الحمضة تاريخ ألاجداد وأصالة الماضي

[علي بن قحمان القرني]

الحمضة تاريخ ألاجداد وأصالة الماضي

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد
في هذه السطور يسرني أن أكتب عن قريتي التي انتمي إليها والتي عشت فوق أرضها
وتحت سمائها وقضيت فيها أيام طفولتي وأيضاً شاباً حتى أصبحت رجلاً
وليعذرني الجميع وان لا يحملوني على محمل التعصب .وعلى بركة الله نبدأ.

المدخل:: قالها شاعرنا حسن مجلب رحمه الله
لوكان ياهل امحمضه قام نصكم .....كنّا حطيّنا كل رجالٍ ناصفه
والله يمين الشرع أن مالكم صفة

قرية الحمضة / سبب تسميتها ومن خلال بحثي لم يرتبط بحدث أو نسبة إلى شخص
وإنما سمّيت بهذا الاسم بسبب كثرة نبتة تعيش بهذا المكان تسمي ( الحمّيض )
واشتق منها اسم المكان لتصبح الحمضة .

الموقع / تقع قرية الحمضة (القديمة) في منتصف ديار بني بحير بلقرن من الجهة الغربية
لوادي قنونا وتبعد عنه مسافة كيلو متر .

تضاريسها / قرية الحمضة منطقه جبليه تحيط بها الجبال من كل الجهات ويتوسطها وادي صغير يجري منه السيل متفرع من اتجاهين
الاتجاه الأول / غربي ويسمى (سادح بن طيسان ) والاتجاه الثاني / جنوبي يسمى ( سادح بن زرعه ) وكلها تلتقي في وادي واحد تسمى ( جلة عقيلة)وتقسم القرية إلى نصفين قسم شرقي وقسم غربي إضافة إلى وادي جلة الحمضة الذي يحدّها من جهة الشمال الذي يتصل بها (جبل العقاب ) مباشرة هذا الوادي هو المتنفس الوحيد الذي كانوا يقومون فيه بالختان آنذاك للرجال .

سادح بن طيسان

سادح بن زرعه

المطهر ( موقع الختان بالقرية)

أهمية موقعها / من الواضح أن موقع قرية الحمضه القديمة يستدل به على ما كان يعايشه أجدادنا من عدم استقرار وخوف دائم وحروب إقليميه قبليه اضطرتهم أن يبحثوا عن منطقه تكون مخفيّة عن الأنظار إضافة إلى توفير الحماية بقدر المستطاع وهذا ما وجدوه
في الموقع فكانت الجبال تخفيهم وفي نفس الوقت فهي درع يحميهم من الهجوم المباغت إضافة لاتخاذها مكان للدفاع عن القرية ونسائها وأطفالها وأيضا انكشاف العدو أمامهم ومعرفة تحركاتهم ورصدها وهناك جبل يسمونه ( المصاح) ويبعد عن القرية حوالي نصف كيلو كانوا يتخذونه للإنذار وأخذ الحيطة عندما يشاهد العدو أو يكون فيه هجوم .

سكان قرية الحمضة / كان يسكن قرية الحمضه إضافة إلى أهلها من بني بحير
عدة مجموعات من قبائل يربطها في بني بحير الجوار والكلأ والشراب وهم كالتالي :
غامد, بني عيسى ، بلحارث ، حرب ، العوامر , وبني شهر .

الموارد لقرية الحمضه / الزراعة و كانت السائدة آنذاك لكافة قبيلة بني بحير بلقرن وذلك بسبب وادي قنونا المتوفر فيه الأماكن الزراعية والنخيل الباسقة والمياة الوافرة والتي أكسبت أهمية قصوى لقبيلة بني بحير عامة ولمن يمتلك فيها خاصة .
وأهالي الحمضه يمتلكون الجزء الاهم في هذا الوادي وما زالت حوزتهم قائمه إلى الآن وتعكس مدى جمال الطبيعة الربانية التي كساها الله إياها .
وكانوا يعتمدون على زراعة ( الدخن) في الصيف والخريف إضافة إلى التمور التي كانت تصدر الى كافة العرضيتين وبيعها في الأسواق / كسوق سبت الجارة في بلاد بني عيسى وسبت شمران وربوع بني بحير بلقرن .

دورها السياسي الخارجي / كانت قرية الحمضة وأهلها لهم الدور الكبير في حماية بلاد بني بحير بلقرن على مر الأزمان مع بقية أهالي وقرى بني بحير بلقرن.

دورها السياسي الداخلي / كانت لها الدور الكبير في الكثير الأمور التنضيمية الهامة بقبيلة بني بحيربلقرن ومنها تعييّن وتكليف الكثير من مشائخ قبيلة بني بحير بلقرن
إضافة إلى أنه قد استلم الشيخة منهم أكثر من ثلاثة / وهم كدوان ومبارك بن زيدي واحمد بن محزوم إضافة إلى رجال كانوا بمرتبة شيوخ ولهم الدور البارز في الكثير من القضايا وإيجاد حلول لها سواء إن كانت تحتاج إلى حكمة ومعرفه أو إلى دعم مادي ومنهم ( علي قهوان . محمد بن علي آل خليفة , علي بن سالم ، واحمد بن محزوم , ومرضي بن حازم , ومحمّد آل سعيدا , واحمد طحلان , ايضا عائلة آل شنيف / احمد , وشنيف بن فاطمة ,علي بن وحير وعلي بن مرشد آل فريه , وأحمد بن محمد آل محسون )
كما أشير الى مساندة قرية مانع وأهلها لقرية الحمضة والتي تعد آنذاك من القرى التي لها قوة في المال والعتاد والرجال أكسبت قرية الحمضة التحكم والسلطة التشريعية والرئاسية في قبيلة بني بحير بلقرن كتعيين المشايخ وتوحيد الصفوف لمواجهة الحروب والغارات العشائرية آنذاك .

الحالة الدينية / كانت قرية الحمضة حالها كبقية أحوال المنطقة عامه ضعف في الوازع الديني إضافة التعصب القبلي فكان قليل جداّ الذين يصلون ويقيمون الصلاة أما الزكاة فكانت تؤدى للشيخ بحسب التعليمات الصادرة من الأمارات التابعة للمنطقة آنذاك حتى ظهرت الحكومة السعودية وصارت هي المقام الأول في السلطة الإدارية والتشريعية .
أما الصوم فكان الثلث تقريبا اللذين يصومون وأما الحج فهذا الركن كان الجميع حريصون على أدائه وقد قام الكثير من الأهالي بأداء هذه الفريضة سفراّ مشياً على الأقدام والحمير والجمال .

مسجد الحمضة / يعتبر مسجد الحمضة من الأشياء الأثرية المتبقية في هذه القرية ومع ضعف الوازع الديني آنذاك إلا أنهم كانوا يوحدون الله في كثيراّ من أمورهم . هذا المسجد مساحته تقريبا ثلاثون متراً مربعاً وله ساحة مساحتها تقريبا عشرون مترا ويوجد بمدخل المسجد و في الجباهة / نقش (لا إله إلا الله محمد رسول الله , الله الخالق المعين ) وهذا النقش وبعد السؤال والتحري يعود عمره إلى أكثر من مائه وثمانون سنه مؤكدة والله أعلم .

صوره للمحراب وداخل المسجد

ساحة المسجد

الحاله الثقافيه في القريه / كانت قرية الحمضه من أشهر القرى في إحياء لياليهم بالأ لوان الشعبية المعروفة في قبيلة بني بحير بلقرن وهي ( العرضة ) للرجال , ( اللعب ) للنساء , والقحيم ( الشبك ) مشترك بين الرجال والنساء وهذا اللون اشتهرت فيه قرية الحمضة واشتهر في أدائه الكثير من الرجال والنساء وكان مصحوباً بأداء منفرد من أصحاب الأصوات المتميزة من الرجال (مثل محمد علي صهبان / ضيف الله بن صافي / وعلاس, وحامد بن طيسان) وغيرهم ممن اشتهروا بجمال الصوت وعذوبته آنذاك . كما شتهرت القرية بوجود ابرز شاعر لبني بحير هو الشاعر حسن بن سعيد مجلب وايضاً الشاعره / رحمه بنت مشنيّه
رحمهما الله جميعا واسكنهم فسيح جناته .

العمران في ألقرية : معضم سكان القريه كانوا يسكنون في ( القرى ) ومفردها (قرية) وتسمى (دار) وهوعباره عن اربعة جدران من الحصى مسقوفة من أعمدة
جذوع النخيل ثم يضع شجركشجر ( المّض) وعيدان العشر ثم يردم بالتراب
ويكون شكل (القرية) اما مربعة الشكل او مستطيل .
ثانيا: العشاّش ومفردها عشّه وهي عباره عن شكل دائري مبنى من الحصى بأرتفاع نصف المتر حتى يصل عند الباب ثم يرتفع المبنى الى مستوى الباب
والذي يكون مصنوع من خشب الاباري اوالسدور . ثم يوضع عمود بوسط العشّه
تسمى (نافره )تكون حاملة لكافة سطحها من ( الجوّز) وهي من جذوع النخل ايضاً ثم يضع الكثير من عيدان العشّر ثم يوضع فوقها (الحلّف ) .
ثالثا : العريش والبكّار وهذه تستخدم للجلوس نهارا وان دعت الحاجه لاستخدامها في امر اخر استخدموها كحضائر ....الى اخر .
كما يلاحظ ترابط وتقارب البنيان في القرية حيث لايوجد مسافة بين البيت والبيت الاخر وهذا يعكس مدى الترابط التي كانت تعيشه قرية الحمضة أنذاك.

معيّن الحمضه / وهو المصدر الاول في تغطية القريه لحاجتها من الماء الزلال والعذب ويبعد عن القرية بحوالي خمسون مترأ وكان اذا شّح يقومون كبار أهل القرية بتنضيم الاستخدام ووضع قواعد وشروط حتى يضمن للجميع توفير الماء لهم .

العادات في القرية : ما ميّز قرية الحمضة انذاك هو ترابط وتكاتف اهلها فلّم يكن غنيّها يتعالى على فقيرها ولاقويّهاعلى ضعيفها ويعاد مريضها صبحاً ومساءً يتاوسون فى المأكل والمشرب وفي كل شي حتى الصاع من الحب يتقاسمونه فيما بنيهم , وكانوا يكرمون الضيف ويحسنون الجوارفيما بينهم ولمن سكن عندهم من القبائل الاخرى حتى ان تلك القبائل استوطنت معهم وتزوجوا فيما بنيهم البين ورفضو الرجوع الى ديارهم لمّا وجدوه من حب وتقدير واحترام وحسن الجوار
وأما من رحل منهم فمازال يدين بالوّد لهم ويحسن القول فيهم .
وأم في المواساة فقد بلغ بهم اذا توفيّ احداً عندهم في القرية لاتوقد النار في كافة البيوت ولايوارى النور فيها ليلاً لمدة اسبوع وكانوا يستخدمون ( الحويّس ) للاطفال وهو الدقيق المخلوط بماء مع قليل من السكر لسد جوع اطفالهم .

نهاية القريه : الهجرة من قرية الحمضة فقد تبين بعد البحث ان كافة البيوت الموجوده بها ان اهلها خلّفوا وعقّبوا من الاولاد الى الان ولم يكن هناك قطع في النسل ألا في بيت او بيتين . وقد بدئت الهجره من القرية تقريباً في حوالي السبيعنات الهجريه وبالضبط في أوخر شيخة علي بن قصاص وذلك بعد أن استتب الامن في المنطقه وضهرت قوة السلطه السعودية في كافة ارجاء البلاد . فقام الكثير بالخروج من القرية والسكن قريباً من ممتلكاتهم الزراعية فمنهم من سكن في قرية ريده مثل عائلة الشنيف / وهم عائلة عون بن شنيف واخوانه ومنهم من سكن في حداب القرشه مثل الخليفه ومنهم سعيد بن حامد وصافي واخيه ضيف الله ومنهم من سكن في قرية ابسيّد مثل عائلة ابجودي واهم عائلة ( عواض بن جودالله) وايضاً عائلة الزيده وقد سكنوا في الحمضة الحاليه قريباً من الوادي وايضا محمد علي ال خليفه وقد سكن بحداب الجرم في الحمضة الحالية وايضاً عائلة ال بن طيسان ,وقد سكنوا في الحمضة الحالية . والكثير من العوائل التي بدئت تغير مسكنّها والقرب من مصالحها واراضيها الزراعيه حتى لم يبقى بالقرية القديمه أحد وذلك عام 1385هــ الذي كان هو العام النهائي لهذه القرية اضافة الى هجرة الكثير من رجال وشباب القرية الى الوضائف العسكريه . والتي كانت هي الضربه القاسمة للهجره من القرية القديمة وكان السقوط الاخير .

بعض الصور الاثريه والمناضر لقرية الحمضة

عاشق قنونا عند دار أجداده وتسمى (دار ابوشراز) نسبة لمن قام ببنائها

مخرج :::قالها شاعرنا مجلب رحمه الله
يالله طلبة اليوم ربي يام نبداء فجوّرها
عادو المسلمين اخوان
والسعودي يقولها

قام باعداد هذا البحث/ علي بن قحمان
قدم بعض الصور / ضيف الله علي (عاشق قنونا )
وصل الله على نبينا محمد

المصدر: منتديات بني بحير بلقرن

---

hgplqm jhvdo Hgh[]h] ,Hwhgm hglhqd hgplqi

[أبو عماد]

الله على الزمن الجميل
الله على الابداع يا ابو أحمد
تقرير في غاية الجمال والروعة
كيف لا و هو يروي لنا تاريخ ارض و ارث قبيلة
لقد اخذتنا الى عالم آخر...عالم الآباء و الاجداد
الذين كابدوا شظف العيش..و سقوا تربتهم بعرق الجبين
بنوا لنا مجداً أنار لنا طريقنا..و رفعوا من ذكرنا بين القبائل
لا استطيع ان اصف لك ما يخالجني من شعور بالفخر و الاعتزاز
بهذا الموضوع المتألق...
بارك الله فيك و في الأخ الحبيب عاشق قنونا

و لك تقييم

[ذاكررر]

شكرا ابو أحمد على التقرير الرائع

[أبو الفيصل]

بارك الله فيك ابو احمد وفي جهودك وفي ابوخالد
وتستاهل الحمضة هذا الجهد من ابن من ابنائها البررة
وتاريخ قرية الحمضة تاريخ يخط بماء الذهب
ويكفي انها كانت مصدر من مصادر جذب للناس من كل مكان
وذلك لكون اهلها اهل كرم ونخوة وشجاعة وكان اهلها يرسلون
اولادهم على الطرقات لاجتذاب الضيوف كلا الى بيته ويتنافسون
في ذلك رغم قلة ماباليد لبعضهم. كما انها تعد ارض خصب للكسب
الحلال وايجاد فرص للعمل للقادمين اليها. ستبقى الحمضة في قلوبنا
وستبقى رمزا من رموز بني بحير بالقرن. وهذة تحية اجلال واكبار
لك اخ علي قحمان على هذا التقرير المفصل لقرية الحمضة وتاريخها المجيد

[بنت الجنوب]

ماضي جميل بكل ما فيه
وتقرير في غاية الروعه ويستاهل احلى تقيييم

[الجنوبي07]

لك مني اجمل تحيه واحلى تقييم وسلمت يداك يا ابو احمد

[عبدالله القرني]

ما شاء الله تبارك الله

بحث خفيف ذو معلومات جداً كثيفه عن قرية غنية عن التعريف ( الحمضة )

ألف شكر أبا أحمد أستطعت أن تجعل هناك هويه إلكترونية لهذه القرية ,لك أرقى تحية أستاذي .

[التمساح]

نعم الحمضة تاريخ ألاجداد وأصالة الماضي بفضل الله ثم بفضل أهلها الذين بنوا هذا التاريخ المجيد عليهم رحمة الله. لكن ماذا يجب على أهلها اليوم من أجل الحفاظ على هذا التاريخ وأصالةالماضي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مع ألف مليون تحية لأهل الحمضة ومن يحب الحمضة (آه ثم آه يازمن!!!!)