التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
..القصيدة العصماء لعلي بن ابي طالب*
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: علامات تدلّ أنك قد تحتاج لمراجعة نفسك: (آخر رد :الرهيب)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " عالية بنت علي بن نصيب القرني" والصلاة عليها عصر الغد في جامع ابن القيم بالروابي والدفن بمقبرة القرينية بالخمره (آخر رد :الرهيب)       :: ..القصيدة العصماء لعلي بن ابي طالب* (آخر رد :الرهيب)       :: التسمم الغذائي (آخر رد :الرهيب)       :: 📚 رحيق القراءه (آخر رد :الرهيب)       :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :الرهيب)       :: صالح بن احمد محمد ال شايقه البحيري القرني يغادر المستشفى ولله الحمد (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 10-15-2010, 10:17 AM   #41
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

دروس وعبر في الإتباع مستفادة من حجة النبي صلوات الله عليه...

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فيقول الله تبارك و تعالى :
( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) (الكهف:110). ويقول الإمام ابن كثير الدمشقي - رحمه الله - في تفسيره في هذه الآية :
" (فليعمل عملا صالحاً ) أي ما كان موافقا لشرع الله عز وجل ، ( و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ) وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له،وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله ، صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وروى الشيخان الإمامان : البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، فقال :
" أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
ونحن معشر المسلمين إنما أمرنا بالاتباع الحق للرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاهتداء بهديه في سائر الطاعات والقربات .
ولقد صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم مرة على المنبر كما روى ذلك الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري عن سهل بن سعد رضي الله عنه إذ قال :
ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل على الناس فقال:
يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي ".
وروى الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله بسنده إلى مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"صلوا كما رأيتموني أصلي ".
و لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على معرفة صفة وضوئه وصلاته وسائر عباداته صلى الله عليه وسلم ، وضربوا لنا صوراً رائعة من الطاعة والاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به مع الحذر والتحذير من مخالفة نهجه وهديه ، نجد ذلك مسطورا في ثنايا كتب الحديث والعقيدة المسندة وغيرها .
ولقد حج النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضي الله عنهم وقال :
" لِتَأْخُذُوا مَنَاسِككُمْ فَإِنَى لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجّ بَعْد حَجَّتِي هَذِهِ " رواه مسلم وأبو داود و غيرهما .
و فِي هذا الحديث كما قال الإمام النووي – رحمه الله - إِشَارَة إِلَى تَوْدِيعهمْ وَإِعْلَامهمْ بِقُرْبِ وَفَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَحَثّهمْ عَلَى الِاعْتِنَاء بِالْأَخْذِ عَنْهُ , وَانْتِهَاز الْفُرْصَة مِنْ مُلَازَمَته , وَتَعْلَم أُمُور الدِّين , وَبِهَذَا سُمِّيَتْ حَجَّة الْوَدَاع وَاَللَّه أَعْلَم ".
ولقد روى جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه صفة حج النبي في حديث اشتهر ب "حديث جابر الطويل في الحج " وهو حديث عظيم رواه الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه .

و يقول النووي في هذا الحديث :
" وَهُوَ حَدِيث عَظِيم مُشْتَمِل عَلَى جُمَل مِنْ الْفَوَائِد , وَنَفَائِس مِنْ مُهِمَّات الْقَوَاعِد , وَهُوَ مِنْ أَفْرَاد مُسْلِم لَمْ يَرْوِهِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ كَرِوَايَةِ مُسْلِم . قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاس عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْفِقْه , وَأَكْثَرُوا , وَصَنَّفَ فِيهِ أَبُو بَكْر بْن الْمُنْذِر جُزْءًا كَبِيرًا , وَخَرَّجَ فِيهِ مِنْ الْفِقْه مِائَة وَنَيِّفًا وَخَمْسِينَ نَوْعًا , وَلَوْ تُقُصِّيَ لَزِيدَ عَلَى هَذَا الْقَدْر قَرِيب مِنْهُ "
أقول : إن من أبرز معالم الاتباع في هذا الحديث العظيم ، والدروس العظيمة المستفادة منه حرص الصحابة رضي الله عنهم على الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأعظم بها من رفقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ركن عظيم من أركان الإسلام استجابة لداعي الله .
( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) (الحج:27) ولقوله تعالى :
( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (آل عمران:97) ويقول جابر الأنصاري رضي الله عنه في وصفه حجة النبي صلى الله عليه وسلم :
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج ، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله".
نعم ، هكذا كانت سرعة الاستجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان بالحج وكلهم يحرص على الائتمام برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به ، والعمل مثل عمله ، حتى وصف جابر التفاف الصحابة حول النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
"نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك".
ويقول أيضاً : "ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، وعليه ينزل القرآن ، وهو يعرف تأويله ، وما عمل به من شيء عملنا به "
ولم تكن سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم خاصة بالحج بل في كل أمر ، كما وصف الله سبحانه عباده المؤمنين و أثنى عليهم بقوله تعالى :
( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (النور:51) ، .والصحابة هم أولى و أول من يدخل ضمن (المؤمنين) في هذه الآية الكريمة .
و يقول جابر رضي الله عنه في سياقه للحديث :
"فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع ؟ قال : " اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي"
فانظري أختي المسلمة رعاك الله ما في سؤال أسماء الخثعمية رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم ماذا تصنع عندما ولدت ،إذ لم يمنعها الحياء من السؤال في دين الله وعن حكم الشرع في ذلك ، وهذا يدل على مدى حرص صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم على السنة و الاتباع .
ومن ذلك تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعن سائر الصحابة : " نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين " رواه مسلم .
ثم ذكر جابر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ،وجعلتها عمرة ، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل " إلى أن قال :
وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت ، فأنكر ذلك عليها فقالت إن أبي أمرني بهذا ، قال فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال : " صدقت صدقت "
وإن في قصة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجها علي - رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة- لدليل آخر على حرص الصحابة على السنة والاتباع ، إذ ما كان من فاطمة رضي الله عنها لما سمعت الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل لمن لم يسق الهدي ويجعلها عمرة – وكانت لم تسق الهدي – إلا بأن تحللت من إحرامها بالحج وجعلته عمرة ، ولما قدم زوجها رضي الله عنه من اليمن وجدها ممن حل من إحرامه ، حيث لبست ثياباً صبيغاً واكتحلت ، فأنكر ذلك رضي الله عنه إذ أنى لها ذلك وهي محرمة ؟ فما كان من علي رضي الله عنه إلا أن ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم - حيث إنه لم يكن يعلم أمر النبي بالحل لمن لم يسق الهدي - معاتباً فاطمة ما صنعت ، ومستفتياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه ، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً عما سأل واستشكل علي ما فعلته فاطمة فقال له :"صَدَقَتْ صَدَقَتْ أي أن ما فعلته لتحللها إنما هو من أمر النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه :
"ماذا قلت حين فرضت الحج ؟ "
قال : قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولك .
أقول : وإن في إحرام علي رضي الله عنه على وجه ما أحرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم لدليل آخر على مدى حرصه على الاتباع ،حيث إنه لم يشاهد ويعلم ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته ، و لذا قال : " اللهم إني أهل بما أهل به رسولك " ، وهذا هو الاتباع الحق المتعين ، وهذا هو شأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما ساق جابر رضي الله عنه خطبة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة بنمرة التي قال فيها :
" إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .
ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع .
ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل .
وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله.
فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف .
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله .
وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ "

قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس :
"اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات"
وإن في هذه الخطبة دلالات عظيمة ، ومعان وأبعاد كبيرة ، ومن ذلك ما نحن بصدده حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله"
وفي هذا إقامة الحجة والبيان ، وبأن من تمسك بهذا القرآن واعتصم به لا يضل ولا يشقى ، وكتاب الله عزوجل هو الكتاب المبين ، فيه الهدى والنور ، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
وإن مما في كتاب الله عزوجل الأمر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يخفى على كل مسلم ما للسنة النبوية من مكانة في الشرع وقد قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) (النساء:59) . وهي بلا أدنى ريبة داخلة ضمن قول الله عز وجل : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (الحجر:9) لأنها المبينة والموضحة لكتاب الله إذ يقول سبحانه وتعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (النحل: من الآية44) .
و السنة وحي من الله إذ يقول الله جل جلاله: ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (لنجم:3-4) . وإن في وصف جابر رضي الله عنه صفة ما رمى به النبي الجمار في قوله :
" فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف" لدليل على أن السنة رمي الحصيات على نحو ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دون مجاوزة الحد .
ولقد نهينا عن الغلو في كتاب الله وسنة رسوله حيث قال الله تعالى :
﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ﴾ (النساء : 171) ، ويقول تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾( المائدة :77) . وذلك لأن أمتنا أمة وسطية وديننا دين وسط كما قال سبحانه:
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ﴾ (البقرة : 143).
ولقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة ، فيها التحذير من الغلو ، ومنها ما يتعلق برمي الجمار ما رواه النسائي و ابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته:
"هات القط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف "
فلما وضعتهن في يده قال:
" بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " .
أخي القارئ : إن في هذه الدروس والوقفات ، عبرة لنا في أن نتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم ، في حجه وسائر العبادات ، لما أسلفت من كون الاتباع شرط في قبول العمل .
وحري بك أيها الحاج ، وقد عزمت على أداء الحج وتحملت المشاق ، بأن تجرد ذلك لله وأن تتحرى هدي النبي صلى الله عليه وسلم .

ختاماً :
اسأل الله أن يتقبل منا جميعاً سائر عباداتنا ، وأن يرزقنا الإخلاص له سبحانه ، وأن يجنبنا الشرك صغيره و كبيره ، وأن يوفقنا للاتباع الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً .


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والحمد لله رب العالمين



دروس وعبر في الاتباع مستفادة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم

د. عاصم بن عبدالله القريوتي
كلية أصول الدين
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية





صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 10:19 AM   #42
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

الحج عرفة,,,

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك




بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحج عرفة " (1) الحديث أخرجه أحمد فى مسنده ورواه أبو داود والترمزى والنسائى وابن ماجه فى السنن .. كما رواه ابن حبان والحاكم وصححاه من رواية عبد الرحمن بن يعمر الديلى (2) : أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة فسألوه فأمر منادياً فنادى الحج عرفة .. من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج ، أيام منى ثلاثة ، فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه ، وفى لفظ لأبى داود : الحج الحج يوم عرفة وفى رواية لأحمد : الحج حج عرفة .
قال الترمزى : والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، أنه من لم يقف بعرفات قبل طلوع الفجر فقد فاته الحج ، ولا يجزىء عنه إن جاء بعد طلوع الفجر ، ويجعلها عمرة وعليه الحج من قابل ، وعن وكيع قال : هذا الحديث أم المناسك .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " الحج عرفة " قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : تقديره : إدراك الحج وقوف عرفة ، قال القارى : أى ملاك الحج ومعظم أركانه : وقوف عرفة ، لأنه يفوت بفواته .
أى : أن من أدرك عرفة ليلة مزدلفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج فلم يفته ، وأمن الفساد ، وعليه أن يتم أعمال الحج بعد ذلك ، والحديث دال على أن من لم يدرك عرفة قبل طلوع الفجر من يوم النحر فإنه لا حج له ، وعليه أن يتم عمرة ليتحلل من إحرامه ويحج من قابل .
العبد يعتق والصبى يحتلم والصبية تحيض بمزدلفة :
معلوم أن الحج فرض على المسلم البالغ الحر فإن حج العبد ثم أعتق أو الصبى ثم بلغ فلا تجزئه عن حجة الإسلام .
قال القرطبى : إذا أعتق العبد أو بلغ الصبى وهو محرم قبل عرفة أجزأته عن حجة الإسلام . ولو أعتق بمزدلفة وبلغ الصبى بها فرجعا إلى عرفة بعد العتق والبلوغ فأدركا الوقوف بها قبل طلوع الفجر أجزأت عنهما من حجة الإسلام ولم يكن عليهما دم .
قال الشنقيطى فى أضواء البيان : والحاصل أن الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج إجماعاً ، وأن من جمع بين الليل والنهار من بعد الزوال فوقوفه تام إجماعاً . وإن اقتصر على الليل دون النهار فوقوفه تام ولا دم عليه عند الجمهور ، خلافاً للمالكية القائلين بلزوم الدم . وإن من اقتصر على النهار دون الليل لم يصح وقوفه عند المالكية ، وحجه صحيح عند الجمهور ، وهو الصحيح فى مذهب أحمد ، وإن كان أحمد وأبو حنيفة قالا : يلزم الدم .
أما من اقتصر فى وقوفه على الليل دون النهار ، أو النهار من بعد الزوال دون الليل ، فأظهر الأقوال فيه دليلاً : عدم لزوم الدم . أما المقتصر على الليل فلحديث عبد الرحمن بن يعمر المذكور فى رأس المقال . حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم : " فقد أدرك الحج " فهذا نص صريح على المقتصر على الليل وقوفاً ، ولا يدل على لزوم الدم ، وليس له معارض ، وعليه جمهور أهل العلم .
أما من اقتصر فى وقوفه على النهار دون الليل فلحديث عروة بن المضرس الطائى قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت : يا رسول الله إنى جئت من جبلى طىء أكللت راحلتى وأتعبت نفسى والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لى من حج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى نرفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه " والحديث أخرجه أحمد وأصحاب الشنن والدارمى ، وهو صحيح ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " فقد تم حجه " ظاهر فى عدم لزوم الجبر بالدم . وإن خالف فى ذلك المالكية . أما من وقف نهاراً قبل الزوال ، فظاهر فعل النبى صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده يبين المقصود من النهار وأنه بعد الزوال ، وهذا هو الأرجح والأحوط عند أهل العلم .
ولابن القيم فى زاد المعاد كلام نفيس حول وقوف النبى صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بعرفة نسوق هنا بعضه ، قال : وموضع خطبته لم يكن من الموقف ، فإنه خطب (4) بُعرنة وليست من الموقف ، وهو صلى الله عليه وسلم نزل بنمرة ، وخطب بُعرنة ، ووقف بعرفة ، وخطب خطبة واحدة ، ولم تكن خطبتين جلس بينهما . فلما أتمها أمر بلالاً فأذن ، ثم أقام للصلاة فصلى الظهر ركعتين أسر فيهما بالقراءة ، وكان يوم الجمعة فدل على أن المسافر لا يلزمه الجمعه ، ثم أقام فصلى صلاة العصر ركعتين أيضاً ، ومعه أهل مكة ، وصلوا بصلاته قصراً وجمعاً بلا ريب ، ولم يأمرهم بالإتمام ولا بترك الجمع . ومن قال : إنه قال لهم : " أتموا الصلاة فإنا قوم سَفر " فقد غلط فيه غلطاً بيناً ، ووهم هما قبيحاً وإنما قال لهم ذلك فى غزوة الفتح بجوف مكة حيث كانوا فى ديارهم مقيمين . ولهذا كان أصح أقوال العلماء ، أن أهل مكة يقصرون ويجمعون بعرفة كما فعلوا مع النبى صلى الله عليه وسلم ، وهذا أوضح دليل على أن سفر القصر لا يتحدد بمسافة معلومة ولا بأيام معلومة ولا تأثير للنسك فى قصر الصلاة البتة .
وإنما التأثير لما جعله الله سبباً وهو السفر ، هذا مقتضى السنة ، ولا وجه لما ذهب إليه المحددون . فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف ، فوقف فى ذيل الجبل عند الصخرات ، واستقبل القبلة وجعل جبل المشاة بين يديه ، وكان على بعيره فأخذ فى الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس ، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنه . وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك بل قال : " وقفت هنا وعرفة كلها موقف " .
صعود جبل الرحمة من بدع الحج :
قال الشنقيطى فى أضواء البيان : اعلم أن الصعود على جبل الرحمة الذى يفعله كثير من العوام لا أصل له ، ولا فضيلة فيه لأنه لم يرد فى خصوصه شىء بل هو كسائر أرض عرفة ، عرفة كلها موقف ، وكل أرضها سواء إلا موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فالوقوف فيه أفضل من غيره .
ومسجد نمرة كان فى عُرنة ، ولم يكن فيه من عرفة شىء ، واليوم قد اتسع المسجد فصار جزء منه فى عرفة يجزىء الوقوف فيه ، وبقيته فى بطن عُرنة لا يجزىء الوقوف فيه لمن لم يدخل إلى عرفة على التفصيل السابق .
صوم يوم عرفة :
فى الحديث عند مسلم عن أبى قتادة رضى الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة قال : " يكفر السنة الماضية والباقية ".
قال المنذرى فى الترغيب : قال الحافظ : اختلفوا فى صوم يوم عرفة بعرفة ، فقال ابن عمر : لم يصم النبى صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ، وأنا لا أصومه ، وكان مالك والثورى يختاران الفطر ، وكان ابن الزبير وعائشة يصومان يوم عرفة .
والفطر عمل أكثر أهل العلم ، ويستحبون ذلك لمن وقف بعرفة ليتقوى على الدعاء ، وقد قال الشافعى ذلك .
وقال ابن المنذر : الفطر . يوم عرفة بعرفات أحب إلىَّ اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصوم بغير عرفة أحب إلىَّ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم - وقد سئل عن صوم يوم عرفة - فقال : " يكفر السنة الماضية والباقية " .
فضل يوم عرفة :
قال القرطبى فى تفسيره : يوم عرفة فضله عظيم وثوابه جسيم : يكفر الله فيه الذنوب العظام ويضاعف فيه الصالح من الأعمال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون قبلى : لا إله إلا الله وحده لا شريك له " .
وروى الدارقطنى عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عدداً من النار من يوم عرفة وأنه ليدنو عز وجل ثم يباهى بهم الملائكة ، يقول : ما أراد هؤلاء " . وفى الموطأ عن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما رُئى الشيطان يوماً هو فيه اصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه فى يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا مارُئى يوم بدر .
يوم اجتماع طاعة وعبادة وإخلاص :
يقول الله تعالى : " وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ " ( البقرة : 196 ) قال القرطبى : وفائدة التخصيص بذكر الله هنا أن العرب تقصد الحج للاجتماع والتظاهر والتناضل والتنافر وقضاء الحاجة وحضور الأسواق ، وكل ذلك ليس لله فيه طاعة ولا حظ بقصد ، ولا قربة بمعتقد فأمر الله سبحانه بالقصد إليه لأداء فرضه وقضاء حقه ثم سامح فى التجارة .
إذا نظرت أخا الإسلام لقول القرطبى هذا علمت أن الشيعة اليوم بمحاولتهم التظاهر فى الحج يحيون سنن الجاهلية ، وهم كذلك فى كل شأنهم واجتهادهم لنشر ضلالاتهم وإحياء عبادة غير الله والشرك بصوره ، فاللهم نجنا من ضلالتهم وشركهم .
ونسوق من الأدعية الخاصة بالعرفة ، والعامة به وبغيره :
ما يمكن للحاج أن يدعو بها وبأمثالها ، وبعضها مأثور عن السلف الصالح ، وهى منقولة من زاد المعاد لابن قيم الجوزية ، ومن المغنى لابن قدامة : اللهم لك الحمد كالذى نقول وخيراً مما نقول . اللهم لك صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى وإليك مآبى ، ولك ربى تُراثى . اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ، ووسوسة الصدر ، وشتات الأمر . اللهم إنى أعوذ بك من شر ما تحبىء به الريح .
اللهم تسمع كلامى ، وترى مكانى وتعلم سرى وعلانيتى ، ولا يخفى عليك شىء من أمرى ، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير والوجل المشفق المقر المعترف بذنوبى ، أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير ، من خضعت لك رقبته ، وفاضت لك عيناه ، وذل لك جسده ، ورغم لك أنفه ، اللهم لا تجعلنى بدعائك ربى شقيا وكن بى رؤوفا رحيماً يا خير المسئولين ، ويا خير المعطين ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شىء قدير . اللهم اجعل فى قلبى نوراً ، وفى صدرى نوراً ، وفى سمعى نوراً ، وفى بصرى نوراً ، اللهم اشرح لى صدرى ، ويسر لى أمرى . وأعوذ بك من وسواس الصدر ، وشتات الأمر ، وفتنة القبر ، اللهم إنى أعوذ بك من شر ما يلج فى الليل ، وشر ما يلج فى النهار ، وشر ما تهب به الرياح ، وشر بوائق الدهر .
كان ابن عمر يقول : الله أكبر الله أكبر ولله الحمد . الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، اللهم اهدنى بالهدى ، وقنى بالتقوى واغفر لى فى الآخرة والأولى .. وروى من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم بعرفة : " اللهم إنك ترى مكانى ، وتسمع كلامى ، وتعلم سرى وعلانيتى ، ولا يخفى عليك شىء من أمرى ، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير ، الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه ، أسألك مسألة المسكين ، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير ، من خشعت لك رقبته وذل لك جسده ، وفاضت لك عينه ورغم لك أنفه " .
ومن دعاء أعرابى يرويه سفيان الثورى يقول : إلهى من أولى بالزلل والتقصير منى وقد خلقتنى ضعيفاً . ومن أولى بالعفو عنى منك ، وعلمك فىّ سابق ، وأمرك فىّ محيط أطعتك بإذنك والمنة لك ، وعصيتك بعلمك والحجة لك ، فأسألك بوجوب حجتك وانقطاع حجتى ، وبفقرى إليك وغناك عنى ، أن تغفر لى وترحمنى ، إلهى لم أحسن حتى أعطيتنى ، ولم أسىء حتى قضيت على، اللهم أطعتك بنعمتك فى أحب الأشياء إليك ، شهادة أن لا إله إلا الله ، ولم أعصك فى أبغض الأشياء إليك ، الشرك بك ، فاغفر لى ما بينهما ، اللهم أنت أنس المؤنسين لأوليائك وأقربهم بالكفاية من المتوكلين عليك ، تشاهدهم فى ضمائرهم ، وتطلع على سرائرهم ، وسرى اللهم لك مكشوف ، وأنا إليك ملهوف ، إذا أوحشتنى الغربة آنسنى ذكرك ، وإذا أصمت علىَّ الهموم لجأت إليك ، استجارة بك ، علماً بأن أزمة الأمور بيدك ، ومصدرها عن قضائك .
وكان إبراهيم بن إسحاق الحربى يقول : اللهم قد آويتنى من ضناى ، وبصرتنى من عماى ، وأنقذتنى من جهلى وجفاى ، أسألك ما يتم به فوزى ، وما أؤمل فى عاجل دنياى ودينى ، ومأمول أجلى ومعادى ، ثم ما لا أبلغ أداء شكره ، ولا أنال إحصاءه وذكره ، إلا بتوفيقك وإلهامك ، أن هيجت قلبى القاسى ، على الشخوص إلى حرمك ، وقويت أركانى الضعيفة لزيارة عتيق بيتك ، ونقلت بدنى لإشهادى مواقف حرمك ، اقتداء بسنة خليلك ، واحتذاء على مثال رسولك ، واتباعاً لآثار خيرتك وأنبيائك وأصفيائك ، صلى الله عليهم ، وأدعوك فى مواقف الأنبياء عليهم السلام ، ومناسك السعداء ، ومشاهد الشهداء ، دعاء من أتاك لرحمتك راجياً ، عن وطنه نائياً ، ولقضاء نسكه مؤدياً ، ولفرائضك قاضياً ، ولكتابك تالياً ، ولربه عز وجل داعياً ملبياً ، ولقلبه شاكياً ولذنبه خاشياً ، ولحظة مخطئاً ولرهنه مغلقاً ، ولنفسه ظالماً ، وبجرمه عالماً ، دعاء من جمعت عيوبه ، وكثرت ذنوبه ، وتصرمت أيامه ، واشتدت فاقته ، وانقطعت مدته ، دعاء من ليس لذنبه سواك غافراً ، ولا لعيبه غيرك مصلحاً ، ولا لضعفه غيرك مقوياً ، ولا لكسرة غيرك جابراً ، ولا لمأمول خير غيرك معطياً ، ولا لما يتخوف من حر ناره غيرك معتقاً ، اللهم وقد أصبحتُ فى بلدٍ حرامٍ ، فى يوم حرامٍ ، فى شهرٍ حرام ، فى قيام من خير الأنام ، أسألك أن لا تجعلنى أشقى خلقك المذنبين عندك ، ولا أخيب الراجين لديك ، ولا أحرم الآملين لرحمتك ، الزائرين لبيتك ، ولا أخسر المنقلبين من بلادك ، اللهم وقد كان من تقصيرى ما فد عرفت ، ومن توبيقى نفسى ما قد علمت ، ومن مظالمى ما قد أحصيت ، فكم من كرب منه قد نجيت ، ومن غم قد جليت ، ومن هم قد فرجت ، ودعاء قد استجبت ، وشدةٍ قد أزلت ، ورخاء قد أنلت ، منك النعماء ، وحسن القضاء ، ومنى الجفاء ، وطول الاستقصاء ، والتقصير عن أداء شكرك ، لك النعماء يا محمود ، فلا يمنعنك يا محمود من إعطائى مسألتى ، من حاجتى إلى حيث انتهى لها سؤلى ، ما تعرف من تقصيرى ، وما تعلم من ذنوبى وعيوبى ، اللهم فأدعوك راغباً ، وأنصب لك وجهى طالباً ، وأضع خدى مذنباً راهباً ، فتقبل دعائى وارحم ضعفى ، وأصلح الفساد من أمرى ، واقطع من الدنيا همى وحاجتى ، واجعل فيما عندك رغبتى ، اللهم واقلبنى منقلب المدركين لرجائهم ، المقبول دعاؤهم ، المفلوج حجتهم ، المغفور ذنبهم ، المحطوط خطاياهم ، الممحو سيئاتهم . المرسود أمرهم منقلب من لا يعصى لك بعده أمراً ، ولا يأتى بعده مأثماً ، ولا يركب بعده جهلاً ، ولا يحمل بعده وزراً ، منقلب من عمرت قلبه بذكرك ، ولسانه بشكرك ، وطهرت الأدناس من بدنه ، واستوعبت الهدى قلبه وشرحت بالإسلام صدره ، وأقررت قبل الممات عينه وأغضضت عن المآثم بصره ، واستشهدت فى سبيلك نفسه يا أرحم الراحمين . وصل الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً كما تحب ربنا وترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

(1) اختلف فى سبب تسمية عرفة وعرفات على أقوال منها : أنه من العرف ، بمعنى : الرائحة الزكية ، وذلك لأن منى تصبح رائحتها لكثرة الذبح متغيرة ، أما عرفات فلا يصيبها ذلك أو لأنها مطيبة بالتقديس ، فهى واد مقدس معظم ، لأنه من شعائر الله . وقيل : لأن الناس يجتمعون فيه فيتعارفون - وقيل : لأن العباد يتعرفون على ربهم بالطاعات والعبادات ، وقيل : من الصبر لأن العارف والعروف هو الصبور . وقيل : لأن الله بعث جبريل عليه السلام إلى إبراهيم ، فحج به ، حتى إذا أتى عرفة ، قال : عرفت وكان قد أتاها مرة قبل ذلك ، قال له : عرفت . وقيل : لأن آدم وحواء تعارفا بعد الهبوط إلى الأرض . وعرفات مع أن فيها العلمية والتأنيث إلا أنها مصروفة لأن الأصل فيها الجمع كمسلمات ومؤمنات سميت به بقعة معينة فروعى فيها الأصل فكانت منصرفة . وتسمى عرفات : المشعر الحلال ، والمشعر الأقصى ، وتسمى : إلال ، على وزن هلال ، ويقال للجبل الذى وسطها : جبل الرحمة . وحد عرفات من الجبل المشرف على عرنة إلى الجبل المقابل له إلى ما يلى حوائط بنى عامر ، وليس وادى عُرنة من الموقف ، ولا يجزىء الوقوف فيه ، وعرفة موضع الموقف فى الحج وهى عمدة أفعال الحج . وقريش فى الجاهلية كانوا لا يقفون بعرفة ، ويفيضون من مزدلفة ، والناس يقفون بعرفة . يقول أهل قريش : نحن أهل الله فى بلدته وقطان بيته ، فيقفون فى طرف الحرم عند أدنى الحل ، فأنزل الله تعالى قوله : " ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " ( البقرة : 199 ) .
(2) عبد الرحمن بن يعمر الديلى صحابى نزل الكوفة ويقال : مات بخراسان . ليس له فى مسند أحمد وأصحاب السنن غير هذا الحديث ، وله حديث آخر فى الأشربة أنكر الذهبى والحفاظ نسبته إليه . فكأنى بهذا الصحابى الجليل لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فى الحج ، فسمع هذا الحديث ورآه فنقلته عنه كتب السنة . وهو من الأحاديث التى بنيت عليها أحكام هامة فى الحج ، وله منزلة عالية عند المحدثين والفقهاء ، هو وحديث عروة بن المضرس الطائى المذكور . وهى من أعمدة نصوص الحج عند الفقهاء .
(3) جمع : اسم لمزدلفة لأنها تجمع الحجيج فيها ليلة العيد .
(4) كانت خطبة النبى صلى الله عليه وسلم يوم عرفة خطبة جامعة ، وكانت قبل الأذان جاء فيها : " إن دماءكم وأموالكم عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ، ألا كل شىء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمى ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث وكان مسترضعاً فى بنى سعد فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موضوع وأول رباً أضع ربانا ، ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ، واتقوا الله فى النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ،ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدى إن اعتصمتم به : كتاب الله . وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون ؟ " قالوا : نشهد أن قد بلغت وأديت ونصحت ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها على الناس : " اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد " ثلاث مرات ، وقال فى خطبته : " اعلموا أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، كحرمة شهركم هذا ، كحرمة بلدكم هذا " ، وقال فيها : " أيها الناس إن الله أدى لكل ذى حق حقه ، وأنه لا يجوز وصية لوارث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر ، ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله له صرفاً ولا عدلاً " .




الحج عرفة



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 10:21 AM   #43
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

ايها الحاج هل عرفت مكانة يوم عرفة...؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .....
لقد فضل الله بعض الأيام والشهور على بعض، فقيل أن خير الأيام عند اللّه يومُ النحر، وهو يومُ الحج الأكبر كما في "السنن" عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أَفْضَلُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ" [وهو يوم الحادى عشر]. (فمن اليوم الثامن إلى الثالث عشر كلها لها أسماء، فالثامن يوم التروية ، والتاسع يوم عرفة ، والعاشر يوم النحر، والحادي عشر يوم القر ، والثاني عشر يوم النفر الأول ، والثالث عشر يوم النفر الثاني).
وقيل: يومُ عرفة أفضلُ منه ، وهذا هو المعروف عند أصحاب الشافعي ، قالوا: لأنه يومُ الحج الأكبر، وصيامُه يكفر سنتين، ومَا مِنْ يَوْمٍ يَعْتِقُ اللَّهُ فِيهِ الرِّقابَ أَكثَرَ مِنهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، ولأنه سبحانه وتعالى يَدْنُو فِيهِ مِنْ عِبَادِه ، ثُمَّ يُبَاهِي مَلاَئِكَتَه بِأَهْلِ الموقف. والصواب القول الأول ...... وفي "سنن أبي داود" بأصح إسناد أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "يوم الْحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ"، وكذلك قال أبو هريرة، وجماعةٌ من الصحابة ، ويومُ عرفة مقدِّمة ليوم النَّحر بين يديه ، فإن فيه يكونُ الوقوفُ ، والتضرعُ ، والتوبةُ ، والابتهالُ ، والاستقالةُ ، ثم يومَ النَّحر وتكون الوفادةُ والزيارة ، ولهذا سمي طوافُه طوافَ الزيارة ، لأنهم قد طهروا من ذنوبهم يوم عرفة ، ثم أذن لهم ربُّهم يوم النَّحر في زيارته ، والدخولِ عليه إلى بيته , ولهذا كان فيه ذبحُ القرابين ، وحلقُ الرؤوس ، ورميُ الجمار ، ومعظمُ أفعال الحج ، وعملُ يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم.

فإن قيل: فأيهما أفضلُ: يوم الجمعة، أو يوم عرفة؟ فقد روى ابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم."لاَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَلاَ تَغْرُبُ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ" وفيه أيضاً حديث أوس بن أوس "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْس يَوْمُ الجُمْعَةِ"......... والصوابُ أن يوم الجمعة أفضلُ أيام الأسبوع ، ويومَ عرفة ويوم النَّحر أفضلُ أيام العام ، وكذلك ليلةُ القدر، وليلة الجمعة ، ولهذا كان لوقفة الجمعة يومَ عرفة (يعنى لو وافق يوم عرفه يوم جمعه) مزية على سائر الأيام من وجوه متعدّدة.
أحدها: اجتماعُ اليومين اللذين هما أفضلُ الأيام.
الثاني: أنه اليومُ الذي فيه ساعة محققة الإِجابة ، وأكثر الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر وأهل الموقف كلُّهم إذ ذاك واقفون للدعاء والتضرع.
الثالث: موافقتُه ليوم وقفة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
الرَّابع: أن فيه اجتماعَ الخلائق مِن أقطار الأرض للخطبة وصلاة الجمعة ، ويُوافق ذلك اجتماعَ أهل عرفة يومَ عرفة بعرفة ، فيحصُل مِن اجتماع المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما لا يحصُل في يوم سواه.
الخامس: أن يوم الجمعة يومُ عيد ، ويومَ عرفة يومُ عيد لأهل عرفة.
السادس: أنه موافق ليوم إكمال اللّه تعالى دينَه لعباده المؤمنين، وإتمامِ نعمته عليهم، كما ثبت في "صحيح البخاري" عن طارق بن شهاب قال: جاء يهوديٌ إلى عمرَ بنِ الخطاب فقال: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين آيَةٌ تَقْرَؤونَهَا في كِتَابِكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ وَنَعْلَمُ ذَلِكَ اليَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، لاتَّخَذْنَاهُ عِيداً ، قَالَ: أيُ آَيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3] فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيه ِ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ ، وَنَحْنُ وَاقِفُونَ مَعَهُ بِعَرَفَةَ.
السابع: أنه موافق ليوم الجمع الأكبر، والموقفِ الأعظم يومِ القيامة، فإن القيامة تقومُ يومَ الجمعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرَاً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ" [ مسلم كتاب الجمعه – باب فضل يوم الجمعه]
الثامن: أن الطاعةَ الواقِعَة مِن المسلمين يومَ الجُمعة ، وليلةَ الجمعة ، أكثر منها في سائر الأيام ، حتى إن أكثرَ أهل الفجور يَحترِمون يوم الجمعة وليلته.
التاسع: أنه موافق ليوم المزيد في الجنة، وهو اليومُ الذي يُجمَعُ فيه أهلُ الجنة في وادٍ أَفْيحَ ، ويُنْصَبُ لهم مَنَابِرُ مِن لؤلؤ، ومنابِرُ من ذهب ، ومنابرُ من زَبَرْجَدٍ وياقوت على كُثبَانِ المِسك ، فينظرون إلى ربِّهم تبارك وتعالى، ويتجلى لهم، فيرونه عِياناً.
العاشر: أنه يدنو الرّبُّ تبارك وتعالى عشيةَ يومِ عرفة مِن أهل الموقف ، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: "مَا أَرَادَ هؤُلاءِ، أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم" وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً فيقربُون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرُب منهم تعالى نوعين من القُرب ، أحدهما: قربُ الإِجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة ، ومباهاتُه بهم ملائكته.

فبهذه الوجوه وغيرها فُضِّلَتْ وقفةُ يومِ الجمعة على غيرها.
وأمّا ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة، فباطل لا أصل له عن رسول صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين والله أعلم.

فيوم عرفه ولو لم يوافق يوم جمعه فهو من أفضل أيام الدهر ولو قلنا – وهو الصحيح – أن يوم النحر هو خير الأيام فإن الحاج يتقلب فى الخيرين يوم عرفه ويوم النحر.
فيوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات ، وتقال العثرات ، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات ، وهو يوم عظَّم الله أمره ، ورفع على الأيام قدره , وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران.... نسأل الله أن يعتق رقابنا من النار في هذا اليوم العظيم.
فمما يبين فضل يوم عرفه – خاصة لأهل الموقف – أمور كثيرة منها:

*إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
أخرج البخاري عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ أَيُّ آيَةٍ قَالَ " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا" قَالَ عُمَرُ قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ. [ البخاري كتاب الايمان]

*أنه يوم عيد لأهل الموقف خاصة ولعموم المسلمين:
أخرج الترمذى عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ" [ الترمذى كتاب الصوم.... ‏(‏صحيح‏)‏ انظر حديث رقم‏:‏ 8192 في صحيح الجامع‏]

*إنه يوم أقسم الله به:
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اليَوْمُ المَوْعُودُ: يَوْمُ القِيَامَةِ، والْيَوْمُ المَشْهود: هو يَومُ عَرَفَة، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ، وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى أَفْضَلَ مِن يَومِ الجُمُعَةِ، فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنِّ يَدْعُو اللَّهَ فيهَا بخَير إلاَّ اسْتَجَابَ لَهُ، أَوْ يَسْتَعِيذُهُ منْ شَرٍّ إِلاَّ أعَاذَ مِنْهُ".[ رواه الترمذي وحسنه الألباني...انظر الصحيحة رقم 1502]

* أن صيامه يكفر سنتين:
فعَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً"[ رواه الجماعة إلا البخارى - قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 4/111 – صحيح] . وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
قال فى بدائع الفوائد - (ج 5 / ص 315):
إن قيل لم كان عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل فيه وجهان:
أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام بخلاف عاشوراء.
الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا بخلاف عاشوراء فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم والله أعلم.

* أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:
فعن عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ" [ مسلم . كتاب الحج]

** هديه صلى الله عليه وسلم يوم عرفه:
قال ابن القيم فى زاد المعاد :
فلما فرغ من صلاته ، ركب حتى أتى الموقفَ، فوقف فى ذيل الجبل عند الصَّخَراتِ ، واستقبل القِبْلة ، وجعل حَبْلَ المُشاة بين يديه ، وكان على بعيره ، فأخذَ فى الدُّعاء والتضرُّع والابتهال إلى غروب الشمس ، وأمر النَّاس أن يرفعُوا عن بطن عُرَنَةَ ، وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك ، بل قال: "وقَفْتُ هاهنا وعَرَفَةُ كُلُّها مَوْقِفٌ".
وكان فى دعائه رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المسكين ، وأخبرهم أنَّ خَيْرَ الدُّعَاء دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ....وذكر من دعائه صلى الله عليه وسلم فى الموقف: "اللَّهُمَ لَكَ الحَمْدُ كالَّذِى نَقُولُ وخَيْراً مِمَّا نقُولُ ، اللَّهُمَّ لَكَ صَلاتى وَنُسُكى ، ومَحْيَاىَ ، ومَمَاتِى ، وَإليكَ مَآبى ، اللَّهُمَّ إنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَوَسْوَسَةِ الصَّدْرِ، وَشَتاتِ الأمْرِ، اللَّهُمَّ إنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تِجِئ به الرِّيحُ" ذكره الترمذى.
ومما ذُكِرَ مِن دُعائه هناك: "اللَّهُمَّ تَسْمَعُ كَلامى، وتَرَى مَكَانى، وتَعْلَمُ سرِّى وعَلانيتى، لا يخفى علَيْكَ شَئٌ مِنْ أَمْرى، أَنا البَائسُ الفَقيرُ، المُسْتَغِيثُ المُسْتَجيرُ، وَالوَجلُ المُشفِقُ، المقِرُّ المعترِفُ بِذُنُوبى، أَسْأَلكَ مَسْألةَ المِسْكين، وأبْتَهِلُ إليْكَ ابْتهالَ المُذْنِبِ الذَّلِيلِ، وَأَدْعُوكَ دُعَاءَ الخَائِفِ الضرِيرِ، مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُهُ، وفَاضَتْ لَكَ عَيْنَاهُ، وذلَّ جَسَدُهُ، ورَغِمَ أَنْفُهُ لَكَ، اللَّهُمَّ لا تَجْعلنى بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِياً، وكُن بى رَؤُوفاً رحيماً، يا خيْرَ المَسْؤُولين، ويَا خَيْرَ المُعْطِينَ" ذكره الطبراني.
وذكر الإمام أحمد: من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه قال: كان أكثرُ دُعاءِ النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفة: "لا إله إلاَّ اللَّهُ وحدَهْ لا شرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحمدُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شئ قَدِير".

وأرسل إلى الناس أن يكونوا على مشاعرهم، ويقفوا بها، فإنها مِن إرث أبيهم إبراهيم وهنالك أقبل ناسٌ من أهل نَجْدٍ، فسألوه عن الحجِّ، فقال: "الحَجُّ عَرَفَةُ، مَن جَاء قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ، تَمَّ حَجُّهُ، أيَّامُ مِنَى ثَلاثَةٌ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فى يَوْمَيْن، فلا إثْمَ عَلَيْهِ، ومَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عليه".[ رواه أبوداود والنسائى والترمذى – وقال الالبانى فى الارواء صحيح]

*فائدة:
ومعنى " الحج عرفه"...قالوا:
فى المنتقى - شرح الموطأ - (ج 1 / ص 196)
رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ الْحَجُّ عَرَفَةُ لَمَّا كَانَ الْحَجُّ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِعَرَفَةَ .
وفى فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 55)
" الْحَجّ عَرَفَة " أَيْ مُعْظَم الْحَجّ وَرُكْنه الْأَكْبَر ،
وفى عون المعبود - (ج 4 / ص 337)
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُرِيد بِهِ مُعْظَم الْحَجّ وَهُوَ الْوُقُوف لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُخَاف عَلَيْهِ الْفَوَات فَأَمَّا طَوَاف الزِّيَارَة فَلَا يُخْشَى فَوَاته وَهَذَا كَقَوْلِهِ " الْحَجّ عَرَفَة " أَيْ مُعْظَم الْحَجّ هُوَ الْوُقُوف

وفى تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 435)
( الْحَجُّ عَرَفَةُ )
أَيْ الْحَجُّ الصَّحِيحُ حَجُّ مِنْ أَدْرَكَ يَوْمَ عَرَفَةَ قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ . وَقَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ عَبْدُ السَّلَامِ : تَقْدِيرُهُ إِدْرَاكُ الْحَجِّ وُقُوفُ عَرَفَةَ وَقَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : أَيْ مِلَاكُ الْحَجِّ وَمُعْظَمُ أَرْكَانِهِ وُقُوفُ عَرَفَةَ لِأَنَّهُ يَفُوتُ بِفَوَاتِهِ

وفى شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 334)
( الْحَجّ عَرَفَة )
قِيلَ التَّقْدِير مُعَظَّم الْحَجّ وُقُوف يَوْم عَرَفَة وَقِيلَ إِدْرَاك الْحَجّ إِدْرَاك وُقُوف يَوْم عَرَفَة وَالْمَقْصُود أَنَّ إِدْرَاك الْحَجّ يَتَوَقَّف عَلَى إِدْرَاك الْوُقُوف بِعَرَفَة

وفى حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 82)
( الْحَجّ عَرَفَة )
قِيلَ التَّقْدِير مُعْظَم الْحَجّ وُقُوف يَوْم عَرَفَة وَقِيلَ إِدْرَاك الْحَجّ إِدْرَاكه وُقُوف يَوْم عَرَفَة وَالْمَقْصُود أَنَّ إِدْرَاك الْحَجّ يَتَوَقَّف عَلَى إِدْرَاك الْوُقُوف بِعَرَفَة وَأَنَّ مَنْ أَدْرَكَهُ فَقَدْ أَمَّنَ حَجّه مِنْ الْفَوَات

وفى فيض القدير - (ج 3 / ص 539)
(الحج عرفة) أي معظمه أو ملاكه الوقوف بها لفوت الحج بفوته ذكره البيضاوي...... الحج عرفة أي هو الأصل والباقي تابع.

وفى عمدة القاري شرح صحيح البخاري - للعيني الحنفي - (ج 15 / ص 322)
قوله الحج عرفة على معنى أن الوقوف هو المهم من أفعاله لكون الحج يفوت بفواته وكذلك قوله يوم النحر يوم الحج الأكبر بمعنى أن أكثر أفعال الحج من الرمي والحلق والطواف فيه.

قلت نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة هذا وغيره كثير يبين فضل يوم عرفه لأهل الموقف وعِظَم مكانته فى الحج وأنه الأصل وباقى النسك واركان الحج تابع له ).

وقيل " ما رؤي الشيطان في يوم هو أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفه " [ أخرجه ابن مالك عن إبراهيم بن أبي عيلة عن طلحة بن عبد الله بن كريز مرسلا ] .

وكان يقول صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس، عليكم السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع) أي: ليس بالإسراع ...وذلك حين أفاض من عرفات.

ومما يفوت كثير من الحجيج فى عرفات دوام التلبية مع الذكر والدعاء بلا كف ولا انقطاع لانها خير ساعات الحج وأأمل حالات الحاج فى العفو والمغفرة وكفارة السيئات , ولا يتصور أن عبداً أدرك من عرفات والموقف فيه مثل هذه الأمور ثم هو يفعل مثل ما يفعله كثير من الجهال المحرومين , الذين يردون الماء العذب الزلال وهم على مشارف الهلاك من شدة الظمأ ثم يعودون أشد ظمأً وهلاكاً والعياذ بالله , فمن ضيع عرفات فهو لكل الحج أضيع نسأل الله السلامه والعافية ...ومن هنا ينبغى أن تعلم أنه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حال السلف الصالح
والخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى وحدوده، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط.

والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله ، فهو راج لثواب الله ، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله ، فهو راج لمغفرته وعفوه.
فينبغي عليك أخي الحاج أن تجمع في هذا الموقف العظيم وفي هذا اليوم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاء , فتخاف من عقاب الله وعذابه ، وترجو مغفرته وثوابه , وتؤمل فى فيض رحماته أن يكون لك منها وفيها أكبر نصيب وألا تكون من المحرومين ... والعياذ بالله تعالى
فهنيئاً لمن وقف بعرفة فغفر له وعفى عنه..... وعنئذ....
هنيئاً لك أخي الحاج، يا من رزقك الله الوقوف بعرفة بجوار قوم يجأرون إلى الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة ، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه ، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه ، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه ، وتائب أخلص لله توبة صادقه ، وهارب لجأ إلى باب الله ورحمته ، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه ، ومن أثقلِ الأوزار فكه وأطلقه , وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء ، ويباهي بجمعهم أهل السماء ، فعن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا"

ثم أعلم أخى الحاج أنه قد جاء فى الأثر:
"أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتبُ اللهُ لك بها حسنة و يمحو عنك بها سيئة , و أما وقوفك بعرفة فإن الله عز و جل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول : "هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي و يخافون عذابي و لم يروني فكيف لو رأوني ؟ فلو كان عليك مثل رملُ عالج (موضعٌ بالبادية) أو مثل أيام الدنيا أو مثل قِطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك , و أما رميك الجمار فإنه مدخور لك , و أما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك" ‏[‏أخرجه الطبرانى‏ عن ابن عمر‏.‏ وقال الألباني‏(‏حسن‏)‏ انظر حديث رقم‏:‏ 1360 في صحيح الجامع‏].‏‌

هذا وبالله التوفيق وعليه السداد والرشاد

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


جمعه ورتبه راجى عفو ربه الغفور
د :السيد العربي ابن كمال



أيها الحاج
*هل عرفتَ مكانةَ يوم عرفه
*




صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 10:23 AM   #44
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

وقفات في رحلة الإيمان,,,,

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك




إن في رحلة الحج تذكرة ً لأولي الألباب ..
فيها تبصرة لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد ..
فيها غسل لرين القلوب ..
وشحن للروح .. وقرع لإحساس النقاء والإرتباط الوثيق بالله في ظل زحمة الحياة وتسارع أحداثها ..
تبارك من سن الحج .. تبارك من شرع مناسكه ..
تبارك من أوحى لنبيه بالآذان به .. وعلّق به القلوب ..
في الحج مظاهر عجيبة .. شغفت ُ بها وتعلق بها خاطري ..

# الوقفة الأولى :
في مكان صغير تزدحم جماعة هائلة من الناس ...
تلك تصلي وتلك تتقلب في فراشها .. تلك تستعد لتناول إفطار الصباح .. وتلك تعين كبيرة ً في السن .. وتلك ...وتلك ..
ومن بين فوضى النساء التي يعجز عنها أعداد مهولة لتقيم فيها النظام ..
سواء ً كان هذا في الحفلات أوالاجتماعات أوالمدارس أو غيرها ..
فجأة ..
وفي دقائق لا تتجاوز الخمس ..
تتحول الصالة لخلية نحل نشطة لها أزيز عجيب فالكل يرتب فراشه ويزيله ..
يضع حاجايته في حقيبته ..
يرتدي عبائته ..
ويقف للخروج ..
من رتب هؤلاء النسوة...؟
من رزقهن هذا النظام العجيب وهن مئاااااات ..؟؟
اغرورقت عيناي بالدموع وأنا اتأمل في هذا النظام ..
التحقت بمعاهد وزرت جامعات ..
وشاهدت فئات مختلفة المستويات فلم أشهد ما شهدته في هذه الدقائق الخمس ..
سبحان الذي اصطفاهم وعلمهم درسا ً في النظام والانضباط لو ساروا عليه بعد حجهم لصلحت لهم الحياة ..
ياااااه ياربي ما أعظمك ..!
في كل مشعر رأيت لك ِ درسا ً ..
ما أعلمك وأجهلني ..
حكمك في كل مكان ويخفى علي الجل وتأذن لي بكرمك بالبعض ..
فاجعلني ياربي ممن يفيده علمه ويهديه إلى العمل ..!
ياااااااارب ..!

# الوقفة الثانية :
تحت جسر الجمرات .. ألوف الناس..
لغات مختلفة .. وجنسيات متعددة ..
وألسنة شتى ..
لا رابط سوى "لا إله إلا الله " ..
ويالها من رابط ..!
الكل يسير في اتجاه .. لا أحد يرتب السير ..
ولا نظام يحكم الخلق ..
غير رعاية الله ..
سبحان من ساقهم لمكان ٍ واحد ..
وحفظهم ويسر لكل واحد منهم مقصده ..
منظر مهيب ..
جموع بشرية .. جاءت من كل فج عميق ..
البعض باع مالديه كله ليحظى برؤية هذه المشاعر ..
والبعض سار شهورا ً ..
والبعض جاء على قدميه ..!
البعض أمضى عمره كاملا ً لتطأ قدميه هذه الأرض ..
سبحان من أعطاهم وكفل لهم أمنهم ..
سبحانك رب البيت ..
منظرهم ذكرني بمشهد يوم آخر أكبر..
يوم فيه يجتمع الناس ..من كل فج ..
والفرق هو أن ذاك اليوم يوم فزع عظيم ..
واليوم عمل ..وغدا ً حساب ٌ ولا عمل ..!
رحم الله ضعفي وتقصيري في أمري ..
يااااااارب تقبله مني ويسره لي في قابل ..!

# الوقفة الثالثة :
رحلة الحج تعلمك الكثير ..
القناعة والبساطة ..
الرضى باليسير ..
تمضية الحياة بما وجد ..
لم يكن لي واضحا ً كيف يستطيع أناس لا يعرفون بعضهم أن يلتقوا ويجتمعوا بهيئات بسيطة وأحيانا ً رثة ..
ولكن الرؤية اتضحت لي بعد الحج ..
فالحج يعلمك أن لاوقت إلا للعمل ..
وأن المشوار جد ُ قصير مما يعني ألا تقصّره بأي شيء آخر ..
.
.
الحج يعلمك بأن الحياة الحقة هي حياة الروح لا حياة البدن ..
وأن الروح هي التي تستحق أن تبحث لها عن السعادة والصفاء ..
.
.
الحج يخبرك بأن الوقت عامل مهم للسعادة والإنجاز ..
في خمسة أيام في الحج تؤدي أعمالا ً كثيرة ربما لو لم تحد بزمن لأديتها في أسابيع وربما شهور ..!
.
.
في الحج ..الرحمن يقول لك أنك تستطيع أن تستغل طاقتك وأن الحياة رحلة قصيرة بوقتها عميقة بمعناها (إن أحسنت قيامه) كالحج تماما ً ...!
الحج ساعات محدودة سرعان ما انصرمت لكن معانيه تضرب في الناس لها جذورا ً ..
اسأل أن يذوق كل حاج أكلها عاجلا ً غير آجل ..

# الوقفة الرابعة :
في أيام ٍ معدودات ..
نسيت أحبابي ..
نسيت مشاغلي ..
دراستي ..
عشت عالما ً آخــر ..
تجلى فيه الجمال ..
نسيت متاعب الدنيا ..
منغصات الماضي ..
ومخاوف عدة سكنت قلبي ..
الحج ..
طمأنينة تسكن القلوب المؤمنة ..
هدية من الرحمن لمن شفه الألم ..
أو تعب من ظلم البشر ..
الحج ..
شفاء للجروح النازفة ..
وياليت العمر كله رحلة في صفاء الحج ..!

# الوقفة الخامسة :
رحلة الحج .. صورة مصغرة لرحلة الحياة على ظهر الأرض ..
العمر رحلة قصيرة .. بقصر أيام الحج ..
الناس في الحياة كالناس في الحج ..
مابين مسرف على نفسه ومقتصد ..ومسارع بالخيرات ..
النهاية يعرفها كل شخص ..
كل حاج يعلم أن الحج أيام معدودة ..
كما أن كلنا يعلم أن أنفاسه معدودة ..
الفرق ..
أن الحج موعظة لمن يملأ قلبه التدبر ..
لأن الوقت هو العامل الذي يحدد تعاملك مع الآخرين ..
أهدافك ..
أعمالك ..
بل وحتى هيئتك ...!
.
.
حين كنت على فراشي في منى ..
كان الوقت هو ما يحكم كل شيء ..
ترى ..
لو حرصت على رحلة الحياة وتعاملت معها كما أراد الله لي ولكل مسلم ..
لو كان العمر رحلة حج ..
هل كنت سأرى غلظة ً من قريب ..
أو إساءة ً من حبيب ..؟!
لو كان المسلم يرى العمر كما يراه في رحلة حجه ..
هل سيكون في القلب سوى الحب والسلام ..؟
.
.
في الحج ..
درس في فن التعامل مع الآخر ..
حب الخير والنقاء ..

# الوقفة السادسة :
طلب المثالية مثلب يقع فيه البعض ..
وتصور الملائكية تصور مستحيل في دنيا البشر ..
رحلة الحج ..
تدربك بصورة عملية خلال أيام معدودة على أن الحياة يستحيل أن تكون صوابا ً لا خطأ فيه ..
وأن ثمة مفاجآت في الطريق تستلزم من السائر فيه قدرا ً كبيرا ً من المرونة حتى يصل ..
.
.
قبل الحج عقدت العزم على أن أفعل كذا وأرمي الجمرات بنفسي وأقوم بالسنة الفلانية وهكذا ..
كان عقلي يرفض مثلا ً أن اقرأ لصفة الإفراد في الحج لأني لا أقبل أن أحج إلا متمتعة ...!
وفي موسم الحج القليل في عدد ساعاته حدثت الكثير من المفاجآت ..
بدءا ً من تأخر رحلات حجاج الداخل بسبب تأخر الرؤية الشرعية للهلال ..
مما استدعى تحول النسك لأغلب الحجاج "وأنا من هؤلاء" إلى الإفراد أو القران نظرا ً لفوات وقت التمتع الشرعي ..!
ومن ثم الأمطار الشديدة التي تضررت منها بعض المخيمات في منى ..
مما لخبط سير اليوم الأخير وترتيب خطواته هناك ..
ثم الزحام الشديد على الجمرات وظروف الأمطار وبالتالي التأخر في الرمي ..
وهكــذا ..
في الحج صفعة قوية لمن يعتقد أن الحياة مجرد قوانين بحتة ومعادلات لا تقبل الخرق ..
في الحج تعليم لأدب التيسير ..
وأن الحياة لا تسير وفق التوقعات دائما ً ..
وأن المسلم الحق هو من يوطن نفسه على استقبال الأزمات ويعود روحه على ألا توقفها عثرات الطريق حتى يصل إلى الغاية ..
في الحج دروس عظام ..
وتنبيهات جسام ..
أرجو أن أكون استفدت منها ..وكذلكم أنتم ..!
.
.
إضاءة :
" منذ أسلمت ..تعلمت في أسبوعي الحج مالم أتعلمه في أربعين سنة "
مالكوم إكس

# الوقفة السابعة :
الحج رحلة حقيقية مع الصبر ..
فالحج ليس مشاعر روحانية لا تعترضها الأكدار ..
أو صفحة نقية لاتنغص صفائها مشاكل الحياة ..!
في الحج ..
سنرى اشتداد الجدال لتأخر وصول الحافلات للمشاعر ..
وسنعيش ساعات من القلق حتى لا تغيب الشمس ونحن على أرض منى ..!
وسنعاني من قلة ذوق بعض المسلمين الذين يعترضون الطرقات .. أو الذين لايخافون من مغبة زحام أخوان لهم في الله !
في الحج ..
قد نعيش ساعات متوترة حتى نصل لعرفات الخير ونشم جزيئات الهواء ونحن على أرضها..
في الحج سلسة من الضغوط ..
ماكان الله ليبتلي بها أولئك الذين حفتهم المهالك حتى يصلوا لبيت الله ..في معاناة جسيمة وشهور عديدة ..
في حجنا هذا ..
درس في اجتراع الصبر ..
ليس الصبر على خوف الطريق ..أو نقص الغذاء ..أو قلة اللباس ..
لا ..بل الصبر على أذى الناس وعقبات الطريق المفاجئة ..
هذا النوع من الصبر هو مايحتاجه مسلم اليوم في وقت شبعت فيه الأجساد وجاعت فيه الأرواح ..
فما أحكم المولى جل جلاله ..
شرع لنا هذا المنسك المليء بالدروس والعبر ..
جعلني الله وإياكم من المعتبرين ..

# الوقفة الثامنة :
الناس في الحج تتلبسهم وشائج وراوبط عجيبة ..!
في مناسبات الحياة تتلى الألقاب وتتوسط الكنى أو المسميات أهمية لدى الناس ..
لكن في الحج الأمر مختلف ..
الحج يعلمك أن لا يهم اسم من هو بجانبك ..
ولا يهم من أين بلد هو ..
لايهم عمره ..أو عمله ..أو هيئته ..أو تخصصه ..أو حتى درجته العلمية ..
كلاكما سائر في طريق واحد ..
الطريق إلى الله ..
.
.
تبتسم في وجهه ..
تقدم له مايشربه ..
تغطيه إن وجدته نائما ً ..
وتكتشف بعد مرور أيام الحج انك لا تعرف اسمه ..
ولا أين يسكن ..!
لكنك قطعا ً عرفت قلبه ..
رأيته في حواره مع الله ..
في ابتهالاته ..
رأيت اشفاقه في يوم عرفة ..
وفرحته في يوم العيد ..
رأيت أنه مثلك تماما ً ..
له آلام وأحلام ..أبناء وأهل ..
اسم وكنية ..وظيفة أو مركز ..
ولكنه تركها جميعا ً هناك .. في بلده ..
هو مثلك الآن ..
نسي من يكون وماذا يريد ..
وهو مثلك الآن ..
في أنه فهم الحياة ..
وكم هي صغيرة حقيرة ..
هو مثلك لأنه يسجد وهو يدعو بالجنة ..
وينام وهو يدعو بها ..
وأنت مثله ..
وحدتكما الغاية ..
فكليكما فهم الحياة كرحلة من خلال الحج ..

# الوقفة التاسعة :
في الحج .. تصغر ملذات الدنيا ..
تترآءى لك الحياة من عدسة الحقيقة الصافية ..
في سجودك ..
تسبيحك ..
وحين تردد التلبية ..
تتجرد روحك من كل شيء ..
من كل أمل سوى الجنة ورضا الله ..
وتنسى كل هم سوى هم ذنوبك ..
في الحج ..
تصبح الحياة بعيدة عن مغريات الدنيا ..
أو ضغوط الآلام ..
تتضح الأهداف ..
ولذا ...
تهون الدنيا في عيني الحاج ..
الله أكبر من كل هم ..
الله أكبر من كل ألم ..
الله أكبر من كل خوف ..
الله أكبر تخرج بزفراتها أكدار الدنيا ..
خلت ُ أن عيناي في منى ابدلتا ..
وأن الكدر الذي يعلو بصيرتي أزاحته الحقيقة..
في منى لا يهمك أن تكون بلباس جميل ..
لأنك أدركت أن لا قيمة للباس إن بليت النفس ..
ولا جمال للثوب إن خربت الروح ...!
أرايتم كيف هي الحقيقة التي نتجاهلها هنا ..
الحج ليس تنسكا ً وانقطاعا ً ..
هو قرصة لأذن المنغمسين في بحر الحياة ..
أن ثمة رؤيا تحتاجكم وتحتاجونها ..
وياليت قومي يعلمون ...!

# الوقفة العاشرة :
الآخرة ..
الصراط والميزان ..
تطاير الصحف ..
حشر الجمع المهول على الأرض ..
صور تتراءى لك في الحج ..
على صعيد منى ..
وعلى أرض عرفات ..
يتراءى لك يوم الحشر ..
بهوله ..وبأرض ٍ صغيرة تحمل مئات الألوف من البشر ..
من كل أرض اجتمعوا على صعيد واحد ..
فلا يلبث أن يردد اللسان ..
رباه ارحمني في يوم ٍ عظيم ..
رباه ثبت حجتي يوم ألقاك ..
رباه لا تخزني يوم يبعثون ..
.
.
هول الموقف في يوم عرفة ..
وذاك الصمت المهيب في ساعات المغيب فيه ذكرى لأصحاب القلوب النيرة ..
ذكرى تقرع القلوب أن تبصري .. هناك يوم قادم ليس هذا إلا نموذجا ً مصغرا ً لهوله ..
في الحج لفتة تذكّـر الحاج بهول المطلع ..
وبأرض المحشر سيما مع اشتداد الزحام ..
.
.
وفي الحج تذكرة بالموت ..
الذي يستوي فيه الكبير والصغير ..
والذكر والأنثى ..
والغني والفقير ..
وفيه درس ٌ عظيم في المساواة والعدل ..
فيغدوا جمع الحجيج كأسنان المشط الواحد ..
الكل يطوف ببيت الله ..
الكل يرمي الجمار ..
الكل ..يسعى ويحلق رأسه أو يقصر ..
ليس للشريف أن يتخطى ركنا ..أو يفعل محظورا ..
الكل أمام الله برداء أبيض ..
وكأنما هو كفن الميت ..
لا تميز ..
لا تفاخر ..
لا ترف ..
هي الدنيا ..يكفيك منها خرقة بالية ..
فالحياة فيها للروح لا للجسد الفاني ..!

# الوقفة الأخيرة :
الأرواح في الحج تسمو ..
لأنها تيقنت الحقيقة ..
تعاملات الحاج يملؤها الصفاء .. ويغلفها النقاء ..
ابتسامة الود ترتسم على وجوه الحجاج ..
كيف لا ..
وقد هانت الدنيا في أعينهم ..
أبصروا الباقية فملأت أراوحهم بحب مايقربهم لها ..
لو كنا نرى الدنيا كما نراها في رحلة الحج لما وقع بين الأحبة كدر .. وما نزل بينهم شر ..
كيف وهم يبحثون عن رضا الله في كل بسمة ..
يلتمسون رحمته في رحمتهم لبعضهم ..
تجود أنفسهم بخدمة الغير لأنهم يطبقون "خير الناس أنفعهم للناس" ..
وحين ينطق أحدهم "أحبك في الله" ..
تحس بها تنحت عروق قلبك صدقا ً ..
لأنك تراها قبل نطقها ..
تراها في يد تمسح جبينك خوفا ً من اصابتك بالحمى ..
تراها في نداء يوقظك لقيام الليل رغبة ً لك بأعالي الفردوس ..
تراها في دمعة ترافق دعوة لك في جوف الليل ..
وتراها في قلب مشفق عليك من الوصب والتعب ..
.
.
يالله كم هي الأنفس تعانق السماء طيبا ً في رحلة الحج ..
كم تعطر الأجواء بعبير الإسلام الحق ..
كم تكون قريبة ً من آي الله ورحماته ..
كم تكتسب من عظات الأخلاق ودروس التربية ..
فتبذل حين تبذل لله ..
لا لجاه
ولا لاسم
ولا لمكانة
ولا لشهوات الدنيا ورغباتها ..
تبذل لأنها تريد الله ..
وتحب ماعنده ..
تبذل بصدق المؤمن ..
لذا تكافئ بحلاوة المؤمن الحق ..
ولو جعلت الأنفس الحج رحلة أبدية لعاشت نعيم الدنيا قبل الآخرة ..
.
.
في الحج ..
آلاف الدروس ..
وملايين العظات ..
في الحج ..
مئات الوقفات ..
هنا وهناك ..
لا تحتاج إلا للقلب المؤمن ..
.
.

"اسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من المقبولين ..
وأن نكون ممن أبصر عظات الحج فاستفاد وأفاد ..
وعمل وطبق فكانت حياته رحلة حج ..
رحلة عبادة وطاعة لا يوقفها شيء حتى تصل لجنات الفردوس ..
اللهم آمين "
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،


وقفات في رحلة الإيمان (يوميات حاجة)



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 10:25 AM   #45
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

أخي الحاج لكي يكون حجك مبروراً إن شاء الله....

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


ده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
أخي الحاج الكريم
* هل تُحب الله عز وجل ، وتطمع في رضاه وجنته ، وما عنده من الأجر والثواب ؟؟
* هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحرص على اتباع سنته واقتفاء أثره والسير على منهاجه ، وتطمع في ورود حوضه الكريم يوم القيامة ؟؟
* هل تريد أن يكون حجك مبروراً ، وسعيك مشكوراً ، وذنبك مغفوراً ، بأقل التكاليف وأبخسها ، وأكمل الأعمال وأيسرها ، ثم تعود إلى أهلك وبلدك غانماً مأجوراً ؟؟
* إن كنت تريد ذلك كله ، فإليك هذا النصائح الثمينة التي خرجت من قلب أخٍٍ محبٍ ، وناصحٍ مشفقٍ ، يريد لك الخير والأجر والثواب .

( تحذيرات)
احذر الشرك :
قال تعالى : ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً )) (النساء : 36) .
وقال سبحانه : ((إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ )) ( المائدة : 72) .
وقال سبحانه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )) ( الحج : 31) .

ومن الشرك ما يلي :
صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله عز وجل من محبة أو خوف أو رجاء أو دعاء أو استغاثة أو ذبح أو نذر .. ومن أكثرها وقوعاً دعاء الأموات والغائبين والاستغاثة بهم وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات . . قال تعالى : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ )) ( الأحقاف: 5) . ولا تقل : إني لا أدعو الأموات ولكني أجعلهم واسطة بيني وبين الله طلباً للجاه والشفاعة .. فإن هذا هو عين قول المشركين الذين أنكر القرآن عليهم ، فإنهم مقرون بأن أصنامهم لا تنفع ولا تضر ، ولهذا قالوا : ((مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )) (الزمر : 3) ((وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)) ( يونس : 18) .

فما الفرق بينهم وبين مشركي هذا الزمان ؟
ولا فرق في ذلك بين من يدعو الأنبياء والملائكة والصالحين ، ومن يدعو غيرهم من الجن والأصنام .. فإن الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم : منهم من يدعو الأصنام ، ومنهم من يدعو الجن ، ومنهم من يدعو الأنبياء والملائكة .. إلخ ، فلم يفرق القرآن بينهم ، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً .

احذر البدع :
اعلم أخي الحاج وفقك الله أن جميع الطرق إلى الله مسدودة إلا طريق واحد .. واحد فقط . . هو طريق محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : (( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً )) ( النساء : 80) .
وأعظم شيء بعد الشرك بالله : الابتداع في الدين ، لأن فيه استدراكاً على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الجمعة : (( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ..)) رواه مسلم عن جابر.
والأصل في العبادات المنع حتى يقوم الدليل على ثبوتها ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) أي مردود على صاحبه .
وفيما يخص مناسك الحج ، قال صلى الله عليه وسلم : ((خذوا عني مناسككم )) ولم يقل : حجوا كما شئتم .
وقد أنزل الله في يوم عرفة آية جامعة محكمة وهي قوله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً))( المائدة : 3) .
فقد أكمل الله لنا الدين وأتم النعمة ، فلا يجوز لأحد من الناس أن يزيد في دين الله ما ليس منه .

ومن البدع المنتشرة التي اخترعها بعض الجهال – وهي من تزيين إبليس وربما كان بعضها ذريعة إلى الشرك ما يلي :
تعظيم القبور والبناء عليها والطواف حولها والتمسح بها ، والصلاة والدعاء عندها ، وتجصيصها والكتابة عليها ، ووضع الأشجار عليها ، وتعظيم ترابها والأخذ منه للبركة (كما يزعمون) وقد يصل الحال ببعض الجهال والحمقى إلى الأكل من ترابها طلباً للشفاء أو البركة في زعمهم !! ومعلوم أن الله لم يأمرنا بذلك ، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم إضافة إلى ما فيه من الضرر البالغ .. فما أسعد الشيطان بهؤلاء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لعنة الله على اليهود و النصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) أي مكاناً للصلاة والعبادة . ( يُحذّّر ما صنعوا .
ومن بدع القبور وغيرها ، تقديم القرابين والهدايا لها ، من الأموال والشَّعر ، ونثر الطيب والرسائل عندها .
ومن ذلك دفن الأسنان والشعر عندها ، وربط الخرق بالحجارة وتكويم التراب والحصى ، ووضع الصور والشَّعر داخل الشقوق وبين الحجارة ، وأخذ بعض الحجارة للتبرك في زعمهم .
ومن ذلك شتم الصحابة – رضي الله عنهم جميعاً – ولعنهم عندها ، والتقرب إلى الله (!!!) بل إلى الشيطان بإيذائهم وإهانة قبورهم والبصق عليها .
ومن ذلك قراءة القرآن داخل المقبرة على الأموات كالفاتحة والمعوذتين وسور يس والآيات التي فيها ذكر الموت ... إلخ ، واستقبال القبر عند القراءة مع وضع اليد اليمنى على حافة القبر !! والدعاء بأدعية شركية ... وكل ذلك لم يأمر به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، ((قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أم الله)) أما حديث : (( اقرأوا يس على موتاكم)) فالمقصود عند الاحتضار ، أما بعد الاحتضار فلا ينفعه ذلك . قال تعالى : ((وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)) (فاطر : 22) .
ومن البدع المنكرة تخصيص أدعية مبتدعة (غير مأثورة) لبعض المناسك والعبادات وأعمال الحج كالطواف وغيره، والمحافظة عليها واعتقاد مشروعيتها ، وعلى الحاج أن يحذر من بعض كتب المناسك التي تشتمل على شيء من ذلك، والاقتصار على الكتب الموثوقة للعلماء المعروفين .
ومن البدع المحدثة ما يحدث عند جبل عرفة ، ومن ذلك ما يلي :
- الصعود على الجبل ، ومزاحمة الناس من أجل ذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يصعد الجبل ولا أمر بصعوده ، وإنما وقف أسفله مستقبلاً القبلة ، وقال : ((وقفتُ هاهنا ، وعرفة كلها موقف )) .
- تسمية الجبل بجبل الرحمة ، وهذه التسمية لا أصل لها .
- اعتقاد أنه مكان التقاء آدم بحواء عليهما السلام ، وأن من تردى من فوقه فهو شهيد (!!!) .
- اعتقاد أن الحجر الذي في أعلى الجبل غاضب على الله ، وأن الله أرضاه بوضعه فوق الجبل (!!!) .
- الصلاة فوق الجبل باتجاه الحجر (الشاخص) الذي في أعلاه ، والطواف حول الشاخص والتمسح به ، وتقبيله والكتابة عليه وتكويم التراب والحصى حوله ... (!!!) .
- الأكل من تراب الجبل أو الأخذ منه ، ومثل هذا العمل من أعجب الأمور ( اللهم لا تشمت بنا الأعداء ) .
- أخذ شيء من حجارة الجبل للتبرك وغيره .
- وضع الصور والشعر داخل الشقوق وبين الحجارة .
وكل ذلك من البدع المنكرة التي لا دليل عليها ، بل ورد النهي عنها .
ومن البدع أيضاً تكلف الصعود إلى بعض الجبال الأخرى واعتقاد مشروعية ذلك ، كجبل أحد وغيره ، وأخذ شيء من ترابه وحجارته ، وتكويم الحجارة أو التراب فوقه أو على سفحه وجوانبه .
ومن البدع المحدثة بعض الاعتقادات الباطلة التي لا دليل عليها ، كاعتقاد بعض الحجاج أن من حج ولم يزر المدينة فحجه باطل ، ويعتمدون في ذلك على أحاديث مكذوبة باطلة ... ولا شك في فضل زيارة المدينة ، والصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلام عليه وعلى صاحبيه ، ولكن لا علاقة لذلك بالحج ولا ارتباط .
ومن الاعتقادات الباطلة اعتقاد الشفاء ببعض الأتربة والمياه ، وزيارة بعض الآبار القديمة والشرب من مائها أو الماء الذي حولها طلباً للشفاء والبركة في زعمهم (!!!) وكل ذلك باطل ومن تزيين الشيطان . ومن الاعتقادات الباطلة ما يحدث عند رمي الجمرات ، واعتقاد البعض أن الشيطان بداخل تلك الأحواض ، وربما استعمل بعضهم النعال بدل الحصى ، وما علموا أن الشيطان يضحك عليهم وعلى جهلهم ، والحاج إنما يرمي الجمار اقتداء بسنة أبينا إبراهيم عليه السلام ، ولإقامة ذكر الله ، لا من أجل السب والشتم ورفع الأصوات ومزاحمة الناس وإيذائهم .
ومن الاعتقادات الباطلة ما يتعلق بجبل أُحد ، وأن به غاراً يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوى إليه يوم أُحد وكُسرت فيه رباعيته ، وأن ضرسه صلى الله عليه وسلم موجود فيه ، وأن الصخرة التي في أعلاه هي طاقية الرسول صلى الله عليه وسلم (!!!) فيعظمونها ويتبركون بها ، وربما لامسها بعضهم برأسه تبركاً (!!!) فيا الله العجب .
ومن البدع اعتقاد مشروعية زيارة بعض الأماكن التي لم يأمر الشرع بزيارتها ، كالمساجد السبعة بالمدينة ، وجبل ثور وغيرها من الأماكن .
ومن البدع : التزاحم عند بعض الأماكن على وجه الخصوص كالنافذة الصغيرة في الجهة الشرقية من مقبرة الشهداء ، وترك النوافذ الأخرى ، وربط الخِرَق في النافذة ، والأقفال .. إلخ .
ومن البدع التمسح ببعض الأشياء كالجدران والمحاريب والأبواب والحجارة والتراب ، وتقبيلها !! والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل من الحجارة إلا الحجر الأسود تعبداً لله ، ولهذا قال عمر رضي الله عنه لما قبّل الحجر الأسود : ((والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه قبّلك ما قبَّلتك)) .
ومن البدع التي تحدث في موسع الحج من قبل بعض الطوائف المنحرفة إقامة المظاهرات الجماعية ، ورفع الصوت بالهتافات الرنانة بغرض لفت أنظار الحجاج ، وكذلك ما يسمونه بإعلان البراءة من المشركين مع العلم بأن معظم هؤلاء المتظاهرين – إن لم يكونوا كلهم – من أشد الناس شركاً وتعلقاً بالقبور والأموات والمخلوقين، ودعاء غير الله عز وجل كعلي والحسين رضي عنهما وغيرهما .
ومن البدع المحدثة ترديد الأذكار والأدعية بشكل جماعي، كالتلبية الجماعية ونحو ذلك .
هذه بعض البدع المحدثة التي تحدث في مثل هذا الموسم العظيم، وهي غيض من فيض، ولا يزال الشطيان وتلاميذه يخترعون بدعاً جديدة ليضلوا بها الناس، ويشغلوهم عن إتباع السنة والعمل بها، وما ظهرت بدعة إلا وأُميتت سنة .
والله المستعان.
وبالجملة؛ فإن كثيراً من الحجاج ينفقون أموالهم وأوقاتهم وجهدهم في غير طاعة الله، سواء علموا بذلك أم لم يعلموا، فيخسرون دينهم ودنياهم، والرابح الأكبر هو الشيطان وأعوانه .
ولو أن هذه الجموع الغفيرة تعلّقت بالله وحده محبة وإخلاصاً وخوفاً ورجاءً وتوكلاً ... ولم تتعلق بالقبور والأموات والحجارة والأتربة ، لما كان حال المسلمين اليوم كما هو عليه الآن من الذلة والهوان ، فهل من مدكر ؟؟
إذا كان غيرُ الله للمرء عدةً أتته الرزايا من جميع المطالب .

احذر المعاصي :
المعاصي خطرها عظيم، وهي في المرتبة الثالثة بعد الشرك والبدعة ، ويزداد خطر المعصية في مثل هذه الأماكن المقدسة التي تُعظَّم فيها السيئات وتضاعف الحسنات .
ومن المعاصي الظاهرة في مثل هذا الموسم ما يلي :
الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء ( الاختلاط المقصود) ، سواء في الأماكن العامة ، أو الخاصة كالمخيمات وغيرها ، فالواجب عليك أخي الحاج تجنب ذلك بقدر الإمكان ، لا سيما في أماكن الازدحام ، كما يجب عليك المحافظة على نسائك ومحارمك ، ومصاحبتهن حفاظاً عليهن ، وحماية لهن .
تبرج النساء وسفورهن أمام الرجال ، فالمرأة كلها عورة ، ولا يجوز أن تظهر شيئاً من بدنها ـ على الصحيح ـ لغير محارمها أو تتساهل في ذلك ، فإن فعلت فقد ارتكبت إثماً عظيماً .. كما أن الواجب على وليها أمرها بالتستر والمحافظة على الحجاب الشرعي الكامل صيانة لها ولغيرها من الفتنة .
إطلاق البصر فيما حرَّم الله من نظر الرجال إلى النساء أو العكس ، نظر استمتاع وشهوة ، والنظر هو أساس البلاء .
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى : ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)) ( المائدة : 78-79) .
فالواجب على الحاج أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسب علمه وطاقته وقدرته، بالرفق واللين والكلمة الطيبة، والموعظة الحسنة، أو إبلاغ الهيئات المختصة إذا استلزم الأمر .
الفتوى بغير علم ، قال تعالى : ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) ( الأعراف : 32) .
زيارة النساء للقبور ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لعن الله زائرات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج )) ( رواه أهل السنن ) .
النياحة وضرب الخدود والصدور ورفع الصوت بالبكاء عند القبور وغيرها ، وكل ذلك ورد النهي عنه .
التصوير ، فأنت – أخي الحاج – في عبادة ولست في نزهة أو سياحة ، فالاشتغال بالتصوير منافٍ لما شُرع له الحج من إقامة ذكر الله وتعظيمه ..، ثم إن الأحاديث قد وردت بالنهي عن التصوير واقتناء الصور لا سيما لغير ضرورة ، قال صلى الله عليه وسلم : ((إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)) متفق عليه.
وقال : ((كل مصور في النار ، يُجعل له بكل صورة صوَّرها نفسٌ يعذبُ بها في جهنم)) رواه مسلم .
التدخين؛ فقد اتفق العلماء والأطباء والعقلاء وجميع الناس على أضراره الخبيثة، في الدين والدنيا، وأفتى العلماء بتحريمه، وهو في مثل هذه الأماكن أشد حرمة لما فيه من إيذاء المسلمين، فقد ثبت أن المدخن لا يضر نفسه فقط بل يضر كل من حوله من غير المدخنين، فليتق الله من ابتُلي بهذا البلاء، وليتب إلى الله منه، فإن أصر على معصيته، فليستتر عن الناس ، ولا يجاهر بمعصيته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كل أمتي معافي إلا المجاهرون)) أخرجه البخاري .
وأعظم من ذلك وأفدح تعاطي المخدرات وترويجها في مثل هذا الموسم ، وفاعل ذلك لا يسلم لقوله تعالى : ((وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)) ( الحج : 25) .
ومن المنكرات القبيحة ما يفعله بعض الحجاج من سماع الغناء المحرم ومزامير الشيطان ، ضاربين بشرف الزمان والمكان عرض الحائط .

حب القرآن وحب ألحان الغِنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان .
ومن المعاصي الخطيرة ترك الصلاة بالكلية، أو التساهل في أدائها مع الجماعة، فأما تركها بالكلية فهو كفر أكبر على القول الصحيح من أقوال أهل العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة )) رواه مسلم .
فمن ترك الصلاة فلا حج له ، وأما التساهل في أدائها مع الجماعة فهو من صفات المنافقين ، قال تعالى في وصفهم : ((وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى )) (النساء : 142) .

احذر النصّابين :
في مثل هذا الموسم العظيم يستغل بعض ضعاف النفوس جهل بعض الحجاج وطيبتهم وثقتهم بأبناء هذا البلد، فيبتدعون لهم زيارات وشعائر لم يشرعها الله ولا رسوله، بغية ابتزاز أموالهم وأكلها بالباطل...فيقف أحدهم في بعض الأماكن، ويصرخ بصوت مرتفع : زيارة ..زيارة ..فكن على حذر – أخي الحاج - من هؤلاء النصابين ، وأعرض عنهم . كما أحذرك – أخي الحاج – من بعض كتب المناسك التجارية التي لا يُعرف كاتبها ، والاقتصار على الكتب الموثوقة التي كتبها كبار العلماء مثل كتاب : ( التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة ) لسماحة مفتي هذه البلاد عبد العزيز بن باز ، وكتاب : (المنهج لمريد العمرة والحج) للشيخ العلّامة الفقيه محمد بن عثيمين، وغيرها من الكتب الموثوقة التي تعتمد على الدليل من الكتاب والسنة، دون تعصب لمذهب أو طريقة ، وإياك أن تنخدع بالأسماء اللامعة، والأغلفة البراقة، فالعبرة بما احتوته من حق أو باطل .
وبعد : أخي الحاج .. هذه بعض النصائح الثمينة نأمل أن تقبلها بتجرد ليكون حجك مبروراً بإذن الله ، فأهل مكة أدرى بشعابها كما يقول المثل ، كما نأمل منك أن تبلغها لغيرك لتنال الأجر العظيم بإذن الله ، والدال على الخير كفاعله .

أيها الحاج الكريم : إنك قد جمعت المال بعرق جبينك ، وقطعت المسافات الطويلة ، تاركاً الأهل والأوطان طلباً للأجر ورضا الرحمن ، فلا تبطل عملك بالشرك ومخالفة الكريم المنان، ((لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) ( الزمر : 65) .
وإذا أشكل عليك شيء فلا تتردد في سؤال أهل العلم مباشرة ، والله المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .





أخي الحاج ... لكي يكون حجك مبروراً إن شاء الله
تحذيرات وتنبيهات



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 10:28 AM   #46
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

نصيحتي اليك أيها الحاااااج.....

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك



هاهي أصوات الملبين بدأت تلج إلى مسامع الناس من كل حدب وصوب ، وهاهم الراحلين إلى بيت الله يتجهون إلى هناك ، ولكأنني اليوم أرقب هذه الجموع وهي في طريق سيرها ، أو كأني بهم اليوم في شعاب مكة ، وفي جنبات الحرم ، وهم ما بين محرم يعيش يوم التروية ، أو على ضفاف عرفات ، أو حتى يعيش أيام التشريق مع جموع الناس هناك . وهذا المشاهد بالذات عندما ترتفع أصواتها بالتلبية أو بالتكبير إنما تبعث في نفسي الأمل ، وتحدو في روحي بحادي الشوق ، أن أشاركها هذه الشعارات الربانية في حجها المبارك لهذا العام ، وقبل أن أبدأ حديثي معك أخي الحاج أدعو الله لك بالتوفيق والسداد وهنيئاً أيها الحاج بالحج.
أخي الحاج : أحييك بتحية أهل الجنة تحيتهم يوم يلقون ربهم سلام فسلام الله عليك ورحمته وبركاته ، سائلاً المولى أن يحقق لك حجك ، ويغفر لك ذنبك ، ويبارك لك في عمرك . ولتسمح لي يارعاك الله بهتاف أجترته مشاعر سفرك إلى أرض مكة هناك .
أخي الحاج : إن الرحلة تشرُف كثيراً بمن سترحل إليه ، ورحلة الحج بالذات إنما هي رحلة إلى رب العالمين ، رحلة إلى بيت لا أعظم منه على وجه الأرض ! رحلة إلى مآثر الأنبياء ومواطئ أقدام الرسل هناك . رحلة هي النجاح بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، وحينما ترحل إلى هناك تكون بإذن الله تعالى في عداد من بلغهم صوت النبي الكريم إبراهيم الخليل عند ندائه بالحج من على مشارف مكة . وهنيئاً بهذه التلبية ، وأنت مع كل ذلك وقبله وبعده من وفد الله تعالى وقد صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وفد الله ثلاثة وذكر منهم الحاج والمعتمر ) . فمن ياتُرى أحسن حالاً منك في هذه الأيام المباركة . لقد بدأ إبراهيم الخليل وابنه اسماعيل يجهدان في البناء في هذا البيت العظيم ، غير أنهم يلبّون أمر الله تعالى لكن لا يرون أحداً من البشر حولهم ، فالأرض مجدبة ، والصحراء متباعدة ، والقوم في ذلك الزمان يبحثون عن أرض معشبة فمن يحج هذا البيت ياترى ؟ فجاء التوجيه الرباني لإبراهيم : (( وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )) قال ابن كثير رحمه الله تعالى : (( أي ناد في الناس بالحج ، داعياً لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه ، فذكر أنه قال : يارب وكيف أبلّغ الناس وصوتي لا ينفذهم ؟ فقال : ناد وعلينا البلاغ ، فقام على مقامه وقال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه فيقال : إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من حجر وشجر ومدر ، من كتب الله أن يحج إلى يوم القيامة : لبيك اللهم لبيك . وهذا مضمون ما روي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف والله أعلم . اهـ رحمه الله . ولعلك أيها الحاج أحد من ولجت أذنيه هذه الدعوة المباركة من نبي الهدى فتحقق عظيم الخير والإحسان فهنيئاً بالتلبية وحجاً مبروراً ، ولا حرمك الله تحقيق هذه الاستجابة . وليس هذا فقط حفظك الله فلقد جاء رسولك صلى الله عليه وسلم بذكر شيء من الفضائل لهذه الرحلة المباركة فقال: (من حج هذا البيت فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع كما ولدته أمه ) متفق عليه من حديث أبي هريرة . وللبخاري : ( رجع كيوم ولدته أمه ) . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة ) متفق عليه . وروى الإمام مسلم في صحيحيه من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة . وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة . فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ ) . وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تابعو بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ) رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : ( وفد الله عز وجل ثلاثة : الغازي والحاج والمعتمر ) رواه النسائي وصححه الألباني . وهذه الفضائل قل أن تجتمع في عبادة من العبادات . لذا حق لمن يسّر الله تعالى له الحج أن يعد ذلك نعمة من نعم الله تعالى .
أخي الحاج : في كل طريق تسعاه من المهم جداً أن تختار رفيق السفر المبارك ، ذلك الذي يعينك على الحق ، ويكون عوناً لك على لأواء السفر ، ومشقة الرحلة ، ورحلة الحج بالذات تحتاج منك إلى دقة في اختيار رفيق الرحلة ، وتمعّن في اصطفاء الأوفياء والصالحين ، وكيف لا يكون ذلك وقد قال رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير ) ولتعلم يا رعاك الله أن الحج عبادة جليلة يترتّب عليها بعد توفيق الله تعالى مغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات ، وعود الإنسان من تلك الديار كيوم ولدته أمه ، وفضل مثل هذا ينبغي أن تحرص فيه على رفيق صالح يدلك على الخيرات ، ويعينك على أداء هذه العبادة على وجهها الصحيح . فإذا عزمت على الانضمام إلى إحدى الحملات على كثرتها فتخيّر منها ما تعينك على أداء هذه العبادة وفق ما جاء بها الشارع الكريم .
أخي الحاج : تذكر وأنت على مشارف السفر أو في ثنايا طريق الرحلة أو حتى في جنبات مكة أنه ينبغي التخلّص من حقوق المخلوقين أياً كانت هذه الحقوق سواء كانت حقوقاً مالية ، أو حقوقاً معنوية . فأي حج هذا وللمخلوقين في ذمتك أموالاً مغصوبة أو مسروقة أو مأخوذه على غير وجهها الشرعي . وأي حج هذا وبينك وبين المسلمين خصومة مزمنة ، وتقاطع طويل ، وتهاجر تعاقبت عليه الأزمان دون أن تنجح في تغيبه من واقع الحياة . إن من يريد الحج اليوم لمغفرة الله تعالى هو أحوج ما يكون إلى مراجعة نفسه قبل أن يحزم حقائب السفر . وليتذكّر في سفره حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحُمِل عليه )) رواه البخاري من حديث أبي هريرة . أو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهيده وقال هم سواء ) رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله . أو حديثه صلى الله عليه وسلم : هجر المسلم سنة كسفك دمه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : تعرض الأعمال إلى الله في كل اثنين خميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا المتخاصمين فيقول انظروا هذين حتى يصطلحا ) . وغير ذلك من الحقوق التي يحتاج الحاج من أمثالك إلى تسويتها ، وسدادها ، والتخلّص منها قبل أن يطأ حرم الله تعالى إن أراد موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مر معنا في بداية الحديث .
أخي الحاج : هاهو بيت الله تعالى بين ناظريك فتمعّن في هذا البناء ، وتأمّل فيه كثيراً ، وتذكّر أن إبراهيم وابنه اسماعيل شيّدا هذا البناء على أمل أن تصل أنت وإخوانك إليه . وتذكر وأنت تجوب المشاعر المقدسة بدءاً بالحرم وإنطلاقاً إلى منى ، وانتظار يوم العمر في عرفات ، والمبيت بمزدلفة ، والعودة إلى منى من جديد تذكّر رحلة نبيك صلى الله عليه وسلم حينما حج حجة الوداع ، فأي رحلة أعظم من رحلة على آثار ومواطئ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . إن هذا البيت يارعاك الله بيت الله ، وهذه الرحلة التي تشهدها اليوم إنما تسير فيها على مواطئ الأنبياء وقد حجوا هذا البيت مثلما تحج أنت هذا العام ، فلكأنك اليوم تسير على أقدام القوم . ولعل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يشعر بذلك حينما - مرَّ بوادي الأزرق" فقال لأصحابه: "أي واد هذا؟" قالوا: هذا وادي الأزرق. قال: "كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطًا من الثنية، وله جؤار إلى الله تعالى بالتلبية". ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - على ثنية يقال لها: ثنية هَرشى فقال: "أي ثنية هذه؟" قالوا: "هذه هَرشى" قال: "كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة - يعني مجمعة الخلق شديدة -، عليه جبة من صوف، خطام ناقته خُلبة - يعني من الليف- وهو يلبي . وهنيئاً بهذه القدوة ، وهذه الآثار ، وقريباً ستصل بإن الله تعالى إلى الاجتماع بالقوم لا حرمنا وإياك رؤيتهم والأنس بهم في ظلال الجنان .
أخي الحاج : لك أن تتأمّل في من حولك من الحجيج أمم من أقطار الدنيا كلها ولك أن تتساءل تُرى ما الذي جاء بالقوم من هناك ؟ ولماذا اجتمعوا هنا جميعاً ؟ هاهي أرض مكة اليوم بمشاعرها المقدسة تحتظنكم جميعاً دون أدنى فارق ، بل لا ترعي الفوارق أي اهتمام مهما كانت . ولك أن تدرك أن هذه الجموع كلها إخوانك على الطريق ، جاءوا للغاية التي جئت أنت من أجلها فيالله العجب ما أعظم الهدف ! وما أرقى الغايات التي تتنافس على الحج إلى بيت الله تعالى ! ولتعي أن بين هؤلاء فقير تلمس في عينيه حاجته إلى الطعام والشراب ، وبين هؤلاء مريض يجهد على عناء حاله وضعف جسده وماله ، وبينهم كذلك جاهل بأحكام شرعه فلأول مرة تطأ قدمه على تراب مكة فما واجبك تجاه هؤلاء القوم ؟ إن مثلك لا يخفى عليه إن شاء الله أن الجود والسخاء في المشاعر المقدسة من أعظم القربات فالله الله لتطعم ذلك الفقير ، وليهنأ بخدمتك ذلك المريض ، وليرى منك ذلك التائه حسن المعاملة ، وروعة الأخلاق ، وليشعر من حج لأول مرة أو من يجهل بدينه أنهم أمام من يريد لهم الخير فتراة توزّع مطوية ، وثانية تهدي شريطاً ، وثالثة توجّه بكلمة دافئة حديث معروف إلى من يجانبه ، ورابعة أراك في جنبات الطريق تهدي ضالاً ، أو تعين منكوباً ، أو تجود بالخير لمن يستحقه . وحين يؤذن منادي الرحيل بالعودة إلى الديار تكون أنت من أسعد الناس بالرحلة ، ومن خير الحجاج أثراً ورفعة . ولك مني ومن غيري دعاء بظهر الغيب أن يرفع ذكرك ، ويعلي شأنك ، ويكتب أجرك . وهنيئاً إن شاء الله بالعود كيوم ولدتك أمك .
وأخيراً : هذي رسالتي بين يديك في أي مكان كنت هي جزء من بعض الواجب الذي حدّثتك عنه وأعتقد أنه غير كافٍ لأداء الواجب العظيم ، آملاً أن نلتقي وإياك في رحاب مكة ، وأن توقفنا الرحلة على أداء واجب مما ذكرت ، ولن أنسى لك هذا العمل العاجل . وعسى أن يجعل الله تعالى في أيام الدنيا فسحة لنا لنرى الواقع بالخير ماثلاً ، وبالنجاح متحققاً . والله يتولاك برعايته . وحج مبرور .





رسالة إلى حاج
............................................. ....................
الحج وتربية الذات
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعى آله وصحبه ؛ وبعد :
فمن عظيم فضل الله علينا ومنته أن جعل عقيدتنا وشريعتنا من الروافد الأساسية في تربية النفس وتقويم أودها والرقي بالذات نحو مدارج الكمال ومعالي الأمور . فالإيمان بالله كفيل بغرس الهيبة في النفوس لعظمته وجلاله سبحانه والإيمان بالملائكة يربي فينا المراقبة الذاتية وتأمل معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى يفيض على النفس شعوراً بقرب السميع العليم البصير فلا تجنح نفس المؤمن للخطأ ويطرد اليأس عنا معاني الحكيم العليم الخبير ؛ وهكذا في سلسلة من النور والبهاء والعزة تستمد من هذه الأسماء والصفات لله الكبير المتعال وهي جديرة بالدراسة والتأمل من العلماء المسلمين .
وأما الشريعة الغراء فلها ما للعقيدة من أثر سامي ؛ فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتعود على الانضباط والإتقان ، والزكاة مدرسة للبذل والعطاء وطهرة للنفوس ، والصيام يعلم الصبر بأنواعه ويوحد مشاعر المجتمع في حالة يعز نظيرها . وهذه القضية عامة في جل العبادات غير أن لها ظهوراً ومزيد جلاء في عبادة عظيمة تعاقب على أدائها الأنبياء والصالحون وسيبقى ولع المسلمين بها وشوقهم إليها إلى أن يأتي أمر الله سبحانه ؛ وهذه العبادة هي الحج التي تجعل للعبد فرصة الخروج من ذنوبه وآثامه كيوم ولدته أمه كما صح بهذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم .

فمن آثار الحج التربوية على الفرد والأمة ما يأتي :

1. تأصيل قضية التوحيد في النفوس وتأكيدها :
وبهذا يتحقق الإخلاص وهو شرط صحة العبادة الأول ؛ فنية الحج خالصة لله سبحانه " وأتموا الحج والعمرة لله ..." الآية ( البقرة : 196 ) . ، وقال سبحانه في أثناء آيات الحج : " فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور . حنفاء لله غير مشركين به ... " الآية . ( الحج :30-31 ) . وفي التلبية وهي شعار الحج جاء إفراد الله بالنسك صريحاً " لبيك اللهم لبيك ؛ لبيك لا شريك لك لبيك .... " .

2. توحيد المتابعة :
وهو شرط صحة وقبول العبادة الثاني ؛ وتكون المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته وبذلك يتحقق للعبد توحيد المتابعة وينجو من شرك الطاعة وشَرَك الابتداع وقيد العوائد وتغلب الأهواء ؛ إذ عن شخص النبي صلى الله عليه وسلم فقط تؤخذ المناسك .

3. البراءة من المشركين ومخالفتهم :
وهذا مطلب شرعي حيث خالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع مختلفة من الحج مثل : الإهلال بالعمرة في أشهر الحج ، التلبية ، الوقوف بعرفة ، الدفع من مزدلفة . فليتنا نأخذ درساً في العزة والبراءة من تقليد المشركين التي ابتلي بها فئام من أبناء المسلمين فتراهم مستهترين بالعدو الغازي مولعين بتقليد حثالة رجاله ونسائه في أمور أقل ما يكون فيها انعدام الفائدة فكيف بخزايا الأعمال ومساوي الأخلاق ؟

4. تعظيم شعائر الله :
وهي من أعظم غايات الحج حيث يتربى العبد على تعظيمها وإجلالها ومحبتها وإكرام أهلها والتحرج من المساس بها أو هتك حرمتها ، ويزداد التعظيم والخضوع بترك تغطية الرأس ؛ قال جل شانه في ثنايا آيات الحج : " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " ( الحج : 32 ) .

5. التربية على الأخلاق الحسنة والخلال الحميدة :
ومنها العفة وكظم الغيظ وترك الجدال كما في قوله عز وجل : " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " الآية .( البقرة : 197 ) . فالرفث هو الجماع ودواعيه من قول أو فعل . والجدال : أن تجادل صاحبك حتى تغضبه ويغضبك .
ومنها اللين والرفق والسكينة كما قال عليه الصلاة والسلام حين سمع جلبة وصخباً في الدفع لمزدلفة : " أيها الناس عليكم بالسكينة ، فإن البر ليس بالإيضاع " والإيضاع هو الإسراع .
ومنها إنكار الذات وتجاوز أغلالها والاندماج في المجموع في اللباس والهتاف وفي التنقل والعمل .
ومنها التربية على التواضع حين لا يمتاز أحد عن أحد وليس لحاج خاصية أو ميزة عن غيره من الحجاج في الأمور الدينية فالأركان والواجبات والمسنونات متماثلة في حق الجميع .
ومنها التربية على الصبر بأنواعه: صبر على مشقة الطاعة، وصبر عن المعصية خاصة مع التزاحم وكثرة الناس؛ وصبر على قضاء الله الذي يعرض للحاج.
ومنها التربية على البذل والسخاء فالحج عبادة بدنية مالية ؛ وفي المشاعر تتسامى المشاعر فيبذل الموسر من ماله لسقيا الحجاج أو تفريج كربهم وسد حاجتهم .
ومنها تحقيق معاني الأخوة وحصول المحبة والتآلف والتضحية خاصة حين يكون الحج مع رفقة وصحبة.

6. التربية على تحمل تبعات الخطأ :
ويظهر ذلك جلياً في وجوب الفدية على من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام أو ترك واجباً . ولاشك أن الشعور بالمسؤولية وتحملها علامة نضج وكمال الإنسان وهي غاية من غايات التربية لا جرم .

7. التذكير باليوم الآخر :
في مواقف تحصل للحاج منها :
خروجه من بلده ومفارقته أهله : يذكر بالفراق حال الخروج من الدنيا .
التجرد من المخيط وترك الزينة : يذكر بالكفن وخروج العباد من قبورهم حفاة عراة غرلا .
الترحال والتعب والازدحام مع العطش والعرق : يذكر بمواقف عرصات القيامة وحشر العباد .

8. التربية على الاستسلام والخضوع لأمر الله تعالى والمجاهدة فيه :
ويكون هذا بإيثار محاب الله ومرضاته على رغبات النفوس وشهواتها ؛ مما يقود إلى مرتبة أعلى ومنزلة أسمى حين لا يكون للعبد إيناس ولا استئناس إلا بما يرضي الرب سبحانه ؛ وحينها يبلغ إيمان المسلم درجة عالية عزيزة بفضل الله وتوفيقه .

9. تعميق معاني الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية :
فالحج مؤتمر إسلامي عالمي كبير ، تتحقق فيه الوحدة في مصدر التلقي وفي قصد القلب وعمل الجوارح وفي الزمان والمكان واللباس والذكر والمناسك ، وتذوب فوارق اللغة واللون والإقليم بين المسلمين في حالة هي الأصل المتخلف ولله وحده المشتكى .

10. ربط الحجيج بأسلافهم :
حيث تحمل أعمال الحج في مضامينها ذكرى أبينا إبراهيم عليه السلام ورحيله بزوجه هاجر وابنه الرضيع إسماعيل عليه السلام إلى مكة وماكان من أمرهم مروراً بباقي الركب الميمون من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وصولاً إلى حجة الوداع مع خير الرسل وخاتمهم ُثم استكمالا للمسيرة مع الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين إلى وقتنا هذا ؛ وكم في سير أولئك الكبار من دروس وعبر وكم فيهم من قدوة ومعتبر .

11. الإكثار من ذكر الله تعالى :
والحج شعيرة يملئها الذكر ويمنحها مزيداً من الجلال والبهاء ؛ قال سبحانه : " فاذكروا الله عند المشعر الحرام " الآية .( البقرة : 198 ) . وفي الحديث " إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله في الأرض " .

12. التعود على النظام والانضباط:
فللمناسك ترتيب ونظام لا يقبل الإخلال بهما؛ وكم في الناس من مزاجية واضطراب لا تنضبط إلا بالحج .

13. التربية الإيمانية :
ومنها :
التربية على النفرة من المعاصي واجتناب الذنوب : " الحج أشهر معلومات " الآية .
التربية على الاجتهاد في الطاعات واستغلال الوقت : " وما تفعلوا من خير يعلمه الله " الآية .( البقرة : 197 ) .
التربية على الدعاء والمسألة ولذة مناجاة الله : " خير الدعاء دعاء عرفة " وفي الحج ست مواضع قمينة بإجابة الدعاء فضلاً من الله ومنة وهي : الطواف ، الصفا والمروة ، يوم عرفة ، عند المشعر الحرام ، بعد رمي جمرة العقبة الصغرى ، بعد رمي جمرة العقبة الوسطى ؛ علماً أن الحج كله سوق رائجة رابحة للدعاء والابتهال والاستغفار .
التربية على الاستقامة بعد الحج وغفران الذنوب وتبييض الصحائف . قال الحسن البصري رحمه الله : " الحج المبرور أن يرجع زاهداً في الدنيا ، راغباً في الآخرة ، ويشهد لذلك قوله تعالى : " والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " . ( محمد :17 ) " .

14. تربية النفس على لدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
فاجتماع الناس وجهل بعضهم أحكام الحج فرصة سانحة لدعوتهم وتصحيح مفاهيمهم وتقويم سلوكهم ؛ كما أن وجود البدع والمنكرات وربما الشركيات يحتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال شجاع بن الوليد : " كنت أحج مع سفيان ؛ فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهباً وراجعاً " .

15. وفي الإحرام تربية :
حين يحرم المسلم نفسه ما أباحه الله من متع الدنيا ومتاعها وزينتها لغير المحرم ، فكيف بالمحرمات على الدوام ؟ ولم ينغمس البعض في حرام لا مرية فيه بينما يتحرز من حلال حرم عليه مؤقتاً ؟

16. وفي التلبية تربية :
ففيها تحقيق توحيد القصد وإجابة أمر الله ومعاهدة على الطاعة إثر الطاعة ومخالفة لطريق المشركين؛ فإذا لبى الواحد داعي الله السنوي فما باله يتكاسل عن داعي الله اليومي ؟

17. التربية على صدق العزيمة وقوة الإرادة :
فمن حج البيت فقد أرغم هواه وغالب لذة الراحة والدعة ومضى لأمر يعلم مشقة غير ملتفت لمخذل أو مرجف أو صارف ؛ وما أكثر الصوارف ! وما أعلى صياح المخذلين بالحجج الواهيات والتوهيمات الساقطات ! .

18. التربية على هجر العوائد وقطع العلائق وتغيير نمط الحياة :
فالعوائد ما اعتاده الواحد من سكون ورخاء ، والعلائق ما تتعلق به القلوب من دون الله من ملاذ الدنيا وأناسها ، ويكون هجرها بقوة التعلق بالمطلب الأعلى وهو رضا الله سبحانه وسلعته الغالية .

19. وفي الحج تدريب عملي :
فالحاج هو المسؤول عن إتمام المناسك لا غيره ؛ وقد يكون في حملة أو رفقة فيتولى بعض أمرهم ويتاح له من التطبيق العملي والتدريب المكثف ما لم يكن متاحاً له بغير الحج .

20. وفي الحج تربية على التعلم والتعليم :
فالحاج يتعلم مناسك الحج ومحظوراته وقد يحضر دورة قبل الحج أو يسأل مفتياً في أثناء الحج وحسن السؤال نصف العلم ؛ وقد يضبط الأحكام والفتاوى بإحكام يؤهله لنقلها لغيره مبلغاً ومعلماً .
اللهم يسر لنا حجاً مبرورا وسعيا مشكوراً واغفر اللهم ذنوبنا وخطايانا؛ والله تعالى أعلم.




الحج وتربية الذات

أحمد بن عبد المحسن العساف




صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 10:33 AM   #47
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

دمعة في الحج,,,,,

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك



الحمد لله رب العالمين مدبر الخلائق أجمعين باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم لهداية الثقلين وبيان الهدى وشرائع الدين.
أحمده على الهدى بعد العمى وأشكره على التوفيق لسلوك الطريق فله الحمد والثناء وهو للحمد أهل..
والصلاة والسلام على من جمع الله به شعث البشرية ووحد به كيان الإنسانية وحمل مشعل الوحدانية ولم به فرقة العربية.وعلى آله وصحبه الكرام البررة وسلم تسليما كثيرا..وبعد:
إليك والا لا تشد الركائب
ومنك والا فالمؤمل خائب
وفيك والا فالعزم مضيع
وعنك والا فالمحدث كاذب
لماذا هذه الدمعة؟
أيها المبارك : هذه الدمعة .. بل دمعات وعبرة.., بل عبرات هيجها الفؤاد, وكتبتها المقل بالمداد ( دمعة في الحج )
...لا ككل الدمعات..
إنها دمعة صادقة..
إنها دمعة حارة..
إنها دمعة أسى , ولوعة.. اعتصرها القلب ألما ففاضت بها المدامع.
دمعة طالما حلمت بالمشاعر المقدسة.. والبقاع الطاهرة..
وهاهي اليوم تسكب هاهنا.. وترتمي في أحضان عرفات . ومنى..
دمعة تسابق الأريج . وتمازح دموع الحجيج . طالما حبست في المحاجر . وهاهي اليوم تهاجر ..
آه .. ثم آه من حرارة الحشا , وحلاوة اللقا.


يا راحلين إلى منى بقيادي *** هيجتموا يوم الرحيل فؤادي
سرتم و سار دليلكم يا وحشتي *** الشوق أقلقني وصوت الحادي
قال المعصوم عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : هنا تسكب العبرات يا عمر
وصدق صلى الله عليه وسلم.
فقل لي بربك عمن لم يبك في هذا المكان..ومن لم تبلل دموعه الأدران.هذا هو الخسران..هذا هو الخسران..

في هذه الدمعة
في هذه الدمعة:
تحقيق للعبودية وإظهار للافتقار وكشف حساب أثقلته الأوزار..
في هذه الدمعة:
ذكر لمن جل ذكره وشكر عظم بره..
في هذه الدمعة:
استشعار للمنة وعمل بالسنة ليكون المآل للجنة بأذن الله وفضله ومنه.
في هذه الدمعة:
شكر للتوفيق وحمد على الهداية للطريق وإظهار للحال بلا ريق..
في هذه الدمعة:
خضوع وانكسار وذلة لتغفر الذنوب وتسد الخلة وتحط السيئات وتعظم الحسنات وترفع الدرجات وتقبل القربات..
في هذه الدمعة:
فرح بهزيمة الشيطان ورده خائبا خاسرا على عقبيه.. اذ ان الجبار قد غفر لأهل الموقف وتجاوز عنهم نسأل الله الكريم من فضله..
في هذه الدمعةأيضا:
ذكريات عزيزة وأيام خلت لنا فيها عبرة.. فيها كان الخليل إبراهيم عليه السلام يسطر حروف التاريخ بمداد من نور النبوة الساطع ويظهر للبشرية طاعة رب البرية الخضوع والخشوع والانقياد حتى ولو بذبح الأولاد..
وفي هذه الأزمنة والأمكنة الفاضلة
يظهر إسماعيل عليه السلام الرضا بأمر الخليل فيقيده الوالد والله شاهد فيهب الكريم ذبح عظيما فيسلم الولد وينجح الوالد في تحقيق أمر الحق جل وعز
وفي هذه الأزمنة والأمكنة الفاضلة
يظهر المعصوم صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي يظهر الجلد والصبر على الضيم والجهر ويدعوا إلى التوحيد صباح مساء فيشرق على الكون الضياء من هنا من هذه الأماكن المقدسة والبقاع الشريفة
نعم من هنا كان تاريخنا وكانت حاضرتنا لا من ( لينين ) ولا من ( ستالين ) ولا من كل فرعون..
بل: من بلادي يطلب العلم ولا *** يطلب العلم من الغرب الغبي
وبها مهبط وحي الله بل *** أخرج الله بها خير نبي

بل وفي هذه الدمعة
حرقة وأسى ولوعة على حال المسلمين في كل فج عميق..
القتل زادهم والتشريد سكنهم والدماء شرابهم والإهانة معيشتهم..
شردوا في الأرض زرافات ووحدانا ولفقت لهم شتى أنواع التهم وألبسوا كل لباس.. وهم قتلهم الوهن وأضعفهم العجز وكبلهم الكسل ومزقتهم الفرقة وضيعتهم المصالح الشخصية والأرصدة البنكية وأصبح حال الأمة اليوم حال الثكلى فلا والد ولا ولد ولا صبر ولا جلد..إلى الله المشتكى ...
والغريب في الأمر أن من بني جلدتنا قوم أفكارهم غريبة ومبادئهم مريبة سلطوا ألسنتهم الحداد على أهل الصلاح ولإيمان وسلم منهم أهل السوء والفساد فجعلو ينخرون في الأمة الثكلى كما تنخر الدودة المفسدة في العصى فيسقط سليمان الإيمان على أرض الفساد فتقول لسان الحال: يا بشرى هذا غلام.. إن أهل النفاق هم وأهل الملل الكافرة من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم يقفون في خندق واحد ضد أهل التوحيد ..
نعم ضد أهل الإيمان والعقيدة السمحة البيضاء النقية وصدق الله جل وعز إذ يقول:
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى }
(120) سورة البقرة
والمؤمن الغيور حينما يرى الواقع المرير وما آلت إليه الحال لا يملك إلا هذه الدمعة فتهراق على مقلة طالما حلمت بعز الإسلام وأهله وذل الكفر وأهله...
بل وفي هذه الدمعة:
استشعار للوحدة الإسلامية وارتباط بهدف موحد..
فالدين واحد..
والرب واحد..
والنبي صلى الله عليه وسلم واحد .. والقران واحد
والسنة واحدة والقبلة واحدة والمشاعر واحدة والجنة واحدة والطريق واحد
وفي هذه الدمعة
حزن على التفريط في زمن الحياة فأن العمر ساعة فهنيئا لمن جعلها في طاعة ...
والعبد حينما يذكر الساعات الضائعة من عمره لا يملك عبرته فتهراق ندما على التفريط في زمن الصبا فرط في الخيرات وما كان مطيعا واشتغل بالملهيات إذا كان مستطيعا
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أيسر ما عليك يضيع
وفي هذه الدمعة: أنين وحنين من الأمل المنشود من الرب المعبود.. فما أجمل الأمل .. حين يحدو مطايا القلب .. فهو نور في ظلام وفرح وسلام.. نعم ان العبد ليقبل على ربه ومولاه فينطرح بين يديه سبحانه ويؤمله ويسأله.. أن يعفو عنه وأن يقبل منه وأن يتوب علية فيمن فيما تاب عليهم ..أن العبد ليتملق سيده جل وعز أن يعفو عن زلاته وان يصفح عن غدراته واجرامه..فتدمع العين في الموقف الطاهر وتسكب العبرة عندما يرن في الأذن قول الحق جل وعز: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
(53) سورة الزمر
فإنما هي حسرة على الذنب..
فعبرة من الخوف ..
فدمعة من الوجل..
فدعاء مع الذل..
فرحمة من ارحم الراحمين..
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
(60) سورة غافر
ولين لسان حالك ايها المبارك :
أمولاي إني عبد ضعيف *** أتيتك أرغب في مالديك
أتيتك أشكو مصاب الذنوب *** وهل يشتكى الضر الااليك
فمن بعفوك يا سيدي *** فليس اعتمادي إلا عليك

أيها المبارك : انثر العبارات..واسكب الدمعات في هذه العرصات عساك أن ترحم مع المرحومين وتقال مع التائبين.... وتبل مع المقبولين..
ثم اعلم أيها المبارك : أنك في مكان شريف فاضل وفي زمان شريف فاضل فاجعل زادك في حجك العمل الصالح والتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات عسى أن تكون من المقبولين..
وفي هذه الدمعة أيضا :
تذكر لليوم الآخر واستعد له ..فأنت ترى الجموع قد غصت بهم البقاع الطاهرة والأماكن الشريفة في لباس واد هو البياض.. فتدمع العين لهذا المشهد المهول...آلاف مؤلفة ورؤوس مكشفة .. رداء واحد وأزار واحد ..
فنسأل الذي جاءوا من أجله في هذا الصعيد الواحد الا يحرمهم الأجر والا يخيب فيه رجاءهم وأن يعمنا وإياهم برحماته انه ولي ذلك والقادر عليه

أيها المبارك: تذكر الكفن وأنت ترى البياض على الناس ..تذكر الحشر وأنت ترى الآلاف تذكر الموقف الرهيب والخطب المهيب تذكر خضوع الناس لرب العالمين ووقوفهم بين يديه جل وعز في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي.
ثم أيها المبارك
بادر قبل ان تبادر بادر بالتوبة وأصلح الحال مع الله جل وعز. بادر بترك كل مخالفة لشرع الله..بادر بتحكيم امر الله في جميع شؤونك بادر بنبذ البدع والخرافات والقبوريات والطرقيات والحق بركب أهل الحق أهل الكتاب والسنة ...
في هذه الدمعة أيضا
الخضوع والذل والانكسار بين يدي رب الأرباب والتملق والانطراح بين يديه جل شأنه ..وإظهار الفقر والفاقة والدعاء.. نعم الدعاء.. فهو سلاح المؤمن
ومن مظنة إجابته بعض الأحوال والأماكن والأزمان منها :
ما كان في حال السفر فدعوة المسافر مستجابة لاترد والحاج مسافر لطاعة.
وكذلك دعوة الحاج فإنها مظنة الإجابة قال صلى الله عليه وسلم (الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) رواه ابن ماجه وصححه الألباني
وكذلك الدعاء في بعض الأماكن الشريفة والأزمنة الفاضلة.
فعند الصفا وعند المروة ويوم عرفة قال عليه الصلاة والسلام أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة أنا والنيون من قبلي : لا اله إلا الله وحده لاشريك له) رواه الترمذي
وكذلك الدعاء عند المشعر الحرام وكذلك الدعاء بعد رمي الجمرتين الصغرى والوسطى وكذلك عند شرب ماء زمزم وكذلك في جوف الليل ووقت السحر ودبر الصلاة المكتوبة وفي السجود وبعد المطر وبعد الوضوء وبين الأذان والإقامة وبعد الصلاة على النبي صلى الله علية وسلم في التشهد الأخير ودعاء المضطر ودعاء الوالد لولده .
أيها المبارك : فالله الله بالدعاء .. ألح على الله به فانك في مواطن إجابة ...أسأل الله أن يتقبل منا منكم صالح الأعمال وان يغفر الزلل ووفق الله الجميع لصالح النية والعمل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

تمت في رياض نجد عمرها الله بطاعته وحرسها من كل سوء .



دمعة في الحج

............................................. ............................................. .........

تأملات إيمانية في الحج وشعائره.........

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمدٍ سيّد المرسَلين، وزعيمِ المجاهدين، وإمام المتّقين .. وعلى آله وصحبه الكرام أجمعين.. ورضوان الله على مَن سار على دربه واتقى تُقاه وجاهد جهاده.. إلى يوم الدين، وبعد :
مدخَل:
لقد نزل الإسلام العظيم لتحرير الإنسان من كل عبوديةٍ وإذلالٍ لغير الله _عز وجل_، ولتحرير الإنسانية من المظالم التي تقع بين أممها وأفرادها، نتيجة الخروج عن المنهج الربانيّ العادل الصالح لكل زمانٍ ومكان.. وقد أصّل ديننا هذا كله عبر أصولٍ ثلاثةٍ تحدثنا عنها في أبحاثٍ سابقة، نذكرها هنا للبناء عليها:

1- الأصل الأول أو الهدف الذي ينبغي تحقيقه، لتحقيق العدل والسعادة والرخاء للإنسان، وهو: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).. الذي يعني بإيجازٍ شديد: لا واضع لمنهج الحياة إلا الله، ولا مشرّع لدستور الحياة وقوانينها إلا الله، فهو الإله والربّ الذي ينبغي على الإنسان أن يطيعَه ويعبدَه وينفّذ أوامرَه ومنهجَه. وإن لم يفعل الإنسان ذلك، فإنه سيحوّل نفسه إلى عبدٍ لغير الله عز وجل، الذي سيكون في هذه الحالة.. الربّ المزيّف الذي يضع للناس من عنده منهج الحياة ودستورها وقوانينها المليئة بالأخطاء، وبالتالي المليئة بالظلم، فيحلّ الشقاء والتعاسة والظلم.. بدل السعادة والرخاء والعدل.

2- الأصل الثاني أو وسيلة تحقيق الهدف، وهو: الجهاد في سبيل الله، بكل أنواعه وأقسامه.. التي تتراوح من الجهاد بالقلب إلى الجهاد باليد.. وما بينهما من جهاد النفس والقلم وأساليب الدعوة المختلفة إلى الله ودينه القويم ومنهجه الصحيح الوحيد الشامل.

3- الأصل الثالث أو المحرّك الدائم الذي يحرّك الإنسان المؤمن للسعي باستمرار إلى هدف الإسلام في الأرض.. وهو: اليوم الآخر.. الذي فيه يكافَأ مَن يؤدي الأمانة على خير وجه، ويُعاقَبُ الذي يقصّر في تأديتها ويتقاعس عن تحرير نفسه وشعبه وأخيه الإنسان.. من كل أنواع العبودية لغير الله _عز وجل_.

تلكَ إذن.. كانت أصول الإسلام الثلاثة، التي ينبغي أن ينطلق منها المسلم المؤمن.. لكنّ الله عز وجل وضع لنا إلى جانبها أركاناً خمسة، هي: الشهادة، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج.. هذه الأركان الخمسة تهدف إلى ما يلي:
1- توفير التربة الصالحة للمؤمن بشكلٍ مستمر.. لتغذيته بالزاد المهم الضروري، للسعي باستمرارٍ إلى تحقيق الأصول الثلاثة المذكورة آنفاً.. في نفسه، وفي كل مكانٍ يستطيع الوصول إليه.. لنجده يتذكّر دائماً بأن لا إله إلا الله، ولا وسيلة لتحقيق ذلك إلا الجهاد في سبيله، ولا شيء يحرّك النفس البشرية للسعي في سبيل الله لتحرير البشرية إلا التذكّر بأن هناك يوماً آخر، فيه يُثاب الناس على التزامهم بتأدية الأمانة الموكلة إليهم من ربهم عز وجل.. أو يعاقَبون على تفريطهم وتقاعسهم عن ذلك!..

2- وحمل الإنسان المؤمن على تبني منهج الله عز وجل، وبشكلٍ دائمٍ، وبأفضل صورةٍ ممكنة.. وتنفيذ ذلك المنهج الرباني في شؤون الحياة كلها!..
قد نتحدّث عن الأركان كلها في مناسباتٍ أخرى.. لكننا هنا سنتحدّث عن ركن واحدٍ فقط، هو ركن: الحج، لمناسبته التي تبدأ خلال أيامٍ قليلةٍ _بإذن الله سبحانه وتعالى_.

الحج.. ذلك المؤتمر الإسلاميّ العالميّ الذي يهدر فيه المسلمون من كل بقاع الأرض، وفيه يعاهِد المسلم ربَّه على السير لتحقيق هدف الإسلام في الأرض.. وعلى الجهاد الدؤوب بشتى أنواعه.. لنشر الإسلام، وتحرير المسلمين بل البشرية كلها.. من ربقة الظلم والاضطهاد والإذلال!

خلال الحديث عن الحج وشعائره.. لن نتعرّض للأحكام الفقهية والفوائد الثقافية والسياسية والأخلاقية من الحج.. فقد أبدع فقهاء الأمة ومفكّروها -مشكورين- في الحديث عن تلكم الأمور.. لكننا سنقدّم حلقاتنا بأسلوبٍ تحليليٍ تأملّيٍّ لكل شعيرةٍ من شعائر الحج.. فنكشف كنهها وهدفها.. ولنربط بينها جميعاً.. ونخلص إلى نتائج مهمةٍ.. كانت هي الهدف الذي فرض الله لأجله الحج على المسلمين، ركناً من أركان دينهم العظيم القويم!

إذن، لنقف معاً عند نفحاتٍ وتأملاتٍ إيمانية.. فنـزيل الستار عن عظمة ديننا وشعائرنا الإسلامية.. التي تسبر أغوار النفس الإنسانية للمسلم.. فتجعله يجيب على السؤال الكبير:
لماذا كانت هذه الشعائر، وما حقيقتها وحقيقة أهدافها.. ثم ما الهدف الكبير من ركن الحج كله؟!..
إذا صنّفنا شعائر الحج.. فسنجد أنه يتكوّن من الشعائر الأساسية التالية:
1- الإحرام.
2- التلبية.
3- الطواف.
4- السعي.
5- الوقوف بعرفة.
6- النحر.
7- رمي الجمرات.
8- الإقامة بمِنـى.

لنلقي نظرةً تأمّليةً تحليليةً على كل شعيرةٍ من الشعائر المذكورة آنفاً :

أولاً : الإحرام خطوة تجهيزية:
في بداية الحج، يجد الحاج المسلم نفسَه أمام أول شعيرةٍ من شعائره، هي الإحرام، فيتحلّل من الثياب المخيطة، وينظّف جسده نظافةً تامةً، ويكشف رأسه، ثم يضع على بدنه -ليستره- قطعتي قماشٍ بسيطتين غير مخيطتين!..

لا يجوز للمُحرِمِ أن يخاصمَ أحداً من الناس.. كما لا يجوز له قصّ شعره أو ظفراً من أظافره، ويُحَرَّم عليه الصيد في الحَرَم، أو اقتراف أيٍ من السيئات، كما يحرم عليه التطيّب بالعطر، أو ممارسة الحياة الزوجية العادية!..
نحن إذن أمام شعيرةٍ يبدأ فيها الموسم التعبّدي للحج، وحتى يكون تنفيذها صحيحاً وكاملاً، وحسب ما تقتضيه أوامر الله _عز وجل_.. ينبغي أن يقوم الحاج المحرِم بما يلي:
1- الإقبال على الله _عز وجل_ بنفسٍ نظيفةٍ، وجسمٍ نظيفٍ، وروحٍ نقيةٍ طاهرةٍ محسِنة غير مذنبة!..

2- التجرّد الكامل من مفاتن الدنيا، ومن التمايز بين الناس الموجود عادةً في الحياة العادية، ومن الانشغال عن هدف الحج والعبادة والتذلّل إلى الله _عز وجل_ خالق الخَلقِ وحده.. بأي عملٍ أو تصرفٍ مهما كان صغيراً، حتى لو كان قصّ شعرٍ أو تقليم ظفر!.

هناك إذن.. توجّه كامل بكل الجوارح، وتركيز كامل بكل المظاهر الداخلية والخارجية للنفس البشرية، وتهيئة للروح الإنسانية.. للإقبال على عبادة الله _عز وجل_ وحده، بلا حواجز ولا مراسم ولا أي أمرٍ شاغلٍ للنفس عن هذا الإقبال النقي الصافي باتجاهه _سبحانه وتعالى_.. فهي الخطوة الأولى التمهيدية لما سيتبعها ويؤازرها من خطوات!..

ثانياً : التلبية تأكيد على أنّ الحج لله _عز وجل_ وحده لا شريكَ له:
منذ الإحرام ودخوله الحرم الشريف.. يبدأ الحاج بالتلبية ويبقى يلبي حتى آخر مدة الحج تقريباً (حتى رمي الجمرة الأولى).. فيرفع صوته بالنداء حتى يبحّ صوته، كما كان يفعل صحابة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وكما كان يأمرهم رسولنا وحبيبنا _عليه أفضل الصلاة والسلام_:
لبيكَ اللهم لبيك
لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيك
إنّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والمُلك
لا شريكَ لك

لنتخيّل المشهد العظيم:
كل المؤمنين المتوجّهين إلى بيت الله الحرام، من كل أصقاع الأرض وأركانها.. يهتفون بذلك الهتاف الخالد، فيقولون ويعلنون :
جئناكَ ياربَّ الأرباب، ويا خالق الخلق كلهم، جئناكَ نلبي نداءكَ، فأنتَ ربُّنا وحدكَ لا نعبدُ إلهاً ولا ربّاً سواك، ولا نستمدّ منهج حياتنا إلا منك، ونعاهدكَ على المضي قدماً لتحقيق حكمكَ وتنفيذ شرعكَ.. ونحمدكَ يا ربّ العزة على كرمكَ معنا ومنحكَ إيانا منهجكَ العظيم.. فهي نعمتكَ التي لا تُقَدَّر بثمن.. ونحن يا ربِّ طوعُ أمركَ، ورَهنُ إشارتكَ، ننفّذ ما تأمرنا به من غير تلكؤٍ أو كللٍ أو مللٍ أو تقصير.. فأعنّا يا ربنا على ذلك، فأنتَ خير معين!..

فالتلبية هتاف المسلم الخالد، الذي يعلن فيه المؤمن أنه ما أتى إلا لتنفيذ أمر إله السماوات والأرضين وحده.. وأنه قادم ليعلن عبوديته له وحده، في كل أمرٍ من أمور دنياه، فهو الخالق، وهو الحاكم وحده.. ويعاهده على الجهاد في سبيله وحده، بكل الأساليب الممكنة، حتى يتحقق هدف الإسلام في الأرض.. فتتحقق العبودية التامة في الأرض كلها لربّ الأرباب، الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد!

ثالثاً : الطواف حول قبلة المسلمين ووجهتهم أينما كانوا في الأرض كلها
الكعبة المشرَّفة هي قبلة المسلمين التي يتوجّهون إليها في صلواتهم كلها، وذلك من أي مكانٍ في أصقاع الأرض وأقطارها.. هذه الكعبة الشريفة يأتي إليها الحجاج المؤمنون مُلَـبِّين، ليطوفوا حولها سبعة أشواط، متذكِّرين أنّ هذه الكعبة قد بناها لهم أبو التوحيد والعبودية لله عز وجل وحده: سيدنا إبراهيم، مع ابنه إسماعيل عليهما السلام.. ليشعر المؤمن بمشاعر إيمانيةً خاصةً تجتاح كيانه، فهذه الكعبة ما بناها إبراهيم عليه السلام بأمر ربه سبحانه وتعالى.. إلا لتحقيق وحدة المسلمين في كل أقطار الأرض على هدفٍ واحدٍ، وليعبدوا إلهاً واحداً لا شريك له، وينبذوا كل الآلهة والأرباب المزيّفين على مرّ التاريخ والعصور!..

يطوف المؤمنون وهم يهتفون هتاف رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بسم الله، والله أكبر
اللهم إيماناً بك
وتصديقاً بكتابك
ووفاءً بعهدك
واتباعاً لسنّة نبيّك
ثم يدعو كل منهم ما يخطر في باله من أدعية، متوجهاً بقلبٍ صافٍ نقيٍ إلى رب العزة جل جلاله، طالباً منه العفو والغفران، والتأييد والدعم في كل شؤون حياته!..
يطوف المؤمنون وفق دائرةٍ لا تنتهي حتى تبدأ من جديد، معاهدين ربّ الأرباب جل وعلا بهتافهم المذكور الذي يعني:
باسمك يا رب، يا أكبر من كل كبير، نعاهدك عهد الإسلام والإيمان، على أن نستمر معظم حياتنا بالحركة المستمرة والجهاد الدائم الذي يبدأ ولا ينتهي حتى تحقيق أهدافه، في تحرير الناس من العبودية لغيرك، وحتى يتهاوى كل طواغيت الأرض، وينتقل الناس من عبادة الطغاة والعباد.. إلى عبادة ربِّ العباد والأرباب أجمعين وحده.. وسنورّث أهدافنا إلى ذرارينا التي ستأتي من بعدنا، لتستمر -بعد رحيلنا عن هذه الدنيا الفانية- حركةُ الجهاد إلى يوم القيامة.. فيبقى كتابك الكريم هو الحاكم الوحيد الشامل لحياة البشر، تدعمه سنّة نبيّك وحبيبك محمدٍ صلى الله عليه وسلم.. يا رب الأرباب: نعاهدك على كل ذلك، عهد التصديق والوفاء والإيمان!..

وقفة : تتمّات الطواف :
ثم يصلي الحاج المؤمن ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، باني الكعبة قبلة المسلمين، والمؤذِّن للناس بالحج، وداعيهم للقدوم إلى هذا اللقاء العالميّ الواسع من كل أقطار الأرض وأركانها، ليجدّدوا عهدهم عند بيت الله الحرام، بالاستمرار في الحركة والعمل والجهاد حتى تكون كلمة الله هي العليا، ويكون دينه ومنهجه هو المحكَّم بين الناس، ويُزال كل طاغوتٍ في الأرض إلى يوم الدين!..
وينـزل الحاج بعد ذلك إلى بئر زمزم، ليعبَّ من مائها المبارك، ويغسل رأسه.. فيتذكّر معجزة الله عز وجل في تفجير مياه هذه البئر إكراماً للسيدة هاجَر زوجة إبراهيم عليه السلام، وإغاثةً لها ولولدها إسماعيل عليه السلام.. وما تزال هذه المياه المتفجرة متدفقةً منذ آلاف السنين.. تفجّرت في صحراء قاحلة، واستمرت، وستستمر بإذن الله.. فشرب منها ملايين الملايين.. وسيشرب منها ملايين أخرى وأخرى.. يتذكّر الحاج المؤمن بكل ذلك، أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، وهو وحده ناصر المؤمنين وقاهر الجبارين مهما بلغت قوتهم.. وكما تفجّر المستحيل بتفجير ماء زمزم واستمرار تدفّقه.. فسيبزغ فجر الإسلام والمسلمين من أعماق المحنة والإحباط.. وكما أغاث الله جل وعلا السيدة أم إسماعيل وولدها إسماعيل عليه السلام، في مكانٍ ووقتٍ لا يمكن فيهما –بمعايير البشر- أن تتم الإغاثة.. فهو سبحانه وتعالى سيُغيث المجاهدين في سبيله بنصرٍ وفتحٍ من عنده، يتحقق من أعماق المعاناة وحلكة الظلام، مهما اشتد اسوداداً وقتامةً ومأساويّة!..

رابعاً : السعي بين الصفا والمروة تجديد للعهد مع الله عز وجل
ينطلق الحجاج المؤمنون إلى المسعى، فيحثّون السير سبعة أشواطٍ أيضاً بين جبلي الصفا والمروة.. إذ يرتقون الصفا هاتفين بأعلى أصواتهم:
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك، وله الحمدُ، يُحيي ويُميتُ، وهو على كل شيءٍ قدير.. لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحده).
ثم يهتفون مثل ذلك أيضاً عندما يرتقون المروة..
وهكذا في كل شوط، سبع مراتٍ متتاليات، ذهاباً وإياباً.. يرتقون جبلاً، ويهبطون وادياً، ويسيرون في سهل.. يمشون تارةً، ويُسرعون ثانيةً (بين الميلين الأخضرين).. إلى أن ينتهوا من أشواطهم السبعة، داعين الله عز وجل ومسبّحين ومُلَبـِّين.. وكأنهم يجدّدون عهدهم مع الله جل وعلا ويؤكّدون عليه.. إنه عهد العمل والجهاد والدأب المستمر في سبيل الله سبحانه وحده.. فما إن يبدأ المسلم المؤمن بالسعي فيقطع مرحلةً من مراحل عمله ودأبه لنصرة دينه.. حتى يعودَ إليها من جديد، ليتفقّد ما أنجز.. فيسدّد ويصوِّبَ ويؤصِّل.. ويتأكّد من ثباته على الطريق المستقيم القويم، من غير انحرافٍ أو ابتعادٍ عن هدفه.. يفعل ذلك ملبّياً هاتفاً بوحدانية الله عز وجل، معاهداً على التزام أوامره واستمرار دأبه طوال حياته كلها.. مبتدئاً من مرحلةٍ منتقلاً إلى التي تليها بثباتٍ وعزمٍ متجدّد.. إلى أن يحقق هدف الإسلام في الأرض، ويحقق الحاكمية لله جل جلاله.. وهكذا يعاود ويصحّح ويصوِّب خُطاه باستمرار.. متفقّداً ما بنى، متأكّداً من حسن ما صنع، مستمراً في طريق الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، من غير كللٍ أو ملل، يقطع بهدوءٍ مرحلةً وراء مرحلة، وبثباتٍ ويقينٍ وإيمانٍ مطلَقٍ بأنّ الخاتمةَ للمؤمنين، والعاقبةَ للمتّقين، والنصرَ للمجاهدين العاملين.. وفي ذلك تتم إزالة كل طواغيت الأرض (هزم الأحزاب وحده)، وإقامة منهج الله عز وجل (نصر عبده)، وانتهاء كل جبارٍ في الأرض يستعبد الناس.. فيتحرّر البشر من تسلّط طواغيتهم، ويتوجّهون إلى الله عز وجل ربهم وإلههم متساوين، يسودهم حكمه العادل، ويسوسهم خيرهم ديناً وعزيمةً وكفاءةً وتقوى، وتتحقق كرامتهم من غير تفريقٍ بينهم.. وتستمر بهم حال العدل والمساواة والتكريم إلى آخر الحياة!..

خامساً : الوقوف بعرفة تتويجٌ لإعلان العبودية لله عز وجل وحده
هناك في عرفات يُتمَّم البناء، وتكتمل حلقة التوجّه إلى خالق الـخَـلْق أجمعين.. التي تبدأ من اللقاء بالصلاة جماعةً في مسجد الزقاق، ثم بصلاة الجمعة في مسجد الحي، ثم بصلاة العيد في مُصلى المدينة.. وهاهو العالَم كله يلتقي الآن هنا في عرفات!.. حيث يتجلّى الله تبارك وتعالى على عباده، فيُباهي بهم ملائكته، فهؤلاء هم المؤمنون جاؤوه شُعْثاً غُبْراً يعاهدونه على الجهاد في سبيله، وفي سبيل تنفيذ أوامره في الأرض كلها، والاستمرار على حياة الدعوة والعمل والجهاد حتى الموت!..
هناك في عرفات يحتشد ملايين الناس: بلباسٍ واحد، وحالٍ واحدة، وتهليلٍ واحد، وتكبيرٍ واحد، وتلبيةٍ واحدة.. وذلك كله أمام ربٍ واحدٍ لا شريك له، يعاهدونه عهد الإيمان والإسلام على السير وفق منهجه ودستوره وشريعته التي وضعها لهم!..
هناك في عرفات، تنتهي الحدود، وتُزالُ الفوارق بين البشر والأجناس، وتزول المراتب والدرجات الدنيوية، وتموت المسافات.. فلا تفاضل هنا إلا بالتقوى!..
يهتف المؤمنون كلهم بشعار الإسلام الخالد:
(لبيكَ اللهم لبيك، لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيك، إنّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والمُلْك، لا شريكَ لك).
هو عهد دائمٌ، يتجدّد في كل خطوةٍ ومرحلة: سنحقق الهدف بإعلاء كلمة الله رب الأرباب كلهم، وسنُزيل كل طاغوتٍ في الأرض، وسنُحرِّرُ أنفسنا والناسَ جميعاً من كل ظلم!..
ويزيد المؤمنون على ذلك بالتكبير:
(الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر).
ليؤكّدوا أنّ الله أكبرُ من كل كبير، وأكبر من كل ربٍ مزيَّف، وأكبر من كل جبارٍ في الأرض، وأكبر من كل طاغيةٍ يحكم بغير ما أنزل سبحانه وتعالى!..

في عرفات، من المفترض أن يخطب في الناس خليفتهم وإمامهم أمير المؤمنين، أو مَن يوكله بذلك.. فيرحّب بهم في رحاب الله عز وجل، ويذكّرهم بعهد الله عليهم، بأن لا يُشرِكوا به أحداً، ولا يرضوا بأن يُشرِكَ أحد به في الأرض كلها.. والمستمعون إلى الخطبة فيهم المندوبون عن كل مكانٍ في العالَم!..
هناك تلهج القلوب بالدعاء والثناء على الله تبارك وتعالى، فتصل إليه الدعوات والرجاءات فوراً من غير وسيطٍ أو واسطة.. ويستمر الدعاء من بعد الزوال حتى غروب الشمس.. وخير ما دعا به رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم، ذلك العهد على تحقيق هدف الإسلام في الأرض:
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْكُ وله الحمدُ، يُحيِي ويُميتُ وهو على كل شيءٍ قدير).
في عرفات يتحقق الموقف العظيم، لأنه اللقاء الحي مع الله جل وعلا، الذي يتجلّى على الناس.. فيقبَل منهم العهد، ويباهي الملائكةَ بعباده المؤمنين الطائعين.. إنه اللقاء العظيم بين الله وعباده المؤمنين:
يعطونه العبادة ويعطيهم الكرامة والحرية، يعاهدونه على المضيّ قُدُماً في طريق الإسلام العظيم.. فيباركهم ويبارك عهدهم، يَعِدونه بالطاعة الكاملة.. ويَعِدهم بالعِتْقِ من النار!..
ثم يزحف الناس عند الغروب إلى (مزدلفة) أو (المشعر الحرام).. ثم إلى منى لرجم الشيطان الرجيم.. يزحفون متزاحمين بالأكتاف الليّنة، والقلوب الصافية، والأرواح الحانية، والعزم الشديد، والإصرار العنيد على المضي في طريق الله عز وجل.

سادساً : رمي الجمرات براءةٌ من الشيطان اللعين
يرتاح الحجاج المؤمنون المسافرون في مِنى، فهي محطة تفصل ما بين مكان العهد مع الله عز وجل في عرفات، وبين بقية أنحاء الدنيا التي سينفَّذ فيها ذلك العهد الوثيق!..
ومن (مزدلفة) يجمع المؤمنون الحصيّات التي سيرجمون بها إبليس اللعين، زعيم الطواغيت وربهم المزيَّف الأكبر.. وبذلك، فالمؤمنون بعد أن عاهدوا الله سبحانه وأعطوه الميثاق الغليظ بأن يعبدوه وحده لا شريك له.. يتوجّهون لتأكيد عهدهم وميثاقهم الغليظ.. يتوجّهون للبراءة من الشيطان الرجيم، والوسواس الخنّاس، الذي يفتن الناس ليحرفهم عن طريق الحق!..
من بوابة مِنى ما بين مكان العهد المبرَم مع الله عز وجل وبين أمكنة تنفيذه.. يلج المؤمنون مؤكّدين طاعتهم لله جل وعلا القاهر الحق، ومتهيِّئين لبراءتهم من الشيطان اللعين زعيم الباطل، وذلك بجمع الحصيات التي سبرجمونه بها!..

سابعاً : النحر إراقةٌ للدم في سبيل الله سبحانه وحده
يتوجّه بعد ذلك الحجاج المؤمنون إلى المنحر، ليريقوا أغلى شيءٍ في الحياة الدنيا.. ليريقوا الدم لله عز وجل.. رمزاً على أنّ الدماء أرخص من المبادئ والعقيدة، فدون إسلامنا ومنهجنا.. دماؤنا وأرواحُنا رخيصةً في سبيل الحي القيوم جل جلاله، وفي سبيل تحقيق منهجه العظيم في الأرض كلها!..
ثم يتوجّهون إلى مكة ليطوفوا ويسعوا من جديد.. لتجديد العهد وتأكيده مع الله عز وجل، بأننا على الحق سائرون، وإلى تحقيقه ساعون، وفي سبيلك يا ربَّ الأرباب مستمرّون، وعلى هديكَ ماضون!..

ثامناً : العودة إلى مِنى استعداد لدخول أروقة الدنيا ودار الامتحان الكبير
ثم يتوجه الحجّاج المؤمنون إلى مِنى للإقامة فيها يومين أو ثلاثة من أيام العيد.. وتلك فترة أكلٍ وشربٍ كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيها يتحلّل المؤمنون من ثياب الحج الخاصة، ويرتدون ثيابهم العادية التي سيعيشون بها في دنياهم.. وفيها يأكلون من لحوم ضحاياهم التي أراقوا دماءها لله عز وجل، وفيها يتعارفون، ويستعدّون لدخول أبواب الدنيا المختلفة، برفض مناهج الشيطان وتلامذته من الطواغيت المتسلِّطين والأرباب المزيَّفين.. وذلك برجم زعيم الباطل إبليس اللعين، سبعاً.. سبعاً، في كل يومٍ عند العقبات الثلاث.. يرجمونه وهم يصرخون:
(باسم الله، والله أكبر).
فيؤكّدون بذلك أن: (باسم الله) نرميكَ ولن نعمل بما توحيه إلينا أو توسوس به أيها الباطل اللعين.. (والله أكبر) منكَ ومن كيدكَ أيها المزيَّف الرجيم!..
بعد ذلك يغادرون إلى مكة ليطوفوا بها طواف الوداع، مؤكّدين عهد الله للعمل الدائب في سبيله.. مودِّعين بيته الحرام ورمزَ توحيده، متوجّهين من جديدٍ إلى بلادهم وديارهم المتناثرة في كل أرجاء المعمورة، حمُاةً لدينه، ودُعاةً لمنهجه، وجنوداً لإعلاء كلمته في كل بلدٍ وركنٍ من بلاد الأرض وأركانها!..

تاسعاً : زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بلَّغ الناس دينهم
إنها المحطة المهمة التي يتوقّف فيها الحاج في ذهابه وإيابه، أو في أحدهما.. فيزور مسجد الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.. يزور المجاهد الأول الأعظم الذي بلّغ رسالة ربه للناس، وجمعهم عليها، فبلغت ثمار جهده وجهاده أقاصي الأرض، فقضى على كل طاغوتٍ يحكم بغير ما أنزل الله عز وجل، وأزاح كلَّ ربٍ مزيَّفٍ يستعبد الناس، ويُذِلّهم، ويمتهن كرامتهم!..
وهناك في مسجده صلى الله عليه وسلم.. يجد المؤمن إلى جانبه صاحبيه الحبيبَيْن: أبو بكرٍ وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهما، والخليفتَيْن الراشدَيْن اللذَيْن سارا على نهجه وخُطاه عليه الصلاة والسلام، ونفّذا أوامره وشرعه في الأرض، إلى أن صار الإسلام ظاهراً على كل المناهج البشرية الوضعية الضالة، فاندثر الطغاة مستعبدو الأمم والشعوب، وتحرّر الناسُ بالإسلام في عهدَيْهما رضي الله عنهما.. من طواغيت الأرض الضالين المُضِلِّين!..

عاشراً : العودة إلى الوطن بمغفرةٍ ربانيةٍ وعزيمةٍ لا تلين
يعود الحجاج المؤمنون إلى أوطانهم المختلفة، وفي طريق عودتهم كلما ارتقوا جبلاً، هتفوا:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له (الهدف)، له المُلْكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قدير (لا يفلت من حسابه أحد من الخَلْق).. آيبون تائبون (من تقصيرنا الذي مضى)، عابدون ساجدون لربنا حامدون.. صدق الله وعده (وسيصدق حتماً في كل حين).. ونصر عبده (وسينصر عباده دائماً).. وهزم الأحزاب وحده (وسيهزمهم في كل وقتٍ وعصرٍ وحين)!..

النتيجة الإجمالية من الحج وشعائره
لقد فرض الله عز وجل الحجَ مرةً واحدة في العمر، وسنّ رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم الحج مرةً كل خمس سنوات، ويأتي موسم الحج بعد موسم الصيام وشهر رمضان بقليلٍ من الوقت، الذي فيه يستعدّ المسلم استعداداً إيمانياً راقياً طوال شهرٍ كامل، فيجد نفسَه قريباً من ربه سبحانه وتعالى، متهيئاً نفسياً وإيمانياً للحج وشعائره!..
في الحج نجد أنفسنا أمام تحركٍ شعبيٍ جماهيريٍ واسع، على مستوى الإنسانية كلها.. يهتف ملايينه بهتافٍ واحدٍ وشعارٍ واحد: (لبيكَ الله لبيك..).. فيه يجتمع الناس طائفين وساعين وواقفين بعرفة ومتعارفين وراجمين للشيطان الرجيم.. مُعاهدين إلهاً واحداً هو الله جل وعلا على المضيِّ في طريقٍ واحد، لتحقيق هدفٍ واحد، والاستقامة على منهجٍ واحد، والجهاد في سبيل تحرير الإنسانية، ونقل شعوبها من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، حتى يسجدَ سكان الأرض كلها لله عز وجل وحده، وحتى تُداس الطواغيتُ في كل مكان، فيتحرر الناس من كل بغيٍ وطغيان، حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله جبار السماوات والأرض!..

في الحج يشعر الإنسان المؤمن بعزّة المبدأ، وعزّة الانتماء، وعزّة الأمة التي كانت خير أمةٍ أُخرِجَت للناس.. وفيه تزول الحدود في نفس المؤمن، وتصبح نظرته إنسانيةً واسعةً عالميةً شاملة، بدل أن تكون محلّيةً محدودةً ضيّقة.. فيتحرّر من عُقدَته المحلّية الخاصة أمام الحل العام الشامل للعالَم الإسلاميّ والعالَم كله.. فينقلب يَأسُهُ أملاً، وإحباطُهُ همّةً، وأملُهُ الضعيفُ أملاً عظيماً.. ويقتنع بأنّ الدنيا كلها هي الميدان الحقيقي لجهاده ودأبه ودعوته في سبيل الله عز وجل، فإذا ما سُدَّ من أمامه منفَذ أو ميدان، فُتِحَت له منافذ وميادين أوسع وأرحب على مستوى الأرض كلها.. والثمار ستكون على مستوى الإنسانية كلها.. لله سبحانه وتعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولدينه العظيم القويم، ولأمة الإسلام والمسلمين.. مهما تباعدت المسافات.. فلا شك أن الله عز وجل سيُظهِر دينه على الدين كله، ولو كره الكافرون!..
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف:8)
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.



تأمّلاتٌ إيمانيةٌ في الحجِّ وشعائره




صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-15-2010, 10:36 AM   #48
 
الصورة الرمزية صمتي مهابه
 

صمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهرصمتي مهابه له مستقبل باهر
افتراضي رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...

توجيهات للحاج ,,,,,,,,

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك



- أخي الحاج .. احرص على أداء الصلاة في الجماعة وحافظ عليها واجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتنب ما حرمه الله من الكفر والشرك والبدع والمعاصي عموماً والتي منها أكل الربا والسرقة والغش في المعاملات والظلم والخيانة في الأمانات وشرب المسكرات والدخان واسبال الثياب وقراءة المجلات السيئة المدمرة للفضيلة الناشرة للرذيلة والحسد والغيبة والنميمة والكبر واستماع الغناء وحلق اللحى وتصوير ذوات الأرواح وغير ذلك .

- أخي الحاج .. بادر إلى نفع إخوانك الحجاج والإحسان إليهم بالقول والفعل من اسداء النصيحة أو اهداء كتاب نافع أو شريط مفيد وهذا من أعظم النفع لعنايتك بصلاح القلب وكل هذا من وسائل الدعوة إلى الله . قدم لهم الطعام وخاصة المحتاج منهم أو مشروبات ونحو ذلك ..

- أخي الحاج .. احذر من ضياع الوقت فيما لا فائدة منه كالتجول في منى مثلاً من مكان لآخر - لا تكثر من النوم - لا تقرأ ولا تسمع إلا ما كان فيه فائدة - احفظ الله يحفظك ، احفظ لسانك وبصرك وسمعك ويدك ورجلك عن الحرام -
تجنب كثرة المزاح المفرط - تذكر الموت واعلم أنك سوف تُقْدِم على مولاك وستكون مرتهن بعملك والأعمال بالخواتيم -
اقتصد في الأكل ولا تكثر منه حتى لا يكون ذلك سبباً في الخمول والكسل عن الطاعة - جدد توبتك واستغفر ربك مراراً وتكراراً - قاطع المعاصي من غير رجعة واستحضر عظمة الله ولا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت -
حاسب نفسك وفتَّش عن مواطن التقصير واسأل الله العون والسداد

- اسأل عن كل ما أُشكل عليك في أمور دينك ودنياك عند من تثق بعلمه ودينه وأمانته من العلماء الأفاضل واجعل لهم في قلبك قدراً من المحبة والاحترام - أن تحب لإخوانك المسلمين ما تحب لنفسك - ليكن في قلبك همّ لهذا الدين - لا تنس الدعاء لنفسك ولوالديك واخوانك وأخواتك وذريتك والمسلمين عامة والمجاهديـن في سبيل الله خاصـة بالثبات على الدين وقبول الأعمال الصالحة والفوز بالجنة والنجاة من النار ..

- أخي الحاج .. إن خير ما يشغل الوقت في منى حضور مجالس الذكر والصدقة على المستحقين سواء لفقراء مكة أو خارجها ومن ذلك كثرة قراءة القرآن والأذكار المطلقة - الزيارة في الله وقراءة كتاب مفيد نافع وغير ذلك من الأنشطة الدعوية المباركة لأن الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات فيها عظيمة ..

المرجـع كتاب دليل الحاج للمؤلف أبو ناصر المسيند



تـوجيـهـات للحجيج

............................................. ............................................. .........بعض حكم الحج وأسراره تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فإن للحج حكمٌ وأسرار ينبغي للحاج أن يحققها ، وأن يستشعرها في حجه ، ومنها:
1 ـتحقيق التوحيد والتعلق بالله سبحانه يظهر ذلك في التلبية والتي يعلن فيها الحاج استجابته لأمر الله ، ونفي الشريك عن الله ، ثم إثبات استحقاقه سبحانه للثناء والاعتراف له بالنعمة ، ويظهر أيضاً في أعمال المناسك المختلفة فهي إنما شرعت لإقامة ذكر الله (ذكره بالقلب واللسان والجوارح) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إنما شرع الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله عز وجل. ومن حكم الرمي أيضاً ما ورد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ حيث قال: " الشيطان ترجمون وملة أبيكم إبراهيم تتبعون". وفي السعي أيضاً تذكير للمسلم بحاجته لخالقه وأنّ من كان مع الله كان الله معه ، يذكّره بذلك قصة هاجر حيث يتركها ابراهيم ( عليه السلام ) بأمر الله في وادٍ لا زاد فيه ولا ماء ، فتقول له: لمن تتركنا يا إبراهيم ؟ فيقول: لله ، فتجيبه بقولها: إذاً لا يضيعنا ، وهكذا كان ، فحينما نفذ ما معها من ماء وزاد وهي ترى ابنها إسماعيل (عليه السلام) يتلظى أمامها من الجوع والعطش صعدت على الصفا لتنظر هل تجد من يساعدها ، ثم صعدت على المروة ، فعلت ذلك سبع مرات ، فلما يئست من البشر تماماً ولم يبق لها إلا اللجوء لخالق البشر جاءها الفرج مباشرة ، فالسعي بين الصفا والمروة يذكر المسلم بهذه الحادثة فيزداد يقيناً بأن الله مع المتقين ، فيتوكل عليه وحده كما يفعل الصالحون ، فها هو إمام المتقين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونبي الله موسى (عليه السلام) يثقون بالله ويتوكلون عليه في أحلك الظروف كما حكى الله ذلك عنهم في كتابه العزيز ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) ( قال كلاً إن معي ربي سيهدين). 2 ـ ومن حِكَم الحج : مخالفة هدي الكفار والمشركين ، وهذا أمر مطلوب ، بل إن إغاظتهم مما يثاب عليه المسلم ، لأنهم أعداء الله وأعداء دينه ( ولا يطئوون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوٍ نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح ) ومن صور مخالفة هدي المشركين في الحج أنهم كانوا يدفعون من عرفة قبل الغروب ، ومن مزدلفة بعد طلوع الشمس ويقولون ( أشرق ثبير كيما نغير) فخالفهم الإسلام في كل ذلك ، وكان لهم موقفٌ يتفاخرون فيه بآبائهم فأمر الله المسلمين باستبدال ذلك بالإكثار من ذكر الله تعالى.
3 ـ ومن حِكَم الحج وأسراره: أهمية الأخلاق ، وارتباطها بالعبادة يقول تعالى: ( فمن فرض فيهنّ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). فالمسلم مأمورٌ بأداء حقوق الله وحقوق الناس ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن".
4 ـ
وحِكَم الحج كثيرة ومنها: المساواة بين المسلمين يظهر ذلك في تساوي الحجاج في أعمال الحج وفي مظهرهم ، ويبدو أيضاً في أمر الله لقريش بمساواة الناس في الوقوف بعرفة وقد كانوا قبل الإسلام يقولون : نحن أهل الحرم فلا نخرج منه إلى الحل ، ومن الحكم: التقلّل من الدنيا وعدم الانغماس في الملذات ، ومنها: التذكر باجتماع الحجاج اجتماع الناس يوم القيامة ، ومنها: تعارف المسلمين وتلاقيهم ، ومنها: استشعار المسلم لأهمية الوقت فللوقوف بعرفة وقتٌ لا يصح في غيره وهكذا بمزدلفة ومنى الخ.
ثم إن المسلم لا يُعجب بعمله فبعد أدائه لهذه الفريضة وكل فريضة يستغفر الله لما لعله قد حدث منه من تقصير ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ).
وبقدر ما تظهر على المسلم بعد أدائه للحج آثار هذه الحِكَم ، وبقدر صلاح أمره ، واتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقدر ما يكون حجه مبروراً.
وصلى الله على نبينا محمدٍ ، وعلى آله ، وصحبه ، وسلم


المصدر شبكة الفوائد

بعض حِكَم الحج وأسراره

خادم المسلمين



صمتي مهابه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التصويت لمسابقة اجمل خط باليد أوراق مبعثرة المسابقات و الالعاب 14 03-21-2012 02:57 PM
أسرار الكتابة باليد اليسرى ... سواليف عطر المواضيع العامة 5 02-12-2010 08:05 PM
إصابة مطــــر بالحد الجنـــــوبي محمــــد اخبار الحوادث والمرضى 23 01-09-2010 03:04 AM
تقويم العمود الفقري باليد يعالج آلام الظهر والصداع abuzeed العلوم الطبيعية 1 09-17-2009 04:30 AM
كل مايتعلق باختبار القدرات للصف الثالث الثانوي الوطــــــــــن مدرسة ثانوية سُهيل بن عمرو بالفائجه 0 11-10-2008 04:54 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 09:23 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75