فساد ادارى

E r]هل هذا إهمال أم فساد: بدون مبالغة
[size="4"][size="5"]عندما يتم تشخيص المشكلة يسهل حلها، لكن الطريف أن لدينا الكثير من المشكلات التي تم تشخيصها عدة مرات ولكن لم تجد حلا، وإن وجدت فيكون حلا جزئيا محدود الزمان والمكان، وبعض هذه المشكلات من مستصغر الشرر لكنها تعطي مؤشرا للتعامل مع كبار المعضلات، خذ مثلا دار المسنين في أبها وما كانت عليه من سوء بالغ فهل من المعقول أن سوءها لم يكتشف إلا بعد تحقيق صحفي في "الوطن" وزيارة أعضاء هيئة حقوق الإنسان، هذا ليس معقولا ولا مقبولا، لابد أن المسؤولين في الشؤون الاجتماعية بعسير اكتشفوا هذا الوضع المزري منذ زمن وكتبوا عنه وطالبوا بتغييره وإن لم يفعلوا فلابد أن مفتشي الوزارة اكتشفوا الأمر وكتبوا عنه، أقول لابد أن هؤلاء أو أولئك فعلوا شيئا، وإلا فماذا يعملون أقصد ما هي طبيعة عملهم وما هي مسؤوليتهم، فإن كانوا اكتشفوا وكتبوا فلماذا لم يستجب لهم منذ وقت مبكر قبل الصحافة وقبل هيئة حقوق الإنسان، وإن كانوا لم يكتشفوا ولم يكتبوا ولم يطالبوا فما فائدة وجودهم في مواقعهم، ثم عندما تم حل مشكلة المسنين في أبها هل شمل الحل بقية دور المسنين في المملكة وكل دور الرعاية الاجتماعية أم أن كلا منها تحتاج تحقيقا صحفيا وزيارة هيئة حقوق الإنسان؟ أسأل لأنني أشعر أن هناك مشكلة عامة تتعلق بعدم المبادرة إلى محاصرة المشكلات وحلها وهي مازالت صغيرة قبل أن تستفحل وتصبح معضلات كبرى، وهذا ليس خاصا بما حدث ويحدث في دور الرعاية الاجتماعية وإنما يكاد يكون ظاهرة تنتظم قطاعات كثيرة، ولن تعدم أن تجد أنموذجا في كل قطاع تقريبا، فهذه المدرسة 177 للبنات في جدة تضم أكثر من 300 طالبة في مبنى مستأجر وضعه مأساوي، والطريف هنا أن مديرة المدرسة كتبت واشتكت إلى أن يئست لكن المسؤول في تعليم البنات بجدة قال لصحيفة "عكاظ": معلوماتكم خطيرة ومذهلة على اعتبار أنه يسمعها للمرة الأولى فهل هذا يعقل، أين التفتيش والرقابة والمتابعة، ثم هل هذه المدرسة المستأجرة هي الوحيدة التي تعيش هذا الوضع المزري الذي سببه عدم الدقة وعدم الإخلاص في استئجار مبان صالحة على الرغم من كثرتها لولا فساد بعض الذمم.
طبعا، سيقول أي قارئ من المتابعين لا جديد، لأنه يعلم أن هذه مشكلة تتكرر ويكتب عنها وحولها باستمرار، ولكنها لا تجد الحل الجذري والنهائي، وأنا هنا لا أقصد الحل المتمثل في المباني الحكومية التي يجري الحديث عنها ومازالت تنفذ وفق خطة طويلة المدى للمدارس وغيرها، وإنما أقصد الحلول التي يجري اتخاذها بسرعة البرق فور انكشاف المشكلة للرأي العام، مثلما حدث لدار المسنين في أبها ومثلما سيحدث لمدرسة البنات في جدة، فلماذا لم يتم إجراء هذه الحلول السريعة تلقائيا؟ ماذا يمكن أن نسمي هذا هل هو إهمال؟ أم فساد؟ أم أنه وضع طبيعي لا يتطلب أي قلق؟ شخصوه لو سمحتم وضعوا له الاسم المناسب وبدون مبالغة فالواقع أبلغ من أي خيال. ]

---

tsh] h]hvn h]hvd