" إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "

**عبق الورد** · 02-23-2018, 09:09 PM

" إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "

د.صلاح الخالدي

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos2.png

[سورة الشرح].

سورة الشرح تحمل البُشرى من الله " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 3za.png

لرسوله

،
يُبشره الله بأنه شرح له صدره، ووضع عنه حِمله الثقيل، " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos1.png

الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos2.png

وهو حمل أمانة الدعوة وتبليغ الرسالة
، الذي أعانه الله " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 3za.png

على أدائه،
ورفع الله ذكره صلى الله عليه وسلم، فما يذكر الله إلا ويذكر معه رسوله " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا slah.png

، وذلك عند النطق بالشهادتين وعند رفع الأذان والإقامة
وعند دعاء التشهد في الصلاة.

وبعد هذه البشريات بُشرى أخرى، وهي أن العسر الذي يُعاني منه بسبب تكذيب قومه سيزول وسيحل محله اليسر والفرح والخير العميم.

وطالبه بأن بنشط في الدعوة إلى الله في النهار،
فإذا فرغ من ذلك عليه أن ينصب قدميه ويوقفهما في الليل قائماً مُصلياً مُناجياً الله،
وعند ذلك يرغب إلى ربه ويتوجه إليه بأعماله كلها،
هذا كان حال حبيبنا ونبينا محمد " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا slah.png

وهو أفضل الأنبياء وسيد المرسلين،

كان لا يتوقف عن الدعوة أبداً خلال النهار، ويقف بين يدي الله في الليل حتى تتشقق أقدامه

. فكيف بنا نحن وقد أصبحنا في زمن كثرت فيه الابتلاءات والمصائب فالأولى بنا أن نتقرب إلى الله بكل عمل صالح في النهار،
ونقوم ليلنا بصلاة ودعاء ونحن خاشعين مُتذللين. ونسأله الرضا والقبول.

وعندا يقرأ أحدنا سورة الشرح عليه أن يقف أمام بُشرياتها ويأخذ نصيبه منها، ويوقن أن الله " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 3za.png

يُبشره بها كما يُبشر رسوله " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا slah.png

،
على كل واحد منا أن يتوقف طويلاً أمام التبشير باليسر بعد العسر " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos1.png

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos2.png

وكل منا يمر به العسر كثيراً في حياته ولكنه سرعان ما يزول ويحل محله اليسر،
وهذا وعد صادق نافذ من الله تعالى، ويؤكده حديث رسول الله " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا slah.png

عندما قال:
واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يُسراً.

فيا من تُعاني شدائد العسر أيقن بعدها بنفحات اليسر في كل جوانب حياتك
واللافت للنظر أن العسر في الآيتين معرفة، وأن العسر فيهما نكرة.

والقاعدة العربية تقرر أنه إذا كررت المعرفة في القرآن فإن المعرفة الثانية هي نفس المعرفة الأولى
، أما إذا كررت النكرة فإن النكرة الثانية غير النكرة الأولى، فالعسر المُكرر في الآيتين عسر واحد
واليسر المكرر فيهما يُسران اثنان.

ولهذا ورد القول المأثور: لن يغلب عسر يسرين.

عندما أحس سيدنا يونس " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا slm.png

بالضيق في بطن الحوت،
في تلك الظلمات الهائلة، ظُلمة البحر،

واعتلج همه، وعظم كربه، ففزع إلى الله عز وجل
، إلى غياث الملهوف، وملجأ المكروب، وواسع الرحمة، وقابل التوبة، وانطلق لسانه بكلمات كأنهن الياقوت والمرجان
" إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos1.png

فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos2.png

وجعل الله له بعد عُسر يُسراً، وتأتي الاستجابة السريعة
حيث قال الله تعالى: " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos1.png

فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا qos2.png

فأوحى الله إلى الحوت، أن يلقي يونس في العراء، فخرج إلى الشاطئ سقيماً هزيلاً، فتلقته عناية الله " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا sbhanh.png

،

وحفت به رحمته، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين، ودبت إليه العافية،
وظهرت فيه تباشير الحياة، وكذا من تعرف على الله في الرخاء، يعرفه في الشدة.

وجعل الله له من كل ضيق مخرجاً ويجعل له بعد عسر يُسراً.

المصدر
https://vb.tafsir.net/tafsir29449/#.WpBXs-eMfDc

المصدر: منتديات بني بحير بلقرن

" YAkQ~ lQuQ hgXuEsXvA dEsXvWh

التميز خلال 24 ساعة
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم	الموضوع النشط هذا اليوم	المشرف المميزلهذا اليوم
قريبا	وفاة الأمير بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز الـ 75 عاماً بقلم : علي بن قحمان القرني	الرهيب

02-23-2018, 09:09 PM	#1
عبق الورد الاوسمة مجموع الاوسمة: 3	" إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " د.صلاح الخالدي أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) [سورة الشرح]. سورة الشرح تحمل البُشرى من الله لرسوله ، يُبشره الله بأنه شرح له صدره، ووضع عنه حِمله الثقيل، الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وهو حمل أمانة الدعوة وتبليغ الرسالة ، الذي أعانه الله على أدائه، ورفع الله ذكره صلى الله عليه وسلم، فما يذكر الله إلا ويذكر معه رسوله ، وذلك عند النطق بالشهادتين وعند رفع الأذان والإقامة وعند دعاء التشهد في الصلاة. وبعد هذه البشريات بُشرى أخرى، وهي أن العسر الذي يُعاني منه بسبب تكذيب قومه سيزول وسيحل محله اليسر والفرح والخير العميم. وطالبه بأن بنشط في الدعوة إلى الله في النهار، فإذا فرغ من ذلك عليه أن ينصب قدميه ويوقفهما في الليل قائماً مُصلياً مُناجياً الله، وعند ذلك يرغب إلى ربه ويتوجه إليه بأعماله كلها، هذا كان حال حبيبنا ونبينا محمد وهو أفضل الأنبياء وسيد المرسلين، كان لا يتوقف عن الدعوة أبداً خلال النهار، ويقف بين يدي الله في الليل حتى تتشقق أقدامه . فكيف بنا نحن وقد أصبحنا في زمن كثرت فيه الابتلاءات والمصائب فالأولى بنا أن نتقرب إلى الله بكل عمل صالح في النهار، ونقوم ليلنا بصلاة ودعاء ونحن خاشعين مُتذللين. ونسأله الرضا والقبول. وعندا يقرأ أحدنا سورة الشرح عليه أن يقف أمام بُشرياتها ويأخذ نصيبه منها، ويوقن أن الله يُبشره بها كما يُبشر رسوله ، على كل واحد منا أن يتوقف طويلاً أمام التبشير باليسر بعد العسر فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا وكل منا يمر به العسر كثيراً في حياته ولكنه سرعان ما يزول ويحل محله اليسر، وهذا وعد صادق نافذ من الله تعالى، ويؤكده حديث رسول الله عندما قال: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يُسراً. فيا من تُعاني شدائد العسر أيقن بعدها بنفحات اليسر في كل جوانب حياتك واللافت للنظر أن العسر في الآيتين معرفة، وأن العسر فيهما نكرة. والقاعدة العربية تقرر أنه إذا كررت المعرفة في القرآن فإن المعرفة الثانية هي نفس المعرفة الأولى ، أما إذا كررت النكرة فإن النكرة الثانية غير النكرة الأولى، فالعسر المُكرر في الآيتين عسر واحد واليسر المكرر فيهما يُسران اثنان. ولهذا ورد القول المأثور: لن يغلب عسر يسرين. عندما أحس سيدنا يونس بالضيق في بطن الحوت، في تلك الظلمات الهائلة، ظُلمة البحر، واعتلج همه، وعظم كربه، ففزع إلى الله عز وجل ، إلى غياث الملهوف، وملجأ المكروب، وواسع الرحمة، وقابل التوبة، وانطلق لسانه بكلمات كأنهن الياقوت والمرجان فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وجعل الله له بعد عُسر يُسراً، وتأتي الاستجابة السريعة حيث قال الله تعالى: فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين فأوحى الله إلى الحوت، أن يلقي يونس في العراء، فخرج إلى الشاطئ سقيماً هزيلاً، فتلقته عناية الله ، وحفت به رحمته، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين، ودبت إليه العافية، وظهرت فيه تباشير الحياة، وكذا من تعرف على الله في الرخاء، يعرفه في الشدة. وجعل الله له من كل ضيق مخرجاً ويجعل له بعد عسر يُسراً. المصدر https://vb.tafsir.net/tafsir29449/#.WpBXs-eMfDc المصدر: منتديات بني بحير بلقرن " YAkQ~ lQuQ hgXuEsXvA dEsXvWh

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
عاجل جداً" : إلزام "التربية" و"الخدمة" بتعيين المعلمات البديلات و"المالية" بتوفير الوظائف	علي بن قحمان القرني	مواضيع التربية و التعليم	1	04-01-2014 04:24 PM
"الليث" و"الملكي" يسعيان لخطف نقاط "كاشيوا" و"سيئول" .. اليوم	علي بن قحمان القرني	منتدى الاستاذ/دخيل مسفر(رحمه الله) الرياضي	1	08-21-2013 06:35 AM
كأس الأبطال: "الهلال" يقابل "الاتحاد" و"النصر" يصطدم بـ"الأهلي"2013	علي بن قحمان القرني	منتدى الاستاذ/دخيل مسفر(رحمه الله) الرياضي	2	04-27-2013 07:47 PM
أكد وجود أخطاء "غبية" في تصميم سيارات شهيرة في المملكة "درايف أريبيا": الـ "باترول" يحترق.. و الـ "برادو" يميل نحو اليمين	الشبح الراقي	ملتقى الصحافه والاعلام	1	01-22-2011 10:24 PM
عزاء للنجم مالك معاذ""""""""""""	علي حسين	منتدى الاستاذ/دخيل مسفر(رحمه الله) الرياضي	0	02-03-2009 02:43 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق