التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)       :: من هو المحظوظ ؟ (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏لا تقلق و ربك الله، ولا تحزن وأمرك بِيد الله، ولا تيأس والأمل كله في الله."    

الهوى والعقل

هوى النفس.. والعقل كلنا يدّعي حب الله عزّ وجلّ، المطيع منا والعاصي على السواء، لكن أولى علامات حبه – سبحانه – الذي ندّعيه هو الموافقة والاتباع، ومخالفة

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 03-06-2012, 09:39 PM   #1
 
الصورة الرمزية أوراق مبعثرة
افتراضي الهوى والعقل

هوى النفس.. والعقل


كلنا يدّعي حب الله عزّ وجلّ، المطيع منا والعاصي على السواء، لكن أولى علامات حبه – سبحانه – الذي ندّعيه هو الموافقة والاتباع، ومخالفة النفس الأمارة بالسوء وهواها، قال الحسن البصري: "زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية، فقال: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ...) (آل عمران/ 31). وقال الحسن: قال أصحاب النبي : يا رسول الله، إنا نحب ربنا حباً شديداً، فأحب الله أن يجعل لحبه علماً فأنزل الله هذه الآية.. والمحبة الصادقة تعني المتابعة والموافقة في حب المحبوبات وبغض المكروهات، قال الله عزّ وجلّ: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة/ 24).
ومن هنا، يجب على كل مسلم ألا يجعل اتباع الهوى يقطع عليه طريقه الموصلة إلى حب الله ورسوله، وألا يقدم هواه في حبّ هذه الأصناف على حبّ الله ورسوله، وأن يقدم مراد الله ورسوله على مرادهم، وأن ينتهي أوّلاً عن نواهي الله ورسوله قبل أي أحد. قال سهل بن عبدالله: "علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حبّ رسول الله ، وعلامة حبه حب السُّنّة، وعلامة حب الله وحب القرآن وحب النبي وحبّ السُّنة حب الآخرة".

- الهوى.. والعقل:
والهوى قد يقطع الطريق على العبد إذا ما اتبعه بغير هدى من الله، والمعروف في استعمال الهوى عند الإطلاق: أنّه الميل إلى خلاف الحق، كما في قوله تعالى: (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (ص/ 26)، وقوله: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات/ 40-41).
وقد يُطلق الهوى بمعنى المحبة والميل مطلقاً، فيدخل فيه الميل إلى الحق وغيره. قال الشعبي: إنما سُمِّي الهوى هوى لأنّه يهوي بصاحبه في النار. وأصل الهوى الميل إلى الشيء، ويُجمع على أهواء.
وقال ابن عباس: الهوى إله يُعبد من دون الله. وقال: ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمّه، قال الله تعالى: (وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ...) (الأعراف/ 176)، وقال تعالى: (وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف/ 28)، وقال تعالى: (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ...) (الروم/ 29)، وقال تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) (القصص/ 50).
وقال أبو الدرداء (رض): إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله وعلمه، فإن كان عمله تبعاً لهواه فيومه يوم سوء، وإن كان عمله تبعاً لعلمه فيومه يوم صالح. وقد أحسن من قال:
إنّ الهوى لَهُوَ الهوانُ بعينه **** فإذا هويتَ فقد كسبتَ هوانا
أمّا العقل، فهو الذي يعقل هواك ويحبسه عن الانطلاق الضار، ويمنعه أن يشطح بصاحبه بعيداً، لذا قال بعض الحكماء: "العقل صديق مقطوع، والهوى عدو متبوع". وقال بعض العلماء: فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته على عقله فهو شر من البهائم.
وقال أبوالحسن الماوردي: وأما الهوى فهو عن الخير صادّ، وللعقل مضاد؛ لأنّه يُنتج من الأخلاق قبائحها، ويُظهر من الأفعال فضائحها، ويجعل ستر المروءة مهتوكاً، ومدخل الشر مسلوكاً.. ولما كان الهوى غالباً، وإلى سبيل المهالك مورداً، جعل العقل عليه رقيباً مجاهداً، يلاحظ عثرة غفلته، ويدفع بادرة سطوته، ويدفع خداع حيلته، لأن سلطان الهوى قوي، ومدخل مكره خفيّ.

وأسباب اتباع الإنسان هواه كثيرة، وعلى رأسها الجهل، يقول الله تعالى: (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) (الروم/ 29). ويقول: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) (القصص/ 50)، أي يتبعون آراء قلوبهم وما يستحسنونه ويحببه لهم الشيطان بلا دليل ولا حجة مأخوذة من كتاب الله. ويقول: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) (محمد/ 14). ويقول تعالى للمشركين: (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) (النجم/ 23)، فقد اتبعوا هوى أنفسهم، لأنهم لم يأخذوا ذلك عن وحي جاءهم من الله، ولا عن رسول الله أخبرهم به، وإنما اختراق من قبل أنفسهم، أو أخذوه عن آبائهم الذين كانوا من الكفر بالله على مثل ما هم عليه منه.
ومنها الكبر.. لذا نجد في القرآن الكريم أن ربنا تبارك وتعالى ينعت بني إسرائيل بالعتوّ والعناد والمخالفة والاستكبار على الأنبياء، وأنهم إنما يتبعون أهواءهم (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (البقرة/ 87).
ومنها غفلة القلب.. قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف/ 28).
كما أن من أسباب اتباع الهوى حب الحياة الدنيا، وضعف الإيمان، والصحبة السيِّئة، والإعجاب بالنفس، والإصابة بأمراض القلوب المختلفة التي هو من أسبابها وهي نتيجة تابعة له.

- آثار اتباع الهوى:
قد يتسبب الهوى في قطع طريق الخير على الإنسان، ويصده عن اتباع الحق ويعطله عن حسن العمل، وقد يتسبب في إصابته بأمراض قاتلة باللغة الخطورة لها من الآثار السلبية الضارة على الفرد والمجتمع، بل على النفوس والأرواح، ومن ذلك أنه:
- يعطل الجوارح ويضل عن سبيل الله.. قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية/ 23). فهو إنما يأتمر بهواه فمهما رآه حسناً فعله ومهما رآه قبيحاً تركه، ولا يهوى شيئاً إلا اتبعه.
- يؤدي إلى التكذيب وعدم الاستجابة لله ورسوله.. قال تعالى: (وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) (القمر/ 3). وقال تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (القصص/ 50). وقال تعالى: (فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى) (طه/ 16).
يُذهب النعم.. قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ...) (الأعراف/ 175-176).
- يمنع صاحبه من العدل، ويحمل على الشهادة بغير الحق.. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء/ 135)، وقوله: (فَلا تتّبِعُوا الهَوَى أن تَعْدِلُوا)، أي فلا يحملنكم الهوى والعصبية وبغض الناس إليكم على ترك العدل في أمورك وشؤونكم، بل الزموا العدل على أي حال.
- يؤدي إلى الظلم في الحكم.. قال تعالى: (فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ...) (ص/ 26)، فإن اتباع الهوى مُرْدٍ ومهلك. قال الشعبي: أخذ الله عزّ وجلّ على الحكام ثلاثة أشياء: ألا يتبعوا الهوى، وألا يخشوا الناس ويخشوه، وألا يشتروا بآياته ثمناً قليلاً. (القرطبي).
- يؤدي إلى التفريط في العمل.. قال تعالى: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف/ 28)، أي شُغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا، "وكان أمره فرطاً"، أي أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع.
- يؤدي إلى ظهور البدع والعمل بها.. وقد تكون في العقائد والعبادات، وإنما تنشأ البدع من تقديم الهوى على الشرع، ولهذا يسمى أهلها أهل الأهواء، وكذلك تكثر المعاصي كأثر من آثار الهوى حين يقطع الطريق أمام الطاعات.
- يقطع طريق العمل الصالح.. قال رسول الله : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به".
إنّ صور اتباع الأهواء في حياتنا كثيرة ومتنوعة، وقد نغفل عنها ولا نشعر بها.. وللأسف فإن هناك أناساً يدّعون حب الله عزّ وجلّ لكن أعمالهم وأخلاقهم وعقيدتهم وعبادتهم ومعاملتهم تتنافى مع هذا الحب، لأنّهم اتبعوا أهواءهم دون شرع الله، فمنهم من لا يصلي ولا يصوم، ويقول: إنّ الله غفور رحيم! ومنهم من يصوم صوماً ظاهراً عن الطعام لكنه يتبع هواه ويفطر بجوارحه وسوء خلقه فتضيع الحكمة من الصيام.
ومنهم من أدخل الخلل في عبادته بالنقص أو الزيادة مما لم يأمر به الله ورسوله، ظناُ منه أنه زيادة في الخير، ونسي أنّ العبادات توقيفية يلزمه فيها اتباع الله ورسوله والالتزام بالمنهج المحدد، وأنّ رسول الله يقول: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
ومنهم من يرتكب المنكرات والفواحش والزنى والفجور اتباعاً لهواه، ومنهم من لا يعترف بالحجاب ويرى ألا ضرورة له في هذا العصر، أو ينادي بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في الميراث وغيره تحكيماً لهواه، أو يحاول أن يثبت أن شرع الله لا يصلح لهذا الزمان!


ومن الناس من يتبع هواه عن جهل حين يفصل بين العبادة والسلوك وبين الدين والخلق، وبين القول والعمل، وما علم الإسلام كلّ لا يتجزأ!
ومنهم من يتبع هواه حين يذهب عقله بمسكر أو مخدر، أو يشوش على فكره بالاعتقادات الباطلة والأفكار الهدامة والوساوس الخبيثة!
ومن من يتبع هواه في الحكم على الآخرين، وفي تأويل أقوالهم وأفعالهم الدينية والدنيوية من غير علم فيقع في سوء الظن والتهمة لهم بغير دليل، وتتحول ساعات عمره إلى معركة من التأويلات والظنون والغيبة والنميمة، التي تتحول بدورها إلى ضغائن وعداوات وشحناء ومخاصمات، ومرجع ذلك إلى اتباع الهوى بغير حجة أو برهان.
ومنهم من يتبع هواه في معاملة زوجته بالتطفيف في حقها وإهمال الأولاد، وقطع الأرحام، والإساءة إلى الجيران والأصحاب.
ومنهم من يتبع هواه في رضاه بالجهل ورضاه بالواقع الذي يعيشه دون سعي منه للتطوير والتحسين والتغيير!
ومنهم من يتبع هواه في حب الدنيا وتفضيلها على الآخرة والعمل لها!
ومنهم من يتبع هواه في إرهاب الآمنين ويعطي لنفسه الحق في الحكم عليهم بالموت دون وجه حق وبغير ذنب ارتكبوه!
ومنهم من يتبع هواه فيسلب أصحاب الحقوق حقوقهم، ويستبيح لنفسه أموالهم وأعراضهم ودماءهم، ويبرر لنفسه الرشوة والسحت والزور والكذب، فيخسر آخرته وإن كسب كنوز الدنيا كلها!
ومنهم من يتبع هوان ويتلذذ بإيذاء إخوانه من البشر وتعذيب الأبرياء ولم تثبت بعد إدانتهم، دون أن تهتز به شعرة أو يطرف له جفن أو تدمع له عين!
والأمثلة كثيرة وكلها توضح خطورة اتباع الأهواء ومضارها التي تقع على الفرد والجماعة وعلى الأسرة والمجتمع.. ومن كان هذا حاله من الناس فقد عرّض نفسه وغيره للهلاك، و رسول الله يحذر فيقول: "ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه" (الألباني، السلسلة الصحيحة).

- مفتاح الجنة:
وحسبك في نبذ الهوى قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات/ 40-41).. أي خاف القيام بين يدي الله عزّ وجلّ، وخاف حكم الله فيه، ونهى نفسه عن هواها وردها إلى طاعة مولاها وزجرها عن المعاصي والمحارم، فاتقاه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
قال الحسن البصري: أفضل الجهاد جاهد الهوى. وقال ابن السماك: كن لهواك مسوِّفاً، ولعقلك مسعفاً، وانظر ما تسوء عاقبته، فوطن نفسك على مجانبته، فإن ترك النفس وما تهوى داؤها، وترك ما تهوى دواؤها، فاصبر على الدواء كما تخاف من الداء. وقال سهل بن عبدالله التستري: هواك داؤك، فإن خالفته فدواؤك. وقيل لبعض الحكماء: من أشجع الناس وأحراهم بالظفر في مجاهدته؟ قال: من جاهد الهوى طاعة لربه، واحترس في مجاهدته من ورود خواطر الهوى على قلبه.
من ترك اتباع الهوى ازداد إيمانه ونما وظهرت ثمراته عليه طاعة وحباً واتباعاً وموافقة ومراقبة وخوفاً وخشية وإنابة، وسلوكاً وخلقاً وقولاً وعملاً، فاستعن بالله ولا تكن صريع الهوى. قال وهب: إذا شككت في أمرين ولم تدر خيرهما فانظر أبعدهما من هواك فأته، وحسبك قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات/ 40-41).
وإذا أمرتك نفسك في لحظة ضعف باتباع هواها في غير ما يرضي ربها فاعلم أن ترك الهوى مفتاح الجنة، وأن اتباع الهوى يقطع عليك طريقك إلى دار الخلود "ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة".




م/ن
احترامى



hgi,n ,hgurg hgik]




أوراق مبعثرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 10:02 PM   #2
 
الصورة الرمزية abuzeed
افتراضي رد: الهوى والعقل

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



abuzeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 10:05 PM   #3
افتراضي رد: الهوى والعقل

اوراق مبعثره
</b></i>لا غبار على ما قدمته انت وقلمك
طرح هادف وله من القيمه ما يكفي لتميزه

ولا ننسى تميزك انت وقلمك الذهبي
جزاك الله كل خير وجعله الله في
ميزان حسناتك
كنت هنا وتقبل ظل مروري
كل الود لروحك والورد لبوحك



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 10:06 PM   #4
افتراضي رد: الهوى والعقل

اوراق مبعثره
لا غبار على ما قدمته انت وقلمك
طرح هادف وله من القيمه ما يكفي لتميزه

ولا ننسى تميزك انت وقلمك الذهبي
جزاك الله كل خير وجعله الله في
ميزان حسناتك
كنت هنا وتقبل ظل مروري
كل الود لروحك والورد لبوحك



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 10:54 PM   #5
 
الصورة الرمزية عيوون الحب
 

عيوون الحب سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةعيوون الحب سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: الهوى والعقل

اوراق مبعثره
جزاك الله خير
موضوع مميز تسلم يمينك



عيوون الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2012, 12:06 AM   #6
 
الصورة الرمزية أوراق مبعثرة
افتراضي رد: الهوى والعقل

اشكركم جميعا عالمرور
دمتم



أوراق مبعثرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2012, 01:50 PM   #7
 
الصورة الرمزية عبرة الم
 

عبرة الم جدا لطيف  ورائع الذوقعبرة الم جدا لطيف  ورائع الذوقعبرة الم جدا لطيف  ورائع الذوقعبرة الم جدا لطيف  ورائع الذوق
افتراضي رد: الهوى والعقل

طرح مميز سلمت يمنااااااك
وجزااااك الله كل خير
تقبل مروري



عبرة الم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2012, 02:42 AM   #8
 
الصورة الرمزية أوراق مبعثرة
افتراضي رد: الهوى والعقل

عبرة الم
يعطيك الف عافيه على مرورك العذب



أوراق مبعثرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 04:11 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75