علمتنا ان العبرة بالإنجاز لا بالعمر

وقفات مع #هناء_الماضي
🖌: فهد السعدون


هذه الفتاة الصالحة -نحسبها كذلك- توفاها الله قبل أيام وعمرها 22 سنة فقط..!!
لكن ماشاء الله تبارك الله ..
علمتنا أن العبرة بالإنجاز لا بالعمر، وبقوة التأثير لا بعمق الصلاح الذاتي..
‏
فكانت ‎رحمها الله قائمةً على
ثغرٍ عظيم وهو : "دعوة الفتيات!"
بالحكمة، والموعظة الحسنة، والعلم الشرعي المؤصل، والثقافة المستوعبة للواقع..
ولا شك أن عمق الأثر يحتاج إلى صدقٍ وهمة في حمل هم هذا الدين ، وعلمٍ وبصيرة أيضاً.

وكان من مميزات شخصيتها حسب ما ظهر من تغريدات أصدقائها وممن حولها، ثلاثة جوانب :

أولاً: أنها كانت قارئة منظمة نهمة..!
وكانت لا تقتني كتابًا إلا وتقرأه.
‏ولا تشتري جديداً من الكتب قبل أن تنهي القديم.

‏وقد قرأت على هذا النهج:
‏500 كتاب!
‏وهو رقم لا يُستهان به من شابة في العشرينات من عمرها..
في حين أن بعض المثقفين وطلبة العلم لم يصلوا لنصف هذا الرقم.. والله يرزق من يشاء.

‏ولما سُئلت الراحلة ⁧‫#هناء_الماضي‬⁩ رحمها الله:
‏ما الذي أعانك على هذا المستوى من الثقافة والنضج؟
‏ذكرت بعض الأسباب وجعلت السبب الأكبر والمؤثر الفارق هو: الدعاء..!!
حيث تقول: لقد تغيرت حياتي بالكامل بسبب دعاء دعوت به تحت مطر شديد ولله الحمد على فضله واستجابته لي.

‏وفي ذلك يقول د. عبدالعزيز الشايع:
‏كثير من البسطاء إنما صنعهم إدامة الدعاء
‏وكثير من الحذاق خُذلوا بالغفلة عن الافتقار والدعاء.

وكان صحيح البخاري من آخر ماقرأت هناء رحمها الله بحسب تطبيق good reads

ثانياً: أنها كانت حريصة على تطبيق حقائق الإيمان ولوازمه، مكثرة من الطاعات وذكر الله والاستغفار والدعاء، عابدة تقية، وتوصي الأخريات بهذه الجوانب التي لها الأثر الأساس في صلاح النفس واستقامة الحال.. ولها -والعلم لله- خبيئات في هذا السبيل وهو الذي رفع ذكرها فيما نحسب .
ومن ذلك قولها:
تحسس جوفك.. هل شيدت صروحه على تقوى؟ هل جَمّلت باطنك بما يرضي الله عنك؟ هل بَنيت قصرك في الجنة؟ ورفعت درجتك هناك؟
وتوصي كل مسلم بأن يخصص كل يوم رقم للاستغفار لا يتنازل عنه..!

ثالثاً: أنها كانت باذلة وقتها وجهدها للدعوة وتبليغ رسالة الاسلام، ناصحة آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، وكانت هذه رسالتها الكبرى التي حملتها على عاتقها.
وكانت ‏تقول ‬⁩ :

أخشى من العقوبة على من يشح على نفسه المبادرة إلى الخير في مواطنه..!!
ويزيد حزني رضا الإنسان عن نفسه، كأن لسان حاله يقول: لدي الكثير من الفرص مستقبلاً..!!
‏وهل خُلّد إنسان في هذه الحياة؟!
‏أنت من عَجْز إلى عجز، ولعل عجزك اليوم ليس بشيء أمام عجزك غداً !!

وتؤكد احدى المغردات:
‏بأنه كان لها تأثير دعوي ملموس، وما رأيناه من تأثير ليس من جهدها العلمي الذاتي فحسب، بل كان من عملها الدعوي أيضاً : (نشر المحاضرات، واقتصاص المقاطع المفيدة، والتذكير بالمعروف.. إلخ...)..
وقد بلغ عدد المشتركين معها في:
-اليوتيوب أكثر من 4700
-وفي التلجرام أكثر من 41،800
-وفي قناة المحاضرات 15،800

ولذلك كله يتساءل كثير من الناس عن سرّ نفعها، وتعجبون من هذا القبول الكبير الذي حظيت به لدى فئة النساء خاصة ..!!
فما هي إلا ساعات ودقائق من وفاتها
‏إلا ويرتفع اسمها في الهاشتاق ليبلُغَ مداه !
‏
تتحدث مغردة متسائلة:
أي شيءٍ قدمتيه ؟!
‏أيّ نيِّة كانت خلف كلماتك ؟!
هذا الذّكر الذي ضجّ به تويتر بنواحيه يجعلنا نتساءل:
تُرى ما الخبيئة التي كانت بينكِ وبين الله يا هناء؟
‏رحلَتِ وبقي الأثر؛ لمثل هذا فأعدّوا أيها الصالحون والصالحات!

وتقول أخرى:
أعجبُ من هذه السريرة التي بلغتْ دول الخليج ومصر والأردن وغيرها. وتداولُ الناس الحديث عنها ونشرهم لفضائلها، مع دعوات صادقة لها.
فما أقول إلا كما قال ابن الجوزي:
‏فمن أصلح سريرته فاح عبيرُ فضله، وعبقت القلوبُ بنشر طيبه.

‏وتتساءل أخرى:
أي خبيئة كانت بينك وبين ربك؟
أي عمل صالح رفعك؟
أي دعوة دعوتِ بها في وقت إجابة فأتت بكل هذه الدعوات والصدقات والذكر الطيب؟
أي همّ حملتيه لدينك؟
‏أسئلة منذ وفاتك وهي تؤرقنا وتقضّ مضاجعنا وتجعلنا نراجع أنفسنا ألف مرة!

وتضيف مغردة أخرى:
‏كنت أرى بين حروفها الصدق وأكثر ما كان يشغل ⁧‫#هناء_الماضي‬⁩ هموم هذه الأمة، فكانت غيورة على دينها، ودائمًا كنت أراها في خط الدفاع عن حِمى الدين بكل ما أوتيت من وعي وفهم وعلم
‏كنت أرى فيها ذاك (الذي لا يخشى في الله لومة لائم)
‏رحم الله تلك الروح النقية التقية التي كنت أحبها في الله

وتُعبر أخرى عن مشاعرها قائلة:
يــاهنـائي بكِ وفـخري انكِ كنتِ يوماً
‏من الصالحاتِ المُصلحات ♥️🌱
‏ ويا هنــائُكِ -بإذن الله تعالى- بـ جناتِ النعيمُ ياهناء😭♥️♥️♥️💔
‏فقد أيقظتِ أرواحاً تـائهة في دُنيـا فانية!
‏وأشعلتِ قلوباً غـافلة في دُنيـا زائلة!
‏أيــا هناءُ لكِ السـلامُ ولكِ الأمان عند الذي لاينام 😔💔
‏⁧
ثم تؤكد أخرى عن أهم درس استفادته من تجربة هناء فتقول:
‬⁩تعلمت منكِ ألا أبقى صامتة..!!
وأن أجعل وسائل التواصل الاجتماعي السهلة والمتيسرة وسيلة للنفع والتأثير والبقاء بعد الموت..!

‏وتوصي أخرى فتقول:
الناس موتى وأهل العلم أحياءُ
‏اجعل لك -أيها المسلم ويا أيتها المسلمة- إرثاً ينتفع الناس به في حياتك، ويستنيرون به بعد مماتك ؛ من علمٍ، أو دعوة للخير، أو وعظ وتذكير..
المهم ألا تتوقف عن البذل الدعوي، والعطاء التربوي بكل الصور والأشكال.. وفي كل مكان وزمان..
‏ولا تحقرن من المعروف شيئاََ ، فربما انتفع الناس بما لا تظنهم يحتاجونه ، ومن صَدَق وأخلص؛ بارك الله في قوله وعمله وإن كان قليلاََ، وطرح الله فيه القبول .

‏فالأمر إذاً لا يستلزم عمًلا عظيمًا في معيارك، لكن عظيم الأعمال يقررها الله عز وجل، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم:
‏(لا تحقرن من المعروف شيئا).

ومع هذه الآثار الدعوية الحسنة من هذه الأخت الشابة في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها فإنها لم تخلو من مصاعب صحية، تقول إحداهن:

هذه الطيبة دار بيني وبينها نقاش، فحدثتني عن بلاء تتألم منه، لا يعلمه أحد من الناس، وفوق ذلك البلاء كانت تجاهد وتنشر الخير بكل قوة، حتى من يرى ظاهرها يظنها في كامل صحتها، وهي في أشد الألم منه، لكنها أبت الشكوى ورجحت الصبر والاحتساب، أسأل الله تثبيتها عند السؤال.

وقبل الختام ..
فقد كان موت هناء المفاجئ وفي هذا العمر سبباً في استقامة الكثيرات، وزديادة صلاح أخريات، والافاقة من الغفلة والبدء بحياة إيمانية جديدة لطائفة أخرى..
وكذلك التفكير في مثل مشروع عمرها الذي بذلت نفسها ووقتها لأجله .
غفر الله لها ورحمها ووالديها وجميع المسلمين.

‏قنوات الأخت هناء -رحمها الله
قناة اليوتيوب:
https://youtube.com/channel/UCeV-03iHFWDEnHhfPfJ2H6w
قناة التلجرام:
https://t.me/Hanaa577
قناة أهم المحاضرات:
https://t.me/al3elmyat
مدونة المقالات:
http://www.hanaaarticles.com
‎
لها كلمات وتغريدات ومقالات كثيرة ؛ تكتب بماء الذهب، لا يتسع المقام لذكرها..

وأخيراً..
اترك أثراً جميلاً
واصدق مع الله فيه..
لتَلقَى خيراً في حياتك وبعد مماتك..

---

ugljkh hk hgufvm fhgYk[h. gh fhgulv lh hgyfvm h,