‏(وجاءَت كُل نفسٍ مَّعها سائقٌ وشهيدٌ )

ماذا إن كان هذا السائق:
مصحفك الذي تقوم به ليلًا
مصحفك الذي حرمتَ عينيك النوم من أجله
مصحفك الذي حواه قلبك
مصحفك الذي بقيت منعزلاًحتى تتقن حفظه
مصحفك الذي خالط قلبك فأصبح صاحبك الأول

من كان سائقه القرآن فقد أفلح فقد أفلح.
الشيخ هيثم الحوينى

ولقد مننا عليك مرة أخرى
حين تتجول في هذه الآية متفكرا وتسقطها على ما تمر به في حياتك تدرك كم تتكرر فيها، وتدرك كم أدركتك رحمة الله في مواطن كثيرة دون حول منك ولا قوة، فكم من مرة كنت في عسر لا مفر منه ثم يأتيك لطف الخالق.
#ولقد_مننا_عليك_مرة_أخرى

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيس ظَنّهُ فَاتَّبَعُوه إلاّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ ﴾
آية جد مؤلمة والله

تخيل أنك كنت عند ظن إبليس السيء فيك لمّا توعّدك وقال لربه" فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُم أَجْمَعِين إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُم المُخْلَصِين " لأنه توقعك أنك ممكن تعصي ربك بمجرد يوسوس لك ، وأنت للأسف أثبتت له توقعه فيك كان صحيح؟
أليس آن الأوان أنك ترد كيد الشيطان وتكون من عباد الله الصالحين الذين استثناهم إبليس في وعيده؟!

صُحبتان أفلح من حظي بهما :
1)صحبة المتقين :
قال اللهﷻ:
﴿الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقينَ﴾ ‌
2)صحبة القرآن :
قال النبيﷺ:
[‏اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه].‌
(اللهم صحبة تنفع ، وصحبة تشفع)

★

"إن ربك لبالمرصاد“ .. يَرى ويحسِبُ ويُحاسبُ ويُـجازي، وِفق ميزانٍ دقيقٍ لا يُخطئ ولا يظلمُ ولا يأخذُ بظواهر الأمور.. لكن بحقائق الأشياء.. فأما الإنسانُ فتُخطئ موازينه وتضل تقديراته، ولا يرى إلا الظواهر.

#تدبر
#الظلال

﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ❤️❤️🦋﴾

مهما خّوفوك بغير الله ، تآمروا عليك ، أو ظلموك ، أو انتقصوا منك ، أو أخذوا حقك فهم لا شيء إنهم دون الله والله فوقهم فهو ناصرك وكافيك !


أبعد هذه الآية يخاف الإنسان.

ㅤ
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾.

قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - وجماعُ ذَلِك:

١- أَنْ يُحَاسَبَ المرءُ نفسَه أَوَّلًا عَلَى الْفَرَائِضِ، فَإِنْ تَذَكَّرَ فِيهَا نقصاً تَدَارُكُه أَمَّا بِقَضَاءٍ أَوْ إصْلَاحِ.

٢- ثُمّ يحاسبها عَلَى الْمَنَاهِي، فَإِنْ عَرَفَ أَنَّهُ ارْتَكَبَ مِنْهَا شَيْئًا تَدَارُكُهُ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ.

٣- ثُمَّ يُحَاسَبُ نَفْسَهُ عَلَى الْغَفْلَة، فَإِنْ كَانَ قَدْ غفلَ عَمَّا خُلق لَهُ تَدَارُكُهُ بِالذِّكْر وَالْإِقْبَالِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى.

٤- ثُمّ يحاسبها بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ، أَو مَشَت إلَيْه رِجْلَاه، أَو بَطَشَت يَدَاه، أَو سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ: مَاذَا أَرَادَت بِهَذَا؟ وَلَم فَعَلَتْه؟ وَعَلَى أَيِّ وَجْهٍ فَعَلَتْه؟

٥- وَيَعْلَمُ أَنَّهُ لاَبُدَّ أَنْ يَنْشُر لِكُلّ حَرَكَة وَكَلِمَةٌ مِنْهُ ديوانان: دِيوَان لَم فَعَلَتْه؟ وَكَيْف فَعَلَتْه؟

فَالْأَوَّل سُؤَالٌ عَنْ الْإِخْلَاصِ،
وَالثَّانِي سُؤَالٌ عَنْ الْمُتَابَعَةِ.

[ إغَاثَةِ اللَّهْفَانِ - ابْنُ الْقَيِّمِ ]
﹎﹎﹎﹎﹎

*تفسير القرآن العظيم*
سورة طه
( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ) (118) .


▪️قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
(إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى)*إنما قرن بين الجوع والعري ; لأن الجوع ذل الباطن ، والعري ذل الظاهر .

*كل يوم تفسير آية*