صالح العمير نائب وزير المالية (الحلقة الرابعة)

**abuzeed** · 06-16-2009, 08:54 PM

صالح العمير نائب وزير المالية (الحلقة الرابعة)

التنمية الاقتصادية لم تصاحبها تنمية ثقافية موازية .. وهذا هو السبب!

صالح العمير نائب وزير المالية 240773_39396.jpg

محمد السيف
نحو تنمية ثقافية:
سألتُ العمير عن التنمية الاقتصادية التي شهدتها المملكة وعن السبب في أنه لم تصاحبها تنمية ثقافية موازية؟! قال: تعلم أن التنمية الاقتصادية المتمثلة في بناء المرافق والمنشآت والطرق ومحطات الكهرباء والموانئ والاتصالات.. هذه كلها سهلة وممكنة، لكن خلق نمط وسلوك جديد، سواءً فيما يتعلق بالعمل أو بالثقافة واستيعاب هذا السلوك فإنه يحتاج إلى أجيال وإلى مراحل.
كما أن التعليم لم يُسهم في ذلك، فقد بقيت مناهج التعليم دون مستوى المتطلبات العامة، حتى متطلبات التنمية هناك فرق بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل في كل المجالات ولم يكن هناك تركيز على مراكز التدريب المهني، فثقافة العمل تحتاج إلى وقت طويل حتى يستوعبها الناس.
"سمارك":
عمل العمير عضواً في مجلس إدارة شركة سمارك. سألته عن فكرة إنشاء هذه الشركة وما السر في حلها سريعاً! فقال:
سمارك هي امتداد "بترومين"، وأنا كنت عضواً في مجلس إدارة "بترومين" وكان عندها نشاطات مثل: توزيع البترول ومحاولة إنشاء مصاف صغيرة وإنتاج مواد بترولية.
مؤسسة تمارس نشاطا اقتصاديا وهو عبارة عن منتجات تباع في السوق، وتبيّن فيما بعد أن هذا التنظيم ليس بالتنظيم الجيد، خاصة أن الغاز بدأ يتكون وشركة سابك بدأت تظهر على شكل شركة مساهمة مملوك جزء منها للمواطنين وتنشر بيانات ومعلومات عن الإنتاج، فكان الاتجاه إلى إنشاء شركة للتسويق، فجاءت "سمارك"، لترث "بترومين".
البنوك الإسلامية:
في السبعينيات والثمانينيات اتخذت وزارة المالية موقفاً صارماً تجاه إنشاء أو افتتاح بنوك إسلامية، حتى أن الأمير محمد الفيصل قال ذات لقاء إنه دخل على الشيخ محمد أبا الخيل يرغب في افتتاح بنك إسلامي فقال له أبا الخيل: (ما عندي استعداد أسمح لك بالتلاعب باسم الإسلام) كما قال الأمير محمد الفيصل في حوار معه.
صالح العمير نائب وزير المالية 240773_39397.jpg

صالح العمير نائب وزير المالية 240773_39397.jpg

سألتُ صالح العمير عن السبب في ذلك الموقف الصارم، فقال: تلك سياسة دولة، وأنت تعرف أن القطاع البنكي في بداياته كان ضعيفاً وهشاً، فكانت الخطوة الأساسية هي توطين البنوك، أي سعودتها، بحيث يكون للسعوديين 60 في المائة من رأس المال وأن يأتي الشريك الأجنبي بالخبرة والتقنية. هذه العملية استغرقت سنوات حتى اكتمل القطاع البنكي، كما أن النمط الذي تقوم عليه فلسفة الاقتصاد في المملكة هو الاقتصاد الحر، الذي يسمح بعملية المنافسة وبتقديم أساليب مبتكرة. ولم يكن حينذاك نموذج لبنك إسلامي على النمط الذي بدأ يظهر الآن.
ولم يكن هناك مفهوم واضح للاقتصاد الإسلامي الذي بدأوا يتحدثون عنه الآن ويبشرون به! فالاقتصاد الإسلامي لم يُقدم إلى الآن على شكل نظرية متكاملة. الذي أعرفه أن النظرية في الاقتصاد الرأسمالي هي نظرية متكاملة.
قد يكون فيها فجوات وأخطاء، لكن كما تعلم فإن السبب في الاقتصاد هو مبدأ الندرة، وهو الذي يعطي الاقتصاد الرأسمالي نقطة الانطلاق.
أنا لستُ متابعاً كثيراً لأدبيات الاقتصاد الإسلامي أو المصرفية الإسلامية، لكن من الصعب تصنيف الاقتصاد على أساس أيديولوجي. أطالع من حين لآخر من يقول إن الغرب بدأ يأخذ بالنظرية الإسلامية أو المصرفية الإسلامية، بمن فيهم الأمير محمد الفيصل، لكني أعتقد أن هناك تجاهلا للحقيقة وللدوافع التي وراء بنوك الغرب لتبني مثل هذا النوع. الغرب يلاحظ أن هناك أموالاً كثيرة في أيدي مؤسسات أو أشخاص فليس لديهم مانع من أن يستثمروها وفقاً لأسلوب معيّن يروق للبنوك الإسلامية.
وهذا لا يعني قناعة منهم، بل بالعكس وجدوا أن الحصول على الأموال الإسلامية بالطريقة الإسلامية أسهل من أي طريقة أخرى.
صالح العمير نائب وزير المالية 240773_39398.jpg

صالح العمير نائب وزير المالية 240773_39398.jpg

النخبة الإدارية والتحديث:
في حواري مع الدكتور صالح العمير تحدثنا عن النُخب الإدارية في المملكة، وذكرتُ له أن النُخب دائماً ما تنتمي للحداثة والتحديث، غير أن الملاحظ أن كثيرين من النخبة الإدارية في المملكة استغرقهم العمل الوظيفي وتحولوا إلى تكنوقراط مع استثناءات قليلة، فما السبب في ذلك؟!
قال العمير: في مرحلة السبعينيات مثلاً وهي مرحلة بناء شامل وتطوير وتحديث، كانت المملكة بحاجة إلى هذه النوعية التي تُطلق عليها التكنوقراط، الذين تتوافر فيهم مهارات معينة وإدراك واسع لما يجب أن يكون عليه المجتمع. جانب القراءة والاطلاع والكتابة شيء جميل، لكن التنمية تحتاج إلى هذه الفئة من المتعلمين، الذين لديهم المقدرة والكفاءة لإدارة مشاريع التنمية، فحينما مررنا في أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات بمرحلة دخول الصناعات البتروكيماوية وخلق مراكز صناعية كبيرة وشبكة واسعة من الطرق والمياه والهاتف والكهرباء فقد أدارها هؤلاء باقتدار، مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية. كان لي شرف العمل في تلك المرحلة وكنتُ أشعر أن التكنوقراطيين السعوديين كان لهم الدور البارز في إدارة ورشة العمل التنموي.
بعض من هؤلاء كان لديهم اهتماماتهم في شؤون الثقافة والكتابة، منهم مثلاً الدكتور غازي القصيبي، الذي أعطى عطاءً كبيراً، خاصة في الفترة التي قضاها في البحرين سفيراً. ومنهم الدكتور أنور الجبرتي، الذي ألهته بعض الأعمال، لكنه يُطل علينا من حين لآخر!
يُثمن الدكتور صالح العمير لعدد من رجالات الإدارة مقدرتهم الإدارية ووعيهم وثقافتهم، ويرى أن غازي القصيبي كان مشعلاً لكثير من الطموح. غير أنه – أي العمير- يلفت الانتباه إلى مجموعة من الإداريين، الذين يمكن وصفهم بالجنود المجهولين مثل الأستاذ خالد القصيبي، الذي عمل فترة في مؤسسة النقد كنائب للمحافظ وأدار عدداً من الصناديق.
يقول العمير: هذا الرجل صامت ومساهماته الآن محدودة، لكن لديه فكر نيّر وأُفق جيد ونظرة محدّدة، وحينما يجمعك به مجلس تشعر بما يملكه من إمكانات ومواهب، غير أنه يُحب الهدوء ويكره المواجهة والإعلام.
ومن أولئك أيضاً الشيخ عبد العزيز القريشي، الذي بدأ عمله في سكك الحديد ثم في ديوان الخدمة المدنية ثم محافظاً لمؤسسة النقد. تعجب من ملكته وأفقه الواسع ومن هدوئه ومن واسع معرفته وإدراكه.
يتمتع أبو عادل بميزة وهي صلاته على المستوى العالمي، من خلال مشاركاته في المؤتمرات والندوات.
عمل العمير رئيساً لعدد من الشركات والصناديق والمؤسسات، وقد تولى قيادة هذه الشركات والصناديق بشكل مباشر وأدار عملها التنفيذي بمهارة واقتدار، أثناء عمله في وزارة المالية أو بعد خروجه. ويعتز العمير كثيراً بما حققه في هذا المجال. وهنا نسلط الضوء على بعضٍ مما كان للعمير أثر في إدارته.
صندوق الأوبك:
أُنشئ هذا الصندوق عام 1975 بعد ارتفاع أسعار البترول، وتأثير ذلك في الدول الفقيرة وما تعانيه من تكلفة في استيراد البترول الخام فجاءت فكرة مساعدة الدول الفقيرة عن طريق إقامة صندوق تسهم فيه دول الأوبك للمساعدة في بناء الطاقة الاستيعابية.
العمير رأس مجلس إدارة الصندوق لمدة عشر سنوات ممثلاً للحكومة السعودية، ورغم أنه لم يكن يتقاضى أي مبلغ مقابل رئاسته للصندوق إلا أنه كان يشعر بكثير من الارتياح وهو يؤدي عملاً تنموياً واجتماعياً للدول الفقيرة.
يقول العمير: تطور الصندوق في برامجه من كونه يقرض الحكومات إلى إقراض القطاع الخاص ولم يكن الصندوق يقع تحت تأثير ضغوط أو تدخلات سياسية. مثلاً كانت فيتنام محاصرة في السبعينيات لكن الصندوق كان يقدم لها العون، وكذلك كوبا. وجميع الدول العربية التني تنطبق عليها الشروط استفادت.
وعن الشروط قال العمير: أن يكون المشروع مجدياً وله عائد اجتماعي وعدد كبير من المستفيدين، وقد تم توزيع مناطق الصندوق حتى يكون هناك عدالة، لكن لا يمنع من نقل القرض من بلد إلى آخر. ومدة القرض 25 عاماً بفائدة رمزية ومحدودة جداً. ولا يُحرم من الصندوق إلا الدول البترولية (منتجة أو مصدرة)، فمثلاً إندونيسيا تضاءل إنتاجها من البترول لكنها كانت مستثناة، بينما تجد صندوق النقد الدولي يُقرض كل المساهمين حتى وإن كانت الدول غنية.
صندوق التنمية الصناعي:
بعد ارتفاع أسعار البترول في السبعينيات، وازدياد الدخل، رأت الحكومة أن تُسخر هذه الإمكانات لتطوير النشاط الاقتصادي، فتم إنشاء صندوق التنمية الصناعي، الذي يعتبره الدكتور العمير نقطة مهمة وأساسية ومحورية في التنمية الصناعية والاقتصادية، إذ عمدت الحكومة إلى اختيار استشاري له باع طويل في مجال التنمية والإقراض "بنك تشيس" في نيويورك، لوضع قواعد الصندوق وأسلوب عمله وتدريب العاملين ووضع الهياكل الخاصة به.
يقول العمير: كان قرار إنشاء الصندوق قراراً حكيماً وصائباً، فقد أوجد الصندوق مجموعة من الشباب الواعي، المدرك القادر على قيادة العملية التنموية الصناعية.
رأستُ مجلس إدارة الصندوق لمدة ست سنوات، ولمستُ الدور الأساسي الذي يقوم به الصندوق. ولا يكتفي الصندوق بالتمويل، الذي كان على أُسس تسويقية جيدة، إنما يدعم بالمساعدة الفنية، وقد شملت مشاركته صناعة الأسمنت ومواد البناء وصناعات التقنية والبتروكيماويات.
ويُضيف العمير قائلاً: كانت هناك فكرة مطالبة بتحويله إلى "بنك صناعي" بحيث يكون له صلاحيات أوسع ويُساهم القطاع الخاص في رأسماله وفي إدارته، لأن القطاع الخاص هو المستفيد الأكبر منه، لكن هذه الفكرة لم تجد الوقت الملائم لتحقيقها.
سألتُ العمير: هل تؤيد تحويل الصندوق إلى بنك صناعي؟!
قال: أنا مؤيد للفكرة وأعتقد أنها لا تزال فكرة حيوية، ومن الملائم أن يُعاد بحثها وطرحها. شركة سابك طيلة 16 عاماً، عمل العمير عضواً في مجلس إدارة شركة سابك، ورأس فيها مجالس إدارة شركات: "صدف" و"حديد" و"ابن حيان".
يرى العمير أن تأسيس "سابك" جاء نتيجةً طبيعية للاستفادة من الغاز، ورغم أن الشيخ الطريقي طرح منذ الخمسينيات ضرورة الحفاظ على الغاز، إلا أن الحكومات آنذاك، حسب رأي العمير، لم تكن بيدها مقاليد البترول، والشركات لا يهمها الغاز، لذلك حينما تم تحرير البترول جاءت الاستفادة من الغاز.
ولقد هيأت الحكومة قبل إنشاء "سابك" الهيئة الملكية للجبيل وينبع وعملت على تحرير "سابك" من قيود الروتين الحكومي وأساليبه الإدارية المعقدة، بل جعلتها شركة معرضة للربح والخسارة، حتى التوظيف وعمليات البيع والشراء فيها تتم وفق قواعد تجارية بحتة. إننا نجني اليوم نتائج ذلك الجهد الكبير.
شركة الدوائية:
رأس الدكتور صالح العمير مجلس إدارة شركة "الدوائية" لمدة 20 عاماً. ويرى بعد ذلك أن الشركة أسهمت في توطين كثير من الأدوية وإنتاجها محلياً بكفاءة عالية وبمهنية متناهية وبجودة لا تضاهى، غير أنه يستدرك ليقول إن من مشكلات إنتاج الدواء أنك تتعامل مع بشر، أي ليست العملية إنتاج حديد أو أثاث يمكن معه تفادي الأخطاء.
لذلك سارت الشركة على سياسة حازمة في عملية إنتاج الأدوية من حيث الحرص الشديد على توافر التقنية والحذر من تسرب الجراثيم وما إلى ذلك. ويشعر العمير بكثير من الرضا والارتياح خلال عمله في شركة الدوائية، التي أضحت اليوم عنصراً مهماً وفاعلاً في إنتاج الدواء بعدما كانت تصارع، مثلها مثل أي مستورد، مع وزارة الصحة، لكنها اليوم بَنَت جهازيها الفني والإداري، المكونين من أيد سعودية بارعة.
جسر الملك فهد
في فترةٍ ما، ولظروف سياسية رأى الملك فيصل بن عبد العزيز أهمية ربط دولة البحرين بالمملكة، ليكون لها منفذ بري إلى عُمقها العربي، فكان جسر الملك فهد، الذي يتراقص اليوم زهواً وطرباً على ضفاف الخليج الحالمة.
وهو الجسر الذي شبّهه الشاعر غازي القصيبي بزورق مندفع في البحر، وجمل ما ملّ من سفرٍ في البر!
صالح العمير عاصر وعن قُرب ومسؤولية فترة إنشاء جسر الملك فهد وتولى إدارته بعد الإنشاء من خلال رئاسته مجلس إدارة المؤسسة العامة لجسر الملك فهد.
يقول العمير: كان هناك إحساس بين القيادتين بأهمية تعزيز التواصل بين البلدين، ورغم أن الملك فيصل هو من فكّر في إنشاء الجسر، إلا أن المشروع ظلّ فكرةً حتى أعطاه الملك فهد دفعةً قوية بالرغم من أن الفترة التي أُنشئ الجسرُ فيها كانت المملكة تعاني خلالها ضائقة مالية، لكن كانت هناك رغبة في الإقدام على تنفيذه، لذلك تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة ضمت الشيخ محمد أبا الخيل والسيد يوسف الشيراوي.
وكنتُ في اللجنة ممثلاً لوزارة المالية، وقد تمت عملية التشييد بإشراف ومساعدة البنك الدولي. وبعد الانتهاء من تنفيذ المشروع، أُسّست المؤسسة العامة لتتولى الإشراف على إدارته، وبقيتُ لمدة 12 عاماً رئيساً لها.
ويُفيد العمير أن الجسر (الهيكل) بمرافقه ومحطاته، وبحسب الوثائق المودعة في هيئة الأمم المتحدة، هو ملك من أملاك المملكة العربية السعودية وتشرف على إدارته مؤسسة سعودية مقرها الدمام، وفي مجلس الإدارة عدد من الإخوة من دولة البحرين غير أنه حسب الاتفاقية فإن رئيس مجلس الإدارة ومدير عام الإدارة يجب أن يكونا سعوديين.
والأعضاء السعوديون في المجلس يمثلون وزارات الداخلية والمالية والتجارة والنقل.
وعن تسمية الجسر يقول العمير كانت هناك رغبة في تسميته بجسر السعودية - البحرين، لكن الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة، أمير البحرين الراحل، هو الذي سمّاه جسر الملك فهد.

الطريقي والمنقور

صالح العمير نائب وزير المالية 240773_39503.jpg

تحدث العمير عن وزيرين سابقين وعن صلته بهما، وهما عبد الله الطريقي وناصر المنقور، فقال: كانا علمين بارزين ومهمين جداً في تلك المرحلة، وكل واحد منهما يمثل نمطاً في التفكير التكنوقراطي.
الشيخ ناصر المنقور أبدع في مجال التعليم وكان له دور أساسي في التعليم في نجد، فقد كان أول مدير عام للتعليم في نجد، وقبلها كانت معتمدية، لكن المنقور جدّد فيها ثم عمل في وزارة المعارف ثم دوره في تأسيس جامعة الملك سعود ثم في مجلس الوزراء. معرفتي به توثقت بعد أن أصبح سفيراً، وكنتُ التقيه حينما يزور المملكة أو حينما أزور لندن. أتذكر أول معرفة لي به كانت تقريباً في عام 59 أو 60 م فقد كان يسكن في الملز وكنا مجاورين لهم في السكن، فكان الأخ محمد يدعوه على الغداء أو العشاء، بحضور نخبة من المسؤولين، وكان في تلك الجلسات بارزاً، كانت الأنظار تتجه إليه ورغم أنه مقل في الحديث إلا أنه يأخذ دفة الحديث. كان عنده حسّ وطني وحس اجتماعي، رحمه الله.
أما الشيخ عبد الله الطريقي، رحمه الله، فحينما كنتُ موظفاً صغيراً في قسم الإيرادات في وزارة المالية وكانت جميع دفعات البترول ترد إلينا في القسم (يسمى قسم التسجيل) ومرفق معها خطابات من المديرية العامة للزيت والمعادن تُحال إلينا من الشيخ عبد الله بن عدوان، وزير الدولة للشؤون المالية، كنتُ الاحظ النمط المختلف في الكتابة والأسلوب والتعبير عما اعتدنا عليه كما كنتُ الاحظ الدقة المتناهية بحيت لا تجد عبارات التبيجل ولا الاستطراد في الحديث، إنما كان يدخل إلى الموضوع مباشرة. كنتُ أقرأ وألمح من خلال هذه الخطابات شخصية عبد الله الطريقي، وكنتُ قبل عملي في الوزارة قد قرأت مقالته التي نشرها في مجلة "اليمامة" بعنوان " إلى أين نحن مسوقون" (عام 1954م)، فكنت أقول هذا الرجل شجاع وقوي، وكنت ألمس أن الجانب التنظيمي عنده قوي وهذا شيء طبيعي لشخص يدير قطاع البترول. الطريقي أدرك مبكراً ألاعيب الشركات، فكانت هي التي دفعته كي يسعى لتأسيس منظمة أوبك. وكان منهجه واضحاً في اصطفاء النوعيات الذين عملوا معه. منهم سكرتيره هشام ناظر. وللتاريخ فإن هشام ناظر دائماً يثني على الطريقي في جلساته الخاصة، ويقول كان لديه أُفق ليس في السياسة فحسب، بل في الإدارة. وبعد مغادرته إلى الخارج صرتُ أتابع مجلته "نفط العرب" من حين لآخر, عندما جاء إلى المملكة أصبحتُ التقيه عند أخي محمد، وثيق الصلة به أو في منزله في مجمع العقاد في شارع جرير ثم في حي الروضة.
الشيخ ناصر المنقور شخص هادئ يحب الهدوء، وكان الطريقي على عكسه تماماً، كان رجل مواجهة يحب المواجهة يسيطر بأحاديثه على الجلسة ويديرها إدارة جيدة وعنده ملكة مختلفة. الوطن ملئ بالنماذج المتميزة.

المصدر: منتديات بني بحير بلقرن

whgp hguldv khzf ,.dv hglhgdm (hgpgrm hgvhfum) hgpgrm hgvhfum ,hkj

التميز خلال 24 ساعة
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم	الموضوع النشط هذا اليوم	المشرف المميزلهذا اليوم
قريبا	إلى رحمة الله " عالية بنت علي بن نصيب القرني" والصلاة عليها عصر الغد في جامع ابن القيم بالروابي والدفن بمقبرة القرينية بالخمره بقلم : علي بن قحمان القرني	الرهيب

06-16-2009, 08:54 PM	#1
abuzeed الاوسمة مجموع الاوسمة: 1	صالح العمير نائب وزير المالية (الحلقة الرابعة) صالح العمير نائب وزير المالية (الحلقة الرابعة) التنمية الاقتصادية لم تصاحبها تنمية ثقافية موازية .. وهذا هو السبب! محمد السيف نحو تنمية ثقافية: سألتُ العمير عن التنمية الاقتصادية التي شهدتها المملكة وعن السبب في أنه لم تصاحبها تنمية ثقافية موازية؟! قال: تعلم أن التنمية الاقتصادية المتمثلة في بناء المرافق والمنشآت والطرق ومحطات الكهرباء والموانئ والاتصالات.. هذه كلها سهلة وممكنة، لكن خلق نمط وسلوك جديد، سواءً فيما يتعلق بالعمل أو بالثقافة واستيعاب هذا السلوك فإنه يحتاج إلى أجيال وإلى مراحل. كما أن التعليم لم يُسهم في ذلك، فقد بقيت مناهج التعليم دون مستوى المتطلبات العامة، حتى متطلبات التنمية هناك فرق بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل في كل المجالات ولم يكن هناك تركيز على مراكز التدريب المهني، فثقافة العمل تحتاج إلى وقت طويل حتى يستوعبها الناس. "سمارك": عمل العمير عضواً في مجلس إدارة شركة سمارك. سألته عن فكرة إنشاء هذه الشركة وما السر في حلها سريعاً! فقال: سمارك هي امتداد "بترومين"، وأنا كنت عضواً في مجلس إدارة "بترومين" وكان عندها نشاطات مثل: توزيع البترول ومحاولة إنشاء مصاف صغيرة وإنتاج مواد بترولية. مؤسسة تمارس نشاطا اقتصاديا وهو عبارة عن منتجات تباع في السوق، وتبيّن فيما بعد أن هذا التنظيم ليس بالتنظيم الجيد، خاصة أن الغاز بدأ يتكون وشركة سابك بدأت تظهر على شكل شركة مساهمة مملوك جزء منها للمواطنين وتنشر بيانات ومعلومات عن الإنتاج، فكان الاتجاه إلى إنشاء شركة للتسويق، فجاءت "سمارك"، لترث "بترومين". البنوك الإسلامية: في السبعينيات والثمانينيات اتخذت وزارة المالية موقفاً صارماً تجاه إنشاء أو افتتاح بنوك إسلامية، حتى أن الأمير محمد الفيصل قال ذات لقاء إنه دخل على الشيخ محمد أبا الخيل يرغب في افتتاح بنك إسلامي فقال له أبا الخيل: (ما عندي استعداد أسمح لك بالتلاعب باسم الإسلام) كما قال الأمير محمد الفيصل في حوار معه. سألتُ صالح العمير عن السبب في ذلك الموقف الصارم، فقال: تلك سياسة دولة، وأنت تعرف أن القطاع البنكي في بداياته كان ضعيفاً وهشاً، فكانت الخطوة الأساسية هي توطين البنوك، أي سعودتها، بحيث يكون للسعوديين 60 في المائة من رأس المال وأن يأتي الشريك الأجنبي بالخبرة والتقنية. هذه العملية استغرقت سنوات حتى اكتمل القطاع البنكي، كما أن النمط الذي تقوم عليه فلسفة الاقتصاد في المملكة هو الاقتصاد الحر، الذي يسمح بعملية المنافسة وبتقديم أساليب مبتكرة. ولم يكن حينذاك نموذج لبنك إسلامي على النمط الذي بدأ يظهر الآن. ولم يكن هناك مفهوم واضح للاقتصاد الإسلامي الذي بدأوا يتحدثون عنه الآن ويبشرون به! فالاقتصاد الإسلامي لم يُقدم إلى الآن على شكل نظرية متكاملة. الذي أعرفه أن النظرية في الاقتصاد الرأسمالي هي نظرية متكاملة. قد يكون فيها فجوات وأخطاء، لكن كما تعلم فإن السبب في الاقتصاد هو مبدأ الندرة، وهو الذي يعطي الاقتصاد الرأسمالي نقطة الانطلاق. أنا لستُ متابعاً كثيراً لأدبيات الاقتصاد الإسلامي أو المصرفية الإسلامية، لكن من الصعب تصنيف الاقتصاد على أساس أيديولوجي. أطالع من حين لآخر من يقول إن الغرب بدأ يأخذ بالنظرية الإسلامية أو المصرفية الإسلامية، بمن فيهم الأمير محمد الفيصل، لكني أعتقد أن هناك تجاهلا للحقيقة وللدوافع التي وراء بنوك الغرب لتبني مثل هذا النوع. الغرب يلاحظ أن هناك أموالاً كثيرة في أيدي مؤسسات أو أشخاص فليس لديهم مانع من أن يستثمروها وفقاً لأسلوب معيّن يروق للبنوك الإسلامية. وهذا لا يعني قناعة منهم، بل بالعكس وجدوا أن الحصول على الأموال الإسلامية بالطريقة الإسلامية أسهل من أي طريقة أخرى. النخبة الإدارية والتحديث: في حواري مع الدكتور صالح العمير تحدثنا عن النُخب الإدارية في المملكة، وذكرتُ له أن النُخب دائماً ما تنتمي للحداثة والتحديث، غير أن الملاحظ أن كثيرين من النخبة الإدارية في المملكة استغرقهم العمل الوظيفي وتحولوا إلى تكنوقراط مع استثناءات قليلة، فما السبب في ذلك؟! قال العمير: في مرحلة السبعينيات مثلاً وهي مرحلة بناء شامل وتطوير وتحديث، كانت المملكة بحاجة إلى هذه النوعية التي تُطلق عليها التكنوقراط، الذين تتوافر فيهم مهارات معينة وإدراك واسع لما يجب أن يكون عليه المجتمع. جانب القراءة والاطلاع والكتابة شيء جميل، لكن التنمية تحتاج إلى هذه الفئة من المتعلمين، الذين لديهم المقدرة والكفاءة لإدارة مشاريع التنمية، فحينما مررنا في أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات بمرحلة دخول الصناعات البتروكيماوية وخلق مراكز صناعية كبيرة وشبكة واسعة من الطرق والمياه والهاتف والكهرباء فقد أدارها هؤلاء باقتدار، مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية. كان لي شرف العمل في تلك المرحلة وكنتُ أشعر أن التكنوقراطيين السعوديين كان لهم الدور البارز في إدارة ورشة العمل التنموي. بعض من هؤلاء كان لديهم اهتماماتهم في شؤون الثقافة والكتابة، منهم مثلاً الدكتور غازي القصيبي، الذي أعطى عطاءً كبيراً، خاصة في الفترة التي قضاها في البحرين سفيراً. ومنهم الدكتور أنور الجبرتي، الذي ألهته بعض الأعمال، لكنه يُطل علينا من حين لآخر! يُثمن الدكتور صالح العمير لعدد من رجالات الإدارة مقدرتهم الإدارية ووعيهم وثقافتهم، ويرى أن غازي القصيبي كان مشعلاً لكثير من الطموح. غير أنه – أي العمير- يلفت الانتباه إلى مجموعة من الإداريين، الذين يمكن وصفهم بالجنود المجهولين مثل الأستاذ خالد القصيبي، الذي عمل فترة في مؤسسة النقد كنائب للمحافظ وأدار عدداً من الصناديق. يقول العمير: هذا الرجل صامت ومساهماته الآن محدودة، لكن لديه فكر نيّر وأُفق جيد ونظرة محدّدة، وحينما يجمعك به مجلس تشعر بما يملكه من إمكانات ومواهب، غير أنه يُحب الهدوء ويكره المواجهة والإعلام. ومن أولئك أيضاً الشيخ عبد العزيز القريشي، الذي بدأ عمله في سكك الحديد ثم في ديوان الخدمة المدنية ثم محافظاً لمؤسسة النقد. تعجب من ملكته وأفقه الواسع ومن هدوئه ومن واسع معرفته وإدراكه. يتمتع أبو عادل بميزة وهي صلاته على المستوى العالمي، من خلال مشاركاته في المؤتمرات والندوات. عمل العمير رئيساً لعدد من الشركات والصناديق والمؤسسات، وقد تولى قيادة هذه الشركات والصناديق بشكل مباشر وأدار عملها التنفيذي بمهارة واقتدار، أثناء عمله في وزارة المالية أو بعد خروجه. ويعتز العمير كثيراً بما حققه في هذا المجال. وهنا نسلط الضوء على بعضٍ مما كان للعمير أثر في إدارته. صندوق الأوبك: أُنشئ هذا الصندوق عام 1975 بعد ارتفاع أسعار البترول، وتأثير ذلك في الدول الفقيرة وما تعانيه من تكلفة في استيراد البترول الخام فجاءت فكرة مساعدة الدول الفقيرة عن طريق إقامة صندوق تسهم فيه دول الأوبك للمساعدة في بناء الطاقة الاستيعابية. العمير رأس مجلس إدارة الصندوق لمدة عشر سنوات ممثلاً للحكومة السعودية، ورغم أنه لم يكن يتقاضى أي مبلغ مقابل رئاسته للصندوق إلا أنه كان يشعر بكثير من الارتياح وهو يؤدي عملاً تنموياً واجتماعياً للدول الفقيرة. يقول العمير: تطور الصندوق في برامجه من كونه يقرض الحكومات إلى إقراض القطاع الخاص ولم يكن الصندوق يقع تحت تأثير ضغوط أو تدخلات سياسية. مثلاً كانت فيتنام محاصرة في السبعينيات لكن الصندوق كان يقدم لها العون، وكذلك كوبا. وجميع الدول العربية التني تنطبق عليها الشروط استفادت. وعن الشروط قال العمير: أن يكون المشروع مجدياً وله عائد اجتماعي وعدد كبير من المستفيدين، وقد تم توزيع مناطق الصندوق حتى يكون هناك عدالة، لكن لا يمنع من نقل القرض من بلد إلى آخر. ومدة القرض 25 عاماً بفائدة رمزية ومحدودة جداً. ولا يُحرم من الصندوق إلا الدول البترولية (منتجة أو مصدرة)، فمثلاً إندونيسيا تضاءل إنتاجها من البترول لكنها كانت مستثناة، بينما تجد صندوق النقد الدولي يُقرض كل المساهمين حتى وإن كانت الدول غنية. صندوق التنمية الصناعي: بعد ارتفاع أسعار البترول في السبعينيات، وازدياد الدخل، رأت الحكومة أن تُسخر هذه الإمكانات لتطوير النشاط الاقتصادي، فتم إنشاء صندوق التنمية الصناعي، الذي يعتبره الدكتور العمير نقطة مهمة وأساسية ومحورية في التنمية الصناعية والاقتصادية، إذ عمدت الحكومة إلى اختيار استشاري له باع طويل في مجال التنمية والإقراض "بنك تشيس" في نيويورك، لوضع قواعد الصندوق وأسلوب عمله وتدريب العاملين ووضع الهياكل الخاصة به. يقول العمير: كان قرار إنشاء الصندوق قراراً حكيماً وصائباً، فقد أوجد الصندوق مجموعة من الشباب الواعي، المدرك القادر على قيادة العملية التنموية الصناعية. رأستُ مجلس إدارة الصندوق لمدة ست سنوات، ولمستُ الدور الأساسي الذي يقوم به الصندوق. ولا يكتفي الصندوق بالتمويل، الذي كان على أُسس تسويقية جيدة، إنما يدعم بالمساعدة الفنية، وقد شملت مشاركته صناعة الأسمنت ومواد البناء وصناعات التقنية والبتروكيماويات. ويُضيف العمير قائلاً: كانت هناك فكرة مطالبة بتحويله إلى "بنك صناعي" بحيث يكون له صلاحيات أوسع ويُساهم القطاع الخاص في رأسماله وفي إدارته، لأن القطاع الخاص هو المستفيد الأكبر منه، لكن هذه الفكرة لم تجد الوقت الملائم لتحقيقها. سألتُ العمير: هل تؤيد تحويل الصندوق إلى بنك صناعي؟! قال: أنا مؤيد للفكرة وأعتقد أنها لا تزال فكرة حيوية، ومن الملائم أن يُعاد بحثها وطرحها. شركة سابك طيلة 16 عاماً، عمل العمير عضواً في مجلس إدارة شركة سابك، ورأس فيها مجالس إدارة شركات: "صدف" و"حديد" و"ابن حيان". يرى العمير أن تأسيس "سابك" جاء نتيجةً طبيعية للاستفادة من الغاز، ورغم أن الشيخ الطريقي طرح منذ الخمسينيات ضرورة الحفاظ على الغاز، إلا أن الحكومات آنذاك، حسب رأي العمير، لم تكن بيدها مقاليد البترول، والشركات لا يهمها الغاز، لذلك حينما تم تحرير البترول جاءت الاستفادة من الغاز. ولقد هيأت الحكومة قبل إنشاء "سابك" الهيئة الملكية للجبيل وينبع وعملت على تحرير "سابك" من قيود الروتين الحكومي وأساليبه الإدارية المعقدة، بل جعلتها شركة معرضة للربح والخسارة، حتى التوظيف وعمليات البيع والشراء فيها تتم وفق قواعد تجارية بحتة. إننا نجني اليوم نتائج ذلك الجهد الكبير. شركة الدوائية: رأس الدكتور صالح العمير مجلس إدارة شركة "الدوائية" لمدة 20 عاماً. ويرى بعد ذلك أن الشركة أسهمت في توطين كثير من الأدوية وإنتاجها محلياً بكفاءة عالية وبمهنية متناهية وبجودة لا تضاهى، غير أنه يستدرك ليقول إن من مشكلات إنتاج الدواء أنك تتعامل مع بشر، أي ليست العملية إنتاج حديد أو أثاث يمكن معه تفادي الأخطاء. لذلك سارت الشركة على سياسة حازمة في عملية إنتاج الأدوية من حيث الحرص الشديد على توافر التقنية والحذر من تسرب الجراثيم وما إلى ذلك. ويشعر العمير بكثير من الرضا والارتياح خلال عمله في شركة الدوائية، التي أضحت اليوم عنصراً مهماً وفاعلاً في إنتاج الدواء بعدما كانت تصارع، مثلها مثل أي مستورد، مع وزارة الصحة، لكنها اليوم بَنَت جهازيها الفني والإداري، المكونين من أيد سعودية بارعة. جسر الملك فهد في فترةٍ ما، ولظروف سياسية رأى الملك فيصل بن عبد العزيز أهمية ربط دولة البحرين بالمملكة، ليكون لها منفذ بري إلى عُمقها العربي، فكان جسر الملك فهد، الذي يتراقص اليوم زهواً وطرباً على ضفاف الخليج الحالمة. وهو الجسر الذي شبّهه الشاعر غازي القصيبي بزورق مندفع في البحر، وجمل ما ملّ من سفرٍ في البر! صالح العمير عاصر وعن قُرب ومسؤولية فترة إنشاء جسر الملك فهد وتولى إدارته بعد الإنشاء من خلال رئاسته مجلس إدارة المؤسسة العامة لجسر الملك فهد. يقول العمير: كان هناك إحساس بين القيادتين بأهمية تعزيز التواصل بين البلدين، ورغم أن الملك فيصل هو من فكّر في إنشاء الجسر، إلا أن المشروع ظلّ فكرةً حتى أعطاه الملك فهد دفعةً قوية بالرغم من أن الفترة التي أُنشئ الجسرُ فيها كانت المملكة تعاني خلالها ضائقة مالية، لكن كانت هناك رغبة في الإقدام على تنفيذه، لذلك تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة ضمت الشيخ محمد أبا الخيل والسيد يوسف الشيراوي. وكنتُ في اللجنة ممثلاً لوزارة المالية، وقد تمت عملية التشييد بإشراف ومساعدة البنك الدولي. وبعد الانتهاء من تنفيذ المشروع، أُسّست المؤسسة العامة لتتولى الإشراف على إدارته، وبقيتُ لمدة 12 عاماً رئيساً لها. ويُفيد العمير أن الجسر (الهيكل) بمرافقه ومحطاته، وبحسب الوثائق المودعة في هيئة الأمم المتحدة، هو ملك من أملاك المملكة العربية السعودية وتشرف على إدارته مؤسسة سعودية مقرها الدمام، وفي مجلس الإدارة عدد من الإخوة من دولة البحرين غير أنه حسب الاتفاقية فإن رئيس مجلس الإدارة ومدير عام الإدارة يجب أن يكونا سعوديين. والأعضاء السعوديون في المجلس يمثلون وزارات الداخلية والمالية والتجارة والنقل. وعن تسمية الجسر يقول العمير كانت هناك رغبة في تسميته بجسر السعودية - البحرين، لكن الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة، أمير البحرين الراحل، هو الذي سمّاه جسر الملك فهد. الطريقي والمنقور تحدث العمير عن وزيرين سابقين وعن صلته بهما، وهما عبد الله الطريقي وناصر المنقور، فقال: كانا علمين بارزين ومهمين جداً في تلك المرحلة، وكل واحد منهما يمثل نمطاً في التفكير التكنوقراطي. الشيخ ناصر المنقور أبدع في مجال التعليم وكان له دور أساسي في التعليم في نجد، فقد كان أول مدير عام للتعليم في نجد، وقبلها كانت معتمدية، لكن المنقور جدّد فيها ثم عمل في وزارة المعارف ثم دوره في تأسيس جامعة الملك سعود ثم في مجلس الوزراء. معرفتي به توثقت بعد أن أصبح سفيراً، وكنتُ التقيه حينما يزور المملكة أو حينما أزور لندن. أتذكر أول معرفة لي به كانت تقريباً في عام 59 أو 60 م فقد كان يسكن في الملز وكنا مجاورين لهم في السكن، فكان الأخ محمد يدعوه على الغداء أو العشاء، بحضور نخبة من المسؤولين، وكان في تلك الجلسات بارزاً، كانت الأنظار تتجه إليه ورغم أنه مقل في الحديث إلا أنه يأخذ دفة الحديث. كان عنده حسّ وطني وحس اجتماعي، رحمه الله. أما الشيخ عبد الله الطريقي، رحمه الله، فحينما كنتُ موظفاً صغيراً في قسم الإيرادات في وزارة المالية وكانت جميع دفعات البترول ترد إلينا في القسم (يسمى قسم التسجيل) ومرفق معها خطابات من المديرية العامة للزيت والمعادن تُحال إلينا من الشيخ عبد الله بن عدوان، وزير الدولة للشؤون المالية، كنتُ الاحظ النمط المختلف في الكتابة والأسلوب والتعبير عما اعتدنا عليه كما كنتُ الاحظ الدقة المتناهية بحيت لا تجد عبارات التبيجل ولا الاستطراد في الحديث، إنما كان يدخل إلى الموضوع مباشرة. كنتُ أقرأ وألمح من خلال هذه الخطابات شخصية عبد الله الطريقي، وكنتُ قبل عملي في الوزارة قد قرأت مقالته التي نشرها في مجلة "اليمامة" بعنوان " إلى أين نحن مسوقون" (عام 1954م)، فكنت أقول هذا الرجل شجاع وقوي، وكنت ألمس أن الجانب التنظيمي عنده قوي وهذا شيء طبيعي لشخص يدير قطاع البترول. الطريقي أدرك مبكراً ألاعيب الشركات، فكانت هي التي دفعته كي يسعى لتأسيس منظمة أوبك. وكان منهجه واضحاً في اصطفاء النوعيات الذين عملوا معه. منهم سكرتيره هشام ناظر. وللتاريخ فإن هشام ناظر دائماً يثني على الطريقي في جلساته الخاصة، ويقول كان لديه أُفق ليس في السياسة فحسب، بل في الإدارة. وبعد مغادرته إلى الخارج صرتُ أتابع مجلته "نفط العرب" من حين لآخر, عندما جاء إلى المملكة أصبحتُ التقيه عند أخي محمد، وثيق الصلة به أو في منزله في مجمع العقاد في شارع جرير ثم في حي الروضة. الشيخ ناصر المنقور شخص هادئ يحب الهدوء، وكان الطريقي على عكسه تماماً، كان رجل مواجهة يحب المواجهة يسيطر بأحاديثه على الجلسة ويديرها إدارة جيدة وعنده ملكة مختلفة. الوطن ملئ بالنماذج المتميزة. المصدر: منتديات بني بحير بلقرن whgp hguldv khzf ,.dv hglhgdm (hgpgrm hgvhfum) hgpgrm hgvhfum ,hkj

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
صادوووه الحلقة الرابعة مع الرايق ( حمود عبدالله )	قلم رصاص	المواضيع العامة	23	09-01-2009 06:25 AM
الحلقة الخامسة والأخيرة من سيرة صالح العمير نائب وزير المالية سابقاً	abuzeed	المواضيع العامة	2	06-18-2009 12:50 AM
الحلقة الثانية من سيرة صالح العمير	abuzeed	المواضيع العامة	3	06-16-2009 09:34 PM
سيرة صالح العمير الحلقة الثالثة	abuzeed	المواضيع العامة	2	06-16-2009 09:30 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)