كثيرة هي الأمور التي تتراقص في مخيلاتنا دون أن نجد لها إجابة وبعضها نجد لها إجابات ربما تكون غير مقنعة.. أحد هذه الأمور يزورني بين فينة وأخرى.. منذ أن عرفت أن هناك أخ وصديق وزميل تعرفت على هذا الموضوع شاهدته كثيراً يزور من حولي حتى إنه كان يزورني أحياناً لن أطيل في مقدمة الكلام فإليكم المراد...
نعيش دائماً مع من نحبهم ويحبوننا سواء كان ذلك الشخص حبيباً أو صديقاً أو أخاً دقائق وساعات وأيام وسنين وفي كل هذه الأوقات نتبادل معهم متعة الحب والصداقة والأخوة بإخلاص ونتنفسها ولا نتوقع أننا في يوم من الأيام سنعيش بدونهم - كل على حسب دوره في حياتنا - نتبادل معهم تلك اللحظات المميزة والأقات السعيدة وساعات السمر الطوال.. ونقف بجانبهم في أوقات المحن كما يقفون بجانبنا.. ونثق بهم حتى إننا نعتبرهم قطع من أجسادنا.. وبينما نتبادل معهم كل تلك اللحظات الجميلة والأماني الوارفة يحدث اختلاف - سوء تفاهم - بيننا لأي أمر كان فإذا بنا نجد كل تلك الروائع من أحاسيس ومشاعر ورِقة وإخلاص تتحول إلى كتلة من نيران الحزن والألم والحقد.. فنجد الحبيب انقلب خائناً ونجد الصديق أصبح عدواً ونجد الأخ أصبح غير مرغوب به.. أين ذهبت كل تللك اللحظات من ابتسمات وفرح وسعادة ورضا؟ وأين اختفت ملامح الإخلاص والعهد والوعد وأين تراءت صورة الوصال الذي لا ينقطع وأين تلاشى ما كان يقدمه أولئك الأشخاص؟
السؤال الذي أبحث عن إجابته: لماذا تنسينا لحظة غضب أو زعل أو سوء تفاهم كل الثواني والساعات والأيام الرائعة وتنتصر لذاتنا الشيطانية في ذلك الوقت؟ ولماذا نترك الصدع يكبر مع الأيام دون أن نبادر ولو كنا نحن من تعرض للإساءة والخطأ؟