))([37]) وقد بينت هذه الأيام في السياق الكريم بأنها شهر رمضان.
3- أن المريض يؤجله إلى برئه والمسافر يؤجله إلى حين إقامته : ((فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )).
4- أن فيه من المنافع ما ينسي كل مشقة حتى كأنه لم يفرض إلا لنيل تلك المنافع

ومن تلك المنافع:

أ-أنه وسيلة لتحقيق التقوى:((لعلكم تتقون))،وليس أمر التقوى في الشرع بالأمر الهين فإن التقوى يحبها الله عز وجل،ويثيب عليها الثواب الجزيل،وهي وصيته للأولين والآخرين ،وسبيل تيسير أمور الدنيا والآخرة ، وهي مقياس قبول الأعمال والحظوة عند الله عز وجل،قال تعالى: ((ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله))([38])،وقال:((بلى من أوفي بعهده واتقى فإن فإن الله يحب المتقين ))([39])،وقال:((إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ))([40])،وقال:((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))([41])،وقال:((إنما يتقبل الله من المتقين ))([42])،وقال:((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))([43]).
ب-أن الله عز وجل رتب على الصيام من الثواب الجزيل ما لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى فقال في الحديث القدسي:((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))([44]).
ج -أن في الصيام طهرة للنفس من داء سيطرة الشهوات وحب الانتقام والأثرة؛ فبجوع الصائم يحس بألم الجوع وأن في المسلمين جياعا تلسعهم حرارة الجوع أيام عديدة وربما سنين أو أشهرا فيهب لإطعامهم، وبسيطرته على نفسه وإلجامها عن المفطرات أثناء صومه وقد كانت حلالا له قبل التلبس بالصيام يدرك أن بإمكانها إلجام نفسه عما حرم الله عليه في كل وقت ، وبإمساكه عن الرفث والفسوق والمخاصمة والمشاتمة:((الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)) ([45])،يتعود الهدوء والرزانة والخلق القويم وإمساك نفسه عن كل قول وفعل لا يليق بالمسلم العاقل الحصيف.
د-أن الصوم طهرة للبدن من أمراض التخمة والأخلاط الرديئة ففيه تستريح المعدة –ولو إلى حين- ليعود إليها نشاطها وحرارتها ، ويتخلص الجسم من الترسبات والأخلاط الضارة على ما قرره علماء الطب قديما وحديثا بل إن الأطباء وجدوا في الإنسان أمراضا لا يشفيها بإذن الله إلا الحمية والصوم،فصام من لا يريد به إلا الاستشفاء فكيف بالمسلم الذي يريد من رضوان ربه وثوابه ما لا يعلمه إلا الله ولا يجزي به غيره .
وقل مثل ذلك في الزكاة التي هي طهرة للنفس من داء الشح والبخل وحسد الآخرين ، وطهرة للمال وصون له من أعين الحاسدين المحرومين .. إلى غير ذلك من المنافع العظيمة التي أودعها الله عز وجل فيما شرعه لعباده حتى أصبحت أحكام الإسلام منحة ومنة لا مشقة وتكليفا :(( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين))([46]).
اللهم لك الحمد على أن هديتنا للإسلام وجعلتنا من أتباع سيد الأنام محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

صمتي مهابه 10-15-2010 08:33 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

ياراحلين إلى منى....

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك







الحمد لله الذي فرض الحج لبيته الحرام ، وجعل ذلك منة على أهل الإسلام ، وصلى الله وسلم وبارك على محمد بن عبد الله أفضل من صلى وصام ، وحج على بيت الله الحرام أما بعد :
من نعم الله على العبد أن يرزقه همةً تعينه على الطاعة ، وتيسيراً للوصول إليها وفي هذه الأيام تتقاطر القوافل السائرة على بيت الله العتيق ، تعج بنداء التوحيد في كل وسيلة ، فما أجمل التلبية تملأ أرجاء الفضاء في البر والبحر والأجواء ، في السيارات السائرة ، والبواخر الماخرة ، والطائرات العالية ، لقد اسمع المسلمون الدنيا بأسرها كلمة التوحيد الخالدة في شعار الحج العظيم ، وتنادوا لتلبية النداء للملك الكريم سبحانه رغم كل شانئ ، وإغاضة لكل كافر : { لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك } في دروس الحج تذكيرُ الأمة بأن أعظمَ ما يجب أن تهتمّ به وأن تحافظ عليه وأن تغرسه في النفوس وتبثّه في المناشطِ كلّها والأعمالِ جميعها تحقيقُ التوحيد لله سبحانه، تحقيق الغايةِ القصوى في الخضوع والتذلل له عز شأنه توجّهاً وإرادة، قصداً وعملاً. فهذه التلبية رمزُ الحج ومفتاحه التي أهلّ بها سيّد الخلق وإمام الأنبياء حين افتتح حجتَه بالتوحيد كما يقول جابر: فأهلّ بالتوحيد: ((لبيك اللهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)).

إهلالٌ يتضمن كلماتِ التلبية، ذاك المعنى العظيمُ والمدلول الدقيق ألا وهو روح الدين وأساسُه وأصله، وهو توحيد الله جل وعلا ونبذ الإشراك به بكلّ صوره وشتى أشكاله.
فالواجبُ على أفراد الأمة جمعاء أن يستحضِروا ما دلّت عليه هذه الكلمة من معنى، وأن يعرفوا ما تضمّنته من دلالة، وأن يكونَ المسلم على دراية عظيمة بهذا المعنى في حياته كلّها، محافظاً عليه في كلّ حين وآن، مراعياً له في كلّ جانب، لا يسأل إلا اللهَ، لا يستغيث إلا بالله، لا يتوكَّل إلا على الله، لا يطلبُ المدد والعون والنصر إلا من الله، مستيقناً أنَّ الخير كلّه بيد الله، وأزمَّة الأمور بيده، ومرجعها إليه، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. يقول ابن القيم رحمه الله: "وقد اشتملت كلماتُ التلبية على قواعدَ عظيمة وفوائد جليلة... ـ إلى أن قال في سياق تعداد فوائدها: ـ ومنها أن التلبيةَ تتضمّن التزامَ دوامِ العبودية، ولهذا قيل: هي من الإقامة أي: أنا مقيم على طاعتك، ومنها أنها تتضمّن الخضوعَ والذل، ومنها أنها تتضمَّن الإخلاصَ لله جل وعلا" انتهى.
فحريٌّ بالمسلم الموفّق الاهتمامُ بتلك المعاني كلها، وتحقيقها في حياته بشتى جوانبها.

كم هو مؤسف أن ترى من جهلة المسلمين من تعب للوصول إلى تلك الأماكن الطاهرة ، وبذل الأموال الطائلة ، رغبة في المغفرة ومحو الذنوب ثم يأتي وهو متلبس بنوع من أنواع الشرك الذي يحول بينهن وبين القبول والله المستعان ، ولقد حصل أن رأيت أحد المسلمين من دولة عربية في حج عام 1415هـ في عشية عرفة ، في الوقت الذي ينزل فيه المولى جلَّ وتعالى ويباهي بأهل الموقف ملائكته في هذه الأثناء سقط نظري على هذا الرجل وهو يحمل خيطاً في يده فناديته وسألته بلطفٍ عن ذلكم الخيط فقال إنه تميمة لأجل حمى تتعاوده وحاولت جاهداً أن أبين له خطر ذلك على عقيدته وأن أصرف همته لسؤال مولاه في ذاك المكان والزمان الشريفين وأن ما يفعله ويعتقده لا يزيده إلا وهناً كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ثم حاولت الوصول للخيط فقطعته ورميته في الأرض فقام ذلكم الرجل وكأنه قد اقتنع بما قلت له وخرج من الخيمة وبعد لحظات قليلة عاد مسرعاً وأخذ هذا الخيط وهرب على مرأى من الزملاء الذين كانوا معي فقلت سبحان الله لا حيلة في العقيدة إذا تمكنت من النفوس ولو كانت باطلة ، وقلت سبحان الله كم ظفر الشيطان بكثيرٍ من هؤلاء الجهلة فأبطل عليهم دينهم وعبادتهم ، وعلقهم بغير مولاهم ، وتذكرت قول الله تعالى ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) ﴾ الكهف ، يا حسرةً على العباد يتعبون أنفسهم في غير طائل ، ويتعلقون بغير منجي وصدق الله إذ يقول ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) ﴾ فمتى يعي المسلمون أنه لا خلاص لهم مما يعانونه من ذلة ، ومهانة وتسلط للأعداء إلا بتحقيق التوحيد الخالص ، وعدم الاتكال على الأسباب وإن كانت مشروعة فكيف بها إن كانت سبباً للشرك وظلمات الدنيا والآخرة.

وإذا كان الأمرُ كذلك في حق الأفراد فالأمة أجمَع حري بها أن تستلهم من الحج تلك الدروسَ والعبر، ولتعلمْ أن القاعدةَ الثابتة لاستقرار حياتها والمستقرّ الآمنَ الذي يؤوبون إليه هو تحقيق التوحيد لله جل وعلا في كل شأن من الشؤون، في مناشط الحياة كلّها، وأن تحقق الخضوع التامَ لله والذل المتناهيَ له سبحانه، ترسيخاً للعقيدة الصحيحة في واقع الحياة وتأصيلا لها في النفوس، وإلا فبدون ذلك تتخطّفها الأهواء تخطّف الجوارح، وتتقاذفها الأوهام تقاذف الرّياح.

ألا فلتصبغ الأمة حياتَها كلّها وأنشطتَها جميعَها بقاعدة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، فلا تخطو خطوةً ولا تتحرك حركة إلا وهي تنظر من منظار القرآن الكريم، ومن مرآة السنة ورضا الربِّ جل وعلا، فالله جل وعلا يقول: ﴿ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـٰنَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلأمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام:82].

إنَّ من دروس الحجّ أن تعلم الأمة وتتذكَّر وأن تستشعرَ وتستيقن أنه لا سعادة ولا نجاح في هذه الحياة والآخرة ولا توفيقَ ولا سدادَ إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، والسير على نهجه والمسيرة الجادة على هديه في الاعتقاد والأعمال، في الحكم والتَّحاكم، في الأخلاق والسلوك، وفي هذا الصدَد يقول سيدنا ونبينا عند كل منسك من مناسك الحج: ((خذوا عني مناسككم)).

وانظر ـ أيها العبد ـ كيفَ حقق الصحابة هذا المقصدَ حينما يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (حجّوا كما حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تقولوا: هذا سنَّة وهذا فرض) انتهى.

فأعظمُ أهداف الحج تذكر هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولزوم طريقه في هذه الحياة دونَ إفراط ولا تفريط ولا غلوٍّ أو جفاء، ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))
نسأل الله العلي القدير أن يصلح أحوال المسلمين ويزيدهم فقهاً في دينه ، واتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يحقق بالحق آمالهم إنه جوادٌ كريم وبالإجابة جدير وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.ِ



يا راحلين إلى منى

صمتي مهابه 10-15-2010 08:35 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به

د.سعد بن مطر العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم
من أركان الإسلام الخمسة : حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا ؛ و وهو شعيرة عظيمة وعبادة جليلة المنافع ؛ فقد بيّن الله تعالى شيئاً من حكم الحج العظيمة ، ووصفها - سبحانه - بما يدل على أنّها عبادة كثيرة المنافع عظيمة الفوائد ، إذ قال جلّ شأنه : ( وأذِّن في النّاس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات ... ) .
وإذا تأملنا كلمة منافع وجدناها كلمة عامة ، لم تقيد بوصف معين ولا نوع محدد من المنافع ، وقد تكلم المفسرون رحمهم الله في مدلول كلمة منافع في الآية ، بينوا عمومها للمنافع الدينية والدنيوية ، بالنص أحيانا وبالتمثيل أحيانا ، فقالوا هي : منافع الدنيا والآخرة ؛ أما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن ، والذبائح والتجارات ، ورد ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه ، و مجاهد وغيره من أهل العلم ، وأنَّ هذه المنافع تشمل كلّ ما يرضي الله تعالى من منافع الحج سواء كان ذلك من أمر الدنيا المحض أو أمر الآخرة .
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " قوله (منافع) جمع منفعة ، ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي .
وقد جاء بيان بعضها في بعض الآيات القرآنية ، وأنَّ منها ما هو دنيوي وما هو أخروي .
أما الدنيوي فكأرباح التجارة ، إذا خرج الحاج بمال تجارة معه ، فإنه يحصل له الربح غالبا ، وذلك نفع دنيوي ... ومن المنافع الدنيوية ما يصيبونه من البدن والذبائح ... وقد بينت آية البقرة على ما فسرها به جماعة من الصحابة ومن بعدهم ، واختاره أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره ، ووجه اختياره له بكثرة الأحاديث الدّالة عليه : أن من المنافع المذكورة في آية الحج : غفران ذنوب الحاج ، حتى لا يبقى عليه إثم إن كان متقيا ربّه في حجّه بامتثال ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه . وذلك أنه قال في معنى قوله تعالى : ( فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخّر فلا إثم عليه ) أنّ الحاجّ يرجع مغفوراً له ... وعلى تفسير هذه الآية الكريمة بأنَّ معنى قوله ( فلا إثم عليه ) في الموضعين : أنَّ الحاج يغفر جميع ذنوبه ، فلا يبقى عليه إثم فغفران ذنوبه هذا الذي دلّ عليه هذا التفسير من أكبر المنافع المذكورة في قوله : ( ليشهدوا منافع لهم ) ، وعليه فقد بينت آية البقرة هذه بعض ما دلت عليه آية الحج ، وقد أوضحت السنة هذا البيان بالأحاديث الصحيحة التي ذكرنا كحديث ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ، وحديث ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن : حديث : ( إن الله يباهي بأهل عرفة أهل السماء ) ...
ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن : تيسير اجتماع المسلمين من أقطار الدنيا في أوقات معينة ، في أماكن معينة ، ليشعروا بالوحدة الإسلامية ، ولتمكن استفادة بعضهم من بعض ، فيما يهم الجميع من أمور الدنيا والدين ، وبدون فريضة الحج لا يمكن أن يتسنى لهم ذلك ، فهو تشريع عظيم من حكيم خبير " أضواء البيان عند تفسيره للآية :3/411-413.
وهكذا نلحظ أن تنكير كلمة ( منافع ) جعلت عبارات العلماء رحمهم الله تعالى في بيان هذه المنافع عامة في كل منفعة دينينة ودنيوية ، وكان منهم من فسّرها بالأمثلة لهذين النوعين من المنافع ، أعني الدينية والدنيوية .
ولمَّا كانت منافع الحج المشهودة تشمل منافع كثيرة ، ومنها ما يحتاج إلى ولاية تنظِّمه حتى يؤتي ثماره ؛ فإنَّه لا يكاد يخلو كتاب من كتب الأحكام السلطانية - والسياسة الشرعية بمدلولها العام المرادف لذلك – من بحث في أحكام ولاية الحج ، بوصفها أحد الولايات العامة في الفقه السياسي الشرعي .
وقد بيّن العلماء حكم ولاية الحج ووجوب تأمير أمير على حجاج بيت الله الحرام وجوبا شرعيا ؛ لينتظم أمر هذا الجمع الكثير ، وتستقيم أحوال الحجاج أمنا وسلامة ويسرا ، ويتفرغ النّاس لأداء الحج في جو روحاني لا تنغصه المنغصات ، ولا تُذهب منافعه الطارئات .
وفي التاريخ الإسلامي نجد أن الإمام الأعظم قد يكون هو من يتولى هذه الولاية ، وقد يكون أمير الحاج شخصا آخر ينيبه الإمام الأعظم ، كما بيّنه العلماء ، ومن ذلك قول الآجرّي رحمه الله : " فإمرة الحج ولاية سياسية ، وتدبير وهداية ؛ لأنها من أجلّ المراتب الدينية ؛ لأنّها من أجل المراتب الدينية ، وأفخم الوظائف السُّنِّيَّة ، فدخل بهذه المرتبة الشريفة فوق النَّيِّرَيْن ... وناب عن الإمام الأعظم في خدمة الحرمين الشريفين .
فقد تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، فحجّ بالنّاس السنة العاشرة ، كما هو مقرّر معلوم ..." .
ولأهمية هذه الولاية وأصالتها على مرّ تاريخ الدول الإسلامية ، أُلّفت مؤلفات في تعداد من ولي إمرة الحاج في التاريخ الإسلامي ، ومن ذلك كتاب : "حسن الصفا والابتهاج بذكر من ولي إمرة الحاج" لأحمد بن عبد الرزاق الرشيدي ، الذي اختصره الخضراوي رحمهما الله تعالى .
وقد ذكر علماء السياسة الشرعية كالماوردي وأبي يعلى - رحمهما الله - وغيرهما : أن ولاية الحاج نوعان :
1- ولاية تسيير الحجيج . ووصفوها بأنها ولاية سياسية ، وزعامة وتدبير . فيشترط لها ما يشترط في عموم الولاة ، وتتعلق بها عشر وظائف ذكرها العلماء ، تتوزع على كل ما يخدم الحاج ومن الخدمات ، وما يصلح أمرهم من الأنظمة والجزاءات .
وهي وظائف ومهام يقودها في هذا العصر الملك في المملكة العربية السعودية ، بوصفه صاحب الولاية العظمى في المملكة التي هي بلاد الحرمين ، ويلحظ ذلك في لقب ( خادم الحرمين ) الذي حلّ محلّ الوصف بـ ( جلالة الملك ) في عهد الملك فهد رحمه الله سابقا ، واستمرّ في عهد الملك عبد الله حاليا .
وتبعا لتطور الدولة في هذا العصر من حيث وظيفتها ، نجد أن هذه الوظائف تتوزع اليوم داخل المملكة العربية السعودية - أرض الحرمين - من الناحية التنفيذية ، على عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة المباشرة ، كإمارة منطقة مكة ، و وزارة الحج ، ورئاسة الحرمين ، و وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، و وزارة الداخلية ، ورئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و وزارة الصحة ، و وزارة العدل وغيرها .
وهي ولاية تصل صلاحياتها السياسية الشرعية إلى حد إصدار أنظمة سياسية شرعية ، تستند إلى المصلحة الشرعية العامة ، وتحقق المقاصد الشرعية في أداء هذه العبادة دون ضرر أو إضرار على أفضل ما يمكن . ومن ذلك تقييد بعض المباح والمشروع ، تحقيقا للمصلحة الشرعية العامّة ، التي يقرّها علماء الشريعة ؛ ومن ذلك ما يتعلق بتقييد عدد الحجاج بنسب معينة ، وطلب تصاريح للحج ؛ ابتغاء تنظيم الحج على نحو يحقق المصلحة العامة لعموم الحجاج من كل فج عميق ، وهي أنظمة أقرّها أهل العلم لاستنادها إلى المصلحة الشرعية ، فاتخذت شرعية في التطبيق بوصفها من جملة أحكام السياسة الشرعية .
2- ولاية على إقامة الحج في مكة والمشاعر . ووصفوها بأنها بمنزلة إمامة الإمام في إقام الصلاة ، ولذلك يشترط في من يتولاها العلم بأحكام الحج ، وكيفية أدائه على النهج النبوي ( خذوا عني مناسككم ) .
وهي وظائف تتجلى اليوم في عمل عدد من الجهات الشرعية الرسمية ، من أهمها : منصب سماحة المفتي وإمامته للناس في الحج وتوليته خطبة عرفة ، و كذا اللجنة الدائمة للإفتاء ، ولجان توعية الحجاج التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية ، وهيئة الأمر بالمعروف في جانبها الإرشادي ، وكذا الجهات الرسمية غير الحكومية ، المساندة لجهود التوعية بأحكام الحج وتوعية الحجاج توعية شرعية .
ومن هنا كان واجبا على الدولة الإسلامية أن تحمي الحجاج حماية عقدية وفكرية وبدنية .
وإذا ما تحققت هذه الولاية بقسميها بصورة صحيحة ؛ فإنَّ الحج يؤتي منافعه المتنوعة ، الدينية والدنيوية ، ومن ذلك المنافع السياسية .

ومن فوائد الحج التي تتجلى فيها المنافع السياسية :
كونه مؤتمر اجتماع وتعارف ، وتنسيق وتعاون بين المسلمين ، ولا سيما مع جعل ذلك واقعا عمليا منظّما في عدد من صوره ، في مثل المؤتمرات الإسلامية المصاحبة للحج التي تجمع قيادات المسلمبن في العالم الإسلامي وفي مواطن الأقليات الإسلامية ، ويتدارسون فيها جملة من قضايا العالم الإسلامي ، تحت رعاية الجهات الرسمية والمؤسسات الشرعية العامة .
وتتجلى السياسة أيضا في مخاطبة الكافة ممن يحضرون الحج ، وممن لا يحضرونه بما ينقل لهم عن طريق الأشخاص ، ليعلموه ويبلغوا من وراءهم ، ( فرب مبلغ أوعى من سامع ) ، أو بما يستجد من وسائل كما في عصرنا الحاضر ، من النقل المباشر وغير المباشر للحج ، و ما يُعلن فيه من بيان للقضايا التي تهم الأمة كلّها ، وهو ما يتضح في خطبة عرفة ، تلك الخطبة التي كانت السياسة من أهم موضوعاتها في خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلك الخطبة التي شملت الحديث عن جُملٍ من السياسة الداخلية والخارجية ، وبيانٍ للحقوق والواجبات للفرد في الإسلام .
وتتجلى ناحية سياسة أخرى وذلك في : تحديد حرمة المكان وبيان عمقه الاستراتيجي الذي يُشرع لمن يدين بالدين أن تطأ قدمه المدينة المحرمة المقدسة ، فيأتي الحاج المسلم مبتهجا مسرورا ، يأوي إلى البيت الحرام بشعور الانتماء العظيم للأمة ، كما لو كان البيت بيته ؛ بينما تتمنع قداستها وحرمتها عن قبول من لا يدين بدين أهلها ولا ينتمي لولائها الديني زمانا ومكانا وأمة - أن يطأها بقدمه ولمّا يؤمن بقدسيتها وحرمتها واجبا من واجبات إسلامه ، لا وسيلة لتحقيق أغراضه ؛ ومن هنا تتجلى خطورة أهمية بقاء هذه الولاية في أيادي سُنيّة أمينة ، كما تتجلى خطورة أي دعوة تسعى إلى تدويل الحرمين مهما كانت حججها .
ومن فوائد الحج السياسية اليوم : إثبات صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان ، فكم من زائر للبيت الحرام قد شوهت عنده صورة بلاد الإسلام ومنطلق العقيدة والشريعة قبل وصوله ، فلما دخل بلاد الحرمين ، وزار البيت الحرام رأى عدم تعارض الشريعة مع الأخذ بالوسائل العصرية والتفوق في الأمور الدنيوية وتوظيف الدنيا للدين ، وقد رأينا وسمعنا شهادات كثيرة وتعبيرات عن المشاعر تغيرت فيها النظرة التي أوجدها التشويه الإعلامي للإسلام وأهله ، حتى ظن بعض الناس من أبناء المسلمين البعيدين أن الدين لا يتوافق مع العلم .

وبهذه الإطلالة يتبين أن منافع الحج السياسية باب واسع من أبواب حكمه ، يمكن العمل لتحقيق أكبر قدر منها بتوظيف هذه الشعيرة توظيفا شرعيا يتفق مع أهداف الحج ، ويحقق منافعه ، من خلال ضبط إداري وسياسي وتراتيب دعوية راقية ، تعمل من أجل وحدة الأمة على منهاج النبوة ، فيعود منها المسلم وقد ارتوى من معين العبادة ، وتشبّع بروح الوحدة ، وآبَ مستشعرا وظيفته الدعوية في كل فج أتى منه .
نسـأل الله تعالى أن يحفظ لبيته العتيق أمنه وأمانه ولحجاج بيته حجا مبرورا وسعيا مشكورا ، ولكل من قام بخدمة الحجيج نية صالحة وعملا متقبلا .
وصلى الله على نبينا محمد وآلة وصحبه .


صمتي مهابه 10-15-2010 08:37 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
التربية في الحج مخالفة المشركين,,

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

يظل هذا الدين هو الدين الحق الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ، قال تعالى " إن الدين عند الله الإسلام " فلا دين على الأرض اليوم غير دين الإسلام ، ولا ملة وشرعة تصلح لهداية الناس كملة الإسلام وشرعته ، قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً "
والمتأمل في مشاهد الحج وشعائره يجد مخالفة المشركين والمجافاة عن طريقهم مقصداً من مقاصد الحج ، حتى قال ابن القيّم رحمه الله تعالى : استقرت الشريعة على قصد مخالفة المشركين لا سيّما في المناسك . اهـ
تبرز هذه الغاية في أول مظهر من مظاهر الحج ، في التلبية " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك " وكانت هذه التلبية بالأمس متدنّسة بلوثة الشرك " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك " إن وضوح الطريق من بدايته هو الأصل ، ومتى اجتمع الإسلام والكفر في طريق ؟! ووتتأكّد هذه المفاصلة لطريق المشركين في وقوف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة مخالفاً لآثار المشركين الذين كانوا يجتمعون في الحرم في مزدلفة ، وتزداد هذه المفاصلة وضوحاً في إفاضته من عرفات بعد المغرب مخالفاً لمن كان يقف بعرفة من أهل الشرك فيفيض قبل غروب الشمس ، ومثل ذلك دفعه من مزدلفة قبل طلوع الشمس مخالفاً لعادات المشركين في دفعهم بعد طلوع الشمس واشتهر في ذلك قولهم " أشرق ثبير كيما نغير " ، ومثل ذلك الإسراع في وادي محسّر فإنه على قول جماعة من أهل العلم مكاناً للمشركين يجتمعون فيه يذكرون عادات الآباء والأجداد .
ولم يكن مجرد المخالفة للمشركين هو المقصد الوحيد خلال هذه الرحلة المباركة ، بل زاد الأمر إلى إغاضة هؤلاء المشركين يبين ذلك في مشهد الرمل في الطواف ، والاضطباع .
هذه كلها مجتمعة تدلك على هذا المقصد العظيم في الحج .. إن الحج لا يعظم أثره في النفوس بمجرد السير في جموع الناس ، والوقوف على تلك المشاعر ، وإنما يعظم بمعرفة هذه المقاصد والإمعان فيها حقيقة ..
إن الأمة ينبغي أن تفيق من سباتها ، وجزء من هذه الإفاقة يتمثّل في إدراك عظمة الآثار التي تتركها مخالطة المشركين ، وتقفّي آثارهم على خلق المسلم وسلوكه . وقبل أن تكون الأمة مخاطبة بهذا المقصد العظيم فإن أفرادها هم على رأس القائمة ، والأمة في النهاية هي مجموع أفرادها .. وإن إدراك الفرد المسلم هذا المقصد يحمله بإذن الله تعالى على مجانبة هؤلاء ، والنفور عنهم ، وتعمّد مخالفتهم . ولهذا كله جاء الشرع بتحريم السفر إلى ديارهم من غير حاجة .
وإن الرسالة الكبيرة التي ينبغي أن يعيها كل حاج اليوم أن العزة والرفعة والتمكين ليست في نتاج القوم أو في أفكارهم أو في حياتهم أو في توجيهاتهم ،كلا ! ولو كان من ذلك شيء لما أجبلت هذه الشريعة نفرة من واقع القوم وآثارهم ، وإنما نجاة الأمة وعزها وفخرها ورسالتها الكبيرة مبثوثة في ثنايا كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الأصل الكبير في المسألة .. وتبقى التجربة السابقة لهم والاستفادة من العلم التجريبي في تاريخهم يمكن أن يستفاد منها بشروط هذا الدين وعزته المنشودة بإذن الله تعالى .
والتحدي القادم هي في الخلاص قدر الإمكان من آثار حديث النبي صلى الله عليه وسلم " لتتبعنّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : اليهود والنصارى يارسول الله ؟ قال : فمن ؟ .



التربية في الحج
مخالفة المشركين

صمتي مهابه 10-15-2010 08:40 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

التربية في الحج في رحاب القدوة...
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


يظل التأسي بالأنبياء معلم من معالم المقتدين في كل زمان ، وما زكا إنسان على وجه الأرض إلا بمقدار إرثه عن الأنبياء ! وفي الحج تبرز معالم القدوة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خذوا عني مناسككم " فتجد الحجاج كل يجهد حسب وسعه في اقتفاء آثار نبيه صلى الله عليه وسلم ، وتجده يتألم لفوات سنة أو ضعف اقتداء ، وهذه دلائل حرص وعلامات خير وهي من المقامات المحمودة للإنسان على وجه الأرض ، فكم هم أولئك الحجاج الذين يجهدون لمعرفة آثار نبيهم صلى الله عليه وسلم في الإحرام ؟! وكم هم أولئك الذين يحاولون جاهدين معرفة أخباره في معالم الحج كلها ؟! وربما تنطلي على الحاج في ضوء هذه الرغبة بعض البدع التي توّجها أصحابها بقال صلى الله عليه وسلم ، أو هكذا فعل ، وكل هذه الأحوال هي الأصل في المسلم ، ولا غرابة في كل ذلك ، لكن الدرس الذي نحن بحاجة إلى فقهه في الحج في ضوء " خذوا عني مناسككم " أكبر من مسألة اقتداء في المشاعر المقدسة فحسب ، إنها مسألة اقتداء في حياة الإنسان بالكلية ، وهذا هو المعنى الغائب عن حياة الناس ، وهو الدرس الأوعب في رحاب مكة .
إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أضخم من أن تختصر في لحظات على أطلال المشاعر المقدسة ، إنها منهج حياة للمسلم الذي ينشد حياة الكبار على وجه الأرض ، وكثير من أولئك الذين يسألون بإلحاح عن آثار النبي صلى الله عليه وسلم في الحج هم في أحيان كثيرة يعيشون ضعيفي الصلة بتراث نبيهم ومعالم قدوته التي عاشها نموذجاً بين الناس .. ولا خيار للأمة اليوم وهي تبحث عن القدوة في منسك الحج من أن تعود إلى سيرة هذا النبي كمنهج حياة لتأخذ منها المعالم الكبيرة التي تسير بها في الطريق وهو أوضح ما يكون .
إن أزمة الأمة اليوم هي أزمة اقتداء ! ولا سبيل لها للنهوض لكتابة تاريخها إلا بتمثّل سيرة نبيها صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً . وحين تعيد الأمة لهذه السيرة وهجها على ظهر الأرض يمكن أن تبدأ الأمة في خطوها الكبير نحو المستقبل المشرق بإذن الله تعالى .
ما أحوجنا اليوم أن نتعرّف على سيرته صلى الله عليه وسلم في مشيه وكلامه ولباسه ونومه واستيقاظه . ما أحوجنا على التعرّف على حياته كأب ، وحياته كزوج ، وحياته كقائد ، وحياته كعالم .ما أحوجنا إلى الاطلاع على سيرة هذا النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس مع الأصدقاء ، والأعداء ، وعامة الناس وخاصتهم . ما أحوجنا إلى التعرّف على جوده وكرمه وشجاعته وصدقه وجهاده .
إن قراءة سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للاقتداء هي الدرس الكبير في مقاصد الحج اليوم ، وهي الهدف الأسمى في ظلال هذه العبادة الكريمة ، وإن الأمة التي تحاول هذه الأيام جاهدة اقتفاء آثار نبيها في ساحات الحج هي في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في قراءة السيرة قراءة متأنّية ، قراءة تحمل على الاقتداء ، والتأسي ، ولن تصل أمة إلى غاياتها على وجه الأرض ما لم تكتب بالاقتداء الحق أروع مواقف القدوة الحية بآثار نبيها صلى الله عليه وسلم .

مشعل عبد العزيز الفلاحي
Mashal001@hotmail.com


التربية في الحج
في رحاب القدوة

صمتي مهابه 10-15-2010 08:41 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

التربية في الحج تحقيق التوحيد...


تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


يظل المقصود الأعظم من العبادات تربية الإنسان على العبودية الحقة ، والنهوض بالإنسان إلى الغاية المثلى منه كخليفة على وجه الأرض حتى يتحقق منه الإعمار الأمثل للأرض . وهذه الغاية تاهت في حياة الناس اليوم فلم تسترعي طلاب العلم والكبار في أحيان كثيرة فكيف بالعامة والدهماء من الناس ؟ ! والأمة اليوم في حاجة إلى إبراز هذه الجوانب في أوامر الشرع ونواهيه حتى يتعبّد الإنسان ربه على بصيرة ، وهذا ما جعل علم مقاصد الشريعة ضرورياً في بناء الإنسان ومهماً في تصحيح مقصده .
إن الحج من هذه العبادات التي شرعها الله تعالى لمقاصد عظيمة وغايات كبيرة ، والجهل بهذه الغايات حوّل مع كل أسف هذه العبادة إلى اقتتال وربما إزهاق أرواح ، وذهبت مقاصد الحج وآثاره من حياة كثير من المتعبدين . والله المستعان .

ورغبة في إبراز هذا الجانب ، وإعادة وهجه في قلوب المتعبدين لله تعالى بهذه الفريضة ، وعبادة الله تعالى على بصيرة تأتي هذه الأسطر ، وهي مشاركة في رسم معالم هذا المنهج أو إبرازه ووضوحه في معالم هذه الفريضة :

أولاً : تحقيق التوحيد
إن أعظم مقصود للعبادات جملة تحقيق التوحيد ، فلا يمكن أن تستقيم عبادة من العبادات وهي خالية خاوية من هذا المعنى .
إن التوحيد هو الغاية العظمى وهو رأس الأمر وعموده وذروة سنامه ، وإذا وجد ما يعارض هذه الغاية في أي عبادة فهي هباء في يوم عاصف من الريح ، ولهذا كان ما يخالط العبادة من الرياء مؤذن بفسادها وزوال آثارها لضياع التوحيد في أصلها ذلك لأن هناك عواراً في الأصل وخطأ في البداية .
إن مشاهد التوحيد في الحج كثيرة يأتي على رأسها التلبية " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك " والممعن في هذه الكلمات يجد آثارها في تحقيق هذا الأمر والتذكير به .
إن معنى " لبيك اللهم لبيك " أي إجيبك إجابة بعد إجابة ، وأنا مقيم على طاعتك ، ففيها التصريح بنبذ ما يخالف حقيقة التوحيد " لبيك لا شريك لك لبيك " ولعظمة هذه الكلمة وأثرها ومعانيها العظام قال صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال " [1] وقال جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه " كنّا نصرخ بها صراخاً "[2]، وفي حديث سهل بن سعد قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا"[3].
إن الحاج وهو يصدح بهذا المعنى في الفجاج والطرقات ، ويظل يصدح بهذا الكلمات من إحرامه إلى رميه الجمار كافٍ في تحقيق تلك الكلمة لآثارها في قلبه وسلوكه .
ويتكرر مشهد التوحيد والعناية به في هذه الفريضة والتأكيد عليه في مشاهد أخرى من هذه الفريضة العظيمة ، يبدو ذلك في الركعتين التي يركعهما الحاج خلف المقام بعد نهاية الطواف حيث ورد في السنة أن المصلي يقرأ في هذا الموضع سورتي الإخلاص ، قل هو الله أحد ، والكافرون ، وهي ذاتها التي يقرأ بها في سنة الفجر ، وسنة المغرب . وإذا أردت أن تعرف مشاهد السورة وما تتركه في قلب المؤمن الحي فتأمل في آياتها لا ترى فيها إلا معلم التوحيد فحسب .. إنه مشهد آخر من مشاهد التأكيد على هذه الغاية الكبيرة في الحج .
ويتكرر مشهد التوحيد ثالثة في الدعاء على الصفا والمروة حين يردد الحاج ما أشار إليه نبينا صلى الله عليه وسلم " لا إله إلا الله وحد لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده " وأنت ترى التأكيد على هذه المسألة ، وغرس كلماتها ومعانيها وآثارها في نفس كل مسلم على أرض مكة في فريضة الحج . ومثل ذلك ما قاله صلى الله عليه وسلم في دعاء عرفة " خير ما قلت أنا والنبيون من بعدي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " .
بل ذات المعنى تجده في كل أعمال الحج صغيرها وكبيرها لا فرق ، وحين تتأمّل هذه القضية لا تكاد تغيب في مشهد الحج من خروج الإنسان من بيته إلى طواف الوداع مما يعطيك دلالة كبيرة على عظمة التوحيد في الحج .
إن هذه الدلالة مجتمعة تدلك بإمعان على أهمية التوحيد والعقيدة في نفوس المتعبدين لله تعالى بهذه الفريضة ، وليست غاية الحج كلمات يرددها في رحاب مكة على متن المشاعر المقدسة ثم حين يترك تلك المشاعر عائداً إلى أهله ينسلخ منها أو ينسى آثارها ، كلا .
إن التوحيد هو الكلمة التي استحوذت على عشر سنوات من عمر الرسالة المحمدية ، ولا غرابة فهي الكلمة التي يدخل بها الإنسان بوابة الإسلام العريضة ، وتحفظ ماله وعرضه ودمه من الاعتداء ، لذا كانت هي أول كلمة تعانق آذان المعرضين يومئذ " يا أيها الناس قولوا لا إله الله تفلحوا " ولو كانت كلمة مجردة من معانيها لما استجاشت قريش وألّبتهم على نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ولما عرّضوا أنفسهم لإراقة الدماء .. لكن قريشاً كانت تدرك أثر الكلمة ومتانتها في حياة من يعتنقها ، إنها تعني نبذ الأصنام ، وطرح العادات ، ونبذ الأعراف الدخيلة ، إنها تعني الحقيقية القائلة : لا معبود سوى الله . وتعني في الوقت ذات قول الله تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "
إن الأمة اليوم بحاجة إلى إعادة مضامين هذه الكلمة على بعضها وإعادة دراستها في حياتهم من جديد .
إن الدخن الذي أصاب فكر الأمة في هذه القضية قولهم أن العناية بهذه الكلمة كان في مبدأ الرسالة لأن متلقين هذه الكلمة متدنسين بالكفر ، أما اليوم فالأمر مختلف ودليل ذلك عندهم هذه المساجد ، وتلك الأمة التي تتعبّد بهذه الكلمة قولاً فترددها صباح مساء . وهذا الفهم هو جزء من الأثقال التي تنوء بها الأمة اليوم ، ولا سبيل لإخراج الأمة من تيهها الكبير إلا بتصحيح فكرها ، وإعادة نضارتها في قضية التوحيد من جديد .
إن الشيء الذي إئتلفت عليه الرسل من نوح عليه السلام إلى نبينا صلى الله عليه وسلم هو التوحيد فحسب وما عدا ذلك كان مختلفاً قال تعالى " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً " وهو ذات الشيء الذي وقفت الأمة الكافرة تجاهه من بداية الرسالة ورفضت الإذعان به لإدراكها أن هذه الكلمة ليست كلمة تردد في أفواه القوم ، بل كلمة لها تبعاتها وتكاليفها الكبيرة في نفوسهم . وليس أدل على ذلك من رفض أبو طالب الكلمة مع رجاء النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده وحرصه على قولها " ياعم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله "
فهل الجماهير الغفيرة اليوم التي تردد " لا إله إلا الله " عرفت معناها وتمثلت آثارها ؟ كلا ! تردد هذه الكلمة حتى في أعظم الأماكن قدسية مكة ، وفي مشاعرها بالذات ، وفي ركن من أركان الإسلام لكنها لا تدرك معناها على وجه الحقيقية .
لقد جاءت أول ما جاءت هذه الكلمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لما تمثلها أولئك المستجيبون لدعوة رسولهم صلى الله عليه وسلم نفروا بها في عالم الأرض يكتبون التاريخ ، ويسجلون بها أعظم الإنتصارات .
لقد كانت تلك الأمة بالأمس تركع للوثن والحجر وتؤله التمر ، وتقوم وجلاً رغبة ورهبة للعادات والتقاليد ، كانت أمة ظالمة جاهلة عابثه بالقيم والثوابت ، بل لا اعرفها فضلاً أن تعتنقها على وجه الحقيقية ، فلما ذاقوا هذه الكلمة وعاشوها في قلوبهم وترجمها الإسلام واقعاً تحولت تلك النفوس إلى إشعاع روحي بعد إن كانت علامة على الظلمة وطريقاً للجهل ، فسقطت الأعراف والعادات، وكسّرت الأصنام ، وذهب رجس الأوثان المتكاثرة فعادت تلك الأمة بهذه الكلمة ليس لها سوى إله واحد لا يملك النفع والضر سواه ، له الحكم وهو أسرع الحاسبين ، وعاد الواحد منهم مثالاً على المسلم الذي لا يعرف سوى الله تعالى . فهل يعي الحاج اليوم آثار هذه الكلمة التي يؤكّد الشرع على تكرارها في مشاهد الحج ..
ما فائدة لا إله إلا الله والحاج ذاته الذي يرددها يتحاكم إلى الأعراف والقوانين الوضعية وربه يقول له " إن الحكم إلا لله " ما فائدة لا إله إلا الله والحاج الذي يهتف بها اليوم ربما رأيته في يوم آخر عاكف على القبور مترنّح وسطها يسكب لها من ماء التأله ، ويصرف عليها من عرق الرهبة والخشية ؟ ما فائدة لا إله إلا الله وقائلها يكذب ويغش ويخدع ويسرق وينافق ؟ ما فائدة لا إله إلا الله وأصحابها المعلنون لها اليوم هم أنفسهم المترددون على أبواب السحرة والكهنة والعرافين ؟ ما فائدة لا إله إلا الله التي يتلفّظ بها الإنسان ثم هو ذاته حرب عليها ويسعى في تشويه صورتها بواسطة قلمه ومنصبه وجاهه ؟
إن لا إله إلا الله كلمة ذات معنى وآثار ، وترديدها اليوم في شعيرة الحج محاولة لإعادة نضارتها ليس على الألسن فحسب وإنما إعادة توهجها في القلب ، وإشعال فتيل الروح فيها من جديد في الواقع العملي .
إن على كل حاج لزاماً أن يمعن في صوته وهو يصدح بهذه الكلمة شاهدة له يوم القيامة ، ويمعن في ذات الوقت في واقعه قبل أن يقولها ، وبعد أن ينتهي من الله بها . والدرس الأوعب من الحج أن يعود الحاج إلى مقتضيات هذه الكلمة وشروطها وآثارها فيتمثلها في حقيقة نفسه فيصبح معلماً كذلك الجيل الذي شرب منها بالأمس حتى الثمالة ولم تتركه حتى عانقت به الفردوس الأعلى .
وإذا جاءت اللحظة التي يصبح فيها قول الله تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " واقعاً عملياً في حياة إنسان فتلك اللحظة فقط هي لحظة لا إله إلا الله معنى وحقيقة .
والله المستعان


--------------------------------
[1] ـ رواه الإمام أحمد وأهل السنن وصححه الألباني
[2] ـ رواه مسلم
[3] ـ رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني


التربية في الحج
تحقيق التوحيد

صمتي مهابه 10-15-2010 08:43 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

وقفات مع الحج أعبد الله بما يريده الله منك لا متريده نفسك وهواك

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


فإن الله فرض الحج على عباده فقال: ( و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) و قد رغب النبي صلى الله عليه و سلم في الحج و بين فضله؛ و وأنه سبب لدخول الجنة و تكفير السيئات و العتق من النار، إضافة لما يحصل للحج من استجابة الدعاء، و تكثير الحسنات.

و عندما يسمع بعض المسلمين بهذه الفضائل تشتاق نفوسهم و تحن قلوبهم للحج إلى البيت الحرام – و حق و الله للنفوس أن تشتاق، بل والله لو ذابت تلك النفوس من شوقها لما كان عليها من لوم، و كلنا سمع قبل سنوات بتلك المرأة التي جاءت حاجة فما أن وصلت إلى جدة و نزلت في المطار حتى سجدت لله شكرا على وصلها لبلاد الحرمين ففاضت روحها و هي ساجدة لله و شوقا للبلد الحرام.
و أقول عندما يسمع بعض المسلمين بهذه الفضائل يبادرون بالحج إلى البيت الحرام و لو لم يكن عندهم التصريح الذي وضعه ولاة الأمر لهذا.

و ها هنا وقفات:

الأولى:
اعلم أخي أن من حق ولاة الأمر- و فقهم الله - و هم المسئولون عن هذه الأمة – أن يراعوا مصلحة المسلمين العامة فوق المصلحة الفردية الخاصة، بل لو لم يفعلوا ذلك لأثموا عند الله.
و وضع التصريح من هذا الأمر: فعدد الحجاج في ازدياد كل عام و منى منطقة محدودة فلابد من تقليص العدد حتى يتم أداء الحج بكل سهولة و يسر، و ما مثل هذا إلا كمثل المسجد إذا امتلئ فمن حق ولي الأمر وقف دخول المصلين لعدم اتساع المكان لهم و حتى لا يؤذي بعضهم بعضا

الثانية:

يلجأ بعض الحجاج إلى الحيل للدخول إلى مكة و أداء الحج: فمنهم من يدفع رشوة، و منهم من يلبس الثياب حتى يتجاوز التفتيش فيقع في محظور من محظورات الإحرام، و بعضهم يترك الإحرام من ميقاته ليحرم بعد نقطة التفتيش، الى غبر ذلك من الحيل.

الثالثة:
و هنا يأتي السؤال؛ هل الله يريد و يحب مني أن أحج و لو بدون تصريح؟
أخي المسلم :
أليس الذي قال ( و لله على الناس حج البيت... ) هو الذي قال: ( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ) و في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه و سلم: ( من أطاع الأمير فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع الله، و من عصى الأمير فقد عصاني و من عصاني فقد عصى الله ) أليس الآمر واحدا وهو الله سبحانه و تعالى، فلماذا تطيعه في هذه و لا تطيعه في تلك.
أليس هذا من إتباع الهوى؟
أخي المسلم:
ألم تتأمل في الأحاديث التي في فضل الحج و رأيت الشروط المرتبة على تحقق الجزاء ( من حج فلم يرفث و لم يفسق....) و أنت قد بدأت حجك بمعصية، فكيف تريد القبول من الله و كيف تريد تحقق الجزاء و أنت أخللت بالشرط.
إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يرخص لكعب بن عجرة في حلق رأسه إلا لما بلغ به القمل مبلغه، و أنت تريد أن ترتكب ما نهاك الله عنه بل و حتى بالحيل المحرمة.
أخي المسلم:
لا تقل: سيسمح لي رجال الأمن بالدخول يوم 8 أو 9 فإذا أخل هؤلاء بالأمانة لم يجز لك أن تخل بها أنت.
و لا تقل أيضا: إنني واحد و ماذا يضر شخص واحد.!
فأقول: إن السيل الكبير الهادر المدمر كان نقطة واحدة في بدايته.
و قد بلغ عدد الحجاج المخالفين ستمائة ألف ( ربما كل واحد يقول: أنا واحد لن أؤثر على الحجاج) .
أخي المسلم:
إن الله يريد منك أن تطيع الله و ولاة الأمر في هذا و تترك المجال لإخوانك المسلمين الذي لم يحجوا بعد.
و إني لأرجو من الله أنك إذا نويت الحج و لم يمنعك إلا هذا و جلست في بيتك أن الله يكتب الله أجر حجة كاملة، يقول النبي صلى الله عليه و سلم: ( و لكل امرئ ما نوى) و إذا أبيت و أصررت على الحج بدون تصريح فأخشى عليك:
1- عدم القبول: لأنك بدأت حجك بمعاصي لله.
2- أن تعود محملا بالأوزار فكم من حاج أخذت حقه في الطريق، و كم من حاج أخذت حقه في المكان، و كم من حاج تسببت في أذيته.
3- أن تتعرض لدعوات الحجاج و بعضهم ربما يكون مستجابة الدعوة، وقد كنت في طريق المشاة بالعام الماضي عندما انطلقنا يوم العيد لرمي الجمرة الكبرى و كان الطريق ثلثيه مسدودا من قبل المفترشين، فرأيت من يدعو عليهم.( نسأل الله العافية )

كتبه أخوك محمد الجابري




اعبد الله بما يريده الله منك لا ما تريده نفسك و هواك

محمد الجابري

صمتي مهابه 10-15-2010 08:49 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

مقاصد الحج التربوية..

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الحديث عن الحج حديث عن ركن من أركان الإسلام التي فرضها الله على عباده فهو جزء لا يتجزأ عن هذا الدين بل هو أحد مبانيه العظام وهو مدرسة يتعلم فيها كل حاج, فما أن ينتهي من أداء هذا الركن إلا وقد حاز على الكثير من الفوائد وجنى العديد من الثمار بتنقله وتقلبه بين مشاعر الحج.
وإن فوائد الحج ليست مقتصرة على الحجاج فحسب بل هي شاملة لكل من ينتسب لهذا الدين فالجميع في المنفعة سواء.
وبين يديك أخي الكريم اطرح جملة من المقاصد لنعيش سوياً مع معاني الحج وحكمه وأسراره.

أسال الله أن يوفق الحجاج في حجهم وأن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المقصد الأول/ أن العبادة توقيفية .


إن الحج عبادة توقيفية فلا اجتهاد فيها مع النصوص الشرعية فهي حق لله عزوجل لا حق لأحد فيها فهو المشرع لهذه العبادات وحده كما قال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ,وهذا نراه جلياً وواضحاً في الحج ,فالطواف والسعي سبعة أشواط والرمي بسبع حصيات والوقوف بعرفة في يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة إلى غير ذلك.
ولا حق لأحد أن يغير أو يبدل ما شرعه الله وهذا يغرس في النفس صدق العبادة وإخلاصها لله عز وجل وكمال التسليم لأمره وأن الشرع ما شرعه الله لا تلك البدع والضلالات التي هي من صنع البشر .
وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم بطلان كل عمل لم يوافق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه .
ففي الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)

المقصد الثاني/ تربية للمسلم على التوازن في حياته اليومية.


إن الإسلام دين عدل ووسطية حتى مع حقوق المسلم على نفسه ,فالإسلام لا يأمر بأمر فيه ضرر أو إجحاف بل كل أوامره ونواهيه تصب في مصلحة من ينتمي إليه فعلى سبيل المثال يقول الله تعالى {..لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ.. } .
فالحج يجمع بين مصالح الفرد الدنيوية من بيع وشراء وغيرها وبين مقاصد هذه العبادة من ذكر وصلاة ودعاء وغير ذلك .
وهذا يدلنا على أن الإسلام ما منع من شيء إلا وأباح أشياء أخرى وهذه هي عين مراعاة حاجات الإنسان .
والمتأمل في حياة المسلم اليومية تجده بين مباحات لا غنى له عنها وواجبات لابد له من عملها ومحرمات يحرم عليه فعلها وقد منع منها اختباراً وابتلاء على صبره عنها .
ومع ذلك كله تجده يوازن بين المباح من مأكل ومشرب وملبس وبين الواجب من صلاة وبر وصلة وغيرها وبعيداً كل البعد عما منع منه.
وفي أيام الحج تتأصل هذه المبادئ وترسخ ليعيش المسلم متوازناً في حياته بلا إجحاف ولا تقصير.

المقصد الثالث/ تحقيق مبدأ المساواة .


إن مبدأ المساواة يتجلى واضحاً في الحج حيث يجتمع المسلمون من كل جنس ولغة ولون ووطن في صعيد واحد لباسهم واحد وعملهم واحد ومكانهم واحد ووقتهم واحد وحدة في المشاعر ووحدة في الشعائر ,وحدة في الهدف , ووحدة في العمل ,ووحدة في القول.
عن أبي نضرة قال حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال (إن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)( ).
وعلى هذا يتربى الأغنياء والمترفون أنه مهما كثرت الأموال ومهما ارتفعت المناصب فليس المال وليس المنصب وليس الجاه هو المقياس الحقيقي للتفاضل والتفاخر بل تقوى الله وإخلاص العبادة له وحده هي مقياس التفاضل ,فما فاق بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي أبا جهل وأبا لهب بالنسب ولا بالمنصب بل بحقيقة التفاضل وهو إيمانهم بالله وحده ولهذا نالوا شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومرافقته.
وهي دعوة للتواضع وهضم النفس لتعرف حقيقة هذه الدنيا وأنها فانية وزائلة.
المقصد الرابع/ التعلق بالله وحده ونبذ ما سواه من المعبودات

الحج يُؤصل معنى مهم في قلب كل حاج فمنذ شروع الحاج في بداية الحج بلبس ملابس الإحرام وهو يؤكد في نفسه صلته بالله وحده ومرجعه إليه وأن لا معبود سواه يُعبَد بحق فله يصرف جميع العبادات وإليه يتقرب بجميع الطاعات والقربات.
وإذا تأملنا باقي المناسك من طواف وسعي ووقوف بعرفة ورمي الجمار وغيرها لوجدناها تؤكد ذلك المعنى وتؤكد حقيقة قول الله تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
ولترسيخ عقيدة التوحيد كان شعار الحج (لبيك اللهم لبيك) شعار التوحيد , يقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم (فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) , فهي تربية للنفس على توحيد الله والإخلاص له ونبذ كل من سواه من المعبودات الباطلة .
ولذا يقول ابن القيم في معنى هذه التلبية:(أخلصت لبي وقلبي لك وجعلت لك لبي وخالصتي) .

المقصد الخامس/ تأصيل مبدأ ( إنما المؤمنون إخوة )


فحينما يقصد الحجاج من كل بلاد الدنيا مكاناً واحداً في وقت واحد على هيئة واحدة ويؤدون منسكاً واحداً يتحقق في النفوس أخوة الدين التي جمعتنا ينادي كل أخ أخاه ويحاكيه متذكراً تلك الأخوة التي عاشها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتي كانت من أول الأعمال التي قام بها حين قدم المدينة مهاجراً فآخى بين المهاجرين والأنصار فتحقق بذلك أخوة الدين .
ولنتأمل قول الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} تلك الرابطة التي ارتضاها الله عزوجل لأهل الإيمان وهي أقوى من أخوة النسب فما أجمل تلك الأخوة وما أسماها لأنها قامت على أساس هذا الدين فالمحرك والدافع لها هو هذا الدين.
ولنتذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا) فيعطف المسلم على أخيه المسلم وينصر قضيته ويهمه ما أهمه وهذا سر عجيب من أسرار الحج .

المقصد السادس/ التعارف .


في الحج يتحقق ذلك المعنى الرفيع كما أخبر الله بذلك فقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} وإن اختلفت اللغات والأوطان والمشارب فالتعارف من أكبر أسباب الألفة بين أهل الإسلام.
وحينما نقرأ هذا الحديث يقودنا لشعور صادق وحس عجيب, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) ,فما أجمل هذه الأرواح وهي تتعارف لتتآلف وتتوحد حباً ودفاعاً ونشراً لهذا الدين.
والخير للمؤمن أن يكون ممن يألفه الناس ويأنسوا به فعن سهل بن سعد الساعدي قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(المؤمن مألفة ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)

المقصد السابع/غرس كثير من الصفات و الأخلاق الحميدة.


الحج مدرسة الأخلاق وميدان تربية النفس على معالي الأخلاق, والتباعد والتجافي عن سيء الأخلاق ورديئها .
يحدوه في ذلك خلق سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذي كان مناراً لكل حائر في ظلمة الأخلاق, مستشعراً تلك النداءات النبوية والوصايا الإيمانية بالتخلق بكريم الأخلاق والاتصاف بجميل الطباع .
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا)
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق)
ومن أهم هذه الصفات والأخلاق التي نستقيها من الحج صفة الصبر والحلم والرحمة والشفقة والإيثار والتعاون وهذه الصفات وغيرها تغرسها كثير من أعمال الحج وتنبذ القبيح والرديء والسيء من الأخلاق كما قال تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ..}

المقصد الثامن/المداومة على العبادة .

من أبرز ما يجنيه الحاج من حجه الدوام والاستمرار في العبادة بعد الحج وهو علامة على قبول العمل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن أحب العمل إلى الله قال :( أدومها وإن قل) فالحاج في خلال هذه الأيام القلائل يتنقل من عبادة إلى عبادة فما أن تنتهي عبادة إلا وتبدأ عبادة أخرى.
وبهذه الأعمال تتربى النفس على العبادة وعلى التنقل بين العبادات تقرباً إلى الله وأنساً به فتنقلب العادات إلى عبادات وبذا يتحقق مقصد وحكمة خلق الله للأنس والجن كما قال تعالى{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} .
وما هذه المواسم من حج وصيام رمضان وغيرها من العبادات إلا ليتجدد في نفس المؤمن إيمانه وليكون دائم الصلة بربه لكي لا تتخطفه ظلمات الضلال والانحراف عن هذا الدين.
فما أحرى المسلم أن يكون شعاره الدائم (قليل دائم من العمل الصالح خير من كثير منقطع).

المقصد التاسع/ التعود على الانضباط .

فالحج في شهر ذي الحجة وصيام رمضان في شهر رمضان ومواقيت الصلاة في وقت محدد معروف وغيرها من العبادات فتلك هي منظومة تربي المسلم على أن يكون منضبطاً في حياته ويزداد ذلك حينما يكون في أيام فاضلة كأيام الحج يتنقل فيها الحاج من عبادة إلى عبادة ليعود المسلم نفسه على أن يكون منضبطاً فلا يقدم شهر الحج عن شهره ولا يوم عرفة عن يومها ولا الرمي عن وقته ولا الطواف عن موعده.
فمواقيت العبادة في الحج منضبطة فلا يمكن أن يؤخر بعضها ولا يقدمها ولو لثواني .
وهي دعوة لأن يتميز المسلم عن غيره بانضباطه في مواعيده وأعماله فيعتاد الانضباط في حياته كلها ومع الآخرين .

المقصد العاشر/اعتياد النظام.

إن مما تحتاجه البشرية في تنظيم حياتها أن يعتادوا على النظام في حياتهم والذي له الدور البارز في حل كثير من أزماتهم , فما نراه من تلك الأنانية والفوضوية في مجتمعاتنا لهي أكبر دليل على بعدنا عن المنهج الرباني الذي يضمن السعادة للبشرية وهذا ما يراه الحاج جليا ويتربى عليه في مناسك الحج.
فحينما يكثر عدد الحجيج في مكان واحد يتجلى لنا ذلك المقصد بكل أبعاده وتظهر لنا حقيقة وحكمة أن يتربى أهل الإسلام خصوصاً على اعتياد النظام في حياتهم .
فالطواف حول الكعبة مع شدة الزحام,وتقبيل الحجر الأسود وكثرة من يقصد تقبيله لا يستطيع أن يتقدم أحد على من كان قبله وكذا رمي الجمرات واصطفاف الحجاج أفواجاً بسير واحد وجهة واحدة ومرمى واحد بترتيب ونظام, كل ذلك من أكبر الوسائل على تربية المسلم ليكون في نفسه حب النظام والبعد عن تلك الأنانية وتلك الفوضوية, فما أروعه من مقصد.

المقصد الحادي عشر/تعويد النفس على الخشونة وصعوبة العيش.


فالحاج يحرم نفسه كثير من الترف الذي كان قد اعتاد عليه قبل إحرامه ويحرم نفسه من مباحات كان يتمتع بها قبل أن يهل بحجه ,مثل الطيب وحلق الشعر والصيد وغيرها من محظورات الإحرام ليعود المسلم نفسه على الصبر على شظف العيش وشدته.
كما أن كثرة العدد في مكان مزدحم ضيق والتنقل بين المشاعر مع البعد والمشقة كل ذلك لتعويد النفس على تحمل الصعوبات.
ولأجل أن يتذكر المسلم أولئك الذين يعيشون في شظف وضيق وشدة من العيش وفي حاجة ماسة للطعام والشراب والكساء,مما يجعله يغرس في نفسه حقيقة دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم إليها بقوله :( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)( ) فيعيش للآخرين لا لنفسه فحسب .
فالحج تربية على القناعة في اللباس حيث يلبس خرقة من قطعتين فتكفيه, والقناعة في السكن حيث يسكن في مكان بقدر نومه فيغنيه ,والقناعة في الطعام حيث يأكل من الطعام وربما نفسه لا تشتهيه, فما أعظمها من مقاصد .

المقصد الثاني عشر /إلغاء جميع الشعارات إلا شعار واحد.

كثيراً ما نسمع ونقرأ ونرى من تلك الشعارات الزائفة والباطلة والتي ترتفع بين حين وأخر ,داعية لمذهب أو لجنس أو لقبيلة أو لوطن مما يؤجج في النفوس الضعيفة الشحناء فتتسع تلك الفجوة ولتزداد تلك الفرقة بين أهل الإسلام أحزاباً وشيعاً ,وبذلك يقوى أعداء الإسلام ويسهل عليهم تمزيق المسلمين .
ولذا كان شعار جميع الحجاج واحد(لبيك اللهم لبيك) شعار التوحيد , يقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم (فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك)( )
فهي تربية لأهل الإسلام كلهم أن يتوحدوا بشعار واحد وأن يبطلوا جميع الشعارات التي كانت سبب فرقة وخصام ,ليحققوا مراد الله عزوجل في توحيده وفي شهادتهم بـ(لا إله إلا الله) ليعم الخير والإسلام في جميع أنحاء الأرض ويكون هو منطلق كل داع يدعوا لهذا الدين .
فالحاج يبدأ حجه بالتوحيد ولا يزال يلبي بالتوحيد ويتنقل من عمل إلى عمل بشعار التوحيد وهو شعار جميع الحجاج ولا شعار لهم غيره فما أجله من شعار يهتفون به في جميع المشاعر.

المقصد الثالث عشر/ اعتياد الذكر.


إن من سعة رحمة الله وفضله أن جعل الحج كله مواطن ذكر فالإحرام فيه ذكر وعرفة ذكر ومزدلفة ذكر ومنى ذكر والرمي ذكر والطواف ذكر والسعي ذكر وهو مادة الحج قال تعالى {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ}
وكما قال تعالى {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} .
كل ذلك ليتحقق في النفوس أن طمأنينة القلوب وراحتها بذكره عزوجل كما قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ,فما أعظمها من نعمة حين يعتاد هذا اللسان على دوام ذكر الله عزوجل في كل حال من الأحوال كما قال تعالى{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ } .
فما قصد الحجيج مكة من جميع بقاع الأرض إلا حباً لربهم وأُنساً بعبادته وتلذذاً بالتعب في سبيل طاعته,فحريٌ بهم أن يأنسوا بذكره على جميع أحوالهم

المقصد الرابع عشر/ تربية الضمير .

كم تحتاج المجتمعات المسلمة أن تتميز عن غيرها من المجتمعات في أخلاقها وفي عاداتها وفي عباداتها, فها هو الحج يغرس في نفس كل مسلم تلك الغايات النبيلة والأخلاق الفاضلة المؤثرة ليكون الحاج قدوة خير ومنار هدى لمن يراه ويخالطه من المسلمين وغيرهم.
فالمسلم لا بد وأن يربي نفسه على مراقبة الله عزوجل وأن يكون له ضمير يردعه ويحبسه عن كثير من الأقوال والأفعال والأشياء التي فيها ضرر وهي ممنوعة ومحرمة شرعاً .
ومن الأمثلة التي تربي المسلم على ذلك في أعمال الحج الطواف ففيه اختلاط بين الرجال والنساء فيتربى المسلم على أن يغض بصره ولا يطلق له العنان في رؤية ما حرم الله ,كذلك التنقل لأداء شعائر الحج قد تكون هناك فرصة مهيأة للسرقة أو الأعتداء على أمتعة الحجيج ولكن الحج يربي النفس على مراقبة الله في كل وقت وعلى كل حال, وغيرها من الأمثلة التي ترسخ مثل هذه المعاني والمقاصد.
حتى يعود الحاج بعد حجه بعيداً كل البعد عن تلك المحرمات التي يكون بها ضرر عليه أو على غيره ليعيش المجتمع المسلم مجتمعاً محافظاً نزيهاً قدوة لغيره من المجتمعات التي وقعت في وحل كثير من المفاسد والشرور.

المقصد الخامس عشر/ تذكر الحقيقة الغائبة.


فلباس الإحرام يذكر المسلم بحقيقة غابت عن تفكيرنا وكرهتها نفوسنا وكم نهرب منها ولا بد لها أن تدركنا وأن نشرب من كأسها, إنها مفارقة هذه الحياة والانتقال إلى حياة البرزخ ثم الحياة الآخرة ,كما أخبرنا الله عنها بقوله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } .
فالحاج حينما يلبس الإحرام فإنه يشابه تلك الأكفان التي يكفن بها الميت ليلحد في قبره ,كما أن ذلك الجمع الغفير من الحجاج في مكان واحد وكل واحد منهم يلهج لسانه بدعاء الله أن يتقبله ويعتقه من ناره, يذكره بموقف المحشر الذي يجمع فيه جميع الخلق وكل فرد قد شغل بنفسه عن غيره كما وصفهم الله بقوله {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } , فحريٌ بالمسلم أن يكون دائم القرب من الله بعيداً عن معصيته ومخالفة أمره مستعداً لهذه الحقيقة في أي وقت حلت به وأدركته بعمل صالح يفرح به ويُسر يوم أن يلقى الله ,ولذا كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم :(أكثروا ذكر هادم اللذات ـ الموت) .

المقصد السادس عشر/ تربية على الموالاة لأهل الإيمان والمعاداة لأهل الكفر والشرك.

فالحج تبرز فيه خاصية مهمة يتربى عليها أهل الإسلام ليكون لهم منهجاً يسيرون عليه في حياتهم وفي تعاملاتهم وهو مبدأ الموالاة لأهل الإيمان والبراءة من أهل الشرك والكفر .
كما قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .
فلا يحضر هذا المؤتمر الإسلامي المشهود إلا أهل الإسلام , ليتحقق ذلك المعنى في النفوس فلا يلتفت الحاج في حجه يمنة ويسرة إلا ويجد أخاه من أهل الإسلام فيرتفع شأنه وتسمو عزته ويزداد ولاؤه لأهل الإسلام وتظهر براءته من أهل الكفر والشرك مهما كانت قرابتهم متذكراً قول الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ...}

الخــــاتمــة

وختاماً فما أسماها من مقاصد وما أشرفها وأعلاها من غايات نبيلة يتمثلها الحاج بعد حجه ويستنير بها أهل الإسلام أجمع من هذا الموسم العظيم , والميدان الفسيح المليء بتلك المقاصد والغايات الجليلة والنبيلة.
وحقاً هي بعض من المقاصد ولا أدعي أني قد أتيت على جميع المقاصد التي يجدها كل متأمل لأعمال وأيام الحج.

أسال الله بمنه وكرمه أن يتقبل من الحجيج حجهم وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

محمد بن عبدالعزيز الشمالي




مقاصد الحج التربوية

صمتي مهابه 10-15-2010 08:56 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
مشاهداتي في الحج

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


رحلة الحج رحلة الميلاد الجديد للإنسان تجدد في حياته كل شيء ، تقوي أواصر المحبة ، تبني في الإنسان معانٍ عظيمة من ذلك : التعلق بالله ، عظمة الدين الإسلامي ، وحدة المسلمين ، البشارة بنصر الإسلام ... إلى غير ذلك من المعاني الجليلة التي يتعلمها الإنسان من مدرسة الحج و قد تفضل علي المولى الكريم بالحج عدة مرات فكانت لي بعض المشاهدات و الوقفات و منها :
1/ أن العبادات من أعظم ما يقوي الروابط و الصلات و خاصة بين الزوجين ومن أبرز تلك العبادات الحج و العمرة فالزوج يحسن إلى زوجته أعظم إحسان يوم يحقق لها حلم حياتها بالوفود إلى بيت الله الحرام و يزيد في تقوية العلاقة بين الزوجين حين تستشعر المرأة أن الذي يرعاها و يحوطها بالحفظ هو زوجها فتزداد حباً له و تعلقاً به و صدق الهز حين قال عن أسرة زكريا عليه السلام : { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90 لقد قُدْر لي أن أسير وسط الزحام خلف رجل و زوجه تضع يدها في يده و هي تغدق عليه من عبارات الشكر و الثناء و المدح لعظيم الجميل الذي أسداه إليها تقول له : أنا لا أستطيع أن أجزيك على صنيعك هذا طول حياتي ، فما أعظمها من شعيرة تولد الحب و الرحمة و تزرع الألفة بين القلوب .
2/
تنامي العمل الدعوي في الحج و الحرص على التجديد و الإبداع و حرص جميع العلماء و الدعاة على المشاركة الفاعلة في حملات الحج حتى أن حملات الحج تتسابق في التنسيق مع العلماء و الدعاة .
قابلت بعض الدعاة في مخيمنا لإلقاء درس و كان مختصراً و أجاب على بعض الأسئلة و اعتذر بارتباطه بمخيمات أخرى فلله الحمد و المنة .
كل المخيمات تقوم بتنفيذ برامج دعوية متنوعة : [ دروس و محاضرات ـ لوحات تعليمية ـ رسائل و كتيبات ـ حلقات تلاوة ـ مسابقات ــ برامج ترفيهية .... ] .
لقد أحدثت هذه البرامج تغيراً كبيراً في حياة كثير من الناس تعلموا من خلالها الحج على منهاج النبوة ، كانت سبباً في عودة كثير من الناس إلى عز وجل لقد حققت هذه البرامج في الغالب الهدف من منسك الحج و المعنى الحقيقي له لقد جلّت لهم الهدف من هذا المنسك فتسابق الناس على تحقيقه و أعادوا برمجة حياتهم من جديد إن الهدف هو الفوز بجنة الله فـ ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) الهدف أن يولد الحاج من جديد فيتخلص من رق الذنوب و الآثام فلا رفث و لا فسوق ( من حج فلم يرفث و لم يفسق عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) إن من تخلص من ركام الذنوب و المعاصي في هذه الرحلة المباركة ما كان له أن يعاود العصيان بعد ذلك و بالتالي فقد كانت رحلة الحج لكثير من الناس نقط البداية للتوبة إلى الله و الميلاد الجديد كل ذلك بفضل الله و توفيقه ثم بفضل تلك البرامج الدعوية المباركة .

3/
إقبال المرأة المسلمة على الله عز وجل فمن يلحظ كثرة عدد النساء في منسك الحج من شتى بقاع الأرض يعلم علم اليقين أن المرأة المسلمة قد عادت إلى ربها و أن محاولات الأعداء في صدها عن دينها و إشغالها بصرعات الموضة و دعوتها للتحرر من دينها وسترها و عفافها و حيائها و قيمها و أخلاقها , كل تلك المحاولات قد باءت بالفشل بإذن الله تعالى فقد عادت المرأة إلى ربها من جديد عادت و لكن بعلم و وعي و عبادة و خشية و دعوة إلى الله عز وجل .
لقد أبصرت صدفة في طواف الوداع امرأة و قد اغرورقت عيناها بالدموع خشية لله عز وجل و حزناً على فراق بيت الله فعوداً حميداً يا أمة الله .
قبل أعوام خرجت من باب الفتح ابحث عن بعض الكتب في مكتبة الثقافة التي تطل على باب الفتح وإذ بفتاة محجبة تتحدث مع صاحب المكتبة بلغة لا أفهمها ثم انصرفت فدفعني الفضول أن أسأل صاحب المكتبة عن بلد تلك الفتاة و ماذا كانت تطلب ؟ فقال : هذه فتاة من ماليزيا تحفظ القرآن هي و مائتا طالبة في معهد للقرآن الكريم بماليزيا و تريد أن تهدي لهن كتاباً في القراءات العشر لأنهن عزمن على حفظ القرآن بالقراءات , فعوداً حميداً يا أمة الله .

4/
الإقبال على الحجاب صورة من صور إقبال المرأة المسلمة على الله عز وجل فإن تنامي الإقبال على الحجاب الشرعي الذي يغطي جسد المرأة بالكامل كان من أبرز مظاهر الحج فأنت ترى غالب النساء قد ارتدين الحجاب في الطواف و السعي في منى و عرفات حتى عند رمي الجمرات التي يكثر عندها الزحام ترى المرأة المسلمة شامخة بحجابها ليس ذلك قاصرٌ على أهل هذه البلاد بل حتى البلاد التي مارس عليها أعداء الإسلام شتى طرق التغريب حتى البلاد التي صدرت تغريب المرأة إلى غيرها من بلاد العالم الإسلامي ترى الفتاة من تلك البلاد تلبس حجابها معتزة به .
لقد قدر أن يكون في مخيمنا الذي نقيم به عدد من الجالية الفلبينية من حديثي الإسلام فشد انتباهي أن 90% تقريباً من النساء يلبسن الحجاب الكامل و البقية يغطين كامل الجسم عدا الوجه لقد رأيت حرص المرأة على الحجاب و إقبالها خلال هذا المنسك ليس من الدول العربية بل حتى من دول ماليزيا و اندنوسيا و باكستان و أفغانستان حتى بعض الدول الأوربية فلله الحمد و المنة .
إنها رسالة إلى أعداء الإسلام و أعداء المرة إلى دعاة التغريب ـ الذين أفنوا أعمارهم في الدعوة إلى تغريب المرأة المسلمة من خلال القناة و المجلة و القصة و الموضة و الجرائد و المجلات و المواقع الالكترونية و غيرها ــ أن جهودكم إلى الفشل بإذن الله و صدق الله : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36
أختي المسلمة إنها رسالة للعالم كله تبعثها المرأة حين تقول لهم :


فليقولوا عن حجابي *** لا و ربى لن أبالى
فليقولوا عن حجابي *** أنه يفنى شبابي
و ليغالوا فى عتابي *** إن للدين إنتسابى
لا و ربى لن أبالى *** همتي مثل الجبال
أي معنىً للجمال *** إن غدا سهل المنال
حاولوا أن يخدعوني *** صحت فيهم أن دعوني
سوف أبقى في حصوني *** لست أرضى بالمجون
لن ينالوا من ردائي *** إنني رمز النقاء
صرت و التقوى ضيائي *** خلف خير الأنبياء
إن لي نفساً أبية *** إنها تأبى الدنية
إن دربي يا أخية *** قدوتي فيه سمية
فليقولوا عن حجابي *** لا و ربى لن أبالى
فليقولوا عن حجابي *** أنه يفنى شبابي
و ليغالوا في عتابي *** إن للدين إنتسابى
لا و ربى لن أبالى *** همتي مثل الجبال
أي معنىً للجمال *** إن غدا سهل المنال
من هدى ديني إغترافى *** نبعنا أختاه صافى
دربنا درب العفاف *** فاسلكيه لا تخافي
ديننا دينًُ فضيلة *** من سيرضى بالرذيلة
فليقولوا عن حجابي *** لا و ربى لن أبالى
أختي المسلمة إن الحجاب هو رمز العزة و الفخار للفتاة المسلمة على مر التاريخ من عهد محمد صلى الله عليه و سلم إلى قيام الساعة قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
إنه رمز الطهر و العفاف فقولي لهم يا أخية :


بيد العفاف أصون عز حجابي **** وبعصمتي أعلو على أترابي
وبفكرة وقـادة وقــريحة **** نقادة قـد كملت آدابي
ما ضرني أدبي وحسن تعلمي **** إلا بكوني زهـرة الألبابي
ما عاقني خجلي عن العليا ولا **** سدل الخمار بلمتي ونقابي
5/ إقبال العباد على الله و خاصة الشباب فالمتأمل لحال الناس في منسك الحج يلحظ الإقبال على الله فالناس ما بين داع و ملب و مكبر و تال للقرآن و مبتهل و لله قائم لليل , جو إيماني عجيب و المفرح جداً أن شريحة كبيرة من تلك الجموع هم من الشباب خاصة من شتى بقاع الأرض فلله الحمد و المنة .
تلكم بعض المشاهدات و غيرها الكثير و الكثير آثرت تركها لفرصة أخرى سائلاً الله عز وجل أن يعز الإسلام المسلمين و يعجل لأمة الإسلام نصرها و وحدتها و تمكينها إنه سميع قريب مجيب .


م


مشاهداتي في الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 09:04 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
سنن الحج..
سنن الحج..
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

1. الاغتسال عند الميقات : جاء عند الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنه بسند صحيح قال " من السنة الإغتسال عند احرامه وعند دخول مكة ".

2. الطيب بأطيب ما يجد : كما جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت " كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احرامه بأطيب ما أجد "
فائدة : جاء تخصيص هذا الطيب بأنه مسك : كما جاء عند النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك "

3. أن يكون الإزار والرداء أبيضين : لعموم حديث ابن عباس مرفوعا " البسوا من ثيابكم البياض وكفنوا فيه موتاكم " رواه ابو داود وغيره وقال الحافظ صحيح على شرط الصحيح .

4. تلبيد الشعر ( لمن شعره طويل ) : لحديث في الصحيحين عن ابن عمر قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبِّدا " .

5. الصلاة قبل الدخول في النسك : أي إن جاء الميقات في وقت صلاة فريضة فإنه يصلي الفريضة ثم يهل بالنسك .كما جاء في البخاري عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا " قال أتاني آت من ربي وقال صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حج " وهو قول عطاء بن رباح– وهو أعلم الناس بالمناسك – .
بعض أهل العلم قال : إن جاء الميقات في غير الفريضة فإنه ينوي صلاة سنة الوضوء ثم يهل بالنسك بعدها لتكون بعد الصلاة .

6. التسبيح والتكبير والتحميد قبل الدخول في النسك : بوب عليه البخاري في صحيحه هكذا ، من حديث أنس مرفوعا وفيه " ثم ركب حتى إذا استوت به على البيداء حمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما " قال الحافظ ابن حجر في الفتح : قل من تعرض لذكره مع ثبوته .

7. الإهلال مستقبل القبلة قائماً ( إن تيسر ذلك) : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال " حتى إذا أتى براحلته بذي الحليفة فرُحلت له ثم ركب فإذا استوت به استقبل القبلة قائماً فلبى " وبوب عليه البخاري في صحيحه باب الاهلال مستقبل القبلة .

8. التلفظ بالنسك ( أي تعيينه : تمتع ، قران ، أفراد ): كما جاء في صحيح البخاري عن أنس قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول – لبيك بحجة وعمرة – " .

9. الإشتراط عند الخوف : كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت فقال لها : أردت الحج ؟ قالت : والله ! ما أجدني إلا وجعة فقال لها : حجي واشترطي ، وقولي : اللهم ! مَحِلي حيث حبستني " وفي روايه له " واشترطي أن محلي حيث حبستني ".

10. كثرة التلبية : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعا وفيه " ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة " وجاء عن السلف ما يدل على ذلك . جاء عن سعيد بن جبير أنه يوقظ الحاج النائم ليلبي ويقول سمعت ابن عباس يقول " هي زينة الحج " رواه سعيد بن منصور .

11. رفع الصوت بالتلبية ( للرجال دون النساء ) : كما جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس قال " كنا نصرخ بها صراخاً " .
فائدة : جاء في فضل التلبية عند أبن خزيمة والبيهقي وصحح إسناده الألباني من حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من مسلم يلبي إلا لبى من يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا " .

12. التكبير عندما يعلو مرتفعاً والتسبيح عند الهبوط : كما جاء في البخاري عن جابر قال " كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا ". وهذه السنة عامة عند كل مرتفع ومنخفض ، لكن يكثر الهبوط والارتفاع في الحج .

13. الاغتسال قبل دخول مكة : كما جاء في البخاري عن ابن عمر قال " من السنة الاغتسال قبل دخول مكة ".

14. إذا دخل يقدم رجله اليمنى وإذا خرج يقدم رجله اليسرى وذكر دعاء دخول والخروج من المسجد : عن أنس قال من السنة أن يقدم رجله اليمنى عند دخول المسجد ويقدم رجله اليسرى عند الخروج منه ، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي حميد أو أبي أسيد قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد وقال : اللهم افتح لي ابواب رحمتك " وإذا خرج قال: " اللهم إني اسألك من فضلك " .

15. الإشتغال عند دخول الحرم بالطواف أولاً : كما جاء عن أبي داود عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام " ورواه مسلم بنحوه.
فائدة : الأحاديث الواردة في الدعاء عند رؤية البيت ضعيفة .

16. الإضطباع : كما جاء عند الخمسة وصححه الترمذي وغيره من حديث أبي يعلى بن أمية قال : " طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطبعاً ببرد " هذا لفظ الترمذي .

17. الرمَل الثلاث الأشواط الأولى ( للرجال ) والمشي باقي الأشواط ( فقط في طواف القدوم إن تيسر ذلك ):كما جاء في الصحيحين عن ابن عمر قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طاف في الحج أو العمرة أول مايَقدم فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت ويمشي أربعة ".
ولم يرمل في طواف الزيارة بالإجماع .

18. تقبيل الحجر الأسود أو استلامه إن تيسر ذلك بكل طواف : كما جاء في مسلم عن أبي الطفيل قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الحجر الأسود ويقبله ".
وجاء عند أبي داود والنسائي عن ابن عمر مرفوعاً وفيه " في كل طواف " أي يستلمه .

 إن لم يستطع تقبيل الحجر الأسود أو استلامه بأي شيء وتقبيله ( لشدة الزحام ) فإنه كلما حاذى الحجر الأسود يكبر يقول " الله أكبر " كما جاء في صحيح مسلم عن جابر " كلما حاذى الحجر كبر "

فائدة : جاء عند النسائي بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أنه من حجر الجنة " أي الحجر الأسود ، أما الحديث الذي عند الترمذي مرفوعاً "أنه كان أبيض فسودته خطايا بني آدم " فضعيف لأنه من رواية جرير عن عطاء بن السائب وعطاء بن السائب اختلط وجرير ممن أخذ منه بعد الاختلاط . والله أعلم .
فائدة : جاء عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحجر الأسود " ليبعثنه يوم القيامة له لسان ينطق به وعينان يبصر بهما يشهد على من استلمه بحق ".
فائدة : جاء عن ابن عمر موقوف عليه " بسم الله والله أكبر " أما الوارد عن رسول الله فهو مقصور على " الله أكبر " .

19. استلام الركن اليماني فقط وعدم تقبيله ولا يكبر عند استلامه أو محاذاته لأنه لم يرد : كما جاء في البخاري عن ابن عمر " لم أرى رسول الله يستلم من البيت إلا الركنين اليمانيين ".
فائدة : جاء في مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " استلام الركنين يحطان الذنوب " .
20. القرب من الكعبة عند الطواف إن تيسر ذلك : لظاهر الاحاديث الصحيحة في طواف رسول الله صلى الله عليه وسلم .
• بعض أهل العلم : قاس ذلك على الصلاة أي القرب من الإمام .
• قاعدة : الفضل المتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة بفضل المكان أو الزمن المتعلق بمكان العبادة .

21. ذكر الدعاء بين الركنين ( الركن اليماني والحجر الأسود ) فقط : أما في بقية ذلك فلم يرد تخصيص ودعاء معين فله أن يدعوا بما شاء ... والله أعلم .
كما جاء عن أبي داود والنسائي بسند لا بأس به عن عبدالله بن السائب قال :" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول – ما بين الركنين– ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "

22. ذكر الآية ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى .. ) عند الفراغ من الطواف : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام ، فقرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ... ) الآيه " .

23. صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر ذلك وإلا بأي مكان جاز : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " وصلى وجعل المقام بينه وبين الكعبة " .

24. القراءة بالركعتين الأولى ( قل ياأيها الكافرون ) والثانية ( قل هو الله أحد ):
كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " أنه صلى بالأولى " قل ياأيها الكافرون " وبالثانية " قل هو الله أحد " .

25. استلام الحجر الأسود بعد الركعتين خلف المقام : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم رجع إلى الركن فاستلمه ".

26. الشرب من ماء زمزم والتضلع منه : كما جاء عند الإمام أحمد عن جابر مرفوعاً وفيه " وصلى ركعتين ثم عاد إلى الحجر ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها ، وصب على رأسه ".
قال الحافظ في الفتح : ولذلك بوب البخاري باب ماجاء في زمزم " أي أنه من سنن الحج " .
27. عند الدنو من الصفا يقرأ الآية ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ...) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فلما دنى من الصفا قرأ ( إن الصفا ...) الآية ".

28. رقي الصفا : كما في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فرقى الصفا " .

29. استقبال القبلة عند رقي الصفا : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " واستقبل القبلة "

30. رفع اليدين عند الدعاء : لعموم حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه مرفوعاً " إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع العبد يده يدعو أن يردهما صفراً أو خائبتين " رواه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم وحسنه الألباني . قال الشيخ عبدالله السعد هذا الحديث جاء مرفوعاً وجاء موقوفاً والصحيح أنه موقوف ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم رفع اليدين عند الدعاء من فعله .

31. التكبير والتهليل : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فوحد الله وكبره وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لاإله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " .

32. يفعل ذلك ثلاثاً – أي التكبير والتهليل – : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " يفعل ذلك ثلاثا ".

33. الدعاء بينهما : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم يدعو بين ذلك ".

34. السعي الشديد بين العلمين فقط - في الصفا والمروة كذلك - ( أي بقية الشوط يمشي) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه "حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى " .
فائدة : لم يرد دليلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعيين دعاء عند السعي بين الصفا والمروة .

35. رقي المروة : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " وفعل على المروة كما فعل على الصفا " وعلى الصفا رقى .

36. استقبال القبلة عند رقي المروة : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " وفعل على المروة كما فعل على الصفا " وعلى الصفا استقبل القبلة .
37. رفع اليدين عند الدعاء : لعموم حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه مرفوعاً " إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع العبد يده يدعو أن يردهما صفراً أو خائبتين " رواه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم وحسنه الألباني . قال الشيخ عبدالله السعد هذا الحديث جاء مرفوعاً وجاء موقوفاً والصحيح أنه موقوف ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم رفع اليدين عند الدعاء من فعله .

38. التكبير والتهليل : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " وفعل على المروة كما فعل على الصفا " وعلى الصفا كبر الله وهلله .

39. يفعل ذلك ثلاثاً ( أي التكبير والتهليل ): كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " وفعل على المروة كما فعل على الصفا " على الصفا يفعل ذلك ثلاثاً .

40. الدعاء بينهما : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " وفعل على المروة كما فعل على الصفا " على الصفا دعا بينهما .

41. الحلق للمعتمر فقط ( والتقصير للمتمتع بعد سعي العمرة ) : أما دليل الحلق للمعتمر أي في غير وقت الحج مثل رمضان وغيره فكما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً " رحم الله المحلقين قالوا : والمقصرين قال :رحم الله المحلقين قالوا : والمقصرين قال رحم الله المحلقين ثم قال : في الرابعة والمقصرين " .
أما الدليل على أن المتمتع السنة في حقه بعد العمرة أن يقصر : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً قال : " فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي "
ثم بعد رمي الجمرة السنة أن يحلق المتمتع ، أما المفرد فليس له إلا حلقاً واحداً بعد رمي الجمرة .والله أعلم

42. الاغتسال والتطيب وغيره - كما فعل عند الميقات للاحرام - ( للمتمتع ) للخروج يوم التروية ( الثامن ) : لأنه يدخل في النسك ( الاحرام ) وهو الحج ، والحديث عام بكل اغتسال عند الاحرام لحديث عند الحاكم بسند صحيح عن ابن عمر قال " من السنة الاغتسال عند الاحرام ".
43. المبيت والصلاة بمنى يوم الثامن ( التروية ) الظهر والعصر والمغرب والعشاء ( قصراً بدون جمع ) وفجر يوم عرفة : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر " .
فائدة : قال النووي في شرح مسلم : المبيت بمنى يوم الثامن سنة ، فلو تركه فلا دم عليه بالإجماع .
44. الخروج من عرفة بعد طلوع الشمس : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس "
45. الإكثار من التلبية والتكبير عند الخروج من منى إلى عرفة : كما جاء في سنن النسائي عن ابن عمر قال " غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة فمنا الملبي ومنا المكبر " ويدل أن الصحابة إنما أخذوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ ابن حجر : ذكر ماهو صريح بذلك عند أحمد وابن أبي شيبة والطحاوي عن عبدالله بن عمر قال " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة إلا أن يخالطها بتكبير " فالأقرب أن يأتي بالذكرين جميعاً لكن يكثر من التلبية ويأتي بالتكبير . والله أعلم .
46. النزول بنمرة ( إن تيسر ذلك ): كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها " .
47. خطبة الإمام بالحجيج يوم عرفة ( إذا زاغت الشمس ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرُحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس " .
48. قصر الخطبة : فقد بوب عليه البخاري كما جاء في صحيح البخاري عن سالم بن عبدالله أنه قال للحجاج بن يوسف : إن كنت تريد أن تصيب السنة فأقصر الخطبة وعجل الوقوف فقال ابن عمر صدق " والحديث في صحيح مسلم عام ، في كل خطبة " إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه " .
49. أن تكون الخطبة واحدة فقط : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فخطب الناس وقال : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ....إلى قوله آخر الخطبة : اللهم اشهد " ثلاث مرات " ثم أذن ..." ففيه أنه لم يفصل بين الخطبة . والله أعلم .
50. أن يصلي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بآذان واحد وإقامتين : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم أذن ، ثم أقام فصلى الظهر ، ثم أقام فصلى العصر " وفي رواية " فصلى الظهر ركعتين أسر بالقراءة ثم أقام فصلى العصر ركعتين " .

51. لا يصلي بينهما شيئاً ( أي بين الظهر والعصر لا يتنفل ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ولم يصلي بينهما شيئا " .
52. دخول عرفة بعد الزوال ( أي بعد الصلاة مباشرة ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف " .
فائدة : وادي عُرَنَه ليس من عرفه وبعض مسجد نمره .
53. أن يقف عند الصخرات الكبار المفترشة في أسفل جبل الرحمة ( إن تيسر ذلك ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه "فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات".وهذا الجبل في وسط عرفات .
تنبيه : وأما ما أشتهر عند العوام من الاعتناء بصعود الجبل وتوهمهم أنه لايصح الوقوف إلا فيه فغلط ، بل الصواب جواز الوقوف في كل جزء من أرض عرفة .

54. أن يدعو وهو راكب ( إن تيسر ذلك ) : وإلا يفعل ما ترتاح إليه نفسه كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات " وفي صحيح البخاري عن أم الفضل مرفوعاً " أنها أرسلت إليه بقدح لبن وهو على بعيره فشربه " .

55. استقبال القبلة للوقوف في عرفة : كما جاء في صحيح مسلم من حديث جابر مرفوعاً وفيه " حتى أتى الموقف واستقبل القبلة " .

56. رفع اليدين بالدعاء : كما جاء عند النسائي بسند صحيح عن أسامه بن زيد قال " كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعو " .

57. الإكثار من الدعاء حتى مغيب الشمس : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس " والحديث هذا يفسره الذي قبله بأنه كان يدعو حتى غابت الشمس .

58. شدة التضرع ومناجات العبد ربه بالدعاء : كما جاء عند النسائي بسند صحيح قال أسامه بن زيد " كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى " .
فائدة : جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" مامن يوم أكثر من أن يعتق الله عباده من النار من يوم عرفة وإنه ليدني ثم يباهي بهم الملائكة ثم يقول ما أراد هؤلاء ".
فائدة : قال شيخ الإسلام ابن تيميه : هذا خاص بالحجاج في يوم عرفة .

59. الإكثار من دعاء يوم عرفة : كما جاء عند أحمد والترمذي واللفظ له عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً قال " أفضل الدعاء يوم عرفة ، وأفضل ماقلت أنا والنبيون من قبلي : لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهوعلى كل شيء قدير "ولفظ أحمد كلفظ الترمذي إلا أنه بدل " أفضل " كلمة " خير " ، وإسناده لا بأس به بمجموع طرقه قاله الشيخ / عبدالله السعد .
60. الفطر يوم عرفة : كما جاء في صحيح البخاري من حديث أم الفضل بنت الحارث " أنها أرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه " .

61. التبكير بالخروج من عرفة بعد غروب الشمس ( أي لا يتأخر بعد غروب الشمس ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم خرج من عرفة حين ماذهبت الصفرة قليلاً وغاب القرص ".

62. الخروج من عرفة بسكينة ووقار : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة وفيه "ويقول بيده اليمنى : أيها الناس السكينة السكينة " .

63. الإسراع عند وجود فجوة أو فرجة بالسير : كما جاء في الصحيحين عن عروة بن الزبير أنه قال " سُئل أسامه بن زيد وأنا جالس : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع ؟ قال : كان يسير العَنَق فإذا وجد فرجة نَصَّ " وهذا لفظ البخاري ولفظ مسلم " حين دفع من عرفات " ولا إشكال بين هذا الحديث والذي قبله . فالجمع بينهما :- كما قال النووي في شرح مسلم : فيه استحباب الرفق في السير في حال الزحام فإذا وجد فرجة استحب الإسراع ليبادر إلى المناسك .
العنق : بفتح العين والنون أي بمعنى السير المتوسط . نَصَّ : بفتح النون وتشديد الصاد أي أسرع أكثر .

64. الصلاة بمزدلفة المغرب والعشاء ( جمعاً وقصراً بآذان وإقامتين ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فصلى بها المغرب والعشاء بآذان وإقامتين " وجاء عند النسائي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال :" جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء صلى المغرب ثلاث ركعات وصلى العشاء ركعتين " .
فائدة : جاء عند النسائي عن عبدالرحمن بن يزيد قال :" قال ابن مسعود ونحن بجمع سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أنزلت عليه البقرة يقول في هذا المكان لبيك اللهم لبيك " .

65. أن لا يصلي بينهما شيئاً : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ولم يسبح بينهما شيئاً ".
66. صلاة الوتر : على خلاف بين أهل العلم .

67. التبكير بالاضطجاع ( النوم ) بعد الصلاة : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " أنه صلى المغرب والعشاء بآذان وإقامتين ، ولم يسبح بينهما شيئاً ، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر " .
68. سنة الفجر : على خلاف بين أهل العلم .

69. التبكير بصلاة الفجر ( أي أول وقتها ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم اضطجع حتى طلع الفجر وصلى الفجر " .

70. أن يصلي الفجر بآذان وإقامه : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " وصلى الفجر ، حين تبين له الصبح بآذان وإقامه " .

71. اتيان المشعر الحرام ( إن تيسر ذلك ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام " .
فائدة: قيل المشعر الحرام هو جبل قُزَح معروف بمزدلفة والآن بمكانه المسجد .

72. استقبال القبلة : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فاستقبل القبلة ".

73. الدعاء والتكبير والتهليل ووحده : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فدعاه وكبره وهلله ووحده " .

74. الوقوف بمزدلفة حتى الاسفار جداً : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فلم يزل واقفاً حتى أسفر جدا " .
فائدة : جاء السبب في ذلك كما في حديث عمر رضي الله عنه في صحيح البخاري " أنها مخالفة للمشركين"، لأنهم لا يخرجون من مزدلفة حتى تُشرق الشمس .

75. الخروج من مزدلفة بسكينة ووقار : كما جاء عند النسائي عن الفضل بن العباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حين دفعوا عشية عرفه وغداة جمع : عليكم السكينة " .

76. التلبية عند الخروج من مزدلفة إلى منى ( لرمي جمرة العقبة ) : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل ، فأخبر الفضل أنه لم يزل يلبي " .
تنبيه : لا يظن الظان أني عند ذكري لهذه السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك لم يلبي ، لا إنما النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة " قوله " لم يزل " أي المداومة لكن في هذه المواطن الإنسان قد يشتغل بالخروج والارتحال ولا يلبي ، فجاء التخصيص بها .
77. الاسراع بالمرور في وادي محسِّر : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " حتى أتى بطن محسِّر فحرك قليلا " يعم هذا اللفظ للماشي والراكب .

78. مخالفة الطريق الذي ذهب به من منى إلى عرفة : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " وسلك الطريق الوسطى التي تسلك تخرج على الجمرة الكبرى " .

79. التقاط الحصى بطريقه إلى الجمرة من منى : كما جاء في المسند بسند صحيح عن الفضل بن العباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال غداة يوم النحر " القط لي الحصى " فلقطت له حصيات مثل حصى الخذف وكان ذلك بمنى " .

80. المبادرة برمي جمرة العقبة عند دخول منى ( أي قبل حط الرحل ) : كما جاء في سياق حديث جابر مرفوعاً وفيه " حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات "
فائدة: أن التلبية تنقطع عند رمي الجمرة كما جاء في صحيح البخاري عن الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم " لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة " .

81. أن يرمي جمرة العقبة ضحى ( إن تيسر ذلك ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً قال "رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى " .
فائدة : حديث النهي عن الرمي قبل طلوع الشمس ضعيف .

82. الرمي من بطن الوادي ( أي يجعل منى عن يمينه ومكة عن يساره ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " رمى من بطن الوادي " .
وجاء في الصحيحين عن عبدالرحمن بن يزيد " أنه حج مع أبن مسعود فرآه يرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ثم قال : هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة " .
فائدة : بعض أهل العلم قال : أن من السنة عند رمي الجمرة أن يستقبل القبلة ، واستدل بحديث جاء عند الترمذي وفيه " واستقبل القبلة يرمي يوم النحر " إلا أن الحافظ إبن حجر قال " أنه شاذ " والله أعلم

83. أن يكون الحصى مثل حصى الخذف : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فرماها بسبع حصيات كل حصاه مثل حصى الخذف ".

84. أن يكبر مع كل حصاه ( للرمي ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ويكبر مع كل حصاه " .

85. الخطبة يوم النحر بعد رمي جمرة العقبة: كما جاء في صحيح مسلم وأبي داود عن جابر مرفوعاً " أنه خطبهم يوم النحر بعد رمي الجمرة " .

86. أن يكون النحر بعد الرمي ( إن تيسر ذلك ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم انصرف إلى المنحر " .
المقصود بهذه السنة ( أي ترتيب أعمال يوم النحر : الرمي ثم النحر ثم الحلق ثم يطوف ).

87. أن يكون الهدي من الإبل ( بدنه ) ( إن تيسر ذلك ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فنحر ثلاثاً وستين من الإبل " .

88. أن يكون النحر بمنى : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " نحرت هاهنا ومنى كلها منحر " .
فائدة : جاء عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كل منى منحر ، وكل فجاج مكة طريق ومنحر " .

89. أن ينحر الإبل قائمة مقيدة يدها اليسرى : كما جاء في صحيح البخاري عن زياد بن جبير قال :" رأيت ابن عمر رضي الله عنهما أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها قال : ابعثها قياماً مقيدة سنة محمد صلى الله عليه وسلم" . وجاء عند أبي داود عن جابر " أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدنه معقولة اليسرى قائمة " . وجاء عند سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير قال : " رأيت ابن عمر ينحر بدنته وهي معقولة إحدى يديها " ، فالأحاديث يفسر بعضها بعض ، أي يدها اليسرى . والله أعلم .

90. أن ينحر الهدي بنفسه ( إن تيسر ذلك ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فنحر ثلاثاً وستين بيده " .

91. تعجيل ذبح الهدايا وإن كانت كثيرة يوم النحر ولا يؤخرذلك إلى أيام التشريق : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فنحر ثلاثاً وستين بيده ، ثم أعطى علياً، فنحر ما غبر"
أي يوم النحر . ما غبر : أي ما بقي .

92. أن يأكل من الهدي ويتصدق ويهدي : كما جاء في صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقوم على بُدْنِه ، وأن يقسم بُدْنَهُ كلها لحومها وجلودها .. " فيعم الحديث بالاهداء والتصدق أما الأكل منها فكما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم أَمر من كل بدنة ببضعه ، فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها " .

93. أن يأكل من كل هدي بضع ( أي قطعة لحم ) إن كانت كثيرة : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم أَمر من كل بدنة ببضعه ، فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها " .

94. أن يكون الحلق بعد النحر ( أي الترتيب ) ( إن تيسر ذلك ) : كما جاء في الصحيحين عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها ثم أتى منزله بمنى فنحر ، وقال للحالق خذ .." ولأبي داود " رمى ثم نحر ثم حلق " .

95. أن يحلق الجهة اليمنى من رأسه ثم اليسرى : كما جاء في صحيح مسلم وغيره عن أنس رضي الله عنه قال " لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة نحر نسكه ثم ناول الحالق شقه الأيمن " .
وجاء في بعض الروايات الاخرى قال " خذ من هاهنا وأشار إلى شقه الأيمن " .
فائدة : قال ابن القيم الذي حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو معمر بن عبدالله.
فائدة : قال ابن القيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق قلم أظافره . رواه الإمام أحمد .

96. أن يكون طواف الإفاضة بعد الحلق ( أي الترتيب ) ( إن تيسر ذلك ) : كما جاء صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت ..." وهذا بعد الحلق بالإجماع .
تنبيه :رمي جمرة العقبة والنحر والحلق وطواف الإفاضة ،كلها فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر.

97. أن يتطيب بين التحللين : كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت " .

98. أن لا يرمل في طواف الإفاضة : كما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الها عنهما قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طاف بالبيت الطواف الأول خب ثلاثاً ومشى أربعاً ".خاص بالطواف الأول ( القدوم ). أيضا : لم يرد دليل بأنه رمل في طواف الإفاضة والوداع .

99. أن لا يضطبع في طواف الإفاضة : لم يرد دليل أنه اضطبع في طواف الإفاضة . قال النووي في شرح مسلم : واتفق العلماء على أنه لايشرع في طواف الإفاضة رمل ولا اضطباع .
فائدة : قال النووي في شرح مسلم : واعلم أن طواف الإفاضة له أسماء : يقال له " طواف الزيارة ، وطواف الفرض والركن ،وسماه بعض أصحابنا طواف الصدر ، وأنكره الجمهور ، قالوا : إنما طواف الصدر طواف الوداع . والله أعلم .

100. أن يشرب من ماء زمزم بعد طواف الافاضة: كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعاً وفيه " ثم أتى زمزم بعد أن قضى طوافه وهم يسقون فقال : لولا أن يغلبكم الناس لنزلت فسقيت معكم " ثم ناولوه الدلو فشرب وهو قائم " .

101. أن يرمي الجمار بعد الزوال مباشرة ( إن تيسر ذلك) : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر قال " كنا نَتَحَيَّن ، فإذا زالت الشمس رمينا " .

102. أن تكون الحصى مثل الخذف ( عند رمي الجمار ) : كما جاء في صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً وفيه " فرماها بسبع حصيات كل حصاه مثل حصى الخذف ".

103. أن يكبر مع كل حصاه ( عند رمي الجمار ) : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما " أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاه " وفي آخره يقول ابن عمر " هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ".

104. أن يتقدم ويستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الصغرى : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه " ثم يتقدم فيستقبل القبلة " .

105. أن يرفع يديه للدعاء : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه " ثم يدعو ويرفع يديه "

106. أن يطيل الدعاء : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه " ثم يدعو ويرفع يديه طويلاً ".

فائدة : جاء عند ابن أبي شيبة بإسناد صحيح كما قال الحافظ في الفتح عن عطاء قال :" كان ابن عمر يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ سورة البقرة " .

107. بعد رمي الجمرة الوسطى يأخذ ذات الشمال ويجعلها عن يمينه : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه " ثم يرمي الوسطى ، ثم يأخذ ذات الشمال " .

فائدة : رمي الجمرة الاولى ليس فيه تحديد الاتجاه بعد الرمي ( أي لم يحدد هل يأخذ ذات اليمين أم ذات الشمال – لم يرد فيها شيء – )

108. أن يتقدم ويستقبل القبلة : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه " ثم يتقدم فيستقبل القبلة " .

109. أن يرفع يديه للدعاء :كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه "ثم يدعو ويرفع يديه "

110. أن يطيل الدعاء : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه " ثم يدعو ويرفع يديه طويلاً ".

فائدة : قد تضمنت حجة النبي صلى الله عليه وسلم ست وقفات للدعاء :
1. على الصفا . 2. على المروه . 3. بعرفه
4. بمزدلفه . 5. عند الجمرة الصغرى. 6. عند الجمرة الوسطى.

111. أن يرمي الجمرة العقبة من بطن الوادي : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه " ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي " أي يجعل منى عن يمينه ومكة على يساره.

112. لا يدعو بعد رمي الجمرة الكبرى : كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعاً وفيه "ولا يقف عندها " .
فائدة : قال ابن القيم التعليل في ترك الدعاء بعد العقبة : قيل لضيق المكان بالجبل . وقيل وهو الاصح : أن دعاءه كان في نفس العباده قبل الفراغ منها .

113. الصلاة بمنى أيام التشريق : كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعاً وفيه " فمكث بها أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زاغت الشمس " ظاهر الحديث أنه يصلي بمنى أيام التشريق .والله أعلم.

114. أن يجلس حتى اليوم الثالث عشر ( أي التأخير هو السنة )( إن تيسر ذلك ) :
كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعاً وفيه " أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الظهر ثم رجع إلى منى ، فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس "
فائدة : قال ابن القيم : ولم يتعجل النبي صلى الله عليه وسلم بل أكمل حتى رمى أيام التشريق الثلاثة

115. ذكر دعاء القفول من الحج والعمرة : كما جاء في صحيح البخاري باب : ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من الغزو أو الحج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، آيبون ، تائبون ، عابدون ، ساجدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر الله وعبده ، وهزم الأحزاب وحده " .

كتبه /
أبو مجاهد ناصر بن رفيع الشمري
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين



سـ 115ـنة من سنن الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 09:11 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
الحج شعار الوحدة والتوحيد..

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

لقد جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس، ومهوى لأفئدة المسلمين، ومحطاً لأنظارهم ومحلاً لشوقهم وحنينهم، وقبلة لهم في حياتهم وبعد مماتهم. وفي هذه الأيام تتجه الأنظار، وترنو الأبصار، وتنجذب الأفئدة، وتشتاق النفوس المؤمنة إلى هذه البقعة المباركة، التي رفع الله شأنها، وأعلى مكانها، وفرض على المسلمين زيارتها، والوقوف في مشاعرها وعرصاتها، وضاعف أجر العمل فيها، وميزها على سائر بقاع الأرض، وجعلها قبلة للمسلمين في كل أنحاء العالم.
وها هي قوافل الحجيج وطلائع وفود الرحمن تتقاطر على البيت العتيق من كل فج عميق، وتفد إليه من أصقاع الأرض البعيدة والقريبة، مئات الألوف من المسلمين تؤم هذا البيت الحرام، ترفعهم النجاد وتحطهم الوهاد، وتحملهم السيارات والطائرات، والسفن والباخرات، وتزدحم بهم الموانئ والمطارات، يدفعهم الإيمان ويحدوهم الشوق والحنين، ويحفزهم الأمل للفوز بالمغفرة والرضوان. جاءوا تلبية لدعوة الله التي أذّن بها إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام منذ آلاف الأعوام كما قال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}.
ومنذ انطلقت تلك الدعوة المباركة والقلوب تهفو إلى البيت العتيق، والحجاج يتوافدون عليه في كل عام. فلله در تلك الجموع المؤمنة وقد جاءت مهرولة إلى طاعة الله، راغبة في ثوابه، خائفة من عقابه، تعاهد الله على الالتزام بدينه والبعد عن معصيته ومخالفته.
لله درها وقد تجردت من ثيابها ولبست ثياب الإحرام وكأنها تخلع عنها ثياب العصيان والإجرام، وتعلن الاستجابة لله تعالى، وترفع عقيرتها بتوحيده وطاعته وإخلاص العبادة له، وتجأر إليه بالتلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
فهذا البيت هو عنوان التوحيد، ومهوى أفئدة الموحدين من الحجاج والمعتمرين، والطائفين والعاكفين والركع السجود، وقد جعله الله تعالى قياماً للناس، به تقوم أحوالهم الدينية والدنيوية، كما قال تعالى: {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ} فلولا وجود بيته في الأرض، وعمارته بالحج والعمرة، وأنواع التعبدات، لآذن هذا العالم بالخراب، ولهذا كان من أمارات الساعة وأشراطها هدمه بعد عمارته، وهجره بعد صلته وزيارته، لأن الحج والعمرة والركوع والسجود، مبناها على التوحيد الذي هو أساس الدين وقاعدة الشريعة، فإذا نسي التوحيد، هجر البيت، وتركت الصلاة والحج وسائر التعبدات.
ويدلك على أن هذا البيت أقيم على التوحيد وله: أنه ما إن يدخل الحاج والمعتمر في النسك حتى يرفع صوته بالتوحيد، ويعلن الانقياد لله تعالى والاستجابة له وحده، قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وهو يحكي حجة النبي صلى الله عليه وسلم: "فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد" [رواه مسلم كتاب الحج – باب حجة النبي حديث رقم 1218] ويعني بذلك التلبية، لأن قول الملبي: لبيك اللهم لبيك، معناه: أفعل هذا تلبية لدعوتك، وانقياداً لأمرك، وإجابة لك بعد إجابة في جميع الأحكام، وعلى مر الليالي والأيام، فهذا التزام بالعبودية والتوحيد، وتكرير لهذا الالتزام بطمأنينة نفس وانشراح صدر، ثم يليه نفي الشريك عن الله تعالى، وإثبات جميع المحامد له.
وهذا هو حقيقة التوحيد الذي بني من أجله هذا البيت، قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.
فللتوحيد أقيم هذا البيت، وعليه أسس منذ أول لحظة: {أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} فهو بيت الله وحده دون سواه وهو محل عباده الموحدين من الطائفين والقائمين والركع السجود, فهؤلاء هم الذين أنشئ لهم هذا البيت، لا لمن يشركون بالله ويتوجهون بالعبادة إلى من سواه.
ولهذا كان المشروع لقاصدي هذا البيت من الحجاج والمعتمرين: أن يبدأوا نسكهم بالتلبية بالتوحيد، حتى يشرعوا في الطواف، ثم يفتتحوا طوافهم بالتكبير والذكر والدعاء والتوحيد، فإذا فرغوا من طوافهم صلوا خلف مقام إبراهيم ركعتي الطواف يقرؤون فيهما بعد الفاتحة بسورتي التوحيد: الإخلاص، والكافرون.
ثم يشرعون في السعي وكلما وقفوا على الصفا أو المروة توجهوا إلى القبلة فكبروا وأهلوا بالتوحيد، واجتهدوا في الدعاء، وهكذا حالهم حين يدفعون إلى عرفات ويقفون في صعيدها الطاهر مستقبلين القبلة، مهللين ومكبرين، وداعين مبتهلين، وهكذا يفعلون حين يفيضون من عرفات ويقفون عند المشعر الحرام، وحين يتوجهون إلى منى، وحين يذبحون هديهم، وحين يرمون الجمرات، وحين يقضون مناسكهم ويهمون قافلين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله" [أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي في الحج وقال حديث حسن صحيح ].
فهي شرعت لتأكيد التوحيد وتجديده، وإقامة ذكر الله وتمجيده، لا ذكر أحد من عبيده، ولو كان نبياً أو ملكاً أو ولياً!! ويقول عليه الصلاة والسلام: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" [أخرجه الترمذي في الدعوات والحديث صحيح بمجموع شواهده].
فبين أن أفضل الدعاء هو الدعاء في هذا اليوم العظيم، وبين أن خير ما قاله هو والأنبياء جميعاً قبله هو كلمة التوحيد، وقال الله تعالى مذكراً بأن الحج إنما شرع لذكره وحده، وتوحيده بالعبادة دون سواه: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} فالحج كله بجميع مناسكه وشعائره، ومن بدايته إلى نهايته توحيد وتمجيد، وذكر ودعاء، وإخلاص لله تعالى.
ولهذا كان من أوجب الواجبات على الحاج والمعتمر: أن يحقق التوحيد لرب العالمين، وأن يخلِّص عبادته من شوائب الشرك والرياء والسمعة.
وقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين أحرم بالحج أنه قال: "اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة" [أخرجه ابن ماجه في المناسك، وهو أيضا عند الترمذي في الشمائل وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة].
ومما يؤسف له حقا أن بعض الحجاج ـ هداهم الله ورزقهم البصيرة في الدين ـ يقعون في الشرك الأكبر وهم لا يشعرون، فتجدهم يستغيثون بأصحاب القبور، ويدعون الأموات، ويسألونهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، سواء أكانوا من الأنبياء أم الصالحين أم غيرهم ممن اتخذت قبورهم مزارات ومشاهد يطاف بها كما يطاف بالكعبة المشرفة، ويتبرك بتقبيلها والتمسح بها كما يفعل بالحجر الأسود، وينذر لها كما ينذر لله رب العالمين، وتقدم لها القرابين والذبائح، ويحلف بها تعظيماً لها، ويعتقد فيها القدرة على الضر والنفع، والعطاء والمنع، والدفع والرفع، وتخاف وترجى، وتحب وتعظم، بل لربما كان تعلق هؤلاء بها وحبهم لها أشد من تعلقهم بالله وحبهم له، ورجاؤهم لها وخوفهم منها أعظم من رجائهم لله تعالى وخوفهم منه، ولا أدل على ذلك من أن بعضهم ربما حلف بالله مائة يمين وهو كاذب، فإذا قيل له: احلف بالحسين أو أحمد البدوي أو العباس أو علي أو العيدروس أو الجيلاني أو ابن عربي أو السيدة فلانة أو السيد الفلاني، خاف ونكل، واحمر وجهه واصفر!! وربما برر خوفه من هؤلاء أكثر من خوفه من الله بأن فلاناً قصام الظهور، أو قطاع الرقاب!! وهكذا زين الشيطان لهؤلاء محبة هذه القبور وتعظيمها وخوفها ورجاءها أكثر من محبتهم لله وتعظيمهم له، ورجائهم لثوابه وعطائه وخوفهم من غضبه وعقابه، بل بلغ الحال ببعضهم أنه عندما تتعثر قدمه أو يشتد عليه الزحام حين الطواف بالبيت أو بين الصفا والمروة أو في منى أو مزدلفة أو عرفات يتجه قلبه مباشرة إلى من يعظمه من أصحاب هذه القبور، ويستغيث به من دون الله: يا سيدي فلان، أو يا سيدتي فلانة!! ولو أن شخصاً كان بحضرة ملك من ملوك الدنيا استغاث بغيره لعده الملك مستهيناً به، مستصغراً لشأنه، ولطرده من مجلسه ومقته، فكيف بملك الملوك سبحانه، وهو الذي له الخلق والأمر، وبيده مقاليد السموات والأرض!!
والعجب من هؤلاء أنهم يبررون شركهم بالله وعبادتهم لأصحاب القبور بقولهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، {هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}. وهذا هو منطق الجاهلية الأولى، وهو نفس ما كان يدعيه المشركون الأوائل.
والفرق بين هؤلاء وأولئك: أن مشركي العرب كانوا يعبدون أصناماً صنعوها بأيديهم من خشب أو فخار أو تراب، وهؤلاء يعبدون قبوراً لبعض الصالحين أقاموا عليها الأبنية والقباب، وزينوها بالذهب والفضة، والأنوار والقناديل.
وثمة فرق آخر: وهو أن أولئك كانوا مقرين بشركهم، وكانوا يقولون في التلبية بالحج والعمرة: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك"، وكانوا يأبون أن يقولوا: لاإله إلا الله، ويقولون متعجبين مستنكرين: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، لأنهم يعلمون معناها، وأنها تعني وجوب إخلاص العبادة لله، وتحريم صرف أي شيء منها لغيره، لاصنم، ولا شمس ولا بقر ولا حجر ولا نبي ولا ملك ولا حي ولا ميت ولا قبر ولا طاغوت، فلا معبود بحق إلا الله، أما هؤلاء فإنهم يقولون: لا إله إلا الله، ويعبدون غير الله، ويقولون: محمد رسول الله، ويهتدون بغير هديه، ويستنون بغير سنته، ويرددون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ثم يشركون بالله ويصرفون أنواعاً من العبادة لغيره، بل ويستغيثون بغير الله وهم يطوفون ببيته ومتلبسون بالحج والعمرة له، وحالهم كما قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}، فهم يرددون الشهادتين، ولا يفقهون معناهما، أو يفقهونه ولا يعملون بمقتضاه، فأفعالهم تناقض ما تنطق به ألسنتهم، ويشركون بالله وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
والشرك: هو صرف شيء من العبادة لغير الله، ومن أعظم العبادات وأحبها إلى الله: الدعاء والاستغاثة والاستعانة فلا يجوز أن يدعى غير الله ولا أن يستغاث ويستعان بغيره فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه، كما قال عز وجل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك. وفي حديث ابن عباس المشهور: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله" [أخرجه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الألباني كما في صحيح الجامع]وأمر الله عباده بأن يدعوه دون سواه، وتوعدهم إن استكبروا عن دعائه فقال عز من قائل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، والملاحظ أنه الله تعالى جعل الدعاء عبادة فقال: {ادْعُونِي} ثم قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} أي: دعائي، مما يدل على أن الدعاء هو حقيقة العبادة ولبها، وفيه يتحقق كمال الحب والتعظيم، والخوف والرجاء، وهذه هي أركان العبادة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هوالعبادة"[أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح أبي داود].
وأمر الله تعالى لنا بدعائه، وهو الكريم المنان الذي بيده خزائن السموات والأرض من أعظم نعمه علينا، ومن تمام نعمته وعظيم منته: أن أذن لنا بسؤاله مباشرة، من دون شفيع ولا واسطة، فقال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
فإذا كان ربنا عز وجل يأمرنا بأن نسأله كل ما أحببنا، متى شئنا وأين كنا، فلماذا نستغيث بغيره، ولماذا نسأل غيره من هؤلاء المخلوقين المساكين، بل الأموات الهالكين، الذين لا يملكون حولاً ولا طولاً، ولا نفعاً ولا ضراً، ولا حياة ولا نشوراً.
وإذا كان الله تعالى يقول لأفضل خلقه، وأكرم رسله، وأحظاهم بفضله وعطائه: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} هذا يوم كان حياً يرزق عليه الصلاة والسلام، والوحي يتنزل عليه من السماء، فكيف إذاً بغيره من الصالحين والأولياء، بل الأموات الذين هم تحت أطباق الثرى، وهم جميعهم حيهم وميتهم دونه بمراحل كثيرة، فليس لهم من أمر الكون شيء، ولا يعلمون من علم الغيب شيئاً، ولا يملكون من خزائن الله نقيراً ولا قطميراً!!
ولهذا توعد الله تعالى من يدعو غيره، وجعل ذلك من أفعال الكافرين فقال: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}، فكما أنه لا يجوز للمسلم أن يسجد لغير الله، فإنه لا يجوز له كذلك أن يدعو غيره أو يستغيث به أو ينذر أو يذبح له، أو يعتقد فيه القدرة على الضر والنفع، والعطاء والمنع، والدفع والرفع، والتصرف في الكون، فكل هذا من الشرك الأكبر المخرج من الإسلام، المحبط لصالح الأعمال، وكل ذنب قد يغفره الله تعالى إلا الشرك، فإنه لا يغفر لصاحبه، قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، فمن مات مشركاً بعد أن قامت عليه الحجة فإنه مخلد في النار، وحرام عليه رائحة الجنة: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} وبين سبحانه أن الشرك محبط لثواب الأعمال الصالحة ومانع من قبولها، فلا ينفع مع الشرك صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج، ولا عمل صالح ألبتة، كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وحاشاه عليه الصلاة والسلام أن يشرك بالله، وهو داعية التوحيد وإمام الموحدين، لكن هذا بيان لشناعة الشرك، وأنه لو صدر هذا الشرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحبط عمله وكان من الخاسرين.
وبين سبحانه في آيات كثيرة من كتابه أن هؤلاء الأموات مهما بلغوا من الصلاح والاستقامة فإنهم لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، وبين أنه لا أحد أضل ولا أخسر ممن يدعوهم من دونه فقال: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ}، وأكد في آية أخرى أن هؤلاء المعبودين لا يملكون رفع الضر أو دفعه، ولا حتى تحويله أو تخفيفه: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً}، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}، فهم لا يسمعون من يدعوهم ويستغيث بهم، ولو قدر أنهم سمعوهم لم يستطيعوا أن يغيثوهم أو يستجيبوا لهم، أو ينفعوهم بأي شيء ولو كان شيئاً حقيراً كالقطمير، وهو القشرة الشفافة التي تحيط بنواة التمر، ولو كان بيدهم خير لنفعوا أنفسهم، وقاموا من قبورهم، فهم لا يملكون لأنفسهم فضلاً عن غيرهم نفعاً ولا ضراً، ثم الطامة الكبرى، والرزية العظمى: أنهم سيتبرؤون يوم القيامة ممن كان يدعوهم ويشرك بهم: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ}، وتأمل كيف يصور الله حالهم في الآخرة حتى كأنا نراهم رأي العين، حين يسقط في أيديهم، وتأكل الحسرة قلوبهم، فيندمون ولات ساعة مندم: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}.
أما كون الحج شعاراً للوحدة بين المسلمين، فإنها تتضح في أجلى صورها ومعانيها في هذا الركن العظيم الذي يتكرر كل عام، ويجتمع له الملايين من المسلمين من شتى بقاع المعمورة، ويمثّلون فيه أمة الإسلام على اختلاف أجناسها، وبلدانها، وألوانها، ولغاتها. يجتمعون في مكان واحد، وفي زمان واحد، وفي لباس واحد، ويؤدون نسكًا واحدًا، ويقفون في المشاعر موقفًا واحدًا، يعلنون فيه توحيدهم لرب العالمين، وخضوعهم لشريعته، وتوحدهم تحت لوائه ورايته، ويعلنون للعالم كله بأنهم أمة واحدة، وإن نأت بهم الديار، وشطت بهم الأمصار، يؤدون مناسك الحج، ويقفون في عرصات مكة ومشاعرها، حيث تتلاصق الأبدان، وتتعارف الوجوه، وتتصافح الأيدي، وتتبادل التحايا، وتتناجى الألسن، وتتآلف القلوب، يلتقون على وحدة الغاية والوسيلة.
وأي وحدة أبلغ وأعمق من وحدة الحجاج وهم يقفون في صعيد عرفات، حاسري الرؤوس، مكتسين بالبياض، لا فرق بين غني وفقير، وأمير ومأمور، وكبير وصغير، وعربي وعجمي، كلهم سواسية كأسنان المشط، وكلهم متوجهون إلى الله ذليلين خاشعين، يبتغون إلى ربهم الوسيلة، ويرجون رحمته، ويخافون عذابه، وكذلك هو حالهم في الطواف والسعي، والمبيت بمزدلفة ومنى، وعند ذبح الهدي ورمي الجمرات، وهو حالهم حين يصلون صلاة الجماعة في تلك العرصات، أو في المسجد الحرام، يصلون خلف رجل واحد هو الإمام، ويناجون ربًا واحدًا هو الله، ويتلون كتابًا واحدًا هو القرآن، ويتجهون إلى قبلة واحدة هي الكعبة البيت الحرام، ويؤدون أعمالاً واحدة من قيام وقعود، وركوع وسجود.
وحدة نفذت إلى اللباب ولم تكتف بالقشور، وحدة في النظرة والفكرة، وحدة في الغاية والوجهة، وحدة في القول والعمل، وحدة في المخبر والمظهر، وحدة يشعرون فيها بروح الآية الكريمة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.
في تلك الشعائر والمشاعر تختفي فوارق المكانة والثروة والجنس واللون، ويعم الأرجاء جوّ قشيب مهيب من الإخاء والصفاء، والمودة والمحبة، وإنه لأيم الحق لنعمة كبرى أن يكون في مكنة الإنسان التمتع بجو من السلام التام وسط عالم يسوده الصراع والانفصام.. وبجو من المساواة على حين يكون التباين هو النظام السائد.. وبجو من المحبة والألفة في معمعة الأحقاد الدنيوية، والتنابذات والخصومات التي تزدحم بها الحياة العصرية.
لقد فرض الله الحج على المسلمين في وقت محدد من كل عام، وفي مكان واحد ومشاهد واحدة، ليحجوا مجتمعين لا متفرقين، فيشعروا بالوحدة والأخوة، وجعل حجهم في أطهر بقعة وأقدس مكان، وفي عشر ذي الحجة التي هي أفضل أيام الزمان، لكي يشعروا بقدسية المكان والزمان والحال، فيعرفوا مكانتهم بين الأمم، ويستشعروا نعمة الله عليهم بهذا الدين القويم، ونعمته عليهم بأن ألف بين قلوبهم وجعلهم إخوة متحابين. وكل ذلك يكوّن فيهم الشعور العام بأنهم أمة واحدة، وجسد واحد.
كما أن الحج فرصة ثمينة ليلتقي العامة بالعلماء الربانيين، فينهلوا من علمهم، ويستنيروا برأيهم، وفرصة ليلتقي الكثير من علماء المسلمين بعضهم مع بعض، فيتعارفوا ويتذاكروا، ويتدارسوا ما يهمهم من مسائل العلم والفقه في الدين، ويتعرفوا على أحوال المسلمين وسبل النهوض بهم. وهو فرصة كبيرة ليلتقي زعماء المسلمين وقادة الرأي والسياسة فيهم ليتشاوروا ويتعاونوا على ما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين.
فالحج بحق هو شعار الوحدة والتوحيد!! فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.


الحج شعار الوحدة والتوحيد

صمتي مهابه 10-15-2010 09:13 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
همسات الى حجاج البيت الحرام..

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

لبَّيْكَ اللهمَّ لبيك .. لبَّيك لا شريك لك ..
لبَّيكَ حجةً حقاً .. تذلُّلاً ورقَّاً ..
لبَّيكَ وسَعَديْك .. والخيْرُ بيَديْك .. والرَّغباءُ والعملُ إليك .. الهمسةُ الأولى : أيُّها الحاجُّ المُبارك .. يا من أكرمكَ الله – سبحانه وتعالى – بالعزمِ على أداء الحجِّ لهذا العام .. يا منِ اصطفاكَ الله لتقفَ بينَ يديه .. واختاركَ لِتــفِدَ عليه .. هلاَّ أعدَدتَ قلبكَ وعنِ الشرِّ انتهيْت .. وهيَّأتَ نفسك وتزوَّدتَ .. (( وتزوَّدوا فإنَّ خير الزادِ التقوى )) ، (( ومن يُعظِّم شعائرَ اللهِ فإنها من تقوى القلوب )) .

الهمسةُ الثانية :
أخي الحاجّ .. في الحج .. اُسكُبِ العطرَ الحلال ( دموع الندمِ و التوبة ) .. وأقبِلْ على ربَّك بقلبٍ خاشع .. أقبِل عليهِ إقبالَ الذَّليلِ الخاضع .. فإنَّ في القلوبِ شعثاً لا يُلِمُّها إلا الإقبالُ عليه .. وإنَّ للحُجَّاجِ عند ربِّهم وعداً : { أُشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم } .. فاحرِص على الحصولِ عليه .

الهمسةُ الثالثة :
أيُّها الحاجُّ الكريم : في يومِ عرفة تُسكَبُ العبَرَات .. وتتنزلُ الرحمات .. وتفيضُ العطايا والهِبات .. وتُمنَحُ الهدايا والشهادات .. فتعرَّض إليها بحُسنِ العمل .. واحرِص عليها بإخلاصِ القصدِ والأمل .. ففي المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبرا .. ) .

الهمسةُ الرابعة :
أخي الحاج .. احرص على اغتنام لحظاتك وأوقاتك .. وتجنب اللَّغط واللغو .. ولْيكن شعارك : ( فلا رفَثَ ولا فسوقَ ولا جدال في الحج ) فإنما هي أيامٌ معدودات .. ثم ترجعُ بجائزة ( رجع من ذنوبه كيومِ ولدته أمه ) .. ولْيكن حجُّكَ خالصاً من الجدالِ والمِراء .. وأكثر من ذكرِ ربِّكَ لينشرِحَ قلبُك (( إنَّ الحسناتِ يُذهبنَ السيِّئات )) .

الهمسةُ الخامسة : يا من أصرَّ على الذنوبِ والآثام .. واقترفَ الكبائرَ والعِظام .. ألاَ تخشى أن يُقالَ لك : لا لبيَّكَ ولا سَعديْك .. وحجُّك مردودٌ عليْك .. فعاهد نفسكَ من الآن على تركِ كلِّ ذلك .. فإنها فرصتُكَ الآن .

يا راحلين إلى منى بقيادي *** هيجتمُ يوم الرحيلِ فؤادي
سرتم مسار دليلكم يا وحشتي *** والعِيسُ أطربني وصوتُ الحادي
ويلوحُ لي ما بين زمزم و الصفا *** عند المقامِ سمعتُ صوت منادي
من نال من عرفات نظرة ساعةٍ *** نال السرور و نال كل مرادِ
الهمسةُ السادسة : رافِق أهل الصلاحِ والدعوةِ والعلم ، وكن قريباً منهم ، فإنهم زادُك ، إذا أخطأت قوَّموك ، وإن زللتَ أرشدوك ، وإذا تكاسلتَ نبَّهوك ، فاحرِص عليهم ، فإنهم أغلى من الذهبِ في هذه الأيام .

الهمسةُ السابعة : لا تترُكِ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكر ، ولْيكن ذلكَ برفقٍ وحلمٍ ولين .. والدالُّ على الخير كفاعله ، (( وما تفعلوا من خيرٍ يعلمْهُ الله )) .. قال شجاع بن الوليد : " كنتً أحجُّ مع سفيان ؛ فما يكادُ لسانه يفترُ من الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكر ذاهباً وراجعاً " .

الهمسةُ الثامنة : أخي الحاج .. وأنتَ تلبسُ ملابس الإحرام تذكَّرُ حينما تكونُ وحيداً في كفنِكَ الأبيض ، فاليومَ عملٌ ولا حساب ، وغداً عرضُ كتابٍ وحساب .. فماذا أعددت ؟

الهمسةُ التاسعة :
أيُّها الحاجُّ الفاضل .. قبلَ أن تذهبَ إلى أداءِ هذه المناسك .. اِحرص على التفقُّهِ والتعلَّم في أحكامها ومقاصدها ، وأوصيكَ باتِّباع السُّنةِ في أقوالِكَ وأفعالِك (( وما آتاكمُ الرسولُ فخذوه )) ، { خُذوا عنِّي مناسِكَكم } .

الهمسةُ العاشرة :
وبعدَ الحجّ (( إن الحسناتِ يُذهبْنَ السيِّئات )) ، ومن علامةِ قبولِ الطاعةِ فعلُ الطاعةِ بعدها ، ولا تكنْ كالذي نقَضت غزلها من بعدِ قوّةٍ أنكاثاً ، واحفظ حسناتِك ، ولا تُضيِّع ما اكتسبته من طاعاتٍ في هذا الموسمِ بالعودةِ إلى السيِّئات وملازمةِ المنكرات ، تقبَّل اللهُ منِّي ومنك ، وهداني وإياك سواءَ السبيل .


بقلم : عبد الرحمن بن محمد السيد
23/11/1429 هـ


10 همسات إلى حُجَّاجِ البيتِ الحرام

صمتي مهابه 10-15-2010 09:18 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
بشريات للمشتاقين الى حج البيت...

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا . ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له . ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [1]
استجاب إبراهيم لأمر ربه وهو في صحراء قاحلة ليس فيها أحد (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج:27) وقف إبراهيم و نادي على جبل أبي قبيس يا أيها الناس إن ربكم بني بيتا وأوجب عليكم الحج إليه فأجيبوا ربكم والتفت بوجهه يمينا وشمالا وشرقا وغربا فأجابه كل من كتب له أن يحج من أصلاب الرجال وأرحام الأمهات لبيك اللهم لبيك (يأتوك رجالا) مشاة جمع راجل (وعلى كل ضامر) أي بعير مهزول وهو يطلق على الذكر والأنثى (يأتين) أي الضوامر حملا على المعنى (من كل فج عميق) طريد بعيد واستجاب الله لدعائه
(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (ابراهيم:37) فها هي قلوب المؤمنين تهوي إليه كم دعا نبي الله إبراهيم
عباد الله
إخوانكم في هذه الأيام عقدوا الإحرام ، ملئوا الفضاء بالتلبية والتكبير والتهليل والإعظام ، وقد ساروا وقعدنا ، ولو كان لنا معهم نصيب سعدنا ، وسيقفون بعرفه فيا لها من فرحة ، ويبيتون بمنى ، فيا لها من مني .
رأى بعض الصالحين الحجيج في وقت خروجهم فوقف يبكي ويقول: فـقلت: دعوني واتباعي ركابكم أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟!!
ثم أنشد قائلاٍ

جسمي معي غير أن الروح عندكمُ *** فالجسم في غربة والروح في وطنِ

وا شوقــــاه إلي الحج

كيف لا أشتاق إلي الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام
وقد قال صلي الله عليه وسلم " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وايتاء الزكاة وصوم رمضان ، وحج البيت ) متفق عليه

كيف لا أشتاق إلي الحج وهو المتمم لأعمال الإيمان
سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم : أي العمل أفضل ؟ قال " إيمانٌ بالله ورسوله " قيل ثم ماذا ؟ " قال الجهاد في سبيل الله " قيل ثم ماذا ؟ " قال حج مبرور " متفق عليه

كيف لا أشتاق إلي الحج وقد قال صلي الله عليه وسلم " من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه رواه البخاري عن أبي هريرة

كيف لا أشتاق إلي الحج وقد قال صلي الله عليه وسلم
" الحج يهدم ما قبله " رواه مسلم

كيف لا أشتاق إلي الحج وقد قال صلي الله عليه وسلم
" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " رواه أحمد عن جابر

كيف لا أشتاق إلي الحج وقد قال صلي الله عليه وسلم
" تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد " رواه أحمد وصححه الألباني

كيف لا أشتاق إلي الحج وقد قال صلي الله عليه وسلم
" ثلاثة في ضمان الله عزوجل رجل خرج إلي مسجد من مساجد الله . ورجل خرج غازياً في سبيل الله ، ورجل خرج حاجاً " رواه أبو نعيم فى الحلية وصححه الألباني

كيف لا أشتاق إلي الحج وقد قال صلي الله عليه وسلم
" الغازي في سبيل الله عزوجل والحاج والمعتمر وفد الله ، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم " رواه ابن ماجة وصححه الألباني

كيف لا أشتاق إلي الحج وتاركه خمس هو المحروم.
قال صلي الله عليه وسلم ، قال الله عزوجل " إن عبداً أصححت له جسمه , وأوسعت عليه في المعيشة ، يمضي عليه خمس أعوام لا يفد إلي لمحروم " رواه أبو يعلي وابن حبان وصححه الألباني

كيف لا أشتاق إلي الحج وقد قال صلي الله عليه وسلم
" ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر إلا بشر بالجنة "
رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني في صحيح الجامع 5445

كيف لا أشتاق إلي الحج وهو إلي بيت الله الذي وقد طهره وطيبه لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
قال تعالي{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }الحج26

وهو مثاب الناس وأمنهم كما قال تعالي
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125

وهو من شعائر الله قال تعالي
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }البقرة158

وهو فريضة الله علي عباده
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }آل عمران97

وبه قيام أمر الناس في معاشهم ومعادهم
{جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }المائدة97

وهو البيت العتيق
{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }الحج29

وهو شريف مشرف
{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ }قريش3

كيف لا أشتاق إلي الحج ورؤية الحجر واستلامه شهادة بالإيمان
وقد قال صلي الله عليه وسلم" ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسانٌ ينطق به ، يشهد علي من استلمه بحق " رواه ابن ماجة والترمذي وصححه الألباني
وله ذلك ألم يقل النبي صلي الله عليه وسلم في حقه "كان الحجر الأسود أشد بياضاً من الثلج حتي سودته خطايا بني آدم " رواه الطبراني وصححه الألباني
وله ذلك ألم يقل النبي صلي الله عليه وسلم في حقه" الحجر الأسود من الجنة "رواه أحمد عن أنس

كيف لا أشتاق إلي الحج والركن والمقام يا قوتتان من يواقيت الجنة
قال صلي الله عليه وسلم " الركن والمقام يا قوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ، ولو لم يطمس نورهما لأضأتا ما بين المشرق والمغرب " رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني

كيف لا أشتاق إلي الحج ومسح الحجر والركن يحطان الذنوب حطا
قال صلي الله عليه وسلم " إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الذنوب حطا" رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني 2190 صحيح الجامع

كيف لا أشتاق إلي الحج وفيه الطواف بالبيت
وقد قال صلي الله عليه وسلم " من طاف بهذا البيت أسبوعاً ( يعني سبعاً ) فأحصاه كان كعتق رقبة لا يضع قدماً ولا يرفع أخري إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له حسنه "
رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني

كيف لا أشتاق إلي الحج وفيه زمــــــــزم
وقد قال صلي الله عليه وسلم"خير ماء علي وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام طعم وشفاء سقم " رواه الطبراني في الأوسط والكبير وابن حبان وصححه الألباني

كيف لا أشتاق إلي الحج وفيه الوقوف بعرفه
عن عائشة قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء . رواه مسلم .
و عن بلال بن رباح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : غداة جمع يا بلال أسكت الناس أو أنصت الناس ثم قال" إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطي محسنكم ما سأل ادفعوا باسم الله" رواه ابن ماجة الشيخ الألباني : صحيح

كيف لا أشتاق إلي الحج وفيه يوم النحر
يوم الشعائرقال تعالي ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (الحج:36) يوم تقوي القلوب وقال تعالي ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32) يوم العظة والعبرة يوم الفداء والإستجابة
قال تعالي
(( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (112)

كيف لا أشتاق إلي الحج وفيه الدعـاء للمحلقين والمقصرين من رسولنا الأمين.
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع اللهم "ارحم المحلقين . قالوا والمقصرين يا رسول الله ؟ قال اللهم ارحم المحلقين . قالوا والمقصرين يا رسول الله ؟ قال والمقصرين " ( متفق عليه)

أخي الحبيب سير القلوب أبلغ من سير الأبدان ، فكم من واصل إلي البيت ببدنه وقلبه منقطعٌ عن رب البيت ، وكم من قاعدٍ علي فراشه في بيته وقلبه متصلٌ بالمحل الأعلى .

جسمي معي غير أن الروح عندكمُ *** فالجسم في غربة والروح في وطنِ

بشري لمن حبسهم العذر

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء . رواه البخاري .
. وفي رواية : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد " رواه أحمد،
هناك من الأعمال مايقوم مقام الحج والعمرة لمن عجز عنهما، بالجزاء لا بالأجزاء
(إنما الأعمال بالنيات)، فليست العبرة بأعمال الجوارح فقط، وإنما الاعتبار بلين القلوب وتقواها وتطهيرها من الأدران والآثام!!!. سفر الدنيا يقطع بسير الأبدان.. وسفر الآخرة يقطع بسير القلوب مع الأبدان.. وليس الشأن أن تقوم الليل صافاً قدميك ثم تصبح مع الركب، لكن الشأن كل الشأن أن تبيت في فراشك ثم تصبح وقد سبقت الركب

بشري
إلى مَنْ اشتاقت قلوبهم لخطوات على أرض النبوة ولم يستطيعوا، نذكِّرْهُم وإنْ لم يُحُجُّوا بأعمال مَنْ لم يَحُجّ جلس صاحبي ينظر إلى مشاهد الحجيج في بدايات أعمال الحج وقد تخلَّصوا من أثواب الدنيا ، والوفود تَقْدُمُ من كلِّ بقاع الأرض؛ تلبِّي نداءَ الله تعالى { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى" كل ضامر يأتين من كل فج عميق (27) } (الحج)
وعندما استمع صاحبي إلى هذه الآية لم يستطع أن يتماسك؛ فانهمرت الدموع من عينيه، وأخذ يردِّد ُ:
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك فاقتربت منه مشفقاً،
وفي نفسي مثل ما في نفسه من الشوق إلى الله، والرغبة في تلبية ندائه سبحانه وتعالى
نظر إليَّ صاحبي وهو يمسح دموعه، وقال: هؤلاء مَنَّ الله عليهم من بيننا، ودعاهم إلى بيته
فقلت له: أسأل الله لهم القبول. هل تحب أن تشاركهم؟
قال : نعم
قلت : إليك وإلي الأمة كلها بشربات للمشتاقين


ما يقوم مقام الحج والعمرة عند العجز عنهما

أولا :- نية الحج والعمرة نية خالصة صادقة لله تعالي
كما في الحديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم . وفي رواية إلا شركوكم في الأجر . قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة ؟ قال وهم بالمدينة حبسهم العذر . رواه البخاري .
ووصفهم الله جل وعلا بقوله ( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:92)
صدقوا في الطلب فأعطوا الأجر وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
و في الحديث عن أبي كبشة الأنماري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :-
(( ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عز وجل عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر وأحدثكم حديثا فاحفظوه" إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعمل لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله تعالى علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء . ))‌رواه أحمد والترمذي وقال الألباني صحيح برقم 3024في صحيح الجامع
والقاعدة في ذلك (( المعذور مأجور )) )

ثانياً:- ذكر الله دبر كل صلاه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،‏.‏ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ‏.‏ قَالَ ‏"‏ كَيْفَ ذَاكَ ‏"‏‏.‏ قَالَ صَلَّوْا كَمَا صَلَّيْنَا، وَجَاهَدُوا كَمَا جَاهَدْنَا، وَأَنْفَقُوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، وَلَيْسَتْ لَنَا أَمْوَالٌ‏.‏ قَالَ ‏"‏ أَفَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ، وَلاَ يَأْتِي أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتُمْ، إِلاَّ مَنْ جَاءَ بِمِثْلِهِ، تُسَبِّحُونَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْرًا، وَتَحْمَدُونَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُونَ عَشْرًا " رواه البخاري

ثالثاً؛- صلاه العشاء والغداة(الفجر) في جماعة
عن أبى ذر رضي الله عنه أن أناسا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم فقال النبي صلى : أليس قد جعل الله لكم صلاه العشاء في جماعه تعدل حجه وصلاه الغداة في جماعه تعدل عمره رواه مسلم

رابعا:- صلاه الفجر في جماعه والذكر حتى طلوع الشمس وصلاه ركعتين بعدها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الفجر فى جماعه ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجه وعمرة تامة تامة تامة :
رواه الترمذي عن أنس وصححه الالبانى

خامسا :- حضور الجماعات والمشي الى التطوع
قال رسول الله من مشى إلى صلاه مكتوبة في الجماعة فهي كحجه ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة : رواه احمد وأبو داود وحسنه الألباني من حديث أبي أمامه

سادسا :- شهود العيدين (الفطر والأضحى):
قال ابن رجب قال مخنف ابن سليم وهو معدود من ألصحابه الخروج يوم الفطر يعدل عمره والخروج يوم الأضحى يعدل حجه

سابعا:- الصلاة في مسجد قباء:-
قال صلى الله عليه وسلم " الصلاة في مسجد قباء كعمره " صححه الالبانى
قال صلى الله عليه وسلم" من تطهر فى بيته ثم أتى مسجد قباء فيصلى فيه كان له عدل عمره " صححه الالبانى

ثامناً:- تعليم الخير للناس:-
عن أبي أمامه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من غدا إلي المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته " رواه الطبراني في الكبير وأخرجه الحاكم بلفظ " أجر معتمرٍ تام العمرة "
قال الالباني صحيح برقم 82 صحيح الترغيب والترهيب


عباد الله
* من فاته في هذا العام القيام بعرفه فليقم لله بحقه الذي عرفه:-
* من عجز عن المبيت بمزدلفة فليبت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه
* من لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف
* من لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنى
* من لم يصلى إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فأنه أقرب الى من دعاه من حبل الوريد
* من لم ينب فى هذا اليوم فمتى ينيب ، ومن لم يجب في هذا الوقت فمتى يجيب
* ومن لم يتعرف بالتوبة فهو غريب يا همم العارفين بغير الله لا تقنعي
* يا عزائم الناسكين لجمع أنساك السالكين اجمعي
* يا أسرار المحبين بكعبه الحب طوفي واركعي
*وبين صفاء الصفا والمروة أسعى واسرعى
* وفى عرفات الغرفات قفي وتضرعي
* ثم إلى مزدلفة الزلفى فادفعي
* ثم إلى منى نيل المنى فأرجعي
* فإذا قرب القرابين فقربى الأرواح ولا تمنعي


وكتبه حامداً ومصلياً
راجي عفو ربه المنان أبو عبدان
العربي بن زغلول الدسوقي
ليلة الجمعة المباركة الخامس من ذى الحجة لعام 1428 من الهجرة النبوية علي صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم
----------------------------------
[1] هذه الخطبة تسمي عند العلماء «خطبة الحاجة» وهي تشرع بين يدي كل خطبة سواء كانت خطبة جمعة أو عيد أو نكاح أو درس أو محاضرة وقد جمعها العلامة الألباني في رسالة خاصة وصححها إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الخطابة أو المكاتبات .(3/1 السلسلة الصحيحة)



بشريات للمشتاقين إلي حج بيت الله رب العالمين
واشــو قاه إلي الحج

جمع وترتيب

صمتي مهابه 10-15-2010 09:23 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
مفاهيم مناسك الحج...

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحج المبرور هو أسهل جسر يعبر بصاحبه إلى جنات النعيم .فــ (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) (1) ولكي تؤتي هذه الشعيرة ثمارها و أهدافها المرجوة, يجب على كل مسلم أن يستعد لها مبكرا ويهيئ نفسه لها كل التهيئة , وليكن ذلك من خلال تعلم مناسك الحج وأحكامه الفقهية, وأسرار الحج وفوائده, ومعالمه. وليتدرب على إتقان فقه الآثار المعنوية للحج . كما ويجب عليه ألا يغفل فقه ما وراء المناسك . وليعلم كل حاج أو معتمر أن المسلم أنه إن لم يتقن هذا الفقه فلا يمكن لهذه الشعيرة أن تؤتي أكلها ولا أهدافها المرجوة . ولا يمكن إن تحدث رحلة الحج أو العمرة مرددوها أو الأثر المرجو منها في نفوس الحجيج والمعتمرين .
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث: ( إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها ‏"‏ (2) ‏ وإذا كان بن عباس قال: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها ,. فإن هاتين القاعدتين يمكن إن تنسحبا على -عبادات أخرى – منها مناسك الحج والعمرة . وبالتالي فعلى الحاج أو المعتمر أن يعلم أنه ليس له من عبادته إلا ما عقل منها ووعى, وكان قلبه حاضرا مستشعرا المعنى والمغزى من كل منسك أو شعيرة في تلكم الرحلة بدءا من مجرد التفكير فيها حتى ما بعد العودة منها. ومن هناك جاءت هذه المحاولة للتذكير بفقه ما وراء مناسك الحج والعمرة وللتذكير بنوايا عديدة يمكن للحاج أن يستشعرها في هذه الرحلة . أمور جمعناها علها تكون للحجيج ذادا وللمعتمرين معينا .

1) عند خروجك من بيتك : لا تنسى أن تودع أهلك وأصدقائك بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم
يقول المقيم للمسافر :
(استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك )
ويقول أيضاً :( زودك الله بالتقوى )
ويقول أيضاً :( لا تنسانا يا أخي من دعائك )
قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضى الله عنه عند سفره
بينما ويقول المسافر للمقيمين :
( أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ) .

2) وأنت تودع أهلك وأصحابك بهذا الدعاء استشعر ما فيه من ذكر لله, وافتراق على الله . وفيه التواصي بالحق و الثبات على الأمر و الحرص على حسن الخاتمة . استشعر العاطفة , وحب الخير المتبادل وهذه أمور لا تجدها إلا بيننا نحن المسلمين .

3) وأنت في طريق سفرك إلي أداء المناسك عبر البحر أو البر أو الجو, أو في أي وسيلة سير وسفر، استحضر طريق الآخرة والجنة ، وسبيل النجاة يوم الدين . استحضر أن كل خطوة تخطوها في أداء الحج والعمرة ما هي إلا رمزا لخطوات حياتك صوب الطريق إلى الآخرة . لذلك اغتنم في رحلة الحج كل خطوة تخطوها من أجل مضاعفة الأجر, وليكن ذلك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها و على الذكر الدائم , والورد القرآني و الوتر والضحى و الوضوء . احرص في رحلتك على مصاحبة الصالحين ورؤية أفعالهم والتأسي بهم . احرص على غَضِّ البصر عن كل محرم وعن كل زينة من مباهج الدنيا حتى ما كان منها مباحا .والمعنى : أن تتخلى عن كل فضـول ، من بصر أو طعام أو مخالطة أو نوم أو كلام .

4) وأنت تحج أو تعتمر إياك أن تنوي أن تعود إلى المعصية , فالتوبة مهمة جدا، وإلا فكيف بك تفد على الله في بيته الحرام وتدعوه أن يغفر لك ويرحمك وأنت تنوي أن تعصيه مرة أخرى بعد العودة؟ يقول أحد العلماء: أخشى أن يخرج من ينوي الحج وهو يصر على أن يعود إلى المعصية وينادي: لبيك اللهم لبيك فيرد الله عليه: لا لبيك ولا سعديك،لأنه كان ينوي الرجوع إلى المعصية مرة أخرى.فعاهد ربك على ألا تعود إلى المعاصي والذنوب بعد الحج ما أحياك الله .

5) استحضر أن رحلة الحج و العمرة ليست رحلة بالبدن فقط من مكان إقامتك إلي مكة وما بعدها , ثم العودة . ولكنها في المقام الأول رحلة قلوب . قلوب ذهبت إلى هناك لتتزود وتمتلئ بالفيوضات والبركات والإيمانيات . .إنها رحلة ربانية ، رحلة نورانية ، رحلة قلوب وأرواح تسعى إلى خالقها ، فتتصل بأصلها وتستمد القوة و الحياة و السعادة وتتزود بالتقوى خير زاد .فاحرص على أن تبحث في كل فعل أو قول أو عمل على ما يسمو بقلبك ويزكيه . فلا تنشغل إلا بالله ولا ينشغل قلبك إلا بالله .وعندما ينشغل القلب بالله ويتزود من فضله وإحسانه ورحماته يتحقق الحج المبرور و الزاد الموفور و الذنب المغفور وتعود بإذن ربك طاهراً نقياً كيوم ولدتك أمك .

6) إذا يسر الله لك أمر الحج أو العمرة فتذكر أن الله أذن لك ولم يأذن لغيرك فعندما تفكر بهذه الطريقة تشعر بأنك في نعمة عظيمة يغبطك عليها كثير من المسلمين . فكم من مريض لا يستطيع الذهاب إلى الحج , وكم من امرأة لا تجد محرما , وكم من فقير لا يجد نفقة الحج وقلبه يتقلب شوقا لهذه الزيارة, وكم من سجين , وكم من أسير, وكم... وكم ... وكم .....
فعندما تنظر إلى حجك أو عمرتك بهذه الطريقة تستشعر مقدار النعمة التي أنت فيها لما دعاك الله إلى بيته وسهل لك كل السبل فاحرص أن تقابل ذلك بالشكر والحمد لله المنعم .

7) حاول أن تفرق بين الأهداف والوسائل وتذكر أن الإحرام و الميقات، والنية والتلبية، والطواف، والسعي، والتقصير، والوقوف بعرفات وأداء المناسك في منى ثم المبيت فيها، ثم الطواف.. كل هذه وسائل، والهدف الأساس منها هو تحقيق التقوى . و كلمة التقوى يقصد بها تحقيق الهدى والمغفرة. وبتعبير آخر؛ العفو والرضوان. ومن دون معرفة هاتين الشعبتين الشاملتين تبقى الحكمة من فريضة الحج غامضة لدى مؤديها. فالمرء إن لم يكن عارفاً بالهدف مما يفعله فإنه نادرا من يفشل في تحقيقه، وإن هو حققه فإنما يحقق نسبةً ضئيلة منه، فيما ستبقى أعماله غير منضبطة ومتوازنة مع خط الهدف الذي يرغب في تحقيقه. فتذكر الهدف ولا تخلط بين الأهداف والوسائل .

8) تذكر أن رحلة الحج و العمرة أشبه برحلة الموت إلي الدار الآخرة فما أشبه الحاج الذي يخرج من بيته وقد اغتسل ولبس ملابس الإحرام وخرج من مشاغل الدنيا ليخلص بقلبه لله وترك الأهل و المال و الولد خلفه ، ما أشبهه بمن يخرج من الدنيا عند لقاء الله ، فالاغتسال يقابله التغسيل, وملابس الإحرام تقابل ملابس التكفين, والخروج من مشاغل الدنيا يقابله الخروج الجسدي من الدنيا ، وتوديع الأهل وترك المال و الولد أمر مشترك في الحالين ، فما أجمل أن يتذكر الحاج هذا المعنى ويأخذ العبرة و العظة ، ويستعد للقاء الله على طهر ونقاء ، فيرد المظالم ويقضى الديون ويطلب الصفح ممن أساء إليه ويتوب إلى الله فربما لقى الله في سفره هذا ، وبهذا يبدأ رحلته بدءاً طيباً كريماً . (3)

9) إذا وصلت الميقات تذكر أن أول ما يجب فعله هو الوضوء أو الاغتسال، فإذا توضأت أو اغتسلت فاستحضر نية أنك تتطهر من ذنوب الداخل والخارج. من ذنوبك الحسية والمعنوية .

10) عند الإحرام من الميقات استحضر أن لحظة الإحرام من أهم الأوقات في تلك الرحلة لأنها البداية. ولأنها البداية ، فَتَحَرَّ الإخلاص بأقصى ما تستطيع من جهد . نَقِّ قلبك من أيِّ مُرَادٍ سوى الله . واستحضر وأنت تحرم من الميقات أن الله عز وجل قد حد حدودا وشرع شرائع وأمر الناس بالتزامها ، ووقوفك في الميقات للإحرام مظهر من مظاهر بيعتك ومعاهدتك لأحكم الحاكمين. فاحرص على أن تخضع لشرعه وأوامره وتلزم حدوده وتحترم جناب ما أمر فتأتيه ، وما نهى عنه فتجتنبه من بداية الرحلة لنهايتها . وبعد الرحلة وفيما بقى لك من حياة .

11) إذا لبست الإحرام انس بهرجة الدنيا,وزينتها وزخارفها ومباهجها ومناصبها . انس ابن من أنت،وانس الحسب والنسب والجاه والسلطان و الوظيفة . انس مكانتك ومنزلتك في دنيا الناس . وربي في نفسك خلق التواضع لله , والتذلل لله . وحبذا التحلي بهذا الخلق في الحج والعمرة وما بعدهما, و طيلة حياتك بعد العودة إلى وطنك .واعلم أن التواضع نتاج التقوى فمن اتقى الله تواضع لله , ومن تكبر كان مفتقدا لتقواها

وأنت تلبي استشعر تلبية الشجر والحجر من حولك : ( ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا ) (4) وأنت تلبي استحضر أن من معاني لبيك اللهم لبيك : أن اتجاهي إليك وحدك يا رب, وان قصدي إليك وحدك يا رب , وأن محبتي لك وحدك يا الله, وأن خضوعي لك وحدك يا الله , و أن إخلاصي لك وحدك يا الله . (5) فاستحضر هذا المعاني وأنت تلبي بــ : لبيك الهم لبيك .

12) وأنت تقول لبيك اللهم لبيك استشعر انك تلبي دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام لما أمره الله بالأمر المعروف : ( وإذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين كل فج عميق ) (6) وتذكر رد الخليل على الرحمن لما قال له : رب وما يبلغ صوتي ؟ قال : أذن وعلى البلاغ .0 فنادي إبراهيم: يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج إلى البيت العتيق, فسمعه من بين السماء والأرض وكل من في أرحام النساء وأصلاب الرجال . فها أنت اليوم تلبي نداء الله على لسان سيدنا إبراهيم وتقول : لبيك اللهم لبيك . رددها من قلبك وأنت توقن أن وفودك إلى بيت الله كان باستدعاء منه سبحانه وتعالى وهذا كرم منه وفضل يستحق منك المزيد من الشكر .فلتخرج لبيك الهم لبيك من قلبك وهي تحمل كل معاني الشكر والحمد والثناء لله رب العالمين

13) تذكر أن لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك " ليس مجرد شعار يردده الحاج كلما صعد جبلا أو هبط واديا إنما هو نوع من أنواع التربية العملية للإنسان المسلم, حيث يتكرس في مفهومه سرعة تلبيته لله رب العالمين فيحمل ذلك في ذاكرته ليعود إلى بلده متجسدا هذا الشعار الخالد لبيك اللهم لبيك . فإذا رأى طاعة أسرع إليها متمثلا ذلك الشعار لبيك اللهم لبيك
وكذلك وإذا رأى معصية أسرع منها لبيك اللهم لبيك .

14) تذكر انك منذ عقدت النية على الذهاب إلى مكة أنك في ضيافة الله .و أنك وكل من يؤدي الفريضة في ضيافة الرحمن فتعهد أن تتعامل مع ضيوف الرحمن بكل رفق ولين وتسامح وحب وتعاون ، تعين الضعيف و المريض وتقضى حاجة المحتاج:{ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } (7) أترك الجدل والمخاصمة والشجار وعدم الانشغال بالناس. وكن كالتابعي الذي كان إذا نوى الحج أو العمرة يقول: لقد تصدقت بجسدي على المسلمين،، بمعنى أن أي فعل يتم تجاه جسدي في الحج، مثل ما يحدث من التدافع والضرب وغيره فهذا صدقة منى تصدقت بها على من آذاني .

15) إذا دخلت المسجد الحرام فتصور نفسك أنك عبد آبق ارتمى في أحضان مولاه داخل بيته ، وخاصة عند الدخول الأول ، وخاصة في الحجة الأولى. احسب نفسك في مقام الله, وأمام حضرته وفي بيته المبجل المقدس ، وأنك تستأذنه في الدخول ، فذلك هو مهوى أفئدة اصطفاها الله من الناس إلى حج هذا البيت المعمور . فهذا الشعور لا يتحقق ولا يتكرر في أي بقعة من بقاع الأرض.لذلك وأنت في هذا المقام تذكر ذنوبك وهفواتك وزلاتك وتقصيرك وأنت في بيت الكريم .اسكب دموع الندم واطلب منه في إلحاح الصفح عما مضى والتوفيق فيما بقى .

16) وأنت تطوف حول الكعبة تذكر أن الطواف حول البيت صلاة. صلاة في صورة خطوات ودورات ودعوات, فأده كأدائك للصلاة في خشوع وحضور قلب وأدب ورفق بإخوانك أثناء الطواف واستشعر اطلاع الله عليك وأنت تؤدى هذه العبادة حول بيته الحرام ، واعلم أن قلبك هو موضع نظر الرب جل جلاله . فأخل قلبك من كل شيء إلا الله وحب الله ، الإخلاص لله حينئذٍ تسمو روحك وكأنها هي التي تطوف حول البيت وليست الأقدام ، ولتكثر من ذكر الله و الدعاء لك ولإخوانك ولدعوتك وللإسلام والمسلمين . وأنت في هذا المقام لا تنسى أولى القبلتين وثالث الحرمين: المسجد الأقصى الأسير, وأدعو الله أن يرزقك صلاة في رحابه بعد أن يخلصه من براثن اليهود .

17) وأنت تطوف تذكر أن الملائكة تطوف فوقك. استشعر صورة الملائكة فوقك وهي تطوف . أين؟ . أنها تطوف حول العرش وأين؟ حول بيت الله المعمور في السماء السابعة في نفس النقطة , وبنفس الحركة التي تتحرك بها وبنفس الاتجاه، واسأل نفسك ما هي حالة خشوع الملائكة وذلهم لله تبارك وتعالى؟ فطف مثلهم وفي مثل خشوعهم وذلهم لله عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من تشبّه بقوم فهو منهم أو هو معهم ) (8) فحاول أن تكون ملائكيّ الطبع في طوافك , وفي حجك , في عمرتك وبعد الحج وبعد العمرة. وعند العودة إلي بلدك. وحبذا التحلي بهذا الخلق في كل شئون حياتك .

18) وأنت تطوف حول الكعبة المعظمة تعلم كيف تطوف في حياتك حول الأمور العظيمة ولا تجعل طوافك ومحور تحركاتك حول الأمور التافهة والرخيصة .

19) وأنت تطوف في الأشواط الثلاثة الأولى استحضر نية إظهار قوة المسلمين, وذلك وأنت تنفذ ما يسمى بالرمل والاضطباع وهو إخراج الكتف الأيمن خارج رداء الإحرام ، وتبدأ الطواف على هيئة الجري البطيء ( وهو الرمل )وذلك للرجال فقط، وهذا سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها عليه الصلاة والسلام، وكانت مناسبة هذا : عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة ليقوم بالعمرة . و كان كل أهل مكة - وهم على كفرهم - ينظرون إليه ويقولون : إن محمدا وأصحابه أصابتهم حمى شديدة وأصابهم المرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلا أراهم من نفسه قوة ( فبدأ الصحابة رضوان الله عليهم في إظهار أكتافهم اليمنى، وبدأ في الطواف على هذه الهيئة وفعلوا مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وذلك ثلاثة أشواط فقط، وبعد انتشار الإسلام وعندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم لفتح مكة , أتى البيت ليطوف به ففعل ما فعله في عمرة القضاء، فقال له عمر رضي الله عنه، يا رسول الله: كنت تفعل ذلك لإظهار قوة المسلمين أمام أهل الكفر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( هذه سنتي ولا بد أن تفعلها وفي نفسك نية ) فاستحضر هذه النية أثناء الرمل والاضطباع , وأدها من هذا المنطلق .

20) وأنت تستلم الحجر الأسود استحضر معنى المعاهدة مع رب العالمين في هذا الموقف .عاهد ربك على التوبة والرجوع إلى الله. قل في نفسك: يا رب تبت وندمت ولن أعود إلى الذنوب مرة أخرى، وتعاهد الله خالصا: يا رب إني قد خلعت قلبي من كل معصية ومن كل شهوة ومن كل إصرار على ذنب ومن كل فتنة تملكت قلبي قبل أن أخرج للحج أو للعمرة.واحرص على إن تصدق الله ليصدقك .

21) عند مقام إبراهيم صلى ركعتين إن تيسر وتذكر الصلة الروحية الممتدة عبر الأجيال بيننا وبين سيدنا إبراهيم عليه السلام واستجابة الله لدعواته بأن بعث فينا محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين .

22) وأنت تشرب ماء زمزم تذكر أنه ليس كغيره من الماء , فقد خصه الله كذلك بخير كثير ولنتذكر عند شربنا منه السيدة هاجر أم إسماعيل , وكم قاسا من العطش قبل ظهور زمزم ، فلنروض أنفسنا على تحمل المشاق في سبيل الله في ميادين الجهاد والعمل لنصرة دينه عز وجل .

23) وأنت تشرب ماء زمزم تذكر أنه لا بد من الفرج بعد الشدة وأن مع العسر يسرا , فالليل مهما طال لا بد من الفجر . فثق بربك القائل ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) (9) وتأكد أن من سنن الله في الكون إن بعد كل عسر يسرا .

24) وأنت تشرب ماء زمزم اجتهد في استحضار أكبر عدد من النوايا واشرب منه متيقنا أن ماء زمزم لما شرب له . ومن النوايا التي يمكن استحضارها عند شرب ماء زمزم أن تقول : اللهم إني أشرب ماء زمزم لتغسل عن قلبي كل ران ، وتزيل عن فهمي كل حجاب يحول دون فهم مرادك ومراد رسولك صلى الله عليه وسلم في القرآن والسـنة . اللهم قوي حفظي ، وسدد فهمي، وارزقني الإصابة في اجتهادي ، وأعلِ همتي وأمض عزمي ، وسهل علي العبادة وحببها إلى قلبي يا أرحم الراحمين

25) إذا وقفت على جبل الصفا تذكر جهر النبي بدعوته. واستحضر ما لاقاه هو وأصحابه الكرام في سبيل توصيلها إلينا نقية خالصة . وتذكر رد عدو الله أبو لهب عليه, واستشعر وأنت على الصفا أنه في هذا المكان معانقة السماء للأرض و نزول قوله تعالى : " تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب* سيصلى نارا ذات لهب *وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد (10) وتذكر غضب الله وتوعده لأبي لهب وامرأته بنار جهنم الموقدة جزاء الكيد لدعوة الله ورسوله. وتذكر التباب والهلاك والسخرية والزراية والمصير المشئوم الذي جعله الله جزاء لكل الكائدين لدعوة الله في الدنيا وفي الآخرة . تذكر هذه المعاني وعاهد ربك من فوق جبل الصفا أن تكون عند عودتك إلى بلدك عونا للدعوة وللدعاة والعاملين في حقل الدعوة . واحذر أن تكون في يوم من الأيام معاديا لدعوة الله بقول أو بفعل .

26) وأنت تسعي بين الصفا و المروة تذكر أن السعي عبادة وليس مجرد سير هذه الأشواط وإن صاحبها شعور بالتعب و المشقة. ففي هذا المقام تذكر السيدة هاجر وسعيها بين الصفا و المروة بحثاً عن الماء لوليدها الذي أشرف على الهلاك فما أجدرنا أن نتحمل المشاق و السفر و الجهاد في سبيل الله وفي سبيل دعوته , وليكن ذلك تعبداً وتقرباً إلى الله, و زكاة لصحتنا وشغلاً لأبداننا بطاعة الله عز وجل .

27) في أيام إقامتك بمكة وفى رحاب البيت الحرام ما أروع وأجمل أن تنتهز الفرصة وتؤدى جميع الصلوات و الكعبة المشرفة أمام نظريك .وتذكر إن الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة . فاحرص على الصلاة في المسجد الحرام لتحصل على المزيد من الأجر والثواب .

28) في أيام إقامتك بمكة عش ذكريات أيام الدعوة الأولى في مكة حين تسير في شعابها وبين أرجائها ، وتذكر ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم و المسلمون الأوائل ، من إعنات وتعذيب وإيذاء بسبب عقيدة التوحيد ، وتذكر صبرهم وثباتهم وإصرارهم على تبليغ الدعوة .وليكن ذلك لك دافعا على التشبه بهؤلاء الأفذاذ في البذل والعطاء .

29) في أيام إقامتك بمكة تذكر دار الأرقم بن أبى الأرقم التي ربى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأبطال الذي اندكت على أيديهم كل الضلالات وحصونها من عبدة الأصنام وعبدة النار ، والروم و اليهود ، واستشعر أنك تسير على أرض سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

30) في أيام إقامتك بمكة اجتهد في هدوء الليل أن تتنحى جانباً في رحاب الكعبة وتتهجد لله وتناجيه وتخبت له وتخشع وتطرق باب الكريم بركعات وسجدات ودعوات ودمعات من خشيته ، وفى هذا الجو الرباني لا تنس أن تسأل الله أن يعز جنده وينصر دينه ويهزم أعداء الإسلام في كل مكان .

31) حينما يقع بصرك على مشهد الحجيج ابتهج بمشهدهم المهيب , و أدعو الله من قلبك إن يوحد هذه الجموع على يد قائد رباني . يقود هذه الأمة وهذه الجموع لنشر دعوة لا الله إلا الله في ربوع العالمين .ادعوا الله أن يوحد هذه الجموع ليكونوا حقاً كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وليتدارسوا أهم القضايا التي يعيشها العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية ، وكيد الأعداء وكل ما يهم المسلمين .

32) وأنت على عرفات تذكر أنه ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفه وأنه ليدنو عز وجل ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء ؟ ) .(11) فاستغل كل دقيقة من دقائق وقوفك بعرفات في الدعاء والذكر والاستغفار والتقرب إلى الله واحذر من تضيع الوقت في اللهو واللغو والقيل والقال . واستحضر أن الله يباهي بك الملائكة في ذلك اليوم فأري الله من نفسك ما يجعلك أهلا لهذه للمباهاة .

33) تذكر أن من أهداف الوقوف بعرفات أن يصل الحاج إلى معرفة نفسـه، وبالتالي توصله إلى معرفة ربه -كل حسب درجته- تلك المعرفة لن تتأتّى لأحد ما لم يتنازل عن كبريائه وغروره و ذاتيته وأنانيته في مقابل استسلامه وخضوعه لله تعالى والتمسك بدينه ،ففي عرفات حاول أن تخلص وتجتهد في أن تهجر الهوى الذي يحجبك عن الله . حاول أن تتخلص من كل ما يبعدك عن الله . لتعود بعد الحج وقد أصبحت إنسانا صالحا مصلحا .فلا يكفي للمسلم أن يعود بعد الحج صالحا فقط لكن حبذا أن يعود كل حاج بعد الحج إلى وطنه صالحا مصلحا تصلح نفسك وتدعو غيرك للخير وتدله عليه . تعود بعد الحج وقد ارتقت معرفتك بنفسك وبربك . وقد جاء في الحديث: " أن أقرب ما يكون العبد إلى الله حين السجود" (12) نظراً إلى أن الساجد قد وضع أشرف وأكرم ما لديه –وهو جبهته- على الأرض عنواناً للخضوع والانصهار والعبودية وهجران الذات. فهو يرغم أنفه على الخضوع والاقتراب إلى الله. وكذلك الوقوف في عرفات، حيث يجب أن يتجرد فيه الفرد منا من كل شيء لتكتمل له معرفته بربه و بعظمته وبجبروته وبجلاله , وفي نفس الوقت يتعرف الإنسان على حقيقة نفسه من حيث ضعفه وحاجته وافتقاره إلى مالك الملك ورب السماوات والأرض .

34) وأنت على عرفات تذكر الموقف الأكبر يوم القيامة، يوم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيقفون خمسين ألف سنة، وهم في العرق على قدر أعمالهم كما ثبت في الصحيح نعم !! إنه موقف مؤثر والله،ويزداد تأثيره في النفس حينما يرى الإنسان انصراف الناس من موقف عرفة، ويتذكر بذلك انصراف الناس من الموقف الأكبر: فريقٌ في الجنة، وفريقٌ في السعير ! ويتذكر ذلك ـ أيضاً ـ حينما ينصرف الناس من حجهم إلى بلدانهم : أناسٌ مقبولون قد غفرت ذنوبهم، وآخرون يعودون إلى أوطانهم وليس لهم من حجهم إلا التعب والنصب ـ !! فيا لها من حسرة عظيمة إن لم يقبل من العبد عملُه .

35) وأنت على عرفات تذكر زلاتك وهفواتك و ذنوبك كلها تذكر كل ما يمكنك أن تتذكره من هذه الزلات والهفوات والذنوب . مررها على مخيلتك . .تذكرها في هذا الموقف , واعترف بعد أن تخليت عن كبريائك وغرورك وأنانيتك أنها ذنوب . ذنوب أغضبت الجبار ساعة أن اقترفتها , ثم استغفر الغفار وتذلل له واطلب منه العفو والغفران . واعلم أن أول شروط الاستغفار الندم على الذنب؛ ثم اعزم على ألا تعود لمثل هذه الذنوب مرة أخرى .

36) وعند الإفاضة من عرفات ودع هذا الجبل الحبيب , وهذا اليوم المبارك, وهذا الموقف العظيم , و أكثر من ذكر ربك ودعاؤه برجاء القبول امتثالا لقول الله عز وجل ( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين) (13) والمشعر الحرام هو المزدلفة . والقرآن هنا يأمرنا بذكر الله عنده بعد الإفاضة من عرفات ثم يذكر المسلمين بأن هذا الذكر من هداية الله لهم ; وهو مظهر الشكر على هذه الهداية , ويذكرهم بما كان من أمرهم قبل أن يهديهم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ضلال . فأكثر من ذكر الله ولا تنشغل بغير ذلك .

37) وأنت ترمي الجمرات تذكر أنه رمز يهدف إلي تحقيق معنى الانقياد للأمر وتحقيق العبودية بالامتثال ، وإن لم يكن للعقل حظ في هذا الفعل .أيضا تذكر تعرض إبليس لسيدنا إبراهيم عليه السلام لثنيه عن طاعة أمر الله وعدم استجابة الخليل لهذه الوسوسة ، فاستحضر وأنت ترمي كل جمرة خطورة نزغات الشيطان ووسوسته وضرورة مقاومته . استحضر وأنت ترمي الجمرات أن هذا الرمي هو بمثابة بيعة و إعلان ومعاهدة منك أمام الله وأما الخلائق المحتشدة حول الجمرات على العمل الدائم والد ؤوب على دحر هذا الشيطان الرجيم وحزبه اليوم وغدا وفي كل حين. في مني وفي مكة وفي كل بقعة تطأها قدماك .

38) وأنت ترمي الجمرات تذكر يوم أن أراد الشيطان أن يوسوس لسيدنا إبراهيم., وأن يغريه بعدم ذبح ابنه إسماعيل فرماه بالجمرات ,ولم يستحب لوسوسته . فاستحضر في قلبك أن رمي الجمرات ما هو إلا رمزا . رمز لرمي الشر بكل صورة وأشكاله الصغيرة والكبيرة . فعاهد ربك فور الانتهاء من رمي آخر جمرة على إعلان الحرب على الشيطان وحزبه , وعلى الشر وأهله وعلى الباطل وأهله, وعلى ا الفساد وأهله في بلدك وفي كل مكان تذهب إليه .

39) وعند ذبح الهدى وعند توزيعه على المحتاجين من المسلمين في كل مكان تذكر أنها قربة لله ومرضاة له رجاء أن أ يعتقك الله من النار. و تذكر معنى العطف على الفقراء والمساكين وإطعامهم من أفضل الهدي . وتذكر فقراء المسلمين في كل بقاع الأرض . وتذكر إخوانك المسلمين المضيق عليهم شعوبا وإفرادا وجماعات وادعوا الله لهم أن يفرج كربهم ، وأن يبدل حالهم إلي أفضل الأحوال .

40) عند الحلق أو التقصير استحضر الذلة والانكسار بين يدي الله ، واستحضر إن بكل شعرة تخرج لا بد أن تعقد لله عهدا وولاء بالعبودية والانقياد ، وأنك طأطأت الرأس لتحلق شعرك معلنا أنك راض بفعل كل شيء يرضي الله عز وجل ، وأنك أسلمت الناصية لمن بيده أمرها . فعاهد ربك فور الانتهاء من الحلق أو التقصير على فعل كل ما يرضي الله عز وجل وأنت راضي قانع سعيد مستبشر حتى ولو كان في هذا الأمر مشقة على نفسك .

41) وعند طواف الوداع استحضر الإحساس بفراق أشرف البقاع وأعظمها على وجه المعمورة . واجتهد أن تجعلها أعز الأماكن وأحبها إلى قلبك . وادعوا الله من أعماق أعماقك , وكلك رجاء وأمل ورغبة في قبول الله هذا الحج ورجاء ألا تكون هذه الزيارة هي آخر عهدك ببيت الله الحرام .

42) وأنت في الحج أفهم الحج على أنه فرصة لتوسيع المعارف حيث إن التعارف مقصود بحد ذاته. قصده الله في قرآنه حيث
قال تعالى: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " (14) فالتعارف له دوره الإيجابي والكبير في حياة المسلم فهو يوسع المدارك , ويصقل المعارف , وينقل الخبرات . وإننا لنستغرب من أشخاص يذهبون ويرجعون من بيت الله الحرام ولا يوسعون دائرة معارفهم مع إخوانهم في العالم الإسلامي الرحيب , إنها فرصة سانحة لكل مسلم أن يكون صداقات أساسها الإيمان وقوامها الحب في الله فربما يسعد الإنسان يوم القيامة بمحبة أخ أحبه لله فقط وفي بيت الله : (وجبت محبتي للمتحابين في ) (15)

43) وفى الرحلة إلى المدينة تذكر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم و المسافات التي قطعها وهو مطارد , واستقبال أهل المدينة, وبدئه ببناء المسجد. عش هذه الذكريات العطرة ، وما فيها من إنجازات كبيرة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته و الغزوات و الفتوحات وتطهير الجزيرة من الشرك والأصنام ومن اليهود بعد حنثهم العهود كما هي عادتهم التي قررها القرآن .

44) وفى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي:( مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي ) (16) فعش هذه السعادة الروحية التي هي أقرب إلى سعادة أهل الجنة برضوان الله - واستشعر الصلة الروحية بينك وبين الرسول الحبيب وأنه حريص علينا وبالمؤمنين رءوف رحيم عزيز عليه إعناتنا ، سلِّم عليه وصلِّ عليه وادع الله أن يجازيه عنا خير ما جازى نبياً عن أمته ، وكذلك الخليفة الأول أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، وعمر بن الخطاب أمير المؤمنين ، وادع الله أن يحشرنا مع هؤلاء النفر الكرام .

45) وفي زيارتك لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم احرص على أن تجعل هذا اللقاء حقيقيا، بمعنى أنك لست ذاهبا إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أنت ذاهب للقاء النبي صلى الله عليه وسلم شخصيا، والدليل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:( من صلى عليّ وسلّم قيّض الله ملائكة سيارة تبلغني سلام من سلم عليّ.) وحديث آخر يقول فيه صلى الله عليه وسلم(: ما من رجل يصلي ويسلم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي فأردّ عليه) إذن يجب عليك أن تشعر بعلاقتك وصلتك بالرسول صلى الله عليه وسلم وأن اللقاء لقاء حقيقي ، ويجب أن تستشعر شوقك لملاقاته صلى الله عليه وسلم.

46) وأنت في مسجد النبي صلى الله عليه اسأل نفسك: هل سيكون لقائي برسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم باردا وعاطفتي فاترة؟ هل ستقول السلام عليكم يا رسول الله وتذهب وفقط؟ وهل صلتي برسول الله مجرّد أمر روتيني لاستكمال العمرة أو الحج؟ والإجابة يجب أن تكون لا . لماذا ؟ لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم مفروضة علينا فرضا ، لأنه من المعلوم إن حب الله ورسوله والإسلام والمؤمنين فرض وليس نافلة، فإياك أن يكون حبك للنبي صلى الله عليه وسلم شكليا. بل عاهد ربك ونبيك أن يكون حبك لهما حبا عمليا ما أحياك الله بعد اليوم .

47) وأنت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اسأل نفسك: هل سيفرح بي الرسول أم لا؟! هل رصيدي من تطبق سنته القولية والعملية سيجعله يفرح بي,ويبتهج بزيارتي؟ إذا وجدت خيرا فاحمد الله . وإذا كانت الأخرى فعاهد ربك ونبيه وأنت في مسجده آن تجتهد في إتباع هديه وسنته في كل أمور حياتك صغيرها وجليلها .عاهده على أنك ستوثق الصلة بحبه وسنته وأن علاقتك به ستكون مختلفة من اليوم .

48) وأنت تزور المَشاهد في المدينة تذكر الأحداث التي جرت عليها و التي غيرت وجه التاريخ وزر البقيع الذي يطوى أبطالاً أطهاراً وزر أُحد هذا الجبل الذي دارت عنده غزوة أُحد وتذكر ما فيها من عبر ودروس .

49) وأنت في المدينة التزم بالسنة في المأكل والمشرب والركوب والنوم وفي كل شيء كان للرسول صلى الله عليه وسلم فيه فعل أو قول أو إقرار،

50) تفرغ وقطع نفسك للعبادة وليس للشراء مثل ما يحدث من بعض الناس، والشراء يكون بعد الانتهاء من العبادة بنية الترويح على النفس. وكم من القبيح أن يشتغل العبد بذلك ، والمنادي ينادي ( حي على الفلاح ) وهو في بلد الصلاح والفلاح !!. كن سمحاً في بيعك وشرائك وأعمالك حتى يرحمك الله .

51) وبعد العودة إلي بلدك و بعد الانتهاء من المناسك احكي لأهلك ولأصدقائك عن الرحلة وعن الروحانيات والمشاعر والفيوضات التي عشتها في الرحلة . احكي لهم عن مشاهداتك وذكرياتك وانطباعاتك .احكي لهم بإخلاص وصدق ولتكن نيتك في ذلك تشويق من لم يحج منهم إلي أداء فريضة الحج خاصة المستطيعين منهم احكي لهم وشوقهم لعلك بتشويقك هذا تفتح قلب أحدهم وتجعله يعزم وينوي على أداء الفريضة في العام القادم . عندها تسعد و تؤجر .

اسأل الله أن يرزق الجميع الحج المبرور والذنب المغفور .

صمتي مهابه 10-15-2010 09:25 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
من أوراق حاج...

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

(1)

لم يفرح في عمره كتلك الفرحة التي انتشلت ذلك القلب الكليم من أحزانه
لتجعله يستعد للرحيل..ليس من دنياه ولكن إلى بيت الله العتيق..
طار منه الفؤاد ..جاءه الخبر فلم يتمالك نفسه من الفرحة...مضت ليلته تلك عصيبة
أشد ماتكون..ليلة لم يذق مشاعرها عمره كله..مشاعر مختلطة..حزن وفرح وخوف
وهيبة...هو لايعرف من أين يبدأ وكيف يبدأ في سرد شعور يعتلج في داخله
تبعثرت الحروف والكلمات وعبرت دموع الفرح مجيبة لنداء المولى عزوجل
كل مايعرفه أنه في تلك الليلة استسلم للنوم بعد أن أنهكه التفكير الطويل..
وقد ذلّ منه اللسان بحروف ٍ مصفوفة بإتقان راجية داعية.." لبيك اللهم لبيك ,
لبيك لاشريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك.."

(2)
كان الفؤاد في حالة ٍ من الذهول تضيق العبارة فيها عن الوصف..تزاحمت
الأفكار..وتناثرت..وأخذت تعصر الفؤاد بقوة تحثهُ على استجلاب شعور الصدق
كأن حقيقة الصدق سقطت عاجزة أمام ماينتظرها..أتراه يستطيع أن يتحرر من كل
شيء ويترك كل شيء من أجل مولاه..!!!
إنه سيذهب..وربما لايعود..
إنه سيرحل إلى مولاه عارياً من أردية الهوى..
إنه سيجيب نداء مولاه..الذي دعاه للتحرر من قيوده التي أقعدته وقطعت عليه
الطريق سنوات ٍ طويلة...
هو يعرف ذلك كله..
الذي يؤرقه..ويذهب لذة النوم من عينه أن زمان الرحيل قد أزف..
والصدق يتفلت من فؤاده..ويستعصي مثولاً ليواطىء اللسان..
لبيك اللهم لبيك..لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك
عبارة زلزلت فؤاده فحلت أطناب الكذب..
كم يحتاج أن يكون صادقاً..
كم يحتاج في هذه اللحظة أن يلبي بكل قوة وهو يمضي إلى مقصده بعزيمة
وقوة دون تردد..
كم يحتاج أن يسير في طريقه مع الراحلين إلى البيت العتيق وقد تساقطت
أهواؤه على جنبات الطريق..

(3)
بين معاني النداء والاستجابة أمضى يومه يفكر..نداء ربه له أن يلبي ويجيب
فيمتثل طائعاً مخبتاً متحرراً من كل قيد ٍ متجاوزاً لكل العوائق التي تعرض له
في طريقه..
واستجابته لذلك النداء..أتراه يستطيع أن يلبي بكل صدق..
أتراها الكلمات تخرج من فيه بيسر ٍ وسهولة..
لا ..هذه المرة تردد كثيراً..
تردد أن يلبي لسانه ولم يواطىء قلبه في تلبيته..
كلمات أبى الفؤاد أن يعطيها جواز مرور إن لم تكلل بالصدق والوفاء
يااااااه..ما أقسى الامتحان وما اصعبه على نفس!!!
أن تنتشل النفس من لهوها وما اعتادت لتقيمها في طريقها إلى الله مذعنة
منكسرة..ملبية...
كان امتحاناً صعباً..
لم يمر بمثله..لكنه حاول جاهداً أن يتخطاه..اقتربت ايام السفر..فاجأته
وهو حتى الآن في دوامة الصدق ينظر إلى خط البداية ..ترى من أين يبدأ ؟؟؟

(4)
ترى لو أمضى عامه كله أيستطيع أن يستجلب الصدق من جنبات فؤاده الذي يمر الآن باقسى
وأصعب امتحان..؟؟
هاهو الوقت يمضي ويتفلت منه زمانه وهو هو قائم يراوح بين قدميه يراشي الصدق أن يمتثل وقوفاً
أمامه..!!
أتراه الصدق يحسن ادعاءً إن لم يمر على كير الامتحان..!!!
ماكان منه إلا أن استسلم ...وتوكل ومضى ملبياً داعياً راجياً أن يكون هو ذلك العبد الصالح
الذي يرجو أن يكون..
كأنما ألقي في فلاة..من غير زاد..في ظلمة الليل البهيم..وعليه أن يوقد مصابيحه...
في ليلته تلك..أضاءت في سمائه نجمة..فسرّه مرآها..لمعت ببريقها وكأنها تدعوه لعلو..
سار تابعاً ذلك البريق وقد سكنت منه النفس .وذل من اللسان ملبياً...وقد سبقه قلبه مع الراحلين إلى بيت الله العتيق...

(5)
كاد القلب يفرُّ منه حين صعد الحافلة..ومضى مع من مضى في طريقه
ليقضي يوم التروية في منى..أنكر نفسه ..كأنما هو ذاهبٌ إلى مكان
لايعرفه .ولايعرف ُ نفسه كيف تكون!!!
..كأنما خُطفَ من دنياه و أجبر على الرحيل إلى مكان ٍ من الآخرة
هكذا شعر..رحلة كانت تكتنفُ لحظاتها الهيبة والخشوع..
كان يلبّي مع من يلبّي..صوتُ تلبيته يعلو تارة وينخفض أخرى تبعاً لمشاعره المضطربة..كان يراقب عبر زجاج النافذة تلك الأفواج السائرة إلى الله ..
في هيئة واحدة...يرتسم على مظهرها خطوط سكون وعلامات
افتقار..ومسكنة..وكلها تسير نحو هدفٍ واحد ومقصدها واحد..
حدّث نفسه "ترى ماذا يرجون؟؟ ماذا يريدون؟؟مم يخافون؟؟"
عادَ للتلبية ليخفف عن نفسه هيبة الوصول والتلاقي..
إنّه في ضيافة الرحمن..ترى كيف سيكون حال الضيف في دار مُضيفه..؟؟
مجرد التفكير بهذه المشاعر أقلقه ..فأعاده صوت الملبين إلى شعوره الذي حاول الفرار منه...
"لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك
لاشريك لك"
أخذ يردد معهم .تلك الكلمات الشجية التي استخرجت من نفسه الكثير...فلم يتمالك نفسه... فانفجر باكياً...
وصورٌ لمعاني التلبية تتعارك في رأسه ..لتعصر ذلك القلب الضعيف
كي تتجلى له معانٍ عظيمة..لم يقرأها من قبل..ولم يفهمها..
لكنه الدرس الحي...!!!
أخذ يردد بكل قوة وثبات مع الملبِّين ..لبّيك وسعديك والخير كله بيديك
والشرُّ ليس إليك أنا بك وإليك...
لبيك مولاي..لبيك ..ها أنا أجبت دعوتك ..مرة بعد مرة..أعاهدك على أن أقيم
على الطاعة ماحييت..أجبتُ نداءك..واستجبتُ لدعاءك..وأنا بحاجة إليك
وأنت غنيٌ عنّي..لبيك ماحييت..لبيك مابقيت..لبيك ولك الفضل أن ألبي
لبيك..ولك الحمد على أن دعوتني..
لبيك ياذا المن والفضل..لبيك يامولاي فامنُن على من سارَ إليك...

(6)
آهٍ ..يامنى يادياراً سكن الفؤاد بها ,فتركته فيها رغم أنه قد ارتحل..
ليلك يامنى ليل العابدين الساهرين..ليلكِ يامنى ليل الذاكرين المستغفرين
أوَ كان ليلاً يامنى!!!..
أوَ كان يامنى يوماً من الزمن !!..
كان نوراً أشرق في القلوب فاستحالت سمائك نورانية..
أينما التفتَ في ذلك المخيّم إلا ووجد من يناجي ربه بلغة متفرّدة
كلٌ له طريقته..فهذا قارىء وهذا مستغفر وهذا مصلٍ ..هذا كبيرٌ وهذا صغير..وهذا يتقلب في فراشه ثم يقوم ناصباً قدميه يناجي ربه..وهذا
مقعد الجسد حي الروح واللسان..لايغمض له جفن..

ما أجمل سهر العابدين..وما أجمل أحاديثهم..وما أجمل صحبتهم
ورفقتهم..ليلة أضاء فيها نور القمر في السماء قبل منتصف الشهر
بل أضاء في قلبه وقلب كل عابدٍ خاشع..فأمست ليلة..قدسية
تغشاها المهابة..ليلة من تلك الليالي
المعدودات تحكي أعماراً ممتدة من عمر الزمن...

(7)
هيبة جللت هذا الصباح..فترددت الخطوات في سيرها..كأنما هو يوم
لابد أن تخلع فيه كل رداء زيف لتقبل على مولاك بدون ألوان.
.أبيضاً طاهراً نقياً..
سارت به الحافلة ..ليتجه إلى عرفات..
عرفات الله ..التي كان يبكي نفسه فيها كل عام حالماً بلقيا ولقاء
هاهوالآن يحقق حلمه فيطأ بقدميه صعيد عرفات..
ترآءت له صورة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو ينفر من منى إلى عرفات..
راكباً ناقته الآن ممسكاً بخطامها..يسير مع صحبه السائرين..
اغرورقت عيناه لهيبة الموقف فلم يتمالك نفسه لجميل الذكرى..
وعاد ملبياً ليستجمع شيئاًمن قوة..ليوم ٍ من أيام الدنيا ..ليس ككل الأيام..كيف لا..وهو يوم نزول الربّ..!!!!!
ارتعدت فرائصه..لمّا استشعر نزول الرب وجلاله وهيبته..
فانتفض كما طير صغيركسير الجناح..وعبارة تتردد في ذهنه
" ينزل ربكم عشية عرفة"..." ينزل ربكم عشية عرفة"
" ينزل ربكم عشية عرفة"..ما أعظم النازل سبحانه..وما أعظم النزول!!!
أفكارٌ أخذت تتزاحم في رأسه..وخوف ٌ من أن يكون محروماً في هذا اليوم
ورجاءٌ يبدد ذلك الخوف..في يوم ٍ يباهي الله به ملائكته ..فيقول: انظروا
لعبادي هؤلاء..أتوني شعثاً غبراً..أشهدكم أني قد غفرتُ لهم.."


؛؛؛ من أوراق حــاج ؛؛؛

صمتي مهابه 10-15-2010 09:27 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
محاولات في الفهم....

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :

الحج ركن من أركان الإسلام , جعله الله فريضة على كل مسلم مستطيع مرة في العمر , يقلب المسلم فيها أنظاره في أماكن نزول الوحي , ويمتع بصره بجبل أحد والكعبة المشرفة ويستذكر ذلك النبي العظيم عليه السلام كيف هاجر من مكة إلى المدينة شريدا وحيدا ثم عاد ومعه الآلاف من المؤمنين لينشر الخير بعد ذلك على العالم كله .
يقف الحاج على جبل الصفا فيتذكر جهر النبي بدعوته وكيف رد عليه ذلك المتبوب بقوله ألذلك جمعتنا فيستشعر عند هذا المكان نزول قوله تعالى : " تبت يدا أبي لهب وتب * ماأغنى عنه ماله وماكسب* سيصلى نارا ذات لهب *وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد "

ويقف عند جبل أحد ويزور شهداء المعركة الخالدة ويستذكر أسد الله وأسد رسوله حمزة , ويدخل البقيع فيسلم على أصحاب رسول الله ويستذكر من خلاله رحلة قرون من الدعوة
ويطوف بالكعبة المشرفة فيتذكر أول ما يتذكر أبا الأنبياء ابراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام وكيف رفعا القواعد من البيت ويقرأ قوله تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم "
ويتذكر عندما يطوف كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمل في الأشواط الأربعة الأولى ويهرول بين الميلين الأخضرين ويقبل الحجرالأسود فيفعل كل ذلك لا يعرف لماذا إلا اقتداءا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام
ويدخل المدينة المنورة مغتسلا متطبيا احتفاء بزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسلما على النبي الكريم الذي طالما حلم برؤيته والقرب منه, ويسلم على الصاحبين الكريمين بكل أدب وخشوع أبي بكر وعمر.

كل ذلك وغيره من مناسك الحج وآداب الزيارة التي تضفي على القلب خشوعا وحضورا يجعلان المسلم في حالة استذاكار دائم لهذه اللحظات التي يعود المسلم فيها كيوم ولدته أمه .

مع كل هذه الشحونات العاطفية والاستذكارية ربما نجد كثيرا من المسلمين الذي قصدوا المسجد الحرام لايتحقق في أنفسهم آثار الحج العظيمة ولا يتغيرون تغيرا لافتا بعد الحج بحيث يصبحون أكثر تمسكا والتزاما بكتاب الله عزوجل وما ذلك- في نظرنا - إلا لأنهم قصدوا البيت الحرام والمسجد النبوي ولم يفهموا في أنفسهم غاية الحج ومقصده
لذلك كان لابد من نظرة أخرى للحج بحيث نفهمه فهما بسيطا وعميقا ويترك أثره في قلوبنا بعد عودتنا من الديار المقدسة

فكيف يجب أن نفهم الحج :

1- يجب أن نفهم الحج بطريقة " أن الله أذن لك ولم يأذن لغيرك " :
فعندما يفكر الحاج بهذه الطريقة يشعر بأنه في نعمة عظيمة يغبنه عليها كثير من المسلمين
فكم من مريض لا يستطيع الذهاب إلى الحج , وكم امرأة لا تجد محرما , وكم من فقير لا يجد نفقة الحج وقلبه يتقلب شوقا لهذه الزيارة وكم من سجين وكم من أسير وكم وكم ...
فعندما ينظر الحاج إلى حجه بهذه الطريقة يستشعر مقدار النعمة التي هو فيها أن دعاه الله إلى بيته وسهل له كل السبل من صحة ومال ودابة .
وليس فقط المسلمون يغبطونه على حجه هذا بل إن كثيرا من المشركين يودون أن يدخلوا إلى هذين الحرمين الذين حرمهما الله على الكافرين وأهل الكتاب " ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " فهو في نعمة مغبوطة ومحسودة فليستشعر هذا في قلبه فهو أدعى لأن يؤدي شكر الله عليها

2- يجب أن نفهم الحج على أنه " دورة في الاستسلام المطلق لأحكام الله سبحانه " :
فالإسلام بأصل معناه اللغوي هو الاستسلام , وكل عبادات الإسلام على مافيها من فوائد ظاهرة للعيان إلا أنها في حقيقتها وكنهها استسلام مطلق لأوامر الله عز و جل , ومن هذه العبادات الحج حيث يطوف الطائف حول البيت ولا يعرف كنه هذا الطواف , ويصعد الحاج على جبل الرحمة حتى مغيب الشمس ولا يدري لماذا ؟ وينفر النفرة الكبرى ويجمع الحصى من مزدلفة ثم يرمي الجمار الثلاثة ولا يدري لماذا ؟ ويسعى بين الصفا والمروة حتى إذا وصل إلى الميلين الأخضرين هرول وأسرع ثم بعد كل هذه الأفعال يسأل نفسه لماذا أفعال كل هذه الفعال ؟
ما الفائدة من أن أرمي الجمار وما الفائدة أن أهرول هنا وأسعى هنا ؟
فيأتيه الجواب هكذا أمر الله وأمر رسوله وما عليك إلا أن تقول كما قال الصحابة الكرام :
" سمعنا واطعنا "
فيتدرب على هذه الطاعة وتسعد بها نفسه , ويستقر بها قلبه, ويأخذها معه إلى بلده لبقول عند كل أمر لله سمعنا وأطعنا .

3- يجب أن نفهم الحج علىأنه " فرصة انطلاقة متجددة للمسلمين " :
حيث يراهن العالم كله على تفرق المسلمين وشرذمتهم بل هم يحاولون تفريقه وتمزيقه مصداقا لقول الله تعالى " ولا يزالون يقاتلوكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا " البقرة
وهذه هي العداوة الحقيقية والمحرك الحقيقي لعداوة المسلمين في كل العصور وكل الأمكنة , ومع كل المحاولات المختلفة لمنع اجتماع المسلمين وتوحدهم يأتي الحج ليجمع المؤمنين من أمة الإسلام من مختلف البقاع مختلف الألوان ومختلف اللغات وهو منظر وموقف يقصم ظهور الأعداء حيث ينظرون إلى اجتماع المسلمين في مكان واحد , يعبدون ربا واحدا ويلبسون لباسا واحدا قلوبهم خاشعة وألسنتهم داعية يسألون ولا يملون ويطلبون ولا يحرمون وكيف لا يقصم هذا الاجتماع ظهور أعدائنا وقد قصم الله في هذا اليوم ظهر إبليس اللعين فجعله في صغار حيث روى الإمام مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أري يوم بدر " قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله قال : " أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة " رواه مالك
وما يجعل إبليس في صغار يجعل أعوانه ورجالاته!!
فهذا الاجتماع في البيت الحرام نقطة متجددة وفرصة سانحة للمسلمين ليوحدوا صفوفهم ويلتمسوا الطريق الصحيح والسليم وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه المسلمون أهمية هذه الفرصة السانحة لوحدتهم والتي تتكرر في كل عام مرة واحدة .

4-يجب أن نفهم الحج على أنه " فرصة لتوسيع المعارف " :
حيث إن التعارف مقصود بحد ذاته قصده الله في قرآنه حيث قال تعالى: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم " الحجرات
فالتعارف له دوره الإيجابي والكبير في حياة المسلم فهو يوسع المدارك ,ويصقل المعارف ,وينقل الخبرات .
وإننا لنستغرب من أشخاص يذهبون ويرجعون من بيت الله الحرام ولا يوسعون دائرة معارفهم مع إخوانهم في العالم الإسلامي الرحيب , إنها فرصة سانحة لكل مسلم أن يكون صداقات أساسها الإيمان وقوامها الحب في الله فربما يسعد الإنسان يوم القيامة بمحبة أخ أحبه لله فقط وفي بيت الله : " وجبيت محبتي للمتحابين في " أحمد

4- يجب أن نفهم الحج على انه " وسيلة عملية لتطبيق الشعارات الإسلامية":
فالحج فيه من الشعارات الكثيرة التي يعلم الحج من خلاله تطبيق هذه الشعارات وسحبها لتطبق خارج فترة الحج تطبيقا عمليا وليس مجرد تكرار لهذه الشعارات أو غيرها
فأول شعار يطلقه الحاج في حجه ذلك الشعار الخالد : " لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك " فهو شعار يردده الحاج كلما صعد جبلا أو هبط واديا وهو ليس مجرد شعار بل هو نوع من أنواع التربية العملية للإنسان المسلم حيث يتكرس في مفهومه سرعة تلبيته لله رب العالمين فيحمل ذلك في ذاكرته ليعود إلى بلده متجسدا هذا الشعار الخالد لبيك اللهم لبيك
فإذا رأى طاعة أسرع إليها متمثلا ذلك الشعار لبيك اللهم لبيك
وكذلك وإذا رأى معصية أسرع منها لبيك اللهم لبيك .
وهو عندما يطوف حول الكعبة المعظمة يتعلم كيف يطوف في حياته حول الأمور العظيمة ولا يجعل طوافه ومحور تحركه الأمور ا لتافهة والرخيصة .
إننا إن غيرنا نظرتنا إلى الحج بهذه الصورة أو غيرها من النظرات ولو فهمنا الحج بهذه الطريقة يمكن أن نكون أقرب إلى عبادة ملؤها القرب من الله والفائدة في الدنيا والآخرة
اللهم اكتب السلامة للحجاج والمجاهدين والمعتمرين ولا تحرمنا أجرهم مولانا رب العالمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين



محــاولات في الـفـهـم

صمتي مهابه 10-15-2010 09:30 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
رسالة الى من حج...
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
من وفقه الله للحج إلى بيت الله الحرام , فأول ما ينبغي عليه أن يحمد الله جل جلاله, وأن يشكره على فضله, يشكر نعمة الله التي أنعم عليه, ومنته التي أسدى إليه, ويقول اللهم لك الحمد و لك الشكر اخترتني من بين الملايين ومن بين الأمم, وحملتني على ما يسرت لي, وهديتني وأعنتني, وسلمت لي بدني وسلمت لي صحتي, و وفقتني إلى أداء هذه المناسك والمشاعر, لا أحصي ثناء عليك, ومن شكر الله زاده, ومن حمد الله فإن الله يحب أن يحمد, ويحب أن يثنى عليه, ويحب أن يمجد, ولذلك قال صلى الله عليه وسلم :" أهل الثناء والمجد" فيحمد الله عز وجل أولا.

ثانياً: من حج إلى بيت الله الحرام فإن الله عزوجل أكرمه ويسر له الوقوف في هذه المشاعر والمناسك, فحط عنه الإثم, ومحيت عنه الخطايا, وتقرب إلى الله عزوجل بإراقة دمعة الندم وأحس بالألم مما سلف وكان من الذنوب والعصيان, فهجر هذه الذنوب, قلاها وبكى بكاء الندم بين يدي الله مستغيثاً مستقيلاً تائبا راجيا رحمة الله عزوجل.
فالله أعلم كم في هذه الرحاب من ذنوب غفرت, وخطيا محيت, وسيئات أقيل أصحابها, وعثرات قال الله من تلبس بها, فهي منازل الكرم ومنازل الجود من الله عزوجل, سبحانه له الحمد وله الفضل لا نحصى ثناء عليه, فإذا أحس المسلم أن الله أنعم عليه بهذه النعمة.
فليكن أيضاً من شكره هذه النعمة أن يحسن فيما بقى من عمره, وأن يكسر قلبه لله وأن يسأل الله أن يحسن له الخاتمة, وأن يحسن له فيما بقي من الأجل, ويقول: يارب أسألك فيما بقي من عمري عملاً صالحاً يقربني إليك, فيرجع بقلب جديد, وقالب جديد, وعمل صالح رشيد.

الوصية الرابعة: عليه أن لا يفتخر, وأن لا يرائي, وأن لا يدلي على الله بنعمته, بل عليه أن يقول: اللهم إني أسألك القبول.

الوصية الخامسة: من دلائل قبول الحج أن يكون حال الإنسان بعد الحج أفضل من حاله قبل الحج ولن يكون ذلك إلا بفعل فرائض الله, وترك حدود الله ومحارم الله والخوف من عذاب الله ولقاء الله, نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا ذلك الرجل.
وعلى المسلم إذا رجع إلى أهله ورجع إلى وطنه وإلى بلده أن يرجع بعمل صالح جديد, وأن يحاول أن يغير من أخلاقه, فإن الإسلام أدبه, وهذبه بهذه العبادة, فالذي حج إلى بيت الله الحرام و أمتنع من زوجته وهي حلال عليه أيام الحج وهي محرم عليه أن يطأها وأن يباشرها, حرى به أن يتقى الفواحش ما ظهر منها وما بطن, والذي حج إلى بيت الله الحرام وعف عن الرفث والفسوق والجدال في الحج حري به أن يرجع عفيف عن أعراض المسلمين, فلا يغتاب, ولا يقع في النميمة ولا أذية المسلمين, فارجع بحال جديد, وتصلح ما بينك وبين الله ومابينك وبين عباد الله.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل حجنا مبروراً, وسعياً مشكوراً وذنبنا مغفوراً, وعملنا صالحاً متقبلاً مبروراً.
وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده و نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

جواب سؤال لفضيلة الشيخ: محمد المختار الشنقيطي في دروس الزاد بمكة.



إلى من حج

صمتي مهابه 10-15-2010 09:33 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
فضل الحج .......أهمية الحج..
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد فهذه نبذة يسيرة عن فضل حج بيت الله الحرام نكتبها شاحذين بها همم من لم يحج أن يبادر إلى الحج, ومن حج أن يستكثر من الخير:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".متفق عليه ففي هذا الحديث بيان أن الحج يكفر جميع ذنوب الإنسان السابقة التي اقترفها في مدة حياته.
- وعنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه.
وفي هذا الحديث بيان لعظيم فضل الحج في الآخرة، و أنه إذا كان مبروراً كتبت الجنة لصاحبه.
ففي الحديث الأول بين صلى الله عليه وسلم تكفير الحج للذنوب (في الدنيا)، وفي الحديث الثاني بّين صلى الله عليه وسلم ثواب الحج (في الآخرة) وهو الجنة, وكلاهما مغنم أخروي.
- ويدل أيضاً على فضل الحج ما يكون في عشية عرفة من تنزّل الرب سبحانه وتعالى ومباهاته سبحانه لملائكته بالحجاج فقد صح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفه، وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء " رواه مسلم.
- ويدل أيضاً على فضل الحج ما يكون فيه من إقامة لذكر الله والتقرب إليه بالهديّ والذبائح، كما قال صلى الله عليه وسلم:" أفضل الحج العج والثج" رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم وغيرهم عن أبي بكر الصديق, وقال الترمذي: حديث غريب. [العج/ رفع الصوت بالذكر- الثج / الدم أو الذبح ].
- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه, و عن شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا " رواه الترمذي وبن ماجة.

وفي فضل الهدي قال تعالى: { وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ...} (36/الحج ), وعن عبد الله بن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر". أخرجه احمد وأبو داود والنسائي في الكبرى. ويوم القر هو اليوم الحادي عشر, وسمي بذلك لاستقرار الحجاج فيه في منى.
والحج ركن من أركان الدين الإسلامي التي بني عليها كما في حديث ابن عمر المتفق عليه:" بني الإسلام على خمس …. وذكر منها حج البيت ".
وهو واجب وفرض بإجماع العلماء لثبوت الأدلة الدالة على وجوبه وفرضيته من الكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى: { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ .. }(97- آل عمران) ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا". رواه مسلم.
ومعنى قوله تعالى:{ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ } أي لله على الناس حق أن يحجوا بيته.
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: " كتب عليكم" أي فرض.
و قال علي رضي الله عنه ورويّ مرفوعاً:" من أدركته فريضة الحج ولم يحج ومعه زاده وراحلته، ليس عليه أن يموت إن شاء يهودياً أو نصرانياً". رواه الترمذي وقال غريب وفي إسناده مقال، ورويّ نحوه مرفوعاً عن أبي أمامة رضي الله عنه. رواه أحمد والبيهقي وقال إسناده ليس بالقوي.

ويشترط لوجوب الحج شروط وهي :
1) الإسلام: وضده الكفر.
2) العقل: وضده الجنون.
3) البلوغ: وضده الصغر.
4) الحرية: وضدها الرق.
5) الاستطاعة: وضدها عدم الاستطاعة.
6) أمن الطريق: وضده الخوف.
7) المحرم للمرأة: فإذا لم تجد محرما لا يجب عليها الحج.



فضل الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 09:34 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
مقال بعنوان أنجح ولا نتغير عتاب لأمة الإسلام....

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك



أيها المسلمون.. أيها المسلمون
طال ليل الأنين .. دمعكم في العيون
مالكم تلبسون .. حلة البائسين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,...وبعد:
ونحن في هذا الموسم العظيم وفي أوقات التهيؤ والبدء وحتى الانتهاء من هذا الركن الهام, وبلمحة لما مضى من سنوات عديدة نعيشها,.....نرسل عتابا من القلب لأمتنا الطيبة الخيرة أن كيف تأتي من شتى بقاع الأرض لتؤدي هذه العبادة الكثيرة الحِكَمْ والمقتضيات ثم تعود بعدها كما كانت بدون أن تصلح حالها مع الله في كل الأمور, وتلتزم بأحكام دينه كاملة, وتجتهد وتعبده حق عبادته, وتنصره سبحانه لينصرها بفضله ويعـــود لها عزها ومجدها ووحدتهـــــا واتحادهــــــا, وتنتصر على أعدائها وتحفظ من شرورهم ومكرهم, قال تعالى:(إن تنصروا الله ينصركم) (محمد: 7), وقال سبحانه: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد:11),
وعتابنا يزداد لأن الأمة يحدث منها هذا وهي ترى أمام أعينها وتعيش هذا الواقع المر الذي يعتبر أشد وأحرج واقع مر بها على مدى تاريخها, ...واقع أذلت فيه الأمة وأهينت, واستمر وطال فيه ذبح أبنائها والتنكيل بهم في شتى بقاع الأرض,....وما من حلٍ حقيقي شامل حاسم لإيقاف هذه المآسي إلا عودة الأمة إلى حقيقة دينها وتمسكها الكامل به.

أَوَمَا يُحَرِّكُكَ الذي يجري لنا **** أَوَمَا يُثِيْرُكُ جُرْحُنَا الدفَّاقُ
وأمتنا فيها الخير الكثير ولكنها تعرضت لغفلــة... ولمكر وكيد وتضليل وتخدير عظيم من أعداء الدين وأعوانهم, جعلها تستمرئ الكثير من المعاصي و تصر عليها, بل قد لا تشعر أحيانا أنها مما لا يرضي الله.
وشُغِلَت وأُلْهِيت الأمة عن أن تسعى بجدٍ لإصلاح شؤونها والأخذ بأسباب تقدمها ونشر عقيدتها الصحيحة ودعوتها الربانية في آفاق الأرض.


٭ ٭ ٭
ولا شك في أن أمتنا لو استفادت حقاً من هذا الركن العظيم وعاد الحجيج وقد طبقوا حِكَمَ الحج والعِبَرَ الكثيرة والدروس الهامة منه في حياتهم, والتي من أهمها التوبة الصادقة لصلح حال الأمة ولعاد لها عزها, وليس على الله بعزيز أن يتحقق لها النصر وتقود العالم في خلال سنوات معدودة بإذن الله.

* فبـــــدءاً من الإحرام تبتدئ الحكم والدروس؛

- نُحرم فكأن هذه الشعيرة تذكرنا بالتجرد من آفات الدنيا والاغتسال من ماض لنا كنا قد أذنبنا فيه وقصرنا,

- نقول لبيك اللهم لبيك ومن معانيها الكبرى أننا متوجهون لك يا ربنا في كل أمور حياتنا, طائعون لأوامرك, رَهْنٌ لتعاليم دينك الذي ارتضيته لنا في كل شؤوننا, محبــــــون لك, مخلصـــون موحــدون,

- تلهج الألسن بالتكبير,...وما أكثر المعاني التي تستلهم من الله اكبر!,... فالله أعلى وأَجَلْ, وأمر الله أعظم, وما يريده الله هو الذي يجب أن يكون الأكبر,

- نطوف حول الكعبة ونبيت بمنى ثم ننطلق لعرفه ثم إلى مزدلفة ثم نعود لمنى, ونتحرك في كل مشاعر الحج كمــــا أُمِرنَا, طاعة له سبحانه وتحقيقا لعبوديتنا التي أساسها أن تَكُون مُحققة في شتى أمور حياتنا.. عقيدة وأفكاراً وقيما ومفاهيم وأعمالاً وسلوكاً,

- نرمي الجمرات ثلاثة أيام؛ وفي ذلك تذكير لنا بمواصلة حربنا مع الشيطان, وعدم الرضوخ لإغوائه وطُرِقِهِ, وتعويد لنا على الحذر منه هو ومعاونيه من شياطين الإنس الذين يمثلون رأس حربةٍ أساسية في خطة الشيطان وطرق إضلاله, والذين كانوا ولا يزالون يفسدون أمة الإسلام ويبعدونها عن حقيقة دينها ويميعون عليها أوامر الشريعة عبر وسائلهم المختلفة,

- نذبح الأضاحي فنتذكر ونتأسى بالخليل وإسماعيل عليهما السلام عندما لم يترددا! في الاستجابة للخالق سبحانه وتنفيذ ما أَمَرِ به!!,

- نحلق رؤوسنا وفي ذلك منتهى الذل والعبودية لأمره سبحانه وإقرار بالطاعة التي نحتاج إلى تحقيقها في كل أيام عمرنا,

- والحج كله بشعائره العديدة التي يظهر فيها بوضوح بذل الجهد وتحمل المشاقٍ المختلفة هو مُذَكِّرٌ لنا بذروة سنام الإسلام الجهاد, الذي ضعف في الأمة يوم أن بعدت عن حقيقة الإسلام في أمور كثيرة فلم تستطع أن تصل لذروة سنامه!,.. فهلا ربينا أنفسنا على التطلع لبلوغ هذه الذروة والتي نحتاج قبلها ومعها -أمةً وأفرادا- إلى أن نحقق جهاد أنفسنا في حملها على طاعة الله والالتزام بأوامره وتطبيق شرعه.

- وكل الحج أيضا يذكرنا بالواجـب الكبيــر والذي نحن في أمس الحاجة إليه في هذا العصر الذي نعيشه, وهو واجـــــب الدعوة إلى الله وبذل الجهد في سبيله, والـــذي نسيه الكثيرون وكأنه غير واجب عليهم؛.. ففي الحج نتذكر ونتأمل قصة أول من نادى وأذن في الناس بالحج أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام, ونعتبر مما بذله من جهود وتعب ونصب وسفر وترحال وتضحيات من اجل الدعوة وإقامة دين الله ونشره.

وتقصر الكتابات عن حصر العبر والمواقف والدروس المستفادة من هذا الركن العظيم,....لكنها كلها دعوة للتغيير وبذل الجهود والانطلاقة نحو ما يرضي الله في كل جوانب الحياة,... والحج مدرسة بل جامعة تربية للأمة للسعي والعمل في كل ما يفيدها ويصلح شأنها ويعلي قدرها.

قال تعالى(لن ينال اللهَ لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) (الحج:37)
قيل للحسن البصري : جزاء الحج المبرور المغفرة قال: آية ذلك أن يدع سيئ ما كان عليه من عمل.


٭ ٭ ٭
أيها الحاج الكريم.. أيتها الحاجة الكريمة:
هذا الحج مظهر عظيم من مظاهر ديننا, وقد أنعم الله عليك بأن بُلِّغْتَ هذه الفريضة, وكنت بإذن الله ممن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه,...وكأنك أصبحت صفحة بيضاء نقية,....فلا تلطخ أيها الكريم هذه الصحيفة الطاهرة بذنوب ترجع إليها وتصر عليها بعد عودتك.
قال تعالى(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) (النحل 92).
وتذكـــــــــر أن من علامات قبـــول حجك-الذي هو مرادك وأملك- أن تكون بعده أحسن حالا تائبا منيبا مجتهدا في كل خير بعيدا عن كل شر, داعياً إلى الله مجاهداً لإقامة دينه وشرعه بما تستطيع, ساعياً بجدِ في أسباب الرقي لأمتك.
فانتبه يا صاحب الصفحة البيضاء؛ وراجع نفسك واعرض كل أعمالك على الشرع ودقق وتبصر فيها,.. حتى لا تكون ممن هو مقيم على ذنب وهو لا يشعر به! أو -الأصعب- وهو لا يأبه به!!
ولِتَبْـــــــــقَ الصفحات بيضاء نقية بإذن الله, بل فلنسعَ إلى زيادتها نصاعة وطهارة,...حتى نلاقي الإله بها فنفرح الفرح الكبير,...ونكـــون عونا لأمتنا على طريق الفلاح والعز والنصر.

قال تعالى: {وَنُوُدوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} (الأعراف:43)
وقال سبحانه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور:55)




أنحج ولا نتغير
عتاب لأمة الإسلام

صمتي مهابه 10-15-2010 09:37 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
المسافرون .....الى....

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحياة سفر، والناس فيها مسافرون، والغاية واحدة: الآخرة.
والمنزل اثنان: جنات عدن، ونار جهنم.
كل الناس سائرون إلى الدار الآخرة، بغير اختيارهم.. إنما خيارهم في الطريق:
- فمنهم من يلزم طريق الجنة، فيتخذ: أركانه، وواجباته، وسننه.
- ومنهم من يلزم طريق النار، فيتخذ: سبيله، وموجباته.
قال الله تعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه * فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب إلى أهله مسرورا * وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا * ويصلى سعيرا * إنه كان في أهله مسرورا * إنه ظن أن لن يحور * بلى إن ربه كان به بصيرا}.
وفي الناس غفلة مترسخة، حكى الله تعالى عنها فقال: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم..}.
فلا يذكرون سفرهم هذا، ولا مآلهم، وقد يرون الميت بين أيديهم، فلا تتحرك قلوبهم بذكر ولا موعظة..!!
وقد مضت سنة الله تعالى في عباده: أنه يذكرهم؛ رحمة بهم، وبلاغا، ولعلهم يتقون.
فأقام لهم العلامات، ونصبها لهم؛ لتكون عونا، وتذكرة، فيستذكرون ما هم فيه من رحلة، تمضي ولا تقف، تحصي الأعمار، وتجتزئ منها فلا تكل ولا تمل، فمن تلك العلامات: الحج.

* * *
للحج أركان، وواجبات، وسنن، فأركانه: الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، وسعي الحج.
هذه الأربعة أركان الحج، من دونها لا يصح الحج:
- فبدون الإحرام، لا يحصل الدخول في النسك أصلا.
- وبدون الوقوف بعرفة، لا يحصل اللحاق بالحج، وعليه التحلل بهدي وعمرة، والحج من قابل.
- وبدون الطواف، لا يتم الحج، ويبقى عليه التحلل الثاني، لا يحل له الجماع، حتى يأتي به.
- وبدون السعي، لا يتم الحج، ويبقى في الذمة حتى يأتي به.
والحج سفر أصغر، هو مثال للسفر الأكبر: سفر الحياة الدنيا إلى الآخرة. لكنه سفر المؤمن، المتخذ طريق الجنة، دون سفر المتخذ طريق النار.
فكما أن سفر وشعيرة الحج لا تتم إلا بهذه الأركان، فكذلك سفر الدنيا، والقدوم على الله تعالى، ودخول جنات عدن لا تتم إلا بأركان أربعة مثلها:

* * *
- أركان السفر إلى الجنة.

فالأول: الموت على الإسلام. فبدونه لا يحصل الانتقال، من دار الدنيا إلى دار الآخرة، والدخول إلى الجنة، قال تعالى: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة إلا متاع الغرور}.
ومثاله الإحرام، فما أشبه الإحرام بالموت على الإسلام:
- ففي كليهما يقر الإنسان بالشهادة لله تعالى: المحرم يلبي:"لبيك اللهم لبيك"، والميت يلقن الشهادة: "لاإله إلا الله".
- ففي كليهما التجرد من الثياب، والكفن في ثياب بيضاء، غير مخيطة، يلتف بها الإنسان.
- وفي كليهما التطهر، والتنظف، والاغتسال، والتطيب.
- وفي كليهما صلاة تصلى تقربا إلى الله تعالى.
والفرق أن في الإحرام يفعل المحرم كل ذلك بنفسه، أما في الموت فيفعل به كل ذلك إخوانه المؤمنون.
فالإحرام يذكر الحاج مآله ومصيره، في هذه الحياة، كيف يخرج منها من دون شيء، فارغا، إلا من كفنه، وكيف يلقى بيت الله عز وجل مخالفا عادته في الزي، فكذلك يلقاه في زي مخالف لعادته.
والبقاء في الإحرام طيلة حجه، يذكر بهذا الحال غير المعتاد، ليفهم أنها آتية لا ريب، وأن الإعداد لها بعدة تخفف عنه هول ما يستقبل: واجب، كوجوب الإعداد للحج بعدة تخفف من وعثاء السفر.

الثاني: التوبة والاستغفار. فبدونها لا يفوز المرء بالجنة، لأن الخطيئة تحيط به من كل جهة، ولا يسلم منها، فإذا لم يحرقها بالتوبة والاستغفار أحاطت به. قال تعالى:
{بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}.
لكن التوبة والاستغفار تفك قيد الخطيئة، وتكسر أغلاله، لينفذ المؤمن إلى رضوان ربه، كما قال تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين}. ومثالها الوقوف بعرفة في الحج:
- فالوقوف بعرفة: وقوف بباب المولى بطلب الصفح، والعفو، والمغفرة، يمكث الناس طيلة النهار وجزءا من الليل، يستغيثون المولى جل شأنه: أن يتجاوز عنهم، ويعاملهم بفضله وكرمه، وأن لا يؤاخذهم بما ركبوا، وجنوا، واجترحوا. والله تعالى يستجيب لهم في هذا الموقف، فيقول لملائكته: (انظروا إلى عبادي: أتوني شعثا، غبرا، أشهدكم أني قد غفرت لهم).
- (والحج عرفة)، أي أعظم ركن فيه، فمن فاته فلا حج له، وبدون الاستغفار والتوبة يفوت ثواب الرب ورضاه، ويحل غضبه وسخط. قال تعالى:
- {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لولوا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون}، فهؤلاء المنافقون، كان سبب هلاكهم استكبارهم عن الاستغفار والتوبة.
- {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقال تعالى: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}، فكان سبب امتناع عذابهم استغفارهم.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب عذاب عبد الله بن جدعان ودخوله النار: (إنه لم يقل يوما من الدهر: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين).
فالوقوف بعرفة يذكر بالتوبة والاستغفار الدائمين، ولزوم الباب حتى يفتح بالرحمة والرضوان، ورفع الغضب والهوان، فمن أطال قرع الباب فتح له، ومن صبر نال الخير.. والحاج يصبر ساعات النهار والليل يطلب الصفح، والعفو، والمغفرة، فكذلك المسافر، المبتغي جوار الرب في الدار الآخرة.

الثالث: تعلق القلب، وملازمة الذكر. فما وصل ولا اتصل، إلا من فرغ قلبه لذكره، وتعلق به حبا، وشوقا، وأنسا، فشرط الإيمان تعلق القلب بالله تعالى، وهو محبته. قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}.
والمؤمنون هم الذاكرون، كما قال تعالى: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم.. }.
ومثاله الطواف بالبيت:
- فالطواف لف ودوران، وهو حال المؤمِّل، المتقرب، المحب، المشتاق: يدور حول محبوبه: منزله، وآثاره. المرة تلو المرة، لا يمل، ولا يتعب، ولا ينصرف، حتى ينعم بكلامه، ونظره، ورضاه.
- وفي الطواف يكون الذكر والاستحضار الدائم لمن يطوف له، حيث يفرغ القلب إلا منه، والعقل إلا من التفكر فيه، وفي آلائه، وهو حال الذاكرين الله تعالى كثيرا والذاكرات.
فالطواف عبادة تذكر بأصل الدين ولبه، وهو محبة الله تعالى وذكره، فيطوف حبا، وشوقا، وذكرا. ويتعلم أن هذا هو حال المؤمن في الدنيا، لا يقدم شيئا على مولاه، لا حبا، ولا ذكرا، وهذا حقيقة التلبية:
- "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".
والتي تقال عند الإحرام، ويوم التروية، وعرفة، ومزدلفة، حتى رمي جمرة العقبة يوم العيد، فإن "لَبّ" من قولهم: أَلَبّ بالمكان؛ إذا أقام به والتزمه؛ ومعناه: أنا لازم لك، ومتعلق بك، لزوم المُلِبّ بالمكان، مقبل إليك. فقول: لبيك؛ أي أقبلت إليك، وتوجهت إليك، وانقدت لك.

الرابع: الإخلاص والاستقامة على الطاعة. فالجنة لا يدخلها إلا المخلصون، العاملون على استقامة، كما قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}، وقال في العمل: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}، وقال في لزوم الاستقامة: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبع السبل فتفرق بكم عن سبيله}، وهذا مثاله السعي بين الصفا والمروة:
- فالسعي يكون جيئة وذهابا مرات. وهكذا المخلص يطلب القبول، إن لم يكن في الأولى ففي الثانية، والثالثة.
- والسعي على استقامة. وهكذا طريق الجنة في الدنيا صراط مستقيم غير معوج.
- والسعي فيه طول وصعود ونزول. وهكذا الطريق طويل وشاق، فسلعة الله غالية.
- والسعي فيه سعي شديد بين العلمين. وهكذا الطريق يحتاج إلى مسارعة ومسابقة، في بعضه.
فإذا سعى استدل بسعيه على الطريق، ووصف الطريق، من: إخلاص، واستقامة، وعمل، ومن معنى التلبية: "لييك اللهم لبيك": أنا مقيم على طاعتك، ولازمها، لا أبرح عنها.

* * *
وهكذا فلا يجتاز سفر الحج، إلى القبول، والثواب، والخروج من الذنوب كيوم ولدته أمه، كما في الأثر، إلا بفعل هذه الأركان الأربعة، فكذلك لا يجتاز سفر الدنيا، إلى جنة المأوى، إلا بفعل هذه الأربعة.
ثم يبقى فعل الواجبات، وترك المحظورات، وقد تسامح في ترك الواجب لعذر، وأوجب فدية، وتسامح في فعل المحظور: نسيانا، أو جهلا، أو اضطرار وكرها. وجعل فيه الكفارة والفدية إذا كان عمدا، وهكذا الأمر في السفرين. فما أشبه سفر الحج بسفر الحياة، وما أسعد من اتعظ، وفهم المعنى، وأدرك المغزى، وما أنزل القرآن إلا للتدبر، والتفكر، قال تعالى:
- {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}.
- {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}.

* * *
- الأصل الأكبر.
والأصل الأكبر في السفرين: توحيد الله تعالى. هذا الذي أرسلت به الرسل، ونزلت به الكتب، وخلق الله الخلق لأجله، ومايز بين الناس به، وحرم به الدم، والمال، وأدخل به الجنة، هو: إفراد الله تعالى وحده بالعبادة، ونبذ الشرك، وطرائق الشرك، سواء كان عبر الشفاعة، أو التوسل، أو التبرك.
هذا الذي يؤمر به الناس في حياتهم، كي يحصلوا ثواب الله تعالى، ويجتنبوا عقابه، منذ البلوغ حتى الممات، كما قال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}، فإذا جاء الحج أكد هذا الأصل بشعائره، ورسخه في النفوس، ورباهم عليه بالمظاهر التالية:
- الأول: التلبية. فقد كان المشركون في حجهم يلبون فيقولون: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك"، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، ومنع هذا الشرك، وأمر الناس أن يقولوا في تلبيتهم: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك)، فهذا شعار التوحيد وكلمته، يردده الحجاج منذ إحرامهم، وسائر أيامهم.

- الثاني: القصد. فإن الحج يقصد لوجه الله وحده، لا لأجل فلان وفلان، لا نبي ولا صالح، يخرج الحاج من بلده وأهله، لا يبتغي إلا الله تعالى وحده، حتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل في قصده، فليس من شروط الحج، ولا من واجباته: زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم. لكنها من المستحبات عموما.

- الثالث: الأعمال. كل أعمال الحج تجرى لله تعالى، ليس لأحد حظ فيها، من الأول إلى الآخر: الإحرام، إلى المبيت بمنى، إلى الوقوف بعرفة، ثم المبيت بمزدلفة، ثم الطواف والسعي، ورمي الجمار.

- الرابع: الدعاء. كل الأدعية المأثورة في أعمال الحج أدعية خالصة لله تعالى، فيها التوحيد ونفي الشريك، كدعاء الصفا والمروة، كما قال تعالى: {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا}، قال القرطبي: "قال ابن عباس وعطاء والضحاك والربيع: اذكروا الله كذكر الأطفال آباءهم، وأماتهم: أبه أمه؛ أي فاستغيثوا به، وألجئوا إليه، كما كنتم تفعلون حال صغركم بآبائكم. وقال طائفة: معنى الآية: اذكروا الله، وعظموه، وذبوا عن حرمه، وادفعوا من أراد الشرك في دينه ومشاعره، كما تذكرون آباءكم بالخير إذا غض أحد منهم، وتحمون جوانبهم وتذبون عنهم".

- الخامس: لا حظ لمخلوق. ليس في الحج تبرك بمشاهد، أو أضرحة، أو قبور، أو أشخاص، وليس فيه دعاء غير الله تعالى، أو الاستغاثة به، أو التوسل، بل ليس للمخلوق منه إلا الإحسان، بدعاء وعون، فيشرع في الحج: الحج عن ميت، أو عاجز. أو عون ضعيف أو محتاج، فكل حظ للمخلوق في الحج فبالإحسان إليه، وليس فيه أدنى شيء يدل أو يحث على التبرك به، أو التوجه إليه، وقد كان المشركون في حجهم يتفاخرون بآبائهم، ويذكرونهم، فأمر الله تعالى المؤمنين بقوله: {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا}، فأمرهم بذكر الله تعالى أشد من ذكر الآباء، ليعلمهم أن هذا موضع يعظم فيه الرب سبحانه وحده دون غيره. وهذا قول آخر في تفسير الآية.
ففي الحج يتعلم المرء التوحيد خالصا صرفا، ليرجع بعده فيكون كذلك في باقي أيامه، كما كان في حجه.

* * *
لما كان الحج عبادة تشمل أعمال: القلب، واللسان، والجوارح.
وكانت عناية الناس، في أغلبهم، منحصرة في أعمال: اللسان، والجوارح.
قصدت التذكير بالعمل الغائب: عمل القلب.
لتحصيل التمام والكمال، في التعبد والأجر.

* * *


المسافرون إلى الله تعالى

د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه

صمتي مهابه 10-15-2010 09:39 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
أيها الحاج تذكر حرمة البيت العتيق

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

لا يخفى على كل من له أدنى علم ، وأدنى بصيرة حرمة مكة ومكانة البيت العتيق ؛ لأن ذلك أمر قد أوضحه الله في كتابه العظيم في آيات كثيرة ، وبينه رسوله محمد عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة ، وبينه أهل العلم في كتبهم ومناسكهم وفي كتب التفسير ، والأمر بحمد الله واضح ولكن لا مانع من التذكير في هذا الموضوع وذلك من خلال المحاور التالية :
أولا : يقول الله عز وجل في كتابه المبين " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ " أوضح الله سبحانه في هذه الآيات : أن البيت العتيق هو أول بيت وضع للناس وأنه مبارك وأنه هدى للعالمين ، وهذه تشريفات عظيمة ورفع لمقام هذا البيت ، وقد ورد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أول بيت وضع للناس فقال عليه الصلاة والسلام " المسجد الحرام " قلت ثم أي ؟ قال " المسجد الأقصى " قلت كم بينهما ؟ قال " أربعون عاما " قلت ثم أي ؟ قال " حيثما أدركتك الصلاة فصل فإن ذلك مسجد " .

ثانيا :
هذا البيت العتيق هو أول بيت وضع للناس للعبادة والطاعة ، وهناك بيوت قبله للسكن ، ولكن أول ببت وضع للناس ليعبد الله فيه ويطاف به هو هذا البيت ، وأول من بناه هو خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وساعده في ذلك ابنه إسماعيل ، وأول بيت وضع بعده للعبادة هو المسجد الأقصى على يد يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ، وكان بينهما أربعون سنة ثم عمره بعد ذلك بسنين طويلة سليمان نبي الله عليه الصلاة والسلام .

ثالثا :
هذا البيت العتيق هو أفضل بيت ، وأول بيت وضع للناس للعبادة ، وهو بيت مبارك لما جعل الله فيه من الخير العظيم بالصلاة فيه والطواف به والصلاة حوله والعبادة ، كل ذلك من أسباب تكفير الذنوب وغفران الخطايا ، كما قال تعالى " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " فالله سبحانه قد جعل هذا البيت مثابة للناس أي يثوبون إليه ولا يشبعون من المجيء إليه ، بل كلما صدروا عنه أحبوا الرجوع إليه ، لما جعل الله في قلوب المؤمنين من المحبة له والشوق إلى المجيء إليه ، لما يجدون في ذلك من الخير العظيم ورفع الدرجات ومضاعفة الحسنات وتكفير السيئات .

رابعا :
جعل الله بيته العتيق آمنا يأمن فيه العباد ، فهو حرم آمن ، فيأمن فيه الصيد الذي أباح الله للمسلمين أكله خارج الحرم فيأمن فيه حال وجوده فيه حتى يخرج ، فلا ينفّر ولا يقتل ، قال الله " وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا " أي وجب أن يؤمّن ، وليس المعنى أنه لا يقع فيه أذى لأحد ولا قتل لا .. بل قد يقع ، وإنما المقصود " ومن دخله كان آمنا " أي وجب تأمين من دخله وعدم التعرض له بسوء ، ولقد كانت الجاهلية تعرف ذلك ، فكان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فلا يؤذيه بشيء حتى يخرج

خامسا :
كما أن هذا الحرم العظيم جعله الله مثابة للناس وأمنا ، وأوجب على نبيه إبراهيم وإسماعيل أن يطهراه للطائفين والعاكفين والركع السجود كما قال في الآية " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " والقائم هنا هو : المقيم وهو : العاكف ، والطائف معروف ، والركع السجود هم : المصلون ولهذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك يوم فتح مكة وأخبر أنه حرم آمن وأن الله حرمه يوم خلق السماوات والأرض ولم يحرمه الناس ، وقال : لا ينفر صيده ولا يعضد شجره ولا يختلى خلاه ولا يسفك فيه دم ولا تلتقط لقطته إلا لمعرف فيجب على المسلمين كما وجب على إبراهيم وإسماعيل والأنبياء وعلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم أن يحترموه ويعظموه ، وأن يحذروا ما حرم الله فيه من إيذاء المسلمين والظلم لهم والتعدي عليهم حجاجا أو عمارا أو غيرهم ، كما يجب تطهير هذا البيت للمقيمين فيه والمتعبدين فيه .

سادسا :
يجب على المسلمين أن يطهروه هذا البيت ويحذروا معاصي الله فيه ، وأن يُتقا غضبه وعقابه ، وأن لا يؤذي بعضهم بعضا ، ولا أن يقاتل بعضهم بعضا ، لأن السيئة فيه عظيمة ، كما أن الحسنات فيه مضاعفة ، والسيئات عند أهل العلم والتحقيق تضاعف لا من جهة العدد ، بل من جهة الكيفية ، فإن الأصل : أن من جاء بالسيئة فإنما يجزى مثلها ، فالسيئة في الحرم ليست مثل السيئة في خارجه ، بل هي أعظم وأكبر ولذلك قال الله " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " ومن يرد فيه : أي يهمّ فيه ويقصد ، بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ، ويقول جل وعلا في صدر هذه الآية " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي " وهذا يبين لنا أنه محرم ، وأنه لا فرق فيه بين العاكف وهو المقيم ، والباد ، وهو : الوارد والوافد إليه من حاج ومعتمر وغيرهما ، ولما فتح الله لنبيه صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة خطب الناس وقال : إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض ولم يحرمه الناس وأن الله جل وعلا لم يحله لي إلا ساعة من نهار وقد عادت حرمته اليوم كحرمته بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب وقال : إنه لا يحل لأحد أن يسفك فيه دما أو يعضد فيه شجرة ولا ينفر صيده ولا يختلى خلاه ولا تلتقط لقطته إلا لمنشد أي معرف " فإذا كان الصيد والشجر محترمين فيه ، فكيف بحال المسلم ، فمن باب أولى أن يكون تحريم ذلك أشد وأعظم وأكبر ، فليس لأحد أن يُحدث في الحرم شيئا مما يؤذي الناس لا بقول ولا بفعل ، بل يجب أن يحترمه ، وأن يكون منقادا لشرع الله فيه ، وأن يعظم حرمات الله أشد من أن يعظمها في غيره ، وأن يكون سِلما لإخوانه يحب لهم الخير ، ويكره لهم الشر ، ويعينهم على الخير وعلى ترك الشر ، ولا يؤذي أحدا لا بكلام ولا بفعل فِيهِ لأن فيه " آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ " فالله جعل فيه آيات بينات ، وهي التي فسرها العلماء بمقام إبراهيم ، فالحرم كله مقام إبراهيم الذي تعبد فيه ، ومن ذلك المشاعر؛ عرفات والمزدلفة ومنى ، كل ذلك من مقام إبراهيم ، ومن ذلك الحِجر الذي كان يقوم عليه وقت البناء ، فيجب على المسلمين تجاه هذا الحرم الشريف أن يصونوه ويحفظوه ويحموه من كل أذى كما أوجب الله ذلك ، وأوجب نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما بينه أهل العلم وأجمعوا عليه من وجوب احترام هذا البيت وتطهيره من كل أذى وحمايته من كل معصية ومن كل ظلم ، ووجوب تسهيل أمر الحجيج والعمار وإعانتهم على الخير وكف الأذى عنه ، وأنه لا يجوز لأحد أبدا أن يؤذوا أحدا من الناس ، لا بكلام ولا بفعال ، وإنما يؤذي الناس في هذا البيت العتيق من لا يؤمن بالله واليوم الآخر أو من يجهل أحكام الله أو يقصد ظلم العباد ، فيكون عليه من الوزر ما يستحق بسبب إيذائه وظلمه ، وأما من آمن بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا ، فإن إيمانه يردعه عن كل ما حرم الله في هذا المكان وغيره ، لأن هذا المكان أعظم من غيره ، وأفضل من غيره ، فمكة المكرمة هي أفضل البقاع وهي أحب البلاد إلى الله وأفضل مكان وأعظم مكان ، ثم يليها المدينة المنورة ، ثم المسجد الأقصى ، فهذه هي المساجد الثلاثة التي خصها الله بمزيد التشريف على غيرها ، وهي أعظم مساجد الله ، وأفضل مساجد الله ، وأولى مساجد الله بالاحترام والعناية .

نسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلا ، أن يوفق المسلمين في كل مكان لكل ما فيه رضاه وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم ، وأن يرزقهم أداء حقه ، والبعد عن محارمه أينما كانوا ، وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد ، وأن يعينهم على أداء الواجب ، وعلى حماية بيته العتيق ومدينة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام من كل أذى ، ومن كل سوء ، وأن يكبت أعداء الإسلام أينما كانوا وأن يشغلهم بأنفسهم عن إيذاء عباده ، وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم أينما كانوا ، وأن يكفي المسلمين شرهم إنه جل وعلا جواد كريم وسميع قريب ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



أيها الحاج .. تذكر حرمة البيت العتيق

صمتي مهابه 10-15-2010 09:41 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
إحرام قلب,,,


تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
لبيك اللهم لبيك ..
لبيك لا شريك لك لبيك ..
إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك لبيك ..
لبيك لبيك ..
لبيك حقاً وصدقاً ..
لبيك لبيك ..
لبيك تضرعاً وشوقاً ..

مهللين مكبرين ملبين نداء رب العالمين ..
يحدوهم الأمل..
ويحفهم الخوف والرجاء..
رافعين أكف الضراعة إلى الله -عز وجل- راغبين في مغفرته ورضوانه..
وعلى عرفات الله مناجين ربهم، ساكبين العبرات في تلك الرحبات ..
فما أروع هذا المشهد! وما أعظمه!

فهنيئاً لكم أيها الحجاج هذا النسك وتلك العبادة التي هي تلبية نداء وطاعة، وشوق ومحبة في كل لحظة وساعة..
سائلاً الله أن يجعل حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً وذنبكم مغفور..
هنيئاً لكم يا وفد الرحمن ورودكم على ربكم وهنيئاً لكم إحرامكم وطوافكم وسعيكم وتقبل الله طاعتكم وأخرجكم من ذنوبكم كيوم ولدتكم أمهاتكم ..

أما أنت يا من لم يمنّ الله عليك بالحج هذا العام
فأرق على تخلفك من الدموع ما تيسر ..
ولا تحلق رأس دينك بالذنوب ..
وقم لله باستشعار الخوف والرجاء..
وإن كنت قد بعدت عن حرم الله فلا تبعد نفسك بالذنوب عن رحمة الله ،
فإن رحمة الله قريب ممن تاب واستغفر ..
وإن كنت لم تحرم ببندك
ألم يأن لقلبك أن يحرم ؟؟
أما آن لقلبك أن يقصد وجه الله وحده ؟؟
أماآن لقلبك أن يصغى لنصيحة ابن القيم وهو يخاطبه ويسهم فى أذنه :-

" والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال وقصد وجه المعبود وحده دون شيء من الحظوظ سواه، حتى تكون صورة العملين واحدة، وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله، وتتفاضل أيضاً بتجريد المتابعة، فبين العملين من الفضل، بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة، فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلاً لا يحصيه إلا الله تعالى "

أما آن لقلبك أن يتطهر من الذنوب ؟؟
وأن يتذوق حلاوة الطاعة ويستشعر لذتها ؟؟
ويعقل وصية وهيب بن الورد
حينما سئل ـ رحمه الله ـ:
أيجد لذة الطاعة من يعصي ؟
قال : ولا من همّ ! ـ أي من همّ بالمعصية ـ!
فإذا كان يا قلب هذا أثر الهم بالمعصية
فما بالك باقترافها، والولوغ فيها والإصرار عليها ؟!
أما آن لك أن تحرم ؟

يقول ابن الجوزي -رحمه الله-:
"وربما كان العقاب العاجل معنوياً، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل:
يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟
فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري!
أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي ؟...
فرب شخص أطلق بصره فحرم اعتبار بصيرته، أو لسانه فحرم صفاء قلبه، أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم سره، وحرم قيام الليل وحلاوة المناجاة، إلى غير ذلك...
أما آن لك يا قلب أن تستمتع لطبيب القلوب الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ عندما تحدث عن عقوبات الذنوب والمعاصي :
"ومن عقوبات الذنوب أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله، وتضعف وقاره في قلب العبد ولا بد، شاء أم أبى، ولو تمكن وقار الله وعظمته من قلب العبد لما تجرأ على معاصيه ...
فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد تقتضي تعظيمَ حرماته، وتعظيمُ حرماته تحول بينه وبين الذنوب "

فأحرم يا قلب عن الذنوب واقصد وجه علام الغيوب
تنل القرب المطلوب


همسات د/ عمرو الشيخ ..
- المدير التنفيذي لمؤسسة نور للتنمية البشرية -



إحرام قلب ..

صمتي مهابه 10-15-2010 09:44 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
أوراق حاج,,نهاية المطاف للحاج,,سنن وآداب تتعلق بالحج

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


أخي الحاج ...
أخي قاصد البيت العتيق ...
أخي زائر المشاعر المقدسة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أوراق حاج نبعثها إلى روحك الغالية مفعمةً بقداسة المشاعر وقدسية الشعائر إنَّها رسائل حبٍ وتقدير لكل حاج يحدوه الأمل نحو هذه البقاع المباركة والديار المقدسة ليؤكد الولاء لله ويصدَّق الانتماء لهذه الأمة برغبة طلب العفو والصفح من الله جل وعلا فيسعى مع إخوانه المؤمنين نحو السعادة في الطاعة ونبذ المعصية

{ أوراق حاج } ....
هديةٌ متواضعة من التوجيهات لحجاج بيت الله الحرام كم نسعد بالتواصل معنا في أفكار هذا الكتيب على العنوان التالي :
الرياض ص. ب 56 الرمز البريدي 11392
أخوك ...
عادل العبدالجبار
055220503
الورقة الأولى {أصل وأساس }...
الحج خامس أركان الإسلام التي تُبنى عليها كما في الحديث { بُنيَ الإسلامُ على خمس وذكر منها حج بيت الله الحرام } فهو أصلٌ عظيم تتألف فيه القلوب.. وتذوب به كآفة الفوارق.. وتتحطم معه مسافات الحدود.. لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا غني وفقير ولا كبير وصغير ولا مأمورٍ وأمير بل الجميع يقف بالمشاعر المقدسة بإحرام واحدٍ وهدفٍ وهم واحد...
الحج .. أصلٌ في الدين.. وأصلٌ في زوال الفوارق الدنيوية.. وأصلٌ في التوجه والمعتقد.. وأصلٌ في الأمنية والرجاء ..وأصلٌ في الخروج من الشرك وأهله وأصلٌ في التطهر من الذنب والخطيئة ففي الحديث ( من حج البيت فلم يرفث أو يفسق عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه ).. وأصلٌ لدخول الجنة والنجاة من النار ..
قال صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وقال: (ما من يوم يعتق الله عبيده من النار من يوم عرفة «
أخي الحاج ... الحج أصلٌ لأعمال عظيمة شرّفك الله به فلا تدخر وسعاً في بذل الجهد في نيلها والفوز بها وبفضلها وأفضالها.. فالفرصة بين يديك والهدف موجود والعاقبة محمودة...

الورقة الثانية { بشارة } ...
جاءت نصوص السنة النبوية ببشارات نرسلها لكل حاجٍ وحاجة ونهديها بأصدق الدعاء أن يكونوا من أهلها...
1- دخل عمرو بن العاص رضي الله عنه ليعلن إسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمرو : أبسط يمينك لأبايعك فبسط رسول الله يده فقبضها عمرو .. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مالك يا عمرو ؟ ) قال : أردت أن اشترط !! قال : (تشترط ماذا ؟ ) قال : أن يغفر لي قال : » ما علمت يا عمرو أنَّ الإسلام يهدم ما قبله .. وأنَّ الحج يهدم ما كان قبله « ..
2- روى الطبراني في الكبير وحسنه الألباني .. عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ، ويمحو عنك بها سيئة ، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول هؤلاء عبادي جاؤني شعثاً غبراً من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني ؟فلو كان عليك مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك وأما حلق رأسك فلك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك فما رأيك ؟؟؟...

الورقة الثالثة { ثروة لا فقر بعدها } ...
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة «رواه الترمذي
الحج طريق الغنى وأمان من الفقر بنص الحديث فمهما بذل الحاج من الأموال فهي مخلوفة أضعافاً مضاعفة بل إنَّ الحج صمام أمان من العوز والحاجة ولئن كانت المواصلات حديثة ومريحة والخيام ضخمة وعظيمة تؤمن للحاج الإقامة الهادئة والعبادة الخاشعة فإنَّ ذلك يجعل الأمانة أعظم في تحري الهدف المنشود أما التأسف أو التسويف بعدم الحج خوفاً من الفقر أو الإزدحام أو الحر أو البرد فهذا نقص مخل وتثبيط من الشيطان ...
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من كان له جزه ولم يحج فاضربوا عليه الجزية ما هو بمسلم ) رواه البيهقي
أخي الحاج ..
الحج ثروةٌ طائلة لك في الدنيا وبعد الممات فمن يعلم وأنت تؤخر الحج خوفاً من الفقر أن تكون في عامك المقبل من أصحاب الأجداث والبلى في عداد الغرباء والأموات..
تذكر وعجل وسجل في ركاب الحجاج قبل فوات الأوان فالثروة معروضة والوعد من الله والضامن رسوله صلى الله عليه وسلم والشهود ملائكته والمكان مكة والجزاء الغنى في الدنيا.. والعاقبة الجنة في الآخرة..

الورقة الرابعة{ السلف الصالح } ...
أنموذج مضى في حياة من جاء بعدهم فهذا رسول الله أفضل البشرية وازكي البرية كان ينادي في الحجاج ( خذوا عني مناسككم ) وكفى لنقف مع ثلة مباركة من السلف الصالح منها :
أنس بن مالك .. أحرم من ذات عرق فما سُمع متكلماً إلا بذكر الله حتى رحل .
القاضي شريح.. كان إذا أحرم كأنه حية صماء ..
سفيان الثوري ..لا يفتر لسانه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ذاهباً وراجعاً ..
الفضل بن عياض .. كان بعرفة يبكي وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان ..
بكر بن عبدالله المزني قال : لولا أني في الحجيج لقلت قد غفر لهم ..
الأوزاعي .. كان يذكر الله على كل حالٍ خاشعاً متذللاً .. فتأمل!!

الورقة الخامسة { كلمات نورية } ..
في السنة العاشرة من الهجرة حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي اليوم التاسع من ذي الحجة اجتمع حوله الناس نحو (150) ألف فألقى فيهم خطبته الشهيرة وكان منها
) أيُها الناس اسمعوا قولي .. فإني لا أدري لعلي ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً إنَّ دمائكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع .. ودماء الجاهلية موضوعة وإنَّ أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث .. وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله .
فاتقوا الله في النساء .. فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله .. واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهنَّ ألا يطئن في فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهنَّ ضرباً غير مبرح ..ولهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أن اعتصمتم به كتاب الله ..
أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمةً بعدكم ألا باعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم وتحجون بيت ربكم واطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة ربكم وأنتم تسألون عني ، فما أنتم قائلون ؟ « .
قالوا .. نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ..
فقال باصبعه السبابة يرفعها إلى السماء .. وينكثها إلى الناس » اللهم أشهد « ثلاث مرات

الورقة السادسة { الرِّياء والسمعة } ..
لا تخلومجالس الحجاج بعد قضاء المناسك من قولهم حججت مع حملة كذا والمطوف فلان وفعلتُ وعملتُ وطفتُ ورميتُ وذبحتُ وسلسلةٌ من التباهي بالأعمال والأقوال ونسي الحاج أو تناسي أنَّ الإخلاص لله تعالى هو المقصود حقاً من الحج وأن لا يرجو به إلا الله عز وجل قال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) وقال ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) وقال: ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ )
وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : » إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءٍ ما نوى « .
قال شريح .. الحاج قليل والركبان كثير وما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه ..
قال ابن رجب {لا يقصد الحاج بحجه رياءً وسمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء بل يقصد وجه الله ورضوانه ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لله به}
روى أنس رضي الله عنه : ( حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رحل رث وقطيفة ما تساوي أربعة دراهم وقال : » اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة « رواه ابن ماجة

الورقة السابعة { التلبية } ..
( لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك له لبيك .. إنَّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك )
بهذا الصوت الندي الشجي يهتف جمع الحجيج التي توفدت من كل حدبٍ وصوبٍ ليشهدوا منافع لهم معلنين ولاءهم لله قاصدين بيته راجين فضله طالبين رحمته ملبين نداء أبيهم إبراهيم الخليل في خشوع وطهرٍ تامين ....
( التلبية ) بها يقطع الحجاج رحلة إيمانية رائدهم فيها التوبة لله والخلوص من كل ذنب إجلالاً وتعظيماً لشعائر الله واقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وترديده لها ورفع الصوت بها دليلٌ ملموسٌ وإعلانٌ صادق أنَّ العظمة لله وحده وأن طاعة الله ستكون ملازمة له أينما كان وحينما توجه ..
فما أجمل النداء ... ؟؟ وما أروع الأستجابة .. ؟؟
{التلبية} .. ليست أناشيد واهازيج وتوشحات يرددها واحدٌ ومن خلفه يردد معه دون تأملٍ وتفكر لمعناها ليفقد الجميع الخشوع في متابعة الأصوات الملبية المنشدة الذي يُعد عملاً مخالفاً لسنة رسوله وأصحابه بل فيه من التشويش على الأخرين بل أنَّ التلبية الجماعية ( بدعة ) لا دليل عليها ليعظم الأمر حين يغلب صوت النساء فيكون منكراً عظيماً فالحذر من الابتداع والحرص على الاتباع ..

يوميات حاج ..
اليوم الثامن ويسمى يوم التروية ..
يستحب له أن يغتسل ويتطيب قبل احرامه فيحرم بالحج ويشترط إن كان خائفاً ويبيت ( بمنى ) ليلة التاسع ويكثر من التلبية .. ويقصر الصلاة الرباعية .

اليوم التاسع ( يوم عرفة ) ..
يسير إليها بعد طلوع الشمس ويصلي الظهر والعصر جمعاً وقصراً ( جمع تقديم ) ويجتهد في الدعاء وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .. ويبذل الصدقة ويكثر منها ..

ليلة مزدلفة ..
يدفع إليها بعد مغيب الشمس بسكينة ووقار ويصلي بها المغرب والعشاء متى وصل جمعاً بأذان واحد واقامتين قبل حط رحاله وينام ولا ينشغل بصلاة سوى الوتر . ويبقى ويصلي الفجر بها ويقصد المشعر الحرام إن تيسر .. ويدعو الله حتى يسفر جداً ..

يوم العيد ..
يكثر من التلبية حتى يرمي جمرة العقبة بـ (7) حصيات فيقطعها ويكبر الله مع كل حصاة ويذبح هديه في هذا اليوم ويحلق شعره أو يقصره والحلق أفضل لغير النساء بل تقصر قدر أنملة من كل ظفيرة ويطوف ويسعى حسب النسك .. ويخلع إحرامه بالتحلل الأول ..

أيام التشريق 11 – 12 – 13
يرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم العقبة الكبرى بـ(7) حصيات لكل جمرة يكبر عند كل حصاة .. ويسن له بعد الرمي عند الصغرى والوسطى أن يدعو عندهما طويلاً حسب اللوحات الإرشادية هناك رافعاً يديه ويبيت بمنى هناك وجوباً ليختم أخر أعمال الحج بطواف الوداع ..

حوار مع لباس الإحرام ..
من أنت ؟ عرَّف بنفسك ؟
أنا من رافق الحاج في مناسكه وأنا من أذكره بيوم انتقاله إلى عالمه الآخر ( القبر ) أذكره بالكفن وفقط .

لماذا لونك أبيض ؟
هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو المشرَّع لنا وهو دليل النقاء والصفاء في القصد والعمل .

أمرٌ أعجبك كثيراً ؟
كثرة من يلبسني ويتضرع ويسأل الله عز وجل ويلبي دائماً وأبداً أثناء ارتدائي .

أمرٌ أساءك كثيراً ؟
إضاعة الوقت في هذه الأيام القليلة الفاضلة بالقيل والقال وفضول الأعمال .

أمنية غالية ؟
توبة من لبسني وقبول الله له وتذكر نعمة الله عليه بي فلا ينسى شرفي وعظمتي في قلبه .

متى تكون سعيداً ؟
عندما اتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : » أنَّ المحرم إذا مات يبعث يوم القيامة ملبياً بسببي « فتأمل !!!

نصيحة لمن يلبسك ..
أن يوقرني فلا يرفث ولا يفسق ولا يسب ولا يشتم ومما يسوني كثيراً حينما يدخن الحاج حالة لبسي مما يخدش لب الخشوع والسكينة والوقار .

ختاماً .. من تحب ومن تكره من الحجاج ؟
أحب داعي الخير المتقي المحسن من يحفظ عورته عن أعين الآخرين وأكره الفاسق والعاصي وأقول للجميع الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ..

الدعاء .. الدعاء ..
أخي الحاج .. من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له .. ومن يكثر الدعاء يوشك أن يستجاب له .. ففي الحديث الصحيح » إنَّ الله حيي كريم إذا رفع العبد إليه يديه يستحي أن يردهما صفراً خائبتين « فهل أجمل من مشهد الحجاج وهم يسألون الله ويرجون فضله ومغفرته بدموع ملؤها الصدق في الرجاء ..
وبايدٍ اجتهدت بالدعاء .. وألسنٍ أكثر من الثناء .. وقلوب عظمت في الله الرجاء في بقاعٍ طاهرة .. وموسم مبارك .. وموقف عظيم ولاسيما في يوم عرفة أعظم الأيام وأفضلها كيف لا .. وهو يوم مغفرة الذنوب .. والتجاوز عن الخطوب .. والستر على العيوب .. والفوز بالمحبوب .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل » أشهدكم يا عبادي أني غفرت لمحسنهم وتجاوزت عن مسيئهم « .. فلا تتأخر في رفع الدعاء وأبشر بالإستجابة .

ضعفاء ..
أخي الحاج .. إليك نماذج من الضعفاء في حجهم وبصورة موجزة وطرح جديد ..
1- ضعيف في عمله .. فيحج كما يرى الناس لا يسأل أهل الذكر والفتيا والعلم .
2- ضعيف في نفقته .. حين حج من كسب الحرام ونسي أنَّ الله طيب لا يقبل إلا طيباً ..
3- ضعيف في احرامه .. فلا يستشعر عظمته ووقاره بل ربما أبدى الحاج تضايقه منه وتمنى التخلص منه ..
4- ضعيف في حب المشاعر .. فهو كثير السؤال عن العودى والانتهاء من المناسك وكأن البقاع المقدسة لا تعني له شيئاً ..
5- ضعيف في جوارحه .. فعيناه تنظر وتتصيد العورات .. ولسانه لم يسلم منه الحجاج غيبةً وسباً وشتماً وكذباً .. ويداه تبطش بالسرقة دون النظر لقدسية المكان والبقعة وربما اقترفت التدخين المثل المحزن على محيا متعاطيه .
6- ضعيف مع عبادته .. فلا تراه إلا غافلاً بعيداً عن كل سنة وكأن الحج حمل ثقيل يتمنى التخلص منه .
هذه نماذج ومشاهد مؤلمة في الضعف بأنواعه من خلاله ندعو الجميع إلى القوة في الأعمال الصالحة وأن يكون الحج صفة جديدة في حياة صاحبه تدعوه للتغيير نحو القوة في الإرادة والهدف والمقصد والعمل ..
المرأة في الحج ...
أختي المسلمة ..
هنيئاً لكِ حج بيت الله وقصد المشاعر المقدسة .. فلنا معك حديث في رسائل عجلى أو توجيهات إيمانية كم يسرّنا أن تتأملي ما فيها وتتقلبيها بإخلاص ودعاء ..
1- المحرمة لا تلبس النقاب ولا القفازين حالة الإحرام بل لا تكشف وجهها ولا كفيها أمام الرجال الأجانب .. قالت عائشة ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع الرسول صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذونا سدلت احدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه ).
2- المحرمة لا تجهر بالتلبية بل تسرُ بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء ومحارمها من الرجال .
3- تجنبي مزاحمة الرجال في عام المناسك وليس من الواجب استلام الحجر الأسود والركن أثناء الزحام .. كما ليس عليك ( رمل ) بل هو خاصٌ بالرجال ولا سعي بين العلمين في السعي بين الصفا والمروة .
4- إن كنت ضعيفة جاز لك الدفع من مزدلفة آخر الليل ورمي جمرة العقبة قبل زحام الناس .. كما يجوز لكِ أيام التشريق تأخير الرجم إلى الليل خشية الإزدحام ولا شيء في التأخير ..
5- أخيتي .. احذري النوم أمام الرجال ولاسيما في الساحات الكبرى واحترسي عند الوضوء من تكشف عورتك وكشف وجهك ويديك ورجليك أمام الرجال بلا مبالاة ولا اهتمام .. كما لا تخرجي لوحدك من المخيم أو الحملة دون محرم .

ختاماً ..

الحائض والنفساء .. ليس عليها وداع وذلك تخفيف من الشارع الحكيم وتيسير على النساء فاحمدي الله أيتها المرأة واشكريه أن اصطفاك لأداء تلك الفريضة والتعرض للرحمات والمغفرة .

الهاتف ...
جهاز الاتصال المحمول والثابت في البقاع المقدسة نعمة لا تقدر بأي ثمن ذلك أنَّ بمقدور كل حاج أن يطمئن على أهله وذويه في أسرع وقت وأقل تكلفة ممكنة متى شاء وأراد .. وكأنه بينهم دقيقة بدقيقة ويوماً بيومٍ فتفاصيل حجه وصفحات يومه يعرضها لهم بشكل مستمر لتزول غربة السفر وكآبة الانتظار ..

أخي الحاج .. لنا معك وقفة في رسائل الاتصال .. نبدأ بالجهاز المتنقل ( الجوال ) لنرى وبكل حزن مشاهد مؤسفة في تعامل الحجيج فقد أخذ جلَّ وقتهم الثمين ودقائقهم الغالية حتى في شرف الأماكن حين الطواف بالبيت والسعي بل وعند رمي الجمار أيام العيد وقبله في يوم عرفة وبعد العصر الوقت الذي يتجرّد فيه الحاج من كل شيء إلا الدعاء والرجاء نراه وبكل أسف يهاتف بجواله ويتحدث ويضحك وكأنه لا شيء يعنيه .. ونسي أنه في زمان ق لا يتكرر ولا يعوض بمليارات الدراهم والدنانير لنرى بالمقابل من أضاع وقته في صف الطوابير أمام كبائن الهاتف ولو كانت لساعات طويلة ولمرات متكررة من اليوم وكان بوسعه الاتصال في أوقاتٍ مفضولة والمحافظة على الأوقات الفاضلة ..

دروس من رمي الجمار ..
أولاً .. ليس من غاية الرجم رمي الشيطان بل هو تعبد لله وحده واتباع لإبراهيم واقتداء برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ثانياً .. امتثال أمر الله في الرجم تعظيماً له واستجابة لأمره وارغام للشيطان واستجابة لنداء الرب .
ثالثاً .. أسلوب الرجم الحسي يراد به الرجم المعنوي في نبذ وبغض وعصيان شهوات النفس ودعوات الشيطان .
رابعاً .. يد الحاج المؤمن ترمي لتصيب الهدف الأسمى في نبذ اليد العاطلة واليد الخاطئة واليد العاجزة .
خامساً .. يتذكر الحاج بالرجم قصة ذبح الخليل لولده إسماعيل .. في صدق الإمتثال .
سادساً .. يستشعر رامي الجمارك بفكاك رقبته من النار وقبول عملك وأنَّ رميه لله وبراءة من الشيطان والابتعاد عنك .
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إنما جعل رمي الجمار لإقامة ذكر الله « .

الدعوة في الحج ..
كنوز مفقودة في حياة الدعاة إلى الله .. فهل أجمل من زيارة البلدان والدول الإسلامية بدون جوازات وسفارات ولا تأشيرات فكأنما الحج موسم لأهل الدنيا فالدعاة أولى به من غيرهم وكل ذلك لإنقاذ الناس من النار ومن الشرك بالله فكم من حاج يطوف بالبيت الحرام لكن يطوف بالقبور والأضرحة كم حاج نحر الهدي والقرابين ثم ذبح للسحرة والمشعوذين كم من حاج نزع ثيابه ليلبس إحرامه وقد بدى في يديه التمائم والتعاليق الشركية والحروز الشيطانية ..
مشاهد يطول المقام بذكرها وحصرها فمن التناقض أن يصدع الحاج بالتلبية موحداً الله ثم ما يلبث أن يقع في الشرك . الذنب الأكبر والهاوية المهلكة .

قال عمر بن الخطاب .. لما قبل الحجر الأسود
( والله إني أعلم أنك لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك ) .
دعوة لكل داعية مبارك أن يجعل أيام الحج الفرصة العظمى لدعوة الغير للخير يقول لينً وخلقٍ حسن .. واسعاع منير ..سائلين الله أن يمنح الجميع الأجر والثواب .

نهاية المطاف ..
أخي الحاج .. تقبل الله منا ومنك .. ورفع قدرك .. وغفر ذنبك .. وأعادك إلى أهلك سالماً غانماً .. وأنت ترفل بثوب الصحة والعافية .. اللهم آمين .



أوراق حاج

صمتي مهابه 10-15-2010 09:47 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
للحجيج ,,من هنا نبداء وعلى طريق الجنة نلتقي..

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده وبعد
فإن الجميع يدرك أن الحج محطة ودورة وتجارة وميدان لتجديد العهد مع الله والتزود للدار الآخرة والتنافس في الخير واللحاق بركب السائرين إلى الجنان وفي طلب رضا الرحمن والنجاة من النيران .
هذه كلمات مختصرات ومقتطفات يسيرات ، كتبتها في جزء من ليل ونهار مقدما الاعتذار عن التقصير و العثار وهي :
إلى من لبى نداء الله قاصدا البيت الحرام في شوق وحب وتلهف لتلك الأحوال والمقامات .
إلى من سيتجرد من المخيط والمحظورات .
إلى من سيقف على صعيد عرفات ويسكب العبرات .
إلى من سيرمي الجمرات وينادي بالتكبير رب البريات .
إلى من ستكتحل عيناه بالبيت الحرام بعد أمنيات وأحلام سنوات .
فأقول مذكرا بأمور مهمات راجيا الله أن تكون من الباقيات الصالحات ليوم تعز فيه الحسنات وهي :
1- معاهدة النفس عند أول قدم حين السفر للحج في إخلاص العمل لله عز وجل وطلب رضاه لا لمدح أو ثناء .
2- معاهدة النفس عند أول قدم حين السفر أن يكون هذا الحج بداية انطلاقة في طريق الهداية وحسن الاستقامة والدعاء والإلحاح من الله بأن يعينك على ذلك وأن تكون كذلك فما خاب من رجاه ودعاه .
3- طلب الحج بالكسب الحلال .
4- اقرأ قبل السفر كتاب : ( التحقيق والإيضاح في الحج والعمرة للشيخ ابن باز رحمه الله واستمع شريط دمعة حاج للشنقيطي ) .
5- اختيار الرفقة الصالحة الناصحة ذات العلم من إمام المسجد أو زملاء العمل المستقيمين ولا تتردد في البحث و سؤالهم عن ذلك .
6- اختيار الحملة الجيدة والتي تمتاز بالفضلاء والأخيار والاهتمام بالتوجيه والبحث والسؤال عن ذلك .
7- حاول أن يكون بجوارك في سيارة النقل ( الباص ) من تستفيد من خلقه وفضله وعلمه وسمته و معينا لك على الخير .
8- حاول أن تساعد الكبير والصغير في ما تستطيعه .
9- حاول أن تتعرف على الصالحين والأخيار في الحملة .
10- حاول أن تغتنم الأوقات في الدعاء والذكر والتلبية وبذل الخيرات وخاصة في يوم عرفات .
11- حاول أن تستشعر الأجر العظيم والثواب الجزيل وابتعد عن كل ما يحبط الأجر و ينقص الثواب من الرفث والفسوق والعصيان .
12- حاول أن تحرص على حضور المحاضرات التي تكون في الحملة أو بجوارها من الحملات ونظم أوقاتك بحيث لا يفوتك شيء منها.
13- لا تخض مع الخائضين والذامين والناقدين لكل صغيرة وكبيرة في الحملة من خروجهم إلى عودتهم فلا تكن منهم ولا تجعل همك ذلك فإياك إياك يحدوك الصبر والاحتساب ولا جدال في الحج وأجرك على قدر مشقتك .
14- حاول أن يكون رفيقك في الذهاب والإياب للجمرات والطواف والسعي وغيرها أحد الأخيار .
15- حاول أن تأخذ عناوين من تتعرف عليهم من الفضلاء للتواصل معهم بعد الحج .
16- حاول أن تزور إمام المسجد والأخيار في حيك ومن تعرفت عليهم في الحملة بعد العودة ولا تتردد أو يصيبك شيء من الخجل .
17- حاول أن تغير وسطك الاجتماعي إن كان سيئا بعد الحج وكما قيل : ( غير وسطك تنطلق ) وتبحث عن رفقة صالحة وبالبحث والسؤال تصل المراد .
18- زر التسجيلات الإسلامية والمكتبات لتقتني ما يعينك على الخير حضور مجالس الذكر من دروس ومحاضرات .
19- اقرأ كتاب : ( معوقات الهداية للعصيمي وكلمات في الالتزام لعبد العال ، والثبات لمحمد عقيل ) .
20- الدعاء دائما وأبدا في تحقيق ما تقدم بلسان صادق ونفس مطمئنة صابرة فهو المفتاح لا بل هو السلاح .

أخيرا أيها الحاج : بلا شك ولا ارتياب ، قطعا ويقينا ، خرجت من بيتك
وتركت كل غال ونفيس ترجو بذاك الجنة ورب الجنة ، ترجو أن ترجع كيوم ولدتك أمك بلا ذنب ولا خطيئة فلا تكن مفرطا ومتكاسلا ، فإذا كلت النفس أو أحسست بنقص فتذكر كل خطيئة وذنب ،تذكر الأجر والثواب ، انظر إلى من حولك من الصالحين وأصحاب الهمم في العبادة والذكر والدعاء .
ما حالك إن قصرت أو فرطت ، يرجع الناس بالفوز والرضوان وأنت بالخيبة والخسران .
إن كثيرا من الناس وخاصة الشباب والفتيات الذين عندهم شيء من الخلل يعزمون ويعقدون ويشمرون بل يجزمون على أن يكون الحج بداية انطلاقة وهداية وتوبة وإنابة واستقامة وصفحة جديدة فلعل هذه الخطوات تكون عونا لهم بعد الله في البدء و الثبات والدوام ومواصلة الطريق والسير بالقلوب إلى علام الغيوب دون تقهقر وحور وانتكاسة وفتور .
ثبتنا الإله ووفقنا لما يحبه ويرضاه .



للحجيج من هنا نبدأ وعلى طريق الجنة نلتقي

صمتي مهابه 10-15-2010 09:49 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
قبل الحج ,,الإستعدادات..

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه ، وعلى آله وصحبه أجمعين . . . وبعد :
كل مسلم حريص على أداء مناسك الحج ، لما للحج من فوائد عظيمة ، وآثار كثيرة ، تعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات ، فالحج سبيل التقوى ، وبه النجاة من النار ، ولزوم أعمال الخير والبر ، وهناك أمور يجب على الحاج أن يتنبه لها قبل الحج ، لأنها من أسباب موانع قبول الحج والدعاء ، ومن أسباب عدم قبول العمل الصالح ، وسأذكر للحاج الكريم ، شيئاً من تلك الأمور ، حتى يدرك خطر فعلها ، وعظيم جرمها ، فيبتعد عنها ، ويسلك له حجه ، ويرفع له عمله ، ويقبل منه دعاؤه ، وهذه الأمور عبارة عن دروس مهمة ، وحبذا لو قرأ كل درس في ليلة مستقلة ، حتى لا تتكدس الدروس في يوم واحد ، فينس آخرها أولها ، فتفقد ثمرتها ، ولا تجنى نتائجها ، ومن تلك الدروس ما يلي :

الدرس الأول : تقوى الله عز وجل :
التقوى ملاك كل أمر وهي من أسس ودعائم الإيمان بالله تعالى وحقوقه جل وعلا على عباد فالتقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل والرضا بالقليل .
فتقوى الله عز وجل أن تجعل بينك وبين عذابه وقاية وذلك باتباع الأوامر واجتناب النواهي بفعل كل طاعة تقربه إلى ربه سبحانه باتباع ما جاء في الكتاب والسنة من أوامر وطاعات وقربات لأن غاية ما يتمناه الإنسان هو الفوز بالجنة والنجاة من النار فهذا هو الفوز الحقيقي والسعادة التي لا مراء وجدال فيها لقوله تعالى : " فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الإمتاع الغرور " [ آل عمران ] ، ومن ذلك أيضاً ترك كل معصية تبعد العبد عن ربه سبحانه وتعالى مما يبعده عن الجنات ويقربه من النيران وذلك باجتناب كل ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم في الدستورين الكتاب والسنة المطهرة .
فالفوز والنجاة لمن خاف المولى جل وعلا وعمل بما جاء في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فمن بالقرآن الكريم فقد استمسك بالصراط المستقيم والنور المبين الذي من تمسك به لن يضل بإذن ربه أبداً يقول الله تعالى : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً " .
والتقوى هي وصيت الله للمؤمنين الأولين والآخرين في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون " ، وقال تعالى : " ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " ، فمن أراد النجاة فعليه بالتقوى ومن أراد الصلاح فليه بالتقوى ومن أراد الجنة فعليه بالتقوى .
فتقوى الله عز وجل هي السبيل إلى ذلك كله .
فطوبى لمن كانت التقوى لباسه وزاده قال تعالى : " ولباس التقوى ذلك خير " ، وقال تعالى : " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ، فتقوى الله عز وجل مفتاح كل خير ومغلاق كل شر وهي سبب تكفير السيئات ومغفرة الذنوب وزيادة الرزق وإعظام الأجر وفي التقوى يكون تيسير العسير وتفريج الكربات وغير ذلك مما يطلبه المسلمون والمسلمات يقول رب الأرض والسموات في محكم التنزيل : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا  ويرزقه من حيث لا يحتسب " ، ويقول جل شأنه : " إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم " [ الأنفال ] ، وقال تعالى : " ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً " [ الطلاق ] .
ولقد كان من دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : " اللهم أني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " .
فما أجمل التقوى من لباس وما ألذ التقوى من زاد .

الدرس الثاني : أداء الأمانات على أهلها :
على الحاج وغير الحاج والحاج خصوصاً أن يقوم بأداء الأمانات إلى أهلها وإرجاعها إلى أصحابها حتى يكون في حل منها عندما يلقى ربه سبحانه عند موته وف قبره ويوم بعثه وحشره فمن أخذ شيئاً من الله فليه أن يبادر بإرجاعها وإعادتها إلى أصحابها حتى تبرأ ذمته منها ويسعى لذلك ما استطاع إليه سبيلاً ، يقول الله جل وعلا : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " ، والأمانات من حقوق الخلق على بعضهم البعض وهي من الحقوق التي أساسها الشح فيوم القيامة يحتاج الإنسان إلى حسنة يدخل بها الجنة وينجو بها من النار فقد لا يجد هذه الحسنة ألا عند من له عنده أمانة لم يؤدها له فيأخذها يومئذ حسنات فذلك اليوم الذي لا ينفع فيه درهم ولا دينار وإنما هي حسنات وسيئات فطوبى لمن تجرد من أمانات الناس ولقي ربه طاهراً نقياً وويل لمن ضيع الأمانة وفرط فيها .
فبادر أخي الحاج بأداء الأمانات إلى أهلها وإيصالها إلى مستحقيها فإن صدقت الله عز وجل وأخلصت له في ذلك صدقك الله وجعل لك من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً وجعل لك مع العسر يسراً ، وسهل لك إلى أداء الأمانات طريقاً ومسلكاً .

الدرس الثالث : ترك الدنيا الزائلة والتعلق بالآخرة الباقية :
لقد حذر الله عز وجل من الاغترار بالدنيا وأنها دار ممر لا دار مقر ورهب من اتخاذها وطناً وسكناً وأنها غادرة ماكرة فليحذرها المؤمن قال تعالى : " اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " .
وقال تعالى : " وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع " ، وقال تعالى : " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " .
فمتى استيقن الإنسان المؤمن أن الموت حق والساعة حق استعد لذلك اليوم الذي لا مفر منه ولا مهرب استعد بالأعمال الصالحة وتقرب إلى الله بالطاعات وفعل الخيرات وترك المنكرات والحذر من المحرمات والمكروهات وأطاع الرحمن وعصى الشيطان واتبع الهدى وما يقرب للجنان وابتعد عن الهوى وما يقرب للنيران .
وامتدح الله عباده المؤمنين الموحدين المتمسكين بتعاليم الدين قال تعالى : " والذين يمسكون وأقام الصلاة أنا لا نضيع أجر المصلحين " .
ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاغترار بالدنيا والركون إليها وأنها دار عمل ثم الانتقال إلى دار الجزاء والحساب قال صلى الله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر ما تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " .

أخي الحاج :
اعلم أن هذه الحياة الدنيا دقائق وساعات فما تلبث أن يفجأك الموت فاعمل لغدك واعلم أن ساعات عمرك ثلاث :
ساعة مضت لا تدري أقبل لك فيها أم لا .
وساعتك التي أنت فيها فاغتنمها بالأعمال الصالحة .
وساعة قادمة لا تدري أتدركها أم لا .
فأقبل على الله واشتر الباقي بالفاني وارغب في الكثير وازهد في القليل .
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا اللهم أنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول في جناتك جنات النعيم .

الدرس الرابع : الحذر من الدَّين :
إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته وحده دون شريك له ولهذا قال تعالى : " وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون " ، فالجميع مخلوق لله معبود لله والله جل وعلا قدر للناس الأرزاق ، قال تعالى : " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق " .
وقال تعالى : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " ، فالناس يتفاوتون في الأرزاق من حيث الكثرة والقلة فمنهم الغني ومنهم الفقير ومنهم بين ذلك والكل فقير إلى الله والله هو الغني سبحانه له ملك السموات والأرض وبيده خزائن السموات والأرض .
فعلى الغني أن يسعى جاهداً لمساعدة الفقراء والمحتاجين والأرامل والمعزين واليتامى والمساكين هذه هي صفات المؤمن كما قال الله تعالى : " إنما المؤمنون اخوة " وقال صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم " وهكذا هي حياة المسلمين تعاون وتراحم وتعاطف فالمسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
وإن بعض الناس لم يحسن التوكل على الله في طلب الرزق الحلال بل تعدى ذلك إلى أخذ أموال الناس وأكلها بالباطل فتراه لم يقنع بما آتاه الله من فضله بل طمع لما في أيدي الناس .
وان كان ما عنده يكفيه لو صرفه حسب حاجته فقط ولم يتعد ذلك إلى الكماليات فأوقع نفسه في ديون الناس وأخذها ولم يدر بخلده يوماً أنه سيرجعها بل قابل الإحسان بالنكران والله يقول : " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " ، وما علم ذلك المسكين أن تلك الأموال التي أخذها ممن أحسن إليه أنها ستكون وبالاً عليه في قبره ويوم محشره يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن رجالاً من أمتي يخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من أخذ أموال الناس يريد أداءها أد الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله " .
فالأمر خطير والخطب جسيم فاتقوا الله أيها المسلمون واتق الله أيها الحاج برد أموال الناس إلى أصحابها قبل أن يكون يوم لا دينار فيه ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات .

الدرس الرابع : العلم تعلمه وتعليمه :
للعلم منزلة عليا ورتبة كبرى فلقد امتدح الله العلماء وميزهم عن غيرهم لأنهم عرفوا الحق فاتبعوه وعرفوا الباطل فاجتنبوه لقد أفنوا أعمارهم في طلب العلم لما له من فضل عظيم عند الله تعالى .
وفي طلبه وتعلمه رفعة في الدرجات وسعادة في الدنيا والآخرة لمن ابتغى به وجه الله تعالى قال تعالى : " يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ، وقال تعالى : " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " .
فالعالم ليس كالجاهل فالعالم عرف الله حق معرفته فهو يعبد ربه سبحانه على بصيرة وعلى هدى يعمل الطاعات ويجتنب الزلات واعلم أن من خاف الله لا يعصه أبداً فالعلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر فأتقى الناس لله الأنبياء ثم العلماء ولهذا قال الله تعالى : " إنما يخشى الله من عباده العلماء " .
واعلم أيها الحاج أن طلب العلم فريضة وضرورة على كل مسلم حتى يعبد الله على بصيرة ويحذر الوقوع في الخطيئة فالعلم من أشرف ما يتقرب به إلى الله تعالى وكم من الناس قد أهلكوا أنفسهم بطغيانهم وتماديهم في العصيان وعدم إقبالهم على العلم تعلماً وتعليماً وأشرف العلوم كتاب الله عز وجل فلا بد للمسلم من حفظه كاملاً أو حفظ ما تيسر منه ومن ثم تعلم ما في كتاب الله من الأوامر والنواهي ولهذا كانت الخيرية لمن تعلم القران وعلمه كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في قوله صلى الله عليه وسلم : " من يرد الله به خيراً فقه في الدين " [ متفق عليه ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " فضل العلم خير من فضل العبادة " [ ] ، وهذا أمر معلوم فمن عبد الله على غير علم فقد يوقع نفسه في كثير من المحاذير بل قد يقع في الشرك .
كمن يحلف بغير الله ومن ينذر لغير الله ومن يذبح لغير الله ومن يتقرب إلى الله عن طريق دعاء الأموات وغير ذلك كثير فلا بد للمسلم أن يتعلم العلم الشرعي حتى يتقرب إلى ربه بما شرعه له نبيه r وبما نقل عنه العلماء ولقد بشر النبي r طالب العلم ببشارة عظيمة يسعى لها كل إنسان ويتمناها كل أحد من الناس ألا وهي الجنة فقد قال r : " ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة " [ أخرجه مسلم وغيره ] ، وقال r : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " [ أخرجه ابن ماجة وغيره ، وهو حديث صحيح ] .
فطوبى لأهل العلم لما وعدهم به نبيهم r حيث قال : " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره وولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورَّثه أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه أو نهراً أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته " [ رواه ابن ماجة بسند حسن ، ورواه البيهقي وابن خزيمة ] ، وقال r : " إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جاريه أو علم ينتفع به أو لد صالح يدعو له " [ أخرجه مسلم ] .
لأجل هذا فضل الله العلماء وأهل الأنفاق والتربية الحسنة فالعالم يخلف وراءه علماً ينتفع به الناس وينتفع به حيث يصله بإذن ربه أجر ذلك العمل لقوله r : " أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : رجل مات مرابطاً في سبيل الله ورجل علَّمَ علماً فأجري عليه ما عُمل به ورجل أجرى صدقة فأجرها له ما جرت ورجل ترك ولداً صالحاً يدعو له " [ أخرجه أحمد والبزار ، والطبراني في الوسط ، والحديث صحيح لغيره ] .
فهذه هي منزلة العلم والعلماء عند الله تعالى .

الدرس الخامس : الحذر من الدنيا :
قال صلى الله عليه وسلم : " الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر ما تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " [ أخرجه مسلم والترمذي وأحمد ] .
أخي الحاج :
اعلم أن هذه الحياة الدنيا دقائق وساعات فما تلبث أن يفجأك الموت فاعمل لغدك واعلم أن ساعات عمرك ثلاث :
ساعة مضت لا تدري أقبل لك فيها أم لا .
وساعتك التي أنت فيها فاغتنمها بالأعمال الصالحة .
وساعة قادمة لا تدري أتدركها أم لا .
فأقبل على الله واشتر الباقي بالفاني وارغب في الكثير وازهد في القليل .
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا اللهم أنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول في جناتك جنات النعيم .

الدرس السادس : الحذر من أمراض القلوب :
من خصائص هذه الأمة أنها خير الأمم وهي الأمة الوسط فلا إفراط ولا تفريط قال تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ، وقال تعالى : " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " . ولهذا كان أهل هذه الأمة خير الناس لتمسكهم بدينهم وعدم اتباعهم للأهواء فهم اخوة متحابين وعلى الخير متعاونين وعن الشر متناهين فسمتهم الألفة والمحبة والتعاون والتعاطف والتراحم ، ولكن للأسف فقد شذ البعض لاتباعهم الهوى والشهوات فأوقعوا أنفسهم في أمراض القلوب وأدوائها فأذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا فهم ما بين غيبة ونميمة وسخرية واستهزاء وكراهية وبغضاء وكذب وشحناء وغير ذلك من أدواء القلوب التي من نتائجها ضيق القلوب وغضب علام الغيوب .
فكل تلك الأمور محرمة منهي عنها شرعاً .
فأما الغيبة فيقول الله تعالى : " ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب " [ متفق عليه ] .
وجاء تحريم الغيبة صريحاً في الكتاب والسنة لتحذير المسلمين من الوقوع فيها لأنها من أسباب العذاب وهي من كبائر الذنوب كما عدها الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر وأوردها بن حجر في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر وعدها من الموبقات المهلكات والعياذ بالله وقد جاء تعريف الغيبة صريحاً في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " [ أخرجه مسلم ] .
وأما النميمة فهي أشد خطراً وأعظم فتكاً من الغيبة لأنها تسبب التفكك الأسري والاجتماعي فكم من أسر تفككت وكم من بيوت دُمرت وكم من نيران اشتعلت وكل ذلك بسبب النميمة والتي قال الله فيها : " هماز مشاءٍ بنميم " [ القلم 11 ] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة نمام " [ متفق عليه ] .
وعن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : " إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله " [ متفق عليه ] .
قال العلماء: معنى وما يعذبان في كبير : أي كبير في زعمهما وقيل كبير تركه عليهما .
فالنميمة هي : نقل الكلام من شخص إلى آخر بقصد الإفساد والتفريق بين الناس .

الدرس السابع : تذكر الآخرة والتزود لها :
جعل الله تعالى الدنيا ميدان سباق يتسابق فيه الناس بالخيرات لأجل الفوز بالجنات والنجاة من يوم الحسرات فالناس في هذه الدنيا فريقان شقي وسعيد فأما من عصى الله ورسوله واتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فهو الهالك ، من رضي الدنيا وطناً وسكناً ومقراً هو الخاسر ، من طغى وآثر الحياة الدنيا على الحياة الأخرى فإن الجحيم هي المأوى ، من ركن إلى الدنيا وبهرجتها من رضي الهوى إلـه من دون الله وأعطى نفسه هواها فهو صاحب التجارة المزجاة ، من اتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد باْ بعذاب الله .
قال تعالى : " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني بئس للظالمين بدلاً " [ الكهف 50 ] ، ويقول تعالى : " فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق  خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد " [ هود 106 - 107 ] ، وقال تعالى : " وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " [ العنكبوت 64 ] ، وقال تعالى : " ألهاكم التكاثر  حتى زرتم المقابر ......) [ التكاثر ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها " [ متفق عليه ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة " [ متفق عليه ] .
فاحذر أيها الحاج من الدنيا وزينتها وأحذر من الدنيا وزخرفها فإنها براقة خداعه جميلة مكارة فانظر كم مات قبلك من الرفعاء والوضعاء وكم فارق الدنيا من الصغار والكبار فهل تحسب أنك ستخلد في هذه الدنيا ؟ لا والله مصداقاً لقول ربنا جل وعلا ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون  كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " [ الأنبياء 34-35 ] .
وأما من عصى الهوى وكبح جماح النفس وأرضى الرحمن وأغضب الشيطان فأولئك هم المفلحون .
من خاف مقام الله عز وجل وأطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أولئك هم الفائزون أولئك الذين يبشرهم ربهم برحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً.
من تمسك بعُرى الدين والتزم أوامر الشريعة وترك مجالات الأهواء واعتصم برب الأرض والسماء فأولئك هم السعداء أولئك الذين تاجروا مع ربهم التجارة الرابحة التجارة التي لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله .
من تركوا الدنيا واتجهوا للآخرة من تركوا الشهوات وأقبلوا على الطاعات راجين الحسنات وجلين من السيئات أولئك هم حزب الله حافظه وراعيه أتراه يضل؟ كلا والله قال تعالى : " فالله خيرُُ حافظاً وهو أرحم الراحمين " [ يوسف ]
فهلا أقبلت أيها الحاج على الأعمال الصالحة؟ فإنك والله مرتحل من هذه الدنيا ومقبل على رب رؤوف رحيم شديد العقاب .
واحمد الله عز وجل أن أبقاك إلى هذا العمر فقد أعذرك الله وسيؤاخذك على أقوالك وأعمالك فتزود بالتقوى والإخلاص وتجرد من الهوى والشيطان قال صلى الله عليه وسلم : " أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة " [ أخرجه البخاري ] .
وأكثر من ذكر الله عز وجل على كل حال فأنت مرتهن بعملك، قال صلى الله عليه وسلم : " يتبع الميت ثلاثة : أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ، ويبقى معه واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله " [ متفق عليه ] .

الدرس الثامن : وسائل الفساد :
يجب على المسلم أن يطهر بيته من كل شائبة وقادحة فالبيت عنوان أهله فإن وجدت البيت يضج بكلام الله تعالى وكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ونسمع أزيز القراء في البيت فبشر أهله بخير بإذن الله تعالى لأن هذا هو البيت المسلم حقاً من التزم أهله الآداب الإسلامية وتحلوا بالأخلاق الإيمانية فتجد هذا البيت من دروس يومية أبوية إلى سماع لإذاعة القرآن الكريم إلى تسميع لحفظة كتاب الله العظيم إلى حفظ المتون إلى قراءة في كتب الصالحين وحفظ للأذكار فهو بيت كله ذكر وقرآن فأهله مع الله ومعلقة قلوبهم بالله ومن كان مع الله فالله معه ولن يضيعه أبداً .
أما البيت الآخر فأهله جياع عراة من العلم فالبيت تعلوه الكآبة وترتسم عليه العبوسة فما إن تمر بجانبه إلا ودندنة خبيثة محرمة أو صوت مسلسل ساقط ماجن أو حفل ساهر ساخط ولعب لورقة محرمة أو مشاهدة لفضائية مدمرة فأهل البيت أغرتهم المنكرات وألهتهم المنكرات وألهتهم المحرمات فشرب للدخان والشيشة وقول للحرام من غيبة ونميمة واستهزاء وسخرية فهم ما بين قيل وقال وكلام بطال والأدهى والأمر من ذلك من يفعل هذه المنكرات أثناء الحج .
فأهل ذلك البيت ساهرون بالليل نائمون بالنهار والله يقول : " وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً " [ الفرقان 47 ] .
والمصيبة العظمى والطـامة الكـبرى تركهـم للصلوات والجمع والجماعات وربهم يأمرهم ويقول لهم : " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين " [ البقرة 238 ] ، فكم سمعنا ورأينا بيوتاً قلبها الله على أهلها بؤساً وجحيماً فأهلها من نكبة إلى أخرى ومن فاجعة إلى كبرى فإلى الله المشتكى من حال يكون آخرها نار تلظى ، فأهل تلك البيوت ينامون في سخط الله ويقومون في غضب الله والأعمال بالخواتيم .
أخي الحاج : طهر بيتك وقلبك من الفاحشة ورذيلة واحذر من كل عادة سيئة ودخيلة فأنت مقبل على ربك سبحانه راجياً رحمته وخائفاً من سطوته فاحرص رعاك الله على تطهير بيتك من دواعي الفساد والإفساد من منكرات البيوت والأخلاق حتى تتجه إلى الحج طاهر الظاهر والباطن وحتى لا تقع في السؤال فلا تجد للسؤال جواباً . فاتق يا رعاك الله واحفظ نفسك وأسرتك وبيتك من الحرام والمكروه والمتشابه، نسأل الله تعالى لنا ولك حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وعملاً متقبلاً مبروراً وعوداً حميداً وذنباً مغفوراً ونفساً طيبة نقية وعيشة هادئة هنيئة .

الدرس التاسع : الحذر من الربا :
لقد حد الله سبحانه وتعالى حدوداً من تعداها وقع في الحرام وأدى بنفسه للهلاك والدمار وفي تعدي حدود الله ظلم للنفس وهذا الظلم من أشد أنواع الظلم إذ كيف بإنسان وهبه الله عقلاً وحكمة وعلماً وخط خطوطاً لا يتعداها إلى غيرها ثم يترك أمر ربه غير آبه بما أعد له من العقوبة من جراء تركه لأمر ربه سبحانه بل يتعدى ذلك إلى معصية الخلاق العليم وإن مما نهى الله عنه في كتابه عز وجل وحذر من عاقبته السيئة ونهايته المؤلمة ( الربا) فقد قال الله تعالى : " وأحل الله البيع وحرم الربا " [ البقرة ]، وشبه الله آكل الربا بالمجنون عندما يخرج من قبره إلى محشرة فهو يتخبط في الأرض لا يدري ما الخطب وما الأمر كما كان يتخبط في مال الله بغير حق : " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " [ البقرة ] ، فأكلة الربا يقومون ويسقطون كما يقوم المصروع لأنهم أكلوا الربا الحرام في الدنيا حتى زاده الله في بطونهم حتى أثقلهم يوم القيامة فهم كلما أرادوا النهوض سقطوا ويريدون الاسراع مع الناس فلا يقدرون0ثم بين المولى عز وجل أن الربا حرب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأمر عباده بالتقوى لأنها خير لباس وأفضل زاد من تحلى بها ترك المحرمات وأقبل على الطاعات ولكن وللأسف : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) فكيف يخوض عبد ضعيف لا حول له ولا قوة حرباً ضروس مع رب الأرض والسماء الذي له جنود السموات والأرض بل له جنود ولا يعلمها إلا هو سبحانه إنها حرب غير متكافئة من أقدم عليها من البشر فقد أهلك نفسه وأذاقها ألم العذاب ومر العيش في الدنيا والآخرة قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) فكم نرى ونسمع من أهل الربا وآكليه والمتعاملين به عما حل بهم من جنود الله عز وجل فالسرطان من جند الله وأمراض الشرايين من جند الله والفقر من جند الله والموت من جند الله ( وما يعلم جنود ربك الا هو) فالله جل وعلا رغب عباده في الحلال وحذرهم من مطبة الوقوع في الحرام حتى يرضوا ربهم سبحانه ويخشوا سطوته وعذابه0ثم جاء التحذير من الربا ولعن صاحبه وطرده من رحمة الله عز وجل وإبعاده عن مرضاته سبحانه وتعالى في قول بن مسعود رضي الله عنه قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) 0وقال صلى الله عليه وسلم : ( الربا سبعون باباً أهونها مثل أن ينكح الرجل أمه) 0وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم حين أسري به رأى رجلاً سابحاً في بحر أحمر كالدم وعلى شاطئ البحر رجلاً واقفاً معه حجارة فيأتي الذي في البحر حتى إذا وصل الشاطئ ألقمه الذي على الشاطئ حجراً ثم يسبح حتى يصل وسط بحر الدم ثم يعود فيفقر فاه فيلقمه حجراً وهكذا فعندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن ذلك أخبره أن الذي في وسط البحر آكل الربا والعياذ بالله0واعلم أيها الحاج أيها المسلم أن الربا وإن كثر فهو إلى قِلّ وأن بركته ممحوقة يقول الله تعالى ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ) 0فآكل الربا كافر كفر نعمة فخير الله إليه نازل وشره إلى الله صاعد قال تعالى : ( أفبنعمة الله يكفرون) وكفران النعمة سبب لتغير الحال وكثرة الأرض والجنون والموت وسبب لزعزعة الأمن وعدم الاستقرار قال تعالى:( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) فأكل الربا يترتب على أكله للربا الحرام أموراً عدة منها :
1- الذم والبغض من الناس حتى ممن يأكلون الربا مثله .
2-
سقوط عدالته فلا يعد من الشهود العدول لارتكابه أمراً حراماً وكبيرة من كبائر الذنوب العظام ألا وهي أكل الربا .
3-
زوال الأمانة فلا يمكن لذو عقل أن يأتمن آكل الربا ولو على حضيرة دجاج فكيف بما أكبر من ذلك .
4-
اتصافه باسم الفسق والقسوة والغلظة .
5-
زوال الخير والبركة عن نفسه وماله .
6-
كثرة المحن والمصائب على آكل الربا من الظلمة واللصوص لأنه لا حق له في هذا المال لجمعه من الحرام .
7-
إذا مات آكل الربا ترك ماله كله وحل العذاب الأليم والعقوبة الشديدة بسبب آكله للربا،فقد ورد: ( مصيبتان لن يصاب أحد بمثلها أن تترك مالك كله وتعاتب عليه كله ) .
8-
يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام كما ورد ذلك في الحديث وذلك لأن الأغنياء يحاسبون على أموالهم من أين اكتسبه وفيما أنفقه وهذا في المال الحلال فما ظنك بذي المال الحرام0
فوالله إن ذلك هو المحق والنقصان والذل والهوان والمبين من الخسران0
فمن أستحل الربا وأصر على أكله وتعاطيه واستمر على ذلك أدى به إلى الكفر وسوء الخاتمه والعياذ بالله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا السبع الموبقات ( آي المهلكات ) قالوا يارسول الله: وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المومنات ) .

ففي التعامل بالربا مخالفة لأمر الله تعالى وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم ) .

وفيه معصية لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وتعد لحدود الله تبارك وتعالى وارتكاب لمحارمه وقد قال الله تعالى( ومن يعص الله ورسوله ويتق حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ) .
فتأمل أيها الحاج ما ذكره الله عز وجل في الآيات من وعيد لآكل الربا وعظيم ما يترتب على فعل ذلك المنكر العظيم من العقوبات والدخول في النيران فيا من تتعامل بالربا تب إلى المولى جل وعلا قبل أن يحل بساحتك هادم اللذات ومفرق الجماعات ثم تقول ( ياليتني لم أوت كتابيه  ياليتها كانت القاضية ما أغني عني ماليه هلك عني سلطانية) فيقال لك ( خذوه فقلوه  ثم الجحيم صلوه  ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فأسلكوه ) .
فاحذر يا مسكين من عاقبة التعامل بالربا وأقبل على الله بتوبة نصوح تجب ما قبلها من الذنوب والعصيان .
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك اللهم أبعد عنا الغلا والوبا والربا والزنا اللهم اصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابليها .

الدرس العاشر : التحذير من الرشوة :

اعلم أيها المسلم وأيها الحاج: أن في الحلال غنية عن الحرام ولقد كان السلف الصالح رحمهم الله يتركون المباح خوفاً من الوقوع في المكروه وكانوا يجتنبون الشبهات خوفاً من الوقوع في المحرمات وكل ذلك من زهدهم وورعهم وتقواهم لله وخوفهم من الله ولهذا قال الله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً  ويرزقه من حيث لا يحتسب ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ) .
ولقد أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليبين للناس ما نزل إليهم فيعرفون الحلال فيقبلون عليه ويعرفون الحرام فيجتنبونه خوفاً من عذاب ربهم وسخطه وشديد عقابه وأليم حسابه0
وإن مما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ( الرشوة) فقد قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) .

وقد جاء اللعن صريحاً على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل الرشوة والمتعاملين بها لما في ذلك من إبطال الحق وإحقاق الباطل والعياذ بالله وكثير من الناس لا يتورع عن أكل المال الحرام نعوذ بالله من الخذلان وبعض الناس لا يهمه من أين اكتسب المال أمن حرام أم من حلال فالأمر لديه سيان قال صلى الله عليه وسلم ( لعنة الله على الراشي والمرتشي في الحكم) .
واعلم أن الرشوة سحت وكل جسد نبت من السحت أي من الحرام فالنار أولى به .
فكم من حق ضاع وكم من ظلم شاع وكم من باطل ذاع بسبب أخذ الرشوة وأكل مالها الحرام و والله ليسأل صاحب الرشوة عن ماله في قبره قبل وقوفه بين يدي ربه سبحانه الذي لا تخفى عليه خافية ولا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء بل بركة المال الحرام ممقوته ممحوقة وصاحبها يعيش في نكد وهم وضيق وغم خوفاً من افتضاح أمره وانكشاف سره وهتك ستره فانظر كيف حال أهل الرشوة وأكله المال الحرام خوفاً من العباد ونسياناً لرب العباد .
إن الغنى هو غنى النفس وتطهيرها من الحرام وليس الغنى بكثرة العرض من الدنيا .
ولقد تعددت أسماء الرشوة وأصبح الناس يسمونها بغير اسمها فمنهم من يسميها (هدية) أو (إكرامية) أو غير ذلك وكل ذلك مخادعة لله تعالى الذي يعلم السر وأخفى الذي يعلم ما تخفيه الضمائر وتسره السرائر يقول تعالى ( يخادعون الله وهو خادعهم ) 0
ومن أشد أنواع الرشوة جرماً وغلظة وتحريماً ما كان أخذها يسبب ظلماً للناس والظلم حرام بجميع أنواعه وأشكاله وصوره فالله جل وعلا يقول ( وما للظالمين من نصير) .
وجاء التحذير من الظلم العباد على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) .

واعلم أيها الحاج وأيها المسلم أن أخذ الرشوة من أسباب دخول النار والعياذ بالله لما فيها من أكل لحقوق الناس وإزهاق للحق وإظهار للباطل وذلك تخوض في مال الله بغير حق وأكل له بالباطل واقتطاع لحقوق المسلمين قال صلى الله عليه وسلم ( إن رجالاً يتخوضون (يتصرفون) في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة) .
ومهما بلغ الإنسان من مال من جراء كسب من الحرام من رشوة أو غيرها فهو خبيث عند الله وصاحبه ملعون مطرود من رحمة الله وعليه وزر ذلك المال وعليه دعاء من وقع في مظلمته حتى يردها إلى صاحبها قبل أن تكون يوم القيامة ثم لا درهم ولا دينار وإنما هي الحسنات والسيئات فأحذر يا آكل الرشوة من عاقبتها الوخيمة وخاتمتها السيئة فقد تقع فريسة للموت قبل التوبة فتقول ياليتني تبت قبل فوات الفوت .
ومن أعظم وأفظع أنواع الرشوة ما يُعطاه الحكام ليحيفوا في حكمهم ويجوروا في عدلهم فيحقون الباطل ويبطلون الحق فهم بذلك أخبث الناس وفي أسفل المنازل وأقبح الخلق عند الله ولهذا حذر ربنا تبارك وتعالى من إعطاء الأموال للحكام لأكل أموال الناس بالباطل أو الحصول على حق امرئ مسلم بغير حق فقال تعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم) 0فالإسلام حرم الرشوة في كل صورها وبأي أسم سميت ولا يخرجها ذلك من دائرة الحرام إلى الحلال .
فاتقوا الله أيها الحجاج واتقوا الله أيها المسلمون وتوبوا إلى الله جميعاً لعلكم تفلحون وترشدون خلصوا أنفسكم من المال الحرام قبل أن تحاسبون عليه في قبوركم وعند ربكم فالأمر خطير والخطب جسيم والله سميع بصير وبكل شئ عليم ولا يظلم مثقال ذرة واعلموا أن الله يمهل ولا يهمل فإذا أخذ الظالم أخذه أخذ عزيز مقتدر فاعتبروا يا أولي الأبصار .
اللهم إنا نعوذ بك من درك الشقاء وشماتة الاعداء وسوء القضاء ونعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع ومن بطن لا يشبع ومن دعوة لا يستجاب لها0 وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين .

الدرس الحادي عشر : الظلم :
إن الله جلا وعلا عليم حكيم لا يأمر ولا ينهى إلا لحكمة بالغة قد يعلمها بعض الناس وقد لا يعلمونها ومما كان له حكمة بالغة تدل على خالق عظيم رؤوف رحيم تواب حكيم تحريمه تعالى للظلم فقد جاء في الحديث القدسي قوله تعالى ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم فأن الظلم ظلمات يوم القيامة ) .
فالظلم حرام بجميع صوره وأشكاله ولهذا أوجب الله طرد الظلمة من رحمته سبحانه وإبعادهم من مغفرته وذلك بلعنهم فقال تعالى ( ألا لعنت الله على الظالمين ) وأعلم أيها الحاج الكريم أن الظلم أنواع ثلاثة :
أولها: ظلم العبد لربه وذلك بكفره بربه سبحانه .
ثانيها:
ظلم العبد لنفسه بإهلاكها وإقحامها ما لا تطيقه من الأعمال والأقوال وتعدي حدود الله عز وجل وارتكاب النواهي والمحرمات .
ثالثها:
ظلم العبد للعبد ،وحدث عن هذا النوع ولا حرج وهو صلب موضوعنا الذي سنتحدث عنه ولهذا النوع صور شتى فها هو ظلم الأزواج بعضهم لبعض فالزوج يرى نفسه بطلاً مغواراً ويفرد عضلاته على تلك الزوجة المسكينة والأبناء الضعفاء فيضرب ويكسر ويعنف ويشتم وربما قتل والعياذ بالله وكل ذلك بدافع من عدو البشرية إبليس وذريته نعوذ بالله من شره وكيده وهمزه ونفثه ونفخه ، ونسي الأب انه صاحب القلب الكبير والعائل الأول والمربي الفاضل وصاحب الرأي السديد وهو من يلجأ إليه الأبناء في الشدائد بعد الله لتشتيتها وتفريجها وتذليل الصعوبات وإزالة العقبات ثم تقع الكارثة ويصبح الجميع من زوجات وأبناء وبنات تحت وطأة جبار من الجبابرة إذا دخل المنزل لا تكاد تسمع صوتاً ولا نفساً خوفاً من ذلك المتسلط المتعنت وإذا خرج تنفس الجميع الصعداء بل قد تتجه الأيدي إلى الله الواحد القهار بأن يطلق أسرهم وينقذهم من عدوهم لأنه أصبح كالعدو بل أشد واعتي ، والأدهى من ذلك والأمر أن البعض قد ينتقم من والده إما بقتل أو بفعل دسيسة من أجل الخروج من حبائل الظلم والعدوان ثم إن من الأزواج من يعامل الزوجة معاملة سيئة دنيئة لا يرضاها دين ولا عقل ولا يقبل بها ذو همة ولا رأي فضرب وأوامر ونواهي وسهر خارج المنزل وإذا دخل منزله عبس وكشر وغضب وزمجر ، وأما مع الأصدقاء والأصحاب فضحك وسمر وبشاشة واتساع صدر، فسبحان الله ألم يأمر الله تعالى بالنساء خيراً فهن الزوجات والأمهات والبنات والخالات والعـمات يـقول تعالى (فلا تميلوا كل الميل فتذرها كالمعلقة) فحرم المولى جل وعلا متعددي الزوجات بعدم الميل إلى واحدة وترك الأخرى معلقة أو الضحك مع واحدة والعبوس في وجه الأخرى فلا بد من العدل وعدم الظلم وإلا جاء يوم القيامة وشقه مائلاً والعياذ بالله علامة يعرف بها أنه كان ممن لم يعدل بين زوجاته فيأتيه من ربه ما يستحق . وقال صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً ) ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التعامل مع الزوجات من حسن خلق ولين جانب وحسن معاشرة فلنا من نبياً نحن معاشر الأزواج والأباء القدوة الحسنة والأسوة الطيبة فلقد حرم الإسلام الضرب على الوجه أو الحرق بالنار والضرب المبرح أياً كان، لأنه ( لا يعذب بالنار إلا رب النار) كما جاء ذلك صريحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله يعذب الذين يعذبون الناس ) فاحذر من الظلم واعلم أن للمظلوم دعوة عند ربه لا ترد فإن أصابتك في الدنيا فهي الكارثة والخسارة ، وإن أجلت لك إلى يوم القيامة فالكارثة أعظم والخسارة أكبر لأن هناك سيكون التعامل بالحسنات والسيئات فهل تتوقع أن يترك لك غريمك ومظلومك حسنة واحدة فالأمر خطير جد خطير والخطب جسيم والله سميع بصير .

ومن صور الظلم ظلم العمال والخدم والأجراء وظلم المعلم لطلاب وظلم الرئيس لمرءوسيه والظلم لإحقاق باطل وإبطال حق وإليك تفصيل ذلك :
فمن ظلم العمال أن يؤتى به من بلده بعد تكبده المشاق والمتاعب وكثرة المصاريف ثم تباع له التأشيرة ويترك داخل البلد يجوب الشوارع والأرصفة لإيجاد عمل وقد يجد وقد لا يجد وكل ذلك بطريقة غير نظامية أو يوجد للعامل عملاً على أن يأخذ الكفيل من العامل مبلغاً شهرياً وهذا عين السحت والحرام والعياذ بالله ، وكل جسد نبت من السحت فالنار أولى به كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن صور ظلم العمال المماطلة في إعطائهم مستحقاتهم من رواتب وحوافز وإجازات ولا يخفى على المسلم ما لذلك من ضرر على الكفيل ومكفوله من حيث العداء والتحدي مما قد ينتج عن ذلك الظلم عواقب لا تحمد عقباها .
ومن صور ظلم الخدم والأجراء ما يحصل لكثير منهم من قبل كفلائهم من سوء معاملة وضيق خلق وتعدي بالكلام الفاحش والبذيء ورديء الأخلاق وقد يصل الحمق والغطرسة بالبعض إلى استخدام العنف من ضرب وغيره أو تهديد بإلغاء العقد مع ما تحمله الخادم من مشاق ودفع نقود وبيع أثاث من أجل القدوم إلى هذه البلاد الطيبة المعطاء وإلى أهلها أهل الخير والوفاء راجياً الخير مقبلاً على الإسلام ومبتعداً عن الشر وتاركاً للشرك والبعد عن الآثام ، ثم يقابل كل ذلك بوصمة عار يضعها كثير من الناس في جباههم بسوء أخلاقهم وسيئ معاشرتهم وقلة حيائهم وزاد الأمر خطورة وصعوبة باستقدام الخادمات اللاتي حضرن من أجل لقمة العيش والكفاف وإعفاء نفسها عما حرمه الله عليها ثم يأتي أناس لا يمتون للأخلاق والقيم الدينية بصلة وينتهكون أعراضهن وضياع حيائهن وقتل عفتهن ونحن والله سفراء هذا الدين فإن حصل للدين ثلمة من قبلنا كان عاقبة ذلك عند ربنا خسراً فكونوا معاشر المسلمين خير سفراء لهذا الدين وكونوا أدوات بناء ومفاتيح خير واحذروا أن تكونوا معاول هدم ومفاتيح شر فكل العالم ينظر إليكم بأنكم القدوة الحسنة التي يقتدي بها ، والأسوة الطيبة التي يحتذي بها فالله الله بالعلم والعمل وحسن الخلق وطيب المعاملة فديننا هو دين المعاملة وأكثر ما يدخل الناس الجنة حسن الخلق والتقوى .

ومن أنواع الظلم ظلم المعلم لطلابه ، وذلك بإعطائه ما لا يستحق أو بخسه ما يستحق فكل ذلك ظلم وعدوان وتعد وطغيان .
ومن أنواع الظلم أيضاً ظلم الرئيس لمرءوسيه بعدم إعطائهم حقهم من الدرجات أو هضمهم ما هم أهل له من العلاوات أو الإساءة إلى أحدهم في تقرير أو نقل بظلم وسوء تدبير والله هو العلي الكبير .
ومن أنواع الظلم محاباة شخص على آخر من أجل واسطة محرمة فيتم بذلك هضم الحقوق وإيقاع المفاسد بين الناس فيبطل الحق ويحق الباطل وهذا ظلم واضح لا يخفى على إنسان ذو عقل راجح0
فلنتق الله عباد الله وأخص بذلك حجاج بيت الله الحرام ولنكن اخوة متحابين متعاونين على البر والتقوى متناهين عن الإثم والعدوان وعلينا بحسن الخلق وعلينا بالرفق ولين الجانب فكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ) .



قبل الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 09:53 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
حجوا قبل ألا تحجوا,,,,


تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..أما بعد :
فاحمد الله عز وجل – أخي المسلم – أن مد في عمرك لترى تتابع الأيام الشهور , فأمامك الآن موسم الحج الذي قد أشرق،وهاهم وفود الحجيج بدأوا يملأون الفضاء ملبين مكبرين أتوا من أقصى الأرض شرقاً وغرباً وبعضهم له سنوات وهو يجمع درهماً على درهم يقتطعها من قوته حتى جمع ما يعينه على أداء هذه الفريضة العظيمة .
وأنت هنا - أخي الحبيب – قد تيسرت لك الأسباب وتهيأت لك السبل فلماذا تؤخر وإلى متى تؤجل ؟ أما سمعت قول الله عز وجل : { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
[آل عمران :97]
وقوله تعالى :
{ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ } [البقرة: 196] وقوله جلا وعلا : { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }
[الحج :27]
أخي المسلم :
الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , وصوم رمضان ,وحج بيت الله لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً)[متفق عليه]
ويجب على المسلم المستطيع المبادرة إلى الحج حتى لا يأثم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ))[رواه أحمد ]
وعن عبد الرحمن بن سابط يرفعه : (( من مات ولم يحج حجة الإسلام , لم يمنعه مرض حابس , أو سلطان جائر , أو حاجة ظاهرة , فليمت على أي حال , يهودياً أو نصرانياً ) .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار , فينظروا كل من كان له جدةٌ ولم يحج , فيضربوا عليهم الجزية , ما هم بمسلمين , ما هم بمسلمين ) [رواه البيهقي ].
فيجب عليك أخي المسلم
المبادرة والإسراع إلى أداء هذه الفريضة العظيمة فإن الأمور ميسرة ولله الحمد , فلا يقعدنك الشيطان ولايأخذنك التسويف ولا تلهينك الأماني .. واسأل نفسك .. إلى متى وأنت تؤخر الحج إلىالعام القادم ؟ ومن يعلم أين أنت العام القادم ؟ ! وتأمل في حال الأجداد كيف كانوا يحجون على أقدامهم وهم يسيرون شهوراً وليالي ليصلوا إلى البيت العتيق ؟!
أخي المسلم :
إن فضل الحج عظيم وأجره جزيل , فهو يجمع بين عبادة بدنية ومادية , فالأولى بالمشقة والتعب والنصب والحل والترحال والثانية بالنفقة التي ينفقها الحاج في ذلك .
قال صلى الله عليه وسلم : (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )) وقال صلى الله عليه وسلم (( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )) متفق عليه .
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال: ( إيمان بالله ورسوله ) قيل : ثم ماذا ؟ قال : ( جهاد في سبيل الله ) قيل : ثم ماذا ؟ قال : ( حج مبرور ) رواه البخاري .
وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التزود من الطاعات والمتابعة بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الحديد والذهب والفضة , وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة ) رواه الترمذي .
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث يحرك المشاعر ويستحث الخطى :
( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) رواه مسلم .
ومع هذا الأجر العظيم فإن أيام الحج قليلة لا تتجاوز أسبوعاً لمن هم في هذه البلاد ولله الحمد وأربعة أيام لأهل مكة وما حولها !! أليست أخي المسلم نعمة عظيمة ؟ ! فلا تتردد ولا تتهاون فالدروب ميسرة والطرق معبدة والأمن ضارب أطنابه ورغد العيش لا حد له .. نعم تحتاج إلى شكر , وحياة خلقت فيها للعبادة فلا تسوف ولا تؤخر وأبشر فأنت من وفد الرحمن , وفد الله , دعاهم فأجابوا وسألوه فأعطاهم .
وأبشر بيوم عظيم تقال فيه العثرة وتغفر فيه الزلة فقد قال صلى الله عليه وسلم (( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة )) رواه مسلم .
فلتهنأ نفسك ولتقر عينك واستعد للقاء الله عز وجل واستثمر أوقاتك فيما يعود عليك نفعها في الآخرة فإنها ستفرحك يوم لا ينفع مال ولا بنون .. يوم تتطاير الصحف , وترتجف القلوب , وتتقلب الأفئدة , وترى الناس سكارى وما هم بسكارى .. ولكن عذاب الله شديد .
أخي الحبيب :
اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها وللآخرة بقدر بقائك فيها , ولا تسوف فالموت أمامك والمرض يطرقك والأشغال تتابعك ولكن هرباً من كل ذلك استعن بالله وتوكل عليه وكن من الملبين المكبرين هذا العام .
أخي المسلم :
أما وقد انشرح صدرك وأردت الحج وقصدت وجه الله عز وجل والدار الآخرة أذكرك بأمور :
- الاستخارة والاستشارة:
فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار، فاستخر الله في الوقت والراحلة والرفيق ، وصفة الاستخارة أن تصلي ركعتين ثم تدعو دعاء الاستخارة المعروف.
2- إخلاص النية لله عز وجل:
يجب على الحاج أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله والدار الآخرة لتكون أعماله وأقواله ونفقاته مقربة إلى الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم : "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى،) متفق عليه.
3- تعلم أحكام الحج والعمرة وما يتعلق بهما:
وتعلم شروط الحج وواجباته وأركانه وسننه حتى تعبد الله على بصيرة وعلم، وحتى لا تقع في الأخطاء التي قد تفسد عليك حجك. وكتب الأحكام ولله الحمد متوفرة بكثرة.
4- توفير المؤنة لأهلك والوصية لهم بالتقوى :
فينبغي لمن عزم على الحج أن يوفر لمن تجب عليه نفقتهم ما يحتاجون إليه من المال والطعام والشراب وأن يطمئن على حفظهم وصيانتهم وبعدهم عن الفتن والأخطار.
5- التوبة إلى الله عز وجل من جميع الذنوب والمعاصي:
قال الله تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31].
وحقيقة التوبة:
الإقلاع عن جميع الذنوب والمعاصي وتركها ، والندم على فعل ما مضى والعزيمة على عدم العودة إليها، وإن كان عنده مظالم للناس ردها وتحللهم منها سواء كانت عرضا أو مالا أو غير ذلك.
6- اختيار النفقة الحلال :
التي تكون من الكسب الطيب حتى لا يكون في حجك شيء من الإثم. فإن الذي يحج وكسبه مشتبه فيه لا يقبل حجه، وقد يكون مقبولا ولكنه آثم من جهة أخرى. ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا خرج الحاج بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز فنادى : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء : لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، حجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الحرام الخبيثة ووضع رجله في الغرز فنادى : لبيك اللهم لبيك. ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك. زادك حرام، وراحلتك حرام، وحجك مأزور غير مبرور" رواه الطبراني.
إذا حججت بمال أصلُه سحتٌ ----- فما حججتَ ولكن حجَّتِ العيرُ
لا يقبــلُ الله إلا كلَّ صالحة ----- مـا كلُّ من حجَّ بيت الله مبرور
7- اختيار الرفقة الصالحة:
فإنهم خير معين لك في هذا السفر؛ يذكرونك إذا نسيت ويعلمونك إذا جهلت ويحوطونك بالرعاية والمحبة. وهم يحتسبون كل ذلك عبادة وقربة إلى الله عز وجل.
8- الالتزام بآداب السفر وأدعيته المعروفة ومنها :
دعاء السفر والتكبير إذا صعدت مرتفعا والتسبيح إذا نزلت وادياًَ، ودعاء نزول منازل الطريق وغيرها.
9- توطين النفس على تحمل مشقة السفر ووعثائه وصعوبته :
فإن بعض الناس يتأفف من حر أو قلة طعام أو طول طريق. فأنت لم تذهب لنزهة أو ترفيه، اعلم أن أعلى أنواع الصبر وأعظمها أجرا هو الصبر على الطاعة.. ومع توفر المواصلات وتمهيد السبل إلا أنه يبقى هناك مشقة وتعب.. فلا تبطل أعمالك أيها الحاج بالمن والأذى وضيق الصدر ومدافعة المسلمين بيدك أو بلسانك بل عليك بالرفق والسكينة.
10- غض البصر عما حرم الله:
واتق محارم الله عز وجل فأنت في أماكن ومشاعر عظيمة ، واحفظ لسانك وجوارحك ولا يكن حجك ذنوبا وأوزارا تحملها على ظهرك يوم القيامة.
تقبل الله طاعاتنا وتجاوز عن تقصيرنا وجعلنا ووالدينا من المغفور لهم الملبين هذا العام والأعوام القادمة .




حجوا قبل أن لا تحجوا

صمتي مهابه 10-15-2010 09:55 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
نزهه الى الحج,,المشتاقون الى الحج

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد،
فإن هذا الدين عظيم، لأنه من عند العظيم، وهذا الإله العظيم، من عظمته أنه رؤوف رحيم، سهل لنا طاعته، وزينها لنا، وقربها منا، وقربنا منها، فشرع العبادات على وجه يبعث على الشوق إليها، والرغبة فيها، والمسارعة إليها، صلاة، ذات حركات جسدية، ركوع بعد قيام، يتلوه سجود لرب الأرض والسماء، وضع للجبهة على الأرض، بخضوع تام، وانكسار بلذة، تلاوة باللسان للكلام المقدس، الذي تكلم به الرب، وتسبيحات وتهليلات، ودعاء، تبعث هذه الصلاة على تعبد قلبي ونفسي وروحي للإله، تصل الخالق بالمخلوق، وتستلهم وحي السماء
ثم صوم، عبادة مغايرة تماما للصلاة، إمساك عن الطعام والشراب والشهوة من الفجر إلى المغرب، ثلاثين يوما، يصوم الجسد، لكن يصوم معها القلب، تضعف شهوة الجسد، ليشعر بالحاجة، والافتقار، فيتصل بالقيوم الذي يحتاجه كل شيء، ولا يحتاج لشيء، فيتوجه إليه، لا إلى غيره، فيعظم توحيده في قلبه.
ثم زكاة، مال يخرجه الغني من حر ماله، ليعطيه الفقراء ومن في حكمهم، فيجبر نفسه على البذل والعطاء، والتخلص من قيود الدنيا والركون إليها، بل يجبرها على البحث عن المحتاجين، ويهيج فيها الاهتمام بشؤون الآخرين، فلا تكون النفس المسلمة أنانية، تنظر لمصالحها الشخصية، فتتطهر النفس من هذه الأمراض النفسية، وتكون أقدر على التعلق بهذا الإله الذي أمرها بهذا، وحده لا شريك له.
من لم تعالجه الصلاة حق المعالجة، عالجه الصوم، ثم جائت الزكاة فخلصته من أمراضه، فجاء الحج فأكمل له ذل التعبد، والانخلاع من علائق الدنيا، وتصور الحشر، وعمق فيه الشعور بالمساواة مع جميع الناس، ثم وصله بتاريخ التوحيد، إبراهيم كان موحدا، وقف هنا، وسعت زوجته هنا، وبنا مع ابنه اسماعيل هذا البيت الذي نطوف حوله (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) {سورة البقرة آية 127}
فالحج، وما أدراك ما الحج -موضوع- مقالتنا، عبادة أخرى، مغايرة كل المغايرة لجميع تلك العبادات.
عبادة، لا يمكن أن تؤديها في مكانك، لا بد أن تخرج، تخرج إلى أين، إلى مكة، تلك المدينة القديمة، حيث بيت الله المعظم، الذي نتوجه إليه في الصلاة، في سفر قد يكون طويلا، والسفر في العادة يكون للعمل، ويكون للنزهة كذلك، لكن لا يخلوا أي سفر من متعة وفائدة، وفيه تجديد للحياة، واكتساب خبرات جديدة من خلال زيارة بلاد أخرى بثقافات أخرى كذلك، وهنا سفرنا للعبادة فيجمع تلك المعاني وأضعافها، (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) سورة الحج آية 27.
(أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة و يمحو عنك بها سيئة) ٍِ[قطعة من حديث طويل في صحيح الجامع] سفر إلى مكة المكرمة، تلك المدينة التاريخية المقدسة، حيث البيت الذي بناه إبراهيم أبو الأنبياء، بل ربما بناه آدم قبل هذا.
وفي أثناء طريقه ومع اقترابه من تلك البقاع، يبدأ الإعداد النفسي لتلك التجربة الفريدة، ولتلك الأرض الجديدة، فيدخل الحاج في حالة روحية، نفسية، شخصية، اجتماعية، بل جسدية، مختلفة عن حالته السابقة، إنها حالة الإحرام، حيث يتوجب عليه التخلص من أكبر قدر من العلائق الأرضية الجسدية، فاللباس أخف اللباس وأيسره، قطعتان ليس فيها تفصيل على هيئة الجسد، فقط لتستر الجسد بأدنى صور الستر، فلا مكان للتفاخر باللباس، ولا للتباهي بالزينة، ويمنع الاتصال الجنسي، بل وإجراء عقد النكاح، فلا وقت لمتعة الجسد في هذه الأيام، فلدينا ما يشغلنا، وحتى تكتمل تلك الإعدادات الروحية لا بد من قيود أخرى على متعة الجسد، فيمنع عنه الطيب، ويكف المحرم عن قص شعره وظفره، وحتى يتم له تمام الشعور بالخضوع والذل، يكشف رأسه، فلا يغطيه بما يلبس عليه، قيود عديدة، أسماها الفقهاء محظورات الإحرام.
يتجه الحاج إلى تلك البقاع، بتلك الهيئة، رافعا صوته بالتلبية، فما من حجر ولا شجر يسمعه إلا لبى معه، لأنه عبد موحد لله، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، يتحرك بها لسانه، لكن يهتز بها كيانه كله، متخلصا من أوحال التعبد لغير الله، مخلصا قلبه، وروحه، وحياته، لله.
يصل هذا الحاج، بعد هذه الرحلة الطويلة، ليجد أن جموعًا لا يحصيها عدّ قد أخرجها الذي أخرجها، وحركها نفس الهدف، جاءت راغبة فرحة مسرورة رغم ما قد يكون قابلها من مشكلات وصعوبات، هوت تلك القلوب إلى تلك البقاع استجابة لدعوة أبينا إبراهيم (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم).
يبدأ الحاج بعمرته، وهي حج أصغر، طواف بالبيت، وسعي بين الصفا والمروة، ثم حلق أو تقصير، كلها تتم في حالة الإحرام السباقة، يمكن بعدها للحاج أن يتحلل من حالة الإحرام هذه، فيلبس ثيابه، كما يمكنه أن يأتي أهله ...
فإذا ما جاء يوم الثامن من ذي الحجة، فعلى من جاء إلى الحج أن يدخل أو يعاود الدخول في حالة الإحرام، ليبدأ أعمال الحج التي أولها شهود يوم عرفة في عرفة، في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو ركن الحج الأكبر (الحج عرفة)، ذلك الحدث الرهيب، رهيب بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مئات الآلاف من البشر، من كل حدب وصوب، من أمريكا والصين، وروسيا وجنوب أفريقيا ، والفلبين وشمال أوربا ... (وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) ثقافات متغايرة، بل لنقل حضارات متباينة، أبيض، وأسود، متعلم وجاهل، غني وفقير، رئيس ومرؤوس، فلا موطن للتمايز، يجتمعون على بقعة محدودة من الأرض، في مدة معينة لا تجاوز الأربع والعشرين ساعة، لا يصح حج أحدهم إذا لم يحضر هذه التظاهرة الضخمة الفريدة، وهذا اللقاء العالمي المتجدد، في أحد الأعوام اجتمع في تلك المساحة أكثر من مليوني شخص، بلباس واحد، منحسرة رؤوسهم، يهللون بالتوحيد، وهو أفضل الدعاء (أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ) ويسألون رب الأرض والسماء، يسألونه أي شيء يريدونه من أمر الدين والدنيا.
(و أما وقوفك بعرفة فإن الله عز و جل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول : هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي و يخافون عذابي و لم يروني فكيف لو رأوني ؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك)
إنه مشهد مهيب، يبعث على الفخر والاعتزاز بهذا الدين العظيم، الذي جمع الناس بهذه الطريقة، دين هذه شعائره، لا شك أنه خير الأديان، هل يمكن أن يقتلع أو يجتث، لا ورب الأرض والسماء ...
ومع اغتراب لحظات الغروب، واقتراب انقضاء ذلك اليوم، أفضل الأيام، يلح المسلم في الدعاء أكثر فأكثر، حتى ما غربت الشمس، بدأ التحرك الجماعي، أرتال من البشر، مشاة، وركبانا، رافعين أصواتهم مرة أخرى بالتلبية، تضح بها الأرض والسماء، في مشهد مثير لجميع المشاعر، كأنما هو ما وصف الله من يوم البعث، يتجهون بحركة واحدة إلى بقعة أخرى، إنها مزدلفة، يقضون فيها ليلتهم، يصلون فيها الفجر، هذا فجر يوم عيد الأضحى، عيد المسلمين الثاني، وبعد ابتهال ودعاء إلى قبيل طلوع الشمس، يتحركون مرة أخرى إلى منى، فيستقبلونها برميهم الجمار، متذكرين بذلك فعل إسماعيل عليه السلام -فنحن أتباع الأنبياء كلهم في دين التوحيد- حينما رمى الشيطان لأنه أمره بمعصية ربه، ثم ينحرون هديا، بعيرًا، أو بقرة، أو شاة، تقربا إلى الله جل وعلا، (فأفضل الحج العج –وهو رفع الصوت بالتلبية-والثج وهو سيلان دم الهدي)
(لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) {سورة الحج آية: 37}.
ثم يحلق الحاج رأسه، عبادة بحلق الشعر أو تقصيره، (وأما حلقك شعرك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة)، وها هو قد تحلل من حالة الإحرام التي كان عليها، فيمكن له الآن –وهذا اليوم عيد-، أن يلبس لباسه المعتاد، وأن يمس الطيب، وأن يأتي أهله، ليتجه إلى الكعبة المشرفة، فيطوف بها سبعة أشواط طواف الحج الأكبر، وهو ركن لا يصح حج أحد بدونه، بل قال فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك) فالكل يطوف، آلاف مؤلفة تدور في حركة انسيابية دائرية حول محور واحد، تذكر بالمنظومة الكونية، من أكبر أفرادها إلى أصغره، يدور، الأفلاك تدور، كما أن الإلكترون في الذرة يدور، فنحن جزء من هذا الكون، نسير معه، ويسير معنا، لأن ربنا واحد، ومعبودنا واحد.
يرجع الحاج بعد السعي سبعة أشواط بين الصفا والمروة، ذلكما الجبلان الصغيران، حيث ينحدران إلى واد، لم يبق منه من المعالم إلا شريطين أخضرين، يسعى الحاج بينهما سعيا شديدا حتى ينفتل رداؤه كما فعل نبينا صلى الله عليه وسلم، إذ بفعله ذلك يذكرنا بما ورد عن أمنا هاجر، زوجة أبينا إبراهيم خليل الرحمن، وأبو الأنبياء، حيث تركها في تلك الصحراء الموحلة، لا ماء، ولا غذاء، لكن معها ومع كل متوكل الله رب الأرض، والماء، والصحراء، والهواء وكل شيء ...
ويتذكر الحاج تلك الأم المسكينة، مع وليدها الرضيع، إسماعيل-عليه السلام-، كيف تكون حالهم في تلك الفيافي، يظمأ الطفل، فتبحث له أمه عن الماء، تسعى، وتذهب وتجئ، لا ماء، أين الماء يا إبراهيم ... كأنها تصيح بهذه الكلمات، فيأتيها الجواب من نفسها المؤمنة المطمئنة بوعد الله .. والجواب ما ترى، نبع الماء من بين حبات الرمل تحت أقدام ذلك الرضيع ... الله أكبر، هذا هو الإله، لا إله إلا هو...
{ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ }
عواطف امتزجت بالتاريخ، يبعث بها التوحيد لله جل وعلا، فتتحرك النفس، ويهتز الخاطر، ويمتلء الوجدان، وينتشي الكون تسبيحا لله جل وعلا، حقا لقد (سبح لله ما في السموات وما في الأرض)
بعد ذلك يقفل الحاج راجعا إلى منى، فيبيت فيها ليلته، ويصبح اليوم التالي، وهو أول أيام التشريق، وهي أيام أكل وشرب كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، يرمي فيه ثلاث جمرات إذا انتصف النهار، (و أما رميك الجمار فإنه مدخور لك) يكرر هذا الفعل في اليوم الثاني، لينهي به حجه إن أراد، وإلا زاد يوما آخر، { وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى}(سورة البقرة آية203ٍ) يرمي فيه الجمار كذلك، فينقضي الحج، بعد أن يطوف مرة أخرى وداعاً، وتحين العودة إلى الديار...
كل شيء في هذه الدنيا ينقضي، حتى هذه العبادة، التي هي من أمتع العبادات وألذها، تنقضي، ينقضي تعبها، لا والله بل تنقضي لذتها، لكن يبقى في الفؤاد منها آثار عميقة، ومعان غائرة، يبقى التعلق بالله وتعظيمه وحبه والرغبة فيما عنده، وحب لقائه، والانخلاع من كل ما سواه، فهو الرب، هو الواحد، هو القوي، هو القهار، أشهد ألا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .


نزهة الحج-خواطر مشتاق إلى الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 09:59 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
التشويق الى حج البيت العتيق..

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد لله الذي فرض على عباده حج بيته العتيق، وجعل الشوق إلى زيارته حاديا لهم ورفيقا ، والصلاة والسلام على من أنار الله به الدرب والطريق ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد :
*
فإن الله تعالى فرض على عباده الحج إلى بيته العتيق في العمر مرة واحدة، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم: " بني الإسلام على خمس... وذكر منها: حج بيت الله الحرام " متفق عليه
*
فالحج فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فمن أنكر فرضيته وهو يعيش بين المسلمين فهو كافر، أما من تركه مع إقراره بفرضيته فليس بكافر على الصحيح، ولكنه آثم مرتكب كبيرة من أعظم الكبائر.
*
ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الأوطان وعدم مفارقتها، رغب الشارع في الحج ترغيبا شديدا، وجعل له فضائل جليلة، وأجورا كبيرة، لأنه يتطلب مفارقة الأوطان والمألوفات من أهل ومال وصاحب وعشيرة، وكذلك حثا للعباد على قصد هذا البيت بالحج والزيارة، وتشويقا لهم إلى رؤية تلك المعالم التي هبط فيها الوحي ونزلت فيها الرسالة.

أخي سارع ولا تتأخر
* قال تعالى: { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
[آل عمران :97]
*
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " أحمد وأبو داود،.
*
وقال صلى الله عليه وسلم : "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة)) أحمد وابن ماجة وحسنه الألباني .
*
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار ، فننظر كل من كانت له جدة ولم يحج ، فيضربوا عليه الجزية، ما هم بمسلمين.. ما هم بمسلمين. (صححه ابن حجر) .
*
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "استكثروا من الطواف بهذا البيت ، قبل أن يحال بينكم وبينه ".
*
وقال الحسن: "لا يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستقبلوا القبلة".

الحج يهدم ما كان قبله
*
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : لما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يدك فلأبايعك ، فبسط ، فقبضت يدي . فقال : " مالك يا عمرو؟ " قلت: أشترط. قال : " تشترط ماذا ؟ " قلت: أن يغفر لي. قال: " أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟ " رواه مسلم.

الحج طهارة من الذنوب
*
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " لفظ البخاري.
*
ولفظ مسلم: " من أتى هذا البيت " وهو يشمل العمرة. وعند الدار قطني: "من حج واعتمر" والرفث: الجماع، أو التصريح بذكر الجماع أو الفحش من القول.
*
قال الأزهري : هي كلمة جامعة لما يريد الرجل. من المرأة. والفسوق: المعاصي. ومعنى: "كيوم ولد ته أمه " أي بلا ذنب. قال ابن حجر: وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات.

الحج من أفضل أعمال البر
*
عن أبي هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم : "أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مرور" متفق عليه،. "
*
قال أبو الشعثاء: نظرت في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن ، والصوم كذلك ، والصدقة تجهد المال، والحج يجهدهما.

فضل الحج المبرور
*
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق عليه
*
والحج المبرور : هو الذي لا يخالطه إثم. وقيل: المتقبل. وقيل الذي لا رياء فيه ولا سمعة، ولا رفث ولا فسوق. وقيل: علامة بر الحج أن تزداد بعده خيرا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه.
*
وعن الحسن البصري قال: الحج المبرور؟ أن يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في ا لآخرة.
*
وروي أن الحج المبرور هو إطعام الطعام، وطيب الكلام، وإفشاء السلام. والصحيح أنه يشمل ذلك كله.

الحج أفضل الجهاد
*
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: " لكن أفضل الجهاد حج مبرور" متفق عليه" .

الحج جهاد المرأة
*
عنها قالت: قلت يا رسول الله ! ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: " لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حج مبرور" قالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " . متفق عليه.
*
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة" النسائي وحسنه ا لألباني،.

الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب
*
عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد )) رواه الطبراني والدار قطني وصححه الألباني
*
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة" أ أحمد والترمذي وصححه الألباني،.

فضل النفقة في الحج
*
عن بريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف " أحمد والبيهقي وصححه السيوطي،.

دعوة الحاج مستجابة
*
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله : دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم " [ابن ماجة وأبن حبان وصححه الألباني].

الحاج في ذمة الله وحفظه
*
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله ، ورجل خرج غازيا في سبيل الله، ورجل خرج حاجا " رواه أبو نعيم وصححه الألباني.

حديث عظيم في فضل مناسك الحج
*
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك، يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة. وأما وقوفك بعرفة، إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج- أي متراكم- أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك. وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة. فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك " الطبراني وحسنه ا لألباني.

* أخي المسلم

* لا تحرم نفسك من تلك الأجور وعظيم الهبات فإننا جميعا في أمس الحاجة إلى الحسنات، ومغفرة الذنوب والسيئات، فلماذا التسويف والتأجيل، ومن خطب جليل ؟! ولماذا الفتور والكسل وأنت مأمور بإحسان العمل .
*
عن أبن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا صرورة في الإسلام " [رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي]. والصرورة: ترك الحج.

الحج واجب على الفور
* واختلف العلماء : هل وجوب الحج على الفور أم على التراخي. قال الشنقيطي رحمه الله: "أظهر القولين عندي، وأليقهما بعظمة خالق السموات والأرض هو وجوب أوامره - جل وعلا- كالحج على الفور لا التراخي، للنصوص الدالة على الأمر بالمبادرة، وللخوف من مباغتة الموت ؟ كقوله: { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } [آل عمران: 133]. وكقوله: { شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ } [ الأعراف: 185].

إليك إلهي قـد أتيت ملبيـا ----- فبارك إلهـي حجــتي ودعائيا
قصدتك مضطرا وجئتك باكيا ----- وحاشاك ربي أن ترد بكــائيا
كـفاني فخـرا أنني لك عابد ----- فيا فرحي إن صرت عبدا مواليا
أتيت بلا زاد وجودك مطمعي ----- وما خاب من يهفو لجودك ساعيا
إليك إلهي قد حضرت مؤملا ----- خلاص فؤادي من ذنوبي ملبـيا

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




التشويق إلى حج البيت العتيق


............................................. ...........................
رسالة مهمه الى قاصد البيت الحرام

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بمناسبة حلول موسم الحج لهذا العام 1417 هـ أبعث بهذه الرسالة المفتوحة إلى كل مسلم عقد العزم على، داء فريضة الحج أو التطوع به. فأقول: أيها الحاج.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنت تعلم يقينا أن الحج فريضة من فرائض الإسلام وشعيرة من شعائره الظاهرة وقد كرم الله سبحانه وتعالى هذه البلاد باستقبال ضيوف الرحمن، وشرفها بضيافتهم، وحملها مسؤولية خدمتهم والسهر على راحتهم وتوفير كافة السبل التي تضمن سلامتهم بإذن الله حتى يؤدوا هذه الشعيرة على أكمل وجه ويعودوا إلى بلادهم وأهليهم سالمين غانمين، إن شاء الله، وإن حكومة خادم الحرمين الشريفين- وفقه الله- تسعى جاهدة كل عام وتبذل الغالي والنفيس في سبيل راحة الحجاج وتأدية مناسك حجهم في يسر وسهولة.

أخي الحاج..

أهديك هذه الكلمات التي أسأل الله تعالى أن تجد منك أذنا صاغية فأصغ سمعك وأمعن نظرك فأنت بحاجة إلى ما تتزود به في سفرك وتأنس به في وحدتك وتشغل به وقتك وينشرح به صدرك ويعينك على حجك وعمرتك. فأقول:

1. اعلم أن خير الزاد التقوى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن تقوى الله إخلاص النية لله جل وعلا فهو المستحق لهذه العبادة. قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }. فاقصد بسفرك إلى بيت الله وجه الله فإنما الأعمال بالنيات واعلم أن الإخلاص ميزان العمل وليس لك من عملك إلا بقدر إخلاصك فيه، فالحج عبادة وكل عبادة تحتاج إلى قصد ونية. فالنية الخالصة هي سمة العبادة قال الرسول صلى الله عليه وسلم في تتمة الحديث ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )).

ألم تسمع قول الله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }.

فإياك من وساوس الشيطان وتوهيمه الذي يحاول أن يصد المسلم عن دينه فيسلك به في العبادة مسلك الرياء والسمعة حتى يحبط عمله.

2. لابد للمسافر من رفيق يصحبه في سفره يأنس به ويتحدث إليه ويستفيد منه، فإن وجد فليكن من خيرة الرجال، وممن تتوسم فيه الصلاح والتقوى حتى يكون عونا لك في أداء نسكك يدلك على الخير وينهاك عن الشر، تتعلم منه ما جهلته ويكون خير معين لك وخير جليس، وإن لم يوجد فعليك بكتاب الله الذي تنشرح به الصدور وتصح به الأسقام وتندفع الشرور بإذن الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى الهدى من غيره أضله الله، فهو نور الله المبين وصراطه المستقيم.

3. تخلص من المظالم التي علقت بك فإن كان لأخيك عليك مظلمة فتحلل منه وادع له حتى يلين قلبه وإن كان لديك حقوق لأحد فتخلص منها قبل سفرك حتى تبرأ ذمتك منها فأنت في جهاد لا قتال فيه وهو الحج والعمرة.

4. ليكن زادك إلى الحج من مال حلال فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به وإن أطبت مطعمك كنت مجاب الدعوة. وما أحوجك إلى الدعاء في الحج عند الإحرام وفي المشاعر وفي كل مكان لسانك يلهج بالدعاء والاستغفار وبالزاد الحلال يقال لك بعد حجك ارجع حج مأجور غير مأزور.

فإن الله تعالى قد أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث والحلال بين والحرام بين، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.

5. إياك- في الحج- وفي غيره، من اللغو وهو ما فحش من الكلام، فإن سباب المسلم فسوق وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه )).
وليكن حجك خالصا من الجدال والمراء وكل ما ينقضه من سوء الأقوال والأفعال. وأكثر من ذكر الله ليطمئن قلبك فإن الحسنات يذهبن السيئات، وإن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، والكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (( ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )).

6. كن سفيرا لبلادك في هذا البلد الطيب وتجنب أذى الناس وحافظ على ما سخر لك من الإمكانات وكن رجل أمن ويد عون للآخرين ولا يغرنك زيف الزائفين وأفكار المغرضين الذين يحاولون النيل من كرامة هذه البلاد التي حفظها الله بالولاة المخلصين المتمسكين بدينهم وعقيدتهم حتى أصبحت محسودة على ما هي فيه من نعمة الأمن والاستقرار، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

7. أد نسكك في سكينة ووقار حتى يخشع قلبك وتلين جوارحك وتطمئن نفسك ويهنأ بالك وينشرح صدرك فإن العجلة من الشيطان ولا تتعمد مزاحمة الآخرين ومدافعتهم فإن أذية المسلم حرام وأخص بذلك عند الحجر الأسود فإن كثيرا من الناس- هداهم الله- يزاحمون بشدة ويتقاتلون من أجل الوصول إلى الحجر الأسود وهذا جهل منهم فإن تقبيل الحجر سنة والأذى محرم، فهل يليق بالمسلم أن يجعل الفعل المحرم وسيلة لتحقيق سنة. كم من شيخ كبير وامرأة عجوز وصبي صغير وغيرهم أصابه الإعياء والتعب بسبب هذا التزاحم، بل منهم من يؤدي به ذلك إلى الهلاك فلا حول ولا قوة إلا بالله.

8. إنك تشاهد في المشاعر أولئك الرجال المجندون لخدمتك على مختلف القطاعات فكن عونا لهم ولا تقابل الإحسان بالإساءة فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وعلى سبيل المثال فإن من أهم المرافق التي عنيت بها الدولة- وفقها الله- النظافة في المشاعر والطرقات وفي كل مكان، إلا أن كثيرا من الحجاج- هداهم الله- يتجاهلون هذا الأمر ويلقون بما فضل منهم على الأرض في طريق المارة على الرغم من وجود الحاويات لهذه النفايات ولكن عدم الشعور بالمسئولية يورث عدم المبالاة، فكن أخي الحاج عونا لرجل النظافة الذي يعمل من أجل صحتك، فالتعاون أساس النجاح في كل شيء.

9. أنت تعلم أنك في بلاد تدين بالإسلام- والحمد لله- وتحكم شرع الله فإياك من قول أو فعل يخل بدينك وعقيدتك، فإنك محاسب على ذلك فكن قدوة حسنة لغيرك ولا تجعل من العادات والتقاليد ما يتعارض مع تعاليم الإسلام السمحة، فأنت في عبادة فكل حركة أو سكون إن خيرا تؤجر عليه وإن غير ذلك تؤاخذ به.
فلا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى، والناس في الإسلام سواسية تربطهم الاخوة في الله.

10. وأخيرا استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه وأرجو لك حجا مبرور! وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا وعودا حميد، بإذن الله إلى بلدك.
هذه مشاعر أخيك وأمانيه أحببت أن أزفها إليك عبر هذه الرسالة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.


مجلة الدعوة – العدد 1586 – 25ذي القعدة 1417هـ – 3أبريل 1997م



رسالة إلى قاصد البيت الحرام

صمتي مهابه 10-15-2010 10:06 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
الى البيت العتيق..

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الشيخ الحاج عثمان دابو رحمه الله من جمهورية جامبيا في أقصى الغرب الإفريقي، تجاوز الثمانين من عمره، زرته قبل موته في منزله المتواضع في قريته الصغيرة قرب العاصمة بانجول، وحدثني عن رحلته الطويلة قبل خمسين عاماً إلى البيت العتيق، ماشياً على قدميه مع أربعة من صحبه من بانجول إلى مكة قاطعين قارة إفريقيا من غربها إلى شرقها، لم يركبوا فيها إلا فترات يسيرة متقطعة على بعض الدواب، إلى أن وصلوا إلى البحر الأحمر ثم ركبوا السفينة إلى ميناء جدة.
رحلة مليئة بالعجائب والمواقف الغريبة التي لو دُوِّنت لكانت من أكثر كتب الرحلات إثارة وعبرة، استمرت الرحلة أكثر من سنتين، ينزلون أحياناً في بعض المدن للتكسب والراحة والتزود لنفقات الرحلة، ثم يواصلون المسير.
سألته: أليس حج البيت الحرام فُرض على المستطيع، وأنتم في ذلك الوقت غير مستطيعين؟! قال:
نعم، ولكننا تذاكرنا ذات يوم قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام عندما ذهب بأهله إلى واد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، فقال أحدنا: نحن الآن شباب أقوياء أصحاء، فما عذرنا عند الله تعالى إن نحن قصَّرنا في المسير إلى بيته المحرم، خاصة أننا نظن أن الأيام لن تزيدنا إلا ضعفاً، فلماذا التأخير؟! فهيَّجَنا واستحثنا على السفر مستعينين بالله تعالى.
خرج الخمسة من دُورهم، وليس معهم إلا قوت لا يكفيهم أكثر من أسبوع واحد فقط، والدافع الرئيس لذلك هو تحقيق أمر الله تعالى لهم بحج بيته العتيق، وأصابهم في طريقهم من المشقة والضيق والكرب ما الله به عليم؛ فكم من ليلة باتوا فيها على الجوع حتى كادوا يهلكون؟! وكم من ليلة طاردتهم السباع، وفارقهم لذيذ المنام؟! وكم من ليلة أحاط بهم الخوف من كل مكان؛ فقُطَّاع الطرق يعرضون للمسافرين في كل واد؟!
رُبّ ليلٍ بكيت منه فلمَّا ---- صرتُ في غيره بكيت عليه
قال الشيخ عثمان:
لُدغت ذات ليلة في أثناء السفر، فأصابتني حمَّى شديدة وألم عظيم أقعدني وأسهرني، وشممت رائحة الموت تسري في عروقي:
وإني لأرعى النجم حتى كأنني ---- على كل نجم في السماء رقيب
فكان أصحابي يذهبون للعمل، وكنت أمكث تحت ظل شجرة إلى أن يأتوا في آخر النهار، فكان الشيطان يوسوس في صدري : أَمَا كان الأَوْلى أن تبقى في أرضك؟! لماذا تكلف نفسك ما لا تطيق؟! ألم يفرض الله الحج على المستطيع فقط؟!
فثقلت نفسي وكدت أضعف، فلما جاء أصحابي نظر أحدهم إلى وجهي وسألني عن حالي، فالتفتُّ عنه ومسحت دمعة غلبتني، فكأنه أحس ما بي! فقال: قم فتوضأ وصلِّ، ولن تجد إلا خيراً بإذن الله { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ( 45 ) الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون }[البقرة: 45، 46]. فانشرح صدري ، وأذهب الله عني الحزن، ولله الحمد.
كان الشوق للوصول إلى الحرمين الشريفين يحدوهم في كل أحوالهم، ويخفف عنهم آلام السفر ومشاق الطريق ومخاطره، مات ثلاثة منهم في الطريق، كان آخرهم في عرض البحر، واللطيف في أمره أن وصيته لصاحبيه قال لهما فيها: إذا وصلتما إلى المسجد الحرام، فأخبرا الله تعالى شوقي للقائه، واسألاه أن يجمعني ووالدتي في الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الشيخ عثمان:
لما مات صاحبنا الثالث نزلني همٌّ شديد وغمٌّ عظيم، وكان ذلك أشد ما لاقيت في رحلتي؛ فقد كان أكثرنا صبراً وقوة، وخشيت أن أموت قبل أن أنعم بالوصول إلى المسجد الحرام، فكنت أحسب الأيام والساعات على أحرِّ من الجمر.
إذا برقت نحو الحجاز سحابة ----- دعا الشوق مني برقها المتطامن
فلما وصلنا إلى جدة مرضت مرضاً شديداً وخشيت أن أموت قبل أصل إلى مكة المكرمة، فأوصيت صاحبي أنني إذا مت أن يكفنني في إحرامي، ويقربني قدر طاقته إلى مكة، لعل الله أن يضاعف لي الأجر، ويتقبلني في الصالحين.
فيوشك أن يحول الموت بيني ----- وبين جوار بيتك والطوافِ
فكم من سائل لك ربِّ رغباً ----- ورهباً بين منتعل وحافي
أتاك الراغبون إليك شعثاً ----- يسوقون المُقلَّدة الصَّوافي
(1)
مكثنا في جدة أياماً، ثم واصلنا طريقنا إلى مكة، كانت أنفاسي تتسارع والبِشْر يملأ وجهي، والشوق يهزني ويشدني، إلى أن وصلنا إلى المسجد الحرام.
وسكت الشيخ قليلاً.. وأخذ يكفكف عبراته، وأقسم بالله تعالى أنه لم ير لذة في حياته كتلك اللذة التي عمرت قلبه لمَّا رأى الكعبة المشرَّفة! ثم قال: لما رأيت الكعبة سجدت لله شكراً، وأخذت أبكي من شدة الرهبة والهيبة كما يبكي الأطفال، فما أشرفه من بيت وأعظمه من مكان!
ثم تذكرت أصحابي الذين لم يتيسر لهم الوصول إلى المسجد الحرام، فحمدت الله تعالى على نعمته وفضله عليَّ، ثم سألته سبحانه أن يكتب خطواتهم وألا يحرمهم الأجر، وأن يجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
خرجت من بيت الشيخ وأنا أردد قول الله تعالى : {وسارعوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين }[آل عمران: 133]. إقبال جاد على الطاعة، إقبال لا يعرض عليه التكاسل أو التسويف، إقبال تهون فيه الآلام والأكدار، إقبال تتساقط تحته كافة العراقيل والعقبات.. إقبال بهمة صادقة وعزيمة عالية تنبع من قلب متعلق بمحبة الله والامتثال لأمره.
خرجت وأنا أردد قول الله تعالى : {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى" كل ضامر يأتين من كل فج عميق }[الحج: 27].
ثم تأملت في حال كثير من المسلمين في هذا العصر ممن تحققت فيهم الشروط الشرعية الموجبة لحج بيت الله الحرام، ومع ذلك يُسوِّفون ويتباطؤون عن الحج..!ألا فليتذكر أولئك قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضلّ الضالة، وتعرض الحاجة"(2).


=========
(1) من شعر ابن شبرمة، انظر: أخبار مكة للفاكهي (2-283).
(2) أخرجه: أحمد (3-332) رقم (1833، 1843)، وابن ماجه، في كتاب المناسك رقم (2883)، وحسنه الألباني في الإرواء رقم (990)، والأرناؤوط في تخريجه لمسند الإمام أحمد.




إلى البيت العتيق

............................................. .............................
لكل من حج البيت الغتيق,,

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


في هذه الأيامِ القليلةِ القادمة يقضى الحجاج عبادةً من أعظم العبادات ، وقربةً من أعظم القربات ، يتجردون لله من المخيطِ عند الميقات ، وتسيل دموع التوبةِ في صعيد عرفاتٍ على الوجنات ، ويضجون بالافتقار إلى الله رب الأرض والسموات ، وتزدلف أرواحُهم إلى مزدلفةَ للبَيَات ، وتزحف جموعهم بعد ذلك إلى رمي الجمرات والطوافِ بالكعبة المشرفة ، والسعيِ بين الصفا والمروة في رحلةٍ من أروع الرَحلات وسياحةٍ من أجمل السياحات يتقلبون في هذه المشاعر فرحين بما آتاهم الله من فضله { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ } فيا من حججت البيت الحرام ، ووقفت على تلك المشاعر العظام ، أهدي إليك هذه الوقفات عل الله أن يرفع بها الحسنات ، ويحط بها السئيات ، وإلى أولى الوقفات ...
الوقفة الأولى : يا من حججت البيت العتيق ، وجئت من كلِ فج عميق ، ولبيت من كل طرفٍ سحيق ، ها أنت وقد كَمُلَت نيتك وتمَّ مقصدك بعد أن وقفت على هاتيك المشاعر ، وأديت تلك الشعائر ، ها أنت تتهيأ للوقوف بعرفة والمبيت بمنى احذر كل الحذر من التلوثِ بالمحرمات ، والتلفُّع بالمَعَرَّات ، والْتِحَافِ المسبَّات ، إياك إياك أن تهدم ما بنيت ، وتُبدد ما جمعت ، وتنقض ما أحكمت ، لقد فتحت في حياتك صفحةً بيضاء نقية ، ولبست في حجك ألبسة طاهرة نقية ، فحذار حذار من الأفعال المخزية والمسالكِ المردية ، والأعمال المشينة .

الوقفة الثانية :
يا من حججت بيت الله الحرام ، اشكر الله على ما أولاك ، واحمده على ما حباك وأعطاك ، تتابع عليك بِرُّه ، واتصل خيرُه ، وعمَّ عطاؤه ، وكمُلت فواضله ، وتمت نوافله { وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } فظُن بربك كلَ جميل ، وأمِّل كلَ خيرٍ جزيل ، وقوّي رجاءك بربك في قبولِ حجِك ، ومحْوِ ما سلف من ذنوبك ، فقد جاء في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " قال الله تعالى : أنا عند ظنِ عبدي بي " [ أخرجه الشيخان ] فهنيئًا لك حجُك وعبادتُك واجتهادُك .

الوقفة الثالثة :
إن للحج المبرور أمارة ، ولقبوله منارة ، سُئل الحسن البصري رحمه الله تعالى : ما الحجُ المبرور ؟ قال : أن تعودَ زاهدًا في الدنيا ، راغبًا في الآخرة ، فليكن حجُك حاجزًا لك عن مواقعِ الهلكة ، مانعًا لك من المزالقِ المُتلفة ، باعثًا لك إلى المزيد من الخيرات وفعلِ الصالحات ، واعلم أن المؤمن ليس له منتهى من صالحِ العمل إلا حلولُ الأجل ، فما أجملَ أن تعود بعد الحج إلى أهلك ووطنك بالخُلُقِ الأكمل ، والعقلِ الأرزن ، والوقارِ الأرْصَن ، والعِرض الأصون ، والشِيَمِ المرْضية ، والسجايا الكريمة ، ما أجملَ أن تعود بعد حجك حَسَنَ المعاملة لقِعادك ، كريمَ المعاشرةِ لأولادك ، طاهرَ الفؤاد ، ناهجًا منهج الحق والعدل والسداد ، المُضْمَرُ منه خيرٌ من المظهر ، والخافي أجملُ من البادي ، فإن من يعودُ بعد الحج بهذه الصفات الجميلة والسمات الجليلة فهو حقًا من استفاد من الحجِ وأسراره ودروسه وآثاره .

الوقفة الرابعة:
الحج بكل مناسكِه وأنساكه يعرفك بالله ، يذكرك بحقوقه وخصائصِ ألوهيته جل في علاه ، وأنه لا يستحقُ العبادةَ سواه ، يعرفك ويذكرك بأن الله هو الأحدُ الذي تُسلَم النفس إليه ، ويوجَّه الوجه إليه ، وأنه الصمدُ الذي له وحده تَصْمُد الخلائق في طلب الحاجات ، فكيف يهون عليك بعد ذلك أن تصرف حقًا من حقوق الله من الدعاء والاستعانةِ والذبح والنذر إلى غيره ؟ أي حجٍّ لمن عاد يريد الحج وهو يفعل شيئًا من ذلك الشركِ الصريح والعمل القبيح ، أي حج لم حج وهو يأتي المشعوذين والسحرة ، ويُصَدِّقُ أصحابَ الأبراج والتنجيمِ وأهلَ الطِيرة ويتبرك بالأشجار ، ويتمسح بالأحجار ، ويعلق التمائمَ والحروز ؟ أين أثرُ الحج فيمن عاد بعد حجه مضيعًا للصلاة ، مانعًا للزكاة ، آكلاً للربا والرِشا ، متعاطيًا للمخدرات والمسكرات ، قاطعًا للأرحام ، والغًا في الموبقات والآثام ؟ فيا من امتنعتَ عن محظورات الإحرامِ أثناء حج بيت الله الحرام ، إن هناكَ محظوراتٌ على الدوام وطولَ الدهر والأعوام ، فاحذر إتيانها وقربانها { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّـالِمُونَ } .

الوقفة الخامسة:
من لبى لله في الحج مستجيبًا لندائه كيف يلّبي بعد ذلك لدعوةٍ أو مبدأ أو مذهب أو نداء يُنَاهِض دين الله الذي لا يَقبل من أحدٍ دين سواه ؟ من لبّى لله في الحج كيف يَتحاكم بعد ذلك إلى غير شريعته ، أو ينقادَ لغير حكمه ، أو يرضى بغير رسالته ؟ من لبى لله في الحج فليلبِّ له في كل مكان وزمان بالاستجابةِ لأمره أنى توجهت رِكائبُه ، وحيثُ استقلَّت مضاربه ، لا يتردد في ذلك ولا يتخير ، ولا يتمَنَّعُ ولا يضجر ، وإنما يَذِّلُ ويخضع ، ويطيع ويسمع .

الوقفة السادسة :
يا من تتقلب في مواسمُ الخيرات والرحمات ، يا من يرى قوافلَ الحجاج والمعتمرين والعابدين ؟ يا من تجرد من لباسه ورفع أكف الرغبة إلى مولاه وسالت بالدموع عيناه ؟ يا من سمع صوت الملبين المكبرين المهللين ؟ احذر أن تمر عليك خيرُ أيام الدنيا على الإطلاق وأنت في الهوى قد شُدَّ عليك الوَثاق ؟ يا من راح في المعاصي وغدا ، يقول : سأتوب اليوم أو غدًا ، يا من أصبح قلبه في الهوى مُبددًا ، وأمسى بالجهل مُجنَّدًا وبالشهواتِ محبوسًا مقيدًا ، تذكر ليلةً تبيتُ في القبر مفردًا ، وبادرِ بالمتاب ما دمت في زمن الإنظار ، واستدرك فائتًا قبل أن لا تُقال العِثار وأقلع عن الذنوب والأوزار ، واعلم أن الله يبسط يده بالنهار ليتوبَ مُسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوبَ مسيء النهار .

الوقفة السابعة:
وأنت أنت يا من تقلبتَ في أنواع العبادة ، الزم طريقَ الاستقامة ، وداوم العمل فلستَ بدار إقامة واحذر الإِدْلاَءَ والرياء فربّ عملٍ صغير تعظمه النية ، ورب عمل كبير تصغره النية ، يقول بعض السلف : من سره أن يَكْمُلَ له عمله فليُحسن نيته ، وكن على خوف ووجل من عدمِ قبول العمل ، فعن عائشة رضي الله عنها زوجُ النبي قالت: سألت رسول الله عن هذه الآية { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } فقلت : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ فقال " لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تُقبل منهم { أُوْلَـئِكَ يُسَـارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ وَهُمْ لَهَا سَـابِقُونَ } " [ أخرجه الترمذي ] .

وأخيرا :
يا من قصدت البيت الحرام ، ليكن حجك أولَ فتوحك ، وتباشيرَ فجرك ، وإشراقَ صبحك ، وبدايةَ مولدك ، وعنوانَ صدق إرادتك ، تقبل الله حجك وسعيك ، وأعاد الله علينا وعليك هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة ، وأزمنة مديدة ، والأمة الإسلامية في عزة وكرامة ، ونصر وتمكين ، ورفعة وسؤدد ، اللهم تقبل من الحجاج حجهم ، اللهم تقبل من الحجاج حجهم وسعيهم ، اللهم اجعل حجهم مبرورًا ، وسعيهم مشكورًا ، وذنبهم مغفورًا ، اللهم تقبل مساعيهم وزكها ، وارفع درجاتهم وأعلها ، وبلّغهم من الآمال منتهاها ، ومن الخيرات أقصاها اللهم اجعل مجيئِهم إلى هذه الأرض سعيدًا ، وعودتهم إلى بلادهم حميدًا ، اللهم هون عليهم الأسفار ، وأمنهم من جميع الأخطار ، اللهم احفظهم من كل ما يؤذيهم ، وأبعد عنهم كل ما يضنيهم ، اللهم واجعل دربهم درب السلامة والأمان ، والراحة والاطمئنان ، اللهم وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم ومحبيهم سالمين غانمين برحتمك يا أرحم الراحمين ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لكل من حج البيت العتيق ، ولبى من كل فج عميق ؟

صمتي مهابه 10-15-2010 10:09 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
رسالة الى داعية بمناسبة قدوم موسم الحج..

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


رسالة إلى داعية بمناسبة قدوم موسم الحج

صلاح نور عبد الشكور

إلى الدعاة الفضلاء .. إلى الأساتذة الكرام .. إلى إمام المسجد المبارك .. إلى سائر ساكني بلد الله الحرام إلى العاملين في حقل الدعوة أياً كانوا .. تحايا القلب المعطرة تكاد تخرج من غير استئذان .. وكلمات السلام تتزاحم على الشفاه وهي تدعوا لكم بالتوفيق والنجاح .. وأحرفي هذه أراها تتفاخر نشوة بلقائكم عبر هذه الأسطر التي نلتقي في ظلالها ...
أخي الداعية ـ وكلنا ذاك ـ : هاهي الأيام تطوي بعضها بعضاً.. وهاهي الأشهر تتوالى علينا سراعاً لنقف جميعاً على مشارف شهر عظيم وموسم فضيل .. تهفو النفوس لذكراه .. وتتلهف الأفئدة للقياه لتنعم بحج البيت العتيق ...
أيها المبارك : هذا موسم الحج قد أطل علينا من جديد .. وهاهي نفحات السعادة انبعثت لتنشر بين جوانحنا فوح الطاعة وأريج العمل الصالح .. وأنت أيها الداعية لي معك حديث أخصك به .. كيف لا وقد حملت على كاهلك أعظم ما اختُص به أنبياء الله ورسله ألا وهي مهمة الدعوة إلى الله وتبليغ دينه .. .
أخي : يا من منّ الله عليك بهذه النعمة الجليلة .. أظن أنه لا يخفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغل الفرص في دعوته إلى الحق وينتهز المواقف ليسخرها في الوعظ والتذكير ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يترقب تجمعات الناس في المواسم ويذهب إليها ليبلغ دين الله .. وكان لا يدع أية فرصة إلا وسخرها في الدعوة .. ويراعي في ذلك أحوال الصحابة الكرام .. فلما مرّ ذات يوم على جدي أسكّ ( الغنمة الميتة ) ذكرهم بحقارة الدنيا .. وعندما بعث خالد بن الوليد بديباج مخوص بالذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الصحابة يتعجّبون من نعومته ولينه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ) ولو ذهبنا نستقرأ مواقفه صلى الله عليه وسلم في هذا لطال بنا الحديث .
فهل أدركت أخي الغالي هذه الفرصة الدعوية التي لا تتأتى في العام إلا مرة واحدة .. فماذا أعددنا لها من خطط وأفكار وبرامج وأهداف لنهدي الناس إلى الخير؟! .. ونستقطبهم إلى شاطئ الهداية .. وننقذهم من طوفان الرذيلة .. فكم هم أولئك الذين قد عقدوا العزم من الآن لحج بيت الله العتيق في أنحاء العالم وكم من أفواج وأفواج قد أخذت تتوافد إلى حرم الله استعداداً لذلك المجمع الميمون الذي يباهي الله به ملائكته الله .. فمتى سندعوا إلى الله إن فرطنا في مثل هذه الفرص المواتية المباركة ...

أخي : أيها الداعية إلى الحق :
اسمع لهذا الخبر الهام يقول أحدهم : قدّر لي أن أتواجد أثناء إجازتي في مكان ومع أناس كانوا يشاهدون نهائي كاس العالم في اليابان وبالتالي فقد تسنّى لي مشاهدة أجزاء من اللقاء الختامي ثم بعضاً من مراسم تتويج بطل العالم .. إلى هنا والأمور طبيعية جداً..
ولكن لا أدري هل تابع البعض ما حدث عقب نهاية المباراة فوراً أم لا ؟؟؟ هل لاحظتم تلك الفانيلات البرازيلية التي استبدلت بفانيلات بيضاء مكتوب عليها عبارات باللغة الإنجليزية ربما لم ينتبه إليها البعض وربما لم يفهمها البعض الآخر.....

ولكن هل تدرون ماذا كانت تقول :
We belong to jesus .. jesus loves you
وغيرها
والعبارات تعني بالعربية
" نحن ننتمي للمسيح .. المسيح يحبكم .. "
وغيرها مما لم يتسنى لي رصده في تلك اللقطات العابرة ولكن من المؤكد وجودها حيث كثرت تلك القمصان البيضاء واختلفت الرسومات والكلمات التي فيها ..
ربما ظن البعض أن ذلك كان حدثاً فردياً عابراً لا دلالة فيه.. فليس دعاة النصرانية على تلك الدرجة من الغباء ..
فهم يعلمون جيداً أن اليابان بلد لا ديني ومعظم سكانها ملحدون وفي نفس الوقت هم يعلمون تعلق الشباب والنشء العالمي بالأداء البرازيلي الكروي الرفيع ...
ولذلك كانت أحسن فرصة للدعوة إلى النصرانية بإبراز تلك العبارات أمام اليابانيين والعالم أجمع حتى تكون بداية انطلاقة وتفكر ونقطة تحول لكثير ممن تأثر بأحداث المونديال وأيضاً لكل من عاش محتاراً يبحث عن دين ليجد المسيح يستقبله بكل عبارات الحب والترحيب في الوقت الذي نام المسلمون وانشغلوا إما برغيف خبزهم أو بالبحث عن مصارف لشهوتهم أو بتفاهات وكماليات لا عد لها ولا حصر وآخرها المتابعة والتصفيق وبحرارة لهؤلاء الدعاة إلى النصرانية ..

وبعد هذا فماذا تنتظر أخي الداعية
.. وأنت الذي تملك مشعل الحق وعنوان الهداية فقم أخي المفضال من لحظتك وشمّر عن ساعديك داعياً إلى الله وهاك بعض الاقتراحات والأفكار التي أدلك عليها عسى الله أن يكتب لي أجر دلالتي عليها :
1)
تعليم الناس أمور الدين وخاصة أمور العقيدة وما يقع في فهمها وتطبيقها من أخطاء وبيان مقاصد الشريعة وعاني الإسلام الرفيعة .
2)
إلقاء المواعظ والدروس في المساجد وخاصة عن التوبة والرجوع إلى الله والإقلاع عن بعض الذنوب التي اعتادها بعض الناس.
3)
توزيع الأشرطة والمطويات والكتيبات النافعة بشتى اللغات
4)
زيارة أماكن الحجاج ومساكن إقامتهم للتعرف عليهم وإهدائهم الكتب والأشرطة النافعة والتي سيحملونها تباعاً إلى بلدانهم .
5)
كسب قلوب الحجاج بالابتسامة الصادقة والمساعدة وحسن الاستقبال .
6)
استغلال خطب الجمعة بإلقاء المواضيع ذات الأهمية بواقع المسلمين .
7)
الاهتمام بلوحة الفوائد في المساجد وتعليق فتاوى الحج ما يحتاجه الحاج من معرفة أحكام الحج وكذلك عمل صندوق فتاوى للمصلين للإجابة على أسئلتهم .
8)
تذكير الناس بأهمية صلاة الجماعة واستغلال العشر الأول من ذي الحجة
9)
الحث على أداء فريضة الحج لمن استطاع والتحذير من التكاسل والتأخير مع بيان فضائل الحج وأجر الحاج .
10)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلمة الطيبة وخاصة في المشاعر أيام الحج.
وهناك العديد العديد من الأفكار والاقتراحات في هذا الباب ولا أخالك إلا أعلم مني بما ذكرت نسأل الله أن يوفقنا للخير ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل فقم أخي المبارك وقدم ما تستطيع وتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني .


صمتي مهابه 10-15-2010 10:12 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
وصايا مهمة للحاج,,

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

1- رافق أهل الصلاح والعلم واستفد منهم

2- تعود الصبر ، وتحمل أذى جيرانك ، ولا تؤذ أحداً من اخوانك وادفع بالتي هي أحسن

3 - ابتعد عن الكذب والغش والسرقة والغيبة والنميمة والسخرية

4 - كن سمحاً في بيعك وشرائك وأعمالك حتى يرحمك الله

5 - احذر لمس النساء ، أو النظر إليهن ، واحجب نساءك عن الرجال

6 - استعمل السواك لقوله عليه الصلاة والسلام " السواك يطيب الفم ، ويرضي الرب " وخذ هدايا منه مع التمر وزمزم لقوله عليه الصلاة والسلام " ماء زمزم لما شرب له "

7 - احذر شرب الدخان فهو حرام لقوله تعالى " ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث "

8 - اللحية زينة للرجل فاحذر حلقها لقوله صلى الله عليه وسلم " لكني أمرني ربي عز وجل أن أعفي لحيتي وأن أقص شاربي " حديث حسن رواه ابن جرير.

9 - انزع خاتم الذهب فقد نهى عليه الصلاة والسلام عن خاتم الذهب ولقوله عليه السلام " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ؟ " واستبدله بالفضة " فإن النبي اتخذ خاتماً من فضه "

10 - أكثر من قراءة القرآن وتدبره والعمل به ، والذكر والدعاء.

11 - لا تترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة مع الرفق واللين واللطف.

12 - إذا رأيت أن الجدال غير مفيد فاتركه وإن كنت على حق لقوله صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محقاً " حسن رواه أبو داود

13 - صالح خصومك ، وأوف دينك ، وأوص أهلك ألا يسرفوا في الزينة والسيارات والحلوى والذبيحة وغيرها ، لقوله تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا "

14 - عجل بفريضة الحج عندما يصبح لديك مال يكفيك ذهاباً وإياباً ، فبادر إلى الحج قبل أن تمرض ، أو تفتقر ، أو تموت عاصياً ، لأن الحج ركن من أركان الإسلام ، له فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة

15 - والمهم جداً أن تتغلب على حل مشاكلك بالاستعانة بالله وحده ودعائه دون غيره ، لقوله تعالى " قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحداً "

16 - يحرم سفر المرأة إلى الحج وغيره إلا مع ذي محرم لقوله عليه الصلاة و السلام " ولا تسافر المرأة ، إلا ومعها ذو محرم " متفق عليه

17 - لا تسافر المرأة مع عصبة من النساء الثقات - بزعمهن - بدون محرم ، ومثله أن يكون مع إحداهن محرم ، فيزعمن أنه محرم لهنَّ جميعاً !


المرجع كتاب صفة حجة النبي عليه الصلاة والسلام
للمؤلف محمد جميل زينو




وصايا مهمة للحاج
............................................. .....................
أمور ينبغي مراعاتها في الحج
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


أخي الحاج : هذه جملة من النصائح والتوجيهات أقدمها نصيحة لك وعملاً بقول الله جل وعلا " وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " وقوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " ..

أخي الحاج : إذا عزمت على السفر إلى الحج أو العمرة فإني أنصحك بما يلي :

1 - أن تكتب مالك وما عليك من الدين وأن تشهد على ذلك ..

2 - وأن توصي أهلك وأصحابك بتقوى الله جل وعلا والحرص على طاعة أوامره واجتناب نواهيه.

3 - واعلم أخي الحاج أن فريضة الحج إنما تقصد بها أداء ركن من أركان الإسلام تكفيراً عن سيئاتك وابتغاءً لوجه الله وطمعاً في رحمته وجنته ، لذا فإنه يجب عليك إذا عزمت على السفر أن تبادر بالتوبة النصوح من جميع الذنوب لقوله تعالى " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ".

4 - كما ينبغي لك أن تنتخب لحجك وعمرتك مالاً حلالاً تنفقه على نفسك فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً " . كما يستحب لك أن تكثر من النفقة ومتاع السفر وتستصحب فوق حاجتك من ذلك احتياطاً لما يعرض من الحاجات .

5 - وينبغي لك أخي الحاج أن تختار الرفقة الطيبة الصالحة التي تدلك على الخير وتعينك عليه واحذر من مرافقة الفساق والسفهاء ، فإذا وجدت من ترافق من أهل الخير والفقه ، فاحرص عليهم ، وكفَّ أذاك عنهم ، وعاشرهم بالمعروف ، وإذا نصحت فانصح بالحكمة والموعظة الحسنة قدر المستطاع.

6 - ومن أهم ما أوصيك به أيها الحاج ، وصية الله للأولين والآخرين ، قال تعالى " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " فتقوى الله هي رأس الأمر كله ، فعليك بها ، فإنها الملاذ والحصن الحصين ، فراقب الله في حجك ، واستحضر عظمته في مبيتك ودفعك ورميك وطوافك وسعيك فإنما أقيمت الشعائر والمناسك لذكر الله وتعظيم أمره وهذا لا يكون ولا يتحقق إلا بالتقوى " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ".

7 - أخي الحاج ، احذر من أن تقدم على شعيرة من شعائر الله وأنت لا تعلم حكمها فإن ذلك هو الغبن بعينه إذ أن الله لا يعبد إلا بعلم ، ولا يعبد أبداً بجهل ، فمتى ما أشكل عليك أمر فبادر بسؤال العلماء المختصين كمراكز الدعوة والإرشاد فإن ذلك أنفع لك وأدعى لقبول حجك وصحته.

8 - كما أنصحك أخي الحاج أن تحذر من كل ما يبطل حجك أو ينقص أجره ومن ذلك الرياء والعياذ بالله . فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال الله تعالى " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " ومن ذلك أيضاً الجدال والفسوق فإن الحج لا يكون مبروراً بهما قال رسول الله " من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " رواه البخاري.

9 - ولا تنس أخي الحاج أن تكثر من الذكر والاستغفار والدعاء ولا سيما عشية عرفة فإن الله جل وعلا يدنو من عباده في ذك المشهد العظيم ، فانتهز تلك اللحظات الغالية بالدعاء والذكر والتضرع إلى الله سبحانه وتلاوة القرآن وتدبر معانيه.
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
ويدنو به الجبار جل جلاله *** يباهي بهم أملاكه فهو أكرم
يقول عبادي قد أتوني محبة *** وإني بهم بر أجود وأرحم
فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم *** وأعطيتم ما أمَّلوه وأنعمُ
فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي *** به يغفر الله الذنوب ويرحم
فكم من عتيق فيه كمّل عتقه *** وآخر يستسعي وربك أرحَمُ
من كتاب بعنوان وصايا هامة لحجاج بيت الله الحرام
اعداد القسم العلمي بدار ابن خزيمة



أمور ينبغي مرعاتها في الحج


الساعة الآن 11:21 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75