03-23-2023, 10:20 AM
|
#1 |
| موعظة لاستقبال رمضان: إِنَّ مِن الأُسُسِ الكُبرَى الَّتِي تُسَاعِدُكَ عَلَى تَحقِيقِ العُبُودِيَّةِ لِلَّهِ فِي رَمَضَانَ أَن تَبتَعِدَ عَن الذُّنُوبِ وَالمَعَاصِي، فَإِنَّ القَلبَ إِذَا ارتَكَبَ المَعَاصِيَ مَرِضَ وَأَظلَمَ، وَغَطّى عَلَيهِ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي قَولِهِ: ﴿كَلَّا بَل رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَا كَانُوا يَكسِبُونَ﴾، فَلَا يَتَلَذّذُ بِعِبَادَةٍ، وَلَا يَخشَعُ لِتِلَاوَةٍ، وَلَا يَدمَعُ لِمَوعِظَةٍ، فَحِينَئِذٍ يَتَمَكّنُ مِنهُ الشَّيطَانُ، وَتَخفِتُ فِيهِ أَنوَارُ الإِيمَانِ، يقول النبي ﷺ: «تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلبٍ أُشرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ سَودَاءُ، وَأَيُّ قَلبٍ أَنكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلبَينِ، عَلَى أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ، وَالآخَرُ أَسوَدُ مُربَادًّا كَالكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعرِفُ مَعرُوفًا، وَلَا يُنكِرُ مُنكَرًا، إِلَّا مَا أُشرِبَ مِن هَوَاهُ». أَخرَجَهُ مُسلِم.
وَاعلَم أَنَّ أَخطَرَ المَعَاصِي إِفسَادًا لِلقَلبِ عَلَى الإِطلَاقِ: فِتَنُ الشُّبُهَاتِ الَّتِي تُشَكِّكُ فِي ثَوَابِتِ الدِّينِ، وَتَقدَحُ فِي أُصُولِهِ، فَإِنَّهَا تُضعِفُ الإِيمَانَ فِي القَلبِ إِضعَافًا قَد يُؤَدّي بِهِ إِلَى الزَّوَالِ بِالكُلِّيّةِ، فَاحذَر كُلَّ الحَذَرِ مِن الِاستِمَاعِ لِمَن يُشَكّكُ فِي ثَوَابِتِ الدِّينِ وَيَطرَحُ الشُّبُهَاتِ، وَمَا أَكثَرَهُم عَلَى الشَّاشَاتِ وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ!
وَمِنَ المَعَاصِي الَّتِي تُفسِدُ القَلبَ فَسَادًا عَظِيمًا: مَعَاصِي النَّظَرِ إِلَى المُحَرَّمَاتِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبصَارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ذَلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصنَعُونَ * وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ﴾، وَالبَصَرُ هُوَ أَقوَى المَنَافِذِ إِلَى القَلبِ، فَإِذَا فَسَدَ البَصَرُ فَسَدَ القَلبُ وَلَا بُدّ، وَهَذَا مَا عَلِمَهُ الـمُفسِدُونَ جَيِّدًا، فَحَرَصُوا عَلَى مَلءِ الشَّاشَاتِ المُتَنَوّعَةِ بِالبَرَامِجِ الهَابِطَةِ فِي شَهرِ رَمَضَانَ، فَأَظهِرْ مُخَالَفَتَهُم، وَقَاطِعْ فُجُورَهُم، وَصُنْ بَصَرَكَ عَن مُسَلسَلَاتِهِم، لِيَسلَمَ قَلبُكَ، فَتَسمُوَ بِعِبَادَتِكَ، وَتُنَاجِيَ رَبَّكَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ.
وفقك الله لهداه.
l,u/m ghsjrfhg vlqhk: vlqhk |
| |