التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
فضل صيام ستة أيام من شوال:
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: رضيت برب الورى خالقي ، إنشاد سعيد البحري (آخر رد :الرهيب)       :: فضل صيام ستة أيام من شوال: (آخر رد :الرهيب)       :: المشروع عبارة عن ٣٨ صفة لنبي ﷺ للنساء فقط (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: 📚 رحيق القراءه (آخر رد :الرهيب)       :: آية في القرآن كررها كثيراً لأنها تحتاج إلي تدبر (آخر رد :الرهيب)       :: إذاعه القرآن الكريم من السعودية في جوالك على مدى 24ساعة* (آخر رد :الرهيب)       :: 🍃*خاطرة..* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: ‏قصة : الصحابي كلاب بن أمية (آخر رد :الرهيب)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏قال الشيخ عبدالكريم الخضير - حفظه الله - الذّنب إذا تِيبَ منه لا يكونُ له أثرٌ، بل قد يكون صاحبه بعده خيرًا منه قبله .     الرهيب من الرياض : ‏جمالُ الحياة بالرضا بما قسمهُ لك الله والتوكل عليه،استمتع بما حولك من نعم وقُل الحمدُلله."من باب الأيام تمضي والصالحات تبقى:سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله،الله أكبر.    

محطات في حياه العلامه الشيخ عبدالله بن جبرين

محمد بن علي البيشي نعم ... لقد غيب الموت أحد أبرز العلماء الربانيين, الذين عرفوا بين الناس بحب العلم, نشرا وتدريسا وإفتاء وبحثا وتحقيقا وتدقيقا, تفوق دروسه

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 07-23-2009, 09:01 AM   #1
 

ظلام الليل سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي محطات في حياه العلامه الشيخ عبدالله بن جبرين

محمد بن علي البيشي

محطات حياه العلامه الشيخ عبدالله 690850_1.jpg

نعم ... لقد غيب الموت أحد أبرز العلماء الربانيين, الذين عرفوا بين الناس بحب العلم, نشرا وتدريسا وإفتاء وبحثا وتحقيقا وتدقيقا, تفوق دروسه الأربعين في الأسبوع بين حديث وفقه, تفسير وسيرة, وعلوم العربية والسياسة الشرعية, ويتحمل الشيخ على كبر سنه – شارف 80 عاما – حمل التنقل بين المساجد فمن جامع الراجحي بشبرا إلى مسجد الراجحي بالربوة, ومن مسجد محمد بن إبراهيم بالدخنة إلى جامع الملك خالد بأم الحمام, ومن جامع عتيقة إلى مسجد البرغش, صبور لا يمل العلم, وقور تعلوه هيبة العلماء, يضرب للناس – عالمهم وعاميهم – مثلا مشاهدا لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم, وطريقة السلف الصالح.
إذن ... مات الشيخ الذي: (لعب وقفز على بيوت الطين المنتشرة بالقويعية, شرب من مياه الابار الضحلة , وجلس على أطرافها يسمع الأخبار والحكايات, لبس الملابس المتواضعة في قريته الطينية, لم يلبس الغالي والنفيس, لم يفكر في شراء أثواب كل شهر او شهرين, بل كان مثل ابناء الجزيرة العربية آنذاك يفرح بالثوب والثوبين من العيد الى العيد, عاش بين الناس الذين تقاربت مستويات معيشتهم, عاش بآمالهم, وعاش بأحلامهم, وتغنى بمستقبلهم, ضحك بين النخيل, جرى مع الطيور والعصافير يداعبها وتداعبه, وجرى مع الصبية وه يلهون بين ماء الزروع وبقايا الغنم والإبل هناك, يراه الناس وهو قد ملأ الطين رجليه وساقيه النحيلتين, ويفرح بذلك الجو البهيج, فهو يعتبر ذلك شعارا للانسان الحر النبيل).
عرفت فضيلته واعظا يتخول مساجد مدينة الدمام – وانا لا زلت في نهايات المرحلة الابتدائية – فارتسمت في ذاكرتي صورة العالم يتدافع الناس للقرب منه ونيل الحظوة بالحديث إليه ومعه, ولو بافتراض سؤال لم يقع, ثم قرت عيني برؤيته واعظا ومفتيا بالمعهد العلمي مرحلة الثانوية بالدمام, وقد تحينت الفرصة للصلاة إلى جواره بعد انتهاء كلمته لانظر صلاته, واكتسب الخشوع – كما ازعم – وأقبّل الكيان الذي ملئ علما وزهدا وصبرا.
نعم ... عرفت ابن جبرين رحمه الله تعالى في دروس الفقه والعقائد, والتي لم يزل تقرير عويص مسائلها تكييفا وترجيحا, محفوظا لدى طلابه من خلاله دروسه في الدمام والرياض, ولا زلت محتفظا بكلمته الشجية الصادقة التي داعبت مسمعي, وشحذت همتي للعلم ونيل شهادة الدراسات العليا, اذ قال : (كنت ممن درس وكتب وذاكر ونسخ الكتب الكبيرة على ضوء الشمع, واليوم – ومع وجود الكهرباء إلا أن الطلاب يتضجرون).
وقبل الختام : إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب, وان لفراقك شيخنا لمحزونون, وتسليتنا في فراقك (إن في البقية خيرا).




العفالق والطيار معددين مناقب الشيخ المتواضع :
ابن جبرين أفنى عمره في الدعوة والعلم ونفع الناس
فتح أبواب بيته وقلبه للطلبة والزائرين
محطات حياه العلامه الشيخ عبدالله 690851_1.jpg ابن جبرين
رحيل الاحباب وفقدهم امر تتألم له النفوس ولا تلام على ذلك غير أن اشد انواع الفقد فقد العلماء الربانيين والائمة المصلحين فرحيلهم يزلزل الافئدة ويهز المشاعر ويستدر الدموع خصوصاً إذا كان الراحل من الكبار – واي كبار- كبار العلماء ففي السنوات الماضية رزئت امتنا الاسلامية بفقد كوكبة منيرة من علمائها أمثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهما من علماء العالم الاسلامي وها نحن اليوم نفقد علما من اعلامنا وجهبذا من جهابذتنا وكوكبا منيرا من كواكبنا انه سماحة العلامة بقية السلف الصالح الشيخ عبد الله بن جبرين - رحمه الله - هذا العالم الذي أفنى عمره وحياته في طلب العلم وتعليمه والدعوة الى الله والافتاء والنصح والإرشاد ونفع الناس.
وعبر كثير من العلماء وطلاب العلم بل وعامة الناس عن حزنهم لموت الشيخ ورحيله.
د/عبد الله بن محمد الطيار استاذ الفقه في الدراسات العليا بجامعة القصيم تحدث قائلا : لا شك أن بموت الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين فقدت الأمة الاسلامية علماً من اعلامها وفقدت الساحة العلمية والدعوية عالماً كبيراً من علمائها كان يجوب البلاد شرقاً وغرباً من اجل الدعوة إلى الله ومن اجل إقامة الدروس العلمية والمشاركة في الدورات فهو من اكثر العلماء دروساً وتفرعاً وقل من يقوم بمثله - رحمه الله -.
والشيخ بجانب علمه فهو متواضع جداً خصوصاً مع طلابه حتى انه يقبل رؤوس بعضهم ويذكر آراءهم في دروسه وبعض مؤلفاته، فهو يقدر اهل العلم والعلماء شأنه في ذلك شأن شيخه وشيخنا عبد العزيز بن باز - رحمه الله - والشيخ له موروث علمي أتمنى ان يعتنى به من قبل اولاده وخصوصاً ابنه د.عبد الرحمن الجبرين سلمه الله فهو مؤهل ومهيأ لمثل هذا العمل وأخيرا فإنني اعزي هذه البلاد قيادة وعلماء وطلاب علم ودعاة وابناء الفقيد واخوانه واهله في هذا المصاب الجلل سائلا المولى عز وجل ان يرحمه وان يسكنه فسيح جناته.
معلم في الصباح والعصر
صاحب الفضيلة الشيخ يوسف بن عبد الرحمن العفالق القاضي بالمحكمة العامة بالدمام تحدث عن فقد الشيخ ورحيله قائلا :
لا شك ان فقد العلماء خسارة عظيمة للأمة الاسلامية خصوصاً امثال الشيخ عبد الله بن جبرين - رحمه الله - وفي الحديث (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
ويقول القائل :

لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهم
يموت بموته خلق كثير


واضاف فضيلة الشيخ يوسف العفالق قائلا : لقد عرفت الشيخ مند كنت طالباً في كلية الشريعة بالرياض فقد كان يدرسنا مادة العقيدة الاسلامية في الكلية وكنا نذهب اليه بعد العصر ويدرسنا في بيته فقد كان بيته مفتوحاً لطلاب العلم والزائرين وكان بيته متواضعا جداً في احد الاحياء الشعبية وكان يكرمنا بتقديم الشاهي والقهوة وكرم الضيافة من صفاته البارزة كما انه على علو منزلته وقدره فقد كان متواضعا مع الجميع.
والشيخ - رحمه الله - كان دائم الترحال من اجل الدعوة الى الله فهو من جيل المحتسبين ولم يقعده التقاعد عن مواصلة مسيرته العلمية والدعوة بل كان عطاؤه مستمرا حتى في مرضه وكم شرفت المنطقة الشرقية بمجيئه وكان متواصلا مع اهلها ومع قضاتها فقد كان يزور المشايخ والقضاة في احدية لقاء القضاء وكان يزور الجهات الحكومية ويدعو الى الله فيها ويستجيب لكل دعوة خير سواء للجمعيات الخيرية والمؤسسات الدعوية وغيرها. ومما تميز به الشيخ تواصله مع ولاة الامر فرحمه الله رحمة اسعة وعوض الامة الاسلامية خيراًُ بفقده.






عاش زاهد اً وصلى على جنازة ابن باز قبل أخته

د- عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين تحدث عن والده لـ(اليوم) قائلا:
الوالد اسمه عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن ابراهيم بن حمد بن جبرين وجده الرابع (حمد) آل إليه أمر القضاء والولاية والإمارة في مدينة القويعية. نشأته- ولد الشيخ في بلدة محيرقة إحدى قرى القويعية سنة 1352هـ ونشأ في بلدة الرين وابتدأ بالتعلم سنة 1359هـ.
بداية طلبه للعلم
كان والد الشيخ أحد طلبة العلم وحفظة كتاب الله حيث طلب الشيخ عبدالله العلم على يد والده حيث قرأ عليه أول الاجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي الحديث الأربعين النووية حفظاً وكذا عمر الأحكام وبعد أن أتم حفظ القرآن قبل بلوغه الخامسة عشرة من عمره حيث اشترط عليه الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب إذا اراد أن يطلب العلم عليه أن يحفظ القرآن الكريم فكان كذلك ثم شرع في الطلب على يد الشيخ ابي حبيب حيث قرأ عليه كتب الحديث والتفسير والتوحيد والزاد وغير ذلك.
بداية طلب العلم النظامي
حين ارتحل الشيخ ابو حبيب الشتري الى الرياض انتقل الشيخ الى الرياض والتحق بمعهد إمام الدعوة في المرحلة الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم اربعة عشر طالبا ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته اربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الاول وفي عام 1388هـ انتظم في المعهد العالي للقضاء ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جدا.
وفي عام 1407هـ نال الشيخ شهادة الدكتوراة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرق، هذه خلاصة الحياة العلمية للشيخ.
الحياة الاجتماعية
هل لكم أن تحدوثنا عن الحياة الاجتماعية لوالدكم؟.
تزوج الوالد مرتين ففي المرة تزوج بابنة عمه سنة 1370هـ وكانت امرأة صالحة وذات دين وقد رزق منها الوالد اثنى عشر مولوداً من الذكور والاناث مات بعضهم في الصغر والموجود ثلاثة ذكور وست إناث وقد توفيت زوجته عام 1414هـ ثم تزوج بزوجته الثانية.
وماذا عن تعامله معكم؟
منذ ان نشأ الوالد وهو مشغول بطلب العلم ومدارسته وتدربه ولكن ذلك لم يمنعه او يشغله عن واجب كأب فهو حريص على توجيهنا والحاقنا بمدارس تحفيظ القرآن كما أنه حريص على اختيار اصحابنا وتوجهنا إلى طلب العلم.
الاعمال التي تقلدها الشيخ
ما الاعمال التي تقلدها فضيلة والدكم؟ الشيخ عبدالرحمن
في عام 1380هـ بعث مع الدعاة الى الحدود الشمالية بأمر الملك سعود – يرحمه الله-.
في عام 1381هـ عين مدرساً في معهد إمام الدعوة.
في عام 1395هـ انتقل الى كلية الشريعة بالرياض.
في عاخم 1402هـ انتقل الى رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد، وبقي في هذا المنصب حتى احيل للتقاعد سنة 1417هـ.
وهو بجانب عمله الرسمي يقوم بتقديم الدروس والمحاضرات والإمامة والخطابة في عدة مساجد.
وفي أواخر حياته كان متفرغاً للدعوة والإفتاء والدروس وله خمسة عشر درسا منها عشر دروس في مسجد الراجحي بالرياض وثلاثة في مساجد أخرى ودرسان في البيت. أما مؤلفات الشيخ فهي:
1- اخبار الآحاد في الحديث النبوى لنيل الماجستير عام 1390هـ.
2- التدخين مادته وحكمه في الاسلام عام 1398هـ.
3- الجواب الفائق في الرد على من بدل الحقائق عام 1402هـ.
4- الشهادتان معناهما وماتستلزمه كل منهما.
5- تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي وهي رسالة الدكتوراة هذا بجانب الرسائل والاجابات المكتوبة.
دمعة وفاء
وماذا عن علاقة الوالد بسماحة الشيخ الراحل عبدالعزيز ابن باز؟
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز مكانة عظيمة في نفس الوالد، فالشيخ ابن باز – رحمه الله- من اشهر علماء الوالد لازمة في أغلب الحلقات التي يقيمها في الجامع الكبير بالرياض ولما توفى الشيخ ابن باز صدم الوالد كثيرا فالشيخ ابن باز يجل الوالد والوالد يجل الشيخ ويعتبره اباً ولا يرد له طلباً وفي اليوم الذي مات فيه الشيخ ابن باز توفيت عمتي اخت الوالد ومع ذلك آثر ان يذهب ويصلى على جنازة الشيخ ابن باز وحين عاد لى على اخته في قبرها.
جوانب من حياة الشيخ الزاهد
الشيخ زاهد حيث عاش فترة من الزمن في بيت ايجار بعد اشترى بيتا من الطين وبقي فيه سبع عشرة عاماً وفي عام 1402هـ انتقل الى بيته الحالي الذي اقامه بعون من الله ثم بمساعدة بنك التنمية العقاري.
سعة الصدر والحلم
يتسم الشيخ بالحلم وسعة الصدر في تعامله مع جميع الناس وخصوصاً المستفتين حتى انه قد يقف نصف ساعة وزيادة للاجابة على استفتاء السائل.
الشفاعة
الشيخ معروف بسعيه الحثيث للشفاعة الحسنة وخصوصا أصحاب الحاجات.





الحمد لله القائل: « أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ، وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ » .
ونقصان أطرافها كما ذكر ابن عباس وغيره من علماء السلف: « ذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها «.
وهذا أحسن ما قيل في تفسير هذه الآية, حتى قال ابن عبد البر عن هذا القول: « تلقاه أهل العلم بالقبول «.
وكانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار .
وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ).
فموت العلماء من أعظم المصائب على الإطلاق, وقد فقدت الأمة الإسلامية بوفاة الشيخ عبد الله الجبرين عالماً جليلاً , ومربياً عظيماً ، وأباً حانياً ، وفقيهاً ومفسراً ، وأصولياً ، ونحوياً ، وأديباً ، وقدوةً وإماماً كبيراً .
وصل علمه إلى الآفاق, وتتلمذ على يديه وتخرج من مدرسته علماء وفقهاء وطلاب علم من شتى أنحاء العالم ، وقد دفن بوفاته علم غزير.
ها قد رحل الشيخ وقد قارب الثمانين عاماً قضاها في العلم والدعوة والعبادة ، جلس للتدريس عشرات السنين، ودوّن المؤلفات النافعة، وتولى الإفتاء ، وظهرت صنائع المعروف على يديه، فعمّ نفعه وكثر خيره..
لم يمت مَن ورّث هذا العلم الزاخر والأدب العظيم، ومن أراد الشيخ فسيجده في الكتب والدروس المسجلة والفتاوى.
لقد ولد الشيخ في بيت علم وفضل ، فكان أبوه وجده وأبو جده من حفظة كتاب الله ، وكان جده الأكبر حمد ابن جبرين ذا منزلة ومكانة في قومه، فهو خطيبهم وأميرهم وقاضيهم، مع ما رزقه الله من السعة في العلم والمال ، وله مخطوطات وشروح أورثت الشيخ عبد الله حافزاً تاريخياً ، وإرثاً عائلياً في العلم .
وقرأ الشيخ على أبيه بعض العلوم كالفرائض والنحو وبعض متون الحديث كالأربعين النووية والعمدة .
ولقد تلقى الشيخ من والده تربية إيمانية عالية ، ولقد أخبرني أن والده اعتاد القيام آخر الليل ، فكان ينام مبكراً ، ويستيقظ قبل الفجر بساعتين غالباً ، وربما ختم القرآن في ليلة واحدة.
وكان يوقظ أبناءه قبيل الفجر بنصف ساعة ليعودهم الصلاة في هذا الوقت المبارك ولو شيئاً يسيراً .
لقد كان الشيخ رحمه الله تعالى أعجوبة وآية من آيات الله في الذكاء والعلم ، وكان الشيخ عصاميا صاحب همة عالية : ففي سن السابعة عشرة من عمره طلب من قاضي البلد الشيخ أبو حبيب محمد بن عبد العزيز الشثري أن يقرأ عليه ، فاشترط عليه إتمام حفظ القرآن ، فتفرغ الشيخ لقراءة القرآن وحفظه ، وكان قد بقي عليه نحواً من 18 جزءاً ، فحفظها في نحو سبعة أشهر كما حدثني بذلك.

وكان الشيخ حريصا على المذاكرة مع الأقران، وكان يقول : « الطالب الذي لا يجلس مع من ينافسه ويسابقه يغلب عليه التكاسل والتثاقل وعدم الاهتمام ، فإذا كان هناك من ينافسه فإنه ينبعث وتقوى همته ويكثر من القراءة ومن البحث «.
وذكر لي أنه في أثناء انتقاله للرياض كان في ضيافة الشيخ الشتري لأنهم استأجروا للشيخ منزلين ، منزلاً للعوائل ، ومنزلاً للرفقاء ، قال لي الشيخ : « وفي السنة التي بعدها رأيت أنا وأحد زملائي أن نستقل في منزل صغير لكثرة من يغشى الشيخ من الزوار الذين لا نتمكن معهم من المذاكرة والمدارسة « .
وكان الشيخ مجدا في طلبه للعلم وقراءة المطولات ، وكان يقرأ كثيرا منها على شيخه أبو حبيب من بعد صلاة المغرب من كل يوم إلى أذان العشاء ، وكذلك في الضحى من بعد طلوع الشمس إلى قرابة الساعة ونصف.
وقد قرأ على شيخه في هذين الوقتين المباركين كتباً كثيرة ، كالصحيحين ومختصر سنن أبي داود ، وتفسير الطبري ، وتفسير ابن كثير ، وجامع العلوم والحكم ، وسبل السلام ، والآداب الشرعية لابن مفلح ، وشرح الزاد ، فضلا عن المتون الكثيرة.
وكان الشيخ متنوع المشارب ، فقد أخذ عن علماء بلده ، وعند انتقاله للرياض درس على كثير من المشايخ وعلى رأسهم الشيخ : محمد بن إبراهيم فقد قرأ عليه الروض المربع ، وبلوغ المرام ، وفتح المجيد ، وكتاب الإيمان والواسطية والحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية .
ودرس على الشيخ إسماعيل الأنصاري ، وحماد الأنصاري الإفريقيين ، ومحمد البيحاني من حضرموت ، وابن عمار من الجزائر، والشيخ عبد الرزاق عفيفي من مصر، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي من موريتانيا ، وغيرهم كثير .
فه كوكبة من كبار العلماء ذوي العلم الواسع في المتون المختلفة في التفسير والفرائض والفقه والحديث والعقيدة والأدب.
وكان مثابراً على طلب العلم متحملاً للمشاق في جمعه ، يذهب في الصباح الباكر مشياً على الأقدام للقراءة على شيخه ( صالح بن مطلق) في قرية مجاورة لبلده تبعد عنها نحوا من 5 كيلو أو 7 كيلو، ويرجع في المساء ماشياً ، وقد يبيت عنده أحيانا ، ويعود في اليوم الثاني.
ويتحمل المشاق في سبيل مرافقة شيخه حتى لو اضطر للركوب في صندوق السيارة .
وقد كان شيخه صالح بن مطلق أديباً مفوهاً يحفظ من النظم ما يزيد على خمسين ألف بيت ، فضلا عن الأشعار والمقامات والقصص الكثيرة ، وهو كما ذكر لي الشيخ : « ضرير البصر ، وكان يدلنا على كثير من القصائد ويحثنا على حفظها «.
وقد صحبه الشيخ ابن جبرين في سفره إلى مكة للحج مرتين، الأولى منهما كانت أول حجة للشيخ سنة (1369) وكانت في سيارة مكثوا في الطريق 5 أيام ذهاباً ، و3 أيام إياباً.
قال الشيخ ابن جبرين : « وكان الطريق صحراوياً ولا نستطيع أن نسري في الليل ، ونتوقف في وسط النهار أيضاً في القيلولة ، وفي هذه المدة نقرأ عليه في وقت القيلولة ، وكذلك في وقت الصباح قبل الركوب وبالأخص في مناسك الحج «.
وقد كان الشيخ ممن اختارهم الشيخ أبو حبيب لصحبته في رحلته للمناطق الشمالية بتكليف من الشيخ ابن إبراهيم نظرا لحاجة تلك المناطق للتعليم والتوجيه ، وقد ذكر لي الشيخ جانبا عن رحلته هذه فقال: « هذه رحلة طويلة ، وهي التي أرسلنا فيها الشيخ محمد بن إبراهيم ، وجعل رئيسنا الشيخ عبد العزيز أبو حبيب الشثري رحمه الله ، ندعو ونعلم في هذه المدة التي استغرقت ثلاثة أشهر ونصف ، ابتدأنا من أرماح، ثم مشينا على الحدود الشمالية من قرية ، والحفر ، والقيصومة ، والحدود حدود العراق ، وانتهينا إلى حدود الأردن إلى الطريف، وإلى حقل، وإلى حدود الساحل، ثم رجعنا إلى المدينة .. خيبر.. العلا .. تبوك ، وهكذا...».
وكان الشيخ يمضي وقته في الرياض في طلب العلم ، فمن بعد الفجر حتى انتشار الشمس يقرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم ، وبعد درس الفجر للشيخ محمد بن إبراهيم ، يذهب إلى المنزل لتناول الفطور، ثم يرجع بعد ساعة ونصف لتلقي بعض الدروس في المسجد .
ومما ذكره لي الشيخ ، قال: « عندما قدمنا على الرياض في سنة (1374) رأى الشيخ الشثري رحمه الله أن يستزيد جملة من المشائخ في ليلة الجمعة مساء الخميس من كل أسبوع، ومنهم الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ عبد العزيز الأشقر ، فلسطيني ، وجملة من المشائخ أحياناً ابن مهيزع .
يجتمعون في بيت الشيخ بعد العشاء ولمدة ساعة ونصف ونحوها ، وكلفني أن أقرأ عليهم ، أقرأ في صحيح البخاري، ويتولى الشيخ عبد الرزاق شرح الحديث الذي نقرؤه، وكذلك أيضاً يتولى الشيخ عبد العزيز بن باز التعليق عليه ، ولا يزالون كذلك يبحثون في المسائل المتجددة التي تحتاج إلى مراجعة وما أشبهها من المسائل التي تقع ، فيستفيد الحاضرون «.
فوا أسفاه على فقدنا لعلم تلك المجالس مع هذه الكوكبة المباركة .
وكذلك كان الشيخ ابن جبرين يحضر مجالس الشيخ ابن باز ، وقد استفاد منه كثيرا .
قال الشيخ : « من سنة خمسٍ وسبعين إلى سنة ثمانين كنا نأتي إليه في بيته ، ونحضر الدروس ، وبالأخص عندما ابتدأ في تصحيح فتح الباري نحضر معهم أحياناً الذين يصححون ، كانوا قد أحضروا أربع نسخ مطبوعة ، طبعات متفرقة ، ونسخة خطية ، فكانوا يقرؤون عليه ، يقرأ عليه أحدهم والبقية يصححون .
هذا يقول : عندي فارق كلمة ، عندي نقص كلمة ، ويثبت ما رأى أنه أصح الكلمات وينبه أيضاً على بعض الغلطات كما هو في المجلدين الأولين من فتح الباري ...».
وقد وثق به الشيخ ابن باز فأوكل إليه إمامة الناس في الجامع الكبير ، وكان يحيل إليه مسائل الفرائض التي لم يحلها أحد غيره ، وكان قد برع في هذا العلم وتلقاه في أربع سنين عن شيخه عبد العزيز بن ناصر بن رشيد .
ومع ما كان يعانيه الشيخ من ضيق ذات اليد إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم ، فقد أخبرني عن الوضع المادي لوالده ، وأنه لم يكن له من الدخل إلا ما يرزقه الله به من الشيء اليسير من بعض الأعمال التجارية التي كان يقوم بها.
ولما انتقل الشيخ إلى الرياض عام (1373) ترك زوجته في البلد ، ولم يستطع استقدامها للرياض إلا بعد أربع سنوات في سنة (1377) ، وذلك لصعوبة حاله وظروفه.. وبقي ساكنا في بيت من حجر وطين قرابة سبع عشرة سنة .
وكان الشيخ متواضعاً ، حريصاً على الحقوق العامة للمسلمين ، من عيادة المريض، واتباع الجنازة ، ولما سمع أن جدي (لأمي) توفي حضر الصلاة عليه دون أن أخبره بذلك ، وحقق رغبتي في إمامة صلاة الجنازة لما طلبت منه ذلك .

وكان يصبر على طلابه ويترفق بهم ، وقد مر عليه وقت لا يحضر بعض دروسه إلا طالب واحد في المواريث ، وقد حضر الشيخ مرة ولم يجد إلا هذا الطالب ، فقال له : أنا وأنت وبراد الشاي ثالثنا.
وقد سألت الشيخ عن صوته ، هل كان بسبب حادثة معينة أو ظرف صحي أو أنه هكذا من القديم ؟
فقال الشيخ: « هكذا كان ، ما أذكر أنه تغير ، وكذلك الذين يعرفونني قديماً ما ذكروا أنه حصل شيء يغيره ، وهم يعرفون صوتي من صغري أنه هكذا دون أن يحصل فيه شيء من التغير» .
وذكر لي مرة في مجلس خاص أنه كان جميل الصوت ، فأصيب بالعين ، فأصبح يعاني في كلامه ، ومرض مرضاً طويلاً عانى فيه من بلع الطعام حتى شفاه الله منه في مرحلة متأخرة من حياته.
ومما لا بد أن يتنبه له: أن فتاوى الشيخ لا تدل على علمه الغزير ، ومن أراد الوقوف على علم الشيخ حقيقة ، فعليه بشروحه على الكتب ومطبوعاته ودروسه المسجلة ، ففيها يظهر عمقه العلمي وفقهه الواسع .
وقد بارك الله للشيخ في وقته فكان يقوم بالأعمال المتنوعة الكثيرة في يوم واحد بل في مجلس واحد.
فتراه في غرفة الإفتاء يرفع سماعة الهاتف والأخرى موضوعة على الطاولة ، والسائلون جلوس حوله ، وبيده أوراق يكتب عليها إجابات ، وبجانبه طالب يقرأ عليه .. فيوزع وقته بينها في تنظيم عجيب.
والشيخ سهل الاقتحام ليس عنده حجاب ولا بواب ، وفي مجلس بيته : يعقد زواجاً ، ويقسم ميراثاً ، ويكتب شفاعةً ، ويجيب هاتفاً ، ويستقبل زائراً ، ويشرح لطالب مسألة.
ولقد كانت جنازته أكبر دليل على مكانته في قلوب الناس ... فقد امتلأ الجامع الكبير كاملاً بساحاته ، وأغلقت بواباته قبل الظهر بساعة ، ثم امتلأت الساحات الخارجية وامتدت الصفوف إلى مواقف الأسواق المجاورة .. وأوقف المشيعون سياراتهم على جوانب الطرق الرئيسة ومشت الجموع كيلو مترات على أرجلها ، بالرغم من حر الظهيرة ، وفيهم من المواطنين والمقيمين ، ومن دول خليجية ومن العرب والأعاجم وأكثرهم من الشباب .
كان حب الشيخ يطغى على حر الظهيرة ، وكان دور طلبة العلم بارزاً في تنظيم الناس لإفساح الطريق للجنازة وتنبيه المصلين بعدم التقدم على الإمام خارج المسجد في صلاة الظهر.
وأعاد بعضهم صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجنازة ، وقام بعض المحسنين بتوزيع المياه على المشيعين الذين امتلأت بها جوانب المقبرة .
ومن رأى وقائع جنازته وتابع صفحات المواقع الالكترونية ولاحظ أعداد المترحمين والمودعين للشيخ أدرك كم ترك الشيخ من الذكر الحسن في الناس... وكما قال بعض السلف لأهل البدع : بيننا وبينكم يوم الجنائز .
رحم الله الشيخ رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، ورفع درجته في المهديين ، وأخلف الأمة خيراً ، إنا لله وإنا إليه راجعون .


انا لله وانا اليه راجعون



lp'hj td pdhi hgughli hgado uf]hggi fk [fvdk




ظلام الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-24-2009, 02:05 AM   #2
 
الصورة الرمزية الزرياب الابريز
 

الزرياب الابريز مذهل  وصاحب ذوقالزرياب الابريز مذهل  وصاحب ذوقالزرياب الابريز مذهل  وصاحب ذوق
افتراضي رد: محطات في حياه العلامه الشيخ عبدالله بن جبرين

رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته
اشكرك اخي ظلام الليل



الزرياب الابريز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
استمعو الا وصية الشيخ بن جبرين واللتي مدتها 24 ثانيه فقط شموخ انسان الصوتيات الاسلامية 12 08-24-2009 02:41 PM
العلامه بن جبرين في سطور ابو سامي قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين 3 07-16-2009 04:54 AM
وفاة الشيخ ابن جبرين ابورزان المواضيع العامة 10 07-14-2009 05:07 PM
الشيخ بن جبرين على السرير الابيض أبو عبدالمحسن قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين 1 05-25-2009 06:37 PM
حياه العزوبيه ظلام الليل الاحتفالات والتصوير والغرائب 0 04-06-2009 05:02 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 04:28 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75