جماع التوكل في نصرة إخواننا في غزة

علمنا القرآن أن النصرة لها أحوال
من أعظم أحوالها اجتماع الأمة في كثرتهم بتحقيق التوكل على الله في طلب النصر


فمانراه اليوم من اجتماع الصهاينة والدعم الدولي الغربي لإسرائيل على إخواننا في غزة مشابه لماحدث للمسلمين في غزوة الأحزاب
﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ﴾ [آل عمران: ١٧٣] فكانت النتيجة ﴿فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ﴾ [آل عمران: ١٧٤]

ومانراه من تخذيل الكافرين والمنافقين وأن الميزان للقوى والعدة ولادخل للدين والعقيدة ولماذا يدافعون وهم قلّة ويعرضون أنفسهم للهلاك، فقد بيّن لنا القرآن هذا الحال وأرشدنا للسبيل، قال تعالى:
﴿إِذ يَقولُ المُنافِقونَ وَالَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دينُهُم وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾ [الأنفال: ٤٩]

ومانراه من طلب النصر من القوى العظمى الكافرة وأنه لابد من تدخلها لنصرة أهالي غزة مع الشعور باليأس وضعف التوكل على الله؛ قد يكون سبباً في تأخر النصر وتسلط العدو
قال تعالى:
﴿إِن يَنصُركُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُم وَإِن يَخذُلكُم فَمَن ذَا الَّذي يَنصُرُكُم مِن بَعدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾ [آل عمران: ١٦٠]


وما نراه من ضعف وتخاذل في الصف الإسلامي ينبغي أن لايضعف الصادقين،بل يزيدهم توكلاً على الله
قال تعالى:
﴿إِذ هَمَّت طائِفَتانِ مِنكُم أَن تَفشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾ [آل عمران: ١٢٢]


وليست الأحداث الماضية على امتداد عقدين من الزمان بنائية عنا، فلنذكر كم من الغارات قامت وكم من الدماء سالت حتى ظن البعض أنها النهاية، مع فارق التشبيه بين الطرفين في العدة والعتاد والقوة؛ ولايزال المسلمون ينكّلون بهذا العدو الغاشم والله يكفّه عنهم
فلنا فيما مضى عبرة؛ فلنتوكل على الله فيما سيأتي
قال تعالى:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم فَكَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾ [المائدة: ١١]


وينبغي أن يتواصى المسلمون بالتوكل على الله
فإن هذه الأيام العصيبة يحتاج المسلمون فيها لتحقيق التوكل على الله أكثر من أي وقت آخر، وآثار تحقيق التوكل أعظم من آثار النداءات والاستغاثات والدعاء بلاقلب يملؤه التوكل على الله، وهو أعظم مايقي المسلمين فتنة هؤلاء الكفار وتسلطهم
قال تعالى:
﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 84، 85].


وأيّاً ماكانت النتائج؛ فإن الدين دين الله والأرض أرضه والعباد عباده، وكل مايجري بقدره وعلى رأي عينه؛ فلايُسأل عما يفعل وهم يسألون، وله الحكمة البالغة في كل أحداث هذه الحرب، فلنتوكل على الله ونفوّض الأمر كله لله؛ فنعم المولى والنصير، وهو المستعان وعليه التكلان
قال تعالى:
﴿قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾ [التوبة: ٥١]


•||..مَعــــارِجْ..||•
https://telegram.me/modawii

---

[lhu hgj,;g td kwvm Yo,hkkh y.m ]lhy ,.vm