ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب

**الرهيب** · 03-29-2013, 08:59 AM

بين رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله وبأخلاقه وبأفعاله وبأحواله الحال الذي ينبغي أن يكون عليه كل مسلم بين الناس.
إن كان في تعامله مع الحق أو في تعامله مع الخلق فكان صلي الله عليه وسلم رحمة مهداة شفقة على جميع خلق الله ومودة لجميع عباد الله تنزه عن الفظاظة وعن الغلظة وعن القول الفاحش وعن العمل القبيح .
لم يكن يرى منه إلا الأخلاق الكريمة والصفات العظيمة ولذا قال له ربه :
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
وهكذا ينبغي أن يكون كل مسلم .
أهم ما يتميز به المسلم في هذه الحياة :
- أن يكون رحيما بإخوانه المؤمنين شفوقا وعطوفا على الفقراء والمساكين
- ماداً يد المساعدة للمحتاجين لسانه لا ينطق إلا كما يقول رب العالمين :
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}
- يتعامل مع الخلق بالجمال القرآني. ويتعامل مع الحق بالصفاء النوراني في قلبه .
فمن رآه من الخلق أحبه لأخلاقه ولأدبه ولحسن هديه في تعامله مع من حوله .

هذا هو المسلم الذي يقدم الإسلام إلى جميع الأنام وإذا كان مع ربه تراه خاشعا تراه وكأنه حاضراً بقلبه مع مولاه يظهر عليه سيما الخشية ويظهر عليه تقوى الله لأنه يرعى الله في كل حركة وسكنه ويوجه النيات لله فلا ينوي عملا إلا إذا ابتغى به وجه الله

وقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم أهل هذا الزمان من أمر هو السبب لكل ما نحن فيه فقال صلي الله عليه وسلم :
{يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ}[1].

حب الدنيا وطلب المناصب وطلب المكاسب والسعي إلى تحقيق المآرب الدنيوية الفانية فيها هو الذي فرق جمعنا وهو الذي شتت شملنا وهو الذي جعل بعضنا يتعالى على بعض بالسباب والشتائم وجعل القلوب تمتلئ بالأحقاد على العباد وعلى الحسد لمن عنده خير في هذه البلاد بينما العالم كله يشهد بسماحة هذا الدين .

ألا تعلمون أن أول دستور كُتب في الدنيا هو الذي كتبه الرسول صلي الله عليه وسلم كتب هذه الوثيقة وتسمى وثيقة المدينة بين المسلمين واليهود يحفظ لهم حقوقهم ويحفظ للمسلمين حقوقهم وتوافقوا على ذلك وتراضوا على ذلك وعاشوا على ذلك .

يعلمنا النبي أنه لابد من التوافق في الأمور وخاصة بين جماعة المسلمين إذا كان شرط إيمان المسلم يقول فيه النبي الصفي :
( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ( [2] ونحن جميعا نحب الخير لجميع إخواننا المؤمنين فلِمَ التنافس على المناصب والتنافس على الكراسي والتنافس على الفاني الذي فرق جمعنا وشتت شملنا؟

وإذا كان لا بد من التنافس فلا بأس لكن بأدب الإسلام وبأخلاق القرآن وبما كان عليه الحبيب المصطفى وصحبه الكرام لا يتعالى مؤمن على أخيه ولا يقبح أحدا رأي أخيه ولكن نكون كما قال الله :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} .

وإني أهيب بجماعة المسلمين أن نكون واسطة خير في هذا المجتمع أجمعين لا نسمح لأحد بكلمة قبيحة في حق أخيه ولا نسمح بتجريح مسلم ولا نسمح بسباب مؤمن ندعو إلى الخير وندعو إلى الوحدة وندعو إلى جمع الصف .
فقد سئمنا من الحياة في ظل هذه الظروف التي أهدرت ثروات البلاد وأوشك صبر العباد على النفاد بعد أن اجتاحت هذه الأمور كل حياتنا الدنيا ندعو إخواننا إلى قول الله :
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}

[1] سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد [2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي

اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
ولا حـــــــــــول ولا قــــوة إلا بــــــالله .

المصدر: منتديات بني بحير بلقرن

,gJ, ;kJj t/JN ygdJJ/ hgrgJJf

**عون القصـاص** · 03-29-2013, 11:09 PM

لا فض فوك يا أبن العم
طرحت و ابدعت ... و اتمنى من كل عضو وزائر أن يتأنى في قراءة هذا الموضوع و يستشف بالإدراك و الوعي
لما بين سطور هذا الموضوع و ما يرمي إليه في الدعوة الى الوسطية و نبذ التطرف بجميع انواعه و اشكاله
كعادتك ايها المحترف تجيد فن الابداع اللامنتهي بكل فصولة
استمر دائماً و أبداً
يعطيك العافية

**الرهيب** · 03-31-2013, 05:43 AM

عون القصاص
سعدت بتواجدكـم يامشرفنا المتألق
في متصفحي وبردكم الرااقي
لاعدمت تواصلكم العطر والمميز
دمتم بحفظ الرحمن

**المستحيلـ** · 03-31-2013, 08:43 AM

روعه الرهيب يسللمو

**الرهيب** · 04-05-2013, 08:52 AM

المستحيل
مشكور على مرورك العطر
الذي انار متصفحي وزاده روعه وجمالا
فلك مني فائق الشكر والتقدير

**أبو احمد** · 04-08-2013, 06:34 AM

جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

**الرهيب** · 04-09-2013, 11:32 PM

ابو احمد
مشكور على مرورك العطر
الذي انار متصفحي وزاده روعه وجمالا
فلك مني فائق الشكر والتقدير

**فرافيش** · 06-23-2013, 02:34 AM

طرح جميل ورائع يالغلا
آحسنت في حسن الإنتقآء...
سلمت يدآآآآآآك .........
لآحرمنآا من جديدك لك مني آرقى الإحترام..

التميز خلال 24 ساعة
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم	الموضوع النشط هذا اليوم	المشرف المميزلهذا اليوم
قريبا	إلى رحمة الله " عالية بنت علي بن نصيب القرني" والصلاة عليها عصر الغد في جامع ابن القيم بالروابي والدفن بمقبرة القرينية بالخمره بقلم : علي بن قحمان القرني	الرهيب

03-29-2013, 08:59 AM	#1
الرهيب الاوسمة مجموع الاوسمة: 5	ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب بين رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله وبأخلاقه وبأفعاله وبأحواله الحال الذي ينبغي أن يكون عليه كل مسلم بين الناس. إن كان في تعامله مع الحق أو في تعامله مع الخلق فكان صلي الله عليه وسلم رحمة مهداة شفقة على جميع خلق الله ومودة لجميع عباد الله تنزه عن الفظاظة وعن الغلظة وعن القول الفاحش وعن العمل القبيح . لم يكن يرى منه إلا الأخلاق الكريمة والصفات العظيمة ولذا قال له ربه : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} وهكذا ينبغي أن يكون كل مسلم . أهم ما يتميز به المسلم في هذه الحياة : - أن يكون رحيما بإخوانه المؤمنين شفوقا وعطوفا على الفقراء والمساكين - ماداً يد المساعدة للمحتاجين لسانه لا ينطق إلا كما يقول رب العالمين : {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} - يتعامل مع الخلق بالجمال القرآني. ويتعامل مع الحق بالصفاء النوراني في قلبه . فمن رآه من الخلق أحبه لأخلاقه ولأدبه ولحسن هديه في تعامله مع من حوله . هذا هو المسلم الذي يقدم الإسلام إلى جميع الأنام وإذا كان مع ربه تراه خاشعا تراه وكأنه حاضراً بقلبه مع مولاه يظهر عليه سيما الخشية ويظهر عليه تقوى الله لأنه يرعى الله في كل حركة وسكنه ويوجه النيات لله فلا ينوي عملا إلا إذا ابتغى به وجه الله وقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم أهل هذا الزمان من أمر هو السبب لكل ما نحن فيه فقال صلي الله عليه وسلم : {يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ}[1]. حب الدنيا وطلب المناصب وطلب المكاسب والسعي إلى تحقيق المآرب الدنيوية الفانية فيها هو الذي فرق جمعنا وهو الذي شتت شملنا وهو الذي جعل بعضنا يتعالى على بعض بالسباب والشتائم وجعل القلوب تمتلئ بالأحقاد على العباد وعلى الحسد لمن عنده خير في هذه البلاد بينما العالم كله يشهد بسماحة هذا الدين . ألا تعلمون أن أول دستور كُتب في الدنيا هو الذي كتبه الرسول صلي الله عليه وسلم كتب هذه الوثيقة وتسمى وثيقة المدينة بين المسلمين واليهود يحفظ لهم حقوقهم ويحفظ للمسلمين حقوقهم وتوافقوا على ذلك وتراضوا على ذلك وعاشوا على ذلك . يعلمنا النبي أنه لابد من التوافق في الأمور وخاصة بين جماعة المسلمين إذا كان شرط إيمان المسلم يقول فيه النبي الصفي : ( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ( [2] ونحن جميعا نحب الخير لجميع إخواننا المؤمنين فلِمَ التنافس على المناصب والتنافس على الكراسي والتنافس على الفاني الذي فرق جمعنا وشتت شملنا؟ وإذا كان لا بد من التنافس فلا بأس لكن بأدب الإسلام وبأخلاق القرآن وبما كان عليه الحبيب المصطفى وصحبه الكرام لا يتعالى مؤمن على أخيه ولا يقبح أحدا رأي أخيه ولكن نكون كما قال الله : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} . وإني أهيب بجماعة المسلمين أن نكون واسطة خير في هذا المجتمع أجمعين لا نسمح لأحد بكلمة قبيحة في حق أخيه ولا نسمح بتجريح مسلم ولا نسمح بسباب مؤمن ندعو إلى الخير وندعو إلى الوحدة وندعو إلى جمع الصف . فقد سئمنا من الحياة في ظل هذه الظروف التي أهدرت ثروات البلاد وأوشك صبر العباد على النفاد بعد أن اجتاحت هذه الأمور كل حياتنا الدنيا ندعو إخواننا إلى قول الله : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [1] سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد [2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا حـــــــــــول ولا قــــوة إلا بــــــالله . المصدر: منتديات بني بحير بلقرن ,gJ, ;kJj t/JN ygdJJ/ hgrgJJf

03-29-2013, 11:09 PM	#2
عون القصـاص مراقب الاوسمة مجموع الاوسمة: 1	رد: ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب لا فض فوك يا أبن العم طرحت و ابدعت ... و اتمنى من كل عضو وزائر أن يتأنى في قراءة هذا الموضوع و يستشف بالإدراك و الوعي لما بين سطور هذا الموضوع و ما يرمي إليه في الدعوة الى الوسطية و نبذ التطرف بجميع انواعه و اشكاله كعادتك ايها المحترف تجيد فن الابداع اللامنتهي بكل فصولة استمر دائماً و أبداً يعطيك العافية

03-31-2013, 05:43 AM	#3
الرهيب الاوسمة مجموع الاوسمة: 5	رد: ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب عون القصاص سعدت بتواجدكـم يامشرفنا المتألق في متصفحي وبردكم الرااقي لاعدمت تواصلكم العطر والمميز دمتم بحفظ الرحمن

03-31-2013, 08:43 AM	#4
المستحيلـ vip الاوسمة مجموع الاوسمة: 1	رد: ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب روعه الرهيب يسللمو

04-05-2013, 08:52 AM	#5
الرهيب الاوسمة مجموع الاوسمة: 5	رد: ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب المستحيل مشكور على مرورك العطر الذي انار متصفحي وزاده روعه وجمالا فلك مني فائق الشكر والتقدير

04-08-2013, 06:34 AM	#6
أبو احمد	رد: ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

04-09-2013, 11:32 PM	#7
الرهيب الاوسمة مجموع الاوسمة: 5	رد: ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب ابو احمد مشكور على مرورك العطر الذي انار متصفحي وزاده روعه وجمالا فلك مني فائق الشكر والتقدير

06-23-2013, 02:34 AM	#8
فرافيش	رد: ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب طرح جميل ورائع يالغلا آحسنت في حسن الإنتقآء... سلمت يدآآآآآآك ......... لآحرمنآا من جديدك لك مني آرقى الإحترام..

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
أحبك ما أبي غيرك .. ولـو غيـرك ترجّانـي	عـ القناص ـزوز	ملتقى بنى بحير بلقرن للشعر الشعبي	4	10-04-2011 05:23 PM

ولـو كنـت فظـآ غليــظ القلــب

بين رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله وبأخلاقه وبأفعاله وبأحواله الحال الذي ينبغي أن يكون عليه كل مسلم بين الناس. إن كان في تعامله مع الحق أو في تعامله