الدر المكنون لمحبي القلم والنون (4)

لا يجب على أحد اتباع مذهب بعينه من المذاهب , بل عليه أن يجتهد في معرفة الحق إن أمكنه ويستعين في ذلك بالله , ثم الثروة العلمية التي خلفها السابقون من علماء المسلمين لمن بعدهم ويسروا لهم بها طريق فهم النصوص وتطبيقها , ومن لم يمكنه استنباط الأحكام من النصوص ونحوها لأمرٍ ما عاقه عن ذلك سأل أهل العلم الموثوق بهم عما يحتاجه من أحكام الشريعة , لقوله تعالى { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }الأنبياء7 , وعليه أن يتحرى في سؤاله من يثق به من المشهورين بالعلم والفضل والتقوى والصلاح . ( اللجنة الدائمة:12584)
المصدر : ( 500 جواب في العبادات اعداد / أحمد بن عبدالله الشافعي – ط دار ابن حزم القاهرة )

---

hg]v hgl;k,k glpfd hgrgl ,hgk,k (4) 4 hldv

الأخ المبارك / عبدالله بن حسن وفقه الله

تحية طيبة /

ماذكرته هنا صحيح من الناحية الشرعية ولكن اذا رأى الأمام ( الحاكم ) مصلحة البلاد في توحيد اتجاههم في مذهب

واحد فلا بأس وهذا هو المعمول به في هذه البلاد المباركه ...

فاذا رأى ولي الأمر ذلك ووافقه العلماء الأجلاء والدعاة وعامة الناس وخاصتهم .. فليس هناك مايدعو الى تشتيت العامة بمثل هذا الطرح

وخاصة بأن فتاوى علمائنا في بلاد الحرمين تتفق مع توجه البلاد مع المذهب الحنبلي في الصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر العبادات

وعلى كل حال فالمذاهب الأربعه تتفق في الأصول وتختلف في المعاملات والكل على خير ان شاء الله

ومثل هذا الطرح في رأيي لايتناسب مع نسيج التوجه العام لأنه يفتح للناس ابوابآ مغلقه وخصوصآ في

امور العقائد والمذاهب والعبادات ... اسأل الله أن يوفقنا جميعآ لما يحبه ويرضاه

ولك كل التقدير والاحترام.

بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد آثرت عدم الخوض في هذا لأن فيه ارهقآ لعين القارء وعقله واشغالآ له عما هو انفع له من امور عباداته التي يجب على المكلف معرفتها ولا يعذر بجهلها مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج وامور التوحيد وباقي العبادات التي لا يسع المكلف تركها ولا يتم له كمال دينه الا بها
ولكنك اوردت الابل موردها وما هكذا تورد الابل يا أبو البراء
اولآ / الزام الدولة بمذهب واحد امر يحق لولي الامر اتخاذه وقد فعله الملك عبد العزيز رحمه الله وهذا نص الامر /

- أصدر الملك عبدالعزيز تعليمات إبان إعلانه التشكيلات المؤقتة لرئاسة القضاء في عام 1344 هـ عرفت هذه التعليمات باسم : "مواد إصلاحية مؤقتة للمحاكم الشرعية", وقد

أوضح حينها في خطابه المنشور في جريدة أم القرى رقم 32 في 16/1/1344هـ على تحديد مصادر الأحكام القضائية فقال: (إن أحكام الإسلام هي الركيزة الأساس للحكم,

وستظل السراج المنير التي يهتدي بهديها السائرون ويستضيئ بنورها المدلجون وإن الإسلام دين جاء لما فيه صلاح الناس في الدنيا والآخرة, وأن من أراد سعادة الدارين من

الأفراد والجماعات فما عليه إلا أن يفهم حقيقة الإسلام وأحكامه, ويسعى للعمل بها حتى يكون في هناء وسعادة ورفاه) .

- في عام 1345 هـ أمر الملك عبد العزيز ببقاء العمل بالمذهب الحنفي (القانون العثماني) بالحجاز فقد قال: (إن أحكام القانون العثماني مازالت جارية إلى الآن؛ لأننا لم نصدر

إرادتنا بإلغائها, و وضع أحكام جديدة مكانها, ولذا نوافق على اقتراحكم بشأن استمرار أحكام ذلك القانون...).

ثانيآ / مصادر التشريع في الاسلام 2 القرآن والسنة ولا يوجد عاقل على وجه الارض يقول بغير هذا وقد قولتني في ذلك مالم اقل
ثم يابو البراء حفظك الله هذا لايعني الالزام القهري لمذهب معين والتعصب له بل يعني ضبط المسائل الشرعيه كي لاتعم الفوضى وللمكلف ان يختار لنفسه مذهبآ يتمذهب به فهل سيعاقبه احد ؟
هل سيلزمه ولي الامر جبرآ ؟ طبعآ لا وانما القرار لضبط المسائل والاحكام وهنا يكون فهم النص هو الفاصل في معنى كلمة اختيار ولي الامر لمذهب معين
هل هو تعصب لمذهب ؟
ام هو مسالة تنظيمية ؟
هل مقتضى كلمة الازام هنا الاكراه والجبر ام مقتضاها اتباع ذلك الامر لمصلحة يراها ولي الامر مع احتفاظ طلاب العلم والفقهاء بحق التمذهب ؟
اخي المبارك ابو البراء ... الحكم على الشي فرع عن تصوره
هذه الامور العلمية الدقيقة تشغل اذهان السواد الاعظم من الناس وتفتح ابواب التساولات والناس كما تعلم يتفاوتون في فهمهم للنصوص ومدلولات الالفاظ
خاطبو الناس بما يعقلون اتريدون ان يكذب الله ورسوله ؟
ثم ياخي المبارك انا لا انكر عليك ماقلته وقد قلت في بداية ردي انه صحيح من الناحية الشرعية انما انكر طرقه على مسامع الناس وردة الفعل من ذلك وانت تعلم ان بعض الامور الشرعيه يترتب على اظهارها مفاسد عظيمه بسبب عدم فهم العامة لمقاصدها فكيف تتهرب من ذلك بقولك لي ان انكر على هيئة كبار العلماء ؟ ولك عندي في ذلك عذر
في عهد الملك الصالح / الملك عبدالله حفظه الله امر بتوسعة المنظور الشرعي في بلادنا وامر بضم علماء من المذاهب الاربعه لهيئة كبار العلماء وقد كان له رأي في ان هناك مصلحة مترتبة على ذلك وكان ذلك في العام 2008 وكان ممن انضم الشيخ قيس المبارك والشيخ ابا حسين ومن مكة عن مدرسة الشافعيه قبلهم الشيخ عبد الوهاب ابو سليمان ...وما زلت اقول ان طرقك لمثل هذه الامور لا يفيد القارء في شيء بل قد يشتته ويسأم منه لأنه لايستوعب مرادك منه
فالحديث في امور العبادات والرقائق وتبصير الناس بربهم ورسولهم ومايقربهم اليه انفع وافضل . بدلآ من القاء المسائل العلمية المعقده التي قد تخلف شبهآ في قلوب الناس
هذا ايضاح مااشكل بيننا واعلم انني لن اعود للخوض في هذا ان اصبت فمن الله وحده وان اخطأت فمن نفسي والشيطان والله اعلم
ملاحظه / موضوعك الاساسي يتحدث عن حق التمذهب ولكي لا يمل القاريء ويسأم اطالتي هنا بما لا ينفعه فقد تركت لك رسالة خاصة من الشيخ يوسف الغفيص عضو هيئة كبار العلماء السابق تتحدث بشرح مفصل عن هذا
آمل اطلاعكم عليها