التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
تأكد وتحقق من صحة الحديث عبر اسرع موقع
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: 📚 رحيق القراءه (آخر رد :الرهيب)       :: تأكد وتحقق من صحة الحديث عبر اسرع موقع (آخر رد :الرهيب)       :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع العامة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه

الإهداءات

كيف انهارت محطة فوكوشيما النووية في اليابان؟

أسوأ حادث نووي في العالم منذ 25 عاما جوناثان سوبل وميور ديكي بعد نحو شهرين من بداية الأزمة النووية لا يزال من المستحيل التوصل إلى مضامينها وتبعاتها

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 05-30-2011, 11:28 PM   #1
 
الصورة الرمزية abuzeed
افتراضي كيف انهارت محطة فوكوشيما النووية في اليابان؟

أسوأ حادث نووي في العالم منذ 25 عاما

انهارت محطة فوكوشيما النووية اليابان؟ 543638_164617.jpg

جوناثان سوبل وميور ديكي
بعد نحو شهرين من بداية الأزمة النووية لا يزال من المستحيل التوصل إلى مضامينها وتبعاتها التامة بالنسبة إلى اليابان والعالم - وسيستغرق إغلاق المحطة وتنظيف الآثار عقدا من الزمن أو أكثر.


كان ريوتا تاكاكورا يعبئ نفايات مشعة من المستوى المنخفض في براميل حين بدأت الأرض بالاهتزاز. كانت الساعة 2:46 ظهرا في الحادي عشر من آذار (مارس)، حيث كان أكبر زلزال تم تسجيله في اليابان يضرب وينتشر على طول الساحل الشمالي الشرقي للبلاد. وتسبب في ليِّ الطرق وإطاحة أعمدة الكهرباء وهز محطة داي إيتشي للطاقة النووية في فوكوشيما، المقامة على مساحة واسعة وتتكون من ستة مفاعلات، حيث كان تاكاورا يعمل في مجال الصيانة الأساسية. ومع اهتزاز الأرض تجمع هو ومجموعة من زملائه حول عمود في مبنى التخلص من النفايات في المحطة، متمسكين ببعضهم بعضا في محاولة للبقاء واقفين. ثم انطفأت الأنوار؛ ما جعلهم في ظلام دامس وسط القعقعة التي كان يتعرض لها المبنى.
وتسبب الزلزال في ما أصبح فيما بعد أسوأ حادث نووي في العالم منذ 25 عاما. ولكن بالنسبة لمسؤولي السلامة في المصنع، كان الوضع يبدو قابلا للسيطرة عليه. فقد أُغلِقت المفاعلات الثلاثة العاملة حين ضرب الزلزال كما تم تصميمها؛ مما أوقف الانشطار النووي. وكان لدى المحطة مولدات خاصة بها لإبقاء الأنظمة الحيوية عاملة. وما لم يكونوا على علم به حتى تلك اللحظة هو أن الزلزال الأرضي أطلق العنان لخطر أعظم. ففي الأفق الرمادي، كانت موجة ضخمة من المياه تندفع نحو صف المفاعلات، التي كانت تقع على طبقة من الأرض بين التلال المنخفضة والبحر.

الموجة
لم تكن اليابان أبدا مكانا مثاليا لبناء محطة للطاقة النووية، على اعتبار أنها تطفو على ''حزام النار'' الزلزالي الذي يدور حول المحيط الهادئ. والمفارقة هي أن الجيولوجيا هي التي دفعت اليابان لاحتضان الطاقة الذرية؛ لأنه من دون وجود احتياطات كبيرة من الوقود الأحفوري، عليها أن تستورد جميع احتياجاتها من الطاقة تقريبا.
وشعر الجميع في محطة فوكوشيما داي إيتشي بالقوة الهائلة للزلزال، لكن القليل منهم فقط شهد وصول موجة إعصار سونامي الضخمة بعد 50 دقيقة من ذلك. اجتاحت الموجات جدار البحر الأسمنتي للمحطة الذي يبلغ ارتفاعه 5.5 متر، وأدت إلى تحطمه في عدد من الأماكن، ثم ارتفعت عبر جبهة بحرية واصطدمت بالمباني التي تحتوي على مولدات الطاقة واصطدمت كذلك بالمفاعلات وراءها. وبلغ ارتفاع موجة إعصار سونامي أكثر من 14 مترا فوق مستوى سطح الأرض - أي أعلى تقريبا من مبنى مكون من خمسة طوابق - وأحاطت مياه البحر الهائجة التي بلغ عمقها أربعة إلى خمسة أمتار في المباني الأربعة الأكثر انخفاضا التي تضم المفاعلات.
وتعرضت منطقة واحدة معينة لأضرار جسيمة: وهي صف من مولدات الديزل التي تقع بين مباني مولدات الطاقة والبحر. هذه المولدات هي المصدر الاحتياطي لتوليد الطاقة الكهربائية التي تغذي المحطة، لكنها أصبحت مخنوقة بمياه البحر. ولم يعد يعمل منها سوى مولد واحد، ولم يكن ذلك كافيا؛ إذ تعطلت تماما أنظمة التبريد الأساسية لقلب المفاعل. وحتى بعد أن تم إيقاف التفاعل النووي المتسلسل داخل المفاعل، إلا أن وقود اليورانيوم الذي يحتوي عليه كان يصدر حرارة كافية لإبقاء المياه داخل الغرفة المركزية في حالة غليان. وإذا لم يتم تبريده، فإن وعاء المفاعل سيتشقق وينفجر في النهاية بسبب ضغط البخار - ما يصدر الإشعاع واليورانيوم إلى خارج الغرفة. ومع المزيد من الحظ السيئ قد يؤدي الوقود المتسرب إلى ''إعادة الحرجية النووية'' - أي حدوث انشطار نووي جديد وغير قابل للسيطرة عليه.

الاستجابة
بعد دقائق من وقوع الزلزال، وصل جوشي هوسونو، نائب الأمين العام للحزب الديمقراطي وأحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الياباني، إلى المقر الرسمي الأنيق الذي يقيم فيه رئيس الوزراء في طوكيو. ووقع عبء الاستجابة للأزمة على عاتق الحكومة التي تفتقر إلى الخبرة والتي كان يبدو أنها تترنح قبل ساعات فقط من الحادث. فقد كان التأييد الشعبي لناوتو كان، رئيس الوزراء، منخفضا، وكانت بعض القطاعات من حزبه الديمقراطي الحاكم في حالة تمرد، واندلعت فضيحة أخرى ذلك الصباح بسبب تبرعات سياسية مزعومة من مقيم أجنبي.
وكانت الحاجة إلى الإشراف على عمليات الإغاثة واسعة النطاق على الساحل الياباني الذي دمره إعصار سونامي صعبة بما فيه الكفاية، حتى دون الأزمة الذرية. ويقول هوسونو، النجم الديمقراطي الصاعد البالغ من العمر 39 عاما الذي سرعان ما تم تعيينه المستشار النووي لرئيس الوزراء: ''ابتداءً من نحو الساعة الرابعة عصرا كنا نقاتل على جبهتين''. وأصبحت المهمة أكثر صعوبة بسبب افتراض السلطات اليابانية طويل الأمد أن من المستحيل من الناحية العملية فقدان الطاقة الكلي في محطة ذرية.

النُّذُر
إلا أن شخصا واحدا تنبأ بمصير محطة داي إيتشي في فوكوشيما. فقد كان هيدكاستو يوشي، عضو البرلمان عن الحزب الشيوعي الياباني، يحذر منذ سنوات أن محطات الطاقة النووية في اليابان أكثر عرضة للكوارث الطبيعية مما يعتقد المسؤولون والمنظمون. وقبل خمس سنوات، أوضح يوشي في مناقشة برلمانية أن اقتران الزلزال بموجات إعصار سونامي قد يعطل أنظمة التبريد في محطة الطاقة الذرية اليابانية. وحذَّر من أن ارتفاع حرارة المفاعل فوق الحدود الطبيعية يمكن أن يؤدي إلى انفجار البخار أو الهيدروجين. وقال في هذا الصدد: ''من الضروري أن نضع إجراءات مضادة مناسبة تحسبا لحادث يمكن أن يكون قريبا من مستوى تشيرنوبل''.
وقعت هذه التحذيرات على آذان صماء. فقد قالت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية ''تيبكو''، التي تشغل محطة فوكوشيما، إن محطاتها مصممة لتحمل ''أكبر زلزال يمكن تصوره'' - حتى بعد أن أدت أبحاث جديدة إلى دحض وجهة النظر الرسمية لما هو قابل للتصور من قبل. ففي السنوات الأخيرة مثلا اكتشف الجيولوجيون الذين يغربلون التربة على طول الساحل الشمالي الشرقي أدلة تشير إلى أن موجة إعصار سونامي ضخمة ضربت المنطقة سابقا، في عام 869، وحملت معها كميات من الطمي إلى مسافة ثلاثة كيلومترات أو أكثر داخل اليابسة في عملية إغراق هائلة.
ويعترف بعض المسؤولين في وزارة الاقتصاد والصناعة - التي قادت تبني اليابان للطاقة النووية - الآن أن الوعود الشاملة بأن المحطات غير معرضة للخطر جعلت من الصعب تحسين دفاعها؛ لأن تغيير أي شيء كان يعني الاعتراف بأن هناك مستوى معينا من الخطر. ويقول أحد البيروقراطيين الذي يشعر بالندم الآن على نهج الوزارة التبسيطي: ''مهما حدث، كان يتم دائما الإعلان أن المحطات آمنة بما فيه الكفاية من الناحية التشغيلية. كانت كلها أكاذيب''.

تسرب الإشعاع
مع مرور الوقت في المحطة، فشلت المحاولات لإعادة الكهرباء إلى المفاعلات. وتدافعت شركة تيبكو للبحث عن مولد محمول على شاحنة، لكن المولد لم يصل إلا بعد مرور بضع ساعات. وسرعان ما فشل المكثف الاحتياطي في المفاعل رقم 1. وبحلول الساعة 1.20 صباحا، ارتفع الضغط إلى ما فوق الحد الطبيعي في الوعاء الداخلي الذي يضم المفاعل؛ وبحلول الساعة 2.30 صباحا ارتفع الضغط مرة أخرى إلى نحو الضعف.
والآن، واجهت شركة تيبكو والحكومة قرارا صعبا. فقد كان على الخبراء الفنيين السماح لبعض البخار المشع في الداخل بالخروج إلى الغلاف الجوي - وهو ما يعني من الناحية العملية الإشراف على عملية تسريب إشعاعي صغير على أمل منع تسرب كبير. ويقول جوشي هوسونو: إن التنفيذيين في شركة تيبكو اعترفوا بأن التنفيس كان ضروريا. ولكن لم يتم استكمال العملية إلا بعد أن تجاوزت الساعة العاشرة من صباح يوم السبت، أي بعد تسع ساعات من ارتفاع الضغط في المفاعل إلى ما فوق حدود السلامة. وتقول شركة تيبكو إنها تحركت بأسرع ما يمكن؛ إذ كان لا بد من استخدام الأيدي، وتحت جنح الظلام، لفتح الصمامات العالقة حول قلب المفاعل، وفي وسط مستويات الإشعاع العالية. ومع ذلك، يقول هوسونو إنه شعر بأن شركة تيبكو كانت ''مترددة'' - وهو يلوم الثقافة البيروقراطية على ذلك.
وفي الواقع، لم يكن هوسونو هو الوحيد الذي شكك في قدرة شركة تيبكو في الأزمة. فقد انخفضت الثقة الشعبية في الشركة بعد سنوات من الفضائح، التي انطوى الكثير منها على بيانات مزورة أو معدلة عن السلامة. وما زاد الطين بلة أن رئيس الشركة ماساتاكا شيميزو انهار تحت وطأة الأحداث: فقد توقف عن حضور الاجتماعات وأمضى خمسة أيام في عزلة تامة من الناحية العملية في مكتبه.
وبالتنفيس عن المفاعلات، كانت شركة تيبكو والحكومة تعلمان أنه سيتم تحميلهما مسؤولية التسرب الإشعاعي، مهما كان محدودا. ولكن الأسوأ لم يأت بعد. فقد كان الهيدروجين يتسرب من قلب المفاعل رقم 1 ويمتزج مع الأكسجين في الهواء ليشكل مزيجا غازيا قابلا للاشتعال. وفي الساعة 3.36 من عصر السبت، انفجر المزيج ورأى الملايين من مشاهدي التلفزيون المشهد المريع لتطاير مبنى المفاعل النووي في سحابة من الغبار والحطام. ولمدة ساعتين اتسما بالقلق والتوتر الشديد انتظر العالم تفسيرا لذلك. هل انفجر قلب المفاعل؟ هل كانت فوكوشيما تشيرنوبل أخرى؟ بل إن شركة تيبكو لم تؤكد المنطقة التي تضررت في المحطة - هل كانت في المفاعل أم في مبنى أقل أهمية. وكان يوكيو إيدانو، المتحدث الرئيس باسم الحكومة الذي يكون رابط الجأش عادة، شاحبا ومتعرقا في المؤتمر الصحافي القصير، حيث لم يفعل سوى ترديد مراوغات شركة تيبكو. وأخيرا في الساعة 5.45 مساء، ظهر إيدانو مرة أخرى - وقد عاد اللون إلى وجهه - ليوضح أن قلب المفاعل سليم ولم يحدث تسرب هائل للإشعاع. أي أن الأزمة لم تتحول بعد إلى كارثة.

الإجلاء
لكن خارج المحطة، انكشفت عدم كفاية الاستعدادات الرسمية للكارثة. فقد انتقل كازوما يوكوتا، مفتش السلامة النووية في محطة فوكوشيما، بسرعة بعد الزلزال إلى مركز طوارئ معد مسبقا في قرية قريبة، حيث كان يفترض أن يقوم بالإشراف على عمليات الإجلاء الضرورية. ولكن استغرق الأمر ساعات لتشغيل المولد الموجود في المركز.
كان يوشيتادا أونوما يعيش على بعد كيلومترين فقط من المحطة، ويعمل في مصنع قريب لقطع السيارات ويساعد في إدارة مزرعة العائلة. وبدلا من الإجلاء المنظم بالحافلات الذي يتم في حالات الطوارئ، اضطر السكان إلى الخروج بسياراتهم الخاصة على طول الطرق التي كانت تختنق بحركة المرور. وقاد أونوما وعائلته السيارة مسافة 30 كيلومترا إلى أن رأوا علامة على وجود مركز لاجئين فيه متسع لهم. وهو يقول: ''اعتقدنا أن بإمكاننا العودة إلى المنزل بعد يومين أو نحو ذلك، إلا أن الأخبار ظلت تزداد سوءا''.

الانفجار التالي
بحلول يوم الإثنين كانت مشكلات المعمل تتصاعد من جديد. كان الفنيون يعملون على تنفيس البخار من المفاعلات المضطربة الثلاثة ويستخدمون خراطيم مكافحة الحرائق لحقن مياه التبريد من البحر إلى داخل قلب المفاعلات. لكن في وقت متأخر من الصباح انفجر المبنى الذي يضم المفاعل رقم 3. وبعد بضع ساعات أبلغت شركة تيبكو عن وجود مشكلات في جزء جديد من المحطة، وهو صهريج التخزين الذي يستخدم لحفظ وقود اليورانيوم المستخدم.
جميع المفاعلات الستة في فوكوشيما كان لديها بجانب كل مفاعل ''بركة للوقود المستهلك'' عليها حماية خفيفة. وكما هي الحال مع قلب المفاعل، فإن البركة تحتاج إلى تدوير المياه حتى تظل باردة. فإذا تبخر الماء بفعل الغليان، ستتعرض قضبان اليورانيوم للهواء، ثم ترتفع حرارتها بسرعة وتتعرض أخيرا للانصهار؛ ما يؤدي إلى إطلاق الجسيمات المشعة والهيدروجين المتفجر. وكانت البركة المخصصة للمفاعل رقم 4 معرضة للمشكلات بصورة خاصة؛ لأنها كانت تحتوي على كمية أكبر من الوقود وأكثر حرارة من أية بركة أخرى في المحطة. وفي مساء يوم الإثنين وصل حرارة الماء إلى درجة الغليان، وفي صباح الثلاثاء اندلعت النار في البركة.
في هذه الأثناء كانت جهود التبريد في المفاعل رقم 2 في حالة تعثر، وأدى انفجار - يرجح أن سببه هو الهيدروجين - إلى إتلاف أحد خزانات المياه. هذه النكسات أدت حتى ذلك الحين إلى تسرب أكبر كمية من الإشعاع بفعل الأزمة، ولساعات عدة كان يُعتقَد أن التلوث كان يندفع بمعدلات تزيد بعشرة آلاف مرة على المعدلات التي سيتم تسجيلها بعد ذلك ببضعة أسابيع، على نحو اضطرت معه شركة تيبكو إلى أن تسحب من المحطة معظم العاملين الذين كانوا يتصدون لهذه الحالة الطارئة والبالغ عددهم 800. ولساعات قليلة عدة لم يبق في المعمل إلا بضع عشرات من العاملين الأساسيين - وهي مجموعة اشتهرت في جميع أنحاء العالم فيما بعد وأطلق عليها لقب ''الخمسون من فوكوشيما''. وبحلول اليوم التالي قفز عدد أفراد المجموعة إلى أكثر من 300. ولم يكن من شأن التقارير الواردة إلا تعزيز الإدراك بشجاعتهم في هذه الظروف العصيبة الكالحة: فقد كانوا يتخاطفون النوم في أقنعة واقية من الإشعاع على أرضيات مغطاة بالرصاص، وكانوا يشتركون في البطانيات وفي الحصص القليلة من الطعام المعلب. وفي سبيل مواصلة جهود الطوارئ رفعت الأجهزة التنظيمية من حدود التعرض للإشعاع بين العاملين من 100 ميليسيفرت - وهو المستوى الذي إذا تعرض له الفرد لفترة طويلة فإنه يزيد بصورة ملحوظة من احتمال إصابته بالسرطان - إلى 250.

ارتفاع مستويات الإشعاع
أدت الزيادة السريعة في مستويات الإشعاع إلى نشر الخوف في مختلف أنحاء اليابان وما وراءها. فقد هرب المقيمون الأجانب من طوكيو، التي تقع على بعد 240 كيلومترا، وسط موجة من تحذيرات السفر إلى اليابان والصادرة عن السفارات. وأوصت الولايات المتحدة رعاياها بالبقاء مسافة 80 كيلومترا على الأقل عن محطة فوكوشيما داي إيتشي، أي بزيادة أربع مرات عن منطقة الإخلاء التي فرضتها الحكومة اليابانية ومقدارها 20 كيلومترا.
أما في المحطة فقد أطلق العاملون جهودا محمومة لتوصيل المياه إلى برك المفاعلات، المليئة بالوقود المستهلَك والتي ارتفعت حرارتها فوق الحد. كان هدفهم الأول هو الخزان الموجود في المفاعل رقم 3. في يوم الأربعاء أخذت المروحيات العسكرية تقذف بكميات الماء من البحر، لكن معظم المياه التي كانت تقذفها كانت تتبعثر في مهب الريح. ومع اقتراب المساء وصلت أخيرا سيارات مكافحة الحرائق التابعة للجيش والتي أُحضِرت من مختلف القواعد العسكرية المنتشرة في أنحاء البلاد وبدأت بإرسال زخات من المياه إلى مبنى المفاعل من خلال سقفه الذي أصبح مفتوحا الآن. واندفع البخار من داخل المفاعل، ما أشار إلى أن الماء كان يصل إلى هدفه المحدد.
حال تدخل العاملين دون تصاعد الأزمة إلى مستوى خارج عن السيطرة أكثر من ذي قبل. مع ذلك فإن جهود الطوارئ خلقت مشكلاتها الخاصة بها. فبعد أسبوعين من وقوع إعصار سونامي، تبين أن آلاف الأطنان من المياه الملوثة بكميات كبيرة من الإشعاع غمرت أقبية المحطة وأنفاق الخدمة فيها، وكان بعض المياه يتسرب إلى البحر. وبدأت جهود محمومة لإقفال التسريب، حيث استُخدِم كل شيء من أوراق الجرائد إلى قماش الامتصاص الشبيه بالمحارم الورقية. وفي النهاية أفلح الفنيون في تعبئة الأرض المحيطة بالتسرب بمادة سيليكات الصوديوم، أو ''الزجاج السائل''.
وفي الرابع من نيسان (أبريل) أعلن أحد تنفيذيي شركة تيبكو وعيناه مغرورقتان بالدموع، أكبر حركة مثيرة للجدل حتى الآن في جهود مكافحة الحالات الطارئة: وهي أن المحطة ستطرح في مياه البحر أكثر من عشرة آلاف طن من المياه ذات التلوث الإشعاعي الخفيف والموجودة أصلا في صهاريج التخزين في المحطة، لإفساح المجال أمام المياه ذات الخطر الأكبر والموجودة في الأنفاق. كان هذا القرار، شأنه في ذلك شأنه القرار الخاص بالتنفيس، منطقيا لكنه أثار سخط صيادي الأسماك المحليين وأغضب البلدين المجاورين كوريا الجنوبية والصين، اللذين اشتكيا من أنه لم تجر استشارتهما على النحو السليم. يقول هوسونو، مساعد رئيس الوزراء، في هذا الصدد: ''لم تكن هذه المشكلة مجرد مشكلة علمية، وإنما كانت مشكلة اجتماعية، وكان يجدر بنا أن نكون أكثر تفهما وإحساسا للطريقة التي كان المجتمع يراها بها''.

العاقبة
بعد نحو شهرين من بداية الأزمة النووية لا يزال من المستحيل التوصل إلى مضامينها وتبعاتها التامة بالنسبة لليابان والعالم. رسمت شركة تيبكو خريطة طريق لإحضار محطة داي إيتشي إلى عملية ''إغلاق بارد'' مأمون، لكن من المتوقع أن تستغرق العملية نصف سنة على الأقل. وسيستغرق إغلاق المحطة وتنظيف الآثار عقدا من الزمن أو أكثر من ذلك؛ لأن هناك دائما احتمالا بأن حصول نكسات فنية جديدة أو صدمات زلزالية بعدية يمكن أن يوقع المحطة من جديد في الأزمة. ثم إن شركة تيبكو نفسها واقعة في ورطة عميقة؛ فهي تواجه تكاليف عمليات التنظيف والتعويضات بمليارات الدولارات، كما أن سعر سهمها تراجع بنحو 80 في المائة، حيث إن كبار المديرين، بمن فيهم شيميزو، يشيرون إلى احتمال استقالتهم، إضافة إلى أن هناك تكهنات بأن الحكومة ستتولى على الأقل سيطرة جزئية على الشركة.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين اليابانيين لم يرتاحوا للطريقة التي تمت بها معالجة الأزمة من قبل الحكومة بزعامة الحزب الديمقراطي. كما استُئنِفت النزاعات داخل الحزب الديمقراطي الحاكم وجهود العرقلة التي تمارسها المعارضة، وأخذت الصحف تتكهن من جديد بأنه ربما يتعين على رئيس الوزراء أن يستقيل. وفي حين أن كارثة فوكوشيما اعتُبِرت من الناحية الرسمية أنها من مستوى كارثة تشيرنوبل، إلا أنها لم تؤد إلى أية وفيات مباشرة، على الأقل حتى الآن.
لكن التحسن التدريجي في الظروف في محطة فوكوشيما لم يضع حدا للمخاوف من الإشعاع. بحلول منتصف نيسان (أبريل) كان أكثر من 30 عاملا في المحطة قد تعرضوا لمستويات إشعاعية تزيد على الحد المقرر. وبالنسبة إلى أكثر من عشرة آلاف شخص تم إخلاؤهم؛ حتى لا يتعرضوا للإشعاع، والمنتشرين في قاعات المدارس والشقق المؤقتة في مختلف أنحاء البلاد ويشعرون بالقلق العميق حول التداعيات الصحية على المواد الغذائية والمياه والتربة التي تعرضت للتلوث الإشعاعي، فإن حياتهم تهيمن عليها الآن الحاجة إلى سكن مأمون والعمل والتعويضات.
سيستفيد ريوتا تاكاكورا، موظف الصيانة في المحطة، من المال؛ فبعد شهرين من هروبه من المحطة، يقيم الآن في شقة حكومية مؤقتة في طوكيو. وهو من دون عمل، وحين اتصل به رؤساؤه في الشركة التي يعمل فيها، وهي شركة تؤدي أعمال المقاولة من الباطن لشركة تيبكو، ليعرضوا عليه عقد عمل مدته 100 شهر للعودة إلى المحطة، رفض العرض. ويقول: ''لا أريد أن أقوم بوظيفة إذا كان ذلك يعني إمكانية وفاتي خلال عشر سنوات''.
قام تاكاكورا وبعض المقيمين الآخرين في منطقة الاستبعاد حول المحطة بجولات عدة خلال الشوارع المهجورة للمدينة لأخذ أغراضهم من مساكنهم الخالية. وعاد يوشيتادا أونوما لأخذ كمبيوتر زوجته وقرص صلب عليه صور لطفلته. ولم يستطع أن يحمل نفسه على النظر إلى حظيرة الأبقار في مزرعته، حيث كان يعلم أن العجول الموجودة في الداخل لم يكن لديها طعام يكفي لإبقائها على قيد الحياة. وكانت قطته وكلبه ينتظران في المنزل، لكن خوفه من الإشعاع منعه من أن يربت عليهما. ويقول: ''ظلا يحكان نفسيهما بساقي. لقد كان ذلك صعب الاحتمال''.
لا يعلم أحد مدى التلوث الإشعاعي الذي أصاب الأرض المحيطة بداي إيتشي، لكن يقول الخبراء إن بعض المناطق ربما لا تكون مأمونة للسكن لسنوات كثيرة. وبالنسبة إلى المُهجَّرين، لا توجد سبيل لمعرفة الوقت الذي ستنتهي فيه الكارثة التي حلت في عصر ذلك اليوم من آذار (مارس). يقول أونوما في هذا السياق: ''أخذت أفكر الآن في أنني لن أتمكن أبدا من العودة إلى مسكني. لكن لعل ابنتي ستكون قادرة على العودة في يوم من الأيام''.



;dt hkihvj lp'm t,;,adlh hgk,,dm td hgdhfhk?




abuzeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-31-2011, 12:11 AM   #2
 
الصورة الرمزية ابو جوري
 

ابو جوري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: كيف انهارت محطة فوكوشيما النووية في اليابان؟

الله يعطيك العافية

تقبل مروررررررررررررري



ابو جوري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل جميع الأحاديث في الأربعين النووية صحيحة ؟ عبق الورد المواضيع الاسلامية 2 02-17-2016 10:21 PM
طفل يرسم...وعندما رات امه رسمته انهارت دانة البحر منتدى بني بحير بلقرن للقصص والروايات 7 11-29-2011 08:25 PM
أوباما: السعودية تملك سلاح مرعب أقوى من النووية ..‎ الشبح الراقي ملتقى الصحافه والاعلام 7 05-23-2011 11:40 PM
زلزال اليابان - صور اليابان قبل وبعد الزلزال و تسونامي abuzeed ملتقى الصحافه والاعلام 1 03-16-2011 01:46 AM
القنبلة النووية والذرية عـ القناص ـزوز العلوم الطبيعية 9 12-13-2009 09:55 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 09:40 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75