منتديات بني بحير بلقرن - حذف الموضوع لمصلحة من؟

أهلا بك استاذ م ح البحيري ولك ما تشاء في التعبير عن أفكاري وهذا جميل ان يفصح الإنسان عمّا بداخله حتى تتضح الأمور وتوضع في نصابها. أما أنا فلا أرى أن من الأسلم أن تقارنني بشخص زميل لي في الخارج يطالبك بالفتاوى أو إرسال كتب، لأن هذا القياس يحتّم عليّ أن أكون نُسخة كربونية مثله أبحث عن كُتب التعايش والفتاوى من المشائخ، لي رؤيتي الخاصة ولا أحب أن أكون نُسخة كربونية من الآخرين، أريد أن أشكل شخصيتي بالأمر الذي أراه صالحا ومرضي لله عز وجل!! فأرجوك هوّن من المقارنات فلا تتوقع إطلاقا أن أرضى أن أكون نُسخة من أحد، فلن أتبع شخصيات الآخرين وأكون مثل أي إنسان يمدحه شخص ويثني عليه ما لم أرى أن ذلك المدح صدر عقلانيا لا عاطفيا!!! وأن العقل المنصف للنفس هو من أصدر هذا الثناء لا العاطفة والتقارب الفكري!! وكونك تحب أن أكون مثله يقتضي أن أعيش في جلبابه وأفكاره وهذا لا يكون إلا للمُستعبد! أفكاري لي لوحدي - صفها بما تشاء - علمانية أو تحريرية أو تنويرية، فهذة الكلمات لم تعد تلاقي رواجا لأن كل من أظهر حق وصم بالعلمانية، والناس أصبحت تتوجس من العلمانية ولم يعلموا أن العلمانية لفظة مُطلقة كردة فعل! أظهرت لك مقاطع مسجلة واضحة، فلأنها تتضارب مع فكرة تدين الله بها وصمتها بالعلمانية، وكل إنسان له رؤيته!!! أنا لم أرى منك إجلاء وتوضيح لبعض التهكمات التي كان يلفظها بعض المشائخ على خلق الله من باب الإضحكاك والتنكيت، أنا رأيت منك دفاعا فقط، وهذا ما جعلني أقول بأن هذا تشدد وتعصب ديني. عموما، هذا النقاش انتهى، وكما همست في إذني بكلمات، فإني أهمس في أذنك بكلمات:
دائما لنحرص أنا وأنت على احترام ذائقة عقولنا وأفكارنا وأن ننصفها على الحق، مهما كان مصدر تلك الأفكار. لابد كأحرار أن نقدّر ونحافظ على هذا العضو الذي رزقنا الله به وهو العقل لأن بقائه يحتّم علينا التفكير وزواله يحتّم علينا الإتباع. وما تراه اليوم بشع ومر لا يُستساغ ستراه غدا جميل وحلو - متى ما يشاء الله - لأن العبرة بالوقت!!
أدرك بأنك إنسان مهتم بالدين وعلمائه ومتوجس من كل فكرة شريرة طارئة تمر على عقلك بشأن العلماء، فلندع التوجس لثانية أو ثانيتين ولنسمح بتلك الفكرة الشريرة أن تمر لنتفحصها فربما لا تكون الفكرة الشريرة إنما الفكرة الخيّرة التي كنا نبحث عنها منذ زمن.

أخواني القراء: ما قرأتموه اليوم أو يوم أمس خطأ وضال ومجنون، هكذا أملت عليكم عقولكم، فكما أملت عليكم عقولكم ذلك، افسحوا المجال لها كذلك أن تفرض (من باب الافتراض لا الإيمان) أن ما قرأتموه في السابق قد يكون الأصوب والأهدى والأكثر عقلانية. قدّروا صراعاتكم الفكرية مع أنفسكم، وتذكروا أن الحر من ينعتق منها، والعبد من يعيش في أصفادها وهو يعلم أنها فرضت عليه ظلما وعدوانا. والله بأنني مؤمن أن هناك رجالا قلة أنصفوا أنفسهم لكنهم لا يستطيعون الكلام. احترموا عقولكم المنصفة وأقتلوا عقولكم التابعة، تُفلحوا.

*ملاحظة: لا أريد أن يسعد بعودتي شخص ربط سعادته بمقاربة فكري لفكره. أنا مستقل فكريا وأبتهج بعيد الاستقلال يوما بعد يوم، أما زمن المستعمرات الفكرية الأولى فزمنٌ ولى وانتهى، ولن أسمح لها أن تعود لتستعمر عضوا كتب الله عليه أن يفكّر