منتديات بني بحير بلقرن - هل سبق أن قدمت لأمك هدية؟

أعزائي أعضاء المنتدى

لقد قر أت هذا المقال في صحيفة الوطن للكاتب عبد الرحيم الميرابي فنال إعجابي وها أنا أبعثه إليكم لتقرؤوه_ وإن شاء الله _ ينال استحسانكم وتبادروا بتطبيق ما دعى إليه كاتبه.

هل سبق أن قدمت لأمك هدية؟

كل يوم نكتب آلاف الصفحات ولا نعطي الأم إلا القليل.. تذكرت أمي - يرحمها الله - بينما كنت أنوي كتابة مقال اليوم بعنوان "الجمال في الأدب العربي" فمال القلب والقلم تجاه أمي دون أن أرتب لها مقالا يليق بجمالها، فطافت بي المشاعر حتى بلغت قبرها، سائلا الله أن يجعله روضة من رياض الجنة.
بينما أنا كذلك شعرت بغبطة كل الذين ماتزال أمهاتهم على قيد الحياة، فرأيت أن أخصهم بمقال اليوم، لأقول لمن أنعم الله عليه بوجود أمه: ما رأيك أن تذهب اليوم لزيارتها مصطحباً زوجتك وأطفالك، وأنتم تحملون إليها بعض الهدايا حتى لو كانت في نظركم بسيطة، ففي نظرها ستكون بحجم ما على الأرض من زينة وجمال.. أو ما رأيك وأنت عائد من العمل إلى البيت الذي تعيش فيه مع أمك أن تفاجئها عند دخولك المنزل برسم قبلة على جبينها الوضاء، ثم تناولها هدية جميلة كجزء من جمالها في حياتك.. أو ما رأيك أن تضع يديك خلف ظهرك، ثم تقف أمام أغلى وأجمل امرأة عرفها التاريخ، وتقول لها أغمضي عينيك أمي، ثم تعيد يديك أمامك وأنت تقول: الآن افتحي عينيك يا أجمل عينين اكتحلت بهما عيني، فتفاجئها بأنك كنت تخبئ لها هدية، قبل أن تـُغمَض عيناها عنك إلى الأبد؟
هب أنك لا تجد ما تقدمه لأمك، فما رأيك أن تهديها هديتين ميسورتين لا تضاهيهما هدايا الأرض كلها.. هما قبلتان على قدميها الطاهرتين؟
هب أن أمك قد انتقلت إلى الرفيق الأعلى، فما رأيك أن تقدم لها اليوم هدية بأن تخصها بصدقة باسمها، فإن لم تجد، فما رأيك أن تفرغ جزءاً من وقتك للدعاء لها والترحم عليها دون أن يشغلك عنها شاغل من أمور حياتك العامرة بإذن الله؟
أخيراً أنصح كل متزوج جديد ألا يهجر أمه اعتباراً من ليلة الدخلة، فقد يأتي يوم تبحث عنها فلا تجد سوى بقايا من أشيائها التي خلت من أي هدية منك.
سؤال: حينما تعود من السفر حاملا هدايا لأصدقائك.. هل تحمل لأمك هدية؟
بما أننا نتحدث عن أثر الهدية على نفس الأم الزكية، أود أن أنقل لكم هذا المشهد من الواقع: الابن الشاب خلدون سعيد العمودي من جدة، بعد أن أتم عقد قرانه، وبينما أمه تهنئه وتزغرد، فاجأها بهدية كان يخبئها لهذا اليوم، فلم تستطع أمه الإمساك بالهدية، إذ بكت،فبكى هو معها، وبكى الحاضرون فرحاً ببره لأمه.
ماذا لو قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام رسالة ربه "وبالوالدين إحسانا" وأمه بجواره، ما تراه صانعاً؟
وقالت العرب:
لا أمّين على الأرض لواحد.