الناسخ والمنسوخ ( الحلقة الأولى )

[م ح البحيري]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أحبتي في الله : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

كنا قد وعدناكم أن يكون لنا معكم لقاء حول الناسخ المنسوخ وما يتعلق به من أمور شرعية أو تعبدية ، وها نحن نبدأ معكم أولى حلقات هذا الموضوع قبل أن يحل علينا شهر رمضان المبارك ، الذي سيكون بعون الله تعالى ميداناً للتنافس حول مسابقة القرآن الكريم لهذا العام في موضوع الناسخ والمنسوخ ... فنقول :

إن العقائد السماوية كافه جاءت بتقرير عقيدة واحدة هي عقيدة إفراد الله تعالى بالعبودية، وترك عبادة من سواه، فجميع الرسل نادوا في قومهم:
{ أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ، إلا أن أحكام الشرائع اختلفت من شريعة لأخرى،

قال تعالى: { لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه }
وجاءت شريعة الإسلام ناسخة لما سبقها من الشرائع، ومهيمنة عليها، واقتضت حكمة الله سبحانه أن يشرع أحكامًا لحكمة يعلمها، ثم ينسخها لحكمة أيضًا تستدعي ذلك النسخ، إلى أن استقرت أحكام الشريعة أخيراً، وأتم الله دينه، كما أخبر تعالى بقوله:

{ اليوم أكملت لكم دينكم } .

والنسخ في كلام العرب على وجهين :

الوجه الأول: النقل ، كنقل كتاب من آخر ، وعلى هذا يكون القرآن كله منسوخاً ، من اللوح المحفوظ ، ومنه : { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي نأمر بنسخه . وهذا المعنى ليس همنا وليس مرادنا هنا في موضوعنا هذا .

والوجه الثاني : الإبطال ، والإزالة . وهذا ما نريد وما نبغي . وأهل اللغة يقسمون هذا الوجه الثاني إلى قسمين .

أحدهما : إبطال الشيء ، وزواله ، وإقامة آخر مقامه ، ومنه نسخت الشمس الظل : إذا أذهبته ، وحلت محله ، وهو : معنى قوله : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءايَةٍ } في سورة البقرة ، وفي صحيح مسلم : « لم تكن نبوّة قط إلا تناسخت » أي : تحوّلت من حال إلى حال .

والثاني : إزالة الشيء دون أن يقوم مقامه آخر كقولهم : نسخت الريح الأثر ، ومن هذا المعنى { فَيَنسَخُ الله مَا يُلْقِى الشيطان } في سورة الحج ، أي : يزيله .

وروي عن أبي عبيد أن هذا قد كان يقع في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانت تنزل عليه السورة ، فترفع ، فلا تتلى ، ولا تكتب .

أما معنى النسخ الشرعي : فهو رفع الحكم الشرعي، بخطاب شرعي.

وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد ، وقد شدد الأئمة على ضرورة معرفة هذا الأمر لمن أراد أن يفسر القرآن الكريم . حتى قالوا : لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ

ومجال النسخ : هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي، فلا يدخلها النسخ ولا تتبدل ولا تتغير أبداً .

ما أريد أن أطيل عليكم أكثر حتى لا تتداخل عليكم المعلومات ، سنكمل لكم الحديث في الحلقة الثانية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

[abuzeed]

وفقك الله وبارك فيك وكثر من أمثالك
زدنا من علمك بارك الله فيك ونفع بعلمك

[ح ـلــم]

أجزل لكـ الله المثوبه وزادكـ بسطة في العلم..

[أبو عبدالمحسن]

وفقك الله وبارك فيك وكثر من أمثالك

[ابو عبـد الله]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[تاج الحياء]

وبارك فيك وكثر من أمثالك

[ندى]

جزاك الله الف خير

[الغضنفر]

بارك الله فيك