منتديات بني بحير بلقرن - أدب القص واللصق

الحمد لله المتفرد بصفات الكمال .. والصلاة والسلام على الرسول المجتبى وعلى صحابته والآل .. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد قرأت موضوع أخي العزيز : طير السعد عن قضية القص واللصق وأطربني حبه وغيرته على المنتدى وأهله . وحرصه الشديد على نقل ما فيه الفائدة . والتركيز على الكيف قبل الكم ..

فأردت أن أجعل هذا الموضوع طرفاً آخر لموضوع الأخ : طير السعد جزاه الله عنا كل خير .. وإنني لأدين له بالفضل بعد فضل الله تعالى . إذ أيقظ همتي وأشعل فتيلة فكري . لأشارككم أيها الأحباب ولو بالقليل .

وليتكم تعلمون كم أتحسر عندما أرى الأيادي والأقلام تتسابق لإثراء المنتدى بالنافع المفيد .. وأرى تقصيري وقلة حيلتي أن أرمي لنفسي معكم بسهم ، فمن يدري لعل في نصله النجاة .

فكم من كلمة لا يلقى لها بال . ينال بها صاحبها رضا الله تعالى إلى أن يلقاه ..

أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أهل طاعته ورضوانه " قولوا آمين "

...........

وقد طابت نفسي أن اختار له اسماً قريباً من اسم موضوع الأخ طائر السعد .. فجعلت له عنواناً سهلاً بيناً واضحاً هو " أدب القص واللصق "

فأقول بادئ الأمر .. إن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها هو أولى بها من غيره .. ولا استطاعة لبشر أن يدرك كل الحكم والمعارف .. بيد أنه من المعروف أن من وجد حكمة وضالة ، نقلها لإخوانه أعضاء المنتدى وزواره مع تحري الكيف قبل الكم كما ذكر الأخ الفاضل طير السعد

بعد ذلك تأتي مرحلة تحويل العادات إلى عبادات .. فعلى الناقل أن يتحرى الصدق والإخلاص لله فيما ينقل .. لا يريد من ذلك ثناء أحد ولا معروف أحد ، إنما يريد الأجر والمثوبة من الله تعالى على ما ينفع به الخلق ..
وليجتنب الناقل كل ما يفسد الدين والأخلاق .. حتى لا يكون ممن قال الله تعالى فيهم :
" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة "
وإن كانت هذه الآية قد نزلت في حادثة مخصوصة معروفة .. فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص المعنى .. وقد قال الإمام الشوكاني عن معنى الفاحشة هنا : إنها الزنا أو الكلام السيئ
ثم هناك أمر آخر ، وهو النقل من المواقع الموثوق بها .. التي تنهج منهج أهل السنة والجماعة ، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الشرعية .. وإن كان الأمر فيه نوع من الصعوبة إلا أن الصادق النية والإخلاص . سيضاعف الجهد حتى يتأكد من صدق وصحة ما ينقل .. وفي هذا الجانب أذكر ذات مرة أني كنت أريد أن أكتب موضوعاً عن الصحابي الجليل " سعد القارئ " ولم يشف غليلي ما وجدته في كتب التراجم .. فحاولت أن أبحث في محركات البحث فوجدت الشيء الكثير عن هذا الصحابي في بعض المنتديات .. لكن النفس لم تطمئن لما وجدت لأني لم أقف على مصدر موثوق لما ذكر فيها . فرأيت أن أترك الموضوع من أصلة أو أرجئه إلى وقت آخر حتى أقف على صحة ما ذكر عنه رضي الله عنه .
كذلك على الناقل أن يراعي أمانة النقل وهذا يستلزم من الناقل نسبة ما ينقله لأهله .. وعدم تغيير آراء وأفكار الكاتب الأصلي للموضوع .. بآراء أخرى تخص الناقل حتى وإن كان يراها أجمل لفظاً أو معنى ، فإن هذا من أعظم المصائب أن نتقول على الناس بما لم يقولوا ، ولكن متى ما كانت هناك فكرة مما يباح للمرء أن يطرح فيها رأيه ( أقصد بهذا ألا يكون هناك قضية حكم الله فيها في الكتاب أو السنة أو استنبط علماء الأمة حكمها ثم يأتي من يريد أن يطرح رأيه فيها ) ، فلا حرج أن يدرجها في نهاية الموضوع ، أو بين معطوفتين ضمن ثنايا الموضوع
أما فيما يتعلق بأخطاء الآيات القرآنية . فلا جدل أن تصويبها من غير تنويه واجب على الناقل ، بخلاف الأحاديث الشريفة .. لأن الحديث الواحد أحياناً يأتي بأكثر من لفظ .. لكن متى ما تأكد الناقل من خطأ الحديث فعليه التصويب بين معطوفتين مع بيان مصدر التصويب والتأكد من عدم نقل الكاتب الأصلي الحديث من مصدر صحيح بلفظه الوارد في المقال .
ومتى ما استطاع الناقل أن يخرج لنا أحاديث المقال المنقول فهذا خير عظيم .. لأننا أحياناً نتحمس لموضوع ما .. وهو ملئ بالأحاديث المكذوبة والموضوعة فضلاً عن الضعيفة .. وهذه مصيبة أخرى .. وبالمناسبة فإن من المواقع الجيدة لمثل هذا "موقع الدرر السنية " تستطيع من خلال محرك بحث مدرج ضمن الموقع معرفة درجة الحديث ومدى صحته .. ومن تكلم فيه من العلماء بجرح أو تعديل .
أما فيما يتعلق بالأحاديث الضعيفة .. فأن العلماء يستدلون بها في جانب الوعظ والترغيب والترهيب لا في جانب العقيدة والأحكام بشروط ..
منها : أن لا يكون الحديث شديد الضعف .. وأن يندرج الحديث تحت أصل معمول به ـ وألا يعتقد عند العمل به ثبوته ، بل يعتقد الاحتياط .
فمن كان لديه .. فضل وقت فلينفعنا بما يجد وما يقرأ .. وله منا الشكر والدعاء .. مع التنبه الشديد .. أن القارئ أمانة في عنق الناقل . إن صدقه فله الأجر وإن خانه فعليه الوزر
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وصلى وسلم الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أخوكم : م ح البحيري