التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
من هو المحظوظ ؟
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)       :: من هو المحظوظ ؟ (آخر رد :الرهيب)       :: *" هذه هي السعادة الحقيقية "* (آخر رد :الرهيب)       :: دعوة .. يتشرف " محمد علي حازم آل فريّة" بدعوتكم لحضور زواجه في قاعة المعالي بالحرازات 1445/10/23 (آخر رد :الرهيب)       :: تهنئة …بتأهل" احمد محمد جودالله ال مهاوش" في مسابقة أولمبياد التاريخ للمنافسة على مستوى المملكة العربية السعودية (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " محمد احمد علي فيان آل مريّع " والصلاة عليه عصر اليوم في جامع الملك عبدالعزيز بالخرج والدفن بها (آخر رد :الرهيب)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات
الرهيب من الرياض : دائمآ يقولون : ابتعد عن الذي يتعبك واحتفظ بالذي يسعدك ... ‎وما أصعب أن يكون الاثنين هما نفس ‎الشخص..!     الرهيب من الرياض : *لا يرد القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ*    

مراقبة الله : الشيخ زيد البحري

مراقبة الله فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري أما بعد ، فيا عباد الله : كانت أشعة الشمس المتوهجة تسطع على جبال مكة وأوديتها وشعابها

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 10-16-2013, 10:03 PM   #1
 

فارس آدم سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي مراقبة الله : الشيخ زيد البحري

مراقبة الله
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
أما بعد ، فيا عباد الله :
كانت أشعة الشمس المتوهجة تسطع على جبال مكة وأوديتها وشعابها ، فالناس قد أخذوا منازلهم ، وكل منهم قد استظل بظل ظليل يقيه من حر ذلك اليوم .
بيد أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان خارج مكة ، كان هو وصاحبه عبد الله بن دينار كانا خارج مكة ، فكانا ينشدان الوصول إلى مكة بأسرع وقت .
فلقد جفّ الحلق ، ويبس الشفتان ، وقد ستر كل منهما وجهه بقناع يغطيه من لهيب الهواء الحار
يقلبان النظر : هل من شجرة يستظلان بظلها .
يقلبان النظر : هل هناك من شربة ماء تقيهما حرارة هذا اليوم ؟
ما أثمن الماء ! وما أغلاه ! وما أنفسه ! وما أعظمه في مثل هذه الحال !
ما أحوج الإنسان إلى شربة ماء ترويه من عطشه العظيم .
ما أحوج الإنسان إلى شربة ماء في مثل هذا الموقف !
إنه لموقف عظيم .
والواجب على المسلم أن يتأمله ، وأن يتدبره .
وتالله لو أنّا تأملنا نِعمَ الله جل وعلا لوجدنا أنفسنا عاجزين عن شكر أقل النعم .
ونعم الله لا تحصى : ((وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا)) .
عباد الله :
في وسط هذه الصحراء التي أقفرت من الحياة إذا بهما يلحظان سوادا من بعيد فاتجها إليه تلقائيا .
أسرعا إلى السواد ، وما إن اقتربا منه إذا هو بشاب يرعى الغنم ، فرحبّ الشاب بضيفيه ، وما إن أدرك عليهما آثار الظمأ والعطش قام مسرعا إلى غنمه يحلب لهما من هذه الغنم لبنا .
ثم شربا – إنها والله نعمة ، نعمة الماء البارد .
ولذا صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله كما في سنن الترمذي :(( إن أول ما يُسأل العبد عنه يوم القيامة من النعيم أن يقال له : " ألم نصح لك جسمك ، ونروك من الماء البارد ))
عباد الله :
بقي في الإناء فضلة وبقية فقال عبد الله بن عمر لهذا الغلام : " اشرب ما تبقى من الإناء حتى لا يفسده الحر " فامتنع الراعي .، فقال ابن عمر : " ولم ؟ "
فلم يجد الراعي بدا من مصارحته بحقيقة الأمر ، فقال له : " إني صائم "
سبحان الله!
أيصوم في هذا اليوم مع شدة حرارته ؟
فأراد ابن عمر رضي الله عنهما أن يكشف عن حقيقة صيام هذا الرجل : أهو صيام حقيقي أم صيام ظاهري ؟ فقال له : أو تصوم في هذا اليوم الشديد الحرارة دونما سبب موجب ؟
فقال هذا الراعي – وعليه أمارات الاستغراب – قال له: " إني أصوم في هذا اليوم اتقاء حر ذلك اليوم "
نعم ، هذا هو الصيام الحقيقي الدءوب لا صيام في رمضان فحسب .
هذا هو الصيام الحقيقي الدءوب عن معصية الله جل وعلا.
صام الناس في رمضان
صلوا في رمضان تلوا كتاب الله في رمضان
وأين هم الآن من صلاة الفجر ؟
هل الله معبود في رمضان فقط ؟
هل الصيام عن الذنوب هل هو في رمضان فحسب ؟
ما أدري كيف أصور حال كثير من الناس بعد رمضان .
أأصورهم بتلك المرأة التي كانت تنسج ثيابها ثم تنقضه ؟
((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً))
ما يليق بك يا مسلم أن تكون كهذه المرأة الحمقاء .
ألا تخاف حرارة ذلك اليوم المهول ؟
إذا سبرتَ حال الناس بعد رمضان على شواطئهم ، على سواحلهم رأيت كأن رمضان لم يأتِ عليهم
أرمضان ذلك الشهر الذي كان السلف الصالح يدعون الله بعده ستة أشهر أن يتقبله منهم لم يؤثر فينا .
أهؤلاء الذين صاموا ، قاموا ، تلوا كتاب الله بكوا من خشية الله ،ماذا جرى ؟
ماذا جرى أمة الإسلام - ؟
إذا سبرت حال الناس في تلك المواقف كأنهم على هذه الأرض مخلدون ، ولكأنهم عليها باقون .
أما تذكرنا شدة حرارة ذلك اليوم .
ما أقسى حرارته !
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين - : (( تُدنى الشمس من العباد مقدار ميل ))
قال سليم بن عامر الراوي : والله ما أدري ماذا يعني بالميل ، أمسافة الأرض أم الميل الذي تُكتحل به العين ؟
وهبْ أنه مسافة الأرض أليست هذه المسافة قريبة جدا يتأذى العباد منها من حرارة الشمس .
ما أعظم هول ذلك اليوم !
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ{1} يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ))
من يتقِ الله يُحْمَدْ في عواقبه
ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استجار بغير الله في فزع
فإن ناصره عجز وخذلانُ
فالزم يديك بحبل الله معتصما
فإنه الركن إن خانتك أركانُ
في ذلك اليوم ، والله لن تنفع صدقة ولا مودة ولا محبة إلا في الله ،
فاغفر اللهم ربي ذنبنا
ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد أسهرنا
قلق أسهرنا جنح الظلامْ
ما أروع هذا الراعي ! أصبح يرقب يوم المعاد ، يخشى الله يتقيه .
بل ما أروع هذا الدين الذي جعل من هذا الراعي إنسانا ، رجلا لا يعبأ بشدة الحر ، ولا بهوله ، لا يهتم بالعطش إنها ثمرة من ثمرات المراقبة التي نحتاج إليها في هذا الزمن :
" أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
ما أحوجنا الحاجة الماسة إلى هذه المراقبة .
ما أدري أصدق فينا قول ابن مسعود رضي الله عنه : " بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان "
أين تلك الجموع ؟
أين تلك الوفود التي تتوافد في صلاة الفجر ؟
أين تلك الأوراد ؟
أين تلاوة القرآن في ذلك الشهر ؟
في الصحيحين : قال عليه الصلاة والسلام : (( يا عبد الله ، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل))
يا مسلم :لا تكن مثل فلان كان يقوم صلاة الفجر في رمضان فترك صلاة الفجر .
يا مسلم : لا تكن مثل فلان كان يقرأ القرآن فهجر كتاب الله .
عباد الله :
أحبّ ابن عمر أن يكشف مرة أخرى عن حقيقة صيام هذا الراعي وعن تقواه
نعم ، فحقيقة التقوى لا يكشفها صلاة ولا صيام ، وإنما كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال وهو يعظ الناس : " لا تنظر إلى صلاة فلان ، ولا إلى صيامه ، ولكن انظر إليه إذا حدّث صدق ، وإذا اؤتمن أدّى ، وإذا همّ بالمعصية ورِع ".
فأراد ابن عمر أن يمتحن هذا الراعي امتحانا حقيقيا ــــــــــ لم ؟
لأن المسلمين لأن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتصروا على الأعداء إلا لكونهم مؤمنين حقا .
إذا ما قلَّبت صفحات التاريخ من غزوة " بدر " امتدادا إلى معركة " القادسية "واليمامة واليرموك ، كان المشركون أضعاف أضعاف المسلمين في العتاد والعدة والعدد ، ومع ذلك فقد كانت راية الإسلام خفاقة على كل أرض ــــــ لم ؟
لأن شعارهم دائما – كما قال الشاعر :
إذا ما خلوتَ الدهر يوما فلا تقل

خلوتُ ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أنّ ما تُخفي عليه يغيبُ
هذا هو شعارهم :
في العيد للأسف نرى تلك الحفلات الغنائية الموسيقية
نشاهد تلك الجموع من الشباب على الشواطئ على أماكن الترفيه
يتراقصون
يغنِّون
بزي أهل الكفر
بزي أهل العهر
سبحان الله !
أهذا هو من شكر النعمة ؟!
إخوان لنا في البلاد الأخرى يُصبُّ عليهم من أنواع البلايا :
من هتك الأعراض
من زهق الأرواح
من سفك الدماء
ونحن نعصي الله عز وجل سرا وجهارا :
نتراقص
نغنَّي
لماذا ؟
لماذا لا يكون هذا الوقت الذي يُستفرغ فيه لمعصية الله عز وجل أن يُسخر للدعاء لهؤلاء المساكين ؟
أين عقولنا ؟
ألا نأخذ على أيدي هؤلاء السفهاء ؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري - : (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ، فكان بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها ، فقال الذين في أسفلها : لو خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذِ من فوقنا ، فإن هم تركوهم هلكوا وهلكوا جميعا ، وإن هم أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ))
فقال ابن عمر رضي الله عنهما مختبرا له ، فقال : " نحن في مسيس الحاجة إلى طعام ، فاذبح لنا شاة ، فبدت الحيرة على وجه الراعي ــ لماذا ؟
لأن الشياة ليست ملكا له ، وما إن لحظ ابن عمر امتناع الراعي أكّد عليه ، فقال :" شاة نأكل منها ، وتأكل منها أنت أيضا "، ولما لم يجد الراعي جوابا كشف له عن الحقيقة المخجلة ، فقال : " إني عبد مملوك ، وهذه الغنم ليست لي ، وإنما هي لسيدي ، فقد أذن لي أن أسقي منها عابر السبيل ، ولم يأذن لي أن أذبح منها شيئا "
لكن اعتذار الراعي أعطى ابن عمر مادة حافلة بالمحرجات لمتابعة امتحانه فقال له :" أين أنت الآن من سيدك ؟ فهو لا يراك ، اذبح لنا شاة ، وسأعطيك ثمنها "
فقال الراعي :" وإذا لم يرغب سيدي فماذا أصنع ؟
فقال ابن عمر رضي الله عنه :" وهل من الضروري أن تخبره ؟
فقال الراعي : " وماذا أفعل بثمنها ؟ "
قال : " تأخذه لك "
فقال الراعي : " والشاة وسيدي ؟"
فقال ابن عمر : " قل له أكلها الذئب "
فقال : " يا رجل أذبح شاةً ، وآخذ ثمنها ، وأقول : أكلها الذئب ؟ "
قال : أجل ، ولن أخبر سيدك بشيء .
ولكن هل تستطيع أن تستر الأمر عن العليم الخبير الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ؟
هل تستطيع أن تستر الخبر عن الذي يعلم خائنة الأعين ، وما تخفي الصدور ؟
أصبح الناس في العيد يجاهرون بالمعاصي محاربة لله .
هل هذا هو من التمام ؟
هل هذا هو من الكمال ؟ أن يقابل هذا الشهر بالذنوب
في الصحيحين : قال عليه الصلاة والسلام : (( كل أمتي معافى – قد لا نعافى من البلايا والمصائب والنكبات – كل أمتي معافى إلا المجاهرين ))
ما هكذا أمة الإسلام يكون التمام ، التمام الكمال ، القبول ، كما قال جل وعلا : ((وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))
نعم تشكرون الله على نعمة الصيام
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
أي تتقون محارم الله ، فتتقون بهذه التقوى عذاب الله .
من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة

ومن علامة رد الحسنة أن يتبعها العبد بسيئة .
هل تستطيع أن تخفي الأمر عن العليم الخبير ؟
فما أقبح التفريط في زمن الصبا
فكيف به والشيب للرأس شاعلُ
ترحلْ من الدنيا بزاد من التقى
فعمرك أيام ، وهن قلائلُ
نعم عمرك أيام ، وهي أيام قلائل :
الجلطة
الضغط
السكر
تعطل الكلى
تليف الكبد
السرطان
كلها نذر ، كلها نذر ، ويا ليت شعري كيف تكون النهاية ؟ أعلى خير أم على شر
يا ليت شعري كيف يكون الختام ؟
أعلى طاعة أم على معصية ؟
تروم الخلد في دار المنايا ( تتمنى أن تبقى في هذه الدنيا هيهات هيهات ))
تروم الخلد في دار المنايا
فقد رام مثلك ما ترومُ .
أين نمرود وكنعان ومن
ملك الأرض وولى وعزل ؟
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم
حيا فما أقرب القاصي من الداني
تنام ولم تنم عنك المنايا

تنبَّهْ للمنية يا نئومُ
أسأل الله عز وجل أن يرحمنا .
ابن عمر رضي الله عنه جعل يلقي عليه بعض الشبه التي ربما يثيرها الشيطان في بعض ذوي الضمائر العفنة ، فقال : " إنك إنسان فقير ، وصاحبك غني ، لا تضره الشاة ولا الشاتان ، وهو يستغل جهودك أبشع الاستغلال "
وبأسلوب المناقشة التي تعتمد على المغالطة تابعقوله فقال ابن عمر: "هبْ أن الذئب عدا على واحدة منها أفلا يضيع ثمنها ؟ "
فقال الراعي : " بلى "
فقال ابن عمر : " ألستَ أفضل من الذئب ؟ "
فقال : " بلى "
فقال ابن عمر : " إذاً لماذا لا تسارع في إعداد شاة لنا ، وسنكتم الأمر بيننا ؟ "
فانفجر الراعي كالبركان الثائر صائحا بأعلى صوته :
" أين الله ؟ "
" أين الله ؟ "
فوصلت هذه الكلمة إلى قلبي عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن دينار ، فجعل يرددان هذه الكلمة :
" أين الله ؟ "
أما اختلجت هذه الكلمة في صدور أولئك الذين يعصون الله، وينسون رمضان ، كأنه لا ذكر له ، ولا أثر؟ .
أما ترددت هذه الكلمة في قلبك يا من تركتَ الصلاة ؟
عيدنا مشوب
والله إن عيدنا مشوب
عيدنا يحتاج إلى إصلاح
دخل رجل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم العيد ، وهو يأكل خبزا ، فقال له :
يا أمير المؤمنين ، أتأكل خبزا في هذا اليوم ، وهو يوم عيد ؟
فقال علي رضي الله عنه :اليوم عيد لمن غُفر له ذنبه
اليوم عيد لن قُبل صيامه
اليوم عيد لمن قُبل قيامه
اليوم عيد ، وكل يوم لا نعصي الله عز وجل فهو لنا عيد
نعم ، ما كان ينبغي لنا أن ننسى رمضان بهذه السرعة ، ما كان ينبغي لنا أن ننساه ، وكيف والنبي صلى الله عليه وسلم لا يريد منا أن ننسى هذا الشهر العظيم ، بل ربطنا بهذا الشهر ، فقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم : (( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ))
هذا هو التمام
هذا هو الكمال
هذا هو قبول الشهر ، يا عاقل ، يا حصيف ، يا رزين .
إن كنا نعقل إن كانت لنا حصافة ورزانة
ما أجمل أن تكون الأمة كلها تخشى الله جل وعلا وتراقبه
فالتفت ابن عمر إلى هذا الراعي يسأل عن سيده ومكانه ، فأخبره ، فأسرع ابن عمر عائدا إلى مكة يسير في طرقاتها متحاملا على نفسه يبحث عن منزل سيد هذا الراعي ، حتى عثر عليه .
فاشترى ابن عمر العبد وما معه من الغنم ، ثم أشهد الناس أنه أعتق الراعي وأعطاه الغنم .
" أين الله "
قال ابن عمر رضي الله عنه :" لقد أعتقته كلمة في الدنيا ، وأرجو أن تعتقه هذه الكلمة في الآخرة "
كلمة ، عبارة توصل إلى مرضات الله جل وعلا
لا تركنن إلى القصور الفاخرة ْ

واذكر عظامك حين تمسي ناخرةْ
فإذا ما رأيت زخارف الدنيا
فقل : يا رب إن العيش عيش الآخرةْ
أي وربي إن العيش عيش الآخرة ، لا عيش سعدى ولا ليلى ، ولا أم سالمِ
لا عيش الأفلام ، لا عيش المسلسلات لا عيش الضياع "، لا عيش النوم لا عيش ترك الصلاة
لا تركنن إلى القصور الفاخرة واذكر عظامك حين تُدفن في قبرك مستوحشا قلقا حيرانا إن لم يؤمنك الله .
ولا أمان إلا بالعمل الصالح .
لا تركنن إلى القصور الفاخرة
واذكر عظامك حين تمسي ناخرة
فإذا رأيت زخارف الدنيا
فقل ياربي إن العيش عيش الآخرةْ
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ، وتوبوا إليه إن ربي كان توابا رحيما
وهذه القصة – عباد الله – ذكرها ابن الأثير ، وذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء ، وذكرها باختصار ابن حجر في الإصابة ، وذكرها الهيثمي باختصار في مجمع الزوائد

الخطبة الثانية
أما بعد ، فيا عباد الله :
ذكرنا آنفا موقفا لابن عمر رضي الله عنهما ولكن هناك موقف شبيه بهذا الموقف لأبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
بينما عمر رضي الله عنه يتعسس المدينة إذ أعياه التعب في الليل فاتكأ على جدار بيتٍ ، فإذا به يسمع امرأة تقول لامرأة : " قومي إلى هذا اللبن ، فامزجيه بالماء "
فقالت هذه المرأة : " يا أمي ألم ينادِ منادي أمير المؤمنين ألا يُمزج اللبن بالماء "
فقالت أمها : " إنك في موضع لا يراك فيه عمر
فقالت البنت : إذا كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا .
وعمر يسمع هذا الكلام كله ، فقال لغلامه أسْلَم : يا أسلم ، علِّم الباب ، واعرف الموضع .
فلما أصبح ، قال عمر : يا أسلم انظر إلى الموضع ، ومن القائلة ، ومن المقول لها
فأتى الموضع فإذا الجارية لا زوج لها ، وإذا بتيك أمها وليس لهما رجل
فجمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبناءه ، وقال : والله لو كان بي حركة إلى النساء ما سبقني إلى هذه الجارية أحد
فقال عبد الله وعبد الرحمن : لكل منا زوجة
فقال عاصم : لا زوجة لي ، فزوجني
فبعث عمر إلى الجارية ، فزوجها من عاصم ، فتزوجت هذه البنت من عاصم ، فولدت هذه البنت بنتا ، وولدت هذه البنت غلاما ،
تُرى ما هو هذا الغلام ؟ الذي هو من صلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
تُرى من هو هذا الغلام الذي جده عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟
إنه عمر بن عبد العزيز الذي عده بعض العلماء خامس الخلفاء الراشدين
يذكر السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء عن هذا الموقف لعمر ، موقف نبيل عظيم :
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين يحمل قربة ذات يوم على عنقه ، فقيل له : لماذا تفعل هذا ؟
فقال : إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها .
بل قال أنس رضي الله عنه سمعته ذات يوم ، وبيني وبينه الجدار، يقول :" بخ بخ ، أمير المؤمنين عمر لتتقين الله أو ليعذبنك ."
سبحان الله !
كلمات تصدر ممن ؟
تصدر من رجل يأكل ، ويشرب مع الناس ، ويمشي بين الناس ، وهم يعلمون أنه من أهل الجنة قد أُعطي وثيقة بدخول الجنة من النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا هو موقفه : يخشى من الله جل وعلا ، فكيف بنا ؟
لا وثيقة بدخول الجنة
لا وثيقة بالبراءة من النار
ومع ذلك ذنوب كثيرة ، وأعمال قليلة ، وإذا عملنا عملا يسيرا أعددنا أنفسنا في مقام الزهاد ، والعُبَّاد
سبحان الله !
(( لتتقين الله يا ابن الخطاب أو ليعذبنك ))
لا أستطيع لا أنا ولا غيري ، مهما أوتي من فصاحة أن يُعبر عن دقائق هذا الموقف إلا إذا أراد أن يفسد معناه .
(( لتتقين الله يا ابن الخطاب ،أو ليعذبنك ))
بهذه الاستقامة
بهذه الطاعة
انتصر المسلمون
هذا هو الإيمان الذي اجتاز الحدود
هدّم السدود
وحطَّم القيود
أتطلبون من المختار معجزة
يكفيه شعب من الأموات أحياه
إنها الاستقامة التي تحصل بها السعادة
هل المادة ، هل الأموال ، هل النوم ، هل الضياع هل ترك الصلاة يجلب السعادة ؟
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيدُ
ولكن أقول :
حاسبت نفسي لم أجد لي صالحا
إلا رجائي رحمة الرحمن
ووزنت أعمالي عليّ فلم
أرً في الأمر إلا خفة الميزانِ
وظلمت نفسي في أموري كلها
ويحي إذاً من وقفة الديَّانِ
يا ربِ إن لم ترضَ إلا ذا تقى
من للمسيء المذنب الحيرانِ
أنا العبد المقر بكل ذنب
وأنت السيد المولى الغفور
فإن عاقبتني فبسوء فعلي
وإن تغفر فأنت به جديرُ


أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى في هذه الساعة ، ولعلها أن تكون ساعة مستجابة ، أسأله جل وعلا أن يتقبل منا صيامنا ، وقيامنا ، وسائر أعمالنا ، وأن يجعلنا من عتقائه من النار ، وأن يجعلنا من أهل الجنة الفائزين في الدار الآخرة



lvhrfm hggi : hgado .d] hgfpvd hgjov[




فارس آدم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2013, 04:45 PM   #2
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي رد: مراقبة الله : الشيخ زيد البحري

جزاك الله خير



عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-20-2013, 12:21 AM   #3
افتراضي رد: مراقبة الله : الشيخ زيد البحري

جزاك الله خير وبارك الله فيك



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مراقبة الله تَعَالَى‏ الرهيب المواضيع الاسلامية 8 07-15-2016 11:17 AM
مناقب علي رضي الله عنه : الشيخ زيد البحري فارس آدم المواضيع الاسلامية 2 10-20-2013 12:33 AM
مناقب عمر رضي الله عنه: الشيخ زيد البحري فارس آدم المواضيع الاسلامية 1 10-20-2013 12:16 AM
تفسير قوله ولكن الله ألف بينهم : الشيخ زيد البحري فارس آدم الصوتيات الاسلامية 2 07-08-2013 02:35 AM
مراقبة الله ريم العنزى المواضيع الاسلامية 2 04-29-2013 04:59 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 09:57 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75