الإحساس بالأشياء

لا شيء يجعل الأشياء من حولنا تتغير إلا إذا أحببنا، نفس الأشياء التي كنا نمر بها بالأمس وتثير قلقنا، أصبحت جميلة وممتعة، فما الذي تغير؟!.
نحن أم الأشياء لكي تتغير مشاعرنا؟!
نفس الطريق الذي كنا نسلكه ويثير فينا الضجر والملل، أصبح اليوم مريحا" وغير ممل. فهل تغير الطريق أم مشاعرنا؟!.
وهذه الأغنية التي جعلتنا نغلقها كما لو أننا نكسر آلة التسجيل، هي نفسها الأغنية التي فتحت لنا أفقا" جديدا" ورممت جزءا" مكسورا" من روحنا اليوم، الأغنية هي الأغنية، كلماتها نفس الكلمات، وألحانها الشجية أو القبيحة هي نفس الألحان الشجية أو القبيحة، فما الذي تغير؟!.
مالذي جعل ألحانها القبيحة شجية؟!.
أو مالذي جعل ألحانها الشجية قبيحة؟!.
بالتأكيد هي مساحة القبح التي كانت متربعة على نفوسنا بالأمس فجعلتها قبيحة، وهي أيضا" مساحة الأحساس
بالجمال التي دغدغت نفوسنا اليوم فجعلتها شجية.
أحيانا" تدخل محلا" للورد، فلا يمنحنا الشعور الذي تمنحه لنا وردة واحدة ممن نحب، ولو دخلنا حقلا" للورود، ما كان أن يحرك فينا شيئا"، مثلما فعلت هذه الوردة.
إنها لغة الأحساس بالأشياء التي لايفهمها إلا الراسخون في علم الحب، وعلم الحياة، فإذا أحببنا أصبحنا
نرى الأشياء نفسها التي كنا نراها بعين أخرى، وروح أخرى، كما لو كانت على أعيننا غشاوة، وعلى أرواحنا غمامة، ما كانت لترى كل هذا الجمال والبهجة في الحياة، من دون أن تغسل عيوننا وأرواحنا بماء الحب. نحن في كل يوم نستحم نأخذ ((دش)) لأجسامنا، لكننا ننسى في زحمة الحياة أن نستحم من الداخل، نأخذ لأرواحنا دش من الداخل. ونشعر بعدها بنفس الشعور المنعش اللذيذ الذي يجعلنا ((اخف)) وأكثر رغبة في الحياة. غالبا" مانضحك ونتندر على أولئك الذين ((لايستحمون)) لعدة أيام، فما بالنا بأولئك الذين لا يغسلون أرواحهم لعدة سنوات؟.
فاغسلوا أرواحكم بماء الحياة، عندها فقط تكتشفون كم هي جميلة الحياة وكم هو أجمل إحساسنا بالأشياء!.

---

hgYpshs fhgHadhx